انها الرشوة......الرشوة هي اللعبة الاكثر شعبية في بلادنا ..انها الرياضة الوطنية الاولى بدون منازع ..الرياضة الوحيدة التي يمارسها الجميع برغبتهم و رغما عنهم .. الرياضة التي نمارسها مجبرين و انوفنا مدفونة في الوحل و اشياء اخرى كريهة و معفنة ..و تمارس دون خوف او حياء و دون ادنى اهتمام او اكتراث بنتائجها الكارثية التي وصلنا اليها ...والى هذا الخراب العظيم الذي نقف فوقه .
كغيري من المواطنين سمعت حكايات كثيرة عن الرشوة في مجالات متعددة لكن هناك حكاية لن انساها و عندما اذهب الى القبر ساحكيها الى الاموات.
منذ حوالي عشر سنوات ذهبت و انا مرفق بكامل وثائقي و دبلوماتي الرياضية الى ثكنة بسكرة للقوات الخاصة لالتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي كمتعاقد . قمت بأداء الفحص الطبي و كانت النتيجة جد إجابيه لما انعمه الله علي من ماهلات بدنية و انا كذلك دخلت احد المكاتب المخصصة لوضع الملفات على مستوى الثكنة فكان يشرف عليها ان ذاك رقيب اول . سألني عن كافة الديبلومات التي احمل فأجبته اني كنت لاعبا دوليا في صفوف المنتخب الوطني للمصارعة وكنت بطلا ..فقهقه حتى كاد يغمى عليه و سألني عن اذ كان لي دبلوم البلوط هل أحضرته ام لا فلم افهم معنى الحديث فأجابني رقيب اخر بصريح العبارة (ياو لفلوس يا بابا 10000دج تدخل ) فأجبته هل هي مصاريف تسجيل او ما شابه فقهقه ثانية و قال لي انها مصاريف الجماعة لتتعب باه دخلك . ففهمت المعنى و قلت له الله يهدي ما خلق و حملت نفسي الى اقرب محطة لأغادر كوكب القردة و انا اجر ذيول الخيبة ورائي .