نظرة أصولية لتاريخ القانون

[قاصِرَةُ الطّرْف]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

هذا الموضوع خاص بطلبة الحقوق و كل من له علاقة بالقانون و الحقوق عامة

كما تعلمون أن التشريعات و النظم القانونية الحالية ماهي إلا تهذيبا لنظم سابقة بل إن بعضها يحمل في طياته و ثناياه قواعد مستقاة من التشريعات السابقة ، لذلك لا يمكن إدراك و إستعاب و فهم التشريعات الحالية دون الرجوع الى الأصول التاريخية لها

من خلال هذا الموضوع سآخذ بأيديكم إلى زمن القانون سابقا إلى غاية وصولنا الى زمن النوازل المعاصرة

بطريقة سهلة و ميسرة و موجزة و مفهومة و بأسلوب شيق

فهيا معي لنبحر في عالم القانون و نعرف اصوله التاريخية

مستندة في ذلك بكتب عندي في مكتبتي أقرأ ثم أختصر لكم بأسلوبي إن شاء الله

و سيكون متجدد بحول الله

[قاصِرَةُ الطّرْف]

أولا : ولادة القانون :
بمنظور فقهاء القانون كان في بادئ الامر القوة هي التي تنشئ الحق و تحميه و تنتهكه أي ان القوة هي التي تلد القانون وتنشئ نظامه لكن الحقيقة التاريخية تبرز لنا دور الكتب السماوية هي أصل ولادة القانون فنأتي الى مرحلة العرف الذي انشأ القانون بحكم ان الكتب السماوية كلام رباني اما القانون وضع من البشر فقوته الإلزامية الطويلة جعلت من الإنسان ان يهتدي و يكتبه
من خلال هذه الأسطر نفهم بأن قانون كان كالطفل مر بمراحل
مرحلة القوة
ثم المرحلة الدينية
ثم المرحلة العرفية
ثم مرحلة الكتابة

يتبع ..

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ثانيا : أسباب ساعدت القانون في الظهور و الولادة :
كانت العقائد سببا لسن القوانين ..كانت تلك القوانين مستوحاة من تصور تلك المجتمعات ..فكلما كانت العقيدة سليمة كان القانون منطقي و إذا كانت عكس ذلك كان القانون همجي و غبي
الإقتصاد كان سببا ثانيا بعد العقيدة في ولادة القانون فهو يتأثر فيه من خلال تطوره
المجتمع كان سببا ثالثا بعد العقيدة و الإقتصاد ...فما القانون سوى ظاهرة إجتماعية ولد لأجل تنظيم المجتمع

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ثالثا : أول حضارة نشأ فيها القانون
1/ بلاد ما بين النهرين ( دجلة و الفرات ) أو ميزوبوتامي :
كان فيها امبراطورية عظمى تسمى بالإمبراطورية البابلية ..و كان يتربع على عرشها الملك حامورابي من خلال هذه الامبراطورية اسس نظام حكم خاص به و أتى بقانون يسمى بقانون حمو رابي ( مع العلم ان هناك قوانين قبله لكن لم تكن معروف من بينها أورنامو و اشنونة و عشت لابيت و القوانين الآشورية )
سنركز على قانون حموربي نظرا لشهرته و بصمته التاريخية
يتبع إن شاء الله..

[قاصِرَةُ الطّرْف]

2/ نظام الأسرة في قانون حمو رابي :
نبدأ بالزواج :
أركانه : الزوج- الزوجة- الولي - الشهود
و يشترط فيه ان يكون بمحرر رسمي بالاضافة الى التيرهاتوا ( الصداق أو المهر ) و تفقده الزوجة إن كانت عاقر
و لا يسمح قانون حمو رابي بتعدد الزوجات الا إذا كانت الزوجة عاقر او مريضة

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ب/ إنحلال الرابطة الزوجية في قانون حمورابي:
من طرف الزوج : كان الزوج يطرد زوجته أو يطلقها إن كانت عاقر أو مريضة
من طرف الزوجة : الخلع كان ممنوعا و إذا حاولت المرأة أن تترك زوجها فإنها تعاقب بالإعدام او الغرق أو تُــلقى من أعالي الحصون
لكن يمكنها أن تتزوج شخص أخر إذا تاخر عنها زوجها الذي ذهب لأجل الحرب ثم تعود اليه إذا رجع ( انا اكتب و اضحك على هذه الاسطر الأخيرة )
أما الطلاق إذا ارادت ان تطلق زوجها عليها ان تقدم له اضعاف و مضاعة على ما قدمه لها
اما إذا تخلى عنها زوجها و ذهب لبلد آخر فيمكنها ان تتزوج رجلا أخر و لا تعود للأول في حالة عودته

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ج/ التبني و الميراث في قانون حمورابي :
التبني :
حسب قانون حمورابي فإن التبني مسموح به شريطة ان يكون بعقد مكتوب ، فيصبح المتبني ولدا شرعيا حيث يأخذ اسم العائلة و تكون له جميع الحقوق ( الميراث ، حق تسيير امال العائلة ....الخ)
الميراث :
كان الميراث مقتصرا على الذكور دون الاناث الا في حالات خاصة ( يرثن في حالة عدم وجود ذكر ) و يمنع الذكر من الميراث في حالة ارتكابه جرم خطير او جريمة ضد الاسرة

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ثانيا : نظام الجرائم و عقوباتها في قانون حمورابي

في السابق كان من يرتكب جرما كالسرقة مثلا يتم إلقاءه في نهر الفرات ، فإن نجا من الغرق أعتبر بريئا و يمكنه ان يستولي على ممتلكات من إتهمه ، و إذا لم ينج اعتبر مذنبا و مجرما فيأخذ الشخص الذي اتهمه جميع أمواله ..لكن حمورابي استبدل هذه العقوبات بقوبة مالية و بدنية
1/ الجرائم ضد الاشخاص :
القتل : إذا كان عمدي يطبق القصاص أما إذا كان غير عمدي فالدية تحل محل القصاص
الضرب و الجرح : العمدي يعاقب عليه بغرامة و الغير عمدي يكفي دفع نفقات العلاج
و تختلف العقوبة من العبد الى الحر

[قاصِرَةُ الطّرْف]

السلام عليكم
اليوم سأقوم برحلة تاريخية نحو مصر الحبيبة و الى عهد الفراعنة بالضبط
و هذا شرف لي بأن ازورها لأن الله ذكرها في عدة مواضع في القرآن الكريم كقوله تعالى : ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ..) صدق الله العظيم
نبدأ من نظام الحكم الذا كان سائدا أنذاك
اسم النظام : كان يسمى بالحق الإلهي أي تأليه فرعون لنفسه
نوع الحكم : كان الحكم مطق و الدليل في ذلك ما جاء على لسان فرعون في الاية 29 من سورة غافر : ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) . فالسيادة و الدولة المصرية لفرعون لوحده كان يعتبر نفسه الملك الوحيد في الارض و أن اجداده هم الذين خلقوها ..استغفر الله

[قاصِرَةُ الطّرْف]

2/ النظام الاداري:
نظام ادارة الاقاليم و نظام الادارة المركزية
كانت البلاد تقسم لوحدات ادارية نوم و الوجه القبلي و الوجه البحري كانت الادارة المحلية خاضعة للحكومة المركزية
اما الادارة المركزية فكان القصر الملكي هو مقرها وفرعون هو الذي يقوم بتسييرها حسب مشيئته

[قاصِرَةُ الطّرْف]

ملاحظة : بخصوص المعلومات التي أضعها في هذه الصفحة فهي من خلال ما استنبطه بعد المطالعة
من كتاب تاريخ القانون للدكتور صلاح الدين جابر