....ججيم االمدينة .....
.........................................
أثوابنا تفطر عرقا...افواهنا مفتوحة...رؤوسنا كأن ثقوبا قد حلت بها...اعيننا ذابلة مغمضة. ألسنا بارزة متدلية...خطانا بطيئة....اصابعنا اصابها فشل حتى عن مسك القلم... بطوننا خاوية....
ذاك حالنا هذه الأيام بالمدينة ...
القاعات تستقبلنا باشعة حارقة تنبعث من جدرانها...قد انعدمت فيها ذرة اكسيجين...
قد تكدسنا بالعشرات في قاعة سرعان ما نهجرها...ما نفع ماء بارد و لا عصير و لا مشروب غازي. ملابسنا تقطر عرقا لتنبعث من اجسادنا روائح العرق الكريهة...
سبع ساعات يوميا و نحن في حصار تلك القاعات...المطاعم بعيدة عنا...وسائل النقل يطول انتظارها...الثعبان الاخضر ان قدم فلا مكان فيه فنحشر فيه كما يحشر الدجاج الابيض داخل الاقفاص..فوضى...سرقة..قلة ادب...و سخانة تششششوي...
الحافلات عبارة عن افران قد علا لهيبها..نحن فيها كالاسماك الصغيرة داخل علب السردين...
رحمة بنا ايتها المدينة جئناك عشاقا و بسرعة مللنا عشقك..فكي عنا القيود وافتحي لنا ابواب الرحيل.