الثورة العقيم

[الحاج بوكليبات]

الثورة العقيم
صحلكم هذا

تستحق الأحداث التي دارت على مدار العامين المنصرمين تسميتها بالثورة العقيم.


كل الثورات في التاريخ وحتى التي حدثت في بلدان ما يسمى الربيع العربي حققت أشياء ولو بشكل متفاوت، ونتائج مختلفة سلبية أو إيجابية (إلا من وجدت عقبات قاهرة أمامها وأقوى منها قضت على مشروعها المنشود) إلا الثورة في الجزائر.

قد يقول قائل: ثورتنا منعت العهدة الخامسة و"أطاحت" بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. (على بعد أسابيع قليلة جداً من انتهاء عهدته الرابعة بشكلها القانوني والرسمي ولم تكن بآيدي الشعب بل بآيدي النظام "المؤسسة العسكرية في عهد القايد صالح" في إطار المادة 102 من الدستور السابق).

ونرد لنقول: أن النظام أو جزء منه أو بعبارة أدق أن جناحاً قوياً في السلطة آنذاك كان ضد العهدة الخامسة، بل ضد العهدة الرابعة لذلك تم الإطاحة برموزه بعد نجاح تمرير العهدة الرابعة.

وبالتالي الثورة إذا كانت قضت على مشروع العهدة الخامسة للرئيس السابق فهذا كان هدف معلن للنظام أو لذلك الجناح القوي فيه والذي جزء منه كان في السلطة وآخر أُحيل على التقاعد أو حُوكم وسُجن.

ما يؤكد هذه الحقيقة ظهور قادة من هذا الجناح وهم في السلطة آنذاك مع المتظاهرين يقفون معهم ويهتفون معهم برفض العهدة الخامسة [المنجل] أحد أبطال النوفمبرية الباديسية والياقوتة الحمراء، ناهيك عن أولئك الذين خرجوا أو أُزيحوا من السلطة وساهموا بشكل كبير في منع مرور العهدة الخامسة.

الشيء الوحيد الذي حققته الثورة هي أنها أهانت مجاهداً كبيراً [شعب حقار يعترف بالعصا فقط] له مكانة لدى أغلبية العالم إن لم يكن كلهم من طراز وطينة عبد العزيز بوتفليقة الذي كرس حياته لخدمة هذا البلد مجاهداً برتبة رائد في جيش التحرير الوطني، ثم وزيراً للخارجية في العصر الذهبي للجزائر أيام الراحل القائد هواري بومدين، وعندما كانت الجزائر تنزف بسبب الحرب الأهلية التي استمرت لعشر سنوات لبى النداء، واستطاع إبعاد المؤسسة العسكرية من التدخل في السياسة لمدة عشرين سنة، كما أنه بحنكته وذكائه المعهود استطاع إبعاد كل أولئك الذين تورطوا في العشرية السوداء من الإسلاميين والعسكريين، وأنه نجح في لم الشمل وبلسمة جراح الشعب الجزائري، وأرجع الكرامة للجزائريين في المطارات الدولية [قضى على صفة الإرهابي التي كانت تلتصق بالجزائري]، وقضى على المديونية حيث ترك البلد 0 مديونية ، وأقلع بالاقتصاد الوطني، وغير من وجه الجزائر من خلال المشاريع الكبرى في 48 ولاية والتي تشهد له اليوم على ذلك.

فالثورة في الجزائر تتطابق إلى حد كبير مع الثورة في مصر [والتي يصلح أن نطلق عليها تسمية الثورة العانس] ولكن مع إختلاف في التفاصيل فقط، لأنها أزاحت مبارك وجاءت بالسيسي وهما صادران من نفس المعين.

إذن، ليس هناك تسمية تليق بأحداث الجزائر التي انطلقت سنة 2019 واستمرت لسنتين إلا تسمية الثورة العقيم.

بقلم: الحاج بوكليبات