فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 22 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-11, 18:47   رقم المشاركة : 316
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثاً:

وبلاغات الزهري وغيره لا تُقبل

لأنها مقطوعة الإسناد من أوله ، فهي كالمعلَّقات تعريفاً وحكماً

ومجرد وجود مثل هذه البلاغات أو المعلقات في كتاب الإمام البخاري لا يعني أنها صحيحة عنده ، أو أنها مما يصح أن يقال فيها : رواه البخاري ؛ لأن الذي يقال فيه ذلك هو ما رواه فيه مسندا .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا العزو للبخاري خطأ فاحش ، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري ؛ وليس كذلك ، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي ... [ وذكر الرواية السابقة ] .

هكذا أخرجه بهذه الزيادة أحمد ( 6 / 232 - 233 ) وأبو نعيم في ( الدلائل ) ( ص 68 - 69 ) والبيهقي في ( الدلائل ) ( 1 / 393 - 395 )

من طريق عبد الرزاق عن معمر به . ومن هذه الطريق أخرجه مسلم ( 1 / 98 ) لكنه لم يسق لفظه ، وإنما أحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب

وليس فيه الزيادة . وكذلك أخرجه مسلم و أحمد ( 6 / 223 ) من طريق عقيل بن خالد : قال ابن شهاب ، به ، دون الزيادة . وكذلك أخرجه البخاري في أول الصحيح عن عقيل به .

قلت [ القائل هو الشيخ الألباني ] : ونستنتج مما سبق أن لهذه الزيادة علتين :

الأولى : تفرد معمر بها ، دون يونس وعقيل ؛ فهي شاذة .

الأخرى : أنها مرسلة معضلة ؛ فإن القائل : ( فيما بلغنا ) إنما هو الزهري ، كما هو ظاهر من السياق ، وبذلك جزم الحافظ في "الفتح" ...

قلت : وهذا مما غفل عنه الدكتور [ يعني : الدكتور البوطي ، مؤلف الكتاب الذي ينتقده الشيخ ] ، أو جهله ، فظن أن كل حرف في "صحيح البخاري" هو على شرطه في الصحة

ولعله لا يفرق بين الحديث المسند فيه والمعلق ، كما لم يفرق بين الحديث الموصول فيه والحديث المرسل الذي جاء فيه عرضا ، كحديث عائشة هذا الذي جاءت في آخره هذه الزيادة المرسلة .

واعلم أن هذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها كما بينته في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة ) برقم ( 4858 ) ، وأشرت إلى ذلك في التعليق على "مختصري لصحيح البخاري".

انتهى ـ مختصرا ـ من "دفاع عن الحديث النبوي" (40-41) .

رابعاً:

قد جاءت أسانيد أخرى فيها ذِكر حكاية محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار أثناء انقطاع الوحي بعدما جاءه أول مرة ، وكلها أسانيد مردودة ، ما بين ضعيف وموضوع .

ومنها :

1. إسناد ابن مردويه :

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

ووقع عند ابن مردويه في " التفسير " من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله " فيما بلغنا "

ولفظه : " ... فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزناً غدا منه " إلى آخره ، فصار كله مدرجا على رواية الزهري عن عروة ، عن عائشة والأول هو المعتمد .

" فتح الباري " ( 12 / 359 ، 360 ) .

ومعنى قول الحافظ " والأول هو المعتمد " أي : أن رواية الزهري فيها لفظ " فيما بلغنا " وليست هي موصولة .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – معلِّقاً على ترجيح الحافظ - :

ويؤيده أمران :

الأول : أن محمد بن كثير هذا ضعيف ؛ لسوء حفظه - وهو الصنعاني المصيصي - .

قال الحافظ

:" صدوق كثير الغلط " ، وليس هو محمد بن كثير العبدي البصري ؛ فإنه ثقة .

والآخر : أنه مخالف لرواية عبد الرزاق حدثنا معمر ... التي ميزت آخر الحديث عن أوله ، فجعلته من بلاغات الزهري ... .
فدل هذا كله على وهم محمد بن كثير الصنعاني في وصله لهذه الزيادة ، وثبت ضعفها .

" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 10 / 453 ) .

2. إسناد ابن سعد :

قال محمد بن سعد :

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياماً لا يرى جبريل فحزن حزناً شديداً حتى كان يغدو إلى " ثبير " مرة وإلى " حراء "

مرة يريد أن يلقي نفسه منه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامداً لبعض تلك الجبال إلى أن سمع صوتاً من السماء فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقا للصوت ثم رفع رأسه فإذا جبريل

على كرسي بين السماء والأرض متربعاً عليه يقول : " يا محمد أنت رسول الله حقّاً وأنا جبريل " قال : فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقرَّ الله عينه وربط جأشه ثم تتابع الوحي بعد وحمي

" الطبقات الكبرى " ( 1 / 196 ) .

قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :

وهذا إسناد موضوع ؛ آفته : إما محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ فإنه متهم بالوضع ، وقال الحافظ في " التقريب " : " متروك مع سعة علمه " ، وقد تقدمت كلمات الأئمة فيه أكثر من مرة.

وإما إبراهيم بن محمد بن أبي موسى - وهو ابن أبي يحيى - واسمه : سمعان الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني - ، وهو متروك أيضاً مثل الواقدي أو أشد ؛ قال فيه الحافظ أيضاً : " متروك "

وحكى في " التهذيب "

أقوال الأئمة الطاعنين فيه ، وهي تكاد تكون مجمعة على تكذيبه ، ومنها قول الحربي :" رغب المحدثون عن حديثه ، روى عنه الواقدي ما يشبه الوضع ، ولكن الواقدي تالف "
.
وقوله في الإسناد : " ابن أبي موسى " أظنه محرَّفاً من " ابن أبي يحيى "

ويحتمل أنه من تدليس الواقدي نفسه ؛ فقد دلس بغير ذلك ، قال عبد الغني بن سعيد المصري :

" هو إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء الذي حدث عنه ابن جريج ، وهو عبد الوهاب الذي يحدث عنه مروان بن معاوية ، وهو أبو الذئب الذي يحدث عنه ابن جريج " .

" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 10 / 451 ) .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 18:48   رقم المشاركة : 317
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


3. إسناد الطبري :

قال ابن جرير الطبري :

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي

: حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من النبوة حين جاء جبريل عليه السلام فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس - :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهراً ..

. جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني

فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي قال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) إلى قوله ( علَّم الإنسان ما لم يعلم ) قال : فقرأته

قال : ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتاباً ، قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إليَّ من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق أن أنظر إليهما قال : قلت : إن الأبعد - يعني نفسه !

- لَشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبداً لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحنَّ نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن ، قال

: فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل قال

: فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبرئيل ... ) .

" تاريخ الطبري " ( 1 / 532 ، 533 ) .

ومتن هذه الرواية منكر مخالف للروايات الصحيحة ؛ ففي هذا المتن أن لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل كان في المنام لا يقظة ! ثم إن فيه قوله صلى الله عليه وسلم ( ماذا أقرأ )

! وكلاهما باطل ، فاللقاء بين الرسولين كان يقظة ، والذي قاله صلى الله عليه وسلم ( ما أنا بقارئ ) نفياً عن نفسه أن يكون قارئاً والرواية المنكرة تثبت أن ليس أمِّيّاً ! .

وأما إسناد الرواية : فقال الشيخ الألباني – رحمه الله - :

ولكن هذا الإسناد مما لا يفرح به ، لا سيما مع مخالفته لما تقدم من روايات الثقات ؛ وفيه علل:

الأولى : الإرسال ؛ فإن عبيد بن عمير ليس صحابيّاً ، وإنما هو من كبار التابعين ، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

الثانية : سلمة - وهو ابن الفضل الأبرش - ، قال الحافظ :" صدوق كثير الخطأ " .

قلت : ومع ذلك فقد خالفه زياد بن عبد الله البكائي ؛ وهو راوي كتاب " السيرة " عن ابن إسحاق ، ومن طريقه رواه ابن هشام ، وقال فيه الحافظ :" صدوق ثبت في المغازي " .

وقد أخرج ابن هشام هذا الحديث في " السيرة " ( 1 / 252 ، 253 ) عنه عن ابن إسحاق به دون الزيادة التي وضعتها بين المعكوفتين [ ] ، وفيها قصة الهمّ المنكرة .

فمن المحتمل أن يكون الأبرش تفرد بها دون البكائي ، فتكون منكرة من جهة أخرى ؛ وهي مخالفته للبكائي ؛ فإنه دونه في ابن إسحاق ؛ كما يشير إلى ذلك قول الحافظ المتقدم فيهما .

ومن المحتمل أن يكون ابن هشام نفسه أسقطها من الكتاب ؛ لنكارة معناها ، ومنافاتها لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد أشار في مقدمة كتابه إلى أنه قد فعل شيئاً من ذلك ، فقال ( 1 / 4 )

: " ... وتارك ذكر بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر ... وأشياء بعضها يشنع الحديث به " .

وهذا كله يقال على احتمال سلامته من العلة التالية ؛ وهي :

الثالثة : ابن حميد - واسمه محمد الرازي - ؛ وهو ضعيف جدّاً ، كذَّبه جماعة من الأئمة ، منهم أبو زرعة الرازي .

وجملة القول : أن الحديث ضعيف إسناداً ، منكر متناً ، لا يطمئن القلب المؤمن لتصديق هؤلاء الضعفاء فيما نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهم بقتل نفسه بالتردي من الجبل ، وهو القائل -

فيما صح عنه - : ( من تردى من جبل فقتل نفسه ؛ فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ) متفق عليه - " الترغيب " ( 3 / 205 ) - لا سيما وأولئك الضعفاء قد خالفوا الحفاظ الثقات الذين أرسلوه .

" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 10 / 455 – 457 )
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 18:49   رقم المشاركة : 318
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



خامساً:

قد ثبت بما تقدم ضعف الأسانيد التي رويت في محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار ، بل وبطلان بعضها ، ولا يخفى أن متنها أيضاً باطل منكر ، وذلك من وجوه :

1. أن فترة انقطاع الوحي كانت لإزالة الخوف الذي جاء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أول ما جاءه الوحي ، وأنها للاستعداد لما بعده ، فكيف يلتقي هذا مع همِّه صلى الله عليه وسلم بالانتحار ؟! .

قال ابن طولون الصالحي – رحمه الله - :

الحكمة في فترة الوحي - والله أعلم - : ليذهب عنه ما كان يجده صلى الله عليه وسلم من الروع وليحصل له التشوق إلى العود .

" سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " ( 2 / 272 ) .

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشك للحظة في كونه نبيّاً ، فقد ثبَّت الله تعالى قلبه بالوحي ، وما وجده من الرهبة من نزول الوحي أول مرة فيدل على بشريته

وعلى شدة الوحي ، وقد كان يعاني صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عند نزول الوحي في بعض صوره .

والخلاصة :

لم تصح رواية همِّ النبي صلى الله عليه وسلم وسلم بالانتحار لتأخر الوحي عليه أول أمر الرسالة

والزيادة التي في البخاري ليست على شرطه فلا تنسب للصحيح

وقد أثبتها البخاري رحمه الله أنها من قول الزهري لا غيره ، فهي بلاغ مقطوع الإسناد لا يصح ، وقد ذكرنا للحديث روايات أخرى كلها يؤكد عدم صحة القصة لا سنداً ولا متناً .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 18:53   رقم المشاركة : 319
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت حديث : (اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي)

السؤال


قرأت في بعض المواقع والمنتديات أن إسناد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ....)

إلى آخر الحديث عند خروجه من الطائف : هو إسناد ضعيف . ما مدى صحة هذا الرأي ، هل هو حديث صحيح أم ضعيف ؟.


الجواب

الحمد لله

الحديث يرويه عبد الله بن جعفر رضي الله عنه فيقول :

لما توفي أبو طالب ، خرج النبي إلى الطائف ماشيا على قدميه ، فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يجيبوه ، فانصرف ، فأتى ظل شجرة ، فصلى ركعتين ثم قال :

( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني

أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة

أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك )

رواه الطبراني في " الدعاء " (ص/315) واللفظ له – وعزاه بعض أهل العلم إلى " المعجم الكبير " للطبراني-، ومن طريقه الضياء المقدسي في " المختار " (9/179) ، ورواه ابن عدي في " الكامل " (6/111)

ومن طريقه ابن عساكر (49/152) ، ورواه الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي " (2/275) وغيرهم :

جميعا من طريق وهب بن جرير بن حازم قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه به .

قلنا : وهذا الإسناد ضعيف ، بسبب عنعنة محمد بن إسحاق ، فهو مدلس مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين

كما وصفه بذلك أحمد والدارقطني .

انظر "مراتب المدلسين" لابن حجر (ص/51)

فمثله لا يقبل حديثه حتى يصرح بالسماع ، لما يخشى أن يكون أسقط شيخا ضعيفا من الإسناد .

قال الهيثمي رحمه الله :

" رواه الطبراني ، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله ثقات " انتهى.

" مجموع الزوائد " (6/35)

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (المجموعة الثانية: 3/208) :

" هذا الحديث ضعيف من جهة إسناده " انتهى.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، عبد الله بن غديان ، عبد العزيز آل الشيخ ، صالح الفوزان ، بكر أبو زيد .
ولذلك ضعفه أيضا الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/2933).

وقد ورد هذا الحديث أيضا ـ مرسلا ، من رواية ابن إسحاق في " السيرة " – كما في " تهذيب السيرة " لابن هشام (1/421) ، وفي لفظه بعض الاختلاف ، فيقول :

( فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فيما ذكر لي - : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين

وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي

أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك )

غير أن العلماء ما زالوا يوردون هذا الحديث في كتبهم وتصنيفاتهم ، وذلك لأسباب عدة :

1- أن ضعف إسناده ضعف يسير ؛ لأن احتمال الاتصال فيه قائم ، إذ لا يلزم أن يكون المدلس قد أسقط شيخه الذي سمع منه في كل عنعنة .

2- وما زال العلماء يتسمَّحون في رواية الأحاديث اليسيرة الضعف ، في أبواب السير والمغازي والفضائل .

3- ثم إن كثيرا من أهل العلم تناقلوا الحديث معتمدين له ، ومستشهدين بما ورد فيه ، كشيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (10/184)

وما زال العلامة ابن القيم يستشهد به على أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر في كتب عدة له رحمه الله .

وهذا الذي ذكرناه لا يعني صحة الحديث أو ثبوته

لكنه فقط بيان لعذر من ينقله ويرويه من أهل العلم ، وبيان ـ أيضا ـ لجواز الاستئناس به في معرض السير والفضائل ، لكن يساق بصيغة التمريض والتضعيف : رُوي ، أو : حكي .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 19:00   رقم المشاركة : 320
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه )

السؤال

ما صحة حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه ) ؟ وجزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

هذا الحديث يُروى عن الصحابي الجليل معاوية بن حيدة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أَتَرعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ ! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كَي يَعْرِفَهُ النَّاسُ وَيَحْذَرَهُ النَّاسُ ).

رواه ابن أبي الدنيا في " الغيبة " (رقم/84)، والعقيلي في " الضعفاء " (1/202)

وابن حبان في " المجروحين " (1/220)، والطبراني في " المعجم الكبير " (19/418) ، وابن عديّ في " الكامل " (2/173)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/210) وغيرهم كثير :

جميعهم من طريق أبي الضحاك الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، به .

وهذا إسناد ضعيف جداً بسبب الجارود بن يزيد :

جاء في ترجمته في " ميزان الاعتدال " (2/108) :

" كذبه أبو أسامة ، وضعفه علي ، وقال يحيى : ليس بشيء . وقال أبو داود : غير ثقة . وقال النسائي والدارقطني : متروك . وقال أبو حاتم : كذاب " انتهى.

وقد تواردت نصوص أهل العلم على التصريح بضعف هذا الحديث :

قال الإمام أحمد رحمه الله :

" هذا حديث منكر " انتهى.

نقله في " الكامل " لابن عدي (2/173)

وقال العقيلي رحمه الله :

" ليس له من حديث بهز أصل ، ولا من حديث غيره ، ولا يتابع عليه " انتهى.

" الضعفاء الكبير " (1/202)

وقال ابن حبان رحمه الله :

" والخبر في أصله باطل ، وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصل لها " انتهى.

" المجروحين " (1/221)

وقال الإمام البيهقي رحمه الله :

" فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابورى ، وأنكره عليه أهل العلم بالحديث .

سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودى إذا مر بقبر جده يقول : يا أبت ! لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " انتهى.

" السنن الكبرى " (10/210)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ليس هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه مأثور عن الحسن البصري أنه قال : أترغبون عن ذكر الفاجر ، اذكروه بما فيه يحذره الناس " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (28/219)

وقال السخاوي رحمه الله :

" لا يصح " انتهى.

" المقاصد الحسنة " (ص/563)

وقال الألباني رحمه الله :

" موضوع " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/583)

ثانياً :

أما قول أبي إسماعيل الهروي رحمه الله :

" هذا حديث حسن من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده ، وقد توبع جارود بن يزيد عليه ، وزعم بعض الناس أن حديث بهز تفرد به وقد وهم " انتهى.

" ذم الكلام وأهله " (4/204-206)

فهو كلام غير مقبول ؛ لأن المتابعات المذكورة للجارود إنما هي سرقات للحديث ، وطرق منكرة مكذوبة ، والضعيف لا يتقوى بمثل ذلك

وهذا من الشروط المهمة في أبواب تقوية الحديث الضعيف ، وقد بين العلماء أسماء الذين سرقوا الحديث ، وأكدوا أن مثل هذه المتابعات لا تقوي الحديث .

قال ابن حبان رحمه الله :

" وأما حديث بهز بن حكيم فما رواه عن بهز بن حكيم إلا الجارود هذا .

وقد رواه سليمان بن عيسى السجزي عن الثوري عن بهز ، قدم نيسابور فقيل له : إن الجارود يروي هذا الحديث عن بهز ؟ فقال : حدثنا سفيان الثوري عن بهز ، فصار حديثه ، وسليمان بن عيسى يؤلف في الروايات .

واتصل هذا الخبر بعمرو بن الأزهر الحراني وكان مطلق اللسان فرواه عن بهز بن حكيم . ورواه العلاء بن بشر لما اتصل عن ابن عيينة عن بهز ، وقلب متنه .

ورواه شيخ من أهل الأبلة يقال له نوح بن محمد ، رأيته وكان غير حافظ للسانه ، عن أبي الأشعث ، عن معتمر عن بهز " انتهى.

" المجروحين " (1/220-221)









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 19:00   رقم المشاركة : 321
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال الدارقطني رحمه الله :

" هذا حديث الجارود عن بهز وضعه عليه ، وسرقه منه عمرو بن الأزهر ، فحدث به عن بهز ، وعمرو كذاب .
وسرقه منه سليمان بن عيسى وكان دجالا فرواه عن الثوري عن بهز .

وسرقه شيخ يعرف بالعلاء بن بشر فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز ، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا ، وغيَّر لفظه فقال : ليس للفاسق غيبة " انتهى.

نقله ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/295)

وقال الإمام البيهقي رحمه الله :

" وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، ولم يصح فيه شيء " انتهى.

" السنن الكبرى " (10/210)

وقال أيضا رحمه الله :

" هذا حديث يُعد في أفراد الجارود بن يزيد ، عن بهز ، وقد روي عن غيره وليس بشيء ، وهو إن صح فإنما أراد به فاجراً معلنا بفجوره

أو فاجراً يأتي بشهادة ، أو يعتمد عليه في أمانة فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه ، وبالله التوفيق " انتهى.

" شعب الإيمان " (12/166)

وقال ابن عدي رحمه الله :

" وقد سرق من الجارود ضعفاء مثل عمرو بن الأزهر وغيره " انتهى.

" الكامل " (3/289)

وقال أيضاً :

" وهذا يعرف بالجارود بن يزيد ، وقد رواه عمرو بن الأزهر وغيره عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، وروي عن الثوري من رواية ضعيف عنه ، وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف " انتهى.

" الكامل " (5/134)

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله :

" روي أيضا عن سفيان الثوري ، والنضر بن شميل ، ويزيد بن أبي حكيم ، عن بهز ، ولا يثبت عن واحد منهم ذلك ، والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث " انتهى.

" تاريخ بغداد " (7/262)

ثالثاً:

وأما ذكر الفاسق ، بما فيه فإنما يباح حيث كان متعالناً بفسقه ، مجاهرا به ، لا يبالي بما يظهر منه للناس ، فمثل هذا يحذر من حاله ، وينهى عن منكره

ولو كان بذكر ما هو فيه من الفسق والفجور ، فهو الذي أسقط حرمة نفسه ؛ لكن على ألا يحمل عليه غير ما يفعل ، أو يفضح بأمر استسرّ هو به .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" – ليس - للمعلن بالبدع والفجور غيبة ، كما روي ذلك عن الحسن البصري وغيره ؛ لأنه لما أعلن ذلك استحق عقوبة المسلمين له ، وأدنى ذلك أن يذم عليه لينزجر ويكف الناس عنه وعن مخالطته

ولو لم يذم ويذكر بما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة لاغتر به الناس ، وربما حمل بعضهم على أن يرتكب ما هو عليه ، ويزداد أيضاً هو جرأة وفجوراً ومعاصي

فإذا ذكر بما فيه انكف وانكف غيره عن ذلك وعن صحبته ومخالطته .

قال الحسن البصري : ( أترغبون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره الناس ) وقد روي مرفوعاً .

و " الفجور " اسم جامع لكل متجاهر بمعصية أو كلام قبيح يدل السامع له على فجور قلب قائله

ولهذا كان مستحقاً للهجر إذا أعلن بدعة أو معصية أو فجوراً أو تهتكاً أو مخالطة لمن هذا حاله بحيث لا يبالي بطعن الناس عليه " انتهى باختصار.

" مجموع الفتاوى " (15/285-286)

وينظر جواب السؤال القادم

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 19:04   رقم المشاركة : 322
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز ذكر لفظ الفاسق في بعض المنتديات على من اشتهر بالفسق والمجون

السؤال


أنا أشرف على بعض المنتديات .. وتمر علي أحياناً بعض المواضيع أو المشاركات التي يكون فيها إساءة لبعض الأشخاص علناً ، ممن اشتهروا بالفسق والمعاصي حيث يطلق عليهم لقب الفاسق أو المجرم أو الخبيث أو نحو ذلك ..

فما رأيكم حول هذه الكلمات هل ندعها بحجة أنهم هم من أهل الفسق وأنهم هم من جاهروا بمعاصيهم وجعلوا أنفسهم عرضة للتحدث عنهم أم أحذف هذه الكلمات وليس علي إثم في حذفها ؟؟

أفتونا بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..


الجواب


الحمد لله

أولا :

إذا كان هذا الشخص المشار إليه ، أو غيره ، متعالنا بفسقه وفجوره ، كأهل الرقص والمجون ، ودعاة السوء : فهذا لا حرمة له في ذلك ، ويجوز ذكر ذلك عنه

إذا كان في ذكره مصلحة شرعية ، من تحذير للناس من فعله ، ونهيهم عن سبيله ، ونحو ذلك من المصالح .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا غيبة لفاسق : فليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه مأثور عن الحسن البصري أنه قال : أترغبون عن ذكر الفاجر ؛ اذكروه بما فيه يحذره الناس ...

وهذا النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء :

أحدهما : أن يكون الرجل مظهر للفجور ، مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة ؛ فإذا أظهر المنكر وجب الإنكار عليه بحسب القدرة ، ويهجر ويذكر ما فعله

ويذم على ذلك ، ولا يرد عليه السلام إذا أمكن من غير مفسدة راجحة . وينبغي لأهل الخير أن يهجروه حيا إذا كان في ذلك كف لأمثاله ، ولا يشيعوا جنازته

. وكل من عَلم ذلك منه ولم ينكر عليه فهو عاص لله ورسوله . فهذا معنى قولهم : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له .

بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا : فإن هذا يستر عليه ، لكن ينصح سرا .

النوع الثاني : أن يستشار الرجل في مناكحته ومعاملته أو استشهاده [ يعني : جعله شاهدا على عقد ونحوه ] ، ويعلم أنه لا يصلح لذلك : فينصح مستثيره ببيان حاله ؛ فهو كما قال الحسن

: اذكروه بما فيه يحذره الناس ؛ فإن النصح في الدين من أعظم النصح في الدنيا "

انتهى . "مختصر الفتاوى المصرية" (503) .

ثانيا :

إذا جازت غيبة الفاسق المتعالن بفسقه ، أو ترجحت لمصلحة شرعية ، فإن الواجب ألا يتجاوز ذلك حدود ما تهتك فيه من المعاصي ؛ فلا يجوز أن يحمل عليه ـ ظلما وبهتانا

ما لم يتحقق القائل أنه فعله من المعاصي ، ولا يجوز أن يذكر عنه ما استتر به بينه وبين ربه .

قال المناوي رحمه الله :

" (اذكروا الفاجر) الفاسق (بما فيه) : من الفجور ، وهتك ستر الديانة ؛ فذكره بذلك من النصيحة الواجبة لئلا يغتر به مسلم فيقتدي به في فعلته ، أو يضله في بدعته ، أو يسترسل له فيؤذيه بخدعته .

وبيَّن قولُه : ( بما فيه ) : أنه لا يجوز ذكره بغير ما فيه ، ولا بما لا يعلن به .

قال ابن عون : دخلت على ابن سيرين فذكرت الحجاج ؛ أي : بما لم يتظاهر به . فقال : إن الله ينتقم للحجاج ، كما ينتقم منه ؛ وإنك إذا لقيت الله غدا كان أصغر ذنب أصبتَه أشدَّ عليك من أعظم ذنب أصابه الحجاج !!

وأشار بقوله : ( يحذره ) : أي لكي يحذره الناس ، إلى أن مشروعية ذكره بذلك مشروطة بقصد الاحتساب ، وإرادة النصيحة ؛ دفعا للاغترار ونحوه مما ذكر

فمن ذكر واحدا من هذا الصنف تشفيا لغيظه أو انتقاما لنفسه أو احتقارا أو ازدراء ونحو ذلك من الحظوظ النفسانية فهو آثم ، كما ذكره الغزالي ثم السبكي فيما نقله عنه ولده " انتهى .

"فيض القدير" (1/151) .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هل يجوز غيبة تارك الصلاة ؟ " .

فأجاب :

" الحمد لله

إذا قيل عنه إنه تاركُ للصلاة ، وكان تاركَها : فهذا جائز . ويَنبغي أن يُشاعَ ذلك عنه ويُهْجَر حتى يُصلي ، وأمَّا مع القدرة فيجِبُ أن يُستَتابَ ، فإن تابَ وإلا قُتِل " .

"جامع المسائل" (4/122) .

على أنه متى تردد القائل أو الناشر في حصول المصلحة الشرعية الراجحة من وراء ذلك : فالواجب عليه إيثار السلامة ، وتغليب حرمة المسلم على ذكر قول لا يتيقن من نفعه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 19:09   رقم المشاركة : 323
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل توعد النبي صلى الله عليه وسلم المشركين أن يُمَثِّلَ بقتلاهم ؟

السؤال

سمعت شيئا من شيخ في محاضرة أنه عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جسد عمه حمزة بن عبد المطلب ممثلا به أقسم أن يمثل بسبعين من أعدائه . أريد أولا أن أسأل هل هذا صحيح

وإذا كان صحيحا فما يجعلني أتساءل هو كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم السيئ بالسيئ انتقاما ؟ شكرا لكم


الجواب

الحمد لله


يورد العلماء هذا الحديث في تفسير قول الله تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/126.

والجواب عن الاستشكال الوارد عليه يسير وواضح ، وهو أنه حديث ضعيف لا يثبت ، يُروَى عن ثلاثة من الصحابة الكرام مِن طرق لا تصح :

الحديث الأول : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه :

( أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ نَظَرَ إِلَى حَمْزَةَ وَقَدْ قُتِلَ وَمُثِّلَ بِهِ ، فَرَأَى مَنْظَرًا لَمْ يَرَ مَنْظَرًا قَطُّ أَوَجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهِ وَلا أَوْجَلَ ، فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولا لِلرَّحِمِ

فَعُولا لِلْخَيْراتِ ، وَلَوْلا حُزْنُ مَنْ بَعْدَكَ عَلَيْكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَدَعَكَ حَتَّى تَجِيءَ مِنْ أَفْوَاجٍ شَتَّى .

ثُمَّ حَلَفَ وَهُوَ وَاقِفٌ مَكَانَهُ : وَاللَّهِ لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ .

فَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَهُوَ وَاقِفٌ فِي مَكَانِهِ لَمْ يَبْرَحْ بَعْدُ : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/126، حَتَّى تُخْتَمَ السُّورَةُ ، فَكَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمْسَكَ عَمَّا أَرَادَ .

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/143)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (3/183)، والحاكم في " المستدرك " (3/218)

والآجري في " الشريعة " (رقم/1677)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (12/185) جميعهم من طريق صالح المري ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .

وهذا إسناد ضعيف بسبب صالح بن بشير المُرِّي ، القاص العابد ، قال ابن المديني : ضعيف جدا .

وقال ابن معين : ليس بشيء . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف الحديث ، له أحاديث مناكير

. وقال ابن عدي : عامة أحاديثه منكرات . وهكذا كان عامة المحدثين على ضعف حديثه ونكارته

. انظر: " تهذيب التهذيب " (4/383)

ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وهذا إسناد فيه ضعف " انتهى.

" تفسير القرآن العظيم " (4/614)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" بإسناد فيه ضعف " انتهى.

" فتح الباري " (7/371)

وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (رقم/550)

الحديث الثاني : عن ابن عباس رضي الله عنهما

وقد روي عن ابن عباس من طريقين ضعيفين :

الأول : لفظه : ( لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ وَمُثِّلَ بِهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ ظَفِرْتُ بِهِمْ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ . فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/126

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَلْ نَصْبِرُ ).

رواه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (3/184) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " (3/288) كلاهما من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : ثنا قيس ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس به .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" سنده ضعيف ، مسلسل بالضعفاء الثلاثة : ابن أبي ليلى فَمَن دونه " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/550)

والطريق الثاني : لفظه : ( لمَّا انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأى منظرا أساءه ، رأى حمزة رضي الله عنه قد شق بطنه ، واصطلم أنفه وجدعت أذناه

فقال : لولا أن يحزن النساء ، أو يكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون السباع والطير ، لأمثلن مكانه بسبعين رجلا ، ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه ، فخرجت رجلاه

فغطى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ، وجعل على رجليه شيئا من الإذخر ، ثم قدمه فكبر عليه عشرا ، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة

وكان القتلى سبعين ، فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) إلى قوله : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) فصبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يمثل بأحد )

رواه الدارقطني في " السنن " (4/118) ومن طريقه الواحدي في " أسباب النزول " (152)

قال الدارقطني : نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا الحكم بن موسى ، نا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الملك بن أبي عتبة أو غيره ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس به .

وهذا إسناد ضعيف ، لما فيه من الإبهام حيث قال : عن عبد الملك بن أبي عتبة أو غيره ، ثم عقبه الدارقطني بتضعيفه قائلا : " لم يروه غير إسماعيل بن عياش ، وهو مضطرب الحديث عن غير الشاميين " انتهى.

الحديث الثالث : عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال :

( لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال : والله لأمثلن بسبعين منهم . فجاء جبريل بهذه الآية : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) فقال : يا جبريل ! ما هذا ؟

قال : لا أدري حتى أسأل . ثم عاد فقال : ( إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتعطي من حرمك )

رواه ابن مردويه – كما نقل إسناده الزيلعي في " تخريج أحاديث الكشاف " (1/477) – قال :

حدثنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، ثنا محمد بن يونس ، ثنا عبد الله ابن داود الخريبي ، ثنا عبادة بن مسلم ، عن العلاء بن بدر ، عن قيس بن سعد بن عبادة به .

وفي هذا الإسناد محمد بن يونس الكديمي : متهم بالكذب .

قال حمزة بن يوسف السهمى : سمعت الدارقطنى يقول : كان الكديمى يتهم بوضع الحديث .

وقال ابن حبان : كان يضع الحديث ، لعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث .

" تهذيب التهذيب " (9/475-478)

فالحاصل أن الأحاديث الثلاثة ضعيفة لا تتقوى ، لما فيهما من أسباب الضعف الشديد والنكارة ، والثابت أن الذي توعد بالتمثيل بجثث المشركين هم بعض الصحابة

وليس النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك رغبة في الانتقام لقتلاهم الذين مَثَّل المشركون بهم ، كما هي طبيعة البشر في حب القصاص من الظالم والمعتدي بمثل ما ظلم واعتدى

ولكن الله عز وجل نهاهم عن ذلك ، وندبهم إلى الصبر واحتساب الأجر عند الله .

فقد ثبت عن أُبَي بن كعب رضي الله عنه قال :

( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنْ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَمِنْ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ ، فِيهِمْ حَمْزَةُ ، فَمَثَّلُوا بِهِمْ ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ .

قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ )

رواه الترمذي (رقم/3129) وغيره

. وقال الترمذي : حسن غريب . وصححه الذهبي في " التلخيص " (2/391)

وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "

وفي " السلسلة الصحيحة " (رقم/2377)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 19:18   رقم المشاركة : 324
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لا يصح حديث الأكل في اليوم مرتين من الإسراف

السؤال

قالت عائشة رضي الله عنها : ( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال

: يا عائشة ! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك ، الأكل في اليوم مرتين من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين )


الجواب

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (7/441)

قال : أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي ، أنا محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا أحمد بن محمد بن عبيدة ، ثنا يحيى بن عثمان المصري

حدثني أبي ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة فذكره .

وهذا الإسناد ضعيف .

أبو عبد الرحمن السلمي اسمه محمد بن الحسين ، صاحب كتاب " طبقات الصوفية " (ت412هـ) قال فيه الحافظ الذهبي: تكلموا فيه ، ليس بعمدة

. كما في " ميزان الاعتدال " (3/523).

وعبد الله بن لهيعة ضعيف من قبل حفظه أيضا .

لذلك قال الإمام البيهقي بعد روايته له : "فيه ضعف" انتهى .

وقال المنذري رحمه الله : "فيه ابن لهيعة" انتهى .

"الترغيب والترهيب" (3/101) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله : "موضوع" انتهى .

"السلسلة الضعيفة" (257) .

وقد سبق ذكر مجموعة من الأحاديث الصحيحة الواردة في ذم الإسراف في الطعام

يمكنكم الاطلاع في جواب السؤال القادم وليس في شيء منها ذم الأكل مرتين في اليوم الواحد .

والحاصل :

أن تناول الطعام مرتين في اليوم الواحد من الأمور المباحة الجائزة ، وهو من عادات العرب المعروفة ، كانوا يأكلون في اليوم أكلتين ، أكلة الغداء

وأكلة العشاء ، ومن لم يكن شأنه ذلك إنما كان ذلك بسبب قلة ذات اليد ، وليس من أجل أن الأكل مرتين في اليوم من الإسراف .

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : (مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ) رواه البخاري (6455) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا أكلة واحدة ، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر" انتهى .

" فتح الباري " (11/292) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:15   رقم المشاركة : 325
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الكلام على حديث : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ) .

السؤال

ما مدى صحة هذا الحديث : روى عن ابن بجير رضي الله عنه وكان من الصحابة قال " أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم جوع يوما ، فعمد إلى حجر

فوضعه على بطنه ثم قال : ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا رب مكرم لنفسه لها مهين ، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم "؟


الجواب

الحمد لله

هذا الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (7/423) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4 / 531) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1461) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1423)

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6443) والآجري في "أدب النفوس" (16) وابن بشران في "الأمالي" (153) والدقاق في "مجلس في رؤية الله" (153)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/123) وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 38) ، كلهم من طريق سعيد بن سنان الكندي أبو مهدي ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير

عن ابن البجير رضي الله عنه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه يوما جوع ، فوضع حجرا على بطنه

ثم قال : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا رب نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا رب مكرم نفسه وهو لها مهين

ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم ، ألا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ، ما له عند الله من خلاق ، ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة

ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزنا طويلا ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، بل موضوع ، وآفته سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي .

قال ابن معين : ليس بثقة

وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، لا تشبه أحاديث الناس

وقال أحمد بن صالح المصري : منكر الحديث .

وقال دحيم : ليس بشيء

وقال البخاري : منكر الحديث

وقال النسائي : متروك الحديث

وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ

وقال ابن حبان : منكر الحديث لا يعجبني الاحتجاج بخبره ، وقال المروزي عن أحمد : ليس بشيء

وقال الدارقطني : حمصي يضع الحديث .

راجع : "الضعفاء الصغير" للبخاري (ص 52)

"تهذيب التهذيب" (4 / 41)

– "ميزان الاعتدال" (2 / 143)

– "الجرح والتعديل" (4 / 28)

– "المجروحين" (1 / 322)

– "الكاشف" (1 / 438)

– "المغني في الضعفاء" (1 / 261)

– "الكامل" (3 / 359) .

والحديث ذكره الألباني في "الضعيفة" (1115)

وقال : " موضوع " .

وقوله : ( ألا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ، ما له عند الله من خلاق ) .

يغني عنه ما رواه البخاري (3118) عن خَوْلَةَ بِنْت قَيْسٍ رضي الله عنها قالت : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

ورواه أحمد (26514) والترمذي (2374) وصححه ، ولفظه : ( إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ بِهِ نَفْسُهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .

وقوله : ( ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ، ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ) .

رواه أحمد (3008) من طريق نُوح بْن جَعْوَنَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلَاثًا - أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ) .

وهذا إسناد واه ، نوح بن جعونة هو نوح ابن أبي مريم ، وهو متهم ، راجع : "الضعيفة" (6741).

ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" من طريق سعيد بن محمد الثقفي ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به .

وسعيد بن محمد هو الوراق الثقفي أبو الحسن الكوفي متروك ، راجع "التهذيب" (4/69)

ويغني عنه ما رواه البخاري (6487) ومسلم (2823) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:19   رقم المشاركة : 326
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد أن من لم يقرأ القرآن في أقل من شهر كتب من المنافقين ؟

السؤال

سمعت أن هناك حديثاً عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول في ثناياه : إن مَن لا يقرأ القرآن في شهر فإنه منافق . فعلى الرغم من أنني بحثت عن هذا الحديث لكنني لم أجده .

فهل هناك حديث بهذا النص أو يفيد هذا المعنى ، وإذا كان كذلك فما مصدره ، وما قول العلماء فيه ؟


الجواب

الحمد لله


أولاً :

ما زال أهل العلم يحثون المسلم على الإكثار من ختم القرآن الكريم ، والإكثار من قراءته وتدبره ، فهو كلام الله المتعبد بتلاوته ، الذي يحب عز وجل أن يُتقرب به إليه .

وقد كانت همم السلف رحمهم الله على أنواع شتى :

فمنهم من كان يختم في كل يوم مرة ، ومنهم في ثلاث

ومنهم في أسبوع ، ومنهم من كان يختم في كل شهر مرة ، ولعل الختم في كل شهر مرة هو أدنى الهمم التي لا ينبغي للمؤمن أن يضعف عنها

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( اقرأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ) رواه البخاري (5052) تحت باب : " في كم يقرأ القرآن " ، ومسلم (1159) .

قال ابن حزم رحمه الله :

" يستحب للمسلم الذي يطلب النجاة أن يأتي بما لعله أن يوازي ذنوبه ويوازن سيئاته ، وأن يواظب على قراءة القرآن فيختمه في كل شهر مرة ، فإن ختمه في أقل فحسن " انتهى.

" رسائل ابن حزم " (3/150)

بل نص فقهاء الحنابلة على أنه " ( يكره تأخير الختم فوق أربعين بلا عذر ) قال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين ، ولأنه يفضي إلى نسيانه والتهاون به " انتهى.

" كشاف القناع " (1/430) .

وإذا حرص المسلم على ألا يمر عليه شهر ، أو أربعون يوما على الأكثر ، إلا وقد ختم القرآن قراءة ، فبإمكانه أن يزيد في قراءته اليومية ، لتقل المدة التي يختم فيها القرآن ، كل حسب حاله واستطاعته .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" الاختيار : أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له كمال فهم ما يقرؤه

وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .

وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه ، من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة" انتهى .

"التبيان" (ص76) .

ثانيا :

ما ورد في السؤال من أن لم يختم القرآن في كل شهر مرة هو من المنافقين ، لم يرد به دليل ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أحد من أصحابه ، فيما نعلم

ولم نعثر على الكلام المشار إليه في السؤال منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:22   رقم المشاركة : 327
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك مكذوب لا أصل له

السؤال

قرأت أن عليا رضي الله عنه دعا بهذا الدعاء : " اللهم أغننا عن خلقك " فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تقل هكذا ، فإن الخلق يحتاج بعضهم إلى بعض

ولكن قل : اللهم أغننا عن شرار خلقك ) ، فهل هذه المعلومة صحيحة . وأنا أدعو : " اللهم أغنني بفضلك عن من سواك " ، فهل صحيح هذا الدعاء ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال : اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك . قال : فسمعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا تقل هكذا

بل قل : اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك ، الذين إذا أعطوا مَنُّوا ، وإذا منعوا عابوا .

وقد جاء هذا الحديث من طريق أسد بن موسى ، ثنا خالد بن عبد الله القسري ، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فذكر الحديث .

وخالد بن عبد الله القسري لم يوثقه أحد في الرواية ، بل قال العقيلي رحمه الله : " لا يتابع على حديثه ، وله أخبار شهيرة ، وأقوال فظيعة ، ذكرها ابن جرير ، وأبو الفرج الأصبهانى ، والمبرد ، وغيرهم " انتهى.

" تهذيب التهذيب " (3/102)

وهذا كاف في إسقاط الحديث ورده ، فكيف إذا اجتمع إلى ذلك ضعف الأسانيد التي روي بها عن أسد بن موسى ، وقد روي عن أسد بن موسى من طريقين :

الطريق الأول : يرويه أحمد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي المصري الكذاب في كتابه : " الاحتراف " –

كما في " لسان الميزان " للحافظ ابن حجر (1/178) -

قال ابن فرضخ : حدثنا يوسف بن زيد هو القراطيسي ، ثنا أسد بن موسى ، فذكره .

وأحمد بن سعيد بن فرضخ هذا قال فيه الدارقطني رحمه الله : روى ...أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة كلها وكذب

لا تحل روايتها ، والحمل فيها على ابن فرضخ ، فهو المتهم بها ، فإنه كان يركب الأسانيد ، ويضع عليها أحاديث .

انظر: " لسان الميزان " (1/178)

الطريق الثاني : يرويه أبو محمد ابن حيان في " طبقات المحدثين بأصبهان " (3/512)، وعنه أبو نعيم الأصبهاني في " أخبار أصبهان " (1/219) ـ ترقيم الشاملة

قال ابن حيان : حدثنا عبد الله بن عبد السلام بن بندار ، قال ثنا بحر بن نصر ، قال ثنا أسد بن موسى ...فذكره .

وعبد الله بن عبد السلام بن بندار : لم نقف على جرح ولا تعديل فيه ، فلا تقبل منه روايته .

والحاصل : أن هذا الحديث كذب لا أصل له ، لا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يجب التحذير منه ، وبيان كذبه .

ولذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وهو حديث لا أصل له " انتهى.

" لسان الميزان " (1/178)

ومثله حكم عليه الفتني في " تذكرة الموضوعات " (ص/58)

وقال ابن عراق رحمه الله :

" قال السيوطي : لكن هذا الحديث أخرجه الديلمي من طريق أبي نعيم بسند ليس فيه ابن فرضخ .

قلت – أي ابن عراق - : المتابع لابن فرضخ عبد الله بن عبد السلام بن بندار : لم أقف له على ترجمة " انتهى.

" تنزيه الشريعة " (1/414)

وقال العجلوني رحمه الله :

" قال ابن حجر المكي – نقلا عن الحافظ السيوطي - : إنه موضوع " انتهى باختصار.

" كشف الخفاء " (1/188)

ثانيا :

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن حديث عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أيضا ، أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ :

إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي .

قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟

قَالَ : قُلْ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ .

رواه الترمذي (رقم/3563) وقال : حسن غريب . وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/266) .

وهذا يدل على جواز الدعاء باللفظ الوارد في السؤال : ( وأغنني بفضلك عمن سواك ) والذي أنكرته هذه القصة المكذوبة ، وهو مما يؤكد بطلانها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:28   رقم المشاركة : 328
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لممسوس ، فخرج منه الجني على هيئة جرو ؟

السؤال

ما صحة هذه الرواية: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبيِ صغير لها وقالت: يا رسول الله إن ابني هذا مصاب بمسّ من الجان

وإن هذا الجني يضايقنا عندما نبدأ طعامنا فيفسده علينا.. فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدر الصبي وقرأ عليه دعاءً، فتقيأ الصبي

فخرج منه حيوان على هيئة كلب صغير ففر هاربا.... مجمع الزوائد، ومستد الدارمي.


الجواب


الحمد لله


روى الإمام أحمد (17098) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ) قَالَ : فَبَرَأَ ، فَأَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا يَعْلَى خُذْ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَخُذْ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ ) .

وهكذا رواه الحاكم (4232) والطبراني في "المعجم الكبير" (679) وهناد في "الزهد" (1338) ووكيع في "الزهد" (500) كلهم من طريق الأعمش به .

وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (9/107) :

" رواته ثقات " .

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8 / 560) :

" رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " .

والمنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة رضي الله عنه ، لكن للحديث طرق متعددة عن يعلى بن مرة به .

فرواه أحمد (17115) من طريق مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ به .

ورواه أيضا (17097) من طريق عثمان بن حكيم قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة به .

ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (2271) من طريق شريك عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده به بنحوه .

وله شاهد عند الطبراني في "المعجم الأوسط" (9112) من طريق عبد الحكيم بن سفيان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن جابر بن عبد الله به .

وشاهد آخر رواه ابن أبي شيبة (32413) والدارمي (17) وعبد بن حميد (1053) والبيهقي في "الاعتقاد" (283) من طريق إسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بنحوه .

فهذه طرق كثيرة تدل على صحة الحديث وثبوته ، وقد قال ابن كثير رحمه الله بعد أن ساق بعضها : " هذه طرق جيدة متعددة " .

"البداية والنهاية" (6 / 154) .

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3 / 144) : " إسناده جيد " .

وكل هذه الروايات ليس في واحدة منها أنه صلى الله عليه وسلم دعا لهذا الصبي فخرج منه الشيطان على هيئة الكلب الصغير .

وهذه الرواية عند الإمام أحمد في "مسنده" (2288) من طريق فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ :

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا ! فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَدَعَا ، فَثَعَّ ثَعَّةً ( يعني تقيأ ) وَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ وَشُفِيَ .

وهكذا رواه الدارمي (19) والطبراني في "الكبير" (12460) وابن أبي شيبة (24046) من طريق فرقد السبخي به .

وهذا إسناد ضعيف ، فرقد هو ابن يعقوب السبخي البصري :

قال أيوب : ليس بشيء ، وقال يحيى القطان : ما يعجبني التحديث عنه ، وقال أحمد : رجل صالح ليس بقوي في الحديث ، لم يكن صاحب حديث ، وقال أيضا : يروي عن مُرّة منكرات

وقال ابن معين : ليس بذاك ، وقال البخاري : في حديثه مناكير ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال يعقوب بن شيبة : رجل صالح ضعيف الحديث جدا ، وقال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث .

انظر : "الجرح والتعديل" (7 / 82) -

"تهذيب التهذيب" (8 / 236-237)

– "ميزان الاعتدال" (3 / 346)

– "المجروحين" (2 / 205)

– "الكامل" (6 / 27) .

والحديث بهذا السياق ضعفه الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (4/136) والألباني في "تخريج أحاديث المشكاة" (5923) ، وقال ابن كثير :

" فرقد السبخي رجل صالح ولكنه سيء الحفظ " .

"البداية والنهاية" (6 / 177) .

وقال محمد المناوي في "تخريج أحاديث المصابيح" (5/225) :

" في سنده فرقد السبخي وقد ضعفوه " .

والخلاصة :

أن هذا الحديث صحيح بطرقه باللفظ الأول ، أما هذا السياق الذي فيه خروج الجرو من جوف الصبي بعد أن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فلا يصح ؛ لتفرد فرقد السبخي به ، وهو ضعيف سيء الحفظ .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:41   رقم المشاركة : 329
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الفردوس وأطيط العرش

السؤال


ما صحة حديث : ( سلوا الله الفردوس ، فإنها سرة الجنة ، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش ) وما معنى أطيط العرش ، وما هي الفردوس ، وما ميزتها عن الجنة ؟ وجزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله

أولا : نص الحديث

هذا الحديث يُروَى عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( سَلُوا اللَّهَ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهَا سُرَّةُ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ لَيَسْمَعُونَ أَطِيطَ الْعَرْشِ )

ثانيا : معاني مفردات الحديث

الأطيط : صوت الرحال إذا ثقل عليها الركبان . انظر: " لسان العرب " (1/ 92)، مادة : أطط.

سرة الجنة : أي وسطها وجوفها ، من " سرة " الإنسان ، فإنها في وسطه .

ثالثا : تخريج الحديث

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/246) – ومن طريقه أبو نعيم في " صفة الجنة " (رقم/469)-

ورواه الروياني في " المسند " (رقم/1265)، وابن بطة في " الإبانة " (3/176)، وعثمان بن أبي شيبة في كتاب " العرش " (رقم/12) وغيرهم .

جميعهم من طريق جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة .

رابعا : الحكم على الحديث

إسناد الحديث ضعيف جدا بسبب جعفر بن الزبير ، اتفق الأئمة على ترك حديثه ، حتى روى علي ابن المديني عن غندر : رأيت شعبة راكبا على حمار

فقيل له : أين تريد يا أبا بسطام ؟ قال : أذهب فأستعدي على هذا - يعنى جعفر بن الزبير -، وَضَعَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة حديث كذب .

انظر : " تهذيب التهذيب " (2/92)

ولذلك ضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/3705)، وضعف كل الأحاديث التي ورد فيها " أطيط العرش "، وانظر: (رقم/866، ورقم/6329)

وقال الإمام الذهبي رحمه الله :

" الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل ، فذاك صفة للرحل وللعرش ، ومعاذ الله أن نعده صفة لله ، ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت

وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها ، وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره ، فأما ما في إسناده مقال ، أو اختلف العلماء في قبوله وتأويله ، فإننا لا نتعرض له بتقرير ، بل نرويه في الجملة ونبين حاله " انتهى.

" العلو " (ص/45) طبعة مكتبة أضواء السلف ، وفي (1/415-416) من طبعة دار الوطن بتحقيق الدكتور عبد الله بن صالح البراك .

ويقول الدكتور محمد خليفة التميمي :

" وأما مسألة الأطيط : فلم يثبت في المسألة نص صحيح " انتهى.

تحقيق كتاب " العرش " لابن أبي شيبة (ص/335)

وخالف في ذلك آخرون من أهل العلم ، كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، فقالوا بتصحيح حديث محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة

عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عرشه لعلى سماواته وأرضه ، وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب )

وهو حديث آخر غير المذكور ، لكنه يشترك معه في ذكر " الأطيط " . ولكن مع تنزيه الله عز وجل أن يحمله شيء من خلقه ، أو يحتاج إلى شيء من خلقه

سبحانه ؛ وإنما هذا اللفظ هي من جزء من حديث أشمل من ذلك ، سيق لبيان عظمة الله جل جلاله ، والإشارة إلى شيء من ملكوته ودلائل قدرته وعظمته

فالسياق قاطع في بيان العظمة والقدرة ، لا الحاجة إلى شيء من الخلق ، جل جلاله سبحانه ، وتقدست أسماؤه .

خامسا : ما هي الفردوس ، وأين مكانها في الجنة ؟

يقول الدكتور محمد خليفة التميمي وفقه الله :

" على الرغم من ضعف الحديث من حيث إسناده ، إلا أن ما جاء فيه من قوله : ( سلوا الله جنة الفردوس فإنها سرة الجنة ) له شاهد من حديث أخرجه البخاري في " صحيحه "

كتاب التوحيد ، باب : ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ )، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله

كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه وسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة )

واسم الفردوس : قد يطلق ويراد به جميع الجنة .

وقد يطلق ويراد به : أفضل الجنة وأعلاها ، كما في هذا الحديث .

وكأنه بهذا المعنى أحق وأصوب ، قال تعالى : ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) المؤمنون/10-11

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ) الكهف/107.

والفردوس في اللغة : البستان .

قال الفراء : أصل اللفظ عربي . وقال مجاهد : هو البستان بالرومية ، واختاره الزجاج .

وأما ما جاء في وصف الفردوس من كونه : ( وسط الجنة وأعلى الجنة ):

فالحافظ ابن حجر يقول : " المراد بالأوسط هنا الأعدل والأفضل : كقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطا ) البقرة/143، فعلى هذا عطف الأعلى عليه للتأكيد .

وقال الطيبي : المراد بأحدهما العلو الحسي ، وبالآخر العلو المعنوي .

وقال ابن حبان : المراد بالأوسط السعة ، وبالأعلى الفوقية .

والصواب أن تفسير الأوسط على المعنى المعنوي لا المكاني لا يساعد عليه ظاهر النص ، ذلك أن ظاهر النص ينص على أن الفردوس هو وسط الجنة وأعلاها

بمعنى أن الفردوس هو ربوة الجنة ، وأن الجنان الأخرى عن جوانبه ومن تحته ، وهو أعلاها .

قال قتادة : الفردوس ربوة الجنة ، وأوسطها ، وأعلاها ، وأفضلها ، وأرفعها .

ويدل على ذلك قوله في الحديث : ( وفوقه عرش الرحمن )، فليس فوق الفردوس إلا عرش الرحمن سبحانه وتعالى ، كما يدل عليه أيضا قوله : ( ومنه تفجر أنهار الجنة )؛ لأن الأنهار عادة تنبع من الأعلى . والله أعلم .

وهذه الصفة أي : كون وسط الشيء أعلاه- لا تتصور إلا في المقبب ، فإن أعلى القبة هو أوسطها ، فالجنة والله أعلم تكون كذلك .

انظر: "فتح الباري": (6/ 13)، "حادي الأرواح": ص 74، 75

"لسان العرب": (2/ 1069)

"النهاية" لابن كثير: (2/233) " انتهى .

النقل عن الدكتور محمد خليفة التميمي في تحقيقه لكتاب " العرش " لعثمان بن أبي شيبة (ص/335)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:50   رقم المشاركة : 330
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحاديث في استحباب صيام العشر الأول من ذي الحجة

السؤال


من خلال المقالة التي على موقعكم ، والمعنونة بـ" العشر الأول من ذي الحجة "، فهمت أنه يُستحب صيام يوم التاسع ، ولكن لم تذكروا ما إذا كان من السنة صيام بقية أيام العشر. وهناك أحاديث لا أدري صحتها

تُبَيِّنُ فضل هذه الأيام ، وتحث على التزود بالطاعات فيها ، بما في ذلك الصيام . هذه الأحاديث هي كالتالي : 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر )

رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي.

2- عن حفصة رضي الله عنها قالت : ( خمس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن : صيام يوم عاشوراء ، وعشر من ذي الحجة ، وثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتين قبل الفجر...)

رواه أحمد والنسائي . فمِن هذه الأحاديث أفهم أنه ليس من السنة فقط صيام اليوم التاسع ، بل بقية العشر كذلك .

فهل هذا صحيح ؟ ولماذا لم يُذكر ذلك في المقالة ؟ وهل الأحاديث المذكورة صحيحة ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

صيام تسع من ذي الحجة مستحب ، ويدل لذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر يعني عشر ذي الحجة

فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟

فقال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه البخاري 969 ، وعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت

: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين )

رواه الإمام أحمد 21829 ، وأبو داود 2437 ، وضعفه في نصب الراية 2 / 180 ، وصححه الألباني .

أما صيام يوم العيد فهو محرم ، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا : ( نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر ) رواه البخاري برقم 1992 ، ومسلم برقم 827 ، وقد أجمع العلماء على أن صومهما محرم .

فالعمل الصالح في هذه الأيام العشر أفضل من غيرها ، وأما الصيام فلا يصام فيها إلا تسع فقط ، واليوم العاشر هو يوم العيد يحرم صومه .

وعلى هذا ، فالمراد من ( فضل صيام عشر ذي الحجة ) صيام تسعة أيام فقط ، وإنما أطلق عليها أنها عشر على سبيل التغليب .

انظر شرح مسلم للنووي حديث رقم (1176) .

ثانيا :

أما الحديث الوارد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

فرواه الترمذي (رقم/758)، والبزار (رقم/7816)، وابن ماجه (رقم/1728) من طريق أبي بكر بن نافع البصري ، قال: حدثنا مسعود بن واصل ، عن نهاس بن قهم ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة به .

وهذا إسناد ضعيف بسبب النهاس بن قهم ، ومسعود بن واصل ، ولذلك اتفقت كلمة علماء الحديث على تضعيفه :

قال الترمذي رحمه الله :

" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل ، عن النهاس .

وسألت محمدا – يعني البخاري - عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا .

وقد روي عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا شيء من هذا . وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه " انتهى.

وقال البغوي رحمه الله :

" إسناده ضعيف " انتهى.

" شرح السنة " (2/624)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فيه ضعف " انتهى.

" شرح العمدة " (2/555)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" إسناده ضعيف " انتهى.

" فتح الباري " (2/534)

وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (رقم/5142)

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله – بعد أن أورد هذا الحديث وغيره في الباب - :

" وفي المضاعفة أحاديث أخر مرفوعة ، لكنها موضوعة ، فلذلك أعرضنا عنها وعما أشبهها من الموضوعات في فضائل العشر ، وهي كثيرة " انتهى.

" لطائف المعارف " (ص/262)









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc