كيف نتعامل مع اختلاف آراء المفسرين في بعض الآيات ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كيف نتعامل مع اختلاف آراء المفسرين في بعض الآيات ؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-02-17, 16:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8 كيف نتعامل مع اختلاف آراء المفسرين في بعض الآيات ؟


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



كيف نتعامل مع اختلاف آراء المفسرين في بعض الآيات ؟


السؤال

أريد التفصيل حول ما يلي : يقول الله سبحانه : ( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) سورة يونس/61.

سؤالي الآن هو : هل تشير الآية إلى ذرة أو نمل النار الأحمر ؛ لأن هذا الأخير ذكر في بعض ترجمات القرآن

. وأيضا لماذا تحمل آية قرآنية واحدة معاني كثيرة ، وأي هذه المعاني نقبل . على سبيل المثال : في سورة النازعات يقول الله سبحانه : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) في بعض الترجمات جاء ( دحاها ) بمعنى : بسطها .

وفي ترجمة أخرى جعلها على شكل بيضة ( أي بيضة النعامة ). إلى غير ما هنالك . في بعض المواقع قالوا بأن هذه الترجمة الثانية ليست صحيحة .

أرجوكم أن تبينوا لي هذه الأمور في أسرع وقت ممكن ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

سؤالك مهم وفي محله ، وهو من مهمات القضايا التي تدرس في علم " أصول التفسير "

تطرق إليها العديد من الباحثين

ومن أهمهم الدكتور حسين الحربي في كتابه الرائع " قواعد الترجيح عند المفسرين "

والدكتور خالد السبت في كتابه " قواعد التفسير " (1/208)

وكلاهما من الكتب الكبيرة المتخصصة التي لا يسهل قراءتها على عامة الناس

وإنما على طلبة العلم والمعتنين بالعلوم الإسلامية.

ثانيا :

يمكننا هنا أن نقرب لك المسألة بتصورات سهلة إن شاء الله ، ذلك أن أكثر الاختلاف المنقول في تفسير القرآن الكريم ليس اختلافا حقيقيا

وليس تعددا للمعاني ، وإنما هو اختلاف تنوع ، واختلاف ترادف تقريبا ، وهذا الأمر يعرفه من يهتم بأصول التفسير وقواعده .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الخلاف بين السلف في التفسير قليل ، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد ، وذلك صنفان :

أحدهما :

أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر ، مع اتحاد المسمى ، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة .

كما قيل في اسم ( السيف ): الصارم ، والمهند . وذلك مثل أسماء الله الحسنى ، وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن .

مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم :

فقال بعضهم : هو " القرآن ": أي اتباعه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه أبو نعيم من طرق متعددة ( هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم )

وقال بعضهم : هو " الإسلام "، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره : ( فالصراط المستقيم هو الإسلام ...)

فهذان القولان متفقان ؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن ، ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر ، كما أن لفظ " صراط " يشعر بوصف ثالث .

وكذلك قول من قال : هو " السنة والجماعة " وقول من قال : " هو طريق العبودية "،

وقول من قال: " هو طاعة الله ورسوله " صلى الله عليه وسلم وأمثال ذلك

فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة ؛ لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها .

الصنف الثاني : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه ، على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع

لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه ، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى " لفظ الخبز "، فأري رغيفا ، وقيل له : هذا . فالإشارة إلى نوع هذا ، لا إلى هذا الرغيف وحده .

مثال ذلك ما نقل في قوله : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات )

فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات ، والمنتهك للمحرمات ، والمقتصد يتناول فاعل الواجبات ، وتارك المحرمات

والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات . ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات ، كقول القائل : السابق الذي يصلي في أول الوقت ، والمقتصد الذي يصلي في أثنائه

والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار ، ويقول الآخر السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة ، فإنه ذكر المحسن بالصدقة

والظالم بأكل الربا ، والعادل بالبيع ... فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الآية ، ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له ، وتنبيهه به على نظيره ؛ فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق "

انتهى باختصار من " مجموع الفتاوى " (13/333-337).

ثالثا :

من الأمثلة على الأصل السابق الذي ذكره شيخ الإسلام :

ما ذكرته من الاختلاف في تفسير قوله تعالى : ( مثقال ذرة )، في أكثر من آية من كتاب الله

ومنها قوله تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) يونس/61.

فقد ورد في تفسيرها أقوال عدة :

" أحدها : أنه رأس نملة حمراء ، رواه عكرمة عن ابن عباس .

والثاني : ذرّة يسيرة من التراب ، رواه يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس .

والثالث : أصغر النمل ، قاله ابن قتيبة ، وابن فارس .

والرابع : الخردلة .

والخامس : الواحدة من الهباء الظاهر في ضوء الشمس إذا طلعت من ثقب ، ذكرهما الثعلبي .

واعلم أن ذكر الذرّة ضَرْبُ مَثَلٍ بما يُعقل ، والمقصود أنه لا يظلم قليلاً ولا كثيراً " انتهى من " زاد المسير في علم التفسير " (1/ 406).

فالأوجه السابقة في تفسير " الذرة " ظاهر منها أن الاختلاف فيها ليس من قبيل التقابل والتضاد

بل كلها تدل على معنى واحد ، وهو الشيء المتناهي في الصغر ، لذلك ختم ابن الجوزي رحمه الله ما نقله من أوجه بقوله " واعلم أن ذكر الذرّة ضَرْبُ مَثَلٍ بما يُعقل ، والمقصود أنه لا يظلم قليلاً ولا كثيراً "

ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :

" ذكرت الذرة مبالغة في الصغر والدقة ، للكناية بذلك عن إحاطة العلم بكل شيء ، فإن ما هو أعظم من الذرة يكون أولى بالحكم "

انتهى من " التحرير والتنوير " (11/214).

رابعا :

لا ينفي ذلك أن يكون أهل التأويل ، وعلماء التفسير ، اختلاف حقيقي في تفسير بعض الآيات

ينبني عليه اختلاف عقائدي أو فقهي أو سلوكي

ولكن حين يقع مثل هذا النوع من الاختلاف فلا بد من سلوك مسالك الترجيح المعتبرة لدى المفسرين ، وهي مسالك كثيرة جدا ، وقواعد دقيقة ، لا بد من العودة فيها إلى المختصين .

يقول ابن جزي الكلبي رحمه الله :

" اعلم أنّ التفسير : منه متفق عليه ، ومختلف فيه .

ثم إنّ المختلف فيه على ثلاثة أنواع :

الأوّل : اختلاف في العبارة ، مع اتفاق في المعنى : فهذا عدّه كثير من المؤلفين خلافا ، وليس في الحقيقة بخلاف لاتفاق معناه

وجعلناه نحن قولا واحدا ، وعبّرنا عنه بأحد عبارات المتقدّمين ، أو بما يقرب منها ، أو بما يجمع معانيها .

الثاني : اختلاف في التمثيل ، لكثرة الأمثلة الداخلة تحت معنى واحد ، وليس مثال منها على خصوصه هو المراد ، وإنما المراد المعنى العامّ التي تندرج تلك الأمثلة تحت عمومه

فهذا عدّه أيضا كثير من المؤلفين خلافا ، وليس في الحقيقة بخلاف ؛ لأنّ كل قول منها مثال ،

وليس بكل المراد ، ولم نعدّه نحن خلافا : بل عبّرنا عنه بعبارة عامّة تدخل تلك تحتها ، وربما ذكرنا بعض تلك الأقوال على وجه التمثيل ، مع التنبيه على العموم المقصود .

الثالث : اختلاف المعنى ، فهذا هو الذي عددناه خلافا ، ورجحنا فيه بين أقوال الناس "

انتهى من " التسهيل لعلوم التنزيل " (1/16).

ويقول الدكتور حسين الحربي :

" الخلاف لا يخلو من أحد أربعة أمور :

الوجه الأول : أن تكون جميع الأقوال محتملة في الآية ، وبقوة الاحتمال نفسها ، أو قريبا منه ، ومن نصوص القرآن والسنة ما يشهد لكل واحد منها .

كالخلاف في لفظة (ما) في قوله تعالى: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى ) فهي تحتمل أن تكون موصولة ... وتحتمل أن تكون مصدرية . فمثل هذا الخلاف محتمل ، وكل الأقوال فيه حق

ولا يدخله ترجيح ؛ لكون الأقوال صحيحة ، وجميعها مراد من الآية ، إذ يستقيم حمل الآية على كل قول منها ، وليس بعضها أولى من بعض .

الوجه الثاني : أن تكون الأقوال متعارضة مع بعضها ، يتعذر حمل الآية عليها جميعا .

الوجه الثالث : أن تكون الأقوال ليست متعارضة مع بعضها ، وإنما يكون بعضها معارضا لدلالة آيات قرآنية ، أو لنصوص صحيحة من السنة ، أو لإجماع الأمة .

الوجه الرابع : أن تكون الأقوال المختلفة ليس بينها تعارض – لا مع بعضها ، ولا مع آيات أو أحاديث أو إجماع – وهي محتملة ، غير أن بعضها أولى من بعض لاعتبارات سيأتي بسطها .

[ ثم فصل الباحث الدكتور وفقه الله في مسالك الترجيح عند وقوع الخلاف على أحد الأوجه الثلاثة الأخيرة ]" انتهى بتصرف من " قواعد الترجيح عند المفسرين " (41-57).

وهكذا يمكن التعامل مع كل اختلاف ، لا بد من تصنيفه من أي الأوجه هو ، ثم العمل على الترجيح بين الأقوال ضمن قواعد الترجيح والتفسير المعتبرة .

وللتوسع في قوله تعالى : ( والأرض بعد ذلك دحاها )

يرجى مراجعة الفتوى التالية

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-02-17, 16:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

الإجماع على كروية الأرض

السؤال

هل هناك إجماع على كروية الأرض ؟

وإذا كان فما هي الأدلة من القرآن أو السنة أن الأرض كروية أو بيضاوية ؟


الجواب

الحمد لله

حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على كروية الأرض ، ومن ذلك :

ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أبي الحسين ابن المنادي رحمه الله ، حيث قال "

وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد : لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة ..
....
قال : وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة

. قال : ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد ، بل على المشرق قبل المغرب "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/195) باختصار .

وسئل رحمه الله :

عن رجلين تنازعا في " كيفية السماء والأرض " هل هما " جسمان كريان " ؟ فقال أحدهما كريان ؛ وأنكر الآخر هذه المقالة وقال : ليس لها أصل وردها فما الصواب ؟

فأجاب :

" السموات مستديرة عند علماء المسلمين ، وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام : مثل أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية

من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف ، وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم وأبو الفرج بن الجوزي ، وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين

وذكروا ذلك من كتاب الله وسنة رسوله ، وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية ، وإن كان قد أقيم على ذلك أيضا دلائل حسابية ، ولا أعلم في علماء المسلمين المعروفين من أنكر ذلك

إلا فرقة يسيرة من أهل الجدل لما ناظروا المنجمين قالوا على سبيل التجويز : يجوز أن تكون مربعة أو مسدسة أو غير ذلك ، ولم ينفوا أن تكون مستديرة

لكن جوزوا ضد ذلك ، وما علمت من قال إنها غير مستديرة - وجزم بذلك - إلا من لا يؤبه له من الجهال ..."

انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/586) .

وقال أبو محمد ابن حزم رحمه الله

: " مطلب بيان كروية الأرض :

قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به ، وذلك أنهم قالوا : إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية ، والعامة تقول غير ذلك

وجوابنا وبالله تعالى التوفيق : أن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة

بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها ... "

وساق جملة من الأدلة على ذلك "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) .

ومن الأدلة على كروية الأرض :

قوله تعالى : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .

وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الأرض كروية بدلالة القرآن ، والواقع ، وكلام أهل العلم ، أما دلالة القرآن ، فإن الله تعالى يقول : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ )

والتكوير جعل الشيء كالكور ، مثل كور العمامة ، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض ، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية ؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء

وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية .

وأما دلالة الواقع فإن هذا قد ثبت ، فإن الرجل إذا طار من جدة مثلاً متجهاً إلي الغرب خرج إلى جدة من الناحية الشرقية إذا كان على خط مستقيم ، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان .

وأما كلام أهل العلم فإنهم ذكروا أنه لو مات رجل بالمشرق عند غروب الشمس ، ومات آخر بالمغرب عند غروب الشمس ، وبينهما مسافة

فإن من مات بالمغرب عند غروب الشمس يرث من مات بالمشرق عند غروب الشمس إذا كان من ورثته ، فدل هذا على أن الأرض كروية

لأنها لو كانت الأرض سطحية لزم أن يكون غروب الشمس عنها من جميع الجهات في آن واحد

وإذا تقرر ذلك فإنه لا يمكن لأحد إنكاره

ولا يشكل على هذا قوله تعالى : ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ . وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) لأن الأرض كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة

فهي بحسب النظر مسطحة سطحاً لا تجد فيها شيئاً يوجب القلق على السكون عليها ، ولا ينافي ذلك أن تكون كروية ، لأن جسمها كبير جداً ، ولكن مع هذا ذكروا أنها ليست كروية متساوية الأطراف

بل إنها منبعجة نحو الشمال والجنوب ، فهم يقولون : إنها بيضاوية ، أي على شكل البيضة في انبعاجها شمالاً وجنوباً "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب".

وبهذا تعلم أن كون الأرض كروية ، لا ينافي كونها كالبيضة ، وإنما القول الباطل هو الزعم بأنها مسطحة كما كانت تعتقد الكنيسة ، ولهذا كانت تلعن وتحرق من يقول بكرويتها من العلماء

وينظر : "العلمانية نشأتها وتطورها" (1/130) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-02-17, 16:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

هل هناك تعارض بين الآيات الدالة على كروية الأرض والآيات التي تدل على أن الأرض مسطّحة؟

السؤال

في قوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) ، ( والأرض مددناها ) ، ( نأتي الأرض ننقصها من أطرافها )

. فما هي أطراف الأرض ؟

وهذه الآيات تدل على أن الأرض مسطحة

فهل تتعارض مع الآيات التي تدل على أن الأرض كروية ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

أجمع أهل العلم على كروية الأرض ، ودل على ذلك كتاب الله تعالى ، كما في قوله عز وجل : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .

ولكنها في أعين الناظرين مسطحة

لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها كروية .

سئل علماء اللجنة :

هل الأرض كروية أو مسطحة ؟

فأجابوا : " الأرض كروية الكل مسطحة الجزء " .

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/ 414) .

وقال ابن عثيمين رحمه الله :

" لو قال قائل: إن الله عز وجل أخبر أن الأرض قد سطحت، قال: ( وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية/ 20 ، ونحن نشاهد أن الأرض مكورة ، فكيف يكون خبره خلاف الواقع ؟

فجوابه : أن الآية لا تخالف الواقع ، ولكن فهمه خاطئ إما لقصوره أو تقصيره ، فالأرض مكورة مسطحة

وذلك لأنها مستديرة ، ولكن لكبر حجمها لا تظهر استدارتها ، وحينئذ يكون الخطأ في فهمه، حيث ظن أن كونها قد سطحت مخالف لكونها كروية "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (8/ 644) .

ثانيا :

قال الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الرعد/ 41 .

وقال تعالى : ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) الأنبياء/ 44 .

اختلف العلماء في تفسير هذا النقصان المذكور لأطراف الأرض ، على عدة أوجه
:
وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في جواب السؤال القادم. فينظر لأهميته .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-02-17, 16:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

تفسير قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا )

السؤال

ما تفسير قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) ؟

الجواب

الحمد لله

قال الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الرعد/ 41 .

وقال تعالى : ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) الأنبياء/ 44.

اختلف العلماء في تفسير هذا النقصان المذكور لأطراف الأرض ، على عدة أوجه :

قال ابن كثير رحمه الله :

" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوْ لَمْ يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الْأَرْضَ بَعْدَ الْأَرْضِ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ : ( نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) ، قَالَ: خَرَابُهَا

وَقَالَ الْحُسْنُ وَالضَّحَّاكُ : هُوَ ظُهُورُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نُقْصَانُ أَهْلِهَا وَبَرَكَتُهَا ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نُقْصَانُ الْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَخَرَابُ الْأَرْضِ

وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : لَوْ كَانَتِ الْأَرْضُ تَنْقُصُ لَضَاقَ عَلَيْكَ حُشُّكَ ، وَلَكِنْ تَنْقُصُ الْأَنْفُسُ وَالثَّمَرَاتُ ، وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ : لَوْ كَانَتِ الْأَرْضُ تَنْقُصُ لَمْ تَجِدْ مَكَانًا تَقْعُدُ فِيهِ ، وَلَكِنْ هُوَ الْمَوْتُ

وَقَالَ ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها وَأَهْلِ الْخَيْرِ مِنْهَا، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: هُوَ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ
وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى

وَهُوَ ظُهُورُ الْإِسْلَامِ عَلَى الشِّرْكِ قَرْيَةً بَعْدَ قرية ، كقوله: ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى ... ) الآية الأحقاف/27 . وهذا اختيار ابن جرير "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/406)

وينظر "زاد المسير" لابن الجوزي (2/ 501) .

وقال الشوكاني رحمه الله :

" أَيْ: نَأْتِي أَرْضَ الْكُفْرِ كَمَكَّةَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا بِالْفُتُوحِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْئًا فَشَيْئًا. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّ بَيَانَ مَا وَعَدَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قَهْرِهِمْ قَدْ ظَهَرَ، يَقُولُ:

أولم يَرَوْا أَنَّا فَتَحْنَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَرْضِ مَا قَدْ تَبَيَّنَ لَهُمْ ، فَكَيْفَ لَا يَعْتَبِرُونَ؟ وَقِيلَ : إِنَّ مَعْنَى الْآيَةِ : مَوْتُ الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الطَّرَفُ : الرَّجُلُ الْكَرِيمُ ،

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَهَذَا الْقَوْلُ بِعِيدٌ لِأَنَّ مَقْصُودَ الْآيَةِ : أَنَّا أَرَيْنَاهُمُ النُّقْصَانَ فِي أَمْرِهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ تَأْخِيرَ الْعِقَابِ عَنْهُمْ لَيْسَ عَنْ عَجْزٍ إِلَّا أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَوْتِ أَحْبَارِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ

: خَرَابُ الْأَرْضِ الْمَعْمُورَةِ حَتَّى يَكُونَ الْعُمْرَانُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْآيَةِ: هَلَاكُ مَنْ هَلَكَ مِنَ الْأُمَمِ وَقِيلَ : الْمُرَادُ : نَقْصُ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَقِيلَ: الْمُرَادُ: جَوْرُ وُلَاتِهَا حَتَّى تَنْقُصَ "

انتهى من "فتح القدير" (3/ 108) .

وما اختار الإمام ابن جرير رحمه الله ، وتابعه عليه ابن كثير ، هو أيضا اختيار الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره .

قال السعدي رحمه الله :

" والظاهر - والله أعلم - أن المراد بذلك أن أراضي هؤلاء المكذبين جعل الله يفتحها ويجتاحها، ويحل القوارع بأطرافها، تنبيها لهم قبل أن يجتاحهم النقص، ويوقع الله بهم من القوارع ما لا يرده أحد

ولهذا قال: ( وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) ويدخل في هذا حكمه الشرعي والقدري والجزائي "

انتهى من " تفسير السعدي" (ص 420) .

واختاره ـ كذلك ـ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

كما في "لقاء الباب المفتوح" (167/ 22) بترقيم الشاملة .

وعلى ذلك : فيكون معنى أطراف الأرض : نواحيها وجوانبها .

قال الأزهري رحمه الله في "التهذيب" (13/219) :

" أطرافُ الأَرْض : نَوَاحِيهَا ، الْوَاحِد طَرَف ، وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) ، أَي: من نَوَاحِيهَا نَاحيَة نَاحيَة " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc