اهل الجنه و اهل النار - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم أشراط الساعة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اهل الجنه و اهل النار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-27, 15:25   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


رابعا :

ليس ثمة حسد في الجنة ولا بغضاء ، وفي ذلك قال تعالى ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) الحجر/ 47 .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ ، مِنَ الْحُسْنِ ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) .

رواه البخاري ( 3073 ) ومسلم ( 2834 ) .

بل تأمل هذا الحديث :

عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً ، فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ) .

رواه مسلم (274) .

فهذا حال آخر أهل النار خروجا من النار ، وآخر أهل الجنة خروجا من الجنة ، يرى أن نال شيئا لم ينله أحد من الأولين والآخرين ، وهو لم يدخل الجنة بعد ؛ فكيف إذا دخلها ؟!

قال ابن عطية الأندلسي – رحمه الله - :

وكلُّ مَن فيها قد رُزق الرضا بحاله ، وذهب عنه أن يعتقد أنه مفضول ، وإن كنَّا نحن قد علمنا من الشريعة أن أهل الجنة تختلف مراتبهم ، على قدر أعمالهم ، وعلى قدر فضل الله على من شاء .

" المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " ( 2 / 91 ) .

وينظر: كتاب "الجنة والنار" للشيخ عمر سليمان الأشقر، حفظه الله (154-163) .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-27, 15:25   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


خامساً:

من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين أنه لا يحرم عبدا من درجته في الجنة فينزله منها إلى درجة دونها ، لكن يمن على من يشاء من عباده ، فيرفع درجته فيها ، ومن أسباب هذه الرفعة :

1. شفاعة الشافعين .

وفي ذلك حديثان :

أ. عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ ) - وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ - ثُمَّ قَالَ : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ ) .

رواه البخاري ( 4067 ) ومسلم ( 2498 ) .

وأبو عامر هو الأشعري ، وهو عم أبي موسى ، رضي الله عنهما .

ب. عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ) فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ : ( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ) ثُمَّ قَالَ ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ) .

رواه مسلم ( 920 ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

والنوع الثاني : شفاعته صلى الله عليه وسلم لقوم من المؤمنين في زيادة الثواب ، ورفعة الدرجات .

" حاشية ابن القيم على مختصر سنن أبي داود " ( 13 / 56 ) .

واستدل – رحمه الله – على كلامه بالحديثين السابقين .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في بيان أنواع الشفاعة - :

" النوع الثالث : الشفاعة في رفع درجات المؤمنين ، وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أبي سلمة ..." .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 326 ) .

2. دعاء واستغفار الولد لوالده .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) .

رواه ابن ماجه ( 3660 ) ، وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1598 ) .

3. إلحاق الآباء بدرجة الأبناء والعكس .

قال تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور/ 21 .

وعن ابن عباس قال : " إن الله يرفع ذرية المؤمن إلى درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه " ، وهو أثر صحيح ، له حكم الرفع ، وانظر " السلسلة الصحيحة " ( 2490 ) .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :

قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21 ، الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان ، والذرية التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار ، فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي : جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .

وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون بأنفسهم في درجاتهم في الجنة ، لا يلحقون بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم ، أما الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون إلى آبائهم ، هذه الترقية لا تستلزم النقص من ثواب ودرجات الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ( ألتناهم ) يعني : نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم ، ولا يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم درجات الذرية ، بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) .

" تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد " ( ص 187 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-27, 15:26   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


سادساً:

وردت بعض الأحاديث التي تدل على أن أهل الدرجات العليا ، إذا أرادوا أن يزوروا من هم دونهم : فإنهم يهبطون إليهم ، ولا يصعد أهل الدرجات الدنيا إلى أعلى ، لكنها لا تصح ؛ فمن ذلك :

1. عن أبي سلام الأسود قال : سمعتُ أبا أمامة قال : سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : ( نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ، ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم ) .

رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 10 / 3371 ) .

وفيه ضعف ، فيه سعيد بن يوسف .

قال يحيى بن معين : ضعيف الحديث ، ليس بالقوي .

" الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي ( 1 / 327 ) .

2. عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتزاور أهل الجنة على نوق عليها الحشايا ، فيزور أهل عليين من أسفل منهم ، ولا يزور من أسفل منهم أهل عليين إلا المتحابين في الله فإنهم يتزاورون من الجنة حيث شاؤوا ) .

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 240 ) .

وفيه : بِشر بن نُمير ، متروك ، وقد اتهم بالوضع .

قال الهيثمى – رحمه الله - :

فيه بشر بن نمير وهو متروك .

" مجمع الزوائد " ( 10 / 496 ) .

"الحشايا" : هى الفرش المحشوة .

3. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في " صفة الجنة " برقم ( 421 ) من طريق جعفر بن الزبير ، وبشر بن نمير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعا بنحوه .

وجعفر بن الزبير : متروك ، وقد اتهم بالوضع .

وبشر بن نمير : متروك ، كما سبق .

4. ( إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكئ هذا ويتكئ هذا فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبه : نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا ) .

وهو حديث ضعيف ، انظر " السلسلة الضعيفة " ( 5029 ) .

وأعلى ما تم الوقوف عليه من كلام أهل العلم في المسألة هو ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في " صفة الجنة " ( 422 ) عن حميد بن هلال قال : بلغنا أن أهل الجنة يزور الأعلى الأسفل ، ولا يزور الأسفل الأعلى .

وحميد من التابعين ، وإسناده إليه صحيح ، فالله أعلم بحقيقة الحال .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:16   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال:

قرأتُ أنه من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يرفع درجة الأبناء في الجنة إلى درجة آبائهم الأعلى منهم

وعلى هذا الأمر فإن أبناء الصحابة سترفع درجتهم لدرجة آبائهم

والأحفاد لدرجة الآباء

وهكذا كل جيل يرفع الجيل التالي حتى يصل الأمر لجيلنا فنرتفع لدرجة الصحابة إذا كنا أحفادهم

مما قد يسبب التهاون بالعمل ونعتمد على هذا الكرم الإلهي

فما رأيكم ؟


الجواب:

الحمد لله

هذا الإشكال الوارد في السؤال يرد عند الحديث على

قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور/21

وقد اختلف أهل التفسير في لفظ " الذرية " هل يراد به : الصغار ، أو الكبار

فأما من قال إن المراد به الصغار ، فلا إشكال عنده في معنى الآية ، وإنما يرد الإشكال في حال كون معنى " الذرية " : الكبار

والراجح في تفسيرها أنهم الصغار ، وعليه : فلا يرد ما استشكله الأخ السائل ، فالرفع للذرية الصغار ، وإلا للزم كون جميع أهل الجنة في درجة واحدة .

1. قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :

" وقد اختلف المفسرون في " الذرية " في هذه الآية ، هل المراد بها : الصغار ، أو الكبار ، أو النوعان ، على ثلاثة أقوال . ....

ثم قال :

واختصاص " الذرية " ههنا بالصغار : أظهر ؛ لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات ، ولا يلزم مثل هذا في الصغار ؛ فإن أطفال كل رجل وذريته معه في درجته ، والله أعلم " انتهى .

"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" (ص 279-281) باختصار .

2. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" إذا كان الأولاد سعداء ، والأب من السعداء : فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )

يعني : أن الإنسان إذا كان له ذرية ، وكانوا من أهل الجنة : فإنهم يَتبعون آباءهم ، وإن نزلت درجتُهم عن الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) أي : ما نقصنا الآباء ( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) بل الآباء بقي ثوابهم موفَّراً ، ورُفعت الذرية إلى مكان آبائها ، هذا ما لم يَخرج الأبناء عن الذرية بحيث ينفردون بأزواجهم ، وأهليهم ، فيكون هؤلاء لهم فضلهم الخاص ، ولا يلحقون بآبائهم ؛ لأننا لو قلنا : كل واحد يلحق بأبيه ولو كان له أزواج ، أو كان منفرداً بنفسه : لكان أهل الجنة كلهم في مرتبة واحدة ؛ لأن كل واحد من ذرية من فوقه ، لكن المراد بالذرية : الذين كانوا معه ، ولم ينفردوا بأنفسهم ، وأزواجهم ، وأولادهم ، فهؤلاء يرفعون إلى منزلة آبائهم ، ولا يُنقص الآباء من عملهم من شيء " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" ( شريط 324 ، وجه : أ ) .

3. وقال رحمه الله - أيضاً - :

" ثم قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21

الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان ، والذرية التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار ، فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي : جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .

وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون بأنفسهم في درجاتهم في الجنة ، لا يلحقون بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم

أما الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون إلى آبائهم ، هذه الترقية لا تستلزم النقص من ثواب ودرجات الآباء

ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ( ألتناهم ) يعني : نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم ، ولا يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم درجات الذرية ، بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) " انتهى .

"تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد" (ص 187) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:17   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


ما مصير أطفال المؤمنين

وأطفال المشركين الذين ماتوا صغاراً ؟


الجواب:

الحمد لله


"مصير أطفال المؤمنين الجنة : أنهم تبع لآبائهم

قال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الطور/21 .

وأما أطفال غير المؤمنين يعني الطفل الذي نشأ من أبوين غير مسلمين فأصح الأقوال فيهم أن نقول :

الله أعلم بما كانوا عاملين

فهم في أحكام الدنيا بمنزلة آبائهم

أما في أحكام الآخرة فإن الله تعالى أعلم بما كانوا عاملين

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

والله أعلم بمصيرهم

هذا ما نقوله ، وهو في الحقيقة أمر لا يعنينا كثيراً إنما الذي يعنينا هو حكمهم في الدنيا

وأحكامهم في الدنيا - أعني أولاد المشركين - أحكامهم في الدنيا أنهم كالمشركين لا يغسلون

ولا يكفنون

ولا يصلى عليهم

ولا يدفنون في مقابر المسلمين.

والله أعلم" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (2/35) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:19   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

كانت زوجتي حاملا بتوأمين

ويوم المخاض أحست بماء يسيل فتوجهت إلى الطبيبة

فأخبرتها أن أحد الجنينين قد مات قبل قليل

لأنه شرب من الماء الذي يسبح فيه في الرحم

فتوجهت إلى المستشفى وأجريت لها عملية قيصرية لإنقاذ الجنين الثاني الذي ولد حيا والحمد لله .

أريد أن أسأل عن الجنين الميت كيف يبعث يوم القيامة ؟

هل يبعث مثلنا شابا أم كيف ؟


الجواب :

الحمد لله

اتفق أهل العلم على أن مصير أطفال المسلمين - إذا ماتوا بعد نفخ الروح وقبل البلوغ – هو الجنة ، كرامةً من الله تعالى لهم ولآبائهم ، ورحمةً منه سبحانه الذي وسعت رحمته كل شيء.

ثم بالتأمل في النصوص المخبرة عن حال أطفال المسلمين في البرزخ ، وعند البعث والحساب يوم القيامة ، ثم عند دخول الجنة ، يمكننا تقسيم رحلتهم تلك إلى المراحل الآتية :

1- أما حالهم في البرزخ فالثابت أنهم بمجرد موتهم يُنقلون إلى الجنة ، وأن أرواحهم تتنعم فيها في رعاية أبينا إبراهيم عليه السلام :

ورد ذلك في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه ، قال :

( كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يُكثِرُ أن يَقُولَ لِأَصحَابِهِ : هَل رَأَى أَحَدٌ مِنكُم مِن رُؤيَا ؟ قالَ : فَيَقُصُّ عَلَيه مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ .

وَإِنَّه قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : إِنَّه أَتَانِي الليلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهما ابتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُما قَالَا لِي انطَلِق ، وَإِنِّي انطَلَقتُ مَعَهُمَا . . .( فذكر أشياء رآها ثم قال ) فانطَلَقنَا ، فَأتَينَا عَلَى رَوضَةٍ مُعتَمَّةٍ ، فِيهَا مِن كُلِّ لَونِ الرَّبِيعِ ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَي الرَّوضَةِ رَجُلٌ طَويلٌ لَا أَكادُ أَرَى رَأسَهُ طُولًا فِي السَّماءِ ، وإِذَا حَولَ الرَّجُلِ مِن أَكثَرِ وِلدَانٍ رَأيتُهم قَطُّ ، . . . ( ثم كان مما عبره له الملكان ) :

وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الذي فِي الرَّوضَةِ فَإِنَّه إبراهيمُ ، وَأَمَّا الوِلدَانُ الذِينَ حَولَه فَكُلُّ مَولُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَقَالَ بَعضُ المُسلِمِين : يَا رَسُولَ اللهِ ! وَأَوْلَادُ المُشْرِكِين ؟ فَقَالَ : وَأَوْلَادُ المُشرِكِين ) رواه البخاري (7047)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :

" أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت ، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش " انتهى.

رواه ابن أبي حاتم بسنده ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (7/148)









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:19   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


2- فإذا قامت القيامة ، وبُعث الخلق من قبورهم ، بعث الأطفال أيضا على حال طفولتهم وصغرهم الذي ماتوا عليه ، فيشفعون لآبائهم ، ويدخلونهم الجنة برحمة الله لهم :

عن أبي حسان قال : قلتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : إنَّه قَدْ مَاتَ لِي ابنانِ ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ بِحَدِيْثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا ؟

قالَ : نَعَمْ ، صِغَارُهُم دَعَامِيْصُ الجَنَّةِ ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُم أَبَاهُ - أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ، - أَوْ قَالَ بِيَدِهِ - كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنَفَةِ ثَوْبِكَ هذا ، فَلَا يَتَنَاهَى حتى يُدخِلَه اللهُ وَأَبَاهُ الجَنَّةَ .

رواه مسلم (2635)

يقول ابن الأثير : " الدعاميص : جمع دعموص ، وهي دويبة تكون في مستنقع الماء . والدعموص أيضا : الدخال في الأمور : أي أنهم سيَّاحون في الجنة ، دخَّالون في منازلها ، لا يمنعون من موضع ، كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحُرَم ، ولا يُحجب منهم أحد " انتهى.

"النهاية" (2/279)

ففي هذا الحديث دليل ظاهر على أن الأطفال يبقون على حال طفولتهم عند البعث والجزاء والحساب ، بل حتى السقط الذي نفخ فيه الروح يبقى على هيئته يوم سقط من رحم أمه .

3- فإذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأخذوا منازلهم فيها ، فذهب بعض أهل العلم إلى أنهم يدخلونها جميعا – كبارهم وصغارهم – وهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة ، لا يهرمون ولا يشيخون ، ويتنعمون في شبابهم أبد الآبدين ، فيزيد الله في عمر الصغير ، وينقص من عمر الشيخ الكبير ، حتى يصير الجميع في سن واحد ، سن ريعان الشباب : سن الثالثة والثلاثين .

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً )

رواه الترمذي (2545) وقال حسن غريب . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (2/315) من حديث أبي هريرة، وحسنه المحققون. والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/402)، وصححه أبو حاتم في "العلل" (3/272)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/1224)

بل جاء ذلك صريحا في رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – وفي إسنادها كلام - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ يُرَدُّونَ بَنِي ثَلاَثِينَ فِي الجَنَّةِ لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ ) رواه الترمذي (2562) وضعفه بقوله : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين – وهو ابن سعد -. قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال النسائي: متروك.

وذهب آخرون من أهل العلم ، من الصحابة والتابعين ، إلى أن من مات من أطفال المسلمين قبل بلوغ سن الحلم ، يكونون خدم أهل الجنة ، يطوفون عليهم بالشراب والطعام والنعيم ، وأولئك هم المذكورون في قوله تعالى : ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) الواقعة/17-18

وقوله سبحانه : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) الطور/24

وقوله عز وجل : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان/19

نقل ذلك العلامة ابن القيم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعن الحسن البصري رحمه الله ، ولكنه اختار رحمه الله ترجيح القول بأن هؤلاء الولدان الذي يخدمون أهل الجنة هم غلمان مخلوقون من الجنة كالحور العين ، وأنهم غير من مات من أطفال المسلمين من أهل الدنيا ، وقال : " وأما ولدان أهل الدنيا فيكونون يوم القيامة أبناء ثلاث وثلاثين " انتهى.

انظر: "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" (ص/309-311) .

ولعل القول الثاني هو أظهر القولين في المسألة ، لحديث أبي هريرة المذكور أولا ، وفيه : (صِغَارُهُم دَعَامِيْصُ الجَنَّةِ ) ، وهو أصح وأظهر مما احتج به القائلون بالقول الأول .

قال المناوي رحمه الله :

" يعني هم سياحون في الجنة ، دخالون في منازلها ، لا يمنعون كما لا يمنع صبيان الدنيا الدخول على الحرم .
وقيل : الدعموص اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج ، ولا يتوقف على إذن ولا يبالي أين يذهب من ديارهم ؛ شبه طفل الجنة به لكثرة ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمنع من أي مكان منها " انتهى .

فيض القدير (4/194)

ونحوه في مرقاة المفاتيح ، للملا علي القاري (6/14) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:21   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

قرأت موضوعا نشر في المنتدى النسائي الذي أرتاده

وهو موضوع عن " أحوال النساء في الجنة " لأحد المشايخ

وبحثت في بعض الأحاديث الواردة في المقال فلم أعثر عليها

وحديث : قيل يا رسول الله ! هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟

فقال : إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء .

الراوي : أبو هريرة - خلاصة الدرجة : تفرد بن الجعفي - المحدث: الخطيب البغدادي - المصدر: تاريخ بغداد - الصفحة أو الرقم: 1/388

فما معنى تفرد به ؟

وهل المقال المكتوب صحيح كل ما جاء فيه ؟


الجواب :

الحمد لله


ورد في عدد النساء اللاتي يفضي إليهن الرجل من أهل الجنة ، حديثان :

الحديث الأول :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِيَ إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي بِالْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ) رواه هناد بن السري في "الزهد" (1/87)

وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم/261) ، وأبو يعلى في "المسند" (2/520) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (1/266)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (رقم/398) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (رقم/355) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة ، عن هشام بن حسان ، عن زيد بن الحواري وهو زيد العمي ، عن ابن عباس به.

وهذا إسناد ضعيف ، بسبب زيد بن الحواري العمي :

قال أبو زرعة : ليس بقوي ، واهي الحديث ، ضعيف . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ولا يحتج به .

وقال أبو داود : حدث عنه شعبة وليس بذاك. وقال الدارقطني : ضعيف .

وقال ابن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندى لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار .

انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (3/408)

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (1/261) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/219) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (رقم/397) والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/371) أيضا، جميعهم من طريق حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة به .

قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زائدة ، تفرد به حسين بن علي " انتهى .

"المعجم الأوسط" (5/263) وقال أبو نعيم أيضا : "تفرد به حسين عن زائدة" انتهى .

ومعنى هذه العبارة أن حسين بن علي الجعفي هو الوحيد الذي روى الحديث عن زائدة بن قدامة بهذا السياق ، يعني عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة .

وهذا إسناد ظاهره الصحة ، لأن رواته ثقات ، سمع بعضهم من بعض :

ولذلك صحح الحديث أبو عبد الله المقدسي وقال: هذا الحديث عندي على شرط الصحيح " انتهى. نقلا عن تفسير ابن كثير (7/533)، وابن القيم في "حادي الأرواح" (210)، والسيوطي في "البدور السافرة" (451) ، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (367).

ويؤيد ذلك أيضا أن راوي هذه الطريق : حسين الجعفي ، قد روجع في روايته له من طريق أبي هريرة وأصر على تأكيد سماعه لها هكذا من زائدة ، وهما ثقتان من رواة الكتب الستة ، فلعل هشام بن حسان سمعه من هذين الوجهين ، فرواه بهما أيضا .

قال ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم/261) :

" حدثنا هارون ، قال : ثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

قال أبو موسى – هو هارون بن عبد الله أبو موسى البزاز الحافظ المعروف بالحمال ، شيخ ابن أبي الدنيا - : فقلت للحسين : إن أبا أسامة ثنا عن هشام ، عن زيد بن الحواري ، عن ابن عباس قال : هكذا ثنا زائدة ولم يرجع " انتهى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:22   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


لكن ذهب الإمام الدارقطني إلى إعلال هذا الإسناد ، بأنه خطأ على هشام بن حسان ، فالطريق المعروف لهذا الحديث عن هشام هو السابق في حديث ابن عباس ، يعني عن هشام عن زيد الحواري عن ابن عباس به ، أما طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة فهي خطأ من قبل بعض الرواة عن هشام أو من دونهم.

سئل الإمام الدارقطني رحمه الله عن هذين الحديثين فقال :

" يرويه هشام بن حسان ، واختلف عنه :

فرواه حسين ، عن زائدة ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة .

وخالفه ابن أسامة ، فرواه عن هشام ، عن ابن سيرين ، أنه قال ذلك عن ابن عباس .

وهو أشبه بالصواب " انتهى.

"العلل الواردة في الأحاديث النبوية" (10/30) .

وقد سبق الإمام الدارقطني إلى إعلال هذه الرواية : الإمامان أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان :

قال ابن أبي حاتم رحمه الله :

" وَسَأَلْتُ أَبِي ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الْجَعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ نُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ.
فَقَالا : هَذَا خَطَأٌ ، إِنَّمَا هُوَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

قُلْتُ لأَبِي : الْوَهْمُ مِمَّنْ هُوَ قَالَ : مِنْ حُسَيْنٍ " انتهى . علل الحديث لابن أبي حاتم (2/213) .
واجتماع هؤلاء الأئمة الثلاثة : وهم من نقاد الحديث ، وأهل البصر بالعلل ، على إعلال الرواية المرفوعة للحديث من طريق أبي هريرة ، يجعل من الصعوبة الجزم بصحته ، أو حتى ترجيح ذلك .

على أنه ، إذا فرضنا صحة الحديث ، فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( إلى مائة عذراء ) لا يلزم منه أن يكون في كل يوم مائة عذراء أخرى غير ما كان له في اليوم السابق ، فالحديث يحتمل أن يكون المراد به بيان قدرة الرجل على الجماع ، وليس خصوص العدد ، ولا تعدد الزوجات إلى هذا الحد ، خاصة وأنه قد ورد أن الشهيد يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، وهذا أقصى ما صح في عدد الزوجات .

ثم إنه قد ورد في بعض الآثار – وإن كان فيها شيء من الضعف - أن الزوجة في الجنة ترجع عذراء بعد الجماع ، كلما رجع إليها زوجها وجدها كما كانت .

فهذا كله يمنع الجزم بأن للرجل في الجنة مائة زوجة ، أو أنه يجامع في كل يوم مائة زوجة جديدة غير زوجات الأمس .

وتفاوت القوة على الجماع في الجنة تكون بحسب تفاوت الأعمال ، وحفظ الشهوات عن الحرام .

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله :

" فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون ، ومن استوفاها هنا حرمها هناك ، أو نقص كمالها ، فلا يجعل الله لذةَ مَن أوضَعَ – أي غرق - في معاصيه ومحارمه كلذةِ مَن ترك شهوته لله أبدا "

انتهى "حادي الأرواح" (347) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:25   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

نعتقد أن ساكني الجنة لن يقلقوا على أي شيء

لكن لو أن شخصاً من عائلته

أو محبوبه دخل النار :

كيف يمكنه أن يكون سعيداً مع علمه أنهم يعاقبون ؟


الجواب :


الحمد لله

كتب الله لأهل الجنة السعادة ، والفرح ، والسرور ، فهم يتقلبون في نعَم الله تعالى ، ونعيمه ، بفضلٍ منه ورحمة ، وليس في الجنة حزن ، ولا هم ، ولا غم ، لأهلها ، بل هم في نعيم دائم ، وفضل عميم ، من ربهم الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة/ 112 .

وقال تعالى : ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ) التوبة/ 21 .

ومما لا شك فيه أن بعض من يدخل الجنة سيكون له أصحاب ، وأحباب ، وأقرباء ، وأهلون ، من أهل النَّار ، فهل سينغص ذلك عليه سعادته ، ويكدِّر عليه صفو نعيمه ؟ الجواب : كلا ، لن يكون ذلك البتة ، ولم نجد شيئاً في الشرع – على حد علمنا – منصوصاً عليه في ذات المسألة ، لكننا يمكننا الجزم بما ذكرناه

وأن لذلك أسباباً كثيرة ، منها:

1. علم أهل الجنة بالحكم الشرعي .

2. تسليمهم بالحكمة الربانية .

3. ونعيمهم وهناؤهم العظيم ينسيهم ما فيه غيرهم من المستحقين للعذاب .

ولنقف مع ما يؤيد ذلك مع موقفين اثنين :

الأول :

لإبراهيم عليه السلام مع أبيه الكافر ، يوم القيامة .

والثانية :

لرجل من أهل الجنَّة له صديق رآه من الجنَّة وهو في وسط جهنَّم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:26   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أما الموقف الأول :

فإن إبراهيم عليه السلام كان قد دعا ربَّه تعالى أن لا يخزيه يوم البعث ، وعندما يكون الحكم على أبيه الخلود في جهنَّم : يطلب إبراهيم عليه السلام من ربه تعالى أن يحقق له دعاءه في أبيه ، فيُؤتى بأبيه أمامه ، فيمسخه الله ضبعاً ، فيؤخذ بقوائمه ، فيُلقى في نار جهنَّم ، ويُخبر إبراهيم عليه السلام بحكم الله تعالى في عدم دخول الكفار الجنَّة ، فيسلِّم إبراهيم عليه السلام للحكم ، والحكمة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَة ، وَعَلَى وَجْه آزَرَ قَتَرَة وَغَبَرَة ، فَيَقُول لَهُ إِبْرَاهِيم : أَلَمْ أَقُلْ لَك لَا تَعْصِنِي ؟ فَيَقُول أَبُوهُ : فَالْيَوْم لَا أَعْصِيك ، فَيَقُول إِبْرَاهِيم : يَا رَبِّ إِنَّك وَعَدْتنِي أَنْ لَا تُخْزيَني يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَيّ خِزْي أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَد ، فَيَقُول اللَّه : إِنِّي حَرَّمْت الْجَنَّة عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَال : يَا إِبْرَاهِيم مَا تَحْتَ رِجْلَيْك ؟ اُنْظُرْ ، فَيَنْظُر ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُتَلَطِّخ ، فَيُؤْخَذ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّار .

رواه البخاري ( 3350 ) .

الذِّيخ : ذَكَر الضِّبَاع ، وَقِيلَ : لَا يُقَال لَهُ ذِيخ إِلَّا إِذَا كَانَ كَثِير الشَّعْر .

وقيل في مسخ أبيه بضبع ملطّخ أمام إبراهيم : حتى لا يكون لإبراهيم عليه السلام تعلُّق بصورة أبيه الحقيقية وهو في نار جهنم ، وقيل : هو استجابة لدعائه ، وقيل غير ذلك ، وبكل حال : فإن هذا يصلح دليلاً على تسليم أهل الجنَّة بما قدَّره الله تعالى على المستحقين للخلود في نار جهنَّم .

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - في الحكمةِ من مسخِ آزر على صفةِ الذيخِ - :

قيل : الحكمة في مسخه : لتنفر نفس إبراهيم منه ؛ ولئلا يبقى في النار على صورته ، فيكون فيه غضاضة على إبراهيم .

وقيل : الحكمة في مسخه ضبعاً أن الضبع من أحمق الحيوان ، وآزر كان من أحمق البشر ؛ لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصرَّ على الكفر حتى مات ، واقتصر في مسخه على هذا الحيوان : لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه ، كالكلب ، والخنزير ، وإلى ما فوقه ، كالأسد مثلاً ؛ ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له ، وخفض الجناح ، فأبى ، واستكبر ، وأصر على الكفر ، فعومل بصفة الذل يوم القيامة ؛ ولأن للضبع عوجا فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين .

" فتح الباري " ( 8 / 500 ) .

وأما الموقف الثاني :

فإن فيه صورة تكاد تكون أبلغ من الأولى ، ومطابقة للسؤال ، وهي إخبار من الله تعالى عن مؤمن من أهل الجنَّة يمكنه ربه من رؤية صديق له في وسط النَّار ، فلا يصيبه الحزن ، ولا الكدر ، بل يشكر ربه المتفضل عليه بالهداية ، والإنجاء من الكفر والنار ، ويلتفت لنعيمه الذي هو ، ويشتغل به .

قال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ . أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) الصافات/ 50 – 61 .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

ثم يقول المؤمن لإخوانه في الجنة : هل أنتم مطلعون في النار لننظر منزلة قريني هذا ، وما صار إليه ، هذا أظهر الأقوال ، وفيها قولان آخران : أحدهما : أن الملائكة تقول لهؤلاء المتذاكرين الذين يحدِّث بعضهم بعضاً : هل أنتم مطلعون ، رواه عطاء عن ابن عباس ، والثاني : أنه مِن قوله الله عز وجل لأهل الجنة ، يقول لهم : هل أنتم مطلعون ؟ .

والصحيح : القول الأول ، وأن هذا قول المؤمن لأصحابه ، ومحادثيه ، والسياق كله ، والإخبار عنه ، وعن حال قرينه .

" حادي الأرواح " ( ص 179 ) .

قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :

( قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) يقول المؤمن مخاطبا للكافر : والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك . ( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) أي : ولولا فضل الله عليَّ : لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث أنت ، محضر معك في العذاب ، ولكنه تفضل عليَّ، ورحمني ، فهداني للإيمان ، وأرشدني إلى توحيده ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) الأعراف/ 43 .

وقوله : ( أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) هذا من كلام المؤمن مغبطاً نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة ، والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ، ولا عذاب ؛ ولهذا قال : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

" تفسير ابن كثير " ( 7 / 16 ) .

هذا الذي يمكننا قوله في هذه المسألة ، وأن المؤمن يعلم حكم الله في الكفار ، ويسلم لحكمة الله تعالى ، وينسيه ما هو فيه من نعيم ، ما يكون عليه غيره من أهله وأحبابه في النار ؛ رحمة ، وفضلاً من ربه عز وجل .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:27   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

سمعت أن المرأة المسلمة ستكون بحجاب إسلامي في الجنة أيضاً

أم إنها لن تكون قادرة على رؤية الرجال غير المحارم

كنت أعرف أن النساء تلبس النقاب والحجاب الإسلامي في الدنيا فقط .

من فضلكم أحتاج توضيحاً

لأن شخصاً أخبرني بحديث يتعلق بهذه المسألة ؟


الجواب :

الحمد لله

الجنة دار نعيم وليست دار تكليف ، وقد خلق الله فيها من النعيم ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، قال الله تعالى : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17

فلا ينبغي للمسلم أن يتكلف السؤال عن تفاصيل ما في الجنة ، مما قد يراه في الدنيا قيدا أو مشقة ، فالجنة عالم آخر ، ليس في الدنيا منه إلا الأسماء فقط ، وأما حقائق الأمور فتختلف تماما ، فمن التكلف أن ندقق النظر في كل ما يذكر في الجنة على مثال ما هو في الدنيا .

ومن أخص ما ورد في العلاقة بين الرجال والنساء غير المحارم غض البصر وقصر النظر عن حظوظ الآخرين من نعيم الجنة ، قول الله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) الرحمن/56 ، ولكنه في وصف الحور العين ، فهل فيه دلالة على لحوق الأمر باقي النساء ، هذا محل تردد .

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( قاصرات الطرف ) أي غضيضات عن غير أزواجهن ، فلا يرين شيئا في الجنة أحسن من أزواجهن : قاله ابن عباس ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، وابن زيد ، وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك " انتهى.

"تفسير القرآن العظيم" (7/504)









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:27   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وأما لبس الخمار أو غطاء الرأس فلم نقف فيه أيضا على خبر يبينه تفصيلا ، وإنما وردت إشارة إليه في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ - يَعْنِي سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا ، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري ( حديث رقم/2796) .

قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله :

" النصيف : الخمار " انتهى.

"غريب الحديث" (2/166)

ولكن ذلك غيرُ كافٍ للجزم بأن نساء الجنة يغطين رؤوسهن لزاما

لأسباب ثلاثة :

1- تفسير بعض العلماء لكلمة " نصيف " بأنه العصابة التي تلفها المرأة على استدارة رأسها ، وهذه لا تغطي الرأس ، وإنما تلبسها المرأة للتجمل والتزين .

2- سياق الحديث لا يسعف في الدلالة على ذلك ، إذ المقصود من الحديث بيان شدة جمال نساء أهل الجنة والحور العين ، حتى إن أدنى شيء تلبسه خير من متاع الدنيا كله ، وليس المقصود خصوص " النصيف " بعينه . وقد وردت رواية أخرى جاء فيها : ( ولتاجها على رأسها ) .

3- ثم إن هذا الذكر العرضي للنصيف لا يعني لبس جميع النساء له ، وفي جميع الأوقات والأماكن ، وأمام جميع الناس ، وإطلاق ذلك يحتاج دليلا خاصا ، ولا نجده .

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قوله : " وَلَنَصِيفُها " فسر في الحديث بالخِمار ، وهذا التفسير من قتيبة ، فقد أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن إسماعيل بن جعفر بدونه .

وقد وقع في رواية الطبراني : ( وَلَتاجُها على رأسها ) .

وحكى أبو عبيد الهروي أن " النصيف " : المِعجَر ، وهو ما تلويه المرأة على رأسها .

وقال الأزهري : هو كالعصابة تلفها المرأة على استدارة رأسها ، واعتجر الرجل بعمامته لفها على رأسه ، ورد طرفها على وجهه ، وشيئا منها تحت ذقنه " انتهى.

"فتح الباري" (11/442)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:29   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

نعلم أن الجنة فيها زوجات

فهل يكون فيها حمل وولادة ؟ .


الجواب :

الحمد لله

ذهب بعض العلماء إلى أن العبد إذا تمنى في الجنة أن يكون له ولد ، فإن الله يحقق أمنيته بذلك ، واستدلوا على ذلك بما رواه الترمذي في سننه (2563) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ ، كَمَا يَشْتَهِي ) صححه الألباني في صحيح الجامع (6649) .

( كَانَ حَمْلُهُ ) أَيْ : حَمْلُ الْوَلَدِ ( وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ ) أَيْ : كَمَالُ سِنِّهِ وَهُوَ الثَّلَاثُونَ سَنَةً ، ( كَمَا يَشْتَهِي ) مِنْ أَنْ يَكُونَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ .

وعلى هذا القول كثير من أهل العلم .

وقال بعض أهل العلم : فِي الْجَنَّةِ جِمَاعٌ وَلَا يَكُونُ وَلَدٌ ، وهذا القول رُوِيَ عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ .

قَالَ الإمام البخاري رحمه الله : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يَكُونُ لَهُمْ فِيهَا وَلَدٌ ) .

والحديث الذي أشار إليه البخاري رواه الإمام أحمد (15773) عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ رضي الله عنه في حديث طويل وفيه : ( الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحَيْنِ تَلَذُّونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ ، غَيْرَ أَنْ لَا تَوَالُدَ ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

" عليه من الجلالة والمهابة ونور النبوة ما ينادى على صحته " ، وضعفه الألباني في "ظلال الجنة" ، وقال شعيب الأرناؤوط : " إسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل " .

والحديث صريح في انتفاء الولادة ، غير أنه مختلف في صحته .

وقد أجيب عن حديث أبي سعيد رضي الله عنه :

( الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي ) بأن في ثبوته نظراً ، ولذلك قال عنه ابن القيم : إسناده على شرط الصحيح ، ولكنه غريب جداً .

"حادي الأرواح" (ص 213) .

وقال : " وحديث أبي سعيد الخدري هذا أجود أسانيده إسناد الترمذي وقد حكم بغرابته ، وأنه لا يعرف إلا من حديث أبي الصديق الناجي ، وقد اضطرب لفظه " انتهى .

وقَالَ الإمام إِسْحَقُ اِبْنُ رَاهْوَيْهِ َرحمه الله فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا اشْتَهَى الْمُؤْمِنُ الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَشْتَهِي ) قال : وَلَكِنْ لَا يَشْتَهِي .

ومعنى كلام إسحاق أَنَّ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا اِشْتَهَى الْمُؤْمِن..) إنما هو عَلَى الْفَرْض وَالتَّقْدِير ، فَكَلِمَة "إِذَا" وُضِعَتْ مَوْضِع "لَوْ" الْمُفِيدَة لِلْفَرْضِ .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-29, 03:30   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وذكر ابن القيم عدة وجوه يترجح بها أن الجنة ليس فيها ولادة منها :

الأول :

حديث ابن رزين .

الثاني :

قوله تعالى : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) وهن اللاتي طهرن من الحيض والنفاس والأذى .
وعن مجاهد قال : " مطهرة من الحيض والغائط والبول والنخام والبصاق والمني والولد " .

الثالث :

أن الله سبحانه جعل الحمل والولادة مع الحيض والمني ، فلو كانت النساء يحبلن في الجنة لم ينقطع عنهن الحيض والإنزال .

الرابع :

أنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ ) رواه مسلم (5085) . ولو كان في الجنة إيلاد لكان الفضل لأولادهم ، وكانوا أحق به من غيرهم .

الخامس :

أنه سبحانه وتعالى قال : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21

فأخبر سبحانه أنه يكرمهم بإلحاق ذرياتهم الذين كانوا لهم في الدنيا ، ولو كان ينشأ لهم في الجنة ذرية أخرى لذكرهم كما ذكر ذرياتهم الذين كانوا في الدنيا ، لأن قرة أعينهم تكون بهم كما هي بذرياتهم من أهل الدنيا .

السادس :

أنه إما أن يقال باستمرار التناسل فيها لا إلى غاية ، أو إلى غاية ثم تنقطع ، وكلاهما مما لا سبيل إلى القول به ، لاستلزام الأول اجتماع أشخاص لا تتناهى ، واستلزام الثاني انقطاع نوع من لذة أهل الجنة وسرورهم وهو محال ، ولا يمكن أن يقال بتناسل يموت معه نسل ، ويخلفه نسل ، إذ لا موت هناك .

السابع :

أن الجنة لا ينمو فيها الإنسان كما ينمو في الدنيا ، فلا ولدان أهلها ينمون ويكبرون ، ولا الرجال ينمون ، بل هؤلاء ولدان صغار لا يتغيرون ، وهؤلاء أبناء ثلاث وثلاثين لا يتغيرون ، فلو كان في الجنة ولادة لكان المولود ينمو ضرورة حتى يصير رجلا، ومعلوم أن من مات من الأطفال يردون أبناء ثلاث وثلاثين من غير نمو .

ثم قال رحمه الله :

" والجنة ليست دار تناسل بل دار بقاء وخلد ، لا يموت من فيها فيقوم نسله مقامه " انتهى .

"حادي الأرواح" (1/173) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc