القواعد المثلى : قواعد في صفات الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القواعد المثلى : قواعد في صفات الله تعالى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-04-16, 16:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد محمد.
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي القواعد المثلى : قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الأولى



صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك‏.‏ وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة‏.‏

أما السمع‏:‏ فمنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 60‏]‏ ‏.‏ والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى‏.‏

وأما العقل‏:‏ فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة‏.‏ إما صفة كمال، وإما صفة نقص‏.‏ والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة، ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز‏.‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ‏}‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏ 5‏]‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 20‏:‏ 21‏]‏ ‏.‏ وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه‏:‏ ‏{‏يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 42‏]‏ وعلى قومه‏:‏ ‏{‏قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 66‏:‏ 67‏]‏ ‏.‏

ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به‏.‏

وأما الفطرة‏:‏ فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه، وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته‏؟‏

وإذا كانت الصفة نقصًا لا كمالَ فيها فهي ممتنعة في ق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز، والعمى، والصمم ونحوها لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 58‏]‏ ‏.‏ وقوله عن موسى‏:‏ ‏{‏فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 52‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 44‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 80‏]‏ ‏.‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال‏:‏ ‏(‏إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبًا‏)‏‏.‏

وقد عاقب الله تعالى، الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 64‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 181‏]‏ ‏.‏

ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 182‏]‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 90‏:‏ 91‏]‏ ‏.‏

وإذا كانت الصفة كمالًا في حال ونقصًا في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتًا مطلقًا ولا تنفى عنه نفيًا مطلقًا بل لابد من التفصيل‏:‏ فتجوز في الحال التي تكون كمالًا، وتمتنع في الحال التي تكون نقصًا وذلك كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها فهذه الصفات تكون كمالًا إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصًا في غير هذه الحال ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها كقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا‏}‏ ‏[‏الطارق‏:‏ 15‏:‏ 16‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 182‏:‏ 183‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 142‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 14‏:‏ 15‏]‏ ‏.‏ ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 71‏]‏ ‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 71‏]‏ ، ولم يقل‏:‏ فخانهم، لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقًا‏.‏

وبذا عرف أن قول بعض العوام‏:‏ ‏"‏خان الله من يخون‏"‏ منكر فاحش، يجب النهي عنه‏.‏









 


رد مع اقتباس
قديم 2020-04-16, 19:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد محمد.
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي على الإضافة










رد مع اقتباس
قديم 2020-04-20, 15:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
dourari2007
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم ...سلمت يمناك وبارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2020-04-20, 15:37   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد محمد.
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا أنت أيضا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صفات ، الله ، قواعد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc