*مسابقة القصة*قصص تناقلتها الأجيال - الليلة الأولى: قصة الأخوين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*مسابقة القصة*قصص تناقلتها الأجيال - الليلة الأولى: قصة الأخوين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-31, 10:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










Wink *مسابقة القصة*قصص تناقلتها الأجيال - الليلة الأولى: قصة الأخوين

قصص تناقلتها الأجيال - الليلة الأولى: قصة الأخوين





بسم الله الرحمن الرحيـــــم




"لم يكن عمري يتجاوز السنوات ال8 حين زرت اول مرة أتـذكرها بيت العمـ طاهر ؛ كان العم طاهر محبا للصغار


محبوبا لديهم فقد كان يجمعهـم ليلا ، يقص عليهـم قصصا قصها عليه ابوه او جده؛ ولم يتغير الحال وانا


هناك فقد كنت أستمع بشوق إلى تلك القصص التي يقصها علينا ؛ بل وأحيانا أنام الى جانب ابنته الكبرى من شدة خوفي فقصصه لم تكن دائما كالأميرة سندريلا ولم تكن أيضا كل النهايات سعيدة..."



أتذكر جيدا في ليلتي الأولى ،قصة ألأخوين والخالة الشريرة ، فقد بت الليل بطوله أكمل تلك القصة في منامي، فقد صدقت كل حرف قاله خصوصا أنه لا يجعل من قصصه مجالا للشك سوى قوله آخر القصة 'ولم يعرف أهي حقيقه أم خيال'.


"قال العم طاهــر: قيل قديما أن أخوين شقيقين ،فتى وفتاة ،كان يعيشان مع أمهما في كوخ في أحد حدود قرية بعيده ؛ ولم اقرب بيت لهم ؛ سوى بيت احدى خالاتهم ؛ ولم تكن العلاقة بين افراد العائلة بجيدة ابدا فقد كانت الخالة دائمة الغيرة من ام الأولاد رغم ان حالتها وحالة زوجها المادية كانت احسن ، فقد كان زوجها عاملا ، وكانت هي تتخد من خياطة الثياب عملا يلبي مصروفها


وحاجتها اللامتناهية الى المال..


وفي يوم من الأيام ، جمعت الخالة الولدين الى حضنها ، وأخدت تقص عليهما قصصا عن والدهما الذي لم يرياه ولم يسمعا عنه خبرا ، وتلوم في رحيله أمهما المسكينة ، حتى تجعل الولدين يكرهان امهما ، ولما عاد الولدان الى البيت تلك الليلة تشاجرا مع والدتهما لأنها لم تكن تفتح ابدا الموضوع عن والدهما ؛ وناما تلك الليلة عند خالتهما ؛ وكانت تلك اول ليلة ينفصل فيها الولدان عن أمهما ؛ وفي تلك الليلة ؛ قالت الخالة للولدين : مارأيكما أن تقتلا أمكما ، وتأتيا بعد ذلك للعيش معي ؛ فأخيط لكل واحد منكما شيئا ؛ لك ايتها الصغيرة المسكينة جٌبه وللولد برنوسا يقيه برد الشتاء ؛ ولأن الولدين كانا صغيرين فلم يتجاوزا ال8 سنوات لم يبديا اعتراضا لأنهما لم يفهما أصلا ماالذي قالته الخالة لهما ، وقال الولد : نحن صغار يا خالة فكيف نستطيع قتل امنا؟


فقالت : غدا صباحا أعطيكما سلة للخبز عندي مثل سلة الخبز عندكم وأضع فيها بعض الأفاعي وتعلقانها في مكانها المعتاد ثم


اذهبا لأمكما وأطلبا منها الخبز فتلدغها الأفاعي وتموت ..،وفعلا جرى ما خططت له تلك الخالة الشريرة ، وماتت الأم في ذلك الصباح المشؤوم ، وانتقل الصغيران الى بيت الخالة التي كانت أشد سعادة بموت الأم المسكينة ، لكنهما لم يتلقيا منها المعاملة التي كانت قبل موت الأم ، فقد اتخدت الأم من الصغيرة خادمة لديها وكانت تثقل كاهلها بالأعمال بل وتجلدها ان أخطأت شيئا او كسرت شيئا ؛ بل وامرت زوجها باتخاد الولد عبدا له فيساعده او يعمل عمله أصلا ،وهكذا مرت أيام الولدين عند الخالة الشريرة وكانا يبكيان كل ليلة نادمين على ما فعلاه ؛ خصوصا ان الخالة كانت لا تدع يوما إلا وتلومهما في قتل أمهما..


وذات يوم ، وقد تغير عمل الرجل الى قرية اخرى ، قرر الزوجان الرحيل دون اعلام الولدين ،فقد كانا يعتبرانهما عالة ، وافواها فقط للأكل كما كانا يرددان على مسامعهما دوما، وفي ذلك الصباح اسيقظ الولد باكرا كالعادة ، حتى يرافق الرجل في عمله ، ولكنه فوجىء بخالته توقفه ، وتخبره انها تحتاجه اليوم هو واخته في عمل آخر، ثم اعطت للفتاة جلدا اسود وللفتى دلوا مثقوبا ، وامرتهما ان يتجها الى النهر فتغسل هي الجلد حتى يصبح ابيض اللون ويملأ هو الدلو


أضاف العم طاهر 'وكيف للجلد الأسود ان يغسل فيصبح أبيضا ،وكيف للدلو المثقوب ان يملأ' ، وهكذا اتجه كل من الولدين الى حافة النهر معا ، واحتارا في أمرهما فكيف بهما ان يفعلا المستحيل..!!، فقالت الفتاة لأخيها : نبقى هنا حتى نهاية النهار، فإن غابت الشمس نعد ونخبرها اننا سنكمل المهم في الغد..ووافق الولد على رأي أخته ولما انتصف النهار واشتد القيظ ، إذ بعصفور يحط على شجرة قريبة وقد علم أن الزوجين قد رحلا ، وشرع يغني ؛((اغسل بالطين يا مسكين ، الأحباب رحلو وانت ستبقيى حزين )) ، فلما سمعه الولد اخبر اخته ، وعلما ما كان مخبئا من أجلهما ، وعادا ركضا الى المنزل ولكن الأوان كان قد فات على العودة


ولم تترك الخالة لهما من الزاد سوى قطعتي خبز ، لايكفيان قوت ليلة ، وهكذا قرر الصبيان أن يعملا بمفردهما ليعيشا ، لكنهما فوجئا بشجرة النخيل التي لم تكن تثمر أنها قد أعطت تمرا يكفيهما ، وأن البقرة الهرمة التي لم تكن تدر حليبا قد أصبحت تدر الحليب كل يوم وبكميات كبيرة ، وهكذا قرر الصبيان العيش من تمر النخلة وحليب البقرة ، وفعلا كان ذلك ، لكن فرحتهمام تكتمل فسرعان ما تناقلت القرية أخبار الولدين ووصل سمع الخالة أنهما كبرا ، وازدادا جمالا وذكاءا ، ولم تكن هي لتدع ذلك الأمر يحدث فأمرت زوجها ، باستطلاع الأمر ، وعاد هو بخبر النخلة والبقرة وفي اليوم التالي : أعطته الفأس وأمرته بالتوجه إلى النخلة وقطعها ، ومع أنه تردد في البداية الا انه حمل الفس واتجه الى النخلة وقطعها فعلا ، ولكن الأخوين فوجئا بالنخلة تبعث نفسها من جديد وبالتمر عاد واحسن من ما كان أيضا


فارتعب الرجل وعاد الى زوجته ، لكنها لم تستسلمـ ، وأجبرته ف اليوم التالي على العودة وقطع النخلة ولكن هته المرة بإزالة جذورها وكان ذلك ،فلما رأى الولدان ذلك وقد قطع الزاد عنهما ، قررا بيع البقرة والسير فيأرض الله الواسعة فقد يجدان بيتا يأويهما ، وهكذا سارا في أرض قاحلة لا عشب فيها ولا ماء ، الى اي مكان قد تحملهما قدماهما اليه ، فلما انتصف النهار واشتد القيظ وبدأ العطش يهلك والتعب يهدم نفسيهما ، مر بجانبهما راع يرعى غنمه ، وحذرهما من بئر بعد مسافة صغيرة أن البئر مسحورة ، وأن كل شخص يشرب منها يتحول الى غزال وتأسف لهما لأن ماءه أيضا كان قد نفذ وأكمل طريقه نحو بيته ، ولما وصل الولدان إلى جانب البئر وقد أهلكهما العطش ، لم يرد الولد تصديق كلام الرجل ، وأراد أن يشرب من البئر بأي ثمن ، وغافل أخته الصغيرة ، وشرب من البئر ، فصار غزالا وندم وابتعد تاركا اخته الصغيرة تواجه مصيرها منفردة ، وكملت الضغيرة الطريق بدموعها التي لم تنقطع طوال لطريق ووصلت إلى قلعة جميلة ، لأمير طيب ، فتح لها أبوابها ورعاها وأعجب بجمالها فتزوجها ، وقبلت هي شرط أن يبحث معها عن أخيها الضائع ، وذات يوم وقد خرج الأمير إلى الصيد ، رأى غزالا ذهبيا ، فلم يطق صيده لأنه شبّهه بزوجته ، وعاد به إلى القلعة ، ومن النظرة الأولى عرفت الفتاة أخاها وضمته بين ذراعيها ، فصار الأخ يبكي دموعا صادقة وفجأة عاد إلى شكله كإنسان ، وعاش في تلك القلعة مع أخته في حماية الأمير ، ولم يدر أحد مالذي جرى بالخالة وزوجها ، ويقال أن الزوج ،ندم على فعلته بالولدين فدفع الزوجة نحو بئر عميقة وجن بدوره......واصبحت القصة متداولة بعد ذلك جيلا بعد جيل حتى وصلت اليكمـ ، ولم يصدقها أحد بعد ذلك "


وهكذا ، كان معظمنا قد نام منتصف هته القصة ، أما البقية فقد ترجوه لقصة أخرى ، لكن حان وقت النوم ، وفي الغد الباكر ، على العم طاهر أن يستيقظ ، ليذهب إلى عمله المعتاد ، لكنه أخبرنا فقط باسم القصة القادمة ، قائلا:


"في الغد سأحكي لكم كيف مات الغول على يد مالك الشجاع ولكن ان سمعتم كلامي ونمتم الآن " وهته كانت آخر كلمة أتذكرها لأني نمت بعد ذلك فورا....
الليلة الثانية- مالك والغول



إستيقضنا ذاك الصباح ، نمزح بشأن تلك القصة ؛ فقد كان يقول إبن عمي مازحا لنا : إحذروا ان تسمع هته القصة خالتي ...وكانت أخته ترد: أجل ، ما أرحم الغول بنا ، مات وتركنا للخالة... ، وكنا ننفجر ضحكا، خصوصا أن خالتي كانت ونحن أولاد تضربنا بالعصي إذا ما كسرنا لهـا شيئا عزيزا، وما أكثر ما كسرناه... !!. ومع كلامنا هذا كان كل واحد منا يتسائل "كيف مات الغول على يد مالك؟؟ ومن هو مالك هذا أصلا؟؟..؛ وانتظرنا غياب الشمس بفارغ الصبر ، لدرجة أننا كنا نأخد قيلولة وكانت تلك اول مرة آخد فيها قيلولة لأنني لم أكن أبدا لأنام الظهر...


وغابت الشمس ؛ ونزل الليل بستاره الأسود يلف الجبال والأودية ؛ وجلسنا بعد العشاء ؛ حول العم طاهر؛ نسأله جوابا عن الأسئلة التي ما فارقتنا طوال ذلك اليومـ الجميل ؛ وبابتسامته المعتاده ، قال العمـ طاهر:


"يحكى أن رجلا إتخد من كوخ منفرد بيتا له، وكان ذو 4 زوجات ، مارزقه الله من واحدة منهن ولدا ، فذات يوم طرق باب بيته ، غول ضخم قبيح الشكل ، طالبا احد اولاده ليأكله ، فأخبره الرجل أن لا اولاد له ، وان له 04 زوجات ما رزقه الله من واحدة منهن ولدا ، فقال له الغول : " آتيك بأربع حبات من التفاح ، أعض منها واحده ، ونرميهن إلى حجر النساء ، فآخذ الولد الذي يأتيك من تلك المرأة ." وطبعا ، وافق الرجل مرغما ، حزين الحال ، وهكذا اتخذ الغول من جوار بيت الرجل كوخا وسكن به ..


وهكذا مرت السنون وحملت المرأة ؛ ومرت الأيام والأشهر؛ وأخفي الأمر عن الغول ؛ وكانت العائلة بكاملها فرحة بالمولود الذي سمّوه 'مالك ' خائفة عليه من كل مكروه ؛ وذات يوم من الأيام سمع الغول صراخ مالك ذي ال05 سنوت من المنزل واتجه يطالب بأكله الذي طال انتظاره له لكن الرجل أوقفه قائلا ؛ ان الطفل صغير ولن يشبع له قوت يومـ ، وانه صبر طويلا ولن يضره صبر ايام معدودة اخرى ؛ فأقتنع الغول بكلام الرجل وقرر انتظار الصبي حتى يكبر قليلا..
لم تمر دقيقة ولا ثانية منذ ولادة مالك لم يفكر فيها ابوه المسكين بالفرار، وقد كان لا يرفض لأبنه طلبا ؛ وعلمه مع كبره الفروسية والرماية وكل ما يلزمه ليصبح رجلا شجاعا ذا مسؤولية ويعتمد عليه ؛ لكن الغول لم ين يترك للرجل سبيلا فقد كان يتبعه تقريبا اينما ذهب ؛ وهكذا مرت به السنوات على تلك الحال..
وفي يوم من الأيام ؛ وقد صار مالك الطفل ؛ شابا فاق أقرانه بهاءا وذكاءا وقوة ؛ وقد ملّ الغول الإنتظار وقد اهلك منه الجوع ؛ التقى ابا مالك ؛ واخبره ان الغد هو اليوم الموعود وانه سيأخذ الطفل أشاء أم أبى ؛ وهناك قرر الرجل أن يرحل مع عائلته تلك الليلة قبل أن يأتي الغول ليطالب بأخذ مالك وفعلا جمع الرجل مع عائلته ما تيسر من الزاد ؛ وساروا في طريق وعرة في أرض قاحلة ؛ لمكان قصي لا يعلم به غير الله...كان هذا قرار الرجل لكن مالك لم يكن يخاف الغول ؛ وقد كان يترجى أباه ليواجهه لكنه لم يكن يظفر منه سوى بنظرات حادة ملئها الحزن والغضب ؛ ولما سارو مدة من الزمن ؛ تذكر الولد أنه نسي في البيت لوحة كانت قد اهدتها له أمه ولم يكن يفارقها مذ كان صغيرا ؛ وأخبر أباه انه عائد ولم ينتظر رده بل ركض بفرسه الأبيض ، فورا خوف أن يلحق به أبوه ؛ أو يمنعه أو يذهب عنه ؛ ولم يكن مالك ليرضى ابدا بذلك ؛ ورغم حيلة مالك إلا أن أباه كان يظن بأنه لم ينس تلك اللوحة لأنها كانت عزيزة عليه ؛ وإنما تركها ليعود ويواجه الغول ..


وسار مالك في طريق العودة على فرسه الابيض فلما وصل باب منزله ؛ وجد الغول قد استلقى على مقربة داخل البيت ونامـ لربما في انتظار عودة اهل البيت ؛ وكانت خلفه تماما اللوحة التي عاد مالك من أجلها ؛ وهكذا عاد بالفرس خطوة إلى الوراء وقفز فوق الغول وأخذ اللوحة ثم عاد ؛ لكن الغول فطن له ؛ فقال ل مالك : " أخبر سيدك ،من أين أبدأ أكلك ؟؟" فرد مالك بإشارة من رأسه وهو لازال ممتطيا صهوة الفرس ؛ أن إلحقني إن كنت تريد أكلي " وسار على فرسه غير مبال بالغول خلفه ، وسار أياما على طريق والده ولما أهلك من التعب ما اهلك ؛ قال لفرسه : إني يا فرسي قد نال مني التعب ، فإن رأيت الغول فأخبريني بالمسافة التي تفصل ؛ فإن إقترب و أراد أكلي فأخبريه أن في حافرك الخلفي شحمة تزعج مسيرك في البرية إن أكلني ؛ فإن قبل فاضربيه واتركيني أقم بالعمل الباقي ؛ وهكذا نام مالك وترك الفرس رابضة الى جنبه فلما إقترب الغول منهما قالت الفرس ل مالك : " سيدي يا سيدي إنه بمثل الفأر حجمه"(وكانت تشير إلى بعده أي أنها تراه مثل النقطة بعيدا عنهما) ، فلما انقضى وقت قالت : "سيدي يا سيدي إني أراه بمثل القط حجمه"، ثم قالت "سيدي يا سيدي إني أراه بمثل الكلب حجمه" ثم قالت " سيدي يا سيدي إني أراه بمثل الكبش حجمه " ثم قالت: سيدي يا سيدي إني أراه بمثلي حجمه (وهذا دلالة على أنه قد وصل)" ، فقال الغول : لمالك الذي كان يتظاهر بالنوم الى جانب الفرس ؛ "أخبر سيدك ، من أين أبدا أكلك؟؟" فقالت له الفرس : إني لي في قوائمي الخلفية شحمة تزعج مسيري إن سرت ، وتميل حافري إن ركضت ، فهلا إبتدأت بها ؟ وقبل الغول عرض الفرس فلما هم بأكلها ؛ رفسته بعيدا فاستيقظ مالك وقطع رأسه بسكينه ؛ وحملها معه في كيس ... وواصل مسيره يبحث عن عائلته التي أخفت الرياح أثرها ، وبعد مدة من الزمن وصل إلى واد عريض تقام على ضفتيه مسابقة لمن يتطيع بفرسه القفز من أحد الضفتين الى الأخرى ومع ان الكثير من الرجال حاولو إلا أنه لم يستطع أحد فعل ذلك ، ولما وصل الصبي الى الرجال طلب منهم تركه يحاول إلا ان مجموعة ن الرجال إستهزئوا به قائلين : "كيف بنا ونحن رجال لم نستطع ، تستطيع انت وانت صغير وفرسك اصغر" فرد قائلا: " وهل من قانون يمنع؟" فصمت الجميع ، فقال المنظم: 'لا أيها الفتى لا يوجد مثل هذا القانون لك الحق في المشاركة كأي واحد منهم "وهكذا رأى مالك أن فرسه مثل باقي الجياد خائفة ، وعلم أنها إذا قفزت على تلك الحال فهي ستسقط في الواد كأي من الجياد ؛ فعاد بفرسه خطوات إلى الوراء ، وحمل شوكة ووخز الفرس بها فانطلقت تعدو وقفز بها فوق المياه الجارية واستقر على الضفة الأخرى ، فذهل الحاضرون ، وأستلمـ الفتى الجائزة التي كانت سمهــا ذهبيا؛ واستمر في طريقه باحثا عن أمه وفي الطريق سمع نساءا يتكلمن عن إمرأة تسمى ام البقول ؛ تعيش في آخر بيت من تلك القرية ؛ لفقرها تأمرها النساء بالعمل لهن مقابل أجر لا يكفي ثمن خبزة ؛ فلما سمع الفتى بذلك أدرك فورا أنها أمه ؛ ورغم ان كل اصحاب المال في القرية نادوه للبقاء في قصورهم الا ان الولد تجاهل كلامهم واتجه فورا الى ذلك الكوخ الحقير آخر القرية ؛ فلما وصل ؛ طرق الباب ؛ وجلس منتظرا ، وفتحت الباب 'امه' فضمها بشدة رغم انها لم تتعرف عليه ، واستغربت اشد استغراب ، وسألته من يكون ، وتجاهل سؤالها ليسألها هو كيف وصل بها الحال إلى هنا ؛ فحكت له القصة كاملة منذ ان جاء الغول عند ابيه ، فقاطعها قائلا: هل أجد عندك خرقة اضمد بها جرحا في كتفي الأيمن ؛ فلما أزاحت القميص عن كتفيه بانت وحمة منذ ولادته فتعرفت امه عليه وضمته طويلا ؛ وأصلح الولد كوخ امه وأمّن لهما ثمن السيف وعمل الولد في القرية العيش الرغيد .... واحتفظ الولد برأس الغول لديه ولم يره أحدا بعد ذلك ؛ وهكذا صار الكل يظن أن الغول مجرد قصة ؛ ولم يدر احد ايّ حقيقة وأيّ خيال؟.


ونمنا بعد آخر كلمة ،


الليلة الثالثــة-الفرس الضائعة
وأما القصة التي لازال خوف ليلتها في قلبي حد اللحظة ؛ فكانت عن فرس ضائعة ، قال العمـ طـــاهــر:"إحذروا الطمع يا أولادي فإنه يأكل في النفس كما يأكل السوس أوراق الشجر؛ قلنا : أوليس الطمع في الأحسن يا عماه هو ما يجعلنا نعمل لنكون أحسن ؛ فقال: لا يا أولادي ، ذلك يسمى الطموح أما الطمع فأحكي لكم عنه قصـهـ:
"كان في مضى لرجل من أهل قرية منفردة بين الجبال ؛فرس بيضاء ،جميلــة ؛ تغر عي الناظر اليهـا وكان متعلقا بها بشدة فلا يخرج من البيت الا وهي اياه ولا يدخل البيت الا بعد ان يطمئن عليها ؛ وفي يوم من أيام الشتاء الباردة ؛ على جانب الطريق وهو يمشي ويمسك بلثامها خلفه ؛ ترك اللثام ومن شدة البرد لم يحس باللثام ؛ فغابت عنه الفرس دون ان يدري ، ولم يتفطن لغيابها إلا بعد ان غابت عن ناظريه تماما ولم يرها بعد ذلك اليومـ ...
وبعد الحادثة كان يخرج كل يوم للبحث عنها صباحا فلا يعود لبيته إلا مساءا؛ وكانت زوجته تتضايق من الوضع خصوصا ان قوت اليوم ماعاد يكفيها ووحيدها ؛ وفي يوم من أيام الربيع كان مارا عبر نفس الطريق ؛ وكانت بين الأشجار ؛ الغولة تأكل ما تبقى من جواد ميت ، فلما رأته خافت أن يكون مع بضع رجال ؛ فترائت له على شكل فرس بيضاء ؛ فلما رآها الرجل طمع بها ولم يسأل عن مالكها ولم يمعن اليها النظر حتى وأخدها فورا إلى بيته..خائفا ان يراه احد فيقول انها فرسه..
ولما وصل الى بيته ؛ رأتها الزوجة ؛ فقالت لزوجها : 'إن الفرس ضائعة وكما بحثت أنت عن فرسك ، هناك من يبحث الآن عن فرسه فأخرج بها وأعدها حيث كانت أو اجمع اهل القرية واسئلهم عن مالكها ؛' فرد قائلا:'لا دخل ل كانت بها اهتمي بعملك' ولأن الرجل خاف ان يضعها في الاصطبل فتهرب او يراها أحدهم فقد ادخلها بيته ؛ وأمر زوجته باطعامها ؛ ولما أتت مساءا لتطعمها سمعت صوتا خافتا يقول : "الليلة سيكون طعامي أنت وزوجك وابنك " ويتكرر كل مرة ، فانتبهت أن الصوت من الفرس لكنها تظاهرت بعدم ذلك ؛ وخرجت مسرعة إلى زوجها وأخبرته ؛ وقالت له أن يسرع ليتخلص منها ؛ لكن الزوج لم يصدقها فقد أعماه الطمع بأخد الفرس وظن ان امرته تضايقت من الفرس في البيت ؛ فكذبت ليخرجها ..
فلما رأت الزوجة أن زوجها لم يعد يستمع لكلامها ؛ أخدت الولد وفرت إلى بيت أهلها ؛ وهكذا بات الرجل الليلة بمفرده ..
فلما نام جائته الغولة ؛ وقالت : "لما رأيتني فرسا طمعت بأخدي وثمني ؛ وأعماك الطمع حتى لم تعد تصدق كلام زوجتك وابنك ؛ وهذا أجرك"
وأكلته الغولة
وفي الصباح ارادت العودة الخروج والعودة إلى بيتها ؛ فان كان زوجها بخير تعد الى بيتها وتترك ذلك من خيالها ؛ فلما اقتربت وابنها من المنزل رأت الغولة على سطح البيت قد صارت امرأة تمشط شعرها ؛ فعادت الى بيت أهلها...."
وكانت هته نهاية الطمـــّاع "
تلك الليلة لم نستطع النوم فجمعنا العمـ طاهر حوله ؛ ونمنا معه وهو يضحك منا ؛ وقد قال لنا تلك الليلة أنه لن يقص علينا ثانية قصصا مخيفة وقد عاتبته زوجة العم قائلة أننا أصغر من أن يقص علينا قصصا مرعبة كهذه ؛ لكننا كنا نحبها جدا...
في الغد عدت إلى البيت ؛ ولم أرد ذلك لكون بيتنا ؛ نائيا قليلا ذاك الوقت عن المنازل الأخرى ولم أكن أجد من ألاعبه ؛ او أحكي له ايامي ؛ ولم أنس لليومـ قصص العم طـــــاهـر..
النهاية












 


آخر تعديل لوز رشيد 2010-04-11 في 19:22.
رد مع اقتباس
قديم 2010-04-15, 16:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

والشكر لكل من أتمم قراءة القصــــة

وأهدي تحياتي لعمي طاهـــــر فهمو من جعلني
أشارك فأخدت اسمه لأضعه في العنوان


أحبك عمي طــــاهـــــر










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-15, 16:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
dali3030
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية dali3030
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مليح بيان الله يبارك همك طاهر هاذا فور يصلح نديروه تيلي نسهرو بيه










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-15, 17:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
ايه انت قريب روح لعندو يحكيلك فالمنامههههههههههههههه










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-02, 15:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
redouane1992
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية redouane1992
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك عل الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-03, 07:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله ؛ أخــــ،ــي ؛ دمت بود..










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-03, 17:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
وليـــــد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية وليـــــد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ..............










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-06, 08:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيــــك بارك الله...










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-06, 20:57   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
حقا رائعة
اتمنى لك المزيد من النجاح والتوفيق










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 10:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله
شكرا على الاطلالة الرائعة










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-13, 19:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
zizou.zizou67
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية zizou.zizou67
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااا قصة رائعة










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-13, 15:23   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
samo30
عضو متألق
 
الصورة الرمزية samo30
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-03, 13:46   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










17

شكــــــــ،ـرا لمروركـــ،ـمـُ العزيـــ،ـ،ـــزْ

(((كــ،ـآنتْ هـــتـ،ـهـِ القصصــْ تجــ،ـآربــ،ـا
يائســهـْ لأحســ،ـ،نَ مستوآيْ ومــ،ـاأظننــ،ـي نجحــ،ـتْ









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-03, 22:22   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
طاعة زوجي ..
عضو متألق
 
الصورة الرمزية طاعة زوجي ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا عزيزتي على هاته القصة الرائعة ،لقد وفّقت إلى حد بعيد في سرد القصة ،هذا رأيي المتواضع
دمت بخير عزيزتي وصح رمضانكم وكل عام وانت بخير










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-04, 09:16   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
عضو محترف
 
الصورة الرمزية وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

شكــ،ـرآا لــ،ـكِ يآ أمـّـَ محمـّدْ
رأيــُكِ زادنــ،ـيْ إعجــ،ـآبــآا بنفــ،ـسـ،ـي ،،










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
*مسابقة, القصة*


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc