بِسْــــــــــمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِــــــــيمِ
عَنْ جَوْهَرِ الكَوْنِ بَيْضُ الْعِزَّةِ انْبَثَقَا بِبَعْثِ أَحْمَدَ شُقَّ الصُّبْـحُ وانْفَلَقَا
وَأَشْرَقَـتْ شَمْسُــهُ بِالْوَحْيِ رَتَّــــلَهُ في ظُلْمَةِ الشِّرْكِ نُورًا يُسْفِرُ الْغَسَقَا
فَكَسَّرَتْ نُصُبَ الأَوْثَانِ دَعْوَتُـهُ فَالحَــقُّ بَانَ وَزَالَ الظُّـلْمُ وَافْتَرَقَا
وَانْشَقَّ مِنْ هَيْبَةٍ إِيوَانُ كِسْرَى كَذَا بِالرُّومِ قَيْصَـرُهُمْ عَـن مُلْكِــهِ قَلِقَا
بِوَابِلِ الحَقِّ نَارُ الْكُفْرِ قَدْ خَمَدَتْ كَذَا بِصَارِمِهِ الطَّاغُـوتُ قَدْ زُهِـقَا
صَـــــلَّى عَلَيْـهِ إِلَـــهُ الكَـوْنِ مَا طَلَعَـــتْ
شَمْـسٌ عَلَى كَوْكَـبٍ فِي الليْــلِ قَدْ طَـرَقَا
قُصُورُ بُصْرَى لَهُ مِنْ بَعْدِ طَلْعَتِــهِ كَالدُّرِّ مِن نُورِهِ فِي الشَّامِ قَدْ بَرَقَا
فَاحَتْ بِطَلْعَتِهِ فِي الكَـوْنِ أَصْوِرَةٌ تَشِـجُّ بِالمِسْــكِ في أَرْجَائِــهِ عَبَقَا
فَاسْأَلْ حَلِيمَةَ يَوْمَ اسْتَقْبَلَتْ قَمَرَا فَالضَّرْعُ دَرَّ كَذَا الآتَانُ قَدْ سَبَقَا
وأُخْصِبَتْ أَرْضُهَا مِنْ بَعْدِ مَا قحِلَتْ فَالخَيْرُ قَدْ حَـلَّهَا وَالْعَيْشُ قَدْ غَـدِقَا
فَشَبَّ فِي حُضْنِهَا كَالدُّرِّ في صَدَفٍ كَالْبَدْرِ في أُفُقٍ سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَا
يَا رَبِّ صَـلِّ عَـلَى المَاحِـي وَعِتْرَتِـــــــهِ
مَا لاَحَ نَجْــــــمٌ بِهَـــذَا الكَــوْنِ أَوْ شَــرَقَا
بِالوَحْيِ قَدْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ مِنْ رَبِّهِ نُورًا يُضِيءُ بِـهِ الأَفْلَاكَ وَالأُفُـقَا
يَدْعُو الخَلَائِقَ لِلتَّوْحِيدِ فَانْتَبَهُو مِـنْ ظُلْمَةِ الشِّرْكِ لِلإِسْلَامِ قَدْ وَسَقَا
أَمَّا الذِي سَبَقَتْ حُسْنَاهُ صَدَّقَهُ وَسَــلَّ سَيْـفًا عَلَى الكُـفَّارِ مُحْــتَرِقَا
فَفَتَّحَتْ أَقْفُلَ الأَمْــصَارِ رَايَتُهُ وَأَظْــهَرَ اللهُ دِيـــنَ الحَـقِّ فَانْبَثَــــقَا
أَمَّا الجَبَابِيرُ قَدْ ذُلُّوا لِسَطْوَتِــهِ وَالْعَبْدُ مِنْ كَرَمِ الإِسْلَامِ قَدْ عُتِــقَا
صَـلُّوا عَلَى الْمُصْطَــفَى مِنْ آلِ مُطَّـــــلِبٍ
مُحَمَّـدِ الَهَاشِـــــمِي خَيْـــــرُ الأَنَــــامِ تُقَــى
لاتَعْذِلُوا عاصِيًا في مَدْحِ سَيِّدِهِ بِشَرْكِ حُـبِّ النَّبِيِّ القَلْبُ قَدْ عَلِـقَا
حَبَاهُ خَالِقُهُ فِي الخَـلْقِ بَسْطَتَهُ خَــلْقًا وَخُـلْقًا لَهُ في ذَاتِـــهِ اتَّسَــــقَا
هُوَ خَيْرُ مَنْ دَمَعَتْ فِي الله مُقْلَتُهُ وخَــيْرُ من سَــلَكَ الأَفجاجَ والطُّــرُقَا
اللهُ زَيَّنَــهُ لِلْخَلْــــــقِ أَرْسَـــــــلَهُ عِلْــمًا وَزُهْــــدًا وَنُــورًا يَبْلُــــغُ الشَّفَــــقَا
أَزَالَ بِالْعِلْمِ شُــؤْمَ الجَهْلِ أَسْفَرَهُ كَالسَّيْفِ في وَجْهِهِ قَدْ سُلَّ وَامْتَشَقَا
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى المخْــتَارِ سَيِّــدِنَا
مَا هَبَّتِ الرِّيحُ فَوْقَ الزَّهْرِ فَانتُشِقَا
عبد الرحيم خوجة