ما هو عكس كلمة الجهل ؟
لاشك أن المتبادر إلى الذهن هو كلمة العلم ، لكن انتبه فالعرب الأقحاح كانوا يطلقون ( الحلم ) كنظير للجهل بل إن الأحلام تعني ( العقول) في قاموس يبدو أننا بحاجة إلى إعادة استخدامه استخداماً تطبيقياً حتى نعالج الكثير من مشاكلنا الإجتماعية التي تتراكم لأسباب كثيرة. وما أحب التحدث عنه في الحقيقة هو مالذي يجب علي أن أفعله عندما يصدر من شخص ما تصرف يغضبني
نحن كثيراً ما نواجه مواقف تجعل الإنسان لا يرى ما أمامه من شدة الغضب نتيجة كلمة جارحة أو تصرف مسيء ، ولابد للعاقل أن يُحسن التصرف في كل أحواله حتى لا يندم على شيء وما أكثر ما نندم على تصرف في لحظ غضب والسبب في ذلك واضح لأن الإنسان يفقد عقله إن ترك الغضب يأخ منه كل مأخذ
لكنني اتعدى هذا الأمر إلى شيء أبعد من هذا ... إلى الإحسان لمن أساء إليك
ليس فقط كظم غيضك ، بل إلى الإحسان لمن يسيء لك ، وهنا لابد أن نعرف أن الأمر ليس قراراً نظرياً فقط ، بل هو منهج تطبيقي يستلزم الكثير من تمرين النفس على هذا السلوك الفاضل الذي ستعرف ثمراته فيما بعد
ماهي ثمرات هذا المنهج ؟
أولاً : هذا يكسبك محبة الله وانظر إلى قول الله تعالى : ( { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين } فأنت تتصرف هكذا لكي تكسب محبة الله تعالى
ثانياً : أنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ففي الحديث السادس عشر من الأربعين النووية عـن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه ، ان رجــلا قـــال للـنـبي صلي الله عـلـيـه وسـلـم : أوصــني قال لا تغضب ) فردد مرارًا ، قال : ( لا تغضب ) رواه البخاري
ثالثاً : أن ذلك سبب لمغفرة ذنبوك وعفو الله عنك يقول اللهوَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [النور:22]
رابعاً : أن ذلك سبب في حصول الأجر العظيم لك في الأخرة ففي سنن الترميذي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيّره في أي الحور شاء ) فاللهم من فضلك
وكذلك عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... و ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد الله إلا ملأ جوفه إيماناً ). اللهم اجعلنا من المؤمنين
أخيراً : أن فيه خصلتين جميلتين وهما أنك لا تندم على العفو وأن عاقبة ذلك تكون لك أنت وخيره يعود عليك أكثر مما لو إنتقمت وفرطت في عقلك فبادروا اخوتي بتمرين النفس على العفو بل وعلى الدعاء لمن اساء لكم والإحسان إليه ووطنوا أنفكسم على ذلك ولعلك تعفو عن شخص وتدعوا إليه أو تحسن إليه في هذه الليالي فيعفو الله عنك ويحسن إليك والله المستعان
.
منتظر نقاشكم