وُري الثرى، ظهر الأربعاء14جوان 2023، جثمان الفقيد العلامة الشيخ الطاهر آيت علجت، بمقبرة بني مسوس بالعاصمة بحضور جمع غفير من المشيعين.
وقد شارك في جنازة الشيخ الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان وكذا وزير الشؤون الدينية يوسف بمهدي وزير النقل يوسف شرفة ووزير المجاهدين العيد ربيقة وكذا وزير الاتصالات السلكية ولاسلكية كريم بيبي تركي إلى جانب مستشار رئيس الجمهورية.
وشهدت الجنازة مشاركة الآلاف ممن درسوا وتتلمذوا على يد فقيد الجزائر، قادمين من كل حدب وصلب ليشيعوا الشيخ إلى مثواه الأخير.
وأعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن تشييع جنازة العلامة محمد الطاهر آيت عجلت، ظهر الأربعاء، في ساحة مقبرة عيسات إيدير ببني مسوس بالجزائر.
وبرحيل العلامة البالغ 106 عاما، مساء الثلاثاء، تكون الجزائر قد فقدت أحد أبرز علمائها، الذي شغل منصبي رئيس اللجنة الوطنية للفتوى ورئيس لجنة الأهلة والمواقيت الشرعية.
ودخل الفقيد إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة بعد تدهور حالته الصحية، وزاره وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي،الإثنين، للاطمئنان عليه بأمر من الرئيس عبد المجيد تبون.
يذكر أن المقرئ الشيخ عمار رقبة الشرفي، كان قد زار العلامة أيضا بمصلحة الإنعاش حيث كان يرقد ساعات قبل أن تعلن وزارة الشؤون الدينية وفاته.
وقال في مقطع مصور إن حالته حرجة جدا وتنفسه صعب، مشيرا إلى أن الكليتين تعملان بصعوبة بحضور الأطباء القائمين عليه.
ولأن منصات التواصل الاجتماعي تناقلت خبر وفاة الشيخ آيت علجت على نطاق واسع قبل أن يفارق الحياة وجه الشيخ رقبة رسالة للمواطنين إلى ضرورة التثبت في نقل الأخبار.
والشّيخ العلاّمة محمّد الطّاهر بن مقران بن محمّد الطّاهر آيت علجت، المولود في 7 فيفري 1916م ببني عيدل في بلدية ثامقرة ولاية بجاية، يعد أحد أبرز علماء الجزائر والعالم الإسلامي.
قضى قرنًا من الزّمن في خدمة العِلم وأهله، طالبًا ومعلّمًا ومُصلحًا وموجّهًا ومجاهدًا مع إخوانه بالعِلم والسّلاح لتحرير الجزائر والوطن العربي والإسلامي من الاستعمار الغاشم.
حفظ القرآن الكريم على يد والده، وهو في الحادية عشر من عمره، ثمّ أوكله إلى ثلاثة من شيوخ ثامقرة، أوّلهم الشّيخ الصّالح أوقاسي (المتخصّص في القراءات العشر) تلقّى شيئًا منه إلى جانب مبادئ العلوم الشّرعية والنّحوية، وثانيهم الشّيخ محند وعلي والطيب، أمّا ثالثهم فهو الشّيخ الطيّب اليتورغي.
إن الحديث عن شخص العلامة الجليل، محمد الطاهر آيت علجت، كمثل الاغتراف من ماء البحر، فلا يمكن للقلم أن يخط مسيرته في الدعوة إلى الله، بكل الأشكال، سواء إبان ثورة التحرير أم بعد الاستقلال، ولا الصفحات قادرة على تدوينها.
لقد بلغ الشيخ آيت علجت من الكبر عتيّا، عمر أفناه في محاريب العلم وميادين العمل، وفي حديث أبي صفوان الأسلمي: “خيركم من طال عمرُه وحسُن عمله”.
إنه سحابة من المهابة يقصد في مشيه وكأنه يحاكي في ذلك من وصفهم الله تعالى بقوله: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” (الفرقان 63).