نشهد هذه الايام عودة ظاهرة الاكتناز بقوة خاصة في ظل الازمات التي تتخبط فيها البلاد الناتجة عن انخفاض سعر البترول، والاكتناز هو عملية حفظ للمال دون استعماله (تدويره) في عجلة الاقتصاد ويكون هذا الاحتباس للمال اما عن طريق تخزين النقود في شكل سيولة أو شراء عقارات ومنقولات كالذهب والسكنات ...الخ وحبس هذه الاموال اي توقيفها عن اداء نشاطها الاقتصادي، وللاكتناز افة خطيرة على المجتمع وعلى هويته ندكر من بينها:
يؤدي الى زيادة الفقر وما يترتب عنه من آفات
يؤدي على مسح هوية المجتمع الاسلامية نتيجة لجوء الدولة الى الاستدانة من الخارج وما يترب عنه من تدخلات غير مباشرة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية التربوية والدينية والثقافية.
هذا ونجد ان نسبة الاكتناز تختلف حسب اختلاف شرائح المجتمع نتيجة ضعف الوازع الديني والثقافي لآفة الظاهرة فنجدها تكثر في وسط النساء خاصة العاملات حيث يقمن معظمهن بصرف الرواتب في شراء الحلي وتخزينها وبالتالي ادت هذه المرأة الى وأد رأس مال ضخم كان من المفروض ان يستثمر في انشاء مؤسسة صغيرة أو مشروع مثمر، كذلك هناك بعض الرجال خاصة من كبار السن من يكتنز امواله في البيت أو يشتري قطعة ارض يحبسها دون استغلالها أو يحبس رواتبه في حسابه الجاري ccp ... الخ وبالتلي يؤدي الى نفس النتيجة بل وتجده يبخل حتى اقاربه في اعطاء معونة لاحدهم قصد عمل مشروع
ولقد نهى الدين الحنيف عن اكتناز المال لما له من اثار وخيمة على الفرد والمجتمع قال تعالى ** والذين يكنزون الذهب والفضة لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم** سورة ال عمران .
والله المستعان