لاتنسونا بصالح الدعاء
مقدمة
ينبغي في البداية أن نؤكد على قيمة الكتاب في كونه مصدر تثقيف وتوجيه وإرشاد وتوعية، ولدينا من الأمثلة على ذلك ما لا يعد ولا يحصى، فالكتب المتعددة التي غيرت مجرى المجتمعات والشعوب والأمم قد طبعت التاريخ بطابعها الخاص ورسمت في حقبه وأزمننته علاماتها وأهدافها المتوخاة، ومن هنا كان القرآن الكريم كتابا كان منطقه الأساسي القراءة، واستطاع بشموليته وأبعاده أن يرسخ القيم والمثل العليان كما كانت الكثير من الكتب في تصورها المحكم والدقيق ذات أبعاد ثقافية وسياسية واجتماعية وتربوية، ولذلك لا ينكر أحد الإعجاب والملازمة والمصافاة التي أولاها الإنسان للكتاب، وقد صدق المتنبي ما اعتبره خير جليس:
وقد أثنى عليه الجاحظ خيرا، ذلك أنه نعم الدخر والدخيرة، وبفضل الكتاب استطاع الكثير من الوراقين والأميين والمتعلمين أن يصلوا إلى مراتب عليا في مجالات مختلفة، والأمثلة هنا كذلك متعددة ومختلفة.
انطلاقا من هذه المقدمة يكون الكتاب المدرسي حاملا رسالة مبادؤها التعليم والتربية والتثقيف والتوجيه وتهذيب الوجدان، وشحذ الهمم والقدرات. وما إلى ذلك من الأمور التي أنيطت بالكتاب المدرسي، وتناط به في مختلف المراحل وعلى جميع المستويات، ويبدو أن مهمة الكتاب المدرسي الآن قد غدت أكثر إلحاحا و طرحا، خصوصا في زمان كثرت فيه مشاكل الاستيلاب والتأثيرات المختلفة، وعصفت بكل المتعلمين ريح المادة مبعدة إياهم عن شفافية الروح وصدقها وتطلعاتها وعبثت بهم أيدي الإثم والانحرافات والشذوذ والهيمنة الإستعمارية يغزوها الثقافي والفكري، كما أن الكتاب المدرسي يدخل الآن في صراعات المنافسة، إذ لا يخفى ما حملته الثورة التكنولوجية والإعلامية من مظاهر وعلامات وصور أثرت في مختلف الأوساط ومن بينهم بالطبع المتعاملين مع الكتاب المدرسي، وحتى إذا لم تستطع التأثير بصفة تامة فقد ألهتهم وشغلتهم عنه، ومن هنا يكون الكتاب المدرسي مطالبا بتحديد شكله ولونه، بطرح مادته بقالب أو قوالب جديدة تناسب ومن الرؤية وتجعله بالتالي يفرض وجوده ومكانته وسط هذه التيارات المختلفة.
أكيد أن المربين والمرشدين التربويين والمدرسين قد طالبوا بكتاب مدرسي يتجاوب مع ما تقتضيه حاجيات العصر وملابساته، ومن هنا لا بد من طرح التساؤلات التالية للإحاطة بالموضوع. ماهي الوضعية الحالية للكتاب المدرسي؟ ما هي وجهات نظر النظريات التربوية في هذا الباب؟ كيف ناقش المهتمون ظروف ومشاكل الكتاب المدرسي؟ وكيف حددوا آفاقه وطموحاته؟
المبحث الاول:الأهمية التربوية للكتاب المدرسي
يعد الكتاب المدرسي مصدراً هاماً من مصادر المعرفة، وأحد مدخلات العملية التربوية وأداة من أدوات التوجيه التربوي، وركيزة أساسية للمنهاج المدرسي، والأساس الذي يستعين به المعلم في إعداد دروسه وربما المرجع الوحيد في أغلب الأحيان للتلميذ للمذاكرة.
لا يمكن لنا أن نتصور أن يكون تدريس فعال في ظل غياب الكتاب المدرسي، وعلى الرغم من تعدد البدائل التي يمكن للمعلم أن يقوم بها في حال عدم وصول الكتاب المدرسي مثل توزيع الكتب المستعملة على التلاميذ أو إشراك كل تلميذين بكتاب واحد ، أو استعمال السبورة في الحالات التي تقتضي ذلك.
هذا كله لا يفي بمقتضيات شروط التعليم الجيد، لما للكتاب المدرسي من دور فاعل في تبسيط المعلومة وتدرجها مع خبرات ومهارات الطلبة من خلال تراكم خبراتهم التعليمية بطريقة سهلة وواضحة بأسلوب شيق له أهميته وأثره على المتعلم.
كما يعتبر الكتاب المدرسي أداة فاعلة لتنمية التفكير العلمي والبحث وحل المشكلات ومن هنا تكمن أهمية الكتاب المدرسي لكل من المعلم والمتعلم على حد سواء، حيث يعتبر الكتاب المدرسي دعامة أساسية في التعليم الرسمي، ومرجعاً رئيساً في التعلم الذاتي يحتاج إليه التلميذ والمعلم ، وولي الأمر والموجه والمسؤول ، لتوجيه التلميذ لحسن استثمار هذا الكتاب والاستفادة منه علمياً وتربوياً وسلوكياً وسوف تقتصر أهمية الكتاب المدرسي للتلميذ والمعلم.
أولاً : أهمية الكتاب المدرسي للتلميذ :
تتضح أهمية الكتاب المدرسي للتلميذ من خلال ما يلي:-
1- يضم الكتاب المدرسي بين طياته الكثير من المعلومات والمعارف والخبرات عن ماضي الشعوب وحاضرها وتراثها وتاريخ الحضارات السالفة والعلوم المتنوعة التي تربط التلميذ بعقيدته ووطنه وتراثه وتسهم في بناء كيانه جسدياً وعقليا ووجدانياً.
2- يعتبر الكتاب المدرسي ركن أساسي من أركان العملية التعليمية خاصة في المرحلة الأساسية حيث أن قدرات التلميذ لا تساعده بشكل كافٍ للبحث والتنقيب للوصول إلى موضوعات المنهج المقرر.
3- يعد الكتاب المدرسي أهم وسيلة لتقديم المعرفة إلى التلاميذ والارتقاء بقدراتهم ومساعدتهم للتغلب على حل مشكلاتهم.
4- يعد الكتاب المدرسي الوسيلة الميسرة للتلميذ للكشف عن الحقائق وإثارة التساؤلات التي تحفزه على التفكير والملاحظة والعمل ليعتبر مرجعه وحجته يلازمه طوال العام أو الفصل الدراسي ينتقل معه أينما يريد ويصاحبه ويجالسه فهو مصدر ثقته مما يترك أثراً ظاهراً في بناء شخصيته وتوجيه سلوكه.
5- يقدم الكتاب المدرسي للتلاميذ قدراً مشتركاً من المعلومات والحقائق، تحقق الهدف المنشود في سلوك التلاميذ وهو قدر مشترك ينبغي أن يلم به جميع التلاميذ على اختلاف مستوياتهم كما يعد المنطلق للطلبة إلى عالم البحث والمعرفة والتفكير المنظم.
6- يتيح الكتاب المدرسي للتلاميذ فرصا للتدريب على العديد من المهارات التي من أهمها مهارة القراءة والمطالعة بحيث يكون عوناً للتلاميذ في المواد الأخرى.
7- يعتبر الكتاب المدرسي مصدراً لتحضير التلميذ لما سيناقشه المعلم في الدرس الجديد، وهو معين لتوضيح كثير من التساؤلات وطريقة يستجلي فيها التلميذ الأفكار ويكوّن المفاهيم والحقائق وليتابع ما سمعه في الصف ويستوعب منه ما يؤهله للامتحانات.
8- يحتوي الكتاب المدرسي على الأشكال والصور والتوضيحات التي قد تكون ذات فائدة كبيرة في توضيح ما يقرأه التلميذ.
9- يعتبر الكتاب المدرسي وسيلة للإصلاح الاجتماعي فعن طريقه يمكن تعريف التلاميذ بالتغيرات الاجتماعية ليكتسب التلاميذ الصفات الاجتماعية المرغوبة.
10- يساعد الكتاب المدرسي في تحديد أنواع النشاط التي يقوم بها التلاميذ أثناء دراستهم لوحدة معينة.
ثانياً : أهمية الكتاب المدرسي للمعلم :-
تتضح أهمية الكتاب المدرسي للمعلم من خلال ما يلي:-
1- يعتبر الكتاب المدرسي ركيزة أساسية للمعلم فهو يشعر بالاطمئنان لوجوده ، بينما يشعر بالحيرة والقلق في حالة عدم وجوده لأنه يسترشد به في إعداد دروسه كما أنه يفسر الخطوط العريضة للمادة الدراسية .
2-يتضمن الكتاب المدرسي المعلومات والقيم والمهارات والاتجاهات المطلوب من المعلم توصيلها للتلاميذ، كل ذلك في صورة مرتبة ومنظمة .
3- استخدام الكتاب المدرسي كمساعد رئيس للمعلم حيث يحدد من خلاله الأهداف التربوية وما يجب أن يدرّسه للتلاميذ كما يحدد التتابع الذي توجد عليه المادة الدراسية ، ويحدد طرق التدريس التي يستخدمها المعلم وليساعد في تحديد خطته الدراسية التي ينطلق منها.
4- يزود الكتاب المدرسي المعلم بالأفكار الرئيسة المشتركة لدراسة الموضوعات المقررة.
5- يعتبر الكتاب المدرسي مصدراً رئيسا للمعلومات حيث يدرس المعلم محتويات الكتاب المدرسي وينطلق من خلاله في البحث عبر المراجع والمصادر عن المعلومات ليتسع أفقه ومعلوماته بحيث لا يحصرها بما يذكر في صفحات الكتاب المدرسي فقط ، لينعكس ذلك على ما يقدمه للتلاميذ من معلومات خلال الحصص الدراسية.
6- يستخدم المعلم الكتاب المدرسي في تحديد التعيينات التي يكلف التلاميذ بها وذلك لوجودها مع جميع التلاميذ دون استثناء ثم يعمل على توفير الفرص لهم لمناقشتهم فيما تعلموه.
7- يستخدم المعلم الكتاب المدرسي كمرشد حيث يوجه المعلم التلاميذ ويرشدهم إلى المعلومات والأفكار والأسئلة وغير ذلك من النشاط التعليمي الذي يتطلب قراءة أجزاء معينة من الكتاب المدرسي مما يدفعهم إلى الاستعمال الذكي للكتاب المدرسي ويحفزهم علي استخدامه استخداماً واعياً مما يجنّب التلاميذ الاعتماد على الملخصات التي تركز الاهتمام علي الحفظ دون الفهم .
8- يعتبر الكتاب المدرسي بعناوين دروسه مرشد لمصادر المعرفة بالنسبة للمعلم كما أن مادته المكتوبة تعد معياراً لتحديد القدر المناسب من المعلومات التي يراد إكسابها للتلاميذ مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام المعلم لمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ .
9- يعتبر الكتاب المدرسي الأداة الفعالة لتطوير التعليم وتحسينه.
10- يعتبر الكتاب المدرسي وسيلة للإصلاح التربوي وذلك من خلال تحديث المناهج وطباعة الكتب المدرسية الجديدة التي تحدث نقلة نوعية في العملية التعليمية .
لذا مهما ظهرت من تقنيات حديثة وتطورات تكنولوجية جديدة فإننا لا يمكننا الاستغناء عن الكتاب المدرسي.
المبحث الثاني شروط استخدام الكتاب الالمدرسي
حتى يحقق استخدام الكتاب الأهداف المرجوة منه يجب مراعاة الشروط التالية :
أولا في مجال الأهداف:
1- استخدام الكتاب في الفصل استخداما هادفا وذلك بتوجيه المعلم.مع الحرص على أن يحقق هذا الإستخدام نتاجات التعلم في المجالات المعرفية والوجدانية و الإدراكية والادائية .
2- ربط استخدام الكتاب بالأعمال الكتابية وبالواجبات المنزلية و بالأنشطة غير الصفية .
3- ربط استخدام الكتاب بالمكتبة وبجميع مصادر البيئة بعامة .
4- التأكد من أن التلميذ يعي الغرض من استخدامه للكتاب .
5- تنمية عادة المطالعة الحرة من خلال الإستخدام السليم والفعال للكتاب المدرسي .
ثانيا في مجال مضمون الكتاب :
1- التعامل مع معلومات الكتاب على أنها تشكل الحد الأدنى من المعلومات .
2- تأكيد البنية المفاهيمية لمادة الكتاب .
3- استخدام الرسوم البيانية و الجداول و الاشكال و الصور كمصادر للتعلم .
4- مساعدة الطلاب على اكتسلب مهارة وضع الاسئلة من الكتاب مباشرة في الصف وخارجه .
5- تدريب الطلاب على تشخيص جوانب القوة ونقاط الضعف في الكتاب .
6- تحديث مادة الكتاب باستمرار خاصة في مجال العلوم والإكتشافات و الارقام والإحصاءات .
7- اعتبار الكتاب مفتوح النهاية يمكن اثراؤه بستمرار.
ثالثا - في مجال الانشطة التعليمية التعلمية :
1- استخدام الكتاب استخداما تعليميا .
2- توظيف القراءة الصامتة الهادفة لنص أو وثيقة و الإجابة على الانشطة المرافقة لها .
3- اختيار الوقت المناسب والمدة المناسبة عند استخدام الكتاب المدرسي .
4- تشجيع استخدام الكتاب من طرف التلاميذ استخداما تعاونيا .
5- تنمية مهارة القراءة بسرعة مع الفهم .
رابعا ـ في مجال التقويم والتغذية الراجعة
1- إتاحة الفرصة للطالب ليقوم نفسه بنفسه
2- توضيح إجراءات استخدام الكتاب وشروط هذا الاستخدام
3- التوفيق بين طريقة استخدام الكتاب ونوع الاختبارات وأغراضها
د. 4- استخدام الأسئلة المقالية والموضوعية استخداما متوازنا
5- إتاحة الفرص للطلاب لتحديد الكلمات الملتبسة، والأفكار الغامضة، والعبارات الضعيفة
المبحث الثالث جوانب القصور في الكتاب المدرسي
بالرغم من أهمية الكتاب المدرسي إلا أنه يعاني من أوجه قصور تحتاج إلى انتباه المعلم لها ومعالجتها ومن هذه الأوجه
*وجود ألفاظ وعبارات لا تتناسب والمستوى اللغوي للطلاب، مما يعيق استيعابهم للمعاني المتضمنة في تلك العبارات
. *وجود تعميمات وعبارات غامضة مع عدم وجود أمثلة توضح ما ترمي إليه، مثل ذلك التعميمات والعبارات، وما يقدمه مؤلف الكتاب المدرسي في كثير من الأحيان لتوضيح مثل هذه الأمور لا يعدو أن يكون تكرارا لها
. *ازدحام الكتاب بالمفاهيم والحقائق، بدلا من عرض مفاهيم محددة وكافية وشرحها وتوضيحها
. *افتقار الكتاب المدرسي إلى ما يكفي من التمارين، والتدريبات، وأنشطة التقويم الذاتي في نهاية كل فصل أو موضوع لتعميق فهم الطلاب وتشجيعهم على التفكير، والبحث والإطلاع على مراجع ومصادر أخرى للمعلومات
*ضعف ارتباط مادة الكتاب بالخبرات السابقة للطلاب، وما سوف يتعرضون له من خبرات مستقبلا، وضعف ارتباطها بالمواد الدراسية الأخرى
*افتقار الكتاب المدرسي إلى الدقة والتحديث، والجاذبية ، والوضوح في كثير من الصور، والرسوم، والإحصاءات، والخرائط التي يشتملها
*خلو الكتاب المدرسي من مقدمة واضحة، وفهارس، وقوائم المفردات اللغوية والمصطلحات العلمية غير المألوفة وتعريفها
*عدم مراعاة الفروق الفردية في نمو الطلاب، مما قد يشعر الأقل نموا بالصعوبة فينفرهم والأكثر نموا بالسهولة فلا يتحدى تفكيرهم
ط. *عرض المادة في الكتاب المدرسي بطريقة لا تثير التفكير الناقد، وما يرتبط به من تحليل، واستنتاج، وتقييم للأدلة والآراء
*ثمة مساوي يمكن أن تنتج عن استخدام الكتاب المدرسي بدون معرفة لحدوده ونواقصه، ولعل أهم سلبية يمكن أن يؤدي إليها سوء استخدام الكتاب المدرسي هي اللفظية في التعليم؛ أي أن تعلم الطلاب يمكن أن يصبح مجرد حفظ واستظهار للمعلومات الواردة في الكتاب، لذا فإن إسهام الكتاب المدرسي في تحقيق الأهداف سيكون محدودا جدا
المبحث الرابع :معايير الحكم على الكتاب المدرسي
وبجانب أوجه القصور الواردة، هناك معايير للحكم على الكتاب المدرسي في ضوئها والمعايير هي
*وضوح العلاقة بين محتواه وأهداف المادة المتوخاة
*مواكبة الحداثة العلمية فبإعداد الكتاب وتطوره
*ملائمة مادة الكتاب لمستوى نمو الطلاب
*مراعاة الترابط، والتسلسل، والتماسك في مادته، وتكاملها مع المواد الدراسية الأخرى
*مراعاة المستوى اللغوي للطلاب
*اشتماله على صور، ورسوم توضيحية، وتدريبات عملية، وخرائط وإحصاءات، وما شابه ذلك من وسائل تساعد على تسهيل عملية التعلم وتقويمها
*مراعاة الدقة والأمانة العلمية في إعداد مادته
*عرض مادته بطريقة تنمي التفكير والقدرة على حل المشكلات
*مراعاة الوضوح في عرض المادة مع الشرح، والتفسير، والأمثلة التوضيحية اللازمة
*اشتمال مادته على إشارات إلى مصادر أخرى للمعرفة والقراءات الإضافية، على نحو يشجع الطلاب على الرجوع إليها
*اشتماله على أنشطة تقويمية منوعة بما في ذلك أنشطة التقويم الذاتي
*اشتماله على مقدمة واضحة، وقائمة محتويات، وقوائم بالمصطلحات غير المألوفة، والتواريخ ، وأسماء الأعلام، والخرائط والرسوم، والجداول الإحصائية، والمدن الرئيسية
*اشتماله على فقرات من المصادر الأصلية
*العناية بإخراج الكتاب من حيث هندسة الغلاف، وجودة الطباعة، والورق، والتجليد، وإبراز العناوين الرئيسية والفرعية، ووضوح الرسوم والصور، وغيرها من محتويات الكتاب.
الخاتمة:
كل ما سبق من اوجه واساليب استخدام الكتاب المدرسي سواء كان من جانب المعلم ام التلاميذ يجب ان ينص عليها صراحة في كراس تحضير الدروس وفي كل عنصر من عناصر الدرس. بما يظهر اهمية الكتاب المدرسي بالنسبة للتلاميذ كأحد مصادر التعلم وليس المصدر الوحيد وان البيئة المحيطة بالتلميذ تعد اكبر مصدر للتعلم وعليه استخدام عقله وقدراته في دراستها بما يحقق اهداف المنهج ويدرك العلاقة بين ما يدرسه في صفحات الكتب وما يحيط به في البيئة.
وان تأليف الكتاب المدرسي عملية شاقة ومتعبة يجب ان يشترك في تأليفه ذوو الاختصاص المطلوب سواء أكان اختصاصا علميا او ادبيا الى جانب ذوي الاختصاص التربوي والنفسي وان يخضع الكتاب المدرسي بعد تأليفه الى لجنة مختصة للتقويم النهائي لكي يكون محققا اهدافه العامة والخاصة مرتبطا بالمنهج والفلسفة العامة للعملية التربوية والتعليمية.
ومن الضروري ايضا اجراء دراسات ميدانية باستمرار حول الكتب المدرسية في كل المراحل التعليمية والتأكيد على هذا الجانب الحيوي المهم في حياتنا العلمية والتطبيقية.ليس إلا لأنه موجه لبناء الأجيال.