الحكومة قالت لوزيرة التربية نورية بن غبريط "صحّ عيدك"، قبل اجتماع لجنة الأهلة لترقب هلال غرّة شوّال، وقد جاء إعلان تنظيم دورة استدراكية للمترشحين المقصين من امتحانات البكالوريا بسبب التأخرات، صادمة وموجعة للسيدة الوزيرة، التي تعوّدت على "ضربات" الحكومة، كلما تعلق الأمر بقرار مصيري يخصّ استقرار المدرسة!
بن غبريط "حلفت" بعدم تنظيم دورة خاصة للمقصين مثلما طالب بها الأولياء، لكنها الآن "حنثت" بعدما أعلن الوزير الأول أنه تقرّر تنظيم هذه الدورة "ضد رغبة" الوزيرة، بنفس الطريقة تقريبا التي تمّ فيها إلغاء قرار تقليص العطلة الربيعية، وتمديدها عكس ما كانت تغلي به وعليه السيدة بن غبريط!
الوزير الأوّل "فاجأ" بن غبريط أمام النواب في سهرة "سماط" فيها القلب اللوز والشاي في فم وزيرة التربية، فترسيم الدورة الاستدراكية هو تقليم لأظافر وزيرة لم تتعلم من الدروس السابقة، واعتقدت أن تجديد الثقة في شخصها على رأس وزارة "التعليم" هو صكّ على بيان وضوء أخضر "باش أدّير رايها"، لكن الإلغاء المتكررّ لقراراتها "الانفرادية" جعلها دائما في الزاوية الحادة!
"عيد" بن غبريط لن يكون مثلما تمنته، فالدورة الثانية، تعني "تكسير كلمتها"، وإن كانت قد تعوّدت على "التكسير والتكسار"، بعدما ثبت في حقها، أنها تتخذ إجراءات استفزازية وأحيانا خطرا على النظام العام، مثلما حصل عندما قررت "بمفردها" ورفقة "حاشيتها" تقليص عطلة الربيع، فانتفض ضدها التلاميذ وخرجوا إلى الشارع في سابقة كادت أن تسلك منعرجا خطيرا، لولا لطف الله، وتدخل الحكومة في آخر لحظة بتمديد العطلة ووقف "الهبلة"!
لقد أثارت "بن عفريت" الثائرة في مسلسل "عاشور العاشر"، وانتهت في آخر المطاف بخسران الرهان، لأنها اعتقدت في لحظة غرور واستعراض عضلات، وبعيدا عن الحكمة والتبصر، أن الأمور الكبيرة والخطيرة لا تسيّر بالحكمة القائلة: "بالرزانة تنباع الصوف"!
قد يتساءل عاقل: إذا كانت "أخطاء" بن غبريط قد تكاثرت وتنامت، فلماذا تمّ إبقاؤها في منصبها خلال التعديل الحكومي الأخير؟ لكن حكيم يردّ على هذا العاقل فيقول: ولماذا لا تستقيل هي رغم تعدّد الضربات وتجدّد العقوبات وتصرّ على إمساك "التغبية" بأيديها وأسنانها، وتلحّ على عدم الاستفادة وتلجأ عن وعي أو غير وعي إلى تكرار وتكرير نفس الخطيئة؟
نعم، صحّ عيد كلّ المقصين "المتأخرين"، الذين فرحوا كثيرا بهذه "الهدية" الجميلة في عيد الفطر المبارك، وصحّ عيد كل الأساتذة الذين اعترفوا بظلم هؤلاء، وصحّ عيد الأولياء الذين "بكوا" بحرقة على مصير أبنائهم دون جدوى، وصحّ عيد "بن عفريت" التي انسحبت بكلّ وقار، وصحّ عيد بن غبريط التي ستصوم ثلاثة أيام مرّة أخرى، لأنها حلفت وحنثت!