يسعى المنتخب الجزائري لكرة القدم لتكرار تفوقه على منتخب كوت ديفوار حينما يلتقي معه في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بغينيا الاستوائية غدا الأحد.
وتعد المباراة سيناريو مكررا للقاء المنتخبين في الدور ذاته بنسخة البطولة التي أقيمت بأنجولا عام 2010 والتي انتهت بفوز محاربو الصحراء 3/ 2 على الأفيال الإيفوارية، تحت قيادة المدير الفني الأسبق لمنتخب الجزائر رابح سعدان.
ويعتبر منتخب الجزائر، الذي توج باللقب عام 1990، أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، خاصة عقب نجاته من مجموعة الموت بتأهله إلى دور الثمانية للمسابقة.
وصرح فيلاني مازيبوكو المحلل الرياضي بصحيفة (ميركوري) الجنوب أفريقية التي تصدر من مدينة ديربان بأن "منتخب الجزائر يعد أحد أكثر المنتخبات قوة وتنظيما من الناحية التكتيكية في البطولة".
أضاف مازيبوكو "إن الأفضل لم يأت بعد من جانبهم. إنهم يتطلعون للفوز في كل مباراة، ويبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق الانتصار في النهاية".
واستهلت الجزائر مبارياتها في المسابقة بالفوز 3/ 1 على جنوب أفريقيا، قبل أن يتلقى الفريق خسارة مفاجئة صفر/ 1 أمام غانا في المباراة الثانية، ثم أظهر الفريق وجهه الحقيقي خلال فوزه 2/ صفر على السنغال في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الثالثة، ليحتل المركز الثاني في ترتيب المجموعة ويصعد لدور الثمانية لملاقاة منتخب كوت ديفوار، متصدر المجموعة الرابعة، غدا الأحد.
ومازالت الشكوك تحوم حول مشاركة نجم المنتخب الجزائري ياسين براهيمي في المباراة، بعدما تعرض للإصابة خلال لقاء الفريق أمام السنغال، ليضطر الفرنسي كريستيان جوركوف المدير الفني للفريق لاستبداله في الدقيقة 72 من عمر اللقاء.
وتحدث مازيبوكو عن براهيمي قائلا "إنه يعد أحد العناصر الأساسية والهامة في المنتخب الجزائري . ستكون خسارة كبيرة للجزائر إذا لم يلحق بالمباراة، لكن الفريق لديه العديد من اللاعبين الأكفاء القادرة على تخطي عقبة كوت ديفوار".
في المقابل، فقد تربع منتخب كوت ديفوار، الفائز باللقب عام 1992، على صدارة المجموعة الرابعة بعدما انتزع فوزا ثمينا 1/ صفر على نظيره الكاميروني في الجولة الثالثة بالمجموعة، ويدين الفريق بالفضل في تحقيق هذا الفوز إلى لاعبه ماكس ألان جارديل الذي أحرز هدف المباراة الوحيد عبر تصويبة صاروخية من مسافة بعيدة المدى.
ورغم تأهل الفريق للدور الثاني، إلا أن نجمه يايا توريه، الذي توج بجائزة أفضل لاعب أفريقي للمرة الرابعة على التوالي مطلع العام الجاري، لم يظهر بعد بالمستوى المعهود الذي يقدمه مع فريقه مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الانجليزي.
وقال مازيبوكو "إن توريه ظهر بعيدا تماما عن أدائه المعتاد مع سيتي بالفعل. منتخب كوت ديفوار بحاجة إليه حقا من أجل الفوز بالمباراة، وينبغي عليه العودة إلى مستواه الطبيعي إذا أراد منتخب الأفيال الاستمرار في البطولة".
في المقابل، تبدو مهمة المنتخب الغاني ليست سهلة خلال مواجهته مع نظيره الغيني غدا الأحد أيضا.
وجاء تأهل منتخب غانا، الذي توج باللقب في أربع مناسبات، للدور الثاني، بفضل فوزه المتأخر 2/ 1 على جنوب أفريقيا في مباراتهما الأخيرة بمرحلة المجموعات.
وصرح إفرام جرانت المدير الفني لمنتخب غانا في مقابلة تليفزيونية "لقد كان يطلق على مجموعتنا بـ(مجموعة الموت) ولكننا نجحنا، بما لدينا من عزيمة وروح قتالية، في البقاء على قيد الحياة".
وللمرة الثالثة في تاريخ البطولة والأولى منذ عام 1988 تحسم القرعة تأهل أحد المنتخبات للأدوار الإقصائية وذلك بعدما تساوى منتخبا غينيا ومالي في نفس الرصيد وفارق الأهداف والأهداف المسجلة بالمجموعة الرابعة، ليتم الاحتكام إلى القرعة وفقا للائحة البطولة التي ابتسمت في النهاية لمنتخب غينيا، الذي صعد لدور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 2008.
وأهدى لاعبو المنتخب الغيني تأههم إلى الدور الثاني إلى ضحايا مرض الإيبولا.
وأصيب ما يقرب من 100ر22 شخص من دول غرب أفريقيا (غينيا وليبيريا وسيراليون) مع وجود 800ر8 حالة وفاة منذ ظهور المرض بغينيا في كانون أول/ديسمبر عام 2013.
وقال دوماني دوري وزير الرياضة الغيني عقب تأهل منتخب بلاده بالقرعة إلى دور الثمانية ببطولة أمم أفريقيا :"نهدي وصولنا لهذا الدور لكل ضحايا مرض الإيبولا".
وأضاف :"نسيرإلى الأمام خطوة بخطوة نيابة عن كل مصابي الإيبولا. ونتمنى أن نخفف آلام الغينيين بالفوز بالبطولة".