سياسة التلون: هل هو ابتزاز للسلطة للتموقع أم هو الموقف الحقيقي لإخوان الجزائر من قضية الصحراء الغربية المحتلة؟

[سندباد علي بابا]

سياسة التلون: هل هو ابتزاز للسلطة للتموقع أم هو الموقف الحقيقي لإخوان الجزائر من قضية الصحراء الغربية المحتلة؟




الذين يستسلمون لأمريكا في الصحراء (أي تصفية القضية الصحراوية) عليهم أن يستسلموا لأمريكا في فلسطين (أي تصفية القضية الفلسطينية)




الذين يستسلمون اليوم للحل الأمريكي المفروض في الصحراء الغربية (أي تصفية القضية الصحراوية) عليهم أن يستسلموا للحل الأمريكي في فلسطين (أي تصفية القضية الفلسطينية) لأن الكيان الصهيوني والمغرب احتلال ويتعارض مع قرارات ولوائح الأمم المتحدة ذات الصلة.


الذين يقبلون اليوم بالحل الأمريكي في الصحراء الغربية خارج إطار قرارات ولوائح الأمم المتحدة (أي تصفية القضية الصحراوية) عليهم أن يقبلوا في المستقبل القريب القبول بالحل الأمريكي في فلسطين خارج إطار قرارات ولوائح الأمم المتحدة (أي تصفية القضية الفلسطينية) وبعدها في قبول مشاريع أمريكا في قارة إفريقيا أي استبدل شعوب بشعوب وتهجير وتطهير عرقي لها.


الإخوان يدعون لتبني سنة أمريكية جديدة ستجعل أمريكا وكالة عقارية خاصة (سمسار أراضي دول العالم الجديد) تَهِب أراضي الدول من الذي يملك إلى الذي لا يملك




((...ومن أهم المهام التي جاء من أجلها الدبلوماسي "جوشيا هاريس" إلى الجزائر، وفق ما بينه في لقائه الصحفي الذي نشرته السفارة الأمريكية في موقعها الالكتروني، مناقشة ملف الصحراء الغربية ومناقشة الحلول السياسية الواقعية في إطار مبدأ تقرير المصير (الاستسلام للاحتلال المغربي أصبح واقعية عند هذا الإخونجي).


والذي يجب الانتباه إليه مما يُفهم من الدمج بين المحافظة على مبدأ تقرير المصير والدفاع عن المقاربة المغربية من قبل الأمريكيين، وكتابة هذه المقاربة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الصادر في أكتوبر الماضي كخيار من الخيارات، وتداول الموضوع مع الصحراويين من قبل ديميستروا، يدل على أن المقصود من المحافظة على مبدأ تقرير المصير في ما يقوله الدبلوماسيون الأمريكانيون والأمميون إنما هو الدفع ليتجه تقرير المصير هذا نحو مقاربة الحكم الذاتي وأن على البوليزاريو أن يقبل ذلك وأن على الجزائر وموريتانيا المساعدة على ذلك، ولا تدل الصرامة التي يتحدث بها الأمريكان بأن ثمة خيار آخر جوهري يمكن التفكير فيه غير هذا (الأمر حسم من رب العالم أمريكا وما على البطحة إلى انزال السراويل والاستسلام لرب الإخونج أمريكا هذا الذي يفهم من كلام رئيس الحركة السابق).

وإذا علمنا أن أمريكا هي صاحبة اليد الطولى (مدح وتمجيد للأمريكي القوي الذي بيده الحياة والموت في هذا العالم حسب رأي رئيس الحركة السابق) في أروقة الأمم المتحدة في هذا الموضوع وأن الدول العظمى الأخرى لا تهتم كثيرا بهذا الشأن (يريد أن يقول أن الشرق تخلى عن البطحة للوقيعة بينهما ليضمن ارتماء البطحة في الحضن الأمريكي) لا يُتوقع وقوع تحول كبير في الملف يعاكس إرادة الأمريكيين. فأمريكا كما قال "جوشيا هاريس": "هي حامل القلم لملف الصحراء الغربية لدى مجلس الأمن" وهو في هذا يضغط لعدم بقاء الفرقاء في المقاربات السابقة (يقصد تقرير المصير الذي كفلته لوائح الأمم المتحدة) التي يقول عنها بأنها لم تحل المشكل ويوصي بالتحلي -حسب زعمه – ب"الإبداع والبراغماتية والواقعية" ويهدد تهديدا مبطنا بأن "بلده سيستعمل نفوذه للوصول إلى حل دائم يصلح للصحراويين.
"
لا يهم ما نعرفه عن رأي الأمريكانيين في ملف الصحراء الغربية، فانحيازهم للأطروحة الرسمية المغربية معروف بل خيار المغرب هو خيارهم، واعتبارهم السلطة المغربية جزء تابعا وخادما في المحور الغربي غير خاف على أحد.
إن السؤال المطروح هو: هل استجدّ شيء ما في المقاربة الجزائرية في ملف الصحراء الغربية؟ وهل ستخضع السلطات الجزائرية للضغوطات أو الإغراءات الأمريكية؟ وهل ثمة حل مطروح على الجزائر يضمن مضي المقاربة المغربية مع امتيازات ما للجزائر (محاولة اغراء السلطة بالنعيم الأمريكي الذي سيعود على البطحة في حالة ارتمائها في حضنه)...))
مُقتطفات من مقال لــ عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة حمس الإخوانية وأحد أعضاء مجلس الشورى للحركة على منصته في الفي.. بوك.