الأسباب المانعة من قبول الحق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأسباب المانعة من قبول الحق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-29, 20:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يزيد19
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الأسباب المانعة من قبول الحق

بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذه درّة نفيسة جدا من درر الإمام الجهبذ ابن القيم رحمه الله أحببت أن يطّلع عليها إخوتي الكرام لما فيها من فوائد تكثر الحاجة إليها
سلّمني الله و إياكم من مضلات الفتن، قال رحمه الله في كتابه الممتع " هداية الحيارى" ما نصه :-

والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جداً فمنها:

الجهل به ، وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس، فإنّ من جهل شيئاً عاداه وعادى أهله ،
فإن انضاف إلى هذا السبب بغض من أمره بالحق ومعاداته له وحسده كان المانع من القبول أقوى،
فإن انضاف إلى ذلك ألفه وعادته ومرباه على ما كان عليه أباؤه ومن يحبه ويعظّمه قوي المانع،
فإن انضاف إلى ذلك توهمه أنّ الحق الذي دعي إليه يحول بينه وبين جاهه وعزه وشهواته وأغراضه قوي المانع من القبول جداً.
فإن انضاف إلى ذلك خوفه من أصحابه وعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ازداد المانع من قبول الحق قوة،
فإنّ هرقل عرف الحق وهمّ بالدخول في الإسلام فلم يطاوعه قومه، وخافهم على نفسه فاختار الكفر على الإسلام بعد ما تبين له الهدى، كما سيأتي ذكر قصته إن شاء الله تعالى.


ومن أعظم هذه الأسباب :
الحسد، فإنه داء كامن في النفس، ويرى الحاسد المحسود قد فضل عليه و أوتي ما لم يؤت نظيره فلا يدعه الحسد أن ينقاد له ويكون من أتباعه.
وهل منع إبليس من السجود لآدم إلا الحسد ؟! فإنه لما رآه قد فضل عليه ورفع فوقه، غص بريقه واختار الكفر على الإيمان بعد أن كان بين الملائكة.
وهذا الداء هو الذي منع اليهود من الإيمان بعيسى ابن مريم وقد علموا علماً لا شك فيه أنّه رسول الله جاء بالبيّنات والهدى فحملهم الحسد
على أن اختاروا الكفر على الإيمان وأطبقوا عليه، وهم أمة فيهم الأحبار والعلماء والزهاد والقضاة والملوك والأمراء.
هذا وقد جاء المسيح بحكم
التوراة ولم يأت بشريعة يخالفهم ولم يقاتلهم، وإنما أتى بتحليل بعض ما حرم عليهم تخفيفاً ورحمة وإحسانا ، وجاء مكملاً لشريعة التوراة،
ومع هذا فاختاروا كلهم الكفر على الإيمان ، فكيف يكون حالهم مع نبي جاء بشريعة مستقلة ناسخة لجميع الشرائع ، مبكتاً لهم بقبائحهم،
ومنادياً على فضائحهم، ومخرجاً لهم من ديارهم، وقد قاتلوه وحاربوه، وهو في ذلك كله ينصر عليهم ويظفر بهم ويعلو هو وأصحابه،
وهم معه دائماً في سفال، فكيف لا يملك الحسد والبغي في قلوبهم؟ وأين يقع حالهم معه من حالهم مع المسيح وقد أطبقوا على الكفر به
من بعد ما تبين لهم الهدى؟ وهذا السبب وحده كاف في رد الحق، فكيف إذا انضاف إليه زوال الرياسات والمأكل كما تقدم؟.


و قال أيضا رحمه الله:-


"فلم يزل في الناس من يختار الباطل،
فمنهم من يختاره جهلاً وتقليداً لمن يحسن الظن به،

ومنهم من يختاره مع علمه ببطلانه كبراً وعلواً،
ومنهم من يختاره طمعاً ورغبة في مأكل أو جاه أو رياء،
ومنهم من يختاره حسداً وبغياً،
ومنهم من يختاره محبة في صورة وعشقاً،
ومنهم من يختاره خشية،
ومنهم من يختاره راحة ودعة.."
اهـ

أسأل الله جل و عز أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه، و أن ينفعنا جميعا بما سطره الإمام ابن القيم من نفائسه القيمة
بإذن الله.
و صلى الله وسلم و بارك على محمد و على آله و صحبه أجمعين ..



.......








 


آخر تعديل الوادعي 2011-12-29 في 23:14.
رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 20:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم اخي على الفائدة القيمة.....................وجزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 23:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي ..
قال الشافعي رحمه الله ما ناظرت أحدا قط على الغلبة ووددت إذا ناظرت أحدا ان يظهر الله الحق على يديه

و قال شيخ الإسلام رحمه الله:

إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المانعة, الأسباب, الحق, قبول


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc