السلام عليكم ..
ما القصد من سرد هذاه الأحداث؟
هل القصد هو التخويف المتواصل من الانتفاض على الظلم السياسي المتغلغل في حياتنا اليومية الذي أصبح واقعا مريرا في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية ...؟
يا أم راضية ...
ألا تقرئين يوميا نتائج الحياة السلمية التي لدينا؟ فساد أخلاقي، فساد مادي، اعتداءات بالجملة على الأملاك العامة والخاصة، محسوبية قاتلة، رشوة متفشية لنقي العظم، تحرشات، سياسة مضللة، .... وسنام كل شيء غياب الأمن والأمان.
يا أم راضية ...
هل لديك شيئا من البرهان على أن هناك ثورة في العالم لم يكن لها ضحايا؟
بربكم ... كفانا تشويها للحقائق، كفانا "تشياتا" لأجندات لا تضع لنا موقعا في الواقع الحياتي حتى باعتبارنا بشرا، وكثيرا ما نكتشف أنها خدمات نقدمها مجانا دون وقوع تحت ضغط الطلب حتى.
واقع يبعث على التقيء نصنعه بأنفسنا، مخوفين حالنا من الانتفاض على الظلم ولو بالتجمهر المحتشم ... لنقرأ التاريخ فإنه العبرة، لنقرأ تاريخ أمم هي اليوم مضرب أمثالنا في التقدم وشفافية التعامل مع شعبها.
عودي إلى قراءة تاريخ أعدائنا على سبيل المثال لا الحصر "الثورة الفرنسية" كيف وصلت لتحقيق جمهوريتها؛ هل كان لها ما آلت إليه بالتشجيع على الخنوع الملفوف في غلاف السلم ... والتخويف اللامبرر من نتائج ثورات أخرى ...
عجبا لكم ... إنها رحى تعيد نفس نغمة جعجعتها حتى لتصم منها الآذان، ولا غريب في الأمر فمثل هذه الأصوات وهي كثيرة نادت بأصواتها المبحوحة لتوقف صرخة الثورة في وجه الاستعمار، فلا ضير عندها اليوم وبسلالتها أن تحاول كم الأفواه الحرة الفاضحة لنشاط عملاء الاستعمار بالفطرة أو بالإيعاز.
لا نتسرع في الحكم على الثورة المصرية، التونسية، الليبية، اليمنية ... فليس من العدل استنتاج العبر السلبية فقط منها، وهذا بعد سنوات قلة لا تتعدى تعداد أصابع اليد الواحدة، فالأمر منوط بمرور عقدين أو ثلاثة، عندها تتفتح أعيننا على حقائق لم نستطع فهمها في حينها ... على الأقل هذه الشعوب نفضت عن نفسها غبار الخنوع، ونحن لم نسع حتى محاولة معرفة حاشية من حواشيه لتشميرها علا ضوء التحرر من الغبن اليومي يتسلل إلينا، وأحسب الخوف من أن يصيبنا بالعمى والعمه هو الذي يحول دون محاولاتنا، ربما بالنظر لطبيعتنا التي تفضل الظلام والاندساس بين ثناياه.
بالله عليكم .. كفى كفى
بالتوفيق