الرد على المعطلة ...الاشاعرة والماتريدية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على المعطلة ...الاشاعرة والماتريدية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-03, 07:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post الرد على المعطلة ...الاشاعرة والماتريدية


الردُّ على من يقول: "الله موجود في كلِّ مكان" أو "موجود في كلِّ الوجود"
الشيخ: محمد ناصر الدين الألبانيُّ -رحمه الله-


السائل: كثيرٌ من المسلمين [تسمعهم][1]
يقول: "الله في كلِّ مكان"، أو "موجود في كلِّ الوجود".
الشيخ: أي، نعم.
السائل: ولا يعرفو شيئًا في هذا الباب.
الشيخ:
هذا هو الضَّلالُ المبِينُ، مع صريح القرآن بأنَّ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5].
وقوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: 1].
ووصفه لِعباده المؤمنين: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: 50].
﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10].
آيات كثيرة، وأحاديث كثيرة تُبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الغنيٌّ عن العالمين، وأنَّه مستعلٍّ على خلقه أجمعين، وأنَّه ليس مُمَازِجًا لخلقه، كما يقول هؤلاء النَّاس الذين أشرت إليهم أنَّ الله في كلِّ مكان.
الله في كلِّ مكان؟! تعالى الله عمَّا يقول الظَّالمون علوًا كبيرًا.
في الحدِيث الصَّحِيح: "كان الله ولا شيء معه"[2].
وين المكان [هاللي] حشروه النَّاس في كلِّ مكان؟ وبخاصة هذه الأمكنة فيها الأمكنة الطَّاهرة، وفيها الأمكنة النجِسة والخبيثة، فيها الكهارِيز وفيها البارات، وفيها الحانات، والخانات، و و إلى آخره.
كيف لا ينزِّهون الله -عزَّ وجلَّ- عنْ أنْ يكون في كلِّ مكان، مع أنَّه يقول في أكثر مِن آية -كما ذكرنا- أنَّه على العرشِ استوى؟!
وفي الحديثِ الصَّحِيح -والوقتُ ضيِّق- أنَّ الرَّسول عليه السَّلام أنَّه سأل جارية يريد سيّدها أنْ يعتقها قال لها: ((أين الله؟)) قالت: في السَّماء، قال لها: ((منْ أنا؟)) قالت: أنت رسول الله. فالتفت إلى سيدها وقال له: ((اعتقها فإنَّها مُؤمِنة)).[3].
الجارية في عهد الرسول أفقه مِن كثيرٍ من الفقهاء اليوم؛ لأنَّك إنْ سألت كثيرًا من هؤلاء: أين الله؟ أجابك: في كلِّ مكان!
وبيكون الواحد جالس بيقولوا: الله موجود في كلِّ الوجود.
مساكين هؤلاء الناس!
الوجود مخلوق، وكان الله ولا مخلوق، فهل ربُّنا بعد أنْ خلق المخلوق اندسَّ في هذا المخلوق على ما فيه من قاذورات؟!
تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا." ا. هـ.


المصدر: سلسلة الهدى والنور الشريط رقم: 178 الدقيقة: 1:17:33.









 


قديم 2013-07-03, 08:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أين الله متى الله كم الله كيف الله ... ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أمَّا بعد:


أين الله متى الله كم الله كيف الله ... ؟


قال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله :ولقد ذكرني هذا السؤال النبوي الكريم والرحيم أيضاً عبارة تقليدية كنت درستها وأنا طالب صغير لم أبلغ الحلم، كنت درستها في ضمن ما درسته في بعض كتب الأشعرية وهي: لا يسئل عن الله بالألفاظ الآتية: 1- أين، 2- وكيف، 3- ومتى، 4-وكم كان من مشايخنا لا يسمحون لنا بشرح هذه الألفاظ، والسؤال عن الجواب لو سئل الإنسان عنها، ويقولون: هكذا تؤخذ، ولا تناقش لأن النقاش في هذه المواضيع غير جائز. وقد كان المفروض بل الواجب أن يكون طالب العلم على شيء من المعرفة ليتولى الإجابة على كل سؤال إذ لا بد أن يكون لكل سؤال جواب، فمثلاًَ لو سئل الإنسان: (أين الله)؟ فهو لفظ سأل به رسول الله الجارية التي يريد مولاها عتقها، إن كانت مؤمنة، وهو لا يعلم هل هي مؤمنة أم لا، ولما عرض عتقها على رسول الله عليه الصلاة والسلام طلبها الرسول فوجه لها سؤالين فقط، اختباراً لإيمانها. السؤال الأول: "أين الله؟" الجواب: في السماء. السؤال الثاني: "من أنا؟" الجواب: أنت رسول الله. النتيجة: "أعتقها فإنها مؤمنة"، أي باقية على إيمانها الفطري الذي لم تلوثه الآراء الفاسدة، فليحذر الذين يحرمون استخدام هذه اللفظة في حق الله جهلاً منهم بأن الرسول استخدمها كما رأيت. - نعم لو سئل الإنسان أين الله؟ الجواب: في السماء. ولو سئل: (كيف الله)؟ الجواب: لا يعلم كيف هو إلا هو سبحانه إذ لا يحيطون به علماً. ولو سئل: (متى الله)، الجواب: هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء. ولو سئل: (كم الله)؟ الجواب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.

هكذا يجب أن يُعدَّ العدة كل طالب علم، ويستحضر الأجوبة على كل سؤال مقدر وخصوصاً في هذا الزمن، زمن الكلام الكثير والعلم القليل، بصرف النظر هل هذه الأسئلة واردة، أو غير واردة أو هل هي مستساغة، أم لا؟

من كتاب الصفات الإلهية من الكتاب السنة والنبوية











قديم 2013-07-03, 08:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وصف الله نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم

قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله
وهو سبحانه وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم؛ لأنه من صفات الكمال،كما مدح نفسه بأنه العظيم،والعليم،والقدير، والعزيز، والحليم، ونحو ذلك.

وأنه الحي القيوم، ونحو ذلك من معاني أسمائه الحسني،فلا يجوز أن يتصف بأضداد هذه.

فلا يجوز أن يوصف بضد الحياة والقيومية والعلم والقدرة، مثل الموت والنوم والجهل والعجز واللُّغُوب.

ولا بضد العزة وهو الذل، ولا بضد الحكمة وهو السفه.

فكذلك، لا يوصف بضد العلو وهو السفول، ولا بضد العظيم وهو الحقير، بل هو سبحانه منزه عن هذه النقائص المنافية لصفات الكمال الثابتة له، فثبوت صفات الكمال له ينفي اتصافه بأضدادها، وهي النقائص.

وهو سبحانه ليس كمثله شيء فيما يوصف به من صفات الكمال.

فهو منزه عن النقص المضاد لكماله، ومنزه عن أن يكون له مثل في شيء من صفاته، ومعاني التنزيه ترجع إلى هذين الأصلين، وقد دل عليهما سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن بقوله:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1- 2]، فاسمه [الصمد]: يجمع معاني صفات الكمال، كما قد بسط ذلك في تفسير هذه السورة وفي غير موضع، وهو كما في تفسير ابن أبي طلحة، عن ابن عباس؛ أنه المستوجب لصفات السؤدد، العليم الذي قد كمل في علمه، الحكيم الذي قد كمل في حكمته، إلى غير ذلك مما قد بين.

وقوله: [الأحد] يقتضي أنه لا مثل له ولا نظير {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} وقد ذكرنا في غير موضع أن ما وصف اللّه تعالى به نفسه من الصفات السلبية، فلا بد أن يتضمن معني ثبوتيا، فالكمال هو في الوجود والثبوت،والنفي مقصودة نفي ما يناقض ذلك، فإذا نفي النقيض الذي هو العدم والسلب لزم ثبوت النقيض الآخر الذي هو الوجود والثبوت.

وبينا هذا في آية الكرسي وغيرها مما في القرآن، كقوله:{لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، فإنه يتضمن كمال الحياة والقيومية.

وقوله:{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}[البقرة:255]، يتضمن كمال الملك.

وقوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} [البقرة: 255]، يقتضي اختصاصه بالتعليم دون ما سواه.

والوحدانية: تقتضي الكمال، والشركة: تقتضي النقص.

وكذلك قوله: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255]، {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38]، {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} [سبأ: 3].

وأمثال ذلك مما هو مبسوط في غير هذا الموضع.

والمقصود هنا أن علوه من صفات المدح اللازمة له. فلا يجوز اتصافه بضد العلو البتة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"، ولم يقل: [تحتك]، وقد تكلمنا على هذا الحديث في غير هذا الموضع.

وإذا كان كذلك، فالمخالفون للكتاب والسنة وما كان عليه السلف لا يجعلونه متصفا بالعلو دون السفول، بل إما أن يصفوه بالعلو والسفول أو بما يستلزم ذلك، وإما أن ينفوا عنه العلو والسفول.

وهم نوعان.

فالجهمية القائلون بأنه بذاته في كل مكان، أو بأنه لا داخل العالم ولا خارجه، لا يصفونه بالعلو دون السفول.

فإنه إذا كان في مكان فالأمكنة منها عال وسافل، فهو في العالي عال، وفي السافل سافل. بل إذا قالوا: إنه في كل مكان.

فجعلوا الأمكنة كلها محال له، ظروفا وأوعية، جعلوها في الحقيقة أعلى منه.

فإن المحل يحوي الحال، والظرف والوعاء يحوي المظروف الذي فيه، والحاوي فوق المحوي.

والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا: إنه فوق العرش، وإنه في السماء فوق كل شيء، لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره، أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاءً سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء، وهو مستغن عن كل شيء، وكل شيء مفتقر إليه.

وهو عال على كل شيء، وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته.

وكل مخلوق مفتقر إليه، وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق.

وما في الكتاب والسنة من قوله: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} [الملك: 16]، ونحو ذلك قد يفهم منه بعضهم أن [السماء] هي نفس المخلوق العالي؛ العرش فما دونه، فيقولون: قوله {فٌي بسَّمّاء }، بمعنى: [على السماء]، كما قال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، أي: [على جذوع النخل]، وكما قال: {فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ} [النحل: 36]، أي: [على الأرض].

ولا حاجة إلى هذا، بل، [السماء] اسم جنس للعالي لا يخص شيئا. فقوله: {فٌي السَّمّاء }، أي: (في العلو دون السفل).

وهو العلى الأعلى، فله أعلى العلو، وهو ما فوق العرش وليس هناك غيره العلى الأعلى سبحانه وتعالى.

والقائلون بأنه في كل مكان هو عندهم في المخلوقات السفلية القذرة الخبيثة، كما هو في المخلوقات العالية.

وغلاة هؤلاء الاتحادية الذين يقولون: [الوجود واحد]، كابن عربي الطائي صاحب [فصوص الحكم]، و[الفتوحات المكية]، يقولون: الموجود الواجب القديم هو الموجود المحدث الممكن.

ولهذا قال ابن عربي في [فصوص الحكم]:

[ومن أسمائه الحسني [العلي]. على من، وما ثم إلا هو؟ وعن ماذا، وما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه، وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمُسَمَّي [محدثات]: هي العلية لذاتها وليست إلا هو].

إلي أن قال:

[فالعلي لنفسه هو الذي يكون له جميع الأوصاف الوجودية والنسب العدمية، سواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا، أو مذمومة عرفا وعقلًا وشرعا. وليس ذلك إلا المسمي اللّه].

فهو عنده الموصوف بكل ذم، كما هو الموصوف بكل مدح.

وهؤلاء يفضلون عليه بعض المخلوقات، فإن في المخلوقات ما يوصف بالعلو دون السفول كالسماوات. وما كان موصوفا بالعلو دون السفول كان أفضل مما لا يوصف بالعلو، أو يوصف بالعلو والسفول.

وقد قال فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24].

قال ابن عربي:

ولما كان فرعون في منصب التحكم والخليفة بالسيف، جاز في العرف الناموسي أن قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، أي: وإن كان أن الكل أربابا بنسبة ما، فأنا الأعلى منهم بما أعطيته من الحكم فيكم.

ولما علمت السحرة صدقه فيما قال لم ينكروه، بل أقروا له بذلك وقالوا له: {فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72] فالدولة لك.

فصح قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24].

فبهـذا وأمثاله يصححون قـول فرعـون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، وينكـرون أن يكون اللّه عاليا، فضلا عن أن يكون هو الأعلى، ويقولون: على من يكون أعلي، أو: عما ذا يكون أعلي؟ وهكذا سائر الجهمية يصفون بالعلو على وجه المدح ما هو عال من المخلوقات، كالسماء، والجنة، والكواكب، ونحو ذلك.

ويعلمون أن العالي أفضل من السافل، وهم لا يصفون ربهم بأنه الأعلى، ولا العلي، بل يجعلونه في السافلات كما هو في العاليات.

والجهمية الذين يقولون: ليس هو داخل العالم ولا خارجه، ولا يشار إليه البتة، هم أقرب إلى التعطيل والعدم، كما أن أولئك أقرب إلى الحلول والاتحاد بالمخلوقات.

فهؤلاء يثبتون موجودًا لكنه في الحقيقة المخلوق لا الخالق، وأولئك ينفون فلا يثبتون وجودًا البتة، لكنهم يثبتون وجود المخلوقات، ويقولون: إنهم يثبتون وجود الخالق.

وإذا قالوا: نحن نقول: هو عال بالقدرة أو بالقدر، قيل: هذا فرع ثبوت ذاته وأنتم لم تثبتوا موجودًا يعرف وجوده فضلا عن أن يكون قادرًا أو عظيم القدر.

وإذا قالوا: كان اللّه قبل خلق الأمكنة والمخلوقات موجودًا، وهو الآن على ما عليه كان لم يتغير، ولم يكن هناك فوق شيء ولا عاليًا على شيء فذلك هو الآن، قيل: هذا غلط، ويظهر فساده بالمعارضة ثم بالحل وبيان فساده.

أما الأول: فيلزمهم ألا يكون الآن عاليًا بالقدرة ولا بالقدر كما كان في الأزل.

فإنه إذا قدر وجوده وحده فليس هناك موجود يكون قادرًا عليه ولا قاهرًا له ولا مستوليًا عليه، ولا موجودا يكون هو أعظم قدرًا منه.

فإن كان مع وجود المخلوقات لم يتجدد له علو عليها كما زعموا، فيجب أن يكون بعدها ليس قاهرًا لشيء ولا مستوليًا عليه، ولا قاهرًا لعباده، ولا قدره أعظم من قدرها.

وإذا كانوا يقولون هم وجميع العقلاء إنه مع وجود المخلوق يوصف بأمور إضافية لا يوصف بها إذا قدر موجودًا وحده علم أن التسوية بين الحالين خطأ منهم.

وقد اتفق العقلاء على جواز تجدد النسب والإضافات مثل المعية، وإنما النزاع في تجدد ما يقوم بذاته من الأمور الاختيارية.

وقد بين في غير هذا الموضع أن النسب والإضافات مستلزمة لأمور ثبوتية، وأن وجودها بدون الأمور الثبوتية ممتنع.

والإنسان إذا كان جالسًا فتحول المتحول عن يمينه بعد أن كان عن شماله قيل: إنه عن شماله.

فقد تجدد من هذا فعل به تغيرت النسبة والإضافة،.

وكذلك من كان تحت السطح فصار فوقه، فإن النسبة بالتحتية والفوقية تجدد لما تجدد فعل هذا.

وإذا قيـل: نفس السقف لم يتغـير قيل: قـد يمنع هـذا، ويقال: ليس حكمـه إذا لم يكن فوقـه شيء كحكمـه إذا كـان فوقـه شيء.

وإذا قيل عن الجالس: إنه لم يتغير، قيل: قد يمنع هـذا، ويقال: ليس حكمـه إذا كـان الشخص عـن يساره كحكمه إذا كان عن يمينه، فإنـه يحجب هـذا الجانب ويـوجب مـن التفات الشخص وغـير ذلك مـا لم يكن قبل ذلك.

وكذلك من تجدد له أخ أو ابن أخ بإيلاد أبيه أو أخيه، قد وجد هنا أمور ثبوتية.

وهذا الشخص يصير فيه من العطف والحنو على هذا الولد المتجدد ما لم يكن قبل ذلك، وهي الرحم والقرابة.

وبهذا يظهر الجواب الثاني، وهو أن يقال:

العلو والسفول ونحو ذلك من الصفات المستلزمة للإضافة، وكذلك الاستواء، والربوبية، والخالقية، ونحو ذلك.

فإذا كان غيره موجودًا، فإما أن يكون عاليًا عليه وإما ألا يكون، كما يقولون هم: إما أن يكون عاليًا عليه بالقهر أو بالقدر أو لا يكون، خلاف ما إذا قدر وحده، فإنهم لا يقولون: إنه حينئذ قاهر، أو قادر أو مستول عليه، فلا يقال: إنه عال عليه.

وإن قالوا: (إنه قادر وقاهر) كان ذلك مشروطًا بالغير، وكذلك علو القدر، قيل: وكذلك علو ذاته مازال عاليًا بذاته لكن ظهور ذلك مشروط بوجود الغير.

والإلزامات مفحمة لهم.

وحقيقة قولهم: إنه لم يكن قادرًا في الأزل ثم صار قادرًا.

يقولون: لم يزل قادرًا مع امتناع المقدور، وإنه لم يكن الفعل ممكنًا فصار ممكنا.

فيجمعون بين النقيضين.



___________________

المجلد السادس عشر

مجموع الفتاوي لابن تيمية










قديم 2013-07-03, 08:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قاعدة عظيمة في إثبات علوه تعالى

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية

وهو واجب بالعقل الصريح، والفطرة الإنسانية الصحيحة.
وهو أن يقال: كان اللَّه ولا شيء معه ثم خلق العالم، فلا يخلو: إما أن يكون خلقه في نفسه وانفصل عنه، وهذا محال، تعالى اللّه عن مماسة الأقذار وغيرها، وإما أن يكون خلقه خارجًا عنه ثم دخل فيه، وهذا محال أيضًا، تعالى أن يحل في خلقه وهاتان لا نزاع فيهما بين أحد من المسلمين وإما إن يكون خلقه خارجًا عن نفسه الكريمة ولم يحل فيه، فهذا هو الحق الذي لا يجوز غيره، ولا يليق باللّه إلا هو.
وهذه القاعدة للإمام أحمد من حججه على الجهمية في زمن المحنة.
وذكر الأشعري في [المقالات] مقالة محمد بن كُلاب الذي ائتم به الأشعري: إنه يعرف بالعقل أن اللَّهَ فوق العالم، والاستواء بالسمع، وبأخبار الرسل الذين بعثوا بتكميل الفطر، ولا تبديل لفطرة اللَّهِ، وجاءت الشريعة بها، خلافًا لأهل الضلال من الفلاسفة وغيرهم فإنهم قلبوا الحقائق.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الخامس (العقيدة)










قديم 2013-07-03, 08:15   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مذهب سلف الأمَّة وأئمَّتها:
«أنْ يُوصف اللّه بما وصفَ به نفسه، وبما وصفه به رسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»


قالَ شيخ الإسْلام الإمام ابن تيميَّة (ت: 728هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «مذهب سلف الأمَّة وأئمَّتها: أنْ يُوصف اللّه بما وصفَ به نفسه، وبما وصفه به رسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
فلا يجوز نفي صفات اللّه ـ تَعَالَى ـ الَّتي وصف بها نفسه، ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين، بل هو سُبْحَانَهُ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ﴿الشُّورى:11﴾. ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.
وقالَ نعيم بن حمَّاد الخزاعيُّ: "مَنْ شبَّه اللّه بخلقه فقد كفر، ومَنْ جحد ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف اللّه به نفسه ورسوله تشبيهًا". ومذهب السَّلف بين مذهبين، وهدى بين ضلالتين: إثبات الصِّفات ونفي مماثلة المخلوقات، فقوله تَعَالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ردٌّ على أهل التَّشبيه والتَّمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، ردٌّ على أهل النَّفي والتَّعطيل، فالممثل أعشى، والمعطّل أعمى، الممثّل يعبد صنمًا، والمعطّل يعبد عدمًا».اهـ.
([«مجموع الفتاوىٰ» (5/195، 196)])










قديم 2013-07-03, 08:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في من يقدم العقل على النقل :

( .. فإنه وإن كان يظن طوائف من المتكلمين والمتفلسفة أن الشرع إنما يدل بطريق الخبر الصادق فدلالته موقوفة على العلم بصدق المخبر ويجعلون ما يبنى عليه صدق المخبر معقولات محضة فقد غلطوا في ذلك غلطا عظيما بل ضلوا ضلالا مبينا في ظنهم أن دلالة الكتاب والسنة إنما هي بطريق الخبر المجرد بل الأمر ما عليه سلف الأمة وأئمتها أهل العلم والإيمان من أن الله سبحانه وتعالى بين من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في العلم بذلك ما لا يقدر أحد من هؤلاء قدره ، ونهاية ما يذكرونه جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه وذلك كالأمثال المضروبة التي يذكرها الله تعالى في كتابه التي قال فيها ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية سواء كانت قياس شمول أو قياس تمثيل ويدخل في ذلك ما يسمونه براهين ... )
------------------------
مجموع الفتاوى ( 3 / 296 )










قديم 2013-07-03, 08:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إثبات صفة الرحمة /

فصل قول القائل:
ضعف وخَوَر في الطبيعة
قال الإمام شيخ الإسلام إبن تيمية

وأما قول القائل: الرحمة: ضعف وخَوَر في الطبيعة، وتألم على المرحوم، فهذا باطل.

أما أولا: فلأن الضعف والخَوَر مذموم من الآدميين، والرحمة ممدوحة؛ وقد قال تعالى:{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17]، وقد نهـى الله عبـاده عن الوهـن والحـزن؛ فـقـال تعـالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139]، ونَدَبَهُم إلى الرحمة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "لا تُنْزَعُ الرحمة إلا من شَقِيِّ"، وقال "من لا يَرْحَمْ لا يُرحَمْ"،وقال "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

ومحال أن يقول: لا ينزع الضعف والخور إلا من شقي، ولكن لما كانت الرحمة تقارن في حق كثير من الناس الضعف والخور كما في رحمة النساء ونحو ذلك ظن الغالط أنها كذلك مطلقاً.

وأيضاً، فلو قدر أنها في حق المخلوقين مستلزمة لذلك، لم يجب أنتكون في حق الله تعالى مستلزمة لذلك، كما أن العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام فينا، يستلزم من النقص والحاجة، ما يجب تنزيه الله عنه.

وكذلك الوجود، والقيام بالنفس فينا، يستلزم احتياجاً إلى خالق يجعلنا موجودين، والله منزه في وجوده عما يحتاج إليه وجودنا، فنحن وصفاتنا وأفعالنا مقرونون بالحاجة إلى الغير، والحاجة لنا أمر ذاتي لا يمكن أن نخلو عنه، وهو سبحانه الغني له أمر ذاتي، لا يمكن أن يخلو عنه، فهو بنفسه حي قيوم واجب الوجود،ونحن بأنفسنا محتاجون فقراء.

فإذا كانت ذاتنا وصفاتنا وأفعالنا، وما اتصفنا به من الكمال من العلم والقدرة وغير ذلك، هو مقرون بالحاجة والحدوث والإمكان، لم يجب أن يكون لله ذات ولا صفات ولا أفعال، ولا يقدر ولا يعلم؛ لكون ذلك ملازماً للحاجة فينا.

فكذلك الرحمة وغيرها، إذا قدر أنها في حقنا ملازمة للحاجة والضعف، لم يجب أن تكون في حق الله ملازمة لذلك.

وأيضاً، فنحن نعلم بالاضطرار: أنا إذا فرضنا موجودين؛ أحدهما: يرحم غيره، فيجلب له المنفعة ويدفع عنه المضرة، والآخر: قد استوى عنده هذا وهذا، وليس عنده ما يقتضى جلب منفعة، ولا دفع مضرة، كان الأول أكمل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السادس.










قديم 2013-07-03, 08:25   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مما يجب على أهل الإيمان التصديق به أن الله ينزل إلى سماء الدنيا

=================================
قال شيخ الإسلام إبن تيمية


ومما يجب على أهل الإيمان التصديق به: أن الحق سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة، وينزل يوم عرفة، من غير تكييف ولا مثل، ولا تحديد ولا شبه، وقال: هذا نص إمامنا.

قال يوسف بن موسى: قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم، وقال في مسألة [الاستواء على العرش] فيما رواه عنه حنبل: ربنا على العرش بلا حد ولا صفة.

وقال في رواية المروذي: قيل له عن ابن المبارك: يعرف الله على العرش بحد؟ قال: بلغني ذلك وأعجبه، ثم قال أبوعبد الله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} [البقرة:210]، وقال: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22].

قال ابن حامد: فالمذهب على ما ذكرنا لا يختلف أن ذاته تنزل، ورأيت بعض أصحابنا يروى عن أبي عبد الله في الإتيان أنه قال: يأتي بذاته، قال: وهذا على حد التوهم من قائله، وخطأ من إضافته إليه، كما قررنا عنه من النص.


قال ابن حامد: فإذا تقرر هذا الأصل في نزول ذاته من غير صفة ولا حد، فإنا نقول: إنه بانتقال من مكانه الذي هو فيه، إلا أن طائفة من أصحابنا، قالت: ينزل من غير انتقال من مكانه كيف شاء، قال: والصحيح ما ذكرنا لا غيره.

قال: وقد أبى أصل [هذه المسألة] أهل الاعتزال، فقالوا: لا نزول له ولا حركة، ولا له من مكانه زوال، وهو بكل مكان على ما كان، قال: وهذا منهم جهل قبيح لنص الأخبار.

وساق بعض الأحاديث المأثورة في ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السادس.










قديم 2013-07-03, 08:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لو قيل لهم: أيهما أكمل؟
=================================
قال شيخ الإسلام إبن تيمية

وأما قول القائل: إنه لو قيل لهم: أيهما أكمل: ذاتٌ توصف بسائر أنواع الإدراكات من الذوق والشم واللمس؟ أم ذات لا توصف بها ؟ لقالوا: الأول أكمل، ولم يصفوه بها.

فتقول مثبتة الصفات لهم: في هذه الإدراكات ثلاثة أقوال معروفة:

أحدها: إثبات هذه الإدراكات لله تعالى كما يوصف بالسمع والبصر.

وهذا قول القاضي أبي بكر وأبي المعالي، وأظنه قول الأشعري نفسه، بل هو قول المعتزلة البصريين الذين يصفونه بالإدراكات.

وهؤلاء وغيرهم يقولون: تتعلق به الإدراكات الخمسة أيضاً كما تتعلق به الرؤية، وقد وافقهم على ذلك القاضي أبو يعلى في [المعتمد] وغيره.

والقول الثاني: قول من ينفي هذه الثلاثة، كما ينفي ذلك كثير من المثبتة أيضاً من الصفاتية وغيرهم.

وهذا قول طوائف من الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد، وكثير من أصحاب الأشعري وغيره.

والقول الثالث: إثبات إدراك اللمس دون إدراك الذوق، لأن الذوق إنما يكون للمطعوم، فلا يتصف به إلا من يأكل، ولا يوصف به إلا ما يؤكل، والله سبحانه منزه عن الأكل بخلاف اللمس، فإنه بمنزلة الرؤية، وأكثر أهل الحديث يصفونه باللمس، وكذلك كثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، ولا يصفونه بالذوق.

وذلك أن نفاة الصفات من المعتزلة قالوا للمثبتة: إذا قلتم: إنه يرى، فقولوا: إنه يتعلق به سائر أنواع الحس.

وإذا قلتم: إنه سميع بصير، فصفوه بالإدراكات الخمسة.

فقال أهل الإثبات قاطبة: نحن نصفه بأنه يرى، وأنه يسمع كلامه، كما جاءت بذلك النصوص، وكذلك نصفه بأنه يسمع ويرى.

وقال جمهور أهل الحديث والسنة: نصفه أيضاً بإدراك اللمس؛ لأن ذلك كمال لا نقص فيه.

وقد دلت عليه النصوص بخلاف إدراك الذوق، فإنه مستلزم للأكل وذلك مستلزم للنقص، كما تقدم.

وطائفة من نظار المثبتة وصفوة بالأوصاف الخمس من الجانبين.

ومنهم من قال: إنه يمكن أن تتعلق به هذه الأنواع، كما تتعلق به الرؤية؛ لاعتقادهم أن مصحح الرؤية الوجود، ولم يقولوا: إنه متصف بها.

وأكثر مثبتي الرؤية لم يجعلوا مجرد الوجود هو المصحح للرؤية، بل قالوا: إن المقتضى أمور وجودية، لا أن كل موجود يصح رؤيته، وبين الأمرين فرق؛ فإن الثاني يستلزم رؤية كل موجود، بخلاف الأول، وإذا كان المصحح للرؤية هي أمور وجودية لا يشترط فيها أمور عدمية، فما كان أحق بالوجود وأبعد عن العدم، كان أحق بأن تجوز رؤيته، ومنهم من نفى ما سوى السمع والبصر من الجانبين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السادس.










قديم 2013-07-03, 08:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأشاعرة والقول بالحلول - الشيخ عبد العزيز الراجحي

الأشاعرة والقول بالحلول هل صحيح أن الأشاعرة يعتقدون أن الله في كل مكان؟ المعروف عن قدامى الأشاعرة أنهم لا يعتقدون هذا الاعتقاد؛


المعروف عن قدامى الأشاعرة أنهم لا يعتقدون هذا الاعتقاد؛ وإن كان أبو الحسن الأشعري وغيره من القدامى لا يثبتون العلو، وقد يفسرون الاستواء بالقدرة، لكن لا يقولون بالحلول، لكن المتأخرون - متأخرو الأشاعرة - كالرازي قالوا بنفي النقيضين عن الله وهو أشد من القول بالحلول. فالرازي أشعري وهو إمام المتأخرين، وهو صاحب المصنفات المعروفة في أصول الدين على طريقة الجهمية كتاب الأربعين وأساس التقديس، ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتاب سماه: "تلبيس الجهمية" في مجلدات ضخمة وصلت إلى ثمان رسائل دكتوراة، كلها في الرد على الرازي في أساس التقديس، كلها نوقشت، وسيطبع الكتاب إن شاء الله.

فالرازي هو أشعري، لكنه تحول إلى جهمي ينفي النقيضين عن الله، فقرر في كتابه أساس التقديس وغيره أن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، وهذا أشد من القول بالحلول، فالأشاعرة لا يقولون بالحلول، وإنما يقول بهذا الجهمية إلا من تحول منهم مثل الرازي تحول للجهمية.

والجهمية طائفتان من يقول بالحلول والاتحاد، وهم القدامى، وهم العباد الصوفية والثاني: من يقول بنفي النقيضين عن الله، وهم أشد كفرًا ممن يقول بالحلول والاتحاد؛ لأنه يصف الله بأنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، فهذا يكون معدومًا، بل أشد، يكون ممتنعًا مستحيلًا ووجود هذا الذي يتصف بهذه الأوصاف ممتنع.

أما الذي يقول بالحلول والاتحاد أثبت وجودين أحدهما حل في الآخر، وإن كان هذا كفرًا، لكنه أقل كفرًا ممن ينفي النقيضين.

المقصود أن الأشاعرة الأصل أنهم لا يقولون بهذا، لكن من قال بالحلول أو الاتحاد، أو قال بنفي النقيضين فهذا تحول من كونه أشعريًا إلى كونه حلوليًا، واتحاديًا، أو يكون ينفي النقيضين، أو أنه جمع بين الأمرين، فصار ينتسب إلى الأشاعرة ومع ذلك يقول بالحلول والاتحاد، أو يقول ينفي النقيضين عن الله سبحانه وتعالى.










قديم 2013-07-03, 08:32   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إنكار الأشاعرة لتقسيم التوحيد عند أهل السنة وهو تقسيم مبني على إستقراء النصوص الشرعية .. بينما لا ينكرون تقسيم الغزالي له ..

إعترض الأشاعرة ومن وافقهم على تقسيم التوحيد الى توحيد ربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات واعتبروا ذلك بدعة

التوحيد عند الغزالي الأشعري أربع أقسام
ينقسم التوحيد عند الغزالي "الأشعري " الى أربع أقسام :
رابعها : وهو أعظمها : أن يرى العبد في الوجود الا واحد اً وتسميه الصوفية الفناء في التوحيد , وتقسيم التوحيد الى توحيد شهودي وتوحيد وجودي .
قال الغزالي " فإن قلت : كيف يتصور أن لا يشاهد الا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة : فكيف يكون الكثير واحد ؟
أجاب فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات : وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب فقد قال العارفون : غفشاء سر الربوبية كفر "
أضاف " إن الشيء يكون كثيراًر بنوع مشاهد واعتبار ويكون واحد بنوع واعتبار أخر . وهذا كما أن الإنسان كثير إن التفت الى روحه وجسده واطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه وهو بإعتبار آخر واحد إذ نتقول : إنه إنسان واحد
" وكم من شخص يشاهد انسان ولا يخطر بباله كثرة أمعائه وعروقه واطرافه وتفصيل روحه وجسده واعضائه .... فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق ..... فهو باعتبار واحد من الإعتبارات : واحد , وبإعتبار آخر سواء : كثير .....

ويستحسن طريقة الحلاجة في وحدة الوجود
والى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج حيث قال للخواص قد أفنيت عمرك في عمران باطنك : فأين الفناء في التوحيد ؟" ثم اكد الغزالي عقيدته في وحدة الوجود قائلاً " وليس مع الله موجود : بل الموجودات كلها كظل من نور القدرة "
وقال في كتابه مشكاة الأنوار " العارفون بعد العروج الى السماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود الا الواحد الحق ..... فقال بعضهم "أنا الحق " وقال الآخر " سبحاني ما أعظم شأني " (احياء علوم الدين 4/ 245-247 وانظر كتاب الأربعين للغزالي 104 ط دار الآفاق الجديدة )
ثم أحتج ثانية بالحلاج وبشعره الذي يقول فيه ( مشكاة الأنوار 19-20 ط مكتبة النجدي )
أنا من أهوى ومن أهوى أنا .......... نحن روحان حللنا بدنا
فهذه تقسيمات أربعة للتوحيد ينتهي فيها الغزالي الى عقيدة وحدة الوجود والاحتجاج بالحلاج .










قديم 2013-07-03, 08:34   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في ((تاريخ الجهمية والمعتزلة))؛ نقلاً عن (( مجلة المنار)) في مواضع متعددة بطريقة مختصرة.

انقسام التجهم (ص745مج16):

قال الشيخ تقي الدين : ليس الناس في التجهم على درجة واحدة، بل انقسامهم في التجهم يشبه انقسامهم في التشيع، ولذلك يتستر الزنادقة بهاتين البدعتين اللتين هما أعظم أو من أعظم البدع التي حدثت في الإسلام.

فالرافضة القدماء ليسوا جهمية، بل مثبتو صفات، وغالبهم يصرح بلفظ الجسم، كما أن الجهمية ليسوا رافضة، بل كان الاعتزال فاشياً فيهم، والمعتزلة ضد الرافضة، وهم إلى النصب أقرب، ولكن في عهد بني بويه فشا التجهم في الرافضة.

والشيعة ثلاث درجات:

شرها: الغالية الذين يجعلون لعلي شيئاً من الألوهية أو النبوة.

والدرجة الثانية: الرافضة المعروفون، كالإمامية وغيرهم ، يعتقدون أن عليا الإمام الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم بنص جلي ، أو خفي، ولكنه ظلم ويبغضون أبا بكر وعمر ويشتمونهما، وهذا- أعني بغضهما وشتمهما- سيما الرافضة.

الثالثة: المفضلة يفضلون عليا على أبي بكر وعمر، ولكن يتولونهما ويعتقدون عدالتهما وإمامتهما ، كالزيدية، وهؤلاء أقرب إلى أهل السنة منهم إلى الرافضة.

وكذلك الجهمية ثلاث درجات:

غالية: ينفون أسماء الله وصفاته ، وإن سموه بشيء من أسمائه، قالوا: هو مجاز؛ فهو عندهم ليس بحي ولا عالم.. إلخ، فهم لا يثبتون شيئاً، ولكن يدفعون التشنيع بما يقرون به في العلانية.وقد قال أبو الحسن الأشعري: إن هؤلاء أخذوا عن إخوانهم المتفلسفة الذين زعموا أن للعالم صانعاً لم يزل ليس بعالم ولا قادر..إلخ، غير أن هؤلاء لم يظهروا المعنى فقالوا: إن الله عالم من طريق التسمية من غير أن نثبت له علماً أو قدره.. إلخ. وهذا القول قول القرامطة الباطنية ومن سبقهم من إخوانهم الصابئة والفلاسفة.

الدرجة الثانية: تجهم المعتزلة، يقرون بالأسماء الحسنى في الجملة، ويجعلون كثيراً منها على المجاز، لكنهم ينفون صفاته وهؤلاء هم الجهمية المشهورون.

والثالثة: الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، لكن فيهم نوع من التجهم، يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة لكن يردّون طائفة من أسمائه وصفاته الخبرية وغير الخبرية، ويتأولونها كما تأول الأولون صفاته كلها. ومنهم من يقر بما جاء في القرآن الكريم دون الحديث، ومنهم يقر بالجميع لكن مع نفي وتعطيل للبعض ، وهؤلاء إلى السنة المحضة أقرب إلى الجهمية المحضة؛ بيد أن متأخريهم والوا المعتزلة وقاربوهم أكثر فخالفوا أوليهم . اهـ.

وقد أشار المحشي إلى أن كلام الشيخ هذا في (( التسعينية)) انتهى الكلام على الجهمية.

أما الكلام على المعتزلة ، فيلخص فيما يلي:

من هم المعتزلة ؟ (ص749ج16).

هي فرقة إسلامية كبيرة جداً، إذ إنه انتحلها رجال كثيرون ؛ فشيعة العراق قاطبة، والأقطار الهندية والشامية، والبلاد الفارسية، والزيدية في اليمن، كل هؤلاء الذين يعدون بالملايين على مذهب المعتزلة.

أما في نجد: فقد انتشر مذهب السلف الأثرية، كما يوجد ذلك في طوائف من الهند وفي جماعات قليلة في العراق والحجاز والشام.

أما السواد الأعظم من البلاد الإسلامية : فعلى المذهب المنسوب إلى الأشعري، أي: الذي تداوله المتأخرون ؛ إذ إن مذهب الأشعري بنفسه هو مذهب أحمد بن حنبل ؛ كما صرح بذلك في كتابه (( الإبانة)).


تلقيب المعتزلة بالجهمية (ص751 مج16):

كان مذهب الجهمية سابقاً بزمن قريب مذهب المعتزلة، غير أنهما اتفقا على أصول كبيرة في مذهبهما، وهي نفي الصفات، والرؤية ، وخلق الكلام، فصاروا كأهل المذهب الواحد وإن اختلفوا في بعض الفروع، ومن ثم أطلق أئمة الأثر ( الجهمية) على المعتزلة ؛ فالإمام أحمد والبخاري في كتابيهما ( الرد على الجهمية) ومن بعدهما ، يعنون بالجهمية المعتزلة، لأنهم بهذه المسائل أشهر من الجهمية خصوصاً في المتأخرين .وأما المتقدمون : فيعنون بالجهمية الجهمية؛ لأنها الأم السابقة لغيرها من مذاهب التأويل( أي التعطيل) كما سبق عن الشيخ تقي الدين.

قال رشيد:
وبما ذكر يزول الاشتباه الذي يراه البعض من ذكر الجهمية في هذه المسائل، مع أنها في عرفهم مضافة إلى المعتزلة وذلك أن تلقيبهم بالجهمية لما وجد من موافقتهم إياهم في هذه المسائل ، ومن ثم قال الشيخ تقي الدين: كل معتزلي جهمي، ولا عكس ، لكن جهم اشد تعطيلاً، لأنه ينفي الأسماء والصفات.











قديم 2013-07-03, 08:36   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام أئمة الإسلام في شرح حديث النزول.

حديث النزول صحيح وهو من الأحاديث المتواترة، وهو ما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"(1).

موافقة هذا الحديث لما جاء في القرآن الكريم:

وهذه الأحاديث التي يحتج بها السلف جاءت موافقة للقرآن، وهذا ما احتج به الإمام إسحاق بن إبراهيم بن راهويه على بعض الجهمية بحضرة الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان، وذلك حين سئل إسحاق، سأله رجل في مجلس الأمير عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال إسحاق: نعم، قال السائل: كيف ينزل؟!! قال إسحاق أثبته فوق، حتى أصف لك النـزول، فقل له الرجل: أثبته فوق، فقال إسحاق: قال الله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}433، فقال الأمير عبد الله: يا أبا يعقوب! أهذا يوم القيامة، قال إسحاق: أعز الله الأمير ومن يأتي يوم القيامة فمن يمنعه اليوم...؟.

كلام أئمة الإسلام في شرح الحديث

قال الإمام الشافعي رحمه الله(204ه) (القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء».(2)
وقال الدارمي رحمه الله(280ه)(والآثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))(3)
وقال الإمام الطبري(وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(4)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ,ثم يبسط يده فيقول : هل من سائل يعطى سؤله ؟فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر)(5)
وعقد الإمام ابن خزيمة رحمه الله (311ه) بابا في كتاب ((التوحيد)) افتتحه بقوله :باب ذكر أخبار الثابتة السند ,صحيحة القوام,رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب جلا وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة .
نشهد شهادة مقر بلسانه ,مصدق بقلبه,مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن يصف الكيفية لأن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل ,والله عز و جل لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم,فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية ,إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النزول.
وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أنَّ الله جل وعلا فوق سماء الدنيا الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يَنْزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في الخطاب أنَّ النُّزول من أعلى إلى أسفل )(6)
وقال أبو العباس السراج رحمه الله(313ه)((من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك,وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا,فيقول(من يسألني فأعطيه؟) فهو زنديق كافر ,يستتاب,فإن تاب وإلا ضربت عنقه ,ولا يصلى عليه ولا يدفت في مقابر المسلمين)(7)
قال الذهبي معقبا على هذا الأثر((قلت إنما يكفر بعد علمه بأن الرسول قال ذلك ثم إنه جهد ذلك ولم يؤمن به))كتاب العلو.
وقال أبو بكر بن أبي داود محدث بغداد(316) :
تمسك بحبل الله واتبع الهدى...ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ودن بكتاب الله والسنن التي... أتت عـن رسـول الله تنجـو وتربـح
وقل ينزل الجبار في كل ليلة *** بـلا كيـف جـل الواحـد المتمـدح
الى طبق الدنيـا يمـن بفضلـه *** فتفـرج أبـواب السمـاء وتفتـح
يقول ألا مستغفر يلـق غافـرا *** و مستمنـح خيـرا ورزقـا فيمنـح
روى ذاك قوم لا يرد حديثهـم *** ألا خـاب قـوم كذبوهـم وقبحـوا(8)
وقال أبي الحسن الأشعري رحمه الله(324 ه) : ""ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل يقول : ( هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ ) وسائر ما نقلوه و أثبتوه خلافاً لما قاله أهل الزيغ والتضليل . ونعوِّل فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين وما كان في معناه ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها ولا نقول على الله مالا نعلم))(9)
وقال رحمه الله((ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.وذكر حديث النزول بالسند عن ثلاثة من الصحابة وهم:جبير بن مطعم وأبو هريرة ورفاعة الجهني رضي الله عنهم)(10).
وقال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث النزول : هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)(11)
وقال الإمام أبو عمر الداني رحمه الله(444) : ومن قولهم : أن الله جلا جلاله وتقدست أسماؤه : ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من اليل ,فيقول(هل من داعي يدعوني فاستجيب له,وهل من سائل يسألني فاعطيه,وهل من مستغفر يستغفرني فاغفر له؟)حتى ينفجر الصبح,على ما صحت به الأخبار ,وتواترت به الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .نزوله تبارك وتعالى كيف شاء,بلا حد ولا تكييف.وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما جاءت بغير تحديد ولا تكييف,فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها ومثلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى ,وابتدع في الدين ما ليس منه,وخرق إجماع المسلمين,وفارق أئئمة الدين)(12)
وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته ولا فيه(13) دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر(14),ثم ذكر الآيات الدالة على علو الله عز وجل(15)
وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله(449ه) : ( ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله ) ، قلت : قوله : ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ] .(16)

و قال الإمام الإسماعيلي رحمه الله(369ه) : (وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا اعتقاد كيفية))(17)
وقال أبو الخطاب الكلوذاني رحمه الله(510ه) : (
قالو :النزول؟قلت ***:ناقله لنا قوم تمسكهم بشرع محمد
قالو :فكيف نزول؟فأجبتهم***لم ينقل التكييف لي في مسند(18)
وقال الشيخ عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني المالكي : (
والله ينزل كل آخر ليلة ***لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول :هل من سائل فأجيبه***فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته***فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله***شيء تعالى الرب ذو الإحسان(19)


وقال أبو الطيب رحمه الله : حضرت عند أبي جعفر الترمذي (295ه)فسأله سائل عن حديث نزول الرب,فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو؟ فقال : (النزول معقول ,والكيف مجهول,والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة))(20)
قال الإمام الذهبي معقبا-كما في كتابه العلو- : (صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو عي لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر).
وقال ابن القيم رحمه الله :
وكذا نزول الرب جلا جلاله***في النصف من الليل وذاك الثاني
فيقول لست بسائل غيري بأح***وال العباد أنا العظيم الشان
من ذا يسألني فيعطي سؤله***من ذا يتوب إلي من عصيان
من ذاك يسألني فاغفر ذنبه***فأنا الودود الواسع الغفران
من ذا يريد شفاءه من سقمه***فأنا القريب مجيب من نادان
ذا شأنه سبحانه وبحمده***حتى يكون الفجر فجر ثان
يا قوم ليس نزوله وعلوه***حقا لديكم بل هما عدمان
وكذلك يقول ليس شيئا عندكم***لا ذا ولا قولا سواه ثان
كل مجاز لا حقيقة تحته ***أول وزد وأنقص بلا برهان(21)


================================

(1) البخاري (1145) مسلم (758) الموطأ 1/214 واختلفت الرواية في تحديد وقد النزول واتفق العلماء على أن أصح الروايات رواية "الثلث الآخر من الليل" حكاه الحافظ عن الترمذي (الفتح 3/31).
(2) الوصية ص54
(3) الرد على الجهمية ص73
(4)التبصير في معالم الدين ص136
(5) رواه ابن خزيمة(ص89) وأحمد(1/388و403و446) والأجري(312) بسند صحيح.
(6) التوحيد(ص125-126).
(7)العلو ص(534)
(8)السير(13/233-234).
(9)الإبانة(ص29-30).
(10)الإبانة
(11) أصول السنةص113-114
(12)الرسالة الوافية ص134-138)
(13)التمهيد(7/128)
(14)الإستذكار(8/148)
(15)التمهيد(7/129).
(16)عقيدة السلف أصحاب الحديث.
(17)اعتقاد أئمة أهل الحديث ص62
(18)اتمام المنة بشرح إعقاد أهل السنة
(19)نونية القحطاني
(20)رواه الذهبي في العلو
(21) الكافية الشافية










قديم 2013-07-03, 08:39   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من دُرر الإمام ابن القيِّم:
«التَّعطيل مبدأ الشِّرك وأساسه»



قالَ الإمامُ المُبجَّل ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-: "وقد قالَ في الظَّانين به ظنَّ السّوء: ﴿عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ ﴿الفتح: 6﴾، ولم يجيء مثل هذا الوعيد في غير من ظنّ السّوء به سُبْحَانَهُ، وجحد صفاته، وإنكار حقائق أسمائه من أعظم ظنّ السّوء به، ولما كان أحب الأشياء إليه حمده ومدحه والثَّناء عليه بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ كان إنكارها وجحدها أعظم الإلحاد والكفر به، وهو شرٌّ من الشِّرك.

فالمعطّل شرٌّ من المشرك، فإنَّهُ لا يستوي جحد صفات الملك، وحقيقة ملكه، والطَّعن في أوصافه هو، والتَّشريك بينه وبين غيره في الملك، فالمعطلون أعداء الرُّسل بالذَّات، بل كلّ شركٍ في العالم فأصله التَّعطيل، فإنَّهُ لولا تعطيل كماله أو بعضه، وظنّ السّوء به لما أشرك به.

كما قالَ إمام الحنفاء، وأهل التَّوحيد لقومه: ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ* فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ﴿الصَّافَّات: 86، 87﴾، أيْ: فما ظنُّكم به أنْ يجازيكم وقد عبدتم معه غيره، وما الَّذي ظننتُم به حتَّى جعلتم معه شركاء؟!، أظننتم أنَّهُ محتاج إلى الشُّركاء والأعوان؟!، أم ظننتم أنَّهُ يخفى عليه شيء مِنْ أحوال عباده حتَّى يحتاج إلى شركاء تعرفه بها كالملوك؟!، أم ظننتُم أنَّهُ لا يقدر وحده على اسْتقلاله بتدبيرهم وقضاء حوائجهم؟!، أم هو قاس فيحتاج إلى شفعاء يستعطفونه على عباده؟!، أم ذليل فيحتاج إلى وليّ يتكثر به من القلَّة؛ ويتعزز به من الذّلّة؟!، أم يحتاج إلى الولد فيتَّخذ صاحبة يكون الولد منها ومنه؟!، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذلكَ كلّه عُلُوًّا كبيرًا، والمقصود: أنَّ التَّعطيل مبدأ الشِّرك وأساسه، فلا تجد معطّلًا إلاَّ وشركه على حسب تعطيله، فمستقل ومستكثر".اهـ.










قديم 2013-07-03, 08:41   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستواء علىٰ « العرش »

سُئِلَ فضيلة الشَّيخ العلاَّمة محمد خليل هراس : ما هو تفسير الصَّحيح لقوله تعالىٰ
﴿ الرَّحْمٰنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴾ [ طه : 5 ] ؟

فأجاب رحمه الله تعالىٰ : لا تفسير لقوله تعالىٰ : ﴿ الرَّحْمٰنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴾ ؛
إلَّا أنَّه عَلا وارتفع ، وكل ما قيل بخلاف ذٰلك فهو تفسير باطل ؛
وتحريف لكلام الله عَزَّ وَجَلَّ . اهـ.

([ هراس / الفَتاوَىٰ القيِّمة للمَرأَةِ المُسْلِمَة / مجموعة علماء / ( 18 )
ط : دار الإِمام أحمد 1431 هـ ])










 

الكلمات الدلالية (Tags)
...الاشاعرة, المعطلة, الرد, والماتريدية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc