إمتحان في الأدب العربي، ممكن حل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم اللغة العربية و آدابها

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إمتحان في الأدب العربي، ممكن حل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-22, 09:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
 

 

 
إحصائية العضو










456ty إمتحان في الأدب العربي، ممكن حل

سلام عليكم

بحوزتي موضوع أدب عربي ، ممكن تعطولي الحل ؟

بليز ساعدوني












 


رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 09:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
AMINA ORANAIS
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AMINA ORANAIS
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ساعدووووووووونا أنا تاني راني نحل في هذا الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 10:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
AMINA ORANAIS
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AMINA ORANAIS
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بين يديَّ قصيدة لواحدٍِ من ملوك الشعر العربي المعاصر الكبار وهو الشاعر العراقي الأستاذ / عبد الرزاق عبد الواحد عنوانها " كبير على بغداد(1) هذه القصيدة تسلبك وقارك وتختلس دمع عينيك قهراً ثم أنت لا تدري من أين يجيء الحزن فيها.. فالشاعر يريد أن يقول لك كلمة واحدة هي عنوان قصيدته " كبير على بغداد أني أعافها " ثم هو لا يعلمك ما الذي أوجب هذا القول.. ويدعك وحدك تفتش عن السرِّ الذي يدفعه إلى تكرار هذا القول وكأنما هو يردُّ بها على من تتعرض له من فاتنات الغزو تغريه بنفسها وتراوده عن نفسه كي يعشقها بدلاً عن حبيبته الأولى بغداد وكي يعاف بغداد.. كأن فاتنة أخرى هتكت ستر محبوبته الأولى ولفقت عليها كل دنيئة كي تبعده عنها.. كأنها نسبت إليها كل فاحشه.. كأنها اجتهدت في تشويه صورتها التي يعرفها عنها لكن كل هذا هو ما تستنتجه أنت أو تتخيله أنت أما هو فلا يقولها وكيف له أن يقبل مجرد ترداد الوصف الذي يرفضه أن يكون لصيقاً ببغداد سواءً أكان حقاً أم باطلاً! صدقاً أم كذباً!واقعة كانت أم فرية! لكنه بدلاً عن ذلك يتذكر أوصاف محبوبته الأولى " بغداد " وكأنه يعطيك المقابل لما تحاول فاتنة أخرى أن تلصقه بها من صفات مذمومة..

هل سمعتم ب (المومس العمياء) ؟ إذا لم تسمعوا بها فعليكم أن تتقصوا أخبارها من ملك الشعر الكبير بدر شاكر السياب في قصيدته المسماه باسمها (المومس العمياء).. لأنها هي.. هي.. إنها فاتنة من فاتنات قوادي الغزو تبرَّجت وتصبَّغت وتبخَّرت وتعطَّرت وجاءت كي تغري طوائف الرجال بمحاسنها أو بمفاتنها القبيحة!! ولأنها عمياء فقد ذهب عنها الحياء مع ما ذهب من العفة فوق ما ذهب من عمرها.. هل تحبون أن تطلوا عليها مجرد إطلالة مع شاعرنا العربي الكبير نزار قباني حيث رسمها في بيت واحدة حين قال :

وعجوز خلف نرجيلتها

عمرها أقدم من عمر الرذيلة

ألا يكفي هذا ؟!.. لكن أتدرون أي حسن وأي جمال وأي فتنة تلك التي تكتنزها هذه المومس العمياء لطلابها حين تتعرى وتعرض عليهم هذه الجمالات المخبوءة خلف ما ترفل به من ثياب العهر وخلف كل الأصباغ والمساحيق.. تعالوا كي نطل عليها بلمحة وهي تكشف عن نهدها كي تغري به صاحبنا !!.. فحروف شاعرنا الكبير نزار ترسمها لنا في لقطة ثانية تختزل كل المفاتن الأخرى حين يقول :

نهدها حبَّةُ تِينٍ يَبِست

رحم الله زمان اللَّبَن.

لكن ليس هذا هو كل شئ.. كل هذا لا يغني عن مطالعة قصيدة السياب لأن هذه المومس تعدد مناقبها وتلِوِّيها على الأسرة وكيف تؤنس مضاجعيها من السكارى وهي تعلم أن أعظم مناقبها أنها (عربية سمراء) وأن العرب لا يرتضون حتى لإفراغ شهواتهم المحرمة غير العربيات.. اسمع بعض حديثها الشجي عن نفسها وعن معارفها بعالم العهر وأسواق اللذة الحرام وهي تقول :

لا تقلقوا.. فعماي ليس مهابةً لي أو وقارا
ما زلت أعرف كيف أرعش ضحكتي خلل الرداء
إبان خلعي للرداء وكيف أرقص في إرتخاء
وأمس أغطيه السرير وأشرئب إلى الوراء
ما زلت أعرف كل هذا,
جربوني يا سكارى..
من ضاجع العربية السمراء،
لا يلقى خسارا !!


كالقمح لونك يا ابنة العرب
أو كالفرات، على ملامحه
لا تتركوني .. فالضحى نسبي
عربية أنا : أمتي دمها


كالفجر بين عرائش العنب
دعة الثرى وضراوة الذهب.
من فاتح، ومجاهد، ونبي!
خير الدماء.. كما يقول أبي.



في موضع الأرجاس من جسدي، وفي الثدي المذال
تجري دماء الفاتحين، فلوثوها، يا رجال
أواه من جنس الرجال... فأمس عاث بها الجنود
الزاحفون من البحار كما يفور قطيع دود
يا ليت للموتى عيونا من هباء في الهواءِ
ترى شقائي
فيرى أبي دمه الصريح يعبُّ أوشال الدماءِ
كالوحل في المستنقعات : فلا يرد الخاطبين
أبٌ سواه: لأن جدة أم ذاك من الإماء
ولأن زوجة خال ذلك بنت خالة هؤلاء!
أنا يا سكارى لا أرد من الزبائن أجمعين
إلا العفاة المفلسين
أنا زهرة المستنقعات أعبُّ من وحل وطين.

لله درك يا (بدر).. بأي بصيرةٍ رأيت هذه المومس العمياء التي كانت تفصلك عنها نيفٌ وأربعون عاماً ؟! ورأيتها كما لم يرها الكثير من الناظرين اليوم ولا تفصلهم عنها غير أسمالهم !! وأسمائهم !!..

****

أرأيتم ما وراء هذه القصيدة الباكية لشاعرنا عبد الرزاق عبد الواحد.. إنها الفتنة إذن ! وأية فتنةٍ هي ؟!.
لكن شاعرنا كلما تعرضت له تلك الفتنة يردد علينا وعليها وعلى الدنيا كلها (كبير على بغداد أني أعافها).. وكيف ولماذا أعافها ؟ وهل كانت بغداد يوماً مومساً كهذه عمياء؟ أو حتى مبصرة ؟! هل كانت لحماً آدمياً معروضاً في أسواق الليل ومواخير اللذة؟

****

القصيدة عشرون بيتاً من البحر الطويل :

(طويل له بين البحور فضائل


فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيل)

فلنصغ إليها إذن :

1. كبير على " بغداد" أني أعافها

وأني على أمنى لديها أخافها

كيف لي وأنا الآمن في كنفها أعود الآن كي أخافها ؟ إذن فهناك من يحاول أن يخوفه منها.. كواقع أو كإفك أو إكراه.

2. كبير عليها بعد ما شاب مفرقي

وجفت عروق القلب حتى شغافها

أو بعد السبعين أبدأ في الخوف ممن أمنتها على روحي طوال السبعين عاماً من عمري حتى اشتعل رأسي شيباً ؟! لقد ذهب شغف القلب كما ذهبت قوى الجسد وتوقف العمر النبيل عند ما شب عليه كلاهما من عواطف فلم يعد بمقدوره أن يزيد أو يستزيد كما لم يعد بمقدوره أن يتخلى عنها أو أن لا يريد..

3. تتبعت للسبعين شطآن نهرها
4. و آخيت فيها النخل طلعاً فمبسراً


و أمواجه في الليل كيف ارتجافها
إلى التمر والأعْذاق زاهٍ قطافها

* * * * *

ما أجمل هذا التتبع لموج النهر في الليالي وهي ترتجف وقد غادرها دفء الشمس وما أجمل هذه المؤاخاة للنخل وهو ذو العمر المديد المتجدد.. من الطلع حتى البسر حتى الرطب في اعذاقها الزاهية القطاف إلى التمر (والنخل باسقات لها طلع نضيد تبصرةً وذكرى لكل عبدٍ منيب )..فكأنه يستحضر ما يرويه البعض مما ورد في الكتب القديمة عن المواخاة الأولى بين النخل وإبن آدم حيث روي أن الله إنتقى طينة آدم من كل بقاع الأرض ثم نخلها فصاغ من نقيها خِلقة آدم وخلق من بقيتها وهي النخالة شجرة (النخل) ويروي البعض ما يعده حديثاً "أكرموا عمتكم النخلة إذا مالت فاركوها وإذا ماتت فابكوها ".. فهي عمتنا باعتبارها أخت أبينا آدم عليه السلام وهي أختنا باعتبارنا آدميون كما عبر شاعرنا..

****

ثم إن الشاعر يقول لنا إنه تتبع أولاده وهم يعمرون بغداد صغاراً.. ويشيخون في ضفافها وأنه تتبع مواجعه فيها والمدى الذي وصلت إليه قصائده في سريانها بين أحبابها وأحبابه في زمن كان غنى النفوس بالكفاف والقصد في المعيشة مع عزة النفس والترفع عن كل ما يجرح الكرامة والمروءة مهما كان فيه من ترفٍ وعطاء غير مجذوذ هو الطابع المميِّز (لبغداد).. أيام كان غيث السماء يملأ الأرض حياءً فيرزقون منها ويروى الحياء نفوس أهله عند الجفاف و شحة السنين فيقنعون أو قل.. أيام كان الغيث يملأ دور أهله بالأرزاق ، فيكتفون وكان الجفاف يروي نفوسهم بالحياء فيعفون (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا)

* * * *

ويقول إنه في كل هذه السنين وتقلباتها لم ير في بغداد مهما تلبدت المواجع عيناً واحدة يهون على الناس انذرافها فكلهم يواسون بعضهم كأنهم بيت واحدة وكلهم كرام لا يستحقون إلا الغاية من التعظيم والإكرام.. ولم ير نفساً مهما كانت غير ذات شأن (فضل نفس) مهما قسى عليها العيش في بغداد تنازعها الرغبة في الانحراف حتى مع ضيق العيش و كنا (كما يقول): إذا حلت على الناس غُمةَ نقول بعون الله تنكشف الغمة وقد استخدم لفظ (أخنت) وهذه الكلمة لا تستخدم إلا إذا تقادم العهد وطال زمن مثل هذه الغمة إشارة إلى قوة الصبر والتحمل مع شدة المعاناة والرضى بقضاء الله واليقين بلطف التدبير الإلهي ويقين الفرج مهما طالت وعظمت الشدة.. وكنا نغفو وتغفو دورنا مطمئنة.. وسائدها الطهر ولحافها الطهر أو قل باطنها نقي طاهر وظاهرها نقي طاهر.. استمع إليه إذن:

5. تتبّعتُ أولادي وهم يملأونها
6. تتبّعتُ أوجاعي ومسرى قصائدي
7. وأيام أهلي يملأ الغيث دَارهمْ
8. فلم أرَ في بغداد مهما تلبَََّدت
9. ولم أرَ فيها فضْلَ نفس وإن قستْ
10. وكنا إذا أ‌‌‌خنتْ على الناس غُمةُُ
11. ونغفو وتغفو دورُنا مُطمئنة


صغاراً إلى أن شيبتهم ضفافها
وأيام يُغْني كل نفس كفافها
حياءً ويرويهم حياءً جفافها
مواجعُها عيناً يهونُ انذرا فُها
ينازعها في الضائقات انحرافها
نقول بعون الله يأتي انكشافها
وسائدُها طُهْرٌ وطهرٌ لحافُها


* * * *

فما الذي جرى للأرض.. حتى تبدلت بحيث أصبحت الوديان كالشعاف (سهولها كرؤوس جبالها) وأصبح العزيز كالذليل والحقير الوضيع كالرفيع النبيل ؟‍‍‍!‍‍‍‌‌‍‍‍ وماذا جرى حتى تلوثت وتنجست بحيث ضجت من هذا الدنس حتى النطف في الأرحام؟! وماذا جرى كانت عزيزةً فهانت العوالي منها ودانت الطراف كيف دانت وهانت (عواليها) بيوت الحجر والمدر و( طرافها) بيوت الجلد والوبر؟..

سلام عليك يا بغداد بعد أن شاخ من الأسى فيك مالا يشيخ.. شاخت شناشيلها (ما برز من النوافذ إلى الخارج من تزيينات خشبية) وزوارقها وقفافها (أوعية تخصف من سعف النخيل) وقبابها.. وشاخت الشواطئ وشاخت لفرط الهم حتى سلافتها (الخمره) فما عادت تلك الخمرة التي تدعوها الشطآن إليها مع الندامى ، وما عاد الندامى يقصدون بها تلك الشطآن لقد شاخت لفرط الهم مع أن الخمرة كلما تعتقت في الدنان كانت أطيب وأحلى ولكن الشاعر يستدرك بالقول إٍنني أعني ما أقول فلقد أصاب هذه السلافة من الشيخوخة ما حطم قواهاوأذهب حميَّاها وسلبها القدرة على الإيناس والإطراب فشيخوختها إذن لا تعني عتقها فلم تعد هذه تؤنس النديم ولا عاد النديم يأنس بها فكأنها خمرة المتنبي التي عبّر عنها بقوله في لحظة مشابهه من لحظات الهم والألم :

أصخرةٌ أنا مالي لا تحركني
يا ساقيَيََّ أخمرٌ في كؤوسكما
إذا طلبت كُميت اللون صافيةً


هذي المدام ولا هذي الأغاريدُ؟
أم في كؤوسكما همٌ وتسهيدُ؟
وجدتها وحبيبُ النفس مفقودُ

ولست أدري إن كان ما افتقده من خمرة هي تلك التي حدثنا عنها سلطان العاشقين عمر بن الفارض حين قال:

شربنا على ذكر الحبيب مدامةً
لها البدر كأسٌ وهي شمسٌ يديرها


سكرنا بها من قبل أن يُخلق الكرم
هلالٌ وكم يبدو إذا مزجت نجمُ


ولولا شذاها ما اهتدينا لحانها وفيها
فإن ذُكِرت في الحي أصبح أهله


ولولا سناها ما تصورها الوهم
نشاوى ولا عارٌ عليهم ولا إثمُ

وهي التي يقول عنها :

وقالوا شربت الإثم كلا وإنما

شربت الذي في تركها عندي الإثم


ثم يختمها بالقول :

على نفسه فليبكِ من ضاع عمره

وليس له فيها نصيبٌ ولا سهم.


****

ومع هذا فشاعرنا ليس بعاتب على بغداد.. وكيف يعتب على من هي روحه أو هو روحها.. هي تراح به وهو يراح بها.. رغم أن تطوافها وعناءَها بعد العز يدمي قلبه.. وهي تبحث عن نفسها في هذا الطواف وقد كانت آمنة مستقره يأتيها رزقها من منبت العز حتى لو كان كفافاً فكأنها فتحت باباً ثانياً لا تدري إلى أين انفتح؟.. إسمعه كيف يقول :

12. فماذا جرى للأرض حتى تبدلت
13. وما ذا جرى للأرض حتى تلوثت
14. وماذا جرى للأرض كانت عزيزة
15. سلام على"بغداد"شاختْ من الأسى
16. وشاخت شواطيها وشاختْ قبابُها
17. فلا اكتُنفتْ بالخمر شطآن نهرها
18. سلام على بغداد لستُ بعاتب
19. فَلو نَسمة ٌ طافَتْ عليها بغير ِ ما
20. كبيرُ ُ على بغداد أني أعافها !



بحيثُ استوت وديانُها وشعا فُها ؟
إلى حدِّ في الأرحام ضجَّتْ نطافُها ؟
فهانتْ عواليها ودانت طرافُها ؟
شناشيلُها.. أبلامُها.. وقفافها
وشاختْ لفرْط الهم حتى سلافُها
ولا عاد في وسْع الندامى اكتنافها !
عليها وأنَّى لي وروحي غلافُها
تراحُ به أدمى فؤادي طوافُها!
كبيرُُ ُ على بغداد أني أعافها !

* * * *

وككل ملوك الشعر لا يتركك عبد الرزاق متحيراً تتساءل عن من هو الشاعر ومن أين أتى ؟ وحتى لو لم يذكر اسم (بغداد) فإنك من خلال أبيات القصيدة تكوّن صورة البيئة العراقية كأنها ترتسم لك بالكلمات بمفرداتها النهر – النخيل – ارتجاف الموج ، الشناشيل الأبلام (الزوارق) القفاف.. الخ..نفس الصورة التي تجدها عند ملوك الشعر الكبار أمثال السياب في (أنشودة المطر)

عيناك غابتا نخيلٍ ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
يرجُّه المجداف وهناً ساعة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم...
مطر.. مطر.. مطر

وفيها نفس الحزن، فكأن (بغداد) عادت إلى عهدها قبل أربعين عاماً حيث كانت شُبَّابة السياب تعزف لنا أنشودة المطر.. وتذكر لنا أحزان عراق ذلك الزمان.. ومجاعاته..

أتعلمين أيُّ حزنٍ يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
بلا انتهاء كا لدم المراق كا لجباع
كالحب كا لاطفال كا لموتى هو المطر
مطر مطر مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم إعتللنا خوف أن نلام بالمطر
مطر مطر مطر
ومنذ أن كنا صغاراً، كانت السماء
تغيم في الشتاء
ويهطل المطر
وكل عام حين يعشب الثرى نجوع
ما مر عامٌ والعراق ليس فيه جوع
مطر مطر مطر



لكن هذا الحال بأحزانه ومواجعه بالمقابل يحمل في أعماقه جنين فرحٍ قادم تختزنه العراق العظيمة ويصنعه رجالها الأماجد ، وكان بدر شاكر السياب في ذلك الزمان يلمح تباشير هذا الفرح كما نشهده نحن واقعاً..الآن..

أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
حتى إذا ما فضَّ عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الواد من اثر!
مطر مطر مطر
في كل قطرة من المطر
.حمراء أو صفراء من أََجِنَّة الزهر
و كل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
ويهطل المطر
مطر مطر مطر

* * * *

وبقي أن نتساءل عن ماهية (بغداد) التي يعنيها ملك الشعر عبد الرزاق؟

فالمعروف عن هذا الملك أنه شغف بشخصية المجاهد الأعظم صدام حسين واستفرغ له من شعره درره وقلده أجمل مدائحه وحُّقُّ له أن يفعل.

لقد كانت قامة صدام بشموخها تستهويه وككل الصقور التي لا تحط إلا على مواقع العز والقمم الشامخة كان عبد الرزاق

فوق الجبل
واقف بطل
يزرع قُبَل

حيث وكر النسر
محتزم بالنصر
في صميم الصخر

فوق الجبل
واقف بطل
يزرع قُبَل

يحرس أمل شعب فوق القمة العالية

مثلما قال شاعرنا المطهر..

فهو حين يتحدث عن بغداد التي يحبها ويعرفها يتحدث عن صاحب بغداد وعن منصورها كأنما هو على مذهب العشاق مثل مجنون ليلى الذي يقول :

أَمُرُّ على الديار ديار ليلى

أقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حبُّ الديار شغفن قلبي

ولكن حبُّ من سكن الديارا



أو على مذهب الآخر الصوفي الذي قال :

أُغالط عن حبي بسُعْدى تنصُّلاً

ولُبنى وما قصدي سُعاد ولا لبنى

وما مقصدي إلا قَُباً وقبابها

وقرب الذي قد حل بالمنزل الأسنى

أو كأنه ينفذ وصية الأحبة التي ألقيت من قبله إلى الشاعر القرشي عمرو بن أبي ربيعة حيث قالوا له :

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا

لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

وصاحبنا معذور بعد هذا السقوط المريع لكل القيم ولكل القمم!! فلندعه يخبئ عشقه ويهرِّب حنينه وعواطفه حتى لا تصادرها شرطة (بغداد) المغولية وحتى لا يبيح دمه (فقهاء آل البيت الأبيض) فيها بفتاواهم ويصلبونه كما فعلوا بالحلاج من قبله وكثيرٍ غيره.

* * * *

والآن هل تبين لقارئ هذه القصيدة أي حزن إنسانيُُّ نبيل يعتري هذا الشاعر الملك.. هذا الحزن يذكرك بحزن الملك الشاعر المعتمد بن عباد فكلاهما فقد ملكه. فالشاعر
عبد الرزاق كان ملكاً على بغداد على شعرها وطهرها,وعزها,وأدبها, وعروبتها, وشموخها, وحريتها, وحيائها, وعفتها.. وكان الملك المعتمد ملكاً على (أشبيلية) بما فيها من نعيم مقيم.. كانت خيرات الدنيا كلها تجتمع فيها وتجلب إليها حتى قيل فيها لو بحثت عن لبن العصافير لوجدته في (أشبيلية) ثم فقد ملكه.. أو قل أفقده ملكه أمير المسلمين يوسف بن تاشفين.. أخذه أسيراً مع زوجته وبناته بعد أن قتل أولاده الثلاثة أمام عينيه في معركة غير متكافئة.. وقاتل هو بثياب نومه حتى تكسرت ثلاثة أسياف في يده وكان حريصاً على الموت وإبن تاشفين حريصاً على حياته وعلى أخذه أسيراً فكان ما أراد ثم أخذه إلى منطقة (أغمات) بالمغرب وحبسه فيها مقيداًُ بالأغلال ولم يمنحه أية مخصصات لمعيشته ولا لمعيشة أسرته وهو الملك الذي لم تشهد الدنيا حينها ملكاً اكثر منه نعيماً ولا اكثر منه كرما ولا اكثر منه بذخاً ولا وقف الشعراء بباب أحد من الملوك كما قيل كما وقفوا بباب (المعتمد بن عباد) وكان من مظاهر البذخ الذي لم يشهد له الناس مثيلاً أن زوجته( اعتماد الرميكية) أطلت ذات يوم من شرفة قصرها فرأت نساء البادية وهن يحملن اللبن ومنتجات القرى إلى المدينة ينزلقن في وحل شوارعها.. وكانت الشوارع موحلهًُ من آثار المطر تنزلق فيه أقدامهن فيسقطن فيه فأعجبها ذلك المنظر فأبدت رغبتها للمعتمد بأن تشاركهن هذه اللحظات الطفولية.. قال لها أنا اصنع لك مثل ذلك داخل القصر فملأ لها بركة كبيرة مسكاً وكافوراً.. وتركها تتزحلق فيها مع بناتها كما تشاء.



* * * *

وبعد كل هذا النعيم المقيم تتغير عليه الدنيا فلا يجد ما يقيم أًوده من الخبز الجاف والماء ويضطر بناته أن يعملن بالغزل ليكسبن ما يساعدنه به على العيش.. ثم يأتي العيد (عيد الإفطار) فيأتين لزيارته في سجنه وهن حافيات يطأن في الطين بأقدامهن العارية بعد أن كانت هذه الأقدام تطأ المسك والكافور فاستمع لهذه القصيدة التي تشرح الحالين مع التوسع في ذكر مظاهر الحال الجديد.. على عكس ما فعله ملك الشعر عبد الرزاق الذي توسع في شرح الحالة الأولى أو قل أنه توازن في وصف الحالين :

قد كنت بالأمس في الأعياد مسرورا ً
ترى بناتك في الأطمار جائعة
برَزْن نحوك للتسليم خاشعةً
يطأْن في الطين والأقدام عاريةً
أفطرْت في العيد لا عَادت مساءتهُ
قد كان دهرك إن تأمره مُمتثلاً
من بات بعدك في مُلك يُسرُّ به



فجاءك العيد في (أغمات) مأسورا
يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
أَبصارهن محاسيراً مكاسيرا
كأنها لم تطأ مسكا ً وكافورا!!
فكان فِطْرك للأَكباد تفطيرا
فردَّك الدهر منهياًّ ومأموراً
فإنما بات بالأحلام مغرورا!!

* * * *

هذا الحزن الإنساني النبيل الذي يتسلل عبر أبيات (ملك الشعر وشعر الملك) وكبرياء الجرح هذه التي تطل عليك من خلال هذه الأبيات كأنما تخرج من مشكاة واحدة لتذكرك بمأساتين أو قل جرحين ولكن أحدهما أعمق وأنكى لأنه جرح مزدوج هو جرح ذوي القربى وجرح غيرهم بينما الآخر هو جرح ذوى القربى وحدهم.

الأول الجرح الذي كان هدفه ولا نقول ضحيته "بغداد ورجلها المقاوم" والثاني الجرح الذي كان ضحيتة " اشبيلة" وملكها (المعتمد) الأسير.

الأول لا يزال يصنع ملحمة التحرير التي إن وفقه الله فيها وهو فاعل سبحانه فهو أصدق من وعد ستحررنا كعرب و كمسلمين من كل رِقٍّ واستعباد وإِن كانت الأخرى ولا سمح الله فسيتم تعميدنا جميعاً كأرقَّاء حتى حين ومن يدري لعلنا نتحول إلى أطلال أندلس أخرى فلا يبقى لنا من هويتنا العربية والإسلامية إلا الشَّعر الأسود والوجوه القمحية تُذكّر من يأتي بعدنا كما تذكرنا نحن ملامح أهل الأندلس الآن بماضيهم وسلالتهم التي انحدرت منا.

ولعل عبد الرزاق عبد الواحد يخلد انتصار ممدوحه "صدام حسين" بعد انتهاء ملحمة التحرير بشعر يمثل مسك ختام هذه الملحمة وهذا ما نقرؤه من قصيدته ( كبير على بغداد) لأنه لم يضع توصيفاً للحدث أهو هزيمة أم نكبه أم انتصار ؟

إنما وضع توصيفاً لآثار ما حدث.. فكأنه قد قدم عجينة ألمٍ شامخ يمكن أن تتحول بعد حين إلى أي شيء.. وكأنما نحن منذ الآن نقرأ قصيدة النصر والفتح المبين من هذه العجينة من الآلام والمواجع والأحزان.

* * * *

أما الثاني وهو المعتمد الأسير فقد كانت نهايته في سجنه التي كتبها شعرا ً ممتدحاً بها نفسه بعد أن أدبر عنه الدهر وذهب عنه المادحون الذين كانوا يتقاطرون على بابه فلم يعد هناك من يمدحه غير نفسه ولا من يزوره غير بناته في سجنه.. كلهم أدبروا عنه والدنيا كما عبر عنها سيد الأولياء الإمام علي عليه السلام (إذا أقبلت منحتك محاسن غيرك وإذا أدبرت سلبتك محاسن نفسك) أجل لقد كتبها وأوصى أن تكتب على شاهد قبره وهي كذلك حتى الآن في منطقة (اغمات) بالمغرب حيث عاش أسيراً ومات غريباً أسيرا ودفن أسيرا وهذا ما أوصى بكتابته على شاهد قبره :

قبر الغريب سقاك الرائح الغادي
بالعلم بالحلم بالنُّعمى إذا اتصلت
بالضارب الطاعن الرامي إذا اقتتلوا
بالدهر في نقم بالبحر في نعمٍ
حقاًّ هو الموت حاباني به قدرٌ
ولم أكن قبل ذاك اليوم أعلمه
يكفيك يا قبر ما استودعت من شرف



حقاَّ ظفرت بأشلاء (ابن عباد)
بالخصب إن أجدبوا بالريِّ للصادي
بالموت احمر بالضرغامة العادي
بالبدر في ظُلمٍ بالصدر في النادي
من السماء فوافاني لميعادِ
أن الجبال تهادى فوق أعواد
يسقيك كل قطوب المزن رعَّاد



****

هل ترى كيف أنصف نفسه إذن إنه يقول:

أيها القبر تسقيك غوادي رحمة ربي فلقد ظفرت بأشلاء المعتمد بن عبَّاد.. ولقد حق لك أن تظفر بها فهل تعلم أي رجل هو إبن عبَّاد الذي ظفرت به؟!

إنه العلم.. إنه الحلم إنه الكرم المتصل بالنعم إنه الخصب إذا أجدب الناس إنه الريُّ للظمآن إنه الضارب والطاعن والرامي عند النزال إنه الموت الأحمر إنه الأسد الكرار إنه الواسع مثل الدهر عند النقم إنه المعطاء مثل البحر عند النعم إنه المضيء الهاديْ مثل البدر عند الظلم إنه الصدر الذي إليه يلتفت كل وجوه القوم إن اجتمعوا في ناديهم.

ثم يقول إن القدر قد أتى يتملقه ويتودد إليه ويتقرب إليه بالموت ويخطبه له.. ولم يكن قبل هذه (المحاباه) في الحقيقة يعلم أن الجبال أمثاله تزفُّ وتحمل على أعواد النعوش.

وعلى كل حال يقول أيها القبر يكفيك شرفاً ما أستودعته وما ظفرت به من أشلاء ابن عبَّاد وسقاك الله كل غاديات المزن !! كلما حنت البروق والرعود بالمطر.

هل ترون كيف مدح نفسه إذن فأحسن المديح؟! وتعزز بالله بعد أن تركه خلقه فآنسه الودود العزيز الرحيم !! كهف كل غريب وأنيس كل مستوحش..

****

ولقد كان المعتمد كما مدح نفسه بشهادة كل من كتبوا عنه ولو لم يكن له من مواقف غير استعانته بيوسف ابن تاشفين العربي المسلم ضد ملك قشتالة الأفرنجي الكافر ودفاعه عن هذا الموقف الذي أنكره عليه فيه حتى أولاده الذين قالوا له إن ابن تاشفين الأعرابي سوف يعود بعد أن ينصرك على أعدائك الإفرنج لكي ينهي ملكك (وهو ما حدث فعلاً) فقال لهم كلمته المشهورة (رعيُ الإبل احب إليَّ من رعي الخنازير) أجل لو لم يكن له غير هذا الموقف لكفاه ليكون من عظماء العرب والإسلام بل والإنسانية كلها.. وهو الذي لم تتدنس روحه ولا كفَّاه بتقديم لحم الخنازير أو حتى رعيها لملك قشتالة كما يفعل الآيات والحجج والأساتذة ‍‍‍‍!! اليوم مع الحاكم الكافر الإفرنجي المحتل في بغداد الجريحة فسلاماً عليك من ملك شاعر وسلاماً عليك من شاعر ملك !!

****

وأخيراً عليَّ أن أحدثكم.. أن الثلاثة الذين اجتمعوا معنا في هذه التأملات الشعرية والتاريخية كلهم عراقيون.
المعتمد بن عباد اللخمي من العراق وصل إلى حكم أشبيلية بالأندلس وعبد الرزاق عبد الواحد وممدوحه العظيم عراقيان أيضاً فهل هي المصادفة.. التي جمعتهم في مثل هذه المناسبة ذات الملامح التي تصل في بعض الوجوه إلى حد التطابق؟!

ثم أن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ليس من تكريت ولا هو سنِّي من المثلث الذي ينسب إليه كل محب للرئيس القائد صدام حسين.. وليس هو حتى مسلماً بل هو من صابئة العراق.. ونحن لا نعرف على وجه الدقة معتقدات هذه الطائفة فقد كثرت فيها الروايات ونشير إلى بعضها هنا لمجرد التمثيل فمن قائلٍ أنهم على دين الخليل إبراهيم عليه السلام ومن قائلٍ أنهم من أتباع سيدنا نوح ٍ عليه السلام وآخر أنهم من أتباع سيدنا يونس بن متَّى عليه السلام وآخر أنهم من أتباع سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام والبعض يقول أنهم من عبدة الكواكب إلى آخر هذه التوصيفات التي لا نستطيع الجزم بها.. على أن ما نستطيع تأكيده والوثوق به أن الله تبارك وتعالى قد ذكر الصابئة في سياق ذكره لأصحاب الديانات السماوية ولم يذكر غيرهم في هذا السياق حيث يقول تبارك وتعالى :

(إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة البقرة.

فهذا يفيد الترجيح أن ديانتهم سماوية شأنها شأن الديانات الثلاث المشهورة.

كما أننا نعلم من خلال أسمائهم على الأقل أنهم موحدون.. ويعرفون الله بأسمائه وصفاته مثل اسم شاعرنا (عبد الرزاق عبد الواحد) وأعرف منهم من اسمه عبد الجبار وكثير غيرها من أسماء الله الحسنى التي يتسمى بها المسلمون.

وبعد هذا فإن القيم الإيمانية التي تتجلى في شعر أستاذنا ليست بخافية على كل ذي بصيرة!!









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 10:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اختي هذا الحل ؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 11:45   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ツღعـصُـ♥ـوِݦۑツღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الووووووووو










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 12:37   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
AMINA ORANAIS
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AMINA ORANAIS
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ليس الحل ولكن تحليل القصيدة يساعدك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أدب،عربي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc