شبهة حول ما أخبر به القرآن في شأن عيسى عليه السلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شبهة حول ما أخبر به القرآن في شأن عيسى عليه السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-23, 18:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 شبهة حول ما أخبر به القرآن في شأن عيسى عليه السلام

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.


شبهة حول ما أخبر به القرآن في شأن عيسى عليه السلام

السؤال

كيف تطلبون من غير المسلمين أن يصدقوا ما في كتابكم بشأن عيسى ، ورفض صلبه ، وبنوته لله ، مع أن الكتاب المقدس قد أخبر بذلك ؟.

الجواب

الحمد لله

لعله من القول المعاد هنا أن ننبه على أن الأناجيل

أو الكتاب المقدس الذي نتكلم عنه

والذي يوجد في أيدي الناس اليوم

هو شيء آخر غير الذي نزل من عند الله على عبده ورسوله عيسى بن مريم

عليه السلام ؛ فذاك الذي نزل من عند الله لا يصح لأحد إيمانه إذا كفر به

أو بشيء منه

وقد سبق التنبيه على ذلك في السؤال القادم

غير أنه ، ولحكمة بالغة ، لم يزل تحريف الأيدي ، وليّ الألسن يعبث بذلك الكتاب ، ولم تزل تعدو عليه صروف الدهر ، وحوادث الأيام من قديم

حتى ضاع أصله الإلهي ، وانقطع من أيدي الناس ، ولم يعد بين أيديهم إلا خليط مختلف من ظلمات الشرك والتثليث ، مع بصيص من نور التوحيد

وأخلاط من الكذب والتحريف المتتابع ، زمانا بعد زمان ، مع أثارة من الصدق وعلم النبيين .

ولقد صار من المتعذر ، بل من المستحيل ، مع بعد العهد ، وتتابع العبث ، أن يقطع أحد بصدق شيء من ذلك الكتاب أو كذبه ، إلا إذا عرض على الحق المهيمن على ما قبله ، والمصدق لما بين يديه

الذي لم يشب نوره الإلهي بظلمة من الجهل أو الهوى ، ولا صدقه الخالص بكذبة ، أو حتى غلطه ، وليس ذلك إلا القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 .

ومع أن واحدا من كبار الدارسين عند القوم ، والمدافعين عن الكتاب المقدس ، وهو نورتن ، حاول أن يدافع عن الكتاب المقدس أمام طعن إكهارن الجرمني

فقد اضطر إلى أن يعترف بأن تمييز الصدق من الكذب في هذا الزمان عسير !!

ومن هنا نصل إلى موضوع السؤال ، لنقول : إن من لم يؤمن بالقرآن ، لن يصح له كتاب يؤمن به ، ومن طعن في صدق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وصحة دين الإسلام ، لم يمكنه أن يقيم دليلا على صحة دينه الذي يتمسك به .

ووجه ذلك أن من طعن في صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما أخبر به من نبوته ، والوحي المنزل عليه من السماء ، مع أن ظهرت على يديه المعجزات الدالة على صدقه في ما قال

وبقي حياته يتحدى أعداءه بالكتاب الذي ينسبه إلى وحي ربه أن يأتوا بمثله ، أو بشيء منه ، بل أن تحدى الإنس والجن جميعا أن يجتمعوا ويتظاهروا ، ويتساعدوا

من أجل أن يأتوا بمثل هذا القرآن : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا ً) الإسراء/88

ولم يحدث أنهم فعلوا وأتوا بمثله ، على ما مر من التاريخ بعده ، وعلى كثرة ما عارضه من الأعداء ، وودوا لو أثبتوا كذبه ، وهيهات !!

ثم بقي ذلك النبي بعد ذلك منصورا على أعدائه ، لم يبطلوا له حجة ، ولا وقفوا له على كذبة في خبر ، ولو كان من حديث الناس الذي يألفونه ، فضلا عن أن يكذب على ربه الذي أرسله .

وليت شعري ، إذا طعنوا في ذلك كله ، فأنى لهم أن يقيموا دليلا على صحة "الإلهام" الذي اعتمدوا عليه في تصديق كتبهم ، مع أنهم لا يدعون أن هذه الأناجيل أنزلت على عيسى

أو أنه كتبها ، أو أملاها ، أو حتى كتبت في حياته !!

هذا مع أنه لا يوجد دليل محقق على شخصية الأربعة الذين كتبوا هذه الأناجيل ، ومن يكونون ، وكيف كانت سيرتهم وحياتهم ، وهل كان ما كتبوه كان من من الوحي الإلهي ، أو الإلهام ، على حد تعبيرهم

أو كان من بنات أفكارهم ، ووحي شياطينهم . يقول هورن ، أحد كبار مفسري الكتاب المقدس : ( إذا قيل إن الكتب المقدسة أوحيت من جانب الله

فلا يراد أن كل لفظ ، والعبارة كلها من إلهام الله ، بل يُعلم من اختلاف محاورة المصنفين ، واختلاف بيانهم أنهم كانوا مُجَازين (؟!)

[ يعني : كانوا مسموحا لهم ] أن يكتبوا على حسب طبائعهم وعاداتهم وفهومهم ، ولا يُتخيل أنهم كانوا ملهمين في كل أمر يبينونه ، أو في كل حكم كانوا يحكمونه ) .

وقد أشارت دائرة المعارف البريطانية إلى خلاف علماء النصارى وباحثيهم في شأن هذا الإلهام :

هل كل قول مندرج في الكتب المقدسة إلهامي أو لا ؟ ثم علقت في موضع منها ( 19/20) على ذلك : ( إن الذين قالوا إن كل قول مندرج فيها إلهامي ، لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة ) .

ونقول : ولا بصعوبة !!

وإزاء عشرات المواضع المتضاربة فيما بين هذه الأناجيل ، بعضها وبعض ، وعشرات الأغلاط التاريخية

والنبوءات الكاذبة التي لم تتحقق ، قرر فريدريك جرانت أن ( العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره ، لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة ) .

وأما دائرة المعارف الأمريكية فتذكر ( أن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع

والثلاثة المتشابهة ؛ إن الاختلاف بينهم عظيم ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة ، باعتبارها صحيحة وموثوقا فيها ، فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ) .

هذا مع اعتبار أن إنجيل يوحنا هو أشد هذه الأناجيل تقريرا لعقيدتهم في التثليث ، بل إنهم ليعترفون أنه ألف من أجل تقرير هذه العقيدة التي أخلت بها الأناجيل الأخرى ، وقطع اختلاف الناس في شأنها !!

إن الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تتمسك بشدة بعقيدة الإلهام ، كأصل للكتاب المقدس

وأكدت على ذلك في مجمع الفاتيكان عام ( 1869-1870)

عادت أمام هذه الحقائق لتعترف ، بعد نحو قرن

في المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( 1962-1965)

بأن هذه الكتب تحتوي على شوائب ، وشيء من البطلان ، على ما نقله الباحث الفرنسي الكاثوليكي [ الذي أسلم فيما بعد ] د موريس بوكاي .

ثم إن من كذب بشيء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحواله وسيرته الدالة على صدقه ، كيف له أن يثبت معجزات هؤلاء الرسل المزعومين الذي كتبوا الأناجيل ، أو يدلل على صدقهم في دعوى الإلهام ؟!

إن دعوى الإلهام صادقة في زعمهم بدليل شهادة الكتاب المقدس ، وما فيه من ذكر معجزاتهم ، والكتاب المقدس وما فيه صادق لأنه إلهام !!

وهكذا ينتهي استدلالهم إلى الدور الباطل ، كما نقله ريس في دائرة معارفه عن بعض المحققين : فالكتاب المقدس صحيح لأنه إلهام ، وإلهامهم صادق لأن الكتاب المقدس شهد به !!

ومن كذب بالقرآن المنقول بالتواتر ، الفاشي في مشارق أرض الإسلام ومغاربها ، جيلا بعد جيل ، حفظا وكتابة ، لا تختلف نسخه ، ولا تضطرب ولا تتعارض ، أنى له أن يثبت صحة الأناجيل التي يعتمد عليها

والتي لم توجد مجرد إشارة لها ، فضلا عن أن توجد أعيانها ، قبل مضي نحو قرنين من وفاة المسيح ، على ما نقله نورتن عن إكهارن الجرمني ، ثم ما وقع في مطلع القرن الرابع بالنصارى من البلاء

والهدم لكنائسهم ، وتحريق كتبهم ، ما يفقد الثقة
بكتبهم
التي وجدت بعد ذلك : فمتى وجدت ، وعند من كانت في فترة الاضطهاد والاستخفاء ، وكيف وصلت إلينا ، وكيف ، وكيف ...

أسئلة كثيرة تدور حول هذه المعضلة ، فيما عبرت عنه دائرة المعارف البريطانية بقولها :

( ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك ) .

وأما الجهل بالمترجم الذي نقلها عن اللغة الأصلية التي كتبت بها ، وما مدى الثقة بعلمه ودينه وكفايته لهذه المهمة ، وكيف لنا أن نتأكد من أنه نقلها على وجهها ، فذلك لون آخر !!

[ يمكن مراجعة تفصيل ما أجملناه في هذا الجواب في : إظهار الحق ، للشيخ رحمة الله الهندي ، ومناظرة بين الإسلام والنصرانية ، للشيخ محمد جميل غازي وآخرين ]

والله يهدينا وإياكم إلى صراطه المستقيم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-11-23, 18:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

الأناجيل الموجودة اليوم كتبت بعد عيسى عليه السلام وقع فيها تحريف كثير

السؤال

من المعروف لدينا نحن المسلمين أن الله تعالى أنزل الإنجيل على نبيه عيسى عليه السلام

ولكن حينما درست بعض الأشياء عن المسيحية

، أخبروني أن الإنجيل لم يأت به المسيح وإنما كتب على يد تلاميذ المسيح بعد صلبه ( أو بعد أن رفعه الله إليه كما في القرآن ). فكيف يمكننا الجمع بين القولين ؟.


الجواب

الحمد لله

ليس بين القولين اختلاف أو تناقض ، بحمد الله ، حتى نحتاج إلى السؤال عن الجمع بينهما ، وإنما سبب الإشكال على السائل أنه خلط بين أمرين يجب الإيمان بهما ، وكلاهما حق ، بحمد الله :

أما الأمر الأول فهو الإنجيل المنزل من رب العالمين ، على نبي الله عيسى

عليه السلام ؛ والإيمان بأن الله تعالى أنزل على نبيه عيسى كتابا ، وأن اسم هذا الكتاب الإنجيل ، هو من أصول الإيمان وأركانه التي يجب الإيمان بها ؛ قال تعالى :

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة/285 ، وقال صلى الله عليه وسلم

لجبريل لما سأله عن الإيمان ، في حديثه المعروف : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وسله واليوم الآخر ، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ) متفق عليه

كما أن الكفر بذلك أو الشك فيه ، ضلال و كفر بالله تعالى

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً ) النساء/136

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ) النساء/150-151

وأما الأمر الثاني فهو الإنجيل ، أو بتعبير أدق الأناجيل التي توجد في أيدي النصارى اليوم ؛ فمع أن من أصول إيماننا الإيمان بالإنجيل الذي أنزل على عيسى

فإننا نؤمن كذلك بأنه لم يعد بين أيدي الناس كتاب كما أنزله الله ، لا الإنجيل ، ولا غيره ، إلا القرآن . بل إن النصارى أنفسهم لا يدعون أن الكتب التي بين أيديهم منزلة هكذا من عند الله

بل ولا يدعون أن المسيح عليه السلام هو الذي كتبها ، أو أنها ، على الأقل كتبت في زمانه

. يقول الإمام ابن حزم

رحمه الله في الفِصَل في الملل (2/2) :

( ولسنا نحتاج إلى تكلف برهان في أن الأناجيل وسائر كتب النصارى ليست من عند الله عز وجل ولا من عند المسيح عليه السلام

كما احتجنا إلى ذلك في التوراة والكتب المنسوبة إلى الأنبياء عليهم السلام التي عند اليهود ، لأن جمهور اليهود يزعمون أن التوراة التي بأيديهم منزلة من عند الله عز وجل

على موسى عليه السلام ، فاحتجنا إلى إقامة البرهان على بطلان دعواهم في ذلك ، وأما النصارى فقد كفونا هذه المؤونة كلها

لأنهم لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح ، ولا أن المسيح أتاهم بها ، بل كلهم أولهم عن آخرهم ، أريسيهم و ملكيهم ونسطوريهم و يعقوبيهم و مارونيهم و بولقانيهم

لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة :

فأولها تاريخ ألفه متى اللاواني تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح عليه السلام

وكتبه بالعبرانية في بلد يهوذا بالشام يكون نحو ثمان وعشرين ورقة بخط متوسط والآخر تاريخ ألفه مارقش ( مرقس ) تلميذ شمعون بن يونا ، المسمى باطرة

بعد اثنين وعشرين عاما من رفع المسيح عليه السلام ، وكتبه باليونانية في بلد إنطاكية من بلاد الروم

ويقولون إن شمعون المذكور هو الذي ألفه ثم محا اسمه من أوله ونسبه إلى تلميذه مارقش

يكون أربعا وعشرين ورقة بخط متوسط و شمعون المذكور تلميذ المسيح والثالث تاريخ ألفه لوقا الطبيب الأنطاكي تلميذ شمعون باطرة أيضا ، كتبه باليونانية بعد تأليف مارقش المذكور

يكون من قدر إنجيل متى والرابع تاريخ ألفه يوحنا ابن سيذاي تلميذ المسيح بعد رفع المسيح ببضع وستين سنة وكتبه باليونانية يكون أربعا وعشرين ورقة بخط متوسط . )

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح (3/21) :

( وأما الأناجيل التي بأيدي النصارى فهي أربعة أناجيل : إنجيل متى ولوقا ومرقس ويوحنا ، وهم متفقون على أن لوقا ومرقس لم يريا المسيح ، وإنما رآه متى ويوحنا وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل

وقد يسمون كل واحد منها إنجيلا ، إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح ؛ فلم يذكروا فيها أنها كلام الله ولا أن المسيح بلغها عن الله بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح وأشياء من أفعاله ومعجزاته )

ثم إن هذه الكتب التي كتبت بعد المسيح لم تبق على صورتها هذه التي كتبت عليها أول مرة ؛ حيث اختفت النسخ الأولى ، وفقدت من أيدي الناس مدة طويلة من الزمان . يقول ابن حزم :

( وأما النصارى فلا خلاف بين أحد منهم ولا من غيرهم في أنه لم يؤمن بالمسيح في حياته إلا مائة وعشرون رجلا فقط ....، وأن كل من آمن به فإنهم كانوا مستترين مخافين في حياته وبعده

يدعون إلى دينه سرا ولا يكشف أحد منهم وجهه إلى الدعاء إلى ملته ، ولا يظهر دينه ، وكل من ظفر به منهم قتل ....

فبقوا على هذه الحالة لا يظهرون البتة ، و لا لهم مكان يأمنون فيه مدة ثلاثمائة سنة بعد رفع المسيح عليه السلام .

وفي خلال ذلك ذهب الإنجيل المنزل من عند الله عز و جل إلا فصولا يسيرة أبقاها الله تعالى حجة عليهم وخزيا لهم فكانوا كما ذكرنا إلى أن تنصر قسطنطين الملك فمن حينئذ ظهر النصارى وكشفوا دينهم واجتمعوا وآمنوا .

وكل دين كان هكذا فمحال أن يصح فيه نقل متصل لكثرة الدواخل الواقعة فيما لا يؤخذ إلا سرا تحت السيف لا يقدر أهله على حمايته ولا على المنع من تبديله ) الفصل 2/4-5

وبالإضافة إلى هذا الانقطاع الهائل في إسناد كتبهم ، والذي يتجاوز القرنين من الزمان ، في أعلى أسانيدهم ، فإن هذه الكتب لم تبق بلغتها التي كتبها بها أهلها أول مرة

وإنما ترجمت عن تلك اللغات ، ثم ترجمت غير مرة ، على أيدي أناس مجهولين في علمهم ، وأمانتهم

واختلاف هذه الكتب وتناقضها فيما بينها من أقوى الأدلة على تحريفها وأنها ليست هي الإنجيل الذي أنزله الله على عبده ورسوله عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وصدق الله العظيم إذ يقول : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) النساء/82 .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc