وبعد كل ذلك تقول لنا معارضة باريس ومعارضة لندن الجزائرية لماذا قطعوا العلاقات مع المغرب.

[الزمزوم]

وبعد كل ذلك تقول لنا معارضة باريس ومعارضة لندن الجزائرية لماذا قطعوا العلاقات مع المغرب.

1 – في أحداث غردية المذهبية العرقية الهوياتية التي اشعلتها جماعة "كمال فخار" أحد أعضاء تنظيم الماك الإرهابي سنة 2015 اكتشفت السلطات الجزائرية وجود عملاء صهاينة ومغاربة متورطة في الأحداث لاشعال حرب طائفية في الجزائر، والمغرب نفسه لم يخفي تأييده لجماعة الانفصال في وادي ميزاب وصرح بذلك عبر وسائل إعلامه في حينها.


2 – في وهران وأمام حشد من المواطنين المغاربة الذين يعيشون في الجزائر ويتحصلون على وظائف ورواتب تُحول بالعملة الصعبة إلى بلدهم صرح القنصل المغربي بهذه المدينة وعلى أراضي جزائرية بأن الجزائر "بلد عدو" وهو يوصي أولئك المغاربة، التصريح لم يأتي من شخص جالس في بيته أو في مقهى أو في حالة سكر وإنما جاءت تلك التصريحات من مسؤول رسمي في وزارة الخارجية المغربية القائم بأعمال القنصلية والذي يمثل المغرب ملكاً ودولةً، ولأسباب خاصة بالصبر الاستراتيجي الجزائري تجاوزت الدولة الجزائرية تلك العثرة.

3 – مسؤول مغربي ينتمي إلى السلك الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية التي تتبع رأساً للملك كوزارة سيادية والتي يقودها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وزع هذا المسؤول على بعثات حركة عدم الإنحياز خريطة للجزائر مبتورة منها منطقة القبائل، وصرح بعد ذلك بأن "شعب القبائل" يعيش أطول استعمار في التاريخ ويقصد به الفتوحات الإسلامية ويدعو إلى تحرير منطقة القبائل، انتبهوا نحن لا نتحدث عن إنسان في الشارع أو مقهى أو شخص عادي في مكان عادي صرح بهذه التصريحات بل نحن نتحدث عن أرفع مسؤول في منظمة الأمم المتحدة ويمثل المملكة المغربية وملكها "محمد السادس".

4- على أراضي مملكة المغرب يطلق وزير خارجية الكيان الصهيوني تصريحات هي بمثابة تهجم "حرب" على الجزائر وتدخل سافر في شؤونها من على أراضيها [مملكة المغرب] بتحريض من المغرب الذي كان في هذه الأثناء يستقوي بالكيان الصهيوني على جارته الجزائر، فمنذ 1948 لم يجرؤ أي مسؤول "إسرائيلي" وأن هدد دولة عربية من على أرض عربية أخرى قط، هنا نتحدث عن تهجم "حرب" لوزير الخارجية من مقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط وبتحريض ومباركة من وزير خارجية المغرب المتصهين "ناصر بوريطة"، فهذا تدخل سافر في الشؤون الداخلية للجزائربلا شك، الكيان الصهيوني ليس له الحق في تحديد الدول التي يجب على الجزائر أن تُقيم معها علاقات أو أن تقطعهامعه.. أمريكا لها علاقات كبيرة مع إيران [رغم ما هو حاصل في الظاهر] وهي تتفاوض معها وتترجاها للعودة إلى الإتفاق النووي، ..فرنسا، بريطانيا لها علاقات مع إيران، السعودية وحتى الإمارات لها علاقات وطيدة مع هذا البلد واستثمارات كبيرة بينها وبين إيران، كل العالم يُقيم علاقات مع إيران باستثناء الكيان الصهيوني الذي ترفض إيران إقامة العلاقة معه بسبب قضية فلسطين التاريخية، فبأي حق يتدخل الكيان الصهيوني في شؤون من يكون؟.

وبعد ذلك يقول لك عملاء المخزن من المعارضة الجزائرية في الخارج: في باريس ولندن أن قرار قطع العلاقات الجزائرية المغربية كان متسرعاً، والسبب في قولهم ذاك يعود بلا ريب إلى تخوفهم من فقدان أكبر داعمٍ لهم والمتمثل في نظام المخزن بعد أن سحبت قطر يدها منهم لاتهامات تطالها وإمكانية إرتباطها بالإرهاب العالمي الذي اتهمها به الرباعي: المصري، السعودي، الإماراتي، البحريني والذي تمخض عنه بعد ذلك مقاطعة هذه البلدان لها، ومحاصرتها في نهاية المطاف، وبعد أن نفضت تركيا يدها منهم خوفاً على مصالحها في الجزائر وخوفاً من تورطها في قضايا سياسية قد تتحول مع مرور الوقت إلى عمليات إرهابية كما جرى مع المعارضة السورية والليبية، وبعد أن سحبت فرنسا يدها منهم نتيجة مصالحها في الجزائر وانشغال فرنسا بمشاكلها الداخلية مثل: الأزمة الإقتصادية، وصعود اليمين المتطرف، وعلاقة الإسلام بفرنسا، ومشكلة السترات الصفر، وفقدان فرنسا لهيمنتها على إفريقيا أمام تقدم الصين وروسيا وتركيا.. وغيرها من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى.

أسئلة للوطن:
- لماذا لم ينتفض أعيان منطقة القبائل الأكارم ضد تصريحات سفير نظام المخزن في الأمم المتحدة التي التي تمس الوحدة الوطنية والشعبية والجغرافية كما فعلوا مع قضية الفتى المغدور.
- لماذا لم تتحرك جماعة المالكية في الجزائر والرد على السفير المغربي في الأمم وتصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني وتوقيفه عند حده.
- لماذا لم تتحرك الصوفية والطرقية ورموزها في الجزائر وعلى رأسهم الزاوية التيجانية التي انتقلت إلى التشاد بعد مقتل "إدريس ديبي" لتبعث برسالة تضامن مع الشعب التشادي الذي يعتنق الطريقة التيجانية، وتقوم بنفس العمل السياسي دفاعاً عن الجزائر باتجاه وزير خارجية المغرب المتصهين "ناصر بوريطة" وسفير المغرب في الأمم المتحدة "هلال" ووزير خارجية الكيان الصهيوني "لابيد"، لماذا لم نسمع تنديداً أو استنكاراً من "عبد الله غلام الله" الصوفي الطرقي المختطف "فكرياً" من جماعة الإخوان المسلمين حيث يقبع، فيما يتعلق بما جاء على لسان مسؤولين مغاربة من الحكومة والسلطة المغربية وبخاصة من بيت وزارة الخارجية المغربية على الأقل.. وليس الملك أو النظام المغربي ككل.

بقلم: الزمزوم.