تربية الأولاد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تربية الأولاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-09-27, 11:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 تربية الأولاد

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




تقدمت مواضيع

أصول عقيدة أهل السنة والجماعة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153427

الولاء والبراء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153762

الشرك وأنواعه

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153606

السياسة الشرعية تعريف وتأصيل

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2155782

الأنكحة الباطلة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2156187

مذاهب و فرق

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2156742

أديان

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2158431

مناقب التاريخ الاسلامي

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2159353

العلم والدعوة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2160223

آداب طالب العلم

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161814

تربيه النفس

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2162070

>>>>>>>>


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … وبعد

إن الأبناء هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى

يسر الفؤاد برؤيتهم

وتقر العين بمشاهدتهم وتسعد الروح بفرحهم

وكان من دعاء زكريا عليه السلام {رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين} .

والبنون زينة الحياة الدنيا ولا يعرف عظم هذه النعمة إلا من حُرمها

فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه .

اسال الله ان يرضي الجميع


وأنتم الاباء مسؤولون عن هذه الأمانة التي حملكم الله إياها .

إنها أمانة تربية أبنائكم

والتي تسألين عنها يوم القيامة

أحفظت أم ضيعت؟

وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحسن الخلق

وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة.


وبعد أيها القارئ الكريم

فهذه جملة من النصائح التي ذكرها
أهل العلم نسوقها إليك

عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها

>>>>>>








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 11:30   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نمط حياة الأطفال في زمن النبوة

السؤال :


كيف نشأ الأطفال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟

وما هي بعض الألعاب الأنشطة الخاصة بالأولاد والخاصة بالفتيات؟ ما الأعمال المنزلية التي ساعد فيها كل طفل والديهم ، وفي أي عمر بدأوا في المساعدة ؟

هل بقيت جميع الفتيات في المنزل؟

إذا لم يكن الأمر كذلك ، فما هي الوظائف التي قاموا بها خارج البيت ، مثل التجارة ، إلخ ؟

وهل يمكنك وصف يوما نموذجيا في حياة الطفل؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

الأطفال في زمن النبوة من كان منهم يبلغ سبع سنين فالظاهر أن يومه كان يبدأ بصلاة الفجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه أن يبدأوا تعليم أولادهم الصلاة إذا بلغوا سبع سنين.

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ) مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )

رواه أبو داود (495)، ورواه أبو داود (494) ، والترمذي (407) من حديث سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وقال الترمذي: "حَدِيثُ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ".

ويشغل الصحابة رضوان الله عليهم نهار أولادهم بأمور أربعة:

الأمر الأول: أن يعلموهم الإيمان والإسلام بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم.

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا "

رواه ابن ماجه (61)، وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (1 / 37 - 38).

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى:

" ( حَزَاوِرَةٌ ) هو جمع حَزْوَرٍ وحَزَوَّرٍ، وهو الّذي قارب البلوغ، والتّاء لتأنيث الجمع "

انتهى. "النهاية في غريب الحديث" (1 / 380).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ المُحْكَمَ "

رواه البخاري (5035).

والمحكم؛ هو سور المفصل، وسور المفصّل من سورة ق أو الحجرات – على خلاف بين أهل العلم- إلى سورة الناس.

وعن البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ، فَقَدِمَ بِلاَلٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ

مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

حَتَّى جَعَلَ الإِمَاءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) فِي سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ "

رواه البخاري (3925).

والبراء يومئذ في سن الطفولة؛ لأنه استصغر في غزوة بدر.

ومن بلغ السابعة فأهله يتابعون مواظبته على سائر الصلوات الخمس، كما مرّ في الحديث السابق، وربما قاموا بشيء من صلوات التطوع بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِرَأْسِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " رواه البخاري (699).

وربما صام بعضهم ليتعوّد عليه ويسهل عليه إذا كبر.

عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: ( أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ

وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ )

رواه البخاري (1960) ، ومسلم (1136).

وربما حجّ بعضهم.

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " حُجَّ بِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ " رواه البخاري (1858).

الأمر الثاني: أن يشاركوا أهاليهم بما يطيقونه من أعمال الحياة والخدمة.

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلاَمٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ،

قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟ "

رواه البخاري (2768) ، ومسلم (2309).

وكان عمره عند بداية خدمته للنبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين.

عَنْ أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، فَكَانَ

أُمَّهَاتِي يُوَاظِبْنَنِي عَلَى خِدْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً "

رواه البخاري (5166).

الأمر الثالث: أن يأخذوا حقهم من اللهو واللعب.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي"

رواه البخاري (6130) ، ومسلم (2440).

وقَالَ أَنَسٌ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ! لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ

وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: (يَا أُنَيْسُ! أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟) قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ "

رواه مسلم (2310).

ولم نقف في صحيح الأحاديث على تفاصيل ما كانوا يمارسونه من الألعاب؛ لكن الظاهر أنهم استمروا على الألعاب التي كانوا يعرفونها في الجاهلية مما لم يأت الشرع بتحريمه

وما كان في زمنهم من ألعاب القوة كمصارعة بعضهم بعضا كما تشير إلى ذلك بعض الأحاديث .

وقد فصّل الدكتور جواد علي ألعاب الأطفال التي عرفها العرب في ذلك الزمن، وذلك في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام –

طبعة دار الساقي-" (9 / 124 - 126).

ثانيا:

الأصل في نساء الصحابة أنهن كن يَقِرْنَ في بيوتهن ، استجابة لقول تعالى:

( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) الأحزاب/33.

ولا يخرجن إلا لحاجة من حوائجهن ، أو صلاة ترغب إحداهن في حضورها، ولا يزاحمن الرجال في الشوارع والاسواق.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقوله: ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) أي: الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة.

ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن وهن تفلات ) وفي رواية: ( وبيوتهن خير لهن ) " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6 / 409).

وراجعي للفائدة جواب السؤال القادم

ويظهر من الأحاديث الني سبق ذكرها من تعويد الأولاد على شرائع الدين من الصغر؛ أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهيئون بناتهم لالتزام أحكام الشرع من الصغر، فيلزموهن بالآداب التي تنمّي فيهن الحياء والعفة

امتثالا لأمر الله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 11:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف كان عمل نساء الصحابة ، وأمهات المؤمنين ؟

السؤال

: لو سمحت نريد أن نعرف عن عمل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابيات كيف كان طبيعة عملهن ؟

الجواب :

الحمد لله


أولا :

الأصل بقاء المرأة في مسكنها ، فهو قرارها ومحل عملها ، لا تخرج منه إلا لحاجة

قال الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) الأحزاب / 33 .

وهو خطاب لأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدخل معهن فيه نساء المؤمنين باللزوم ، وبمقتضى التأسي والاقتداء .

فإنه إذا أُمِر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهن الطاهرات المطهرات الطيبات ، بلزوم بيوتهن ؛ فغيرهن مأمورات من باب أولى .

قال علماء اللجنة :

" ليست الآية خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي عامة لجميع نساء المؤمنين ، إلا أنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم أصالة

ويشمل سائر نساء المؤمنين حكمها ، فجميعهن مأمورات أن يلزمن بيوتهن " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (17 / 222)

وعلى ذلك كان نساء الصحابة رضي الله عنهم ، لا يخرجن إلا للحاجة ، فكنّ كما قال عمر رضي الله عنه في قوله تعالى : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) .

قال : " ليست بِسَلْفَع من النساء – وهي الجريئة - ، خرّاجة ولاّجة ، واضعة ثوبها على وجهها " "

تفسير الطبري" (19 / 559)

وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (6/228) .

فكن رضي الله عنهن على تمام الرضا والقبول في أمور دينهن وأمور دنياهن .

ثانيا :

أما نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد اقتصرت أعمالهن على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، والقيام بواجب الضيافة إذا حل به أضياف

ولم يكنّ يخرجن من بيوتهن لعمل ولا لغيره إلا للصلاة ، أو ما لابد منه من الحاجات .

روى البخاري (4785) ومسلم (2170) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا ، وَكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا ، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

فَقَالَ : يَا سَوْدَةُ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا ، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ ؟ قَالَتْ : فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ ( وَهُوَ الْعَظْم الَّذِي عَلَيْهِ بَقِيَّة لَحْم )

فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا . قَالَتْ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ : ( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ ) .

قال هشام – يعني ابن عروة ، أحد الرواة : " يعني البراز " .

قال النووي رحمه الله :

" مُرَاد هِشَام بِقَوْلِهِ : ( يَعْنِي الْبَرَاز ) تَفْسِير قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ ) أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ فَقَالَ هِشَام : الْمُرَاد بِحَاجَتِهِنَّ الْخُرُوج لِلْغَائِطِ , لَا لِكُلِّ حَاجَة مِنْ أُمُور الْمَعَايِش " انتهى .

ثالثا :

وأما عامة نساء الصحابة : فكن يقمن بالخدمة في بيوتهن ، وقد يخرج بعضهن لمعاونة أزواجهن في بعض المصالح ، عند الحاجة إلى ذلك .

فقد اقتصر عمل المرأة المسلمة في الصدر الأول على بيتها ، تؤدي حق زوجها ، وتراعي مصالح أبنائها وبناتها ، وتقوم بأعمال البيت ، وقد تحتاج إلى الخروج لمساعدة زوجها في عمله ،

فإذا خرجت خرجت في حجابها محتشمة حيية عفيفة ، فإذا انقضت حاجتها التي خرجت لأجلها عادت إلى مسكنها ، وزاولت فيه أعمالها .

رابعا :

رويت عدة وقائع وصور ، لأحوال احتاجت فيها نساء الصحابة للخروج ، فخرجن :

* روى مسلم (1483) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال : طُلِّقَتْ خَالَتِي فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ

: ( بَلَى ، فَجُدِّي نَخْلَكِ فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا ) .

قال النووي رحمه الله :

" هَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِخُرُوجِ الْمُعْتَدَّة الْبَائِن لِلْحَاجَةِ " انتهى .

وروى الحاكم (6776) عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَت زينب بنت جحش امْرَأَةً صناعة الْيَد ، وكَانَتْ تدبغ وتخرز ، وَتَصَدَّقُ فِي سَبِيلِ اللهِ " . وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي .

* روى البخاري (5224) ومسلم (2182) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ : " تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ

فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ ( أخيط دلوه ) وَأَعْجِنُ ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ

وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي ، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ " .

قالت أسماء في آخر الحديث : " حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ تَكْفِينِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي " .

قال النووي :

" هَذَا كُلّه مِنْ الْمَعْرُوف وَالْمرْوءَات الَّتِي أَطْبَقَ النَّاس عَلَيْهَا , وَهُوَ أَنَّ الْمَرْأَة تَخْدُم زَوْجهَا بِهَذِهِ الْأُمُور الْمَذْكُورَة وَنَحْوهَا مِنْ الْخَبْز وَالطَّبْخ وَغَسْل الثِّيَاب وَغَيْر ذَلِكَ " انتهى .

* روى البخاري (1652) عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا (الأبكار) أَنْ يَخْرُجْنَ ، فَقَدِمَتْ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ ، فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ ، قَالَتْ : كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى (الجرحى) وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى ... " الحديث .

وروى مسلم (1812) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ : " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ ، فَأَصْنَعُ لَهُمْ الطَّعَامَ وَأُدَاوِي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى " .

وروى الطبراني في "الكبير" (6276) عنها : " وكانت زينب تغزل الغزل ، تعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم " .

* وكان فوق ذلك عملهن الشرعي من تعليم النساء أمور دينهن ، فالتي تعلم تعلم التي تجهل ، وقد قال الله عز وجل لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم :

( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) الأحزاب / 34

وقد كن يجئن لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنه عن أمور دينهن .

روى البخاري (7310) ومسلم (2634)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قال : جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ

. فَقَالَ : ( اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ) فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 11:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هي الطريقة المثلى في احتواء عصبية الأطفال ؟

السؤال :

سؤالي يخص بنتاي ، فهما تبلغان من العمر 4 سنوات وسنتين ، أجد صعوبة كبيرة في تربيتهما ، فكلما حاولت أن أتعامل معهما بلين في نهاية المطاف أصرخ ، أو أضرب ، أو أقول أشياء لا أود قولها

وأحس بكراهية ، بنتاي لا تسمعان كلامي ، فالكبرى منهما إذا قلت لها شيئا ترد علي بكثير من الأقوال ، والثانية بدأت تعاندها مما يثير غضبي، مع العلم إنني مررت بظروف صعبة جعلتني متوترة ، فما هو الحل ؟

كيف أستطيع جعل بناتي مطيعات ؟

وكيف أستطيع أن أجعل نفسي أكثر صبرا ؟


الجواب :

الحمد لله

تربية الأولاد بصفة عامة ، والبنات بصفة خاصة يحتاج لتوفيق عظيم من الله تعالى ،

فقد كان يقال قديما : "الأدب من الآباء ، والصلاح من الله" .

انتهى من"الآداب الشرعية لابن مفلح" (3/552) .

وهذه قاعدة عظيمة في تربية الأولاد ؛ فكثير من الآباء يظن أنه قادر على تربية ولده ، بمهاراته التربوية ، وقدراته العقلية ، وملكاته النفسية !

ويظن أنه بإدخالهم لأفضل المدارس ، وتعليمهم أرقى العلوم ، وخلطهم بأرقى طبقات المجتمع: يظن أنه بذلك قد سيطر على نفوسهم ، وهيمن على تصرفاتهم .

وهذا غلط فادح !

نعم ، الوالدان مطالبان بأن يأخذا بكل أسباب التربية النافعة، الصالحة ، المتاحة لهما .

ولكن البأس ، كل البأس : إنما هو في ركون قلوب الآباء لهذه الأسباب ، ثقة بها واعتمادا على قوتها وشأنها

فالإنسان إذا وكله الله إلى نفسه ضل .. وإذا وكله إلى علمه ذل

وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو ، رسول الله ، وكفى ؛ قال له ربنا سبحانه : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) القصص/56 .

وهذا نبي الله نوح عليه السلام لم يملك لابنه شيئا حتى كان من الكافرين !!

ولما ناجى ربه ، وناداه : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) هود/45 .

قال له ربنا جل وعلا : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)هود/46 .

ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم إذا أصبح وإذا أمسى : (يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) .

رواه الحاكم وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (5820).

فتأملي ، يا أمة الله ، في هذا المعنى الجليل الذي يغفل عنه كثير من الآباء في زماننا :

ألا نركن إلى أنفسنا في تربية أولادكنا ، ولا نركن إلى فهومنا ، وعلومنا .

بل نركن إلى الركن الوثيق ، والملجأ والمعاذ ، والمستغاث والمستعان ، رب العالمين ، الرحمن الرحيم .

فهو وحده : من يملك القلوب ، ويصرفها كيف يشاء ، ونواصي العباد بيده سبحانه ؛ إن شاء أقامها على الهدى ، أقامها ، وإن شاء أن يزيغها ، أزاغها ؛ سبحانه من قادر ، حكيم ، عليم ، لطيف ، خبير .

ومن أهم صور الأخذ بالأسباب في هذا الباب : أن يقابل العناد ، بالحكمة ، والتروي ، والتؤدة .

ذلك أن مقابلة العناد بالعناد : لا يولد إلا مزيدا من العناد !!

فالأمر فيه كلعبة شد الحبل بين طرفين ، كلما زاد طرف في الجذب ، كان ذلك حافزا للطرف الآخر ، لمزيد من الجذب !!

أما إذا تركت الأم طرف الحبل أمام طفلها ، فلم تعامله بندية ، وتحدٍّ ؛ أوشكت أن تقطع عليه مادة العناد ، ورجع أمره إلى ضعف ، وكفٍ عن المزيد من الإفساد .

والطفل العنيد ، عادة ما يتسم بالدهاء ، والتحايل الدائم على ما يريد فعله من أشياء .

وعادة ما يشعر بالاضطهاد ممن حوله ، من الإخوة والأقارب والآباء والأجداد ، وذلك لكثرة ما يصدر عنهم من انتقاد ، وقسوة وغلظة قاطعة لحبائل الوداد .

وهذان العاملان ، معا : من شأنهما أن يفضيا به إلى نوع من العزلة النفسية عن مجتمعه ، والرغبة الشديدة في الانتقام منه .

وهذا يظهر عادة في صورة العناد والسلوكيات العنيفة المتمردة على قواعد هذا المجتمع !

فالواجب عليكِ ، والحالة هذه : مقابلة التحايل والتذاكي ، بالتغافل والتسامح .
ومقابلة شعور الطفل بالاضطهاد ، بإشعاره بالتراحم والتعاطف .

ومقابلة سلوكه المتمرد العنيد ، بإظهار الحب ، والرغبة الصادقة في صلاحه ، حبا فيه ، وحرصا عليه .

مع اتخاذ المواقف التربوية الحازمة ، بغير قسوة ، أو إظهار للندية والتحدي في معاملته .

ثم اعلمي : أن احتواء الأطفال لا يتم إلا باجتناب أمرين ، وفعل أمرين :

أما ما ينبغي اجتنباه : فالإساءة اللفظية ، والإساءة الجسدية .

وأما ما ينبغي فعله : فالاحتواء اللفظي ، والاحتواء الجسدي .

وبيان ذلك كما يلي :









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 11:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فأما الإساءة اللفظية فتكون بكل لفظ مهين ، يتوجه لشخص الطفل ، لا لفعله ؛ وذلك كوصفه بأنه : مهمل ، أو كذاب ، أو عنيف ، أو غيرها من الأوصاف السلبية .

والذي ينبغي فعله لاحتواء الطفل في مثل هذه السياقات السلبية : هو قصر الوصف السلبي على فعله ، مع وصف شخصه هو بنقيض فعله ، من المحاسن والفضائل .

فبدلا من وصفه بأنه مهمل ، نقول له : أنت منظم ، فكيف تفعل سلوكا فيه إهمال ؟!

وبدلا من وصفه بأنه كذاب ، نقول له : أنت صادق ، فكيف تقول كلاما لم يحدث ؟!

وبدلا من وصفه بأنه عنيف ، نقول له : أنت حنون ، فكيف تضرب أخاك بعنف ؟!

وهكذا دواليْك .

وأما الإساءة الجسدية فتكون بكل تعدٍّ جسدي مهين ، الغرض منه الإيلام والانتقام ؛ وذلك كضربه ضربا مبرحا ، يتجاوز ضرب التأديب الذي أجازه الشرع ، إلى مستوى الإيلام، والانتقام. ذلك بأن الضرب في الشريعة له ثلاث درجات:

أدناها ضرب التأديب ، وأعلاها ضرب الحد ، وأوسطها ضرب التعزير .

فلو تأملنا في ضرب الحد - الذي هو أعلاها - لوجدنا أن فيه قيودا شرعية ، تجعله أخف وقعا من الضرب الذي يقع في زماننا ، من الآباء والأمهات لأولادهم !

فالفقهاء يقولون : إن الصحيح القوي : يجلد في الحدود ، بسوط معتدل ، ليس رطبا ، ولا شديد اليبوسة ، ولا خفيفا لا يؤلم ، ولا غليظا يجرح .

ويشترطون على الضارب ألا يرفع يده فوق رأسه ، بحيث يبدو بياض إبطه ، ويتقي المقاتل ، ويفرق الجلدات على بدنه .

واتفقوا على أنه : لا يضرب على الوجه ، والمذاكير ، والمقاتل .

انظر في ذلك : "حاشية ابن عابدين" (3 / 147)

والزرقاني (8 / 114)

و"الروضة" (10 / 172)

و"المغني" (8 / 313 - 315) .

وإذا كانت هذه القيود مشترطة مقررة في الجلد ، الذي هو أعلى صور الضرب ؛ فما الظن بضرب التأديب ؟!

وضرب التأديب ، كما في قوله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .

قال القرطبي في تفسيره (5/172) :

"والضرب في هذه الآية : هو ضرب الأدب غير المبرح ؛ وهو الذي لا يكسر عظما ، ولا يشين جارحة ، كاللكزة ونحوها ؛ فإن المقصود منه الصلاح ، لا غير .

فلا جرم : إذا أدى إلى الهلاك ؛ وجب الضمان .

وكذلك القول في ضرب المؤدِّب غلامه ، لتعليم القرآن والأدب.

وفي صحيح مسلم : ( اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه .. فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح) .

[الحديث أخرجه مسلم من حديث جابر الطويل في الحج ]

ثم قال رحمه الله :

"قال عطاء : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه !" .

وهذا أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح .

والبديل المقبول للإساءة الجسدية أو اللفظية : هو العقاب بالحرمان .

والمقصود بالحرمان : الحرمان " التربوي " المقيد ، وليس الحرمان المطلق بلا قيد .

فحرمان الطفل مثلا من اللعب لمدة عشر دقائق : حرمان تربوي مقيد ، الغرض منه القهر المعنوي ، لتعديل سلوكه .

وإجلاس الطفل على كرسي العقاب ، لعدد من الدقائق ، الموازية لعمره الزمني ( عشر سنوات = عشر دقائق ) : هذا أيضا من صور الحرمان التربوي .

خصم جزء يسير محدد من مصروف الطفل اليومي : هذا من الحرمان التربوي المقيد كذلك.

أما عقاب الطفل بحرمانه من اللعب ، على مدار يوم أو أكثر ، أو بحرمانه من مصروفه كاملا: فهذا ترويض على العقاب ، يوشك الطفل

مع تكراره : أن يعتاد عليه ، ويبدأ في البحث عن البدائل المتاحة ، إذا عوقب بمثل هذا الحرمان المطلق بلا قيد .

كذلك معاملة الطفل ، بلوحة النجوم ، سلبا وإيجابا : مفيد جدا .

وذلك بإعطائه نجمه ، أو أكثر ، على كل سلوك إيجابي .

وخصم نجمه ، أو أكثر ، مع كل سلوك سلبي .

ووضع قواعد لحساب هذه النجوم ، كالاتفاق ، مثلا ، على أن الوصول لعشرة نجوم : سيكون مقابله هدية . والوصول لعشرين نجمه ، سيكون معه رحله ترفيهية ، وهكذا .

وأما الاحتواء اللفظي ، فيكون بثلاثة أمور :

أولها : كلمات الحب والمشاعر ، كقولك لبناتك : إني أحبك ، وما شابهها من كلمات .

ذلك بأن التعبير عن مشاعر الحب ، مما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أدبه لنا .

فعن أبي كريمة الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ )رواه أبو داود (5124 ) ، والترمذي (2392 ) وصححه الألباني

وينبغي : أن يحدث هذا التعبير بشكل نمطي يومي غير مشروط ، لا أن يكون مشروطا بمواسم ومناسبات، أو أفعال وسلوكيات محبوبة للأب والأم .

وثانيها : كلمات التقدير والثناء ، ولو على أصغر الأشياء ؛ لأن كثرة الانتقاد ، والإهانة بشكل نمطي متواصل : يؤثر سلبا على شخصية الطفل ، ويضعفها بشكل كبير .

وثالثها : كلمات الدعم والتشجيع ؛ وذلك بتشجيعه على مهاراته الخاصة ، أو نشاطاته العامة ، ودعمه نفسيا ، بمواصلتها وتنميتها .

وأما الاحتواء الجسدي فيكون بثلاثة أشياء :

أولها : الاحتضان النمطي اليومي ، غير المشروط بفعل أو سلوك ، كما سبق في التعبير غير المشروط عن الحب والمشاعر.

وهذا من الأمور التي لها دور كبير في استقرار مشاعر الأطفال التوترية ، واحتوائهم .

ثانيها : التلامس الجسدي الإيجابي ، بإمرار اليد على شعرهم ، والتربيت على أكتافهم، ونحو ذلك من صور التلامس الإيجابي .

بديلا عن التلامس السلبي ، الغالب على طبيعة التواصل في سياق العند، والسلوكيات السلبية.

ثالثها : المشاركة المعنوية والحسية :

المعنوية بمجرد النظر باهتمام وإعجاب ، لما يفعلونه من النشاطات أو الهوايات أو المهارات الخاصة .

والحسية بالمشاركة الإيجابية الفعلية معهم ، في لعبهم ومرحهم ، وجدهم وهزلهم .

ومسك الختام هنا ، بذكر شيء مما فعله خير الأنام صلى الله عليه وسلم مع الصبيان والغلمان :

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا ، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي

قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ الله " رواه مسلم (2310)

وعنه رضي الله عنه قَالَ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟ " رواه البخاري(6038 )، ومسلم (2309) .

هذا فعله صلى الله عليه وسلم مع الخادم .. فما الظن بفعله مع الابن ؛ كيف كان ؟!

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ

ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ

قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ ؟

قَالَ: (كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ )" رواه النسائي (1141) ، وصححه الألباني .

وهذا فيه مراعاة حاجات الأطفال ، حتى في سياق عبادة الله الكبير المتعال !

نسأل الله أن يصلح أولادنا ، وأن يفقهنا في التعامل معهم على الوجه الذي يكون فيه صلاحهم ، وأداء أمانتهم ، ويرضي رب العالمين ، سبحانه ، عنا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-27, 11:46   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أسباب تمرد الأبناء على الآباء وعلاجه

السؤال :

أريد أن أتحدث عن موضوع مهم ، ألا وهو عدم مراعاة الأبناء لظروف والدهم ، أنا عندي ٢٣ سنة ، ولدي اخوة ، ومن ضمنهم فتاة في عمر العشرين عاما ، ولكنها وللأسف لا تكترث لأمر والدي

فوالدي في ضائقة مادية ، وهي تقول أريد كذا وكذا وكذا ، ولا علاقة لي به حتى لو اضطر لأن يطلب ذلك من الناس فلي حق عليه. ووالله والدي الآن في حالة يرثى لها من هم أبنائه

والوضع الذي يعيشه ، فما رأيكم في هذا ؟ وبماذا تنصحون مثل هؤلاء الأبناء ؟

وهل هذا يندرج تحت العقوق أم له تفسيرات أخرى؟ علما أنها تسخط على والدي في كثير من المواقف ، ولا أدري كيف اتعامل معها.


الجواب :

الحمد لله

أولا :

اندفاعية الفتيات في التعامل مع الأبوين أو أحدهما وتمردهم وتسخطهم الدائم لا يخلو عادة عن أحد سببين : إما سبب شرعي إيماني ، وإما سبب نفسي سلوكي .

فأما السبب الشرعي الإيماني ، فمشكلته تتلخص في أمرين أيضا :

الأول : يتعلق بضعف أو تشوه تصور الأبناء لمنزلة الآباء في الإسلام ، وما يجب لهم من الحقوق .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ ) . رواه مسلم (1510) .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ ) . رواه الترمذي 1899 وصححه الألباني .

فمهما يكن من سوء تفاهم ، أو خلاف ، بين الولد ووالده : فلابد فيه من المصاحبة بالمعروف ، حتى ؛ بل ولو كان هذا الخلاف في أصل الدين وأساس رسالة المرسلين وجاهد فيه الوالد ولده على الإشراك بالله

فليس ذلك بمانع أن يكون للوالد حقه على ولده ، وأن يحفظ له ولده ذلك الحق

. قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15

والحاصل :

أن الحديث والنقاش مع الوالدين ليس كالحديث مع غيرهما ؛ ذلك بأننا مأمورون بخفض جناح الذل لهما ؛ بلين الكلام ، والتذلل في الملام ، وخفض الصوت عندهما ،

وخشوع الجوارح أمامهما ، وعدم نهرهما بفعل ما يكرهاه ، أو التمنع عن مباح أحباه !

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23-24

فشبه التواضع للوالدين والذل لهما بخفض الطائر الضعيف لجناحيه متذللا عند ما يعتريه خوف من طائر أشد منه .

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) .

قَالَ: لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ !

رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) تحت باب لين الكلام للوالدين ، وصححه الألباني .

وينظر للفائدة المقال القادم

ثانيا :

من الأمور المهمة التي تسبب مثل هذه المشكلات التي ذكرت في السؤال : أن كثيرا من الأبناء لا يقبلون بالتعايش مع ظروفهم التي وجدوا أنفسهم فيها

ولم يتربوا على الرضا بما قسمه الله لهم ، وقدره لهم من حظوظ الدنيا وأقدارها ، بل تراه دائما ينظر إلى من فضل عليه في الرزق ، ويطلب لنفسه مثل ما عند غيره

من غير مقدرة عليه ، لا من نفسه ، ولا من أسرته ؛ فيدفعه ذلك دائما إلى التسخط على حاله ، والشكوى مما هو فيه ، وعدم الرضا بما قسم له .

وقد قال الله تعالى : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة

والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون، ثم تذهب سريعا

وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها

ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) (وَرِزْقُ رَبِّكَ) : العاجل ، من العلم والإيمان وحقائق الأعمال الصالحة

والآجل : من النعيم المقيم والعيش السليم في جوار الرب الرحيم = (خير) مما متعنا به أزواجا ، في ذاته وصفاته (وَأَبْقَى) ؛ لكونه لا ينقطع ، أكلها دائم وظلها ، كما قال تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .

وفي هذه الآية إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه طموحا إلى زينة الدنيا ، وإقبالا عليها : أن يذكرها ما أمامها ، من رزق ربه ، وأن يوازن بين هذا وهذا "

انتهى، من " تفسير السعدي" (516).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ - عَلَيْكُمْ».

رواه مسلم (2963) ، ومعناه في البخاري أيضا .

ثالثا :

ليعلم أن الأب مأمور شرعا بالنفقة على زوجه وأولاده على حسب سعته وقدرته ، لا على حسب متطلبات أولاده ورغباتهم ، ولا يحل للزوجة ولا الولد أن يطلبوا منه فوق ما يطيق

وفوق ما يقدر عليه ؛ فإن الله تعالى لم يأمره بذلك ، بل على أسرته وأولاده أن يكيفوا أنفسهم ، ويحصروا طلباتهم واحتياجاتهم في حدود ما يملكه الأب ، ويقدر عليه

ولا يحل لهم أن يؤذوه ، ولا أن يكلفوه فوق ما يطيق ، ولا أن يشعروه بتقصيره ، أو نقص ما هم عليه من الحال ، أو عدم تقديرهم لما يأتيهم به ، أو ينفقه عليهم .

قال تعالى : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) الطلاق/6-7

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره :

" (مِنْ وُجْدِكُمْ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: يَعْنِي سَعَتكم .

وَقَوْلُهُ: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) أَيْ: لِيُنْفِقْ عَلَى الْمَوْلُودِ وَالِدُهُ، أَوْ وَلِيُّهُ، بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ .

(وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا) كَقَوْلِهِ: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا) [الْبَقَرَةِ: 286] . " انتهى .

رابعا :

وأما السبب النفسي السلوكي فيتعلق باندفاعية مرضية pathological impulsivity يغلب على الفتاة عدم القدرة على التحكم بها

وهذه الاندفاعية تظهر عادة مع اضطرابات التوتر والقلق Anxiety & Stress disorders ، وتظهر كذلك بشكل أوضح مع اضطراب الشخصية الحدية Borderline personality disorder

فإذا لم تفلح الموعظة ، والتربية الإيمانية ، والتعليم والتأديب مع أختكم ، ولم تقف عند الحد الواجب عليه من الأدب مع الوالد ، وعدم إرهاقه بمتطلباتها

ورغباتها : فننصح باستشارة طبيبة نفسية لتقييم حالتها ، والنظر في سبب هذه العصبية والاندفاعية التي تظهر منها ، وذلك لأهمية العلاج الدوائي بمضادات التوتر والقلق

بجانب العلاج الكلامي بجلسات العلاج المعرفي السلوكي CBTفي حالة اضطراب التوتر والقلق ، أو جلسات العلاج الجدلي السلوكي DBT في حالة اضطراب الشخصية الحدية .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 15:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




ضوابط ضرب المعلم للطالب وحكم ضرب الأب للابن البالغ


السؤال :

سمعت أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه اعتاد على ضرب أولاده الحسن والحسين عند الوقوع في الأخطاء النحوية (لم يذكر ما إذا كان في القرآن أم لا).

كما أنني سمعت أيضاً أنه يجوز ضرب الأطفال بعد سن 12 عاما، إذا لم يؤدوا الصلاة. وبالمثل، ربما يتعرض الأطفال لسوء المعاملة من قبل أولياء أمورهم .

هل يمكن أن تخبرنا عن صحة أنه يجوز ضرب الأطفال على الأخطاء النحوية ، ولعدم أداء الصلاة بعد سن 12 (أو سن البلوغ)؟


الجواب :


الحمد لله

أولا:

جاء الأمر بدعوة الأولاد للصلاة ، وأمرهم بها إذا بلغوا سبع سنين ، وضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين ، كما روى أبو داود (495) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ). وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وهذا يقتضي جواز ضربهم على الصلاة ولو بلغوا ثنتي عشر عاما، ما لم يبلغوا.

وإذا بلغ الطفل : فهل لوليه ضربه على الصلاة ، أو غيرها ، لتأديبه؟

في ذلك خلاف بين الفقهاء، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه.

وفي قصة ضياع عقد عائشة رضي الله عنها ومشروعية التيمم، قالت: (فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقَالُوا: أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ

أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي

أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلاَ يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي) رواه البخاري (334).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (1/ 433):

" وفيه تأديب الرجل ابنته ، ولو كانت مزوجة كبيرة خارجة عن بيته .

ويلحق بذلك تأديب من له تأديبه ، ولو لم يأذن له الإمام" انتهى.

وقال العراقي رحمه الله في طرح التثريب (2/ 97):

" فيه تأديب الرجل ولده بالقول، والفعل، والضرب ؛ وإن كان بالغا ، أو امرأة كبيرة متزوجة . وهو كذلك" انتهى.

وقال ابن مفلح رحمه الله في الفروع (9/ 328):

" وظاهر كلامهم: يؤدب الولد ، ولو كان كبيرا مزوجا، منفردا في بيت؛ لقول عائشة لما انقطع عقدها ، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم، بالناس على غير ماء: فعاتبني أبو بكر

وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي. ولما روى ابن عمر: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) قال ابنه بلال: والله لنمنعهن . فسبه سبا سيئا ، وضرب في صدره.

قال ابن الجوزي في كتاب السر المصون: معاشرة الولد : باللطف ، والتأديب ، والتعليم . وإذا احتيج إلى ضربه : ضرب، ويُحمل على أحسن الأخلاق ، ويُجَنَّب سيئها" انتهى.

وممن منع من ضرب البالغ: الشافعية في الأصح عندهم.

قال في تحفة المحتاج (9/ 179):

" للأب والجد تأديب ولده الصغير والمجنون والسفيه ، للتعلم وسوء الأدب .

وقولُ جمعٍ : الأصح أنه ليس لهما ضرب البالغ، ولو سفيها ؛ يحمل : على السفيه المهمل الذي ينفذ تصرفه ، ومثلهما الأم" انتهى.

ثانيا:

ما ذكرت من ضرب علي رضي الله عنه أولاده على الخطأ في النحو : لم نقف عليه .

ولو صح ، فربما كان شيئا خفيفا ، كالضرب بباطن باليد على ظاهر الكف، للتنبيه على الخطأ، ونحو ذلك ؛ وهذا لا حرج فيه، فإن المعلم له أن يضرب المتعلم ، إذا احتاج إلى ذلك.

وفي حاشية الشرواني (1/ 450):

" قال بعضهم: ولا يتجاوز الضارب ثلاثا، وكذا المعلم فيسن له أن لا يتجاوز الثلاث .

والمعتمد : أن يكون بقدر الحاجة ، وإن زاد على الثلاث ، لكن بشرط أن يكون غير مبرح" انتهى.

وفي الموسوعة الفقهية (13/ 13):

" للمعلم ضرب الصبي الذي يتعلم عنده للتأديب.

وبتتبع عبارات الفقهاء يتبين أنهم يقيدون حق المعلم في ضرب الصبي المتعلم بقيود ، منها:

أ - أن يكون الضرب معتادا للتعليم

كما وكيفا ومحلا، يعلم المعلم الأمن منه، ويكون ضربه باليد لا بالعصا، وليس له أن يجاوز الثلاث...

ب - أن يكون الضرب بإذن الولي، لأن الضرب عند التعليم غير متعارف، وإنما الضرب عند سوء الأدب، فلا يكون ذلك من التعليم في شيء، وتسليم الولي صبيه إلى المعلم لتعليمه

لا يثبت الإذن في الضرب، فلهذا ليس له الضرب، إلا أن يأذن له فيه نصا.

ونقل عن بعض الشافعية قولهم: الإجماع الفعلي مطرد بجواز ذلك ، بدون إذن الولي .

ج - أن يكون الصبي يعقل التأديب، فليس للمعلم ضرب من لا يعقل التأديب من الصبيان.

قال الأثرم: سئل أحمد عن ضرب المعلم الصبيان، قال: على قدر ذنوبهم، ويتوقى بجهده الضرب، وإذا كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه" انتهى.

ويشترط لذلك أيضا يكون ضرب تأديب، لا ضرب تشف وانتقام، وألا تترتب عليه مفسدة أكبر ، كنفور الولد ، أو الطالب.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 15:55   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تربية الأبناء في بيئة غير صالحة

السؤال :

أحاول جاهدة الالتزام بتعاليم الإسلام ، ولكن زوجي يقول بعض الأشياء السيئة عن الإسلام ، وعندما أحاول أن أشرح له الأمر لا يستمع لي فهو متعلم بينما أنا لم أتمكن من إكمال تعليمي

وأحاول دائما تعلم ديني وفهم القرآن والسنة ، ولكنني في النهاية لست كاملة ، كما يوجد لدي ستة أطفال منهم من عمره أقل من 9 سنوات ، ومنهم من عمره يزيد عن 13 سنة ، وأريد أن أعرف كيف يمكنني أن أصبح أكثر التزاماً ؟

وكيف يمكن لي أن أغرس ذلك في أطفالي ؛ لأن الكبار في العائلة لا يواظبون على الصلاة ، وهو ما يثبط من عزيمتي في بعض الأحيان ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

مهما بعُدَ الإنسان عن الدين وتعاليمه ، إلا أنه تبقى فيه بذرة للخير ، وفطرة للحق ، تحتاج من يبحث عنها ، ويصل إليها ، ويبدأ منها في الدعوة والنصيحة .

وتعليم زوجك ليس عاصما له من الخطأ أو الزلل ، فحاولي أن تؤثري فيه بالنصيحة والموعظة الحسنة ، واستعيني بالله فهو حسبك ومعينك

واسأليه سبحانه أن يجعل في قلب زوجك وقلوب من حولك نورا يرون به الحق ، اسأل الله أن يرزقهم إتباعه .

وما دام أن زوجك متعلم ، فحاولي أن توفري له كتبا علمية دينية ، أو مقالات نافعة تناسب حاله ، والمشكلة التي تريدين إصلاحها فيه ، ليقرأها وقت فراغه لعل الله أن يشرح بها صدره ،

وكوني على يقين أن الله لن يخيب أملك ورجاءك إذا استعنت به ، وبذلت السبب.

ومن الممكن أن تجمعي مع ذلك : مجموعة من الفيديوهات ، والمقاطع الصوتية من محاضرات ، ومواعظ نافعة ، خاصة إذا كنت تعلمين من زوجك ميلا معينا إلى بعض الدعاة وشيوخ السنة.

ولتعلمي ، يا أمة الله ، أنك في جهاد عظيم : جهاد الدين ، والمحافظة على النفس والبيت والولد ، في بيئة لا تساعد عليه ، ولا تحفظ لكم هويتكم

ثم أنت تجاهدين لإقامة أمر الله فيك وفي أهل بيتك ، واعلمي أن أجرك على قدر جهادك ، ونصبك ، وتعبك
.
ولكي تغرسي في أبنائك حب الدين وتعاليمه فعليك بالتالي :

1. امنحي أبناءك وقتا طويلا من يومك ، وتحدثي إليهم عن عظمة الدين وتعاليمه ، وأكثري من ذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة فالنفوس تتشوق بسماع القصص

وكوني قريبة جدا منهم فقربك بإذن الله يجعلك تؤثرين عليهم ، وتكوني قدوة لهم .

2. اجعلي لك لوحة في البيت اكتبي فيها عبارات جميلة وتعاليم دينية تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث شريفة ، تتجدد بين وقت وآخر

يقرأها جميع من في البيت وتؤتي ثمارها بإذن الله ، وهي أسلوب من النصيحة غير المباشرة .

3. ليكن لك مع أبنائك ورد من القرآن يومي ، فالقرآن نور وهداية .

4. اجتهدي في استعمال التعبيرات الإسلامية ، وتعويدهم على ألفاظ الأدب الإسلامي ، والأذكار المتعلقة بمختلف الأحوال ، الطعام ، الشراب ، النوم ... الخ .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 16:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف يربي أبناءه على الصلاح

السؤال


أجد صعوبة في تربية أبنائي وإصلاحهم , وفي أغلب الأحيان فأنا أغضب وأضربهم . أرجو أن تنصحني في هذا الخصوص ، وأن تدلني على كتب مفيدة تتناول هذا الموضوع .


الجواب

الحمد لله


تربية الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين ، أمر الله تعالى بها في القرآن وأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم

وقد قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .

يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية :

يقول تعالى ذكره يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله { قوا أنفسكم } يقول : علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله .

وقوله { وأهليكم ناراً } يقول : وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار.

" تفسير الطبري " ( 28 / 165 ) .

وقال القرطبي :

قال مقاتل : ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه ، قال إلكيا : فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغني عنه من الأدب وهو قوله تعالى : { وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }

ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { وأنذر عشيرتك الأقربين } ، وفي الحديث : " مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع " .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 196 ) .

والمسلم - أي مسلم – داعية إلى الله تعالى ، فليكن أولى الناس بدعوته أولاده وأهله من الذين يلونه ، فالله تعالى عندما كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة قال له :

{ وأنذر عشيرتك الأقربين } الشعراء / 214 ، لأنهم أولى الناس بخيره ورحمته وبره .

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية رعاية الأولاد على الوالدين وطالبهم بذلك :

عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول

عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول

عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته " .

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ومن واجبك أن تنشئهم من الصغر على حب الله ورسوله وحب تعاليم الإسلام وتخبرهم أن لله ناراً وجنة ، وأن ناره حامية وقودها الناس والحجارة ، وإليك هذه القصة ففيها عبرة :

قال ابن الجوزي :

كان ملِك كثيرَ المال ، وكانت له ابنة لم يكن له ولد غيرها ، وكان يحبها حبّاً شديداً ، وكان يلهيها بصنوف اللهو ، فمكث كذلك زماناً ، وكان إلى جانب الملك عابدٌ

فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } فسمعت الجارية قراءته ، فقالت لجواريها : كفوا ، فلم يكفوا

وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم : كفوا ، فلم يكفوا ، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها ، فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة ، فأقبل إليها ، فقال : يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة ؟ ما يبكيك ؟

وضمها إليه ، فقالت : أسألك بالله يا أبت ، لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة ؟ قال : نعم ، قالت : وما يمنعك يا أبت أن تخبرني ، والله لا أكلتُ طيِّباً ، ولا نمتُ على ليِّنٍ حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار .

" صفوة الصفوة " ( 4 / 437-438 ) .

وينبغي عليك أن تبعدهم عن مراتع الفجور والضياع وألا تتركهم يتربون بالسبل الخبيثة من التلفاز وغيره ثم بعد ذلك تطالبهم بالصلاح ، فإن الذي يزرع الشوك لا يحصد العنب

ويكون ذلك في الصغر ليسهل عليهم في الكبر وتتعوده أنفسهم ويسهل عليك أمرهم ونهيهم ويسهل عليهم طاعتك .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ".

رواه أبو داود ( 495 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 5868 ) .

ولكن ينبغي على المؤدب أن يكون رحيماً حليماً سهلاً قريباً غير فاحش ولا متفحش يجادل بالتي هي أحسن بعيداً عن الشتائم والتوبيخ والضرب

إلا أن يكون الولد ممن نشز عن الطاعة واستعلى على أمر أبيه وترك المأمور وقارف المحظور فعندئذٍ يفضَّل أن يستعمل معه الشدة من غير ضرر .

قال المناوي :

لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغاً يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين ويصونه عن مخالطة المفسدين ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب ويسمعه السنن

وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك : خير له من أن يتصدق بصاع ؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية

وصدقة الصاع ينقطع ثوابها ، وهذا يدوم بدوام الولد والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة { قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } التحريم / 6 .

فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة .

" فيض القدير " ( 5 / 257 ) .

والضرب وسيلة لاستقامة الولد ، لا أنه مرادٌ لذاته ، بل يصار إليه حال عنت الولد وعصيانه.

والشرع جعل نظام العقوبة في الإسلام وذلك في الإسلام كثير كحد الزاني والسارق والقاذف وغير ذلك ، وكلها شرعت لاستقامة حال الناس وكف شرهم .

وفي مثل هذا جاءت الوصية عن الرسول صلى الله عليه وسلم معلماً الأب ردع الولد :

عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه أدب لهم " .

رواه الطبراني ( 10 / 248 ) .

والحديث : حسّن إسنادَه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 106 ) .

وقال الألباني في صحيح الجامع ( 4022 ) : حسن .

فتربية الأولاد تكون ما بين الترغيب والترهيب ، وأهم ذلك كله إصلاح البيئة التي يعيش بها الأولاد بتوفير أسباب الهداية لهم وذلك بالتزام المربيين المسؤولين وهما الأبوان .

ومن الطرق التي ينجح المربي بها في تربية أولاده استخدام جهاز المسجل لسماع المواعظ وأشرطة القرآن وخطب ودروس العلماء حيث هي كثيرة .

أما الكتب التي سألت عنها والتي يمكن الرجوع إليها في تربية الأولاد فنوصيك بما يلي :

تربية الأطفال في رحاب الإسلام .

تأليف : محمد حامد الناصر ، وخولة عبد القادر درويش .

كيف يربي المسلم ولدَه .

تأليف : محمد سعيد المولوي .

تربية الأبناء في الإسلام .

تأليف : محمد جميل زينو .

كيف نربي أطفالنا .

تأليف : محمود مهدي الإستانبولي .

مسئولية الأب المسلم في تربية الولد

تأليف : عدنان با حارث

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 16:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقوق الأبناء

السؤال

ما هي حقوق كل من الزوجة والأبناء على الرجل ?.

الجواب

الحمد لله


1. حقوق الزوجة :

قد بيّناها بالتفصيل


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2132682

2. حقوق الأبناء :

قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا كما أن للوالد على ولده حقوقاً .

عن ابن عمر قال : " إنما سماهم الله أبراراً لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا " . " الأدب المفرد " ( 94 ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبد الله بن عمر : " ….. وإن لولدك عليك حقاً " مسلم ( 1159 ) .

وحقوق الأولاد على آبائهم منها ما يكون قبل ولادة الولد ، فمن ذلك :

1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

قال الشيخ عبد الغني الدهلوي : تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف لئلا تكون المرأة من أولاد الزنا فإن هذه الرذيلة تتعدى إلى أولادها

قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك } النور / 3 ، وإنما أمر بطلب الكفؤ للمجانسة وعدم لحوق العار . "

شرح سنن ابن ماجه " ( 1 / 141 ) .

حقوق ما بعد ولادة المولود :

1- يسن تحنيك المولود حين ولادته .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان ابن لأبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ( أي : مات ) فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم : هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب م

نها فلما فرغ قالت : واروا الصبي ( أي : دفنوه ) فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : أعرستم الليلة ؟ قال : نعم ، قال : اللهم بارك لهما فولدت غلاما قال لي أبو طلحة :

احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أمعه شيء ؟

قالوا : نعم تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في ( أي : فم ) الصبي وحنكه به ، وسماه عبد الله " رواه البخاري ( 5153 ) ومسلم ( 2144 ) .

قال النووي :

اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو فيمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 14 / 122 – 123 ) .

2- تسمية الولد باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن .

عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " رواه مسلم ( 2132 ) .

ويستحب تسمية الولد باسم الأنبياء :

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " رواه مسلم ( 2315 ) .

ويستحب تسميته في اليوم السابع ولا بأس بتسميته في يوم ولادته للحديث السابق .

عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى "

رواه أبو داود ( 2838 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4541 ) .

قال ابن القيم :

إن التسمية لما كانت حقيقتها تعريف الشيء المسمى لأنه إذا وجد وهو مجهول الاسم لم يكن له ما يقع تعريفه به فجاز تعريفه يوم وجوده وجاز تأخير التعريف

إلى ثلاثة أيام وجاز إلى يوم العقيقة عنه ويجوز قبل ذلك وبعده والأمر فيه واسع . "

تحفة المودود " ( ص 111 ) .

3- كما يسن حلق شعره في اليوم السابع والتصدق بوزنه فضة :

عن علي بن أبي طالب قال : " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة قال فوزنته فكان وزنه درهما أو بعض درهم "

رواه الترمذي ( 1519 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1226 ) .

4- كما تستحب العقيقة على والده كما مر سابقا من الحديث ، فقوله : " كل غلام رهينة بعقيقته ".

فيذبح عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة :

فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة "

رواه الترمذي ( 1513 ) ، صحيح الترمذي ( 1221 ) أبو داود ( 2834 ) النسائي ( 4212 ) ابن ماجه ( 3163 ) .

5- الختان :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .

- حقوق في التربية :

عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول

عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) .

فعلى الآباء مراعاة توجيه أبنائهم في الواجبات الدينية وغيرها من فضائل الشريعة المستحبة ومن أمور الدنيا التي فيها قوام معاشهم .

فيبدأ الرجل بتربية أبنائه على الأهم فالمهم فيبدأ بتربيتهم على العقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع ثم بالعبادات لاسيما الصلاة ، ثم يعلمهم ويربيهم على الأخلاق والآداب الحميدة ، وعلى كل فضيلة وخير .

قال الله تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان / 13 .

عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر " رواه الترمذي ( 407 ) وأبو داود ( 494 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4025 ) .

وعن الربيع بنت معوذ قالت : " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت

: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار " رواه البخاري ( 1859 ) ومسلم ( 1136 ) .

وعن السائب بن يزيد قال : " حُج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين "

رواه البخاري ( 1759 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-29, 16:14   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

- التربية على الآداب والأخلاق :

ينبغي على كل أب وأم أن يعلموا أبناءهم وبناتهم على الخلق الحميد والآداب الرفيعة سواء في أدبهم مع الله أو نبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أدبهم مع قرآنهم وأمتهم ومع كل من يعرفون ممن لهم عليه حق

فلا يسيئون العشرة مع خلطائهم ولا جيرانهم وأصدقائهم .

قال النووي :

على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية نص عليه الشافعي وأصحابه ، قال الشافعي وأصحابه :

وعلى الأمهات أيضا هذا التعليم إذا لم يكن أب لأنه من باب التربية ولهن مدخل في ذلك وأجرة هذا التعليم في مال الصبي فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته لأنه مما يحتاج إليه والله أعلم .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 8 / 44 ) .

وينبغي عليه أن يربيهم على الآداب في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس والنوم والخروج من المنزل ودخوله وركوب المركبات وغير ذلك وفي أمرهم كله

وأن يغرس فيهم صفات الرجال الحميدة من حب التضحية والإيثار والنجدة والشهامة والجود ، وأن يبعدهم عن الرذائل من جبن وبخل وقلة مروءة وقعود عن المكرمات وغير ذلك .

قال المناوي :

( كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا أي حقوقا كثيرة منها تعليمهم الفروض العينية وتأدبهم بالآداب الشرعية

والعدل بينهم في العطية سواء كانت هبة أم هدية أم وقفا أم تبرعا آخر فإن فَضّل بلا عذر بطل عند بعض العلماء وكره عند بعضهم .

" فيض القدير " ( 2 / 574 ) .

وعليه أن يقي أبناءه وبناته من كل شيء مما شأنه أن يقربهم من النار

قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .

قال القرطبي :

… وعن هذا عبَّر الحسن في هذه الآية بقوله : " يأمرهم وينهاهم " ، وقال بعض العلماء : لما قال : قوا أنفسكم دخل فيه الأولاد لأن الولد بعض منه كما دخل في قوله تعالى :

{ ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم } فلم يفردوا بالذكر إفراد سائر القرابات فيعلمه الحلال والحرام ويجنبه المعاصي والآثام إلى غير ذلك من الأحكام .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 194 – 195 ) .

النفقة :

وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها ، بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "

رواه أبو داود ( 1692 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4481 ) .

كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة ، ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح .

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال : من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار .

رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .

كذلك أيضاً من الأمور المهمة : وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها حق العدل بين الأولاد ، وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "

رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 ) ، فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث ، وإذا وقع الأب في هذا الخطأ وفضّل بعض أولاده على بعض ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :

ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي رواه مسلم ( 1623 )

لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء فاعدل بينهم في العطية .

ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .

والله اعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-02, 14:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



دور الآباء تجاه أبنائهم ، في وسط مجتمع لا يساعد على التربية ؟!!

السؤال

هناك ظاهرة شائعة بين الشباب في الغرب ، ألا وهي أن الآباء يتركون أبناءهم يفعلون بعض الأشياء الحرام ظانين أن ذلك يحميهم من السقوط فيما هو أشد

مثال ذلك : أن الآباء يقولون : إنهم يتركون أبناءهم يستمعون إلى الموسيقى بدلاً من خروجهم ومخالطتهم أصحاب السوء ، أو تركهم للمنزل بالكلية

ويخشى الآباء من تطبيق شرع الله في بيوتهم خشية فرار أبنائهم ، فما رأي الإسلام في ذلك ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

يختلف نجاح وفشل المسلم في تربية أولاده تبعاً لاختلاف اعتبارات كثيرة ، ومما لا شك فيه أن للبيئة التي يسكنون فيها دور كبير في نجاح تلك التربية وفشلها .

ثانياً:

يجب أن يعلم الوالدان أن الله تعالى قد استرعاهم رعية ، ووجب عليهم أداء الأمانة كما أمرهم الله تعالى بذلك في محكم التنزيل ، وجاءت السنَّة النبوية مؤكدة لهذا الأمر في كثير من الأحاديث الصحيحة

كما جاءت نصوص الوحي بالوعيد لمن لم يحط رعيته بنصح ، ولمن فرَّط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها .

عن مَعْقِلِ بْنِ يسار المُزنيِّ قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ ) .

وفي رواية : ( فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ إِلا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ) رواه البخاري (6731) ومسلم (142) .

ثالثاً:

قد أمر الله تعالى أولياء أمور الأولاد بتربيتهم منذ صغرهم على الطاعة ، ومحبة الدِّين ، وهم وإن لم يكونوا مكلفين بسبب عدم بلوغهم : لكنه لا يُنتظر البلوغ لتوجيه النصح والإرشاد والأمر بالطاعة

لأن الغالب على هذا السن أنه لا يستجيب أصحابه إلا أن يكونوا على تربوا على ذلك وتعلموه من أهلهم في صغرهم ، ومن هنا جاء الأمر للأولياء بتعليم الأولاد الصغار الصلاة منذ سن السابعة

وبالضرب عليها في سن العاشرة ، وكان الصحابة يصوِّمون أولادهم الصغار ؛ تعويداً لهم على محبة الدين ، وشرائعه ، ليسهل عليهم تنفيذ الأوامر والابتعاد عن النواهي عند الكبَر .

عن عبد الله بن عمرو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ ) .

أبو داود ( 495 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِى حَوْلَ الْمَدِينَةِ : ( مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ )

فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ.

رواه البخاري (1960) ومسلم (1136) .

وكما يربونهم على فعل الطاعات : فإنهم يمنعنونهم من المحرمات ، وفعل الولد للطاعة إنما يكون أجرها له ولمن علّمه وشجعه عليها

وأما فعل المعصية : فإن الصغير لا يأثم ، وإنما يأثم من مكَّنه منها ، وترك بابها مفتوحا أمامه ولم يغلقه ، وأما من دله عليها ، فهذا كمن فعل !!

ولذا فإنه ليس من التشدد في شيء أن يربي المسلم أولاده على الطاعة ، وأن يمنعهم من فعل المحرمات ، كلبس الذكر للذهب ، أو الحرير ، أو لبس الأنثى لثياب الذكور

أو الكذب ، والسرقة ، والشتم ، وغيرها من المعاصي ، كما أنه ليس من التشدد أن يربي المسلم ابنته على الحياء ، والعفاف ، وعدم الاختلاط ؛ لأنه من شبَّ على شيء يُخشى عليه الاستمرار عليه .

قال ابن القيم - رحمه الله - :

والصبي وإن لم يكن مكلفاً : فوليُّه مكلَّف ، لا يحل له تمكينه من المحرَّم , فإنه يعتاده ، ويعسر فطامه عنه .

" تحفة المودود بأحكام المولود " ( ص 162 ) .

وقال - رحمه الله - :

فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم

وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه ، فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم كباراً .

" تحفة الودود " ( ص 229 ) .

وسئل علماء اللجنة الدائمة :

بالنسبة لأولادي الصغار : هل تعليمهم آداب الإسلام ، وإلزام البنات منهم الصغار بالملابس الإسلامية ، هل يعتبر ذلك تشدداً ؟ وإذا كان فعْلي هذا صحيحاً : فما الدليل عليه من الكتاب والسنَّة ؟ .

فأجابوا :

ما ذكرتيه من إلزام البنات بالملابس الواسعة والساترة ، وتعودهن على ذلك من الصغر : هذا ليس من التشدد ، بل أنتِ على حق في تربيتهم التربية الإسلامية .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 285 ، 286 ) .

وفي كتابه " مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

يقول أهل العلم : إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه الكبير ، وما كان فيه صور : فإلباسه الكبير حرام ، فيكون إلباسه الصغير حراماً أيضاً ، وهو كذلك .

والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب ، والأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلي إيصالها إلي هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم .

وسئل – بعدها - :

هل يجوز لبس الأطفال الذكور مما يخص الإناث كالذهب والحرير أو غيره والعكس ؟ .

فأجاب :

هذه مفهومة من الجواب الأول ، قلت : إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس .

وسئل – بعدها - :

هل يدخل تحت هذا إسبال الثياب للأطفال الذكور؟ .

فأجاب :

نعم يدخل . انتهى

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-02, 14:20   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ابنها يقع في الفاحشة ، فهل تحاسب على أفعاله ؟

السؤال

يبلغ ابني من العمر 15 عاما ، وقد ولد في أمريكا ونشأ فيها . ابني له صديقات

وقد اكتشفت مؤخرا أنه يمارس الجنس مع إحداهن . وأنا أشعر بالذنب ، لكني لا أعرف كيف أتصرف .

هل سيعاقبني الله جراء تصرفاته ؟.


الجواب

الحمد لله

ليس أعظم من المصيبة في الدين ؛ فهي المصيبة حقا ، نسأل الله السلامة منها ، وليس أكرم على الإنسان ـ بعد نفسه ـ من ولده ؛ فبهم سرور القلب وقرة العين ، قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) الفرقان/74

لكن القلب لا يُسَرُّ ، والعين لا تَقَرّ إلا بذرية صالحة ، طائعة لله ؛ قال الحسن البصري : ( هي والله أن يُري الله ُ العبدَ من زوجته ، من أخيه ، من حميمه طاعة الله

لا والله ما شيء أحب من أن يرى ولدا ، أو والدا ، أو حميما ، أو أخا مطيعا لله عز وجل ) تحفة المودود لابن القيم ص 424

ولا شك أن أعظم ما يُسْأَل عنه الوالدان من حفظ أبنائهما ورعايتهم ، تربيتهم على طاعة الله تعالى ، وطردهم عن معصيته

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) التحريم/6 ، َقَالَ مُجَاهِد وغيره من السلف : أَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه وَأَدِّبُوهُمْ ، وقال قتادة : مُرُوهُمْ بِطَاعَةِ اللَّه وَانْهَوْهُمْ عَنْ مَعْصِيَته .

وفي الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ،ُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ

أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) البخاري 2554 ومسلم 1829.

فقد دل هذا الحديث على أَنَّ الْمُكَلَّف يُؤَاخَذ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْر مَنْ هُوَ فِي حُكْمه ، وتحت رعايته .

وقد نص الحديث على دخول الوالدين في هذا الأصل العام : ( وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ )

فالوالدان مسئولان عن أبنائهما ، لأَنَّهُا أُمِرَا أَنْ يَحْرِصا عَلَى وِقَايَتهمْ مِنْ النَّار , وَامْتِثَال أَوَامِر اللَّه ، وَاجْتِنَاب مَنَاهِيه . فإذا قام الوالدان بما يجب عليهما من تربية أولادهما التربية الصحيحة ولم يقصرا في ذلك

فإنه لا إثم عليهما في هذه الحال إذا انحرف أولادهما

. قال الله تعالى : ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164

وإذا كان كل أحد يفهم من الشرع ، وببديهة عقله ، أنه إن فرط في واجب الأدب والتربية نحو أولاده ، فإنه مسئول عما وقعوا فيه من انحراف

فإن مسئولية الأسرة التي تعيش في الغرب نحو أبنائها مسئولية من لون آخر ، هي أعظم من ذلك كله ؛ إنها مسئولية من ألقى ثمرة فؤاده في اليم ، مكتوفا !! .

وفي حالة ولدكما ، ومثلها كثير ، كان ينبغي سد أبواب الفتنة قبل أن تستفحل وتشتعل نارها ؛ فليس في الإسلام علاقة صداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه ، لاسيما في هذه المرحلة الخطيرة من عمر ابنكما .

لكن السؤال الأهم ، الآن ، فعلا هو : كيف نتصرف ؟

إن عليكما ، أنت وأبوه ، أن تتحيلا بكل حيلة سريعة لإبعاد ولدكما عن هذه العلاقات الآثمة ، وقطع علاقاته بالنساء الأجنبيات

حتى ولو تحققتما من أن هذه العلاقة لم تصل إلى أوحال الزنا ؛ فقد ذكرنا أن أصل هذه العلاقة مرفوض في الشرع .

وقد يكون من أهم الوسائل لإبعاده عن تلك العلاقات المحرّمة التعجيل في تحصينه بالزواج ، ولذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء ٌ) متفق عليه

الباءة أي : تكاليف الزواج .

ومعنى وجاء أي : وقاية من الوقوع في الإثم .

لكنكما تعلمان أن إبعاد الشاب عن تلك العلاقات المحرمة ليس بالأمر السهل ، بل تكاد هذه المهمة تكون مستحيلة في البلاد التي تعيشون فيها ؛ فإن المحضن الغربي الذي تنمو فيه قلوب هذه الذرية وعقولها

ملوث بكل لون من فتن الشبهات والشهوات ، تلك الفتن التي أحالت ، الجيل الثاني والثالث من أبناء المسلمين هناك ، إلى أجيال تتفلت يوما بعد يوم من شعائر الإسلام وشرائعه

وتتشرب بدلا منها قِيَم الغرب وأخلاقه ، حتى لا يكاد يبقى لها في نهاية الأمر إلا " بركة " النسب !!

فيعود السؤال إليكما مرة ثانية : هل عندكما من القوة في أمر الله ، والخوف من إضاعة الأمانة نحو نفسيكما أولا ، ثم نحو ذريتكما ثانيا ، والرغبة في إصلاح ما فات

هل عندكما من ذلك كله ما يدفعكما للتضحية بمتاع الدنيا وزينتها في بلاد الغرب ، والعودة بأبنائكما إلى بلدكم ، أو إلى حيث تكونون أكثر أمنا على دينكم

قبل أن يفوت الأوان ، ويأتي الموت على هذه الحال ؛ فيقول قائل : ( رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ) المؤمنون/99-100

وقبل أن نرى تأويل ما فعلنا ؛ أي : عاقبته :

( يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) الأعراف/99 ؟

أم إن المسؤولية لا تستحق هذه التضحية ؟!

وقد تقولون : إن أكثر بلاد المسلمين اليوم يعج بالفتن والمنكرات ، فلن تتوفر لنا البيئة الصالحة لتنشئة الذرية على الشرع النقي ، فما الفائدة من هذه النقلة ؟ !

فيقال : نعم ، وأنتم محقون إلى حد كبير ، لكن إذا لم نستطع جلب الخير كله ، فلنكسب أقصى ما نستطيع منه ، وإذا لم يمكن دفع الشر كله ، فلندفع أقصى ما يمكننا منه ، وبعض الشر أهون من بعض !!

والأمر فقط يحتاج إلى صدق مع النفس ، وصدق الله العظيم : ( بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) القيامة/14-15

والله يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-02, 14:29   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دعت على جنينها فمات بعد ولادته

السؤال:

كانت أمي حامل ، وكنا نمر بظروف صعبة ، ومشاكل عائلية ، وطلبت من الله عز وجل أن يأخد ما في بطنها ، وبعد الولادة توفي الطفل ، من دون أن تفعل أمي أي شيء لا اجهاض ولا أي محاولة للتخلص منه

ومرت الأيام ، وهي الآن تحس بأن دعوتها تلك هي السبب ، وهي المسؤولة عن وفاة الطفل .

والسؤال :

هل هناك ارتكاب خطأ في دعاء أمي على جنينها وهي حامل ، وهل من كفارة ليغفر لها الله سبحانه وتعالى ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الواجب على المسلم إذا مرت به ظروف وأحوال يكرهها أن يصبر لأمر الله ، ولا يتسخط القدر ، ولعل فيما يكره خيرا كثيرا ، كما قال تعالى : ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/ 19 .

ثانيا :

الذرية من زينة الحياة الدنيا ، ومن نعم الله تعالى العظيمة على الإنسان ، فلا يجوز أن يقابل الإنسان هذه النعمة بالكراهة لها والدعاء عليها بالهلاك

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الولد .

ثالثا :

أما دعاء والدتك على ما في بطنها فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن مثل هذا الدعاء قد يستجاب له وقد لا يستجاب .
فإن كان الحامل لها على هذا الدعاء شدة الغضب وهي لم تقصد الدعاء

فمثل هذا الدعاء لا يستجيب الله تعالى له ، ويكون موت الطفل قدَّره الله تعالى ولم يكن سببه الدعاء

وفي هذا قال الله تعالى : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

قال مجاهد :

" هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليهم : اللهم لا تبارك فيه والعنه ، فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير لأهلكهم ".

قال ابن القيم

: " فاقتضت رحمة العزيز العليم أن لا يؤاخذه بذلك ولا يجيب دعاءه لأنه عن غير قصد منه ، بل الحامل له عليه الغضب الذي هو من الشيطان " انتهى .

أما إذا كانت قد دعت وهي مختارة لهذا الدعاء قاصدة له فقد يكون هذا الدعاء وافق ساعة إجابة ، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ

وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) رواه مسلم (3014)

فالحديث يدل على أن لله أوقاتا لا يرد فيها داعيا

والإنسان قد يدعو على غيره ظلما وعدوانا فيستجيب الله له .

انظر : " إغاثة اللهفان " (1/32-34) .

وعلى كل حال ؛ فهذا الدعاء خطأ وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلى والدتك أن تستغفر الله تعالى ولا تعد لمثل هذا الدعاء مرة أخرى .

فبهذا يمحوا الله عنها هذا الذنب ، وليس عليها كفارة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-02, 14:32   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

دعاء الوالدين على الأولاد

السؤال

ما حكم دعاء الوالدين على الأبناء بالشر بكثرة وفي بعض الأوقات دون سبب ، هل يستجاب ؟ .

الجواب

الحمد لله

الأبناء من زينة الحياة الدنيا ، كما قال الله تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف/46 .

وهم قرة عين الوالدين ، وفلذة كبدهما ، فكيف يدعوان عليهم !!

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس ، خشية أن يوافق ساعة إجابة ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ

وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) رواه مسلم (3014) .

ودعاء الوالد لولده أو عليه مستجاب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ

وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ ) رواه ابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (596) . ولفظ الإمام أحمد (7197) : ( وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ) .

فمن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الأباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم ، والذي ينبغي هو الدعاء لهم بالهداية وأن يصلحهم الله ويلهمهم رشدهم .

ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب دعاء الوالدين على أولادهما إذا كان في وقت الغضب والضجر

وذلك لقوله تعالى : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) يونس/11 .

قال ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " (2/554 ):

" يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده ، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم ، أو أموالهم ، أو أولادهم ؛ في حال ضجرهم ، وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك

فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفاً ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم , أو لأموالهم , أو لأولادهم , بالخير والبركة والنماء " انتهى .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc