من رسائل التحرير و التنوير 1 :
" تعلّم كيفَ تستَمتِعُ بأوقاتِكَ و أعمالِك . . لا تقلَقْ ؛ العُمرُ سوفَ ينقَضِي في حينِه . . ! "
إي و اللهِ يُعجِبُنِي أن أرى الشخصَ " مُستَمتِعًا " بلَحظَاتِه و أيّامِهْ . . " متذوّقًا " لأمانِيهِ و أحلامِهْ . . مُركّزًا و مُحترِمًا مُتقِنًا لقواعِدِ كلّ شيءٍ يفعلُه . . و لو كانَ " قراءة جريدَة " أو " السيرَ على شاطئِ البحرِ " . . أو " ارتِشَافَ " فتجانِ قهوة . . !
ما شاءَ الله . . هؤلاءُ همُ المُستمتِعُونَ بالحياةِ حقًّا . . !
كُل عملٍ في مكانِهِ و أوانِهِ . . لا وجودَ للغُولِ في أذهانِهِم أبدًا . . !
إذا كانُوا في صلاةٍ فهُم في إقبالٍ و مُناجاة . . !
و إذا كانوا في دُعاءٍ فهم في انكسَارٍ و إخباتْ . . !
و إذا كانُوا في طعامٍ فللطّعامِ و جلساتِهِ أصولٌ وأبجدِيّاتْ . . . !
و إذا كانُوا في قراءةِ جريدَةٍ أو مطالعةِ كتابٍ فهُم في تركيزٍ و ثبات . . !
و إذا كانُوا في سياحَةٍ أو رِحلةٍ فللرّحلَةِ أذواقٌ و مُستلزَماتْ . . !
و إذا كانُوا في مُهِمّةٍ أو عملٍ فهم في إتقانٍ و عطاء . . !
و إذا لعِبُوا مع أولادِهِم رأيتَ فيهم الأطفالَ الأبريَاءْ . . !
و إذا تاقَت نفوسُهُم للوِصالِ مع أهلِهِم كانت لهم فنونٌ و أسرار . . !
بل يُتقِنُونَ حتّى ارتشافَ فنجانِ القهوَةِ . . . و الجلوسَ بهدوءٍ و تركيزٍ في الحدائقِ الزّاهِية . . . !
لا يختلطُ عليهم عملٌ بعمَلْ . . ولا يقطَعُ عليهم الاستمتاعَ ولا يُزعِجُهُم عن إتمامِ ما هم فيه إحساسٌ يئِن ولا هاتفٌ يرِن . . !
أخي الحبيب . . . !
ما أجملَ أن تعيشَ مطمئنًّا مُستمتِعًا باللحظَةَ التي أنتَ فيها . . و عقلُكَ خالٍ من التشويشِ و همّ الأعمالِ القادِمَة . . ! إنّ روحَكَ المسكينَةَ تلهثُ منَ التّعَب . . و الإرهَاق . . تُريدُ أن تجلِسَ .. معكَ . . وحدَكَ . . في الشُّرفَةِ ( البالكون ) . .أو على شاطئ البحر . . تستمتِعان معًا . . بنسْمَةِ الصيف . . و نسيمِ الفجر . . . بالشّروق . . بالهدوء . . و أنتما ترتشِفانِ معًا القهوةَ الارتِشَافَ الحقَّ الذي هو الارتِشَاف . . !
. . العُمرُ سوفَ ينقَضِي في حينِه . . فقط : كُن معَ الله . . . ثمّ تعلّم كيفَ تستَمتِعُ بأوقاتِكَ و أعمالِك . . !
في أمان الله . .