الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
أيها الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك قاعدة تقول:أنه كل من ترك واستأثر على ما ينفعه مع القدرة على أخذه اشتغل بما يضره وما لا ينفعه وحرم الذي حاد عنه.
كما يفعل الكثير إلا من رحم الله من قادة الجماعات الضالة الظالمة الذين ربطوا حياتهم ومصيرهم بزعمائهم حتى أصبحوا لا يأتمرون إلا بأمرهم ولا ينتهون إلا بنهيهم وقطعوا علاقتهم بخير البرية صلى الله عليه وسلم.
فقادوا أتباعهم وكل من أيدهم إلى الوقوع في المحذورات واختلطت على الكثير من الأمور واصطدموا بنصوص قطعية الدلالة جراء أفكار وتعاليم زعمائهم حيث أوقعتهم في البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان وتناسوا هؤلاء الجهلة المقصد الذي خلقوا من أجله.
مثل الكفار لما تركوا عبادة ربهم ونسوا الغاية من خلقهم ابتلوا بعبادة الأوثان ولما استنكفوا واستكبروا عن إتباع الرسل ابتلوا بالانقياد للكهنة والسحرة والمردة حيث أضلوهم بأن زينوا لهم ما تشتهيه الأنفس من لهو ولعب وشهوات فأحلوا لهم الخبائث وحرموا عليهم الطيبات فنسوا بذلك الغاية التي خلقوا من أجلها وتمسكوا بالدنيا وزينتها
فأبعدوهم عن جادة الطريق وأخفوا عنهم المقصد الذي خلقوا من أجله ولم يبينوا لهم كيف وما هي السبل التي يتبعونها في إرضاء خالقهم والفوز بآخرتهم ولم يبينوا لهم قيمة الدنيا مع الآخرة فحملوا أوزارهم وأوزار الذين أظلوهم.
أيها ألأحبة في الله إذا تتبعنا سيرة الأنبياء والرسل نجد كل الأنبياء يشغلون أتباعهم دائما بالمقصد والهدف الذي خلقوا من أجله.
أما هؤلاء وهؤلاء فقد تركوا منهج رسولهم سواء الذين ركنوا إلى الدنيا فاشتغلوا بالزينة مع أنهم أمروا بالأخذ من الدنيا بقدر الحاجة والعمل للمقصد أم الذين قطعوا علاقتهم بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ونصبوا لهم زعماء وقدسوهم غاية التقديس فصاروا يقاتلون من أجلهم ويسفكون الدماء من أجلهم ويقطعون أوصال الأمة من أجلهم ويفعلون الأفاعيل من أجلهم وحمية لهم ومن أجلهم وإلى الله المشتكي
وفي الأخير أترككم مع هذه النصوص التي تدعم ما قلناه على أن نلتقي في المرة القادمة إن شاء الله والاسم عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحق سبحانه واصفا طائفة من عباده محذرنا من سلوك طريقهم:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.
فكانت النتيجة:[color="rgb(255, 0, 255)"]{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ }[/color]
وقال تعالى:محددا الغاية من وجود الخلق(([color="rgb(255, 0, 255)"] وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( [/color]
وقال تعالى أيضا موضحا قيمة الدنيا با النسبة للآخرة {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
وقال تعالى أيضا واصفا شخصية الدنيا ومبينا لها في قوله {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
و بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ )
ملاحظة: من له إضافة أو كلمة في هذا الموضوع فلا يبخل علينا مما أفاء الله عليه من العلم وشكرا