أردوغان والرقص على أرض طالبان. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أردوغان والرقص على أرض طالبان.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-06-25, 01:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 أردوغان والرقص على أرض طالبان.

أردوغان والرقص على أرض طالبان.

اليوم أردوغان يطرح نفسه بديلاً عن السعودية [التي كانت تلعب في الماضي القريب دوراً على غاية من الأهمية مع الجماعات الإسلامية المسلحة] في أكثر من مكان بدءً بليبيا وليس انتهاءً بأفغانستان.
فبعد أن قررت الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان هاهي تركيا اليوم بقيادة أردوغان تطرح نفسها بديلاً لأمريكا لملأ الفراغ الذي ستتركه هذه الإمبراطورية المهزومة في أكثر من بلد وزمن في هذا البلد الفقير الممزق بالحروب الأهلية والاستعمار والاحتلال منذ عقود.
قد تكون المبادرة من أمريكا أو أن الفكرة هي من بنات أفكار النخبة الحاكمة في تركيا والتي قد تندرج ضمن مشروع العثمانيين الجدد للمنطقة التي كانت تحت طائلة الحكم العثماني وربما تتجاوز حدود الدولة العثمانية الغابرة.
يعتقد الأمريكان وحتى أردوغان أن عامل القرب الديني والتاريخي بين حكام تركيا اليوم وحركة طالبان كفيل بقدرة تركيا على التحكم بالوضع في أفغانستان بداية من مطار كابول إلى باقي مناطق أفغانستان وربما اقناع الحركات الإسلامية المسلحة وبخاصةحركة طالبان للانضواء بعد مدة في مشروع الدولة الأفغانية ما بعد السوفييت وما بعد الحرب الأهلية وما بعد الاحتلال الأمريكي وبعد ذلك تتوج في نهاية المطاف بالإنضواء في مشروع الإمبراطورية العثمانية الجديد والعثمانيين الجدد.
فأمريكا وبعد فشلها الذريع في أفغانستان وتراجعها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً على مستوى ريادة العالم تريد استقراراً لا يُفسد على حلفائها أمنهم بعد تراجعها وتخلفها إلى الوراء وأن لا تتكرر مأساة 11 سبتمبر 2001.
أمريكا اليوم وبعد ما أصاب حلفاءها التاريخيين السعوديين من أزمات وملاحقات بسبب اتهامهم بالمسؤولية في العمليات الإرهابية التي تحدث في العالم والتي كشفت عليها في آخر المطاف أحداث 11 سبتمبر 2001 وبعد ضعف السعودية مادياً بسبب أفول عصر النفط تتخذ من تركيا بديلاً عن السعودية في أكثر من مكان ومن جماعات السلفية والوهابية إلى جماعات الإخوان المسلمين.
لن تجد تركيا صعوبة في التواصل مع حركة طالبان أكبر قوة و أعظم الجماعات الإسلامية تشدداً في أفغانستان والتي تُسيطر على 80 بالمئة من أرض هذا البلد المسلم، والفضل يعود إلى العلاقات القوية التي تجمع بين القطريين وزعماء حركة طالبان، فقد لعبت قطر طوال الوقت الوسيط بين أمريكا وحركة طالبان، كما أن قطر وفرت من خلال قناة الجزيرة سيئة الصيت منبراً إعلامياً قوياً لحركة طالبان طوال الفترة الماضية وكانت تتحصل على الحصرية في لقاءت تلفزيونية مع زعمائها وقادتها ومع قادة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والظواهري الذين تستضيفهم حركة طالبان، بل يكاد يكون هذا الوجود هو الذريعة التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لاحتلال هذا البلد، وقطر كما يعلم الجميع هي أكبر حليف لأردوغان ولتركيا في ظل حكم حزب إسلامي العدالة والتنمية.
لكن يبقى هناك معطىً غائباً على أمريكا وتركيا وقطر وهي أن حركة طالبان هي بالأساس حركة سلفية صحيح أنها من صُنع المخابرات الباكستانية بتوصية من مخابرات "السي أي أي" ولكن أصولها الفكرية والمادية والتمويل وفي التسليح سعودي سلفي وهابي.
لذلك فمن غير المرجح أن تقف السعودية مكتوفة الأيدي وهي ترى عدوها اللدود الذي يهدد حُكم الأسر الخليجية وبخاصة السعودية ونعني به أردوغان والأتراك يقضمان أرضاً جديدةً ويضمانها إلى مشروع الخلافة العثمانية وهي تعلم علم اليقين أن الدور أتٍ عليها وعلى مشيخات الخليج واحدة بعد الأخرى دون أن تتحرك ساكناً.
ما هو مؤكد أن طالبان حركة جهادية سلفية فكرها نابعٌ من مشايخ ومناهج ومدارس السعودية وهي تُريد انشاء دولة اسلامية وهي لم تخض كل هذه الحروب وهذا العناء ليأتي أردوغان في الأخير كي يقنعها بقبول فكرة دولة على شاكلة بلاده أو أي بلد آخر ولو حتى على شكل دولة باكستان أو حتى السعودية المحافظتين، لذلك فمن غير المرجح وعلى تسليمنا بوجود علاقة تاريخية [أفغانستان كانت جزء من الدولة العثمانية] ودينية [كلاهما بلدان مسلمان وكلاهما بلدان سنيان وكلا الجماعتين حزب العدالة وأردوغان من جهة وحركة طالبان مسلمون وسنيون] بين حركة طالبان وتركيا اليوم بقيادة حزب إسلامي إخواني العدالة والتنمية أن تقبل حركة طالبان بطرح أردوغان.
ظفر أردوغان بأفغانستان المحسوبة فكرياً وايديولوجياً على المدرسة الدينية السعودية لن تسمح به السعودية أبداً لأنها ترى فيه السعودية خطراً داهماً عليها فهو استكمالاً لمشروع العثمانيين الجُدد والذي إذا كُللت خطوات أردوغان وتركيا بالنجاح في غرب آسيا [بعد القوقاز"ناغورنو كاراباخ، وأذربيجان" وشمال إفرقيا "ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب" التي صعد فيهم الإسلام السياسي الإخواني] فإن الدور لا محالة أتٍ على دول الخليج وبخاصة السعودية [الأخت الكبرى] أي الجائزة الكبرى [مكة والمدينة].
السعودية اليوم مُكبلة باتهمات تطالها من أطراف غربية بدعمها للإرهاب ويُلاحقها قانون "جيستا" ومُتهمة بأحداث 11 سبتمبر 2001 ومُتورطة حتى أذقانها في اليمن وخرجت خالية الوفاض من الحرب على سوريا وتعيش ظروف اقتصادية صعبة بسبب انخفاض مداخيل النفط نتيجة تدني أسعاره، والغرب حتى يُقلل حجم صدمة أزمته الاقتصادية يتصيد العثرات للسعودية حتى يبتزها مالياً ويستنزف ما تبقى لها من أموال على ضخامتها سواءٌ استثمارات أو أموال وودائع في بنوك غربية ولذلك فمن المستبعد أن تدخل في صراع بشكل مباشر مع الأتراك على أرض طالبان ولكنها من المؤكد أنها ستدفع بشخصيات سعودية سياسية ودينية لها علاقات قوية بحركة طالبان للنيل من الأتراك وتحطيم حُلمهم الذي السعودية جزء لا يتجزء منه في نهاية الحكاية العثمانية الجديدة.
قد تقبل حركة طالبان بتأثير من قطر المتحالفة مع الأتراك بالعمل مع أردوغان حتى يوفر باب آخر من الاسترزاق كما فعل مع مهاجري سوريا ومساومة الأوروبيين بهم، وقد تنقسم حركة طالبان إلى شقين أحدهم مع أردوغان الذي يشاركهم الصفة "إسلامي" مثلهم وآخر مع السعودية.
قد تدخل الإمارات العربية على الخط لافساد هذا المشروع الأمريكي للمنطقة والذي استبدل فيه السعوديين والوهابيين بالأتراك العثمانيين والإخوان لتحقيق ما فشلت فيه الجماعة الأولى.
كما أنه من المرجح أن يكون لإيران دوراً ما فأفغانستان تشترك مع إيران في الحدود وهذه الدولة الأخيرة معنية بشكل أو بآخر بما يجري في هذا البلد المسلم، ودخول إيران أيضاً يمليه التنافس على قيادة العالم الإسلامي ولإيران علاقات طيبة مع قادة طالبان، فإن كسب أردوغان شيعة أذربيجان فإنه ليس مستبعداً أن تكسب إيران سنة أفغانستان.

بقلم: الزمزوم








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc