هو رمز من رموز بلدة تغزوت الطيبة، وهو من بين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هذا الشخص البسيط والفقير الى ربه كما يحلو له ان ينعت نفسه والذي امتدت اعماله الخيرية الى اكثر من نصف قرن وفي شتى الميادين بدون انقطاع الا وهو الحاج احفوظة، والذي قضى حياته في خدمة بلده، وهو الذي كان كمحاسب بسيط عند عدة خواص، لكن تحركاته يمكن ان تشيد قصورا بحالها، وهو الذي يقال عنه انه عبارة عن جمعية تسير في الارض، ولقد امتدت اعماله لدرجة انه اصبح مقصد العام والخاص وقد نجحت عدة مشاريع في البلاد بفضل مساهمته .
اما عن مولده فيقول رحمه الله في مذكراته " انا العبد الفقير إلى مولاه احفوظة بن محمد بن جاب الله" ولقب العائلة هو "داسي" ولدت بتغزوت سنة 1924م واتممت ختم القران العظيم كتابة وعرضا على الطالب لا حفظا وهذا في سنة 1940م، وتحصلت في هذه السنة على الشهادة الابتدائية بالفرنسية من مدرسة قمار، وكان لها شانها انذاك، اما السلوك فكان حسنا والحمد لله والمثل يقول "الحق ما شهدت به الاعداء" وفي سنة 1940م ايضا وفي مدرستنا قرر المدير انشاء شهادة اولى للسلوك وحسن السيرة فكنت اول متحصل عليها.
اما من الجانب العقائدي والذي له دور اساسي في حياة المؤمن ففي ساعة مباركة وكانت اسعد ساعات عمري الثمانين التقيت صديقا لي في مكان المدرسة بتغزوت وبالضبط في الباب الضهراوي وهو "سليماني محمد بن الحسين" وجاء لزيارة والديه بالبلدة حيث كان مقيما بخنشلة يحترف التجارة وكان منخرطا في جمعية العلماء المسلمين ومتحمسا لها فدار بيننا حديث حول بعض الامور العقائدية، وتلا علي العديد من الايات الداعية للتوحيد، ففي تلك النصف ساعة اقتنعت وعزمت على السير في درب الاصلاح، واما اولياء الله والصالحين فسيجازيهم الله عن اعمالهم بالجنة لانه لايضيع اجر من احسن عملا.
وفي سنة 1943م لما سافرت الى الجزائر العاصمة حالفني الحظ حيث سكنت مع ابناء عمتي وهم من الملتفين حول جمعية العلماء المسلمين الداعية للتمسك بالكتاب والسنة. وفي الاسبوع الاول من زيارتي صاحبت الحسين ابن عمتي الى نادي الترقي لحضور دروس الشيخ الطيب العقبي ككل يوم احد من ايام رمضان الى ان توفي الشيخ.
هذا هو الحاج احفوظة وبعض من حياته التي يرويها هو في مذكراته ، وللحاج احفوظة أعمال خيرية عدة قام بها من اجل النهوض للبلدة ومن هذه الأعمال:
الجانب الديني:
-طلاء المسجد العتيق
-بناء مسجد السلام
-بناء مسجد إبراهيم الخليل
-مسجد أبي بكر الصديق
الجانب السياسي:
-انتخابات المجلس الجزائري 1948م
-جمعية التعاضد السوفي
-الكشافة الإسلامية
الجانب الثقافي والاجتماعي:
-بناء المدرسة العربية
-تأسيس المدرسة الفرنسية
-تلقيح الأطفال ضد البوحمرون
-الوقوف إلى جانب اليتامى والمعوزين
-تأسيس نادي بقوزة
وهكذا هو الإنسان الفقير إلى ربه كما يحب أن يصف نفسه كان عبارة عن جمعية خيرية متحركة فكان كل همه رحمه الله هو النهوض بهذه البلدة وتوعية الناس فنسال الله أن يتغمده برحمته انه على كل شيء قدير.