المواطن والمنتخب
لم يكن في الحقبة الماضية - أيام سيطرة الحزب الواحد وقبل الانفتاح السياسي - للمواطن حيلة في اختيار من يمثله في المجالس المنتخبة ان في المجالس البلدية او المجالس الولائية او في المجلس الوطني فكان المشرع و المقرر و المنفذ واحدا فلا قيمة لصوت الشعب فالذي تختاره السلطة الحاكمة هو الذي يعمل به حتى وان خالف اراد ة الشعب و من هنا لم يكن للمواطن قدرة على محاسبة من يتولى امره او حتى ان يتحدث في الشأن العام .
اما اليوم و بعد الانفتاح السياسي و ظهور الاحزاب السياسية بتوجهاتها و برامجها و تعلق المواطن بحزب من هذه الاحزاب يرى فيه انه يعبر عن وجهة نظره في السياسة و منبرا يبلغ فيه رأيه فقد تغير مفهوم الانتخاب و مصدقية المنتخب لدى المواطن .و ان كان سلوك السلطة حتى اليوم هو استمرار لسلوكها في الماضي مع بعض التغير الطفيف الهزيل و من ثم اصبحت مطالب المواطن غير التي كانت في السابق اذن ماذا يريد المواطن من المنتخب ، ممن اختاره ممثلا له و ناطقا بإسمه ؟
ينبغي هنا ان ننظر للمواطن كفرد و للمواطن كجماعة ؛ فأما المواطن الفرد فمطالبه لا تتجاوز حاجياته الخاصة و اما المواطن كجماعة فمطالبه تتجاوز حاجياته الخاصة الى ما هو عام ، و الموضوع هنا في حاجة الى بسط و تفصيل .
ما هي مطالب المواطن الفرد و ماذا يريد من المنتخب ؟
المواطن الفرد حاجياته محدودة لا تكاد تخرج عن طلب العمل و السكن - خاصة في اوساط الشباب – فلعل الاستقبالات المدونة للمواطن تكرر نفس الاسطوانة العمل السكن ؛ وما التوترات التي تشهدها الجبهة الاجتماعية الا بسبب هذين الامرين فالمواطن كفرد يريد من المنتخب ان يسعى في ايجاد حل لمشكلاته يجتهد هذا المنتخب و يستفرغ و سعته في ان يحصل هذا المواطن على سكن او يحصل على وظيفة يقتات منها و يؤمن بها مستقبله .
ان المواطن الفرد لا تعنيه كثيرا ما يتم في هذه المجالس من سن القوانين او رضع التشريعات او كثرة المداولات و اللقاءات الرسمية قذلك بالنسبة اليه لا يتصل بحاجياته .
ان المواطن الفرد يشعر بقيمة المنتخب عندما يقصده و يحمل معه همه ويسعى له في تمكينه من سكن بأويه او عمل يدر عليه نفعا او في مساعدته في تلقي العلاج ان كان في حاجة اليه ، فاذا فعل المنتخب ذلك اعتبر في نظر المواطن ناجحا و قام بمسؤوليته على اكمل وجه و كأني بهذا المنتخب ان يقدم في نهاية عهدته حصيلة ما قدم كم من منصب عمل جلبه كم من شقة سكن مكن العائلات من استغلالها كم من اتصال قام به لمساعدة المرضى للعلاج داخل الوطن او خارجه او مكنه في الحصول على قرض او مقابلة مسؤول او رفع مظلمته او استرداد حق ضائع له ... عندئد يدرك الجميع قيمة من تم اختياره ليكون فعلا ممثلا لهم بل اني ازعم ان الشارع سيطالب به لعهدة جديدة لانه قدم خدمه للناس فيصبح سيدا لهم و تلك هي المقولة القديمة الاماثورة خادم القوم سيدهم .
اما المواطن كجماعة فمطالبه تتجاوز مطالب المواطن الفرد فهو لا يريد حاجة لنفسه فهو لا يطلب عملا لانه واجد لنفسه عملا يقتات منه ولا يطلب سكنا لانه واجد لاسرته مكانا محترما ياوي اليه و ليس له مشكلة عالقة في ملف . فهو يطلب من المنتخب ان يسعى في تحقيق قضايا عامة يعود خيرها على جميع المواطنين .
ينظر المواطن – كجماعة – في جوانب الحياة الاجتماعية فيلمح نقائص عدة : نقائص في مجال الصحة ، نقائص في مجال التعليم في الرياضة في الخدمات العامة الطرقات المياه الصالحة للشرب شبكة الصرف الصحي المساحات الخضراء مشكلة الافات الاجتماعية باختصار التنمية . هذه مشكلات عامة تتجاوز تلك القضايا الخاصة التي يطلبها المواطن الفرد .
المواطن – كجماعة يريد من المنتخب ان يجعل هذه المشكلات من ضمن اهتماماته و يتحرك مع المواطنين عامة ايجاد حلول لها او على اقل تقدير التخفيف من حدتها اي استدراك هذه النقائص . و ليس هنالك شك في ان هذا المنتخب اذا اتجه في هذا التوجه سيجد يد المساعدة تمتد اليه من مواطنيه و ستعرف له السلطات قدره و سيكبر في اعين الناس لانه خدمهم و لم يجعل هواه خدمة نفسه و الا كان العكس تماما سيصغر قي نظر السلطات و يلحقه المقت و السخط ممن اوصلوه لهذا المنصب . فأنى يفلح و انى يحب و يلقى الرضا و القبول .
تلك هي صورة المنتخب الناجح ، و تلك هي مطالب المواطن الفرد و المواطن كجماعة.
محمد السعيد بلعيد
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-12-25, 21:30
المواطن و المنتخب
العرض العادي
