لأول مرة و منذ 2003 أشعر بخيبة كبيرة من خلال مجريات اضراب الكنابست.
- كانت الكنابست فكرة صغيرة وكبرت و نمت بفضل تضحيات جيل ، و اصراره على تحقيق المطالب، لا يخشى التهديد و الوعيد.
- المطالب التي كانت حلما تحققت ، رفع الأجر بنسبة 100 في 100. و نظام تعويضي مقبول .
- ظهرت رتبا جديدة - رئيسي و مكون -، و تم التأسيس لها فعليا بآلاف المناصب، بإضراب مدوي و مزلزل.
- ذلك الجيل الذهبي كبر و انسحب من القطاع متقاعدا.
- أقبل إلى القطاع جيل أغلبه مؤنث، و جدها طايبة على نار هادئة مرة و ملتهبة مرات أخرى.
- جيل لا يفقه في النضال النقابي، و لا يقدر التضحيات، و لا يعرف حتى حقوقه.
- جيل لا يرى أبعد من أطراف قدميه.
- جيل يرى المكتسبات تضيع و لا يأبه، يُرخَسُ و يُذَلُ و لا يتأوه.
- جيل يُدعى إلى الانتفاضة فيأبى، و يُدعى إلى الاضراب فيرفض.
- يتسلل إلى الأقسام متخفيا، و للتلاميذ محرضا .
- تسأله لم لا تضرب؟
فيقول بجرأة:المطالب لا تعنيني، فأنا في بداية مشواري.
- تقول له : أضرب لكي تحافظ على المكاسب، فيقول :أحييني اليوم و اقتلني غدوة.
- و آخر يردد: الشمس تطلع على الجميع ،أي اضربوا أنتم ونحن نستفيد معكم.و إن يخصم لكم نجونا.
- و تلك تقول: لن أستطيع الاستدراك ، و أبنائي الصغار مع la nourrisse.
- و ذلك يصرح أن الاضراب حرام و خروج عن ولي الأمر، ثم يقف أمام سبورة الاعلانات ليشارك في مسابقات الرئيسي و المكون.
- و آخر أو أخرى تقول: مصلحة التلميذ .
ما يحز في قلبي و يؤلمني أنني غير معني بهذه المطالب و رغم ذلك فأنا مضرب، و خيبتي كبيرة في جيل يضيع هذه المكاسب دون وعي ، و يجهل أنه يعود تدريجيا إلى عهد الاذلال من طرف المدير و المفتش،و حينها يقول: يا ليتني حافظت على الأمانة