بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي بالتدابير المؤقتة في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
ويجدر التذكير أن جنوب إفريقيا قامت برفع الدعوى أمام المحكمة بجريمة الإبادة الجماعية ضد إسرائيل إضرارا بالشعب الفلسطيني بغزة، وإلتمست من هيئة المحكمة قبل الفصل في الموضوع الحكم بالتدابير المؤقتة ومن بينها وقف إطلاق النار، الكف عن القتل الممنهج، منع التهجير القسري، إدخال المواد الإغاثية والدواء إلخ...
وبعد الإستماع إلى طرفي الدعوى جنوب إفريقيا وإسرائيل والمداولة القانونية، صدر الحكم بالتدابير المؤقتة التي تصب في صالح الشعب الفلسطيني، رغم الضغوط التي مارستها إسرائيل مدعومة بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على هيئة المحكمة من أجل الحكم برفض دعوى جنوب إفريقيا.
حتى وإن كانت المحكمة تجاهلت تدبير وقف إطلاق النار، إلا أن الحكم بحد ذاته يعتبر إنتصارا للحق، ويعد سابقة أولى في التاريخ.
بحيث أن قانون الإبادة الجماعية سن في الأصل لحماية اليهود، بعد ما يسمى "المحرقة" التي تعرضوا لها من طرف ألمانيا النازية.
إنه سابقة أن يحاكم من سن من أجله هذا القانون لحمايته، كمتهم ومذنب بممارسة الإبادة الجماعية ضد شعب أخر وهو السعب الفلسطيني.
إنه من المخزي وقلة الحياء
أن تصدر بيانات من عواصم عربية تتحامل على المحكمة عدم الحكم بتدبير وقف إطلاق النار.
إنها إنتهازية في أبلغ صورها.
إن هذه العواصم لم تكن لها الشجاعة أن ترفع مثل هكذا دعوى ضد إسرائيل، خوفا ورعبا من تل أبيب وواشنطن.
حتى إنفردت جنوب إفريقيا بلد مانديلا بأداء مثل هذا الدور.
بالله عليكم كفوا عن هذه الغوغاء، ولو حقا تأخذكم العزة بالنفس، إقطعوا علاقتكم بتل أبيب.
بقلم الأستاذ محند زكريني