الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم أشراط الساعة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-19, 06:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمه الله وبكاته

تذكير مجمل باليوم الآخر:

ـ جئنا إلى الحياة بإرادة واهب الحياة، ونمضي منها عندما يريد سلبها وقبضها وردها: قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28]. وما أجمل قول أم سليم رضي الله عنها لما مات ولدها: "يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ" [رواه مسلم].

هذا الكون الفسيح على اختلاف حركاته سيتوقف يومًا، بل ويدمر ويفنى: قال الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ . وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ . وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ . وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ . عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ . يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 1-8]، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26].

فترة وجودنا في الدنيا ذات قيمة كبيرة وتأثير على حياتنا الحقيقية في الآخرة: قال الله تعالى: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24]. "زرع حصاد".

على الإنسان أن يعرف عن حياته الآخرة الحقيقية ما يدعوه للاستعداد لها: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} [الحشر: 18].

ولما كانت الحياة الآخرة غيب، تولى الله إخبارنا عن مسار هذه الحياة التي تبدأ بالموت وتنتهي بدار الخلود، وبينهما من الحوادث والأحداث التي تساعد الإنسان على الاستعداد لذلك: قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]، {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]، {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 25].


من فوائد تذكر اليوم الآخر:

الفائدة الأولى: علاج الاغترار بالدنيا وحطامها:

ـ الدنيا قصيرة قليلة المتاع والآخرة أبدية عظيمة المتاع: قال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف:45]، {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه:131]، {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} [الضحى: 4]، {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17]، {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].

ـ قصر عمر الدنيا ينغص التنعم بها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ التَقَمَ صَاحِبُ القَرْنِ القَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخَ»، قَالَ المُسْلِمُونَ: فَكَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ رَبِّنَا» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

ـ الدنيا محطة تزود لسفر الآخرة وعودتنا إلى أوطاننا: قال الله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ [رواه البخاري]، و قال: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا[رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]. "يُحسن بالخطيب أن يستغل هذا المثال في التزهيد في الدنيا بضرب مثال واقعي لحال من يتخذ الدنيا وطنًا فيريد أن يبقى تحت الشجرة كل الوقت، بل ويبني تحت الشجرة ناسيًا أنه سيرحل بعد قليل".


الفائدة الثانية: تصحيح المسار وإصلاح الآثار:

- يراد من ذلك إصلاح الآثار السلبية الناتجة عن نسيان اليوم الآخر، وتصحيح ما فسد بسبب ذلك. "من الآثار السلبية: مظاهر النفاق والإلحاد في أحوال كثير من الناس حتى رأينا من ينكر الشريعة ويجاهد في الصد عن سبيل الله وقد بلغ من العمر أرذله!"

. ـ تذكر اليوم الآخر يذهب قسوة القلب: قال الله تعالى:اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ[الأنبياء:1]،أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ [المطففين: 4].

ـ تصحيح المسار بعد أول فتنة بسبب الدنيا: قال الله تعالى:}يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{ [الأنفال: 1]. ـ تصحيح المسار نجاة من الفشل الدنيوي والعقاب الأخروي: قال الله تعالى:وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ آل عمران:152]

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لو حلفت يومئذٍ رجوت أن أبر، أنه ليس منا أحد يريد الدنيا حتى أنزل الله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ}. "يُحسن بالخطيب أن يقف مع قوله تعالى للصحابة رضي الله عنهم: }مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ من باب: فماذا يُقال لنا؟!".


الفائدة الثالثة: التحريض على الاستعداد له بالعمل الصالح:

ـ اليوم الآخر هو يوم الحساب: قال الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 25]. -

الحساب والجزاء بالحسنات والسيئات: قال الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30]. - لا ينفع في اليوم الآخر إلا العمل الصالح: قال الله تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89]. -

العمل الصالح رفيقك من لحظة مفارقة الفانية: في حديث البراء رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَيَأْتِيهِ رجل حسن الْوَجْه حسن الثِّيَاب طيب الرّيح فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْه يَجِيء بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ» [رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني]. - فاعمل قبل أن تموت: قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَ?ُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ . وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 9-11].


الفائدة الرابعة: تذكير للظالمين ومواساة للمظلومين: -

أيها الظالم لا تغفل فلست مغفول عنك ولك يوم عصيب: قال الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]

{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 17]. - أيها الظالم تب اليوم قبل يوم الحسنات والسيئات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ» [رواه البخاري].

- يوم استيفاء الحقوق الضائعة في الدنيا: عن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلاً قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي، وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا، لا لَكَ وَلا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلاً لَكَ

وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الفَضْلُ». قَالَ: فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ»: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}.... فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَهُمْ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ! [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]. - يوم شفاء صدور المؤمنين بالقصاص من الظالمين:

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ . فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطففين: 29-36].


الفائدة الخامسة: تصبير على بلاء الدنيا:

تذكر اليوم الآخر يصبِّر المرضى والمقهورين والمحزونين والفقراء والبؤساء وغيرهم بانتظار ما أعد الله لهم في اليوم الآخر. - نعيم الجنة لا مثيل له: قال الله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]، وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} [الرعد: 35]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» [متفق عليه]. -

نعيم الجنة ينسي كل شقاء في الدنيا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّ?ِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ» [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلا أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ» [متفق عليه]. -

أيها المحزون في الدنيا تصبر بما أعد الله لك في اليوم الآخر: قال صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ» [رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني]. - أيها المحزون... تصبر حتى تلقى الأحبة: قال صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» [متفق عليه]، وقال الله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ . عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ .

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ . وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 22-28]. فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.


كتبه سعيد محمود

.....

أركان الايمان بشكل عام


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134391

الإيمان بالله


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134558

الإيمان بالملائكه


https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997428968

و اخيرا

اسالكم الدعاء بظهر الغيب








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل الميت يشعر بالذين يزورونه في المقبرة ؟

وهل الواجب الوقوف أمام القبر أم يكفي دخول المقبرة فقط ؟

أفيدونا أفادكم الله .


الجواب :

الحمد لله

"الشعور من الميت بزائره اللهُ أعلم به ، وقد قال بعض السلف بذلك ، ولكن ليس عليه دليل واضح فيما أعلم ، ولكن السنة معلومة في شرعية زيارة القبور ، وأن نسلم عليهم ، فنقول : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يغفر الله لنا ولكم ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) .

كل هذا مشروع ، وأما كونه يشعر أو لا يشعر هذا يحتاج إلى دليل واضح . والله أعلم سبحانه وتعالى ، ولكن لا يضرنا شَعرَ أم لم يَشْعرُ ، علينا أن نفعل السنة فيُستحب لنا أن نزور القبور ، وأن ندعوا لهم ولو لم يشعروا بنا ؛ لأن هذا أجر لنا وينفعهم ، فدعاؤنا لهم ينفعهم ، وزيارتنا تنفعنا لأن فيها أجراً ، ولأن فيها ذكر الموت وذكر الآخرة فننتفع بها ، والميت ينتفع بذلك أيضاً ؛ بدعائنا له ، واستغفارنا له ، فينتفع الميت بذلك .

أما الوقوف على القبر ، فالأمر فيه واسع إن وقف على القبر فلا بأس ، وإن وقف على حافة المقبرة وسلم كفى ، فإذا وقف على طرف القبور قال : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) كفى هذا ، وإن اتصل بقبر أبيه ، وإن اتصل بقبر أخيه يكون أفضل وأتم ، فكونه يصل إلى قبر أخيه أو أبيه أو قريبه ، أو صديقه يقف عليه ، ويقول السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته ، غفر الله لك ورحمك الله ، وضاعف حسناتك ، ونحوها طيب ، وهذا أفضل وأكمل" انتهى .

سماحة الشيخ

عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/195) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما هو الحوض المورود ؟

وما الفرق بينه وبين نهر الكوثر؟


الجواب :

الحمد لله

"الحوض المورود حوض في الأرض [أرض المحشر] للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، والكوثر في الجنة يصب منه ميزابان في الأرض في هذا الحوض الذي وعد الله به نبيه عليه الصلاة والسلام ، ويَرِد عليه المؤمنون من أمته وهو حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر يَرد عليه أهل الإيمان ، فمن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً ، وآنيته عدد نجوم السماء ، وماؤه من الجنة ينزل من نهر الكوثر ، هذا هو تفصيل هذا الأمر .

الحوض في الأرض وماؤه من الجنة ، والكوثر نهر في الجنة وماؤه ينزل في هذا الحوض من طريق مزابين ـ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ يصبان في هذا الحوض في يوم القيامة يَردُه المؤمنون من محمد عليه الصلاة والسلام .

والمقصود بالأرض أرض المحشر ، والنهر موجود في الجنة حالياً ؛ لقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1 ، وهو نهر عظيم في الجنة ، ويوم القيامة يصب منه ميزابان في الأرض التي تبدل يوم القيامة ويكون عليها الناس" انتهى .

سماحة الشيخ

عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/356) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال
:

هناك حديث يتكلم عن غزو الهند

وأن من يشارك في هذا الغزو فإنه يدخل الجنة

أريد معرفة صحة هذا الحديث

والمرجع ، وسلسلة الرواة ، وشرحه بالتفصيل .جزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله


أولا :

الأحاديث الواردة في غزو الهند هي كالآتي :

الحديث الأول :

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ : عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) العصابة : الجماعة . أحرزهما : وقاهما .

رواه النسائي (رقم/3175)، والإمام أحمد في " المسند " (37/81) طبعة مؤسسة الرسالة ، وحسنه محققو هذه الطبعة ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1934)

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ ، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ )

ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة عن أبي هريرة :

الطريق الأولى : عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (12/28) وغيره ، وهذا إسناد ضعيف بسبب جبر بن عبيدة ،

لم يرو عنه إلا راو واحد اسمه سيار بن الحكم ، ولم يوثقه أحد ، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " ذكرا مجردا ، ولذلك قال الإمام الذهبي : " لا يُعرف مَن ذا ، والخبر منكر " انتهى. انظر : " تهذيب التهذيب " (2/59)

الطريق الثاني : البراء بن عبد الله الغنوي ، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة قال :

( حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ ، وَإِنْ أَنَا - فَذَكَرَ كَلِمَةً - رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ ، قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ )

رواه النسائي في " السنن " (رقم/3173)، وأحمد في " المسند " (14/419)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا ، بسبب البراء بن عبد الله الغنوي الذي اتفقت كلمة النقاد على تليين حديثه ، كما في " تهذيب التهذيب " (1/427)، ثم فيه انقطاع ما بين الحسن البصري وأبي هريرة رضي الله عنه .

الطريق الثالث : هاشم بن سعيد ، عن كنانة بن نبيه ، عن أبي هريرة .

رواه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (رقم/247)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا بسبب هاشم بن سعيد ، قال عنه ابن معين : ليس بشيء . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . انظر : " تهذيب التهذيب " (11/17)

الطريق الرابع : عن صفوان بن عمرو ، عن بعض المشيخة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند - فقال : ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم ، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل ، يغفر الله ذنوبهم ، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام ) قال أبو هريرة : إن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارف لي وتالد وغزوتها ، فإذا فتح الله علينا وانصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر ، يقدم الشام فيجد فيها عيسى بن مريم ، فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني قد صحبتك يا رسول الله . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم قال : هيهات ، هيهات .

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/409) وفي سنده إبهام الراوي عن أبي هريرة ، كما أن في سنده بقية بن الوليد مدلس وقد عنعن .

الحديث الثالث : ( يغزو قوم من أمتي الهند ، فيفتح الله عليهم ، حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل ، يغفر الله لهم ذنوبهم ، فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى بن مريم بالشام )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/399) قال : حدثنا الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا إسناد ظاهر الضعف بسبب عنعنة الوليد بن مسلم ، وظاهره ـ أيضا ـ الإرسال ، لأنه ليس فيه أن من حدث صفوان بن عمرو سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنه كان صحابيا .

فالخلاصة أن حديث ثوبان هو الذي صح في غزوة الهند ، وأما حديث أبي هريرة فعامة أسانيدها ضعيفة

فالله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:35   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

الذي يبدو من ظاهر حديث ثوبان وحديث أبي هريرة ـ إن صح ـ أن غزوة الهند المقصودة ستكون في آخر الزمان ، في زمن قرب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام ، وليس في الزمن القريب الذي وقع في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وقد غزا المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين ، وكانت هنالك أمور سيأتي بسطها في موضعها ، وقد غزا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين صاحب غزنة في حدود أربعمائة بلاد الهند ، فدخل فيها ، وقتل ، وأسر ، وسبى ، وغنم ، ودخل السومنات ، وكسر الند الأعظم الذي يعبدونه ، واستلب سيوفه ، وقلائده ، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا " انتهى.

" البداية والنهاية " (6/223)

ولذلك يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله :

" وما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه نعيم بن حماد من غزو الهند ؛ فهو لم يقع إلى الآن ، وسيقع عند نزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ، إن صح الحديث بذلك . والله أعلم " انتهى.

" إتحاف الجماعة " (1/366)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

قرأت أن الشخص الصالح في الأسرة يشفع في أهل بيته

فيخرج الله مَن كان منهم في النار إكراماً له

فهل هذا صحيح؟

وإذا كان ذلك صحيحاً فهل معنى هذا أن لفرد من أفراد الأسرة أن يفعل المنكرات ويشرب المحرمات طالما أن هناك شخصا صالحا في أسرته

وما الفائدة إذا من الحساب ويوم القيامة ؟

أو ليس هذا القول شبيهاً بقول اليهود الذين يدعون أنهم شعب الله المختار

اختارهم من بين سائر الناس

وأن لهم أن يفعلوا ما يشاءون فقد ضمنوا الجنة ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

يؤمن أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل يقبل يوم القيامة شفاعة شافعين من غير الأنبياء ، من الشهداء والعلماء والصالحين وغيرهم ، فقد وردت بذلك أحاديث كثيرة صحيحة ، لا يجوز ردها ولا إنكارها .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ )

رواه مسلم (2278)

فقوله صلى الله عليه وسلم ( وأول شافع ) يدل على كثرة الشفعاء يوم القيامة .

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( يُخْرِجُ اللَّهُ قَوْمًا مُنْتِنِينَ قَدْ مَحَشَتْهُمْ النَّارُ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ ، فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ، فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيُّونَ )

رواه أحمد (38/420) طبعة مؤسسة الرسالة وقال المحققون : حديث صحيح وهذا إسناد حسن.

وقال صلى الله عليه وسلم : ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ )

رواه الترمذي (2438) وقال : حسن صحيح غريب.

ونحوها أحاديث شفاعة الشهيد في سبعين من أهل بيته ، وأحاديث شفاعة المؤمنين لإخوانهم المعذبين في النار يوم القيامة فيخرجون من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، وأحاديث أخرى كثيرة .

يقول السفاريني رحمه الله :

" يجب أن يعتقد أن غير النبي صلى الله عليه وسلم من سائر الرسل والأنبياء والملائكة والصحابة والشهداء والصديقين والأولياء على اختلاف مراتبهم ومقاماتهم عند ربهم يشفعون ، وبقدر جاههم ووجاهتهم يشفعون ، لثبوت الأخبار بذلك ، وترادف الآثار على ذلك ، وهو أمر جائز غير مستحيل ، فيجب تصديقه والقول بموجبه لثبوت الدليل ... والحاصل أن للناس شفاعات بقدر أعمالهم ، وعلو مراتبهم ، وقربهم من الله تعالى ، والقرآن يشفع لأهله ، والإسلام يشفع لأهله ، والحجر الأسود يشفع لمستلمه ، ولكن لا يشفعون ( إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) " انتهى.

" لوامع الأنوار البهية " (2/209-211)، وانظر باب " شفاعة العلماء والشهداء يوم القيامة " في كتاب " الشريعة " للآجري.

ثانيا :

لا يجوز أن يكون الإيمان بهذه الشفاعة سببا في التقاعس عن العمل اتكالا عليها ، فسبب النجاة الأول يوم القيامة هو العمل الصالح ، فإذا قصر المسلم فيه فهو على خطر عظيم من أوجه كثيرة :

1-فهو لا يدري متى يشفع له الشافعون ، وكم سيبقى في النار من أزمان وأحقاب ، وإذا كانت نار الدنيا لا يقوى عليها أحد ساعة من نهار ، فكيف يقوى على نار جهنم هذه الأزمان.

2-ثم من هذا الذي يملك الجزم لأحد من البشر أنه من الشافعين يوم القيامة ، الذين سيقبل الله شفاعتهم للناس ، وإذا كنا لا نقطع لأحد بالجنة ولا بالشهادة ، فكيف نطمئن إلى قبول شفاعة من نعرفهم من الشهداء والعلماء والصالحين .

3-ثم إذا قبل الله شفاعة فلان أو فلان ممن نعرفهم من الناس ، فهل نعرف إن كان الله سيقبل شفاعتهم فينا خاصة ، والله عز وجل يقول : ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/28. فهل نحن ممن يرضى ربنا أن يشفع الشافعون لنا ؟!

هذه الأسئلة وغيرها تبعث في قلب المسلم الخوف من عقوبة الله ، وترك الركون إلى أسباب الرجاء التي ليس لنا فيها من الله سلطان مبين .

إن الاغترار بمثل ذلك إنما هو علامة خذلان الله تعالى لعبده ، نسأل الله العافية ؛ فلتعلم ـ يا عبد الله ـ أنه لا شفاعة أعظم من شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، صاحب المقام المحمود ، مقام الشفاعة ، وأول شافع ، وأول مشفع ، ومع ذلك يحذر عشيرته ، وأهل بيته ، وأقرب الناس منه من الاغترار بذلك والتفريط في العمل :

عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ، قَالَ :

( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ـ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ـ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا !! يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا !! يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا !! وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا !! وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا !! ) . رواه البخاري (2548) ومسلم (305) .

فهل يغتر عاقل بعد ذلك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

من المعلوم أن في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت

لكن أولم يكن آدم في الجنة ؟

أولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنَّة أيضاً ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ ) ، ثُمَّ قَرَأَ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .

رواه البخاري ( 3072 ) ومسلم ( 2824 ) وعنده : ( بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ ) .

ثانياً:

وأما كون آدم عليه السلام كان في جنة الخلد : فهو الراجح من قولي العلماء ، وهو قول جمهور أهل السنَّة ؛ لأدلة كثيرة ، ليس هذا موضع بسطها ؛ إذ ليس السؤال عنها .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقد اختُلف في الجنة التي أسكنها آدم ، أهي في السماء أم في الأرض ؟ والأكثرون على الأول ، وحكى القرطبي عن المعتزلة والقدرية القول بأنها في الأرض .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 233 ) .

ومن أراد التوسع في المسألة : فلينظر ما كتبه ابن القيم رحمه الله فيها في أوائل كتابه " مفتاح دار السعادة " ، وأيضاً في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح "
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً:

وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة ودخوله فيها : فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة ، وقد بوَّب الإمام الآجري في كتابه " الشريعة " على بعض تلك الأحاديث بقوله : " باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم الجنَّة " ، وروى تحته أحاديث ، منها :

1. عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) . رواه البخاري ( 3069 ) .

ورواه مسلم ( 2737 ) من حديث ابن عباس .

2. عن أَنَس بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ - أَوْ طِيبُهُ - مِسْكٌ أَذْفَرُ ) .

رواه البخاري ( 6201 ) .

وفي رواية ( لمَّا عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلَّم إلى السماء أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ ... ) .

( أذفر ) شديد الرائحة الذكية .

وفي لفظ صحيح في " مسند أحمد " ( 19 / 66 ) : ( دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ ) .

3. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ قَالَ إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا .

رواه البخاري ( 715 ) .

( تكعكعت ) تأخرت إلى الوراء .

رابعاً:

أما الإشكال الذي ذكره السائل ، فيقال في توجيهه : إن هذا المعَدّ في الجنة لعباد الله تعالى الصالحين مما لم يرَه أحدٌ ، كما وردت به النصوص ، وأما اطلاع آدم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام فإنما كان على بعض ما في الجنة ؛ وإذا كانت الجنة ( فيها ما لاعين رأت .. ) ، لم يلزم أن يكون مما لم تره كل عين ؛ بل يجوز أن يكون فيها أشياء ، رأتها بعض العيون ، وإن كان فيها ما هو مدخر مخبوء ، لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يبلغه وهم واهم، ولا وصف واصف .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قلت : وأصح التوجيهات لخصوص سياق حديث الباب حيث وقع فيه ( ولا خطر على قلب بشر ذخراً من بله ما أطلعتم ) إنها بمعنى " غير " ؛ وذلك بيِّن لمن تأمله ، والله أعلم .

" فتح الباري " ( 8 / 517 ) .

وحتى لو كان معنى ( بَلْهَ ) " دع " ، أو " اترك " : فإنه لا يخرج عن المعنى السابق .

قال النووي – رحمه الله - :

فأما ( بَلْه ) فبفتح الباء الموحدة وإسكان اللام ، ومعناها : دع عنك ما أطلعكم عليه ؛ فالذي لم يطلعكم عليه أعظم ، وكأنَّه أضربَ عنه استقلالاً له في جنب ما لم يطلع عليه ، وقيل : معناها غير ، وقيل : معناها كيف .

" شرح النووي على مسلم " ( 17 / 166 ) .

ولعله إلى ذلك المعنى السابق تقريره ، يشير حديث الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ قال : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ؟ قَالَ : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ، فَيَقُولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ ، فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ : رَضِيتُ رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ، قَالَ : رَبِّ فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً ؟ قَالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ .

قَالَ : وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) .

رواه مسلم ( 189 ) .

فكأن أعلاهم منزلة هم أحظى الناس بهذا الكنز المخفي ، والنعيم الذي لم تنله العيون ، ولم تبلغه الظنون !!

قال النووي – رحمه الله - :

أما ( أردتُ ) فبضم التاء ، ومعناه : اخترت واصطفيت .

وأما ( غرستُ كرامتهم بيدي ) إلى آخره فمعناه : اصطفيتهم ، وتوليتهم ، فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير ، وفي آخر الكلام حذف اختُصر للعلم به ، تقديره : " ولم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به ، وأعددته لهم " .

" شرح النووي " ( 3 / 46 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:39   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

أين يكمن العدل في أن الطفل إذا مات يدخل الجنة مباشرة

بينما بقية الناس يحاسبون ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

لا يشك مسلم أن الله سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين , وأنه تعالى لكمال عدله حرم الظلم على نفسه فقال : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف/ من الآية 49 ، وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) النساء/ من الآية 40 .

ومن كمال عدله تعالى : أنه لا يعذب أحداً إلا بعد البلاغ ، وقيام الحجّة عليهم .

وانظر في ذلك جواب السؤال رقم : ( 1244 ) .

ثانياً:

اتفق أهل العلم على أن مصير أطفال المسلمين - إذا ماتوا بعد نفخ الروح وقبل البلوغ – هو الجنة ، كرامةً من الله تعالى لهم ولآبائهم ، ورحمةً منه سبحانه الذي وسعت رحمته كل شيء

الكلام يكون إن شاء الله في مقامين :

الأول : مصير أطفال المسلمين .

والثاني : مصير أطفال الكفار .

= أما الأول : وهو مصير أطفال المسلمين :

فقد قال ابن كثير رحمه الله : فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال : لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة . وهذا هو المشهور بين الناس ( أي عامة العلماء ) وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل أ.هـ " تفسير القرآن العظيم " ( 3 / 33 ) .

وقال الإمام أحمد رحمه الله : من يشك أن أولاد المسلمين في الجنة ؟!

وقال أيضا : إنه لا اختلاف فيهم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 83) .

وقال الإمام النووي : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة ؛ لأنه ليس مكلفا . أ.هـ " شرح مسلم " (16 / 207) .

وقال القرطبي : إن قول أنهم في الجنة هو قول الأكثر ، وقال : وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم. " التذكرة " (2/328) .

= وأما الثاني : وهو مصير أطفال الكفار :

فقد اختلف العلماء فيه إلى أقوال :

1. أنَّهم في الجنَّة - وبعضهم يقول : إنَّهم على الأعراف ، ومردُّ هذا القول أنَّهم في الجنَّة لأن هذا هو حال أهل الأعراف - . وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد البر في " التمهيد " (18/96) .

ودليلهم :

أ . حديث سمرة رضي الله عنه : أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين . رواه البخاري (6640 ) .

ب . عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة . رواه الإمام أحمد ( 5/409 ) . ضعفه الألباني في " ضعيف الجامع " (5997) .

2. أنَّهم مع آبائهم في النار . وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد ! وغلَّطه شيخ الإسلام جدّاً . انظر " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " (7/ 87) .

ودليلهم :

أ . عن سلمة بن قيس الأشجعي قال أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أُمّنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأنها وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال الوائدة والمؤودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم .

والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 3/ 33) ، ومن قبله ابن عبد البر في " التمهيد " ( 18/120 ) .

ب . ولهم أحاديث أخرى ، لكنها ضعيفة .

3. التوقف فيهم . وهو قول حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه .

دليلهم :

أ . عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين .

رواه البخاري (1383) ومسلم (2660) .

ب . ومثله من حديث أبي هريرة .

رواه البخاري (1384) ومسلم (2659).

4. ومنهم من قال : إنَّهم خدم أهل الجنَّة .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول . " مجموع الفتاوى " (4/279) .

قلت : وقد ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار ، لكن ضعفه الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 3/246) .

5. أنَّهم يُمتحنون في الآخرة ، فمن أطاع الله دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار . وهو قول معظم أهل السنة والجماعة كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري ، وهو قول البيهقي ، وطائفة من المحققين ، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام أحمد ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير ، وقال : وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض . " التفسير " (3/31) .

دليلهم :

أ . عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود ، والمعتوه ، ومن مات في الفترة ، والشيخ الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى لعُنُق من النار : أُبْرزْ ، ويقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم ، اُدخلوا هذه ( أي النار ) ، قال : فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفرّ ، قال : ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً ، قال : فيقول الله تعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار" .

رواه أبو يعلى ( 4224) ، وله شواهد كثيرة ذكرها الحافظ ابن كثير في " التفسير ( 3 /29-31).

وقال ابن القيم رحمه الله : وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب .

وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة ، وبعضهم في النار كما دل عليه حديث عائشة ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ؛ فإنه قال : "الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلقهم" ، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما لم يقع معلومه ، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لا على علمه المجدد وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة.

وفي قوله : "الله أعلم بما كانوا عاملين" : إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا ، وأن من يطيعه وقت الامتحان كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا ، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .

.. والله أعلم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/87 ) .

= وما جاء في بعض الأحاديث السابقة أنهم في الجنة أو النار لا يشكل على ما رجحناه ، قال ابن كثير رحمه الله : أحاديث الامتحان أخص منه فمن علم الله منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى ويوم القيامة يكون في النار كما دلت عليه أحاديث الامتحان ونقله الأشعري عن أهل السنة . أ.هـ " التفسير " ( 3 / 33 ) .

= وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم " الله أعلم بما كانوا عاملين " : لا يدل على التوقف فيهم .

قال ابن القيم رحمه الله : وفيما استدلت به هذه الطائفة نظر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُجِب فيهم بالوقف وإنما وكل علم ما كانوا يعملونه لو عاشوا إلى الله وهذا جواب عن سؤالهم كيف يكونون مع آبائهم بغير عمل وهو طرف من الحديث …. والنبي صلى الله عليه وسلم وَكَل العلم بعملهم إلى الله ، ولم يقل الله أعلم حيث يستقرون أو أين يكونون ، فالدليل غير مطابق لمذهب هذه الطائفة. أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 85 ) .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:40   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثاً:

وأما الحكمة من عدم محاسبة الأطفال فيقال فيها :

1. إن مناط التكليف عند الله هو البلوغ , ولذلك جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَكْبَرَ ) .

رواه أبو داود ( 4398 ) وابن ماجه ( 2041 ) والنسائي ( 3432 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وهذا الطفل اخترمته المنية قبل البلوغ , فمن تمام عدل الله أنه لا يحاسَب .

ويبين ما ذهب طائفة من العلماء والمحققين – كالبخاري ، والنووي ، وغيرهما – من أن هذا الحكم مشترك مع أطفال المشركين كذلك

2. الأصل أن الأطفال تبع لوالديهم ، كما جاء في الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ) .

ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) . رواه البخاري ( 1293 ) .

ولما كان والداه على الإيمان – أو والده إن كانت أمُّه كتابية - : فهو تبع لهما , ولما مات قبل مناط التكليف ناسب أن يدخل الجنة بلا حساب ، فدخوله الجنة باعتباره مسلماً ، وعدم حسابه باعتبار أنه لم يكن مكلَّفاً في الدنيا .

3. أن فيه كرامة لوالدي الطفل الصغير ، ورحمة بهم , وتطييباً لخاطرهم ، على موت ولدهم وهو صغير .

هذه بعض الحِكَم , والأمر قد يحتمل وجود حكَم ، وغايات ، ومقاصد أخرى .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 06:42   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

هل صحيح أن موت الخنازير

من علامات يوم القيامة الصغرى ؟؟


الجواب :

الحمد لله

الوارد في هذا الخصوص أن قتل الخنازير يكون على يد عيسى عليه السلام إذا نزل آخر الزمان ، وذلك ليبطل ما عليه النصارى المنتسبون إليه كذبا وزروا ، ويثبت لهم كفرهم حين حرفوا شرعه وبدلوا دينه باعتقاد الصلب ، واستحلال الخنزير وغير ذلك ، واستدل به فقهاء المسلمين على استحباب قتل الخنزير مطلقا .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ )

رواه البخاري (2222) وبوب عليه بقوله: باب قتل الخنزير، ومسلم (155)، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " (1/244) وبوب عليه بقوله : باب الدليل على أن الخنزير أسوأ حالا من الكلب .

يقول ابن حزم رحمه الله :

" أخبر عليه السلام أن قتل الخنزير من العدل الثابت في ملته التي يحييها عيسى أخوه ، عليهما السلام " انتهى.

" المحلى " (7/296)

وقال النووي رحمه الله :

" فيه دليل للمختار من مذهبنا ومذهب الجمهور : أنا إذا وجدنا الخنزير في دار الكفر ، أو غيرها ، وتمكنا من قتله : قتلناه . وإبطالٌ لقول مَن شذ مِن أصحابنا وغيرهم فقال : يترك إذا لم يكن فيه ضراوة " انتهى.

" شرح مسلم " (2/190)

وقال ابن بطال رحمه الله :

" أجمعوا على قتل كل ما يُسْتَضَرُّ به ويؤذي ، مما لا يبلغ أذى الخنزير ، كالفواسق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم المُحرِمَ بقتلها ، فالخنزير أولى بذلك ، لشدة أذاه ، ألا ترى أن عيسى ابن مريم يقتله عند نزوله ؟! فقتله واجب .

وفيه دليل أن الخنزير حرام في شريعة عيسى ، وقتله له تكذيب للنصارى أنه حلال في شريعتهم " انتهى.

" شرح صحيح البخاري " (6/344)

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قوله : ( باب قتل الخنزير ) أي : هل يشرع ، كما شرع تحريم أكله ؟ ووجه دخوله في أبواب البيع : الإشارة إلى أن ما أمر بقتله لا يجوز بيعه .

قال ابن التين : شذ بعض الشافعية فقال : لا يقتل الخنزير إذا لم يكن فيه ضراوة .

قال : والجمهور على جواز قتله مطلقا .

ثم ذكر المصنف في الباب حديث أبي هريرة في نزول عيسى بن مريم فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ، وموضع الترجمة منه قوله : ( ويقتل الخنزير ) أي : يأمر بإعدامه ، مبالغة في تحريم أكله ، وفيه توبيخ عظيم للنصارى الذين يدَّعون أنهم على طريقة عيسى ثم يستحلون أكل الخنزير ويبالغون في محبته " انتهى.

" فتح الباري " (4/414)

وقال أيضا رحمه الله :

" قوله : ( فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ) أي : يبطل دين النصرانية ؛ بأن يكسر الصليب حقيقة ، ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه

ويستفاد منه : تحريم اقتناء الخنزير ، وتحريم أكله ، وأنه نجس ؛ لأن الشيء المنتفع به لا يشرع إتلافه ...

ويستفاد منه أيضا تغيير المنكرات وكسر آلة الباطل " انتهى باختصار.

" فتح الباري " (6/491) . وينظر: " فتاوى الرملي " (1/97) .

وأما إن كان المقصود هو السؤال عن أحاديث تخبر عن أن موت الخنازير وانقراضها ـ من غير تقتيل بني آدم لها ـ هو من أشراط الساعة ، فهذا ما لا نعلم له أصلا في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:30   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال :

يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها

ويدعي عدم صحة ما ورد في ذلك من أحاديث

وقد نوقش في هذه الأمور من قبل علماء ولكنه يزعم أن كل الأحاديث الواردة في هذه الأمور مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ودخيلة على الإسلام

وهو يصلي ويأتي بالفرائض فما حكمه؟


الجواب :

الحمد لله

"مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله

لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام

فإذا كان بَيَّن له أهل العلم ووضحوا له ومع هذا أصر على تكذيبها وإنكارها فيكون كافرا

لأن من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر

من كذب الله فهو كافر

وقد صحت وتواترت هذه الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول المسيح ابن مريم من السماء في آخر الزمان

ومن خروج يأجوج ومأجوج وخروج الدجال في آخر الزمان

ومن مجيء المهدي

كل هذه الأربعة ثابتة :

المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً بعد أن ملئت جوراً

ونزول المسيح ابن مريم

وخروج الدجال في آخر الزمان

وخروج يأجوج ومأجوج

كل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإنكارها كفر وضلال نسأل الله العافية والسلامة .

فالدجال والمسيح ابن مريم ويأجوج ومأجوج ؛ هؤلاء الثلاثة ليس فيهم شك ولا ريب تواترت فيهم الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأما المهدي فقد تواترت فيه الأخبار أيضاً ، وحكى غير واحد أنها تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لبعض الناس فيها إشكال وتوقف ، فقد يُتوقف في كفر من أنكر المهدي وحده فقط .

أما من أنكر الدجال أو المسيح ابن مريم أو يأجوج ومأجوج فلا شكَّ في كفره ولا توقف وإنما التوقف في من أنكر المهدي فقط ، فهذا قد يُقال بالتوقف في كفره وردته عن الإسلام ؛ لأنه قد سبقه من أشكل عليه ذلك ؛ والأظهر في هذا والأقرب في هذا كفره ، وأما ما يتعلق بيأجوج ومأجوج والدجال والمسيح ابن مريم فقد كفر نسأل الله العافية" انتهى .

سماحة الشيخ

عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/355) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل سنرى جبريل عليه السلام يوم القيامة؟


الجواب :

الحمد لله

أما يوم القيامة ساعة الحشر ، يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد : فلا شك أن الملائكة جميعا يأتون ليوم الفصل ، كما قال الله تعالى :

( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) البقرة/210 ، وقال تعالى : ( كَلا إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) الفجر/ 21 -23

وقال تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) النبأ/38 .

فالروح المذكور هنا هو جبريل ، عليه السلام . قاله الشعبي وسيعد بن جبير والضحاك .

ينظر : تفسير ابن كثير (8/309) .

والقضية ليست في مجرد رؤية جبريل أو الملائكة ، لكن على أي حال يكون العبد عند تلك الرؤية ؛ فأما الكافر فشر حال ، تزيده ضيقا على ضيقه ، وسوءا على سوء حاله . قال تعالى : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان/22.

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : هم لا يرون الملائكة في يوم خير لهم ، بل يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ لهم ، وذلك يَصْدُق على وقت الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار وغضب الجبار، فتقول الملائكة للكافر عند خروج روحه : اخرجي أيتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث ، اخرجي إلى سَموم وحَميم ، وظلِّ من يحموم . فتأبى الخروج وتتفرق في البدن ، فيضربونه ، كما قال الله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [ الأنفال : 50] ...

وهذا بخلاف حال المؤمنين في وقت احتضارهم ، فإنهم يبشرون بالخيرات وحصول المسرات ، قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [ فصلت : 30 -31] .

وفي الحديث الصحيح عن البراء بن عازب: أن الملائكة تقول لروح المؤمن: "اخرجي أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان ...

وقال آخرون : بل المراد بقوله : { يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ } يعني : يوم القيامة . قاله مجاهد والضحاك وغيرهما .

ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم ، فإن الملائكة في هذين اليومين ، يوم الممات ويوم المعاد تتجلى للمؤمنين وللكافرين ، فتبشر المؤمنين بالرحمة والرضوان ، وتخبر الكافرين بالخيبة والخسران ، فلا بشرى يومئذ للمجرمين .

{ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا } أي : وتقول الملائكة للكافرين حَرَام محرم عليكم الفلاح اليوم " .

"تفسير ابن كثير" (6/102) .

وأما إذا تميز أهل الجنة من أهل النار يوم العرض ، وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا : فإنهم يرون كل ما يسرهم ، بما في ذلك الملائكة الذين يسوقونهم إلى الجنة – سوق إكرام وإعزاز - ويدخلون عليهم – إذا دخلوها - من كل باب ، ويسلمون عليهم ويهنئونهم ، كما قال الله عز وجل :

( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد / 23 - 24

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" أي : وتدخل عليهم الملائكة من هاهنا وهاهنا للتهنئة بدخول الجنة ، فعند دخولهم إياها تفد عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام ، والإقامة في دار السلام ، في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (4 / 451) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:


عندما نطالع حديث ظهور الدجال نجد أن جزيرة العرب والشام والعراق هي الأماكن التي ستشهد قوات المسلمين الذين سيتصدون للدجال

وأن الصالحين من أهل الشام والعراق سيستنصرون بالمهدي في أرض الحجاز .

لكن لم أجد ذكرا لبلدان إسلامية أخرى مثل مصر والمغرب وخراسان والهند ، فهل يمكن أن نعرف ماذا سيحدث للمسلمين في تلك البلدان ؟

هل ارتدوا في ذلك الوقت عن الإسلام قبل ظهور الدجال ؟

أم إن الدجال قد أهلكهم جميعا فلم يستطيعوا محاربته ولاقوا حتفهم على يديه؟

أم آمنوا واعتقدوا في الدجال وصاروا من جنده وأتباعه ؟

ولقد ذكر أن كثيرا من أتباع الدجال هم من الأعراب ومن النساء ومن أهل فارس والترك والأعاجم ، بسبب ضحالة معرفتهم .

ولقد أخبرني شخص ما أيضا بأن أتباعه ليسوا من متحدثي اللغة العربية

لكني لا أجد دليلا على صحة قوله وثبوته ، فهل صحيح هذا الأمر ؟

وهل يعد هذا تحفيزا للآخرين لتعلم اللغة العربية ؟

وهل سيكون من أتباع الدجال مَن هم على الفطرة نتيجة لقلة معرفتهم ؟

يبدو أني أثقلت عليك بأسئلتي ، لكن أود تبين أمري ، وتصحيح رأيي.


الجواب:

الحمد لله


يمكن الجواب عن خروج الدجال وطريقه وأتباعه ضمن المسائل الواردة في السؤال في النقاط الآتية :

أولا :

بينت الأدلة الصحيحة أن خروج المسيح الدجال يبدأ من المشرق ، وتحديدا من إقليم خراسان، بل بالأخص من أصبهان في إقليم خراسان ، وهي من بلاد إيران اليوم :

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ )

رواه الترمذي (2237) وقال : حديث حسن غريب ، وحسنه الألباني .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ ، عَلَيْهِمْ السيجان )

رواه أحمد (21/55) وحسنه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ) رواه أحمد (41/15) وحسنه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" يكون بدء ظهوره من أصبهان ، من حارة يقال لها : اليهودية " انتهى.

" النهاية " (ص/59)









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:34   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

تنتقل هذه الفتنة - التي هي أكبر فتنة منذ خلق آدم إلى قيام الساعة – إلى أرجاء الأرض ، والظاهر من الأحاديث أنها تعم الأرض ، فقد جاء أنه لا تبقى مدينة إلا ويدخلها الدجال غير مكة والمدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِنَّ الأَعْوَرَ الدَّجَّالَ مَسِيحَ الضَّلاَلَةِ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي زَمَانِ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَفُرْقَةٍ ، فَيَبْلُغُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الأَرْضِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا - مَرَّتَيْنِ - )

رواه ابن حبان في " صحيحه " (15/223) قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " أخرجه البزار بسند جيد " انتهى. " فتح الباري ". وصححه الألباني في " صحيح الموارد " (1598)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وأما متى يهلك ومن يقتله ؟ فإنه يهلك بعد ظهوره على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ثم يقصد بيت المقدس فينزل عيسى فيقتله ، أخرجه مسلم أيضا " انتهى.

" فتح الباري " (13/92)

ثالثا :

يقول الشيخ مشهور حسن سلمان :

" دلت أحاديث وآثار كثيرة صحيحة على خروج الدجال من ( خُراسان ) و( أصبهان )، وهبوطه ( خوز ) و( كرمان ) - وهي جميعاً الآن في (إيران) - ، وينزل قرية ( كوثا ) -وهي في نحو منتصف الطريق بين ( المحاويل ) و ( الصويرة ) ، وهي على (26) كيلو متراً من الأولى ، وتعرف اليوم بـ ( تل إبراهيم ) و ( تل جبل إبراهيم ) ؛ لوجود مرقد عليه قُبة في أعلى التل ينسب إلى إبراهيم - انظر: " بلدان الخلافة الشرقية " (ص 94-95) - وسمي بـ ( خلة ) بين العراق والشام ، ويدخل الأردن ، ويبدأ هلاكه بـ ( عقبة أفيق ) وهي قرية من حوران في طريق ( الغور )

والعامة تقول : ( فيق ) ، تنزل هذه العقبة إلى ( الغور ) وهو الأردن ، وهي عقبة طويلة نحو ميلين . أفاده ياقوت في " معجم البلدان " (1/233)، ثم يتحول إلى فلسطين ، ويتم هلاكه في مدينة ( اللد ) . ويسبقها - والله أعلم - إتيانه الحجاز ، ونزوله بسبخة في المدينة - هي (سبخة الجرف) غربي جبل أحد -، وتفصيل ذلك حديثيّاً يطول، وأكتفي بالإحالة على المصادر ..." انتهى.

" العراق في أحاديث وآثار الفتن "

رابعا :

يتبع الدجال طوائف كثيرة من الناس يومئذ ، وهم على أصناف :

1- الكفار عموما ، فهم أكثر الناس فتنة به وبما يظهره الله على يديه من الخوارق .

2- اليهود خاصة ، حيث ورد أنه يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان .

3- كثير من المسلمين الذين يفتنهم بالخوارق التي تظهر على يديه ، وخاصة عوام المسلمين وجهلتهم من الأعراب والنساء والصغار .

يقول الدكتور يوسف الوابل :

" أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك ، وأخلاط من الناس ، غالبهم الأعراب والنساء. روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ) وفي رواية للإمام أحمد : ( سبعون ألفا عليهم التيجان )، وجاء في حديث أبي بكر: ( يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ) رواه الترمذي .

قال ابن كثير : والظاهر والله أعلم أن المراد هؤلاء الترك أنصار الدجال . قلت – أي يوسف الوابل - : وكذلك بعض الأعاجم كما جاء وصفهم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم ، حمر الوجوه ، فطس الأنوف ، صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، نعالهم الشعر ). وأما كون أكثر أتباعه من الأعراب ، فلأن الجهل غالب عليهم ، ولما جاء في حديث أبي أمامة الطويل قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن من فتنته – أي الدجال – أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان : يا بني ! اتبعه فإنه ربك )

وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب ، لسرعة تأثرهن ، وغلبة الجهل عليهن ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل الدجال في هذه السبخة بمرِّ قناة – واد في المدينة - ، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء ، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه ) مسند أحمد (7/190) " انتهى.

" أشراط الساعة " (311-312)

والذي يظهر من الأحاديث أن القلة هي التي تثبت على الإيمان ، وأن أكثر أهل الأرض يومئذ هم من أتباع الدجال .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من " الحلية " بسند حسن صحيح إليه قال : ( لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل ، وسبعة آلاف امرأة ) وهذا لا يقال من قبل الرأي ، فيحتمل أن يكون مرفوعا أرسله ، ويحتمل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب " انتهى.

" فتح الباري " (13/92)


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc