حصص استدراكية للدفعة الأولى من تلاميذ “السانكيام الجديد”

[محمد علي 12]

ضمن خطة علاجية لأصحاب التقديرات الضعيفة لرفع مستواهم
حصص استدراكية للدفعة الأولى من تلاميذ “السانكيام الجديد”
أفرجت وزارة التربية الوطنية عن الإجراءات العملياتية الواجب إتباعها في إجراء “المعالجة البيداغوجية”، أو ما يصطلح عليها بحصص الاستدراك، لنتائج تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، إذ تقرر برمجتها لأول مرة مطلع الدخول المدرسي المقبل 2023/2024، وستمس تلاميذ الخامسة ابتدائي المعيدين وكذا تلاميذ من الأولى متوسط الذين يمثلون فئة الناجحين في الدفعة الأولى في امتحان “السانكيام الجديد”، وذلك بغية سد الثغرات ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات المشخصة لديهم، ومن ثمّ، تحسين مستوى التحصيل المعرفي لديهم، بما يمكّنهم من مواصلة بناء تعلماتهم بيسر.
وأوضحت الوزارة، من خلال المديرية العامة للتعليم، في المراسلة الصادرة بتاريخ 19 أوت الجاري، والحاملة لرقم 214، بأنه تقرر، وبداية من السنة الدراسية القادمة، اعتماد آلية “المعالجة البيداغوجية” كإجراء كفيل بسد الثغرات لدى المتعلمين، لتمكينهم من تجاوز الصعوبات المشخصة لديهم، وذلك لكي يتسنى لهم مواصلة بناء تعلماتهم في المستقبل بسهولة.
وبخصوص التعليم المتوسط، أعلنت ذات المديرية بأن “المعالجة البيداغوجية”، ستمس، بشكل خاص، تلاميذ الأولى الذين يمثلون الدفعة الأولى للناجحين في امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي والذي يعرف بـ”السانكيام الجديد”، والمتحصلين على التقديرين “تحكم جزئي” و”تحكم أدنى”، إذ سيتم تكليف أستاذ التعليم المتوسط بمهمة إنجاز “خطة علاجية” لفائدتهم، من خلال الاستناد إلى مخرجات “الشبكات التحليلية” الخاصة بالمواد الممتحنة، علاوة على استغلال الموارد الرقمية التي توفرها الأرضية الرقمية للوصاية، فضلا على استثمار النتائج الواردة في “دفاتر تقييم” مكتسبات تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي.

برمجة “المعالجة” فرديا أو جماعيا في الأسبوعين الأولين من الدخول
كما أشارت المديرية نفسها إلى أن “حصص الاستدراك”، تنجز بصفة فردية أو في مجموعات صغيرة، باعتماد طرائق “البيداغوجيا التشاركية”، وذلك خلال الأسبوعين الأول والثاني من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، إذ تستهدف التلاميذ الذين يشتركون في الصعوبات المتعلقة ببعض المكتسبات الأساسية للمادة الواحدة، على أن تبقى “المعالجة” ساري العمل بها خلال السنة الدراسية، شريطة إجرائها وفق ما أسمته الوصاية بـ”تسلسل التعلمات”، وعلاقتها بالكفاءات المستهدفة، بغية تمكين التلاميذ من بناء تعلمات جديدة.
وأعلنت المصالح ذاتها، أن” المعالجة البيداغوجية”، تنطلق في مرحلة التعليم المتوسط، بإجراء مدير المتوسطة قراءة دقيقة وشاملة لنتائج التلاميذ المنتقلين إلى السنة الأولى متوسط، انطلاقا من المعطيات التي توفرها الأرضية الرقمية، للتعرف على “البنية النسقية” للكفاءات التي يمتلكها هؤلاء التلاميذ في كل مادة، وحصر النقائص التي أفرزتها الشبكات التحليلية، وعلى ضوء ذلك، تدرس مجالس التعليم، التي تنعقد في الأسبوع الأول من التحاق الأساتذة، نتائج ذات الفئة من المتعلمين، ومن ثمّ، وضع تصور لكيفيات معالجتها ضمن السيرورة التعليمية، التعلمية خلال السنة الدراسية، بالأخذ بعين الاعتبار عدة معايير ومن أبرزها اختلاف طبيعة الصعوبات وعمقها ومدى تكرارها لدى المعنيين.
أما بخصوص “المعالجة البيداغوجية” في مرحلة التعليم الابتدائي، فأكدت الوزارة على أنها تنطلق بإجراء مدير المدرسة الابتدائية قراءة دقيقة وشاملة لنتائج كل التلاميذ، انطلاقا من المعطيات التي توفرها الأرضية الرقمية، للتعرف على “البنية النسقية” للكفاءات التي يمتلكها التلاميذ في كل مادة، ليتم الانتقال إلى مرحلة حصر النقائص التي أفرزتها الشبكات التحليلية، على أن يتم، في الأخير، وضع خطة لكيفيات تفادي أسباب وقوع التلاميذ في الصعوبات نفسها مستقبلا، وذلك عقب قيام مجالس الأساتذة التي تنعقد في الأسبوع الأول من التحاق المربين بدراسة نتائج المعنيين.
وبشأن تلاميذ أقسام الخامسة ابتدائي المعيدين، أوصت الوزارة بضرورة التركيز معهم على معالجة الصعوبات التي شخصت لديهم بصفة فردية، مع اعتماد الأساليب التي يراها الأساتذة أكثر نجاعة في تجاوز الصعوبات وإرساء التعلمات.
وفيما يتعلق بأدوار المتدخلين في عملية “المعالجة البيداغوجية”، في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط، أوضحت الوصاية بأن مديري التربية للولايات، مطالبون، وجوبا، بعقد لقاءات مع مديري المتوسطات وحثهم على إعطاء الأهمية اللازمة للمعالجة البيداغوجية، علاوة على السهر على إلحاق المتوسطات على الأرضية الرقمية بمفتشي المواد، بالإضافة إلى الحرص على تسليمهم معلومات الولوج لمنصة “تقييم المكتسبات” إلى المفتشين، فضلا على متابعتهم عملية المعالجة البيداغوجية، وذلك بالتنسيق مع مفتشي التعليم الابتدائي للمواد ويسهرون على تنفيذها.
وحثّت الوزارة الوصية جميع المتدخلين المباشرين، وهم مفتش المادة ومدير المتوسطة وأستاذ المادة، ومستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، التنسيق فيما بينهم لأجل إنجاح حصص الاستدراك المجانية، وذلك لما تكتسيه من أهمية في السيرورة التعليمية، التعلمية.
وأكدت الوزارة على أن الإجراء قد اتخذ تنفيذا لبرنامج عمل الوزارة، المنبثق عن مخطط عمل الحكومة، وذلك بغية الشروع، رسميا، في إعادة النظر في منظومة الامتحانات المدرسية الرسمية وتكييفها، من خلال العمل على استغلال نتائج تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي للسنة الدراسية المنصرمة 2022/2023، ذي الطابع التحصيلي، التشخيصي ببُعد تكويني، واستثمارها بيداغوجيا في مرحلة التعليم الابتدائي، وفي السنة الأولى من مرحلة التعليم المتوسط.