بات واضحاً ومن خلال أحداث كثيرة وحقائق ساطعة أن السعودية وقطر تحديداً ودول الخليج عامة، تسعى لشطب الدور المصري والهيمنة على شعب مصر بثقله الإقليمي والدولي. فقد أثبتت نتائج تحقيقات عدة أن قطر والسعودية تقفان وراء محاولات تخريب الساحة المصرية، وإثارة الفتن، والإبقاء على عدم الاستقرار في هذه الساحة بهدف مواصلتهما تنفيذ المخططات الأمريكية ضد الوطن العربي.
هذه الدول استدرجت عمرو موسى ودفعته إلى الطلب من حلف الأطلسي ضرب الشعب الليبي، ووعدته بدعم مالي ضخم في حال خاض انتخابات الرئاسة وعندما رحل جاءت بنبيل العربي من وزارة الخارجية ونصبته أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، لتسيره في تنفيذ أهدافها، ضد دول عربية أخرى، وفي مقدمتها سورية، فانزلق العربي وراء عباءات حمد بن جاسم وسعود الفيصل، ومنحته من الوعود والترغيب الكثير، ومن بينها، دعمه للرئاسة في مصر، وبالفعل حوّل العربي الجامعة إلى دائرة في مجلس التعاون الخليجي ولأنها تريد منه الكثير، أغرته بالمزيد ووضعت أمامه تحركاتها لدعمه لرئاسة مصر.
مصادر عربية مطلعة أكدت أن عدة لقاءات عقدت في الدوحة بين مسؤولين قطريين وقيادات في قوى سياسية مصرية لمناقشة إمكانية اختيار نبيل العربي مرشحاً توافقياً من جانب القوى الرئيسية في مصر من بينها حركة الإخوان المسلمين وقد استضافت قطر هذه اللقاءات بتغطية شاملة للتكاليف. وذكرت المصادر أن هناك انقساماً حول هذه المسألة في صفوف حركة الإخوان المسلمين، فالتيار الأول يرغب في الاستجابة للموقف القطري، بدعم العربي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتيار الثاني يرى أن هناك مرشحين أفضل بكثير من العربي لقيادة مصر في المرحلة المقبلة.
هذا التدخل القطري أغضب عمرو موسى الذي وعده قادة الخليج بالتمويل ودعم حملته الانتخابية، وهو الذي تربطه علاقات حميمية مع دول الخليج ونفذ الكثير من تعليمات قادتها.
كما أكدت المصادر أن هناك غلياناً متزايداً جراء التدخل الخليجي السافر في شؤون مصر، وبعض الأحزاب المصرية رفضت المشاركة في محادثات الدوحة، حيث ذكر أحد المسؤولين أنه من المؤسف أن تكون هناك جلسات ولقاءات تتعلق بمثل هذا الموضوع الحساس الذي يتعلق بمستقبل مصر تجري على أرض أجنبية، حتى لو كانت عربية، وأن أي شخص يوافق على أن يتم ترشيحه للرئاسة من قبل دول خارجية ولو كانت عربية هو شخص لا يستحق رئاسة دولة بحجم مصر.