رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-22, 07:42   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال

هل يمكن أن تعطيني نبذة عن مذهب الدروز وأفكارهم وحكمهم في الإسلام ؟.

الجواب

الحمد لله

أصل الدروز فرقة سرية من فرق الباطنية يتظاهرون بالإسلام ، ويلبسون أحياناً لباس التدين والزهد والورع ويظهرون الغيرة الدينية الكاذبة ويتلونون ألواناً عدة من الرفض والتصوف وحب آل البيت ، ويزعمون أنهم حملة لواء الإصلاح بين الناس وجمع شملهم ليلبسوا على الناس ويخدعوهم عن دينهم حتى إذا سنحت لهم الفرصة وقويت شوكتهم ووجدوا من الحكام من يواليهم وينصرهم ظهروا على حقيقتهم وأعلنوا عقائدهم وكشفوا عن مقاصدهم وكانوا دعاة شر وفساد ومعاول هدم للديانات والعقائد والأخلاق .

يتبين ذلك لمن تتبع تاريخهم وعرف سيرتهم من يوم وضع عبد الله بن سبأ اليهودي أصولهم وبذر بذورهم فورثها لاحقهم عن سابقهم وتواصوا بها وأحكموا تطبيقها واستمر ذلك إلى وقتنا الحاضر .

والدروز وإن كانوا فرعاً من فروع الباطنية لهم مظاهرهم الخاصة من جهة نسبهم ونسبتهم والزمن الذي ظهروا فيه . والظروف التي ساعدتهم على الظهور . ونذكر فيما يلي مجمل ذلك وحكم العلماء فيهم :

1. ينسب الدروز إلى درزي وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدرزي وقد يروى اسمه بلفظ عبد الله الدرزي ودرزي بن محمد ويقال : إن محمد بن إسماعيل الدرزي هو تشتكين أو هشتكين الدرزي ، وقيل ينسبون إلى طيروز إحدى بلاد فارس ، ويرى الزبيدي أن الصواب ضبط الدرزي بفتح الدال نسبة إلى أولاد درزة وهم السفلة .

2. ظهر محمد بن إسماعيل الدرزي أيام الحاكم بأمره أبي على المنصور بن العزيز أحمد ملوك العبيديين الذين حكموا مصر قريباً من مائتي سنة وزعموا أنهم من آل البيت زوراً وبهتاناً وأنهم من نسل فاطمة رضي الله عنها .

وقد كان محمد بن إسماعيل الدرزي أولاً من الفرقة الإسماعيلية الباطنية التي تزعم أنها من أتباع محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ثم خرج عليهم واتصل بالحاكم العبيدي ووافقه على دعواه الإلهية ودعا الناس إلى عبادته وتوحيده . وادعى أن الإله حل في علي بن أبي طالب ، وأن روح علي انتقلت إلى أولاده واحداً بعد واحد حتى انتقلت إلى الحاكم وقد فوض إليه الحاكم الأمور بمصر ليطيعه الناس في الدعوة ولما انكشف أمره ثار عليه المسلمون بمصر وقتلوا ممن معه جماعة ولما أرادوا قتله هرب واختفى عند الحاكم فأعطاه مالاً وأمره أن يخرج إلى الشام لينشر الدعوة هناك فخرج إليها ونزل بوادي تيم الله بن ثعلبة غربي دمشق فدعاهم إلى تأليه الحاكم ونشر فيهم مبادئ الدروز ووزع فيهم المال فاستجابوا له .

وقد قام بالدعوة أيضاً إلى تأليه الحاكم رجل آخر فارسي اسمه حمزة بن علي بن أحمد الحاكمي الدرزي من كبار الباطنية فقد اتصل برجال الدعوة السرية من شيعة الحاكم ودعا إلى تأليهه خفية حتى أصبح ركناً من أركانها ثم أعلن ذلك وادعى أنه رسول الحاكم فوافقه على ذلك . ولما توفي الحاكم وتولى ابنه على الملقب الظاهر لإعزاز دين الله . وتبرأ من الدعوة إلى تأليه أبيه طوردت الدعوة في مصر ففر حمزة إلى الشام وتبعه بعض من استجاب له واستقر أكثرهم في المقاطعة التي سميت فيما بعد ( جبل الدروز ) في سورية .

مبادؤهم :

( أ ) يقولون بالحلول ، فهم يعتقدون أن الله حل في علي رضي الله عنه ثم حل في أولاده بعده واحداً بعد واحد حتى حل في الحكام العبيدي أبي على المنصور ابن العزيز ويؤمنون برجعة الحاكم وأنه يغيب ويظهر.

( ب ) التقية ، (أي النفاق والتستر ) فهم لا يبينون حقيقة مذهبهم إلا لمن كان منهم بل لا يفشون سرهم إلا أمنوه ووثقوا به من جماعتهم .

( ج ) عصمة أئمتهم ، فهم يرون أن أئمتهم معصومون من الخطأ والذنوب بل ألهوهم وعبدوهم من دون الله كما فعلوا ذلك بالحاكم .

( د ) دعواهم إلى الباطن ، فهم يزعمون أن لنصوص الشريعة معاني باطنية هي المقصود منها دون ظواهرها وبنوا على هذا إلحادهم في نصوص الشريعة وتحريفهم لأخبارها و أوامرها و نواهيها .

أما إلحادهم في الأخبار فإنهم أنكروا ما لله من صفات الكمال وأنكروا اليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء من جنة ونار واستعاضوا عن ذلك بما يسمى التقمص أو تناسخ الأرواح وهو انتقال روح الإنسان أو الحيوان عند موته إلى بدن إنسان أو حيوان آخر عند بدء خلقه لتعيش فيه منعمة أو معذبة وقالوا دهر دائم وعالم قائم وأرحام تدفع وأرض تبلع ، وأنكروا الملائكة ورسالة الرسل واتبعوا المتفلسفة المشائين أتباع أرسطو في مبادئه ونظرياته .

وأما إلحادهم في نصوص التكليف من الأوامر والنواهي فإنهم حرفوها عن موضعها فقالوا الصلاة معرفة أسرارهم لا الصلوات الخمس التي تؤدى كل يوم وليلة ، والصيام كتمان أسرارهم لا الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والحج زيارة الشيوخ المقدسين لديهم ، واستحلوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، واستحلوا نكاح البنات والأمهات إلى غير ذلك من التلاعب بالنصوص وجحد ما جاء فيها مما علم بالضرورة أنه شريعة لله فرضها على عباده ، ولذا قال فيهم أبو حامد الغزالي وغيره : ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض .

( هـ) النفاق علي الدعوة والمخادعة فيها : فهم يظهرون التشيع وحب آل البيت لمن يدعونه وإذا استجاب لهم دعوه إلى الرفض وأظهروا له معايب الصحابة وقدحوا فيهم ، فإذا قبل منهم كشفوا له معايب علي وطعنوا فيه ، فإذا قبل منه ذلك انتقلوا به إلى الطعن في الأنبياء ، وقالوا إن لهم بواطن وأسراراً تخالف ما دعوا إليه أممهم ، وقالوا إنهم كانوا أذكياء وضعوا لأممهم نواميس شرعية ليتحققوا بذلك مصالح وأغراضاً دنيوية .. إلخ .

وسئل شيخ الإسلام عما يُحكم به في الدروز والنصيرية فأجاب :

فَأَجَابَ : هَؤُلاءِ " الدُّرْزِيَّةُ " و " النصيرية " كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لا يَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِمْ وَلا نِكَاحُ نِسَائِهِمْ ; بَلْ وَلا يُقِرُّونَ بِالْجِزْيَةِ ; فَإِنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الإِسْلامِ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ ; وَلا يَهُودَ وَلا نَصَارَى لا يُقِرُّونَ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَلا وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ وَلا وُجُوبِ الْحَجِّ ; وَلا تَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا . وَإِنْ أَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ هَذِهِ الْعَقَائِدِ فَهُمْ كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ . فَأَمَّا " النصيرية " فَهُمْ أَتْبَاعُ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نَصِيرٍ وَكَانَ مِنْ الْغُلاةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ :

إنَّ عَلِيًّا إلَهٌ وَهُمْ يَنْشُدُونَ

أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا حيدرة الأَنْزَعُ الْبَطِين

وَلا حِجَابَ عَلَيْهِ إلا مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الأَمِينُ

وَلا طَرِيقَ إلَيْهِ إلا سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

و(حيدرة) لقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وَأَمَّا " الدُّرْزِيَّةُ " فَأَتْبَاعُ هشتكين الدُّرْزِيُّ ; وَكَانَ مِنْ مَوَالِي الْحَاكِمِ أَرْسَلَهُ إلَى أَهْلِ وَادِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى إلَهِيَّةِ الْحَاكِمِ وَيُسَمُّونَهُ " الْبَارِي الْعَلَّامُ " وَيَحْلِفُونَ بِهِ وَهُمْ مِنْ الإسماعيلية الْقَائِلِينَ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ نَسَخَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا مِنْ الْغَالِيَةِ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَإِنْكَارِ الْمَعَادِ وَإِنْكَارِ وَاجِبَاتِ الإِسْلامِ وَمُحَرَّمَاتِهِ وَهُمْ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَايَتُهُمْ أَنْ يَكُونُوا " فَلاسِفَةً " عَلَى مَذْهَبِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ أَوْ " مَجُوسًا " . وَقَوْلُهُمْ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمَجُوسِ وَيُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ نِفَاقًا . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ أيضاً رَدًّا عَلَى نُبَذٍ لِطَوَائِفَ مِنْ " الدُّرُوزِ " :

كُفْرُ هَؤُلاءِ مِمَّا لا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ ; بَلْ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ ; لا هُمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ ; بَلْ هُمْ الْكَفَرَةُ الضَّالُّونَ فَلَا يُبَاحُ أَكْلُ طَعَامِهِمْ وَتُسْبَى نِسَاؤُهُمْ وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهُمْ . فَإِنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ مُرْتَدُّونَ لا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ ; بَلْ يُقْتَلُونَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ; وَيُلْعَنُونَ كَمَا وُصِفُوا ; وَلا يَجُوزُ اسْتِخْدَامُهُمْ لِلْحِرَاسَةِ وَالْبِوَابَةِ وَالْحِفَاظِ . وَيَجِبُ قَتْلُ عُلَمَائِهِمْ وَصُلَحَائِهِمْ لِئَلا يُضِلُّوا غَيْرَهُمْ ; وَيَحْرُمُ النَّوْمُ مَعَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ ; وَرُفْقَتِهِمْ ; وَالْمَشْيُ مَعَهُمْ وَتَشْيِيعُ جَنَائِزِهِمْ إذَا عُلِمَ مَوْتُهَا . وَيَحْرُمُ عَلَى وُلاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ إضَاعَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ بِأَيِّ شَيْءٍ يَرَاهُ الْمُقِيمُ لا الْمُقَامُ عَلَيْهِ . وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التكلان اهـ .

من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
"مجلة البحوث الإسلامية" (36/85-89) .


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-02-22, 18:28   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
*جزائرية وافتخر*
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية *جزائرية وافتخر*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يبعد العين انت حقا عضو مبدع










رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:12   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دودو تتكلم والكل يتعلم مشاهدة المشاركة
ربي يبعد العين انت حقا عضو مبدع
ما اجمل تلك الورده التي تهديها لي بحضورك
فنبعها بستان يجمع النادر فيها ذلك هو قلبك

... لكِ احترامي وتقديري ....









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:21   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

السؤال :

جرت العادة في باكستان على أن يُسبق اسم الصحابي عند الحديث عنه بلقب "حضرة.."، وهذا أثار حفيظة بعض الطلاب المنتصرين للحركة النسوية فقالوا: ولما لا يُستخدم لقب مشابه عند الحديث عن النساء الصحابيات ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

محبة الصحابة وتوقيرهم والترضي عنهم من الإيمان ؛ فإنهم خير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ، ومحبتهم من محبته ، وتوقيرهم من توقيره .

قال الإمام أحمد رحمه الله :

" فَأَدْنَاهُمْ صُحْبَةً هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْهُ , وَلَوْ لَقُوا اللَّهَ بِجَمِيعِ الْأَعْمَالِ . كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَوْهُ وَسَمِعُوا مِنْهُ وَمَنْ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَآمَنَ بِهِ وَلَوْ سَاعَةً أَفْضَلَ بِصُحْبَتِهِ مِنَ التَّابِعِينَ وَلَوْ عَمِلُوا كُلَّ أَعْمَالِ الْخَيْرِ " .

انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (1/ 180) .

ثانيا :

لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء منهم ، فكلهم في أصل المحبة والتعظيم والتبجيل سواء ، ثم يتفاوتون في مقدار ذلك بتفاوت درجاتهم في الصحبة والفضل .

وهذا أمر ينبغي أن يجتمع عليه الناس ولا يتفرقوا ولا يغالوا فيه ، وكل ما يستدعي التفريق والاختلاف والمغالاة فالواجب نبذه وهجره ؛ لأن محبتهم وإجلالهم تستدعي التحالف لا التخالف ، فكل ما كان بضد ذلك فهو منبوذ مذموم
.
ثالثا:

الذي جرى عليه عمل الناس - وهو ما عليه أهل الرواية قاطبة - هو الترضي عن الصحابة رضي الله عنهم ذكرانا وإناثا ، صغارا وكبارا ، دون أن يسبق اسم الواحد منهم لفظ تعظيم وتفخيم ، مثل " حضرة " أو " السيد " أو " سيدنا " ونحو ذلك .

فالذي ينبغي عدم العدول عنه هو ما جرى عليه عمل الناس من لدن التابعين إلى يومنا هذا ، وهو أن يقال مثلا " أبو بكر رضي الله عنه " ، " أبو سعيد الخدري رضي الله عنه " ، " عائشة رضي الله عنها "

فإن كان لأحدهم لقب متعارف عليه بين السلف فاعتماده لا حرج فيه ، كأن يقال " أبو بكر الصديق " ، " عمر الفاروق " ، " عائشة أم المؤمنين " ، ونحو ذلك .

أما تلقيب أحدهم بـــ " حضرة " أو نحوها وجعل ذلك للرجال منهم دون النساء ، والتزام ذلك والاستدامة عليه ، ثم حصول الخلاف بين المسلمين من جرائه ، فالذي يظهر ، والله أعلم : أنه من التكلف الذي نهينا عنه .

والواجب أن يقرر في النفوس حب الصحابة جميعا ، ومعرفة حقهم ، والترضي عنهم ؛ وأما أنصار الحركة المذكورة فليست قضيتهم تقديم ما قدم الله ورسوله ، وتأخير ما أخره ، ولا غيرة على أصل شرعي ، وحق ديني ، إنما هي طرد للوثة غلبت عليهم ، في كل شيء ؛ حتى لو قلت لهم : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، لأغضبهم أشد من ذلك ، وأثار حفيظتهم .

على أننا نرى أن يكون الباب واحد في الأدب اللفظي مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فمن التزم مثل هذه الألفاظ مع الرجال منه ، كان ينبغي عليه أن يلتزمها مع نساء الصحابة ، رضوان الله عليهم جميعا .

والخلاصة :

أن مثل هذه المسألة يجب ألا تحدث نزاعا بين المسلمين ، وإذا حصل نزاع في مثل ذلك وجب رد المتنازعين إلى عمل السلف وهديهم ، فيقتصر عند ذكر الصحابة على الترضي عنهم ذكرانا وإناثا صغارا وكبارا ، ومن كان له لقب أو وصف ثابت له شرعا فلا حرج في تخصيصه به عند ذكره .

وكذا لو أُطلق أحيانا لفظ يدل على التبجيل والتفخيم لأحدهم رضي الله عنهم دون قصد تخصيصه بذلك ، ودون التزام لمثل هذه الألفاظ في حديثه كله : فلا حرج .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:26   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

روى الأمام أحمد في المسند بسنده قال : حدثنا تليد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو الجحاف ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : " نظر النبي إلى علي ، والحسن ، وفاطمة فقال : ( أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم... ) إلى آخر الحديث .

ما مدى صحة هذا الحديث ؟ وما هو شرح الحديث ؟

وما حكم من خرج على بن طالب رضي الله عنه ، إذا صح الحديث ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه الإمام أحمد (9698) حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَجَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ ، وَفَاطِمَةَ ، فَقَالَ: ( أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ) .

ومن طريق الإمام أحمد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (2621) ، والحاكم في "المستدرك" (4713) ، والآجري في "الشريعة" (1529) .

وهذا إسناد تالف ، تليد بن سليمان رافضي كذاب ، قال ابن معين : كذاب يشتم عثمان ، قعد فوق سطح فتناول عثمان ، فقام إليه بعض أولاد موالى عثمان فرماه فكسر رجليه .

وقال أبو داود : رافضي يشتم أبا بكر وعمر.

وفي لفظ : خبيث .

انظر : "ميزان الاعتدال" (1/ 358) .

ورواه الترمذي (3870) ، وابن ماجة (145) ، وابن حبان (6977) من طريق أَسْبَاط بْن نَصْرٍ الهَمْدَانِيّ ، عَنْ السُّدِّيِّ ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ به مرفوعا .

وهذا إسناد ضعيف ، صبيح هذا مجهول ، قال الترمذي عقب روايته لهذا الحديث : " صبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف " .
وفي "الكامل" (5/ 136) لابن عدي :

" صبيح ليس يعرف نسبه ، حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى وأبا خيثمة يقولان : " كان صبيح ينزل الخلد وكان كذَّابًا يحدث عن عثمان بن عفان وعن عائشة وكان كذَّابًا خبيثا ، قال يَحْيى : وأعمى أَيضًا ، كان في دار الرقيقي كذاب " انتهى .

فلعله هو ؛ لأنه من طبقته .

وقد ساق الذهبي الحديث بالإسناد السابق ، قال : " تفرد به أسباط" انتهى من " ميزان الاعتدال " (1/176) .

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2854) من طريق حُسَيْن بْنُ الْحَسَنِ الْأَشْقَرُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي مَضَاءٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُبَيْحٍ ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ جَدِّهِ صُبَيْحٍ قَالَ : " كُنْتُ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، فَجَلَسُوا نَاحِيَةً ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، فَقَالَ : ( إِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ ) وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ خَيْبَرِيُّ، فَجَلَّلَهُمْ بِهِ ، وَقَالَ: (أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، سَلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، حسين الأشقر قال البخاري فيه نظر، وقال مرة عنده مناكير، وقال أبو زرعة منكر الحديث ، وقال أبو حاتم ليس بقوي، وقال الجوزجاني غال من الشتامين للخيرة .

"تهذيب التهذيب" (2/ 336) .

وأبو مضاء هو رجاء بن عبد الرحيم الهروي القرشي ، قال الحاكم : كان كثير المناكير .

"لسان الميزان" (2/ 456) .

وإبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح رجل مجهول .

وقال الهيثمي :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ " .

انتهى من "مجمع الزوائد" (9/ 169) .

وبالجملة :

فهذا حديث ضعيف لا يصح ، وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (6028) .

ثانيا :

على فرض صحته - وإنما نقول ذلك تنزلا - فمعناه : أن النبي صلى الله عليه وسلم حرب لمن أبغض أهل البيت وعاداهم ، ممن كان في قلبه بغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته ، والخلاف السياسي لا يلزم منه بالضرورة البغض والكره لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

قال القاري رحمه الله :

" (حرب لِمَنْ حَارَبَهُمْ ) جَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ نَفْسَ الْحَرْبِ مُبَالَغَةً كَرَجُلٍ عَدْلٍ ( وَسِلْمٌ ) : أَيْ مُسَالِمٌ وَمُصَالِحٌ ( لِمَنْ سَالَمَهُمْ ) . وَالْمَعْنَى: مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَنِي

" انتهى من "مرقاة المفاتيح" (9/ 3976) .

ولا يجوز أن يُحمل هذا الحديث على ما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم يوم الجمل وصفين ؛ فإن ذلك إنما كان منهم على الاجتهاد والتأويل ، وقد تقدم في إجابة السؤال رقم : (140984) أن قتال معاوية لعلي رضي الله عنهما لم يكن لأجل الخلافة والملك ، وإنما كان من أجل المطالبة بقتلة عثمان .

وكذلك خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يوم الجملة إنما كان للإصلاح بين الناس ، لم يكن خروج حرب وقتال أصلا .

وقد تقدم في إجابة السؤال رقم : (127028) أن ما حصل بين الصحابة من الاختلاف والاقتتال يجب علينا الكف عنه ، مع اعتقاد أنهم أفضل الأمة ، ومحبتهم والترضي عنهم ؛ لأنه لم يكن اقتتال عداوة وبغض ، وإنما كان عن اجتهاد وتأويل ، فهو داخل في قول الله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات/ 9-10.

وقد روى ابن جرير في "تفسيره" (17/109) عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلًى لِطَلْحَةَ قَالَ : " دَخَلَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه بعد ما فَرَغَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ وَأَبَاكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ : ( وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ).

قَالَ: ورجلان جالسان إلى نَاحِيَةِ الْبِسَاطِ ، فَقَالَا: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ ! تَقْتُلُهُمْ بِالْأَمْسِ وَتَكُونُونَ إِخْوَانًا ! فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قُومَا أَبْعَدَ أَرْضٍ وَأَسْحَقَهَا، فَمَنْ هم إِذًا إِنْ لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةُ؟ "
.
فالحرب في الحديث - لو صح - معنى جامع للعداوة القلبية والقتالية ، فهو يبغضه وأهل بيته بقلبه ، ويقاتله وأنصاره بسيفه ، ومعاذ الله أن يقال عن واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان بتلك المثابة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:30   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

نسمع بعض القصص عن بعض الأعراب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويصدر منهم سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض الأحيان تصدر منهم وقاحات ، ولا نتمالك إلا ندعو عليهم أو نحقد عليهم في أقل الأحوال . فهل هم يعتبرون من الصحابة الكرام وإن أخطأوا ولا يجوز لنا الانتقاص منهم ؟ جزاكم الله خير عنا خير الجزاء ...

الجواب :

الحمد لله

الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على ذلك .

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (3/1333) : " وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ " انتهى .

فكلّ من يصدق عليه هذا الوصف هو من جملة الصحابة ، لا يجوز النَّيْل منه أو انتقاصه ، لعموم قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه البخاري (3673) ومسلم (2541) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) .

ثانياً :

الصحابة - رضوان الله عليهم - متفاوتون في الفضل والمكانة والدرجة ، قال تعالى : ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) الحديد/10 ، وقال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100 ، وقال في حقّ من تأخر اسلامه ولم يصل مكانة الأولين: ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَّشَاءُ) الْجُمُعَةِ/3-4.

ثالثًا :

لا شك أنه لا يصدر من كبار الصحابة ومتقدميهم من المهاجرين والأنصار ، وعلى رأسهم : العشرة المبشرين بالجنّة ، وأصحاب بيعة الرضوان ، لا يصدر من هؤلاء إساءة للرسول عليه الصلاة والسّلام ، بل جلّ ما صدر من تصرفات لا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلّم - وهي قليلة - ، إنما هي من بعض حديثي الاسلام ، ممن لم يخالط الايمانُ بشاشةَ قلوبهم ، وكثير منهم أهل بادية ، ومعلوم ما في أخلاق أهل البادية من جفاءٍ وغلظة في التعامل ، وقد أخرج الإمام أحمد(18619) بسند فيه ضعف عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَدَا جَفَا»
.
ولكنّ تصرفاتهم تلك لا ينبغي أن تحملنا على انتقاصهم أو النيل منهم ، لأنه حَسُن إسلامُهم بعد ذلك ، وصحبوا النبيّ صلى الله عليه وسلم حُسْن صحبة ، وجاهدوا معه ، ولهذا قال تعالى : (وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/99 .
قال الشيخ ابن سعدي : "وفي هذه الآية دليل على أن الأعراب كأهل الحاضرة ، منهم الممدوح ومنهم المذموم ، فلم يذمهم اللّه على مجرد تعربهم وباديتهم ، إنما ذمهم على ترك أوامر اللّه ، وأنهم في مظنة ذلك

"انتهى" تيسير الكريم الرحمن " (394) .

وكثير من الأفعال المذمومة : كانت تصدر من أهل النفاق ، أو ممن كان حديث عهد بإيمان ، ولم يتمكن الإيمان من قلبه بعد .

وعلى كل حال : فما ذكرته من بغضهم ، أو سبهم ، أو نحو ذلك : فهو خطأ ، لأن من الأعراب من هو مؤمن بالله ورسوله . ثم لا حاجة أصلا لمثل ذلك ، ففيه مفسدة ، أو تعرض لمفسدة ، من غير مصلحة شرعية تذكر ، فلا فيها اتباع لأمر ، ولا أخذ بفضيلة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:33   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

لقد سمعت حديثا وأريد التاكد من مصدره ، نص الحديث هو : " دخل نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم على أبو بكر وعائشة وهما جالسان علي سرير واحد، وسأله قائلا هل مات الشيطان ؟

الجواب :

الحمد لله

لا نعرف حديثا بهذا اللفظ ولا بهذا المعنى ، وهو كلام حري به أن يكون موضوعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أصل له ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الشيطان قد أنظره الله تعالى إلى يوم الوقت المعلوم ، قال الله عز وجل : ( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) الأعراف/ 14، 15 ، وقال سبحانه : ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) الحجر/ 36 – 38 .

والمقصود بيوم الوقت المعلوم ، يوم موت جميع الخلائق وفنائها عند النفخة الأولى

على الراجح من أقوال أهل العلم .

فقد مدّ الله في عمر إبليس إلى وقت النفخة الأولى ، فهو حي إلى هذا الوقت لا يموت قبله ، وذلك ليتم ما أراده الله تعالى بحكمته وعلمه من ابتلاء الخلائق واختبارهم ليجازيهم يوم القيامة على أعمالهم .

وقد روى عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 266) عن سلام بن مسكين قال : " سئل الحسن - يعني البصري - : يا أبا سعيد ! هل ينام إبليس ؟ قال : " لو نام لوجدنا لذلك راحة " .

فهذا الحديث محل السؤال حديث باطل لا أصل له .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:37   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

روى البلاذري : حدثني أحمد بن إبراهيم الدروقي حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن عمر بن سعيد حدثني سعيد بن عمرو عن ابن حاطب قال : " أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج ، وكأنه شوك قنفذ من النبل ، فضرب الهودج ، ثم قال : إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان . فقال لها أخوها محمد : هل أصابك شيء ؟ فقال : مشقص في عضدي ، فأدخل رأسه ، ثم جرها إليه فأخرجه " فهل هذا الخبر صحيح أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الخبر لا نعلم رواه أحد من أهل العلم بالأخبار والتاريخ إلا أحمد بن يحيى البَلَاذُري في كتابه "أنساب الأشراف" (2/249) حيث قال :

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النصر، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيد ٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ قَالَ: " أَقْبَلْتُ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى الْهَوْدَجِ وَكَأَنَّهُ شَوْكُ قُنْفُذٍ مِنَ النَّبْلِ ، فَضَرَبَ الْهَوْدَجَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ حُمَيْرَاءَ إِرَمَ هَذِهِ أَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ لَهَا أَخُوهَا مُحَمَّدٌ : هَلْ أَصَابَكِ شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ : مِشْقَصٌ فِي عَضُدِي ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ثُمَّ جَرَّهَا إِلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ ".

وهذا خبر منكر لا يصح سندا ولا متنا :

أولا :

عمرو بن سعيد إما أن يكون هو جد إسحاق بن سعيد ، وهو المتبادر ؛ لأنه إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع ؛ لأن وفاة الجد كانت سنة 70 "التهذيب" (8/34) ، ووفاة الحفيد الراوي عنه كانت سنة 170 "التهذيب" (1/204) ، فبين وفاتيهما مائة سنة ، فلا يمكن أن يكون قد سمع منه ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع ضعيف .
وإما أن يكون غيره ، فهو مجهول لا يعرف ، وعليه فالإسناد ضعيف أيضا ، ومداره على مجهول في الاحتمالين ، وإذا انفرد مجهول بالحديث فهو مردود .

ثانيا :

كيف يقول علي رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها إنها أرادت أن تقتله كما قتلت عثمان؟!

هذا من الباطل المحال ، وعائشة رضي الله عنها بريئة من دم عثمان حتما ، وهي لم تخرج يوم الجمل إلا ابتغاء الإصلاح بين المسلمين ؛ فقد روى أحمد (24133) عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: " أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا أَتَتْ عَلَى الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ فَقَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةٌ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا : ( أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ ؟ ) فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: تَرْجِعِينَ عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ " .

(23733) : " فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا : بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَاتَ بَيْنِهِمْ " وصححه الألباني في الصحيحة (474) .

وقد روى الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله ، بإسناده عن نَافِع، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( وَايْمُ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَخْشَى لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ - تَعْنِي عُثْمَانَ - وَلَكِنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ أَنِّي لَمْ أُحِبَّ قَتْلَهُ ) . " الرد على الجهمية " للدارمي (83) وله شاهد من طريق مجاهد عن عائشة رضي الله عنها ، عند نعيم بن حماد في الفتن (202) .

قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رحمه الله :

" وَأَمَّا خُرُوجُهَا إِلَى حَرْبِ الْجَمَلِ فَمَا خَرَجَتْ لِحَرْبٍ ، وَلَكِنْ تَعَلَّقَ النَّاسُ بِهَا ، وَشَكَوْا إِلَيْهَا مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنْ عَظِيمِ الْفِتْنَةِ وَتَهَارُجِ النَّاسِ ، وَرَجَوْا بَرَكَتَهَا، وَطَمِعُوا فِي الِاسْتِحْيَاءِ مِنْهَا إِذَا وَقَفَتْ إِلَى الْخَلْقِ ، وَظَنَّتْ هِيَ ذَلِكَ فَخَرَجَتْ ؛ لقول الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء/ 114 ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ) الحجرات/ 9

وَالْأَمْرُ بِالْإِصْلَاحِ مُخَاطَبٌ بِهِ جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ ذكر وأنثى ، حر أَوْ عَبْدٍ ، فَلَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى بِسَابِقِ قَضَائِهِ وَنَافِذِ حُكْمِهِ أَنْ يَقَعَ إِصْلَاحٌ ، وَلَكِنْ جَرَتْ مُطَاعَنَاتٌ وَجِرَاحَاتٌ حَتَّى كَادَ يَفْنَى الْفَرِيقَانِ ، فَعَمَدَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْجَمَلِ فَعَرْقَبَهُ ، فَلَمَّا سَقَطَ الْجَمَلُ لِجَنْبِهِ أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، فَاحْتَمَلَهَا إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَتْ فِي ثَلَاثِينَ امْرَأَةً، قَرَنَهُنَّ عَلِيٌّ بِهَا حَتَّى أَوْصَلُوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ بَرَّةً تَقِيَّةً ..." انتهى من "تفسير القرطبي" (14/ 181).

وقال ابن كثير رحمه الله في وصف موقعة الجمل :

" ووصلت النبال إلى هودج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فجعلت تنادي: الله الله ! يا بني اذكروا يوم الحساب ، ورفعت يديها تدعو على أولئك النفر من قتلة عثمان ، فضج الناس معها بالدعاء حتى بلغت الضجة إلى علي فقال : ما هذا ؟ فقالوا : أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم .

فقال: اللهم العن قتلة عثمان " انتهى من "البداية والنهاية" (7 /270) .

وقد روى البخاري في "الأدب المفرد" (828) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " من سب ابن عفان فعليه لعنة الله " .
وروى ابن عساكر في تاريخه (39/487) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " غضبت لكم من السوط ، ولا أغضب لعثمان من السيف ! استعتبتموه ، حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه ! " وله شواهد عند ابن عساكر (39/487-488) والطبري في تاريخه (3/82-83) وابن خياط في تاريخه (ص39) .

كما أنها كانت تمدح عليا وتصفه بالعلم ؛ وقد روى مسلم (276) عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ فَقَالَتْ : " ائْتِ عَلِيًّا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي " .

والخلاصة أن هذا الخبر باطل مركّب موضوع ، لا تجوز روايته ، وأن عائشة رضي الله عنها ما خرجت يوم الجمل إلا للإصلاح بين الناس ، ولم تشارك في مقتل عثمان رضي الله عنه ولا بشطر كلمة – ولا عليّ - ، وإنما أنكرت ذلك ولم ترضه ، كما أنها لم ترد قتل علي رضي الله عنها ، ولا دار ذلك بخلدها يوما ، وقد عصمها الله تعالى مما يدعيه الأفاكون .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:44   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

يدعي الشيعة الرافضة أن بن خلدون ذكر أن معاوية رضي الله عنه هو من قتل السيدة عائشة رضي الله عنها ، أعلم بنسبة مائة بالمائة أن هذا الكلام من أكاذيب الشيعة الرافضة ، ولكن هل من الممكن أن تسلط بعض الضوء علي هذا الموضوع حني أعلم بما أرد عليهم ؟

الجواب :

الحمد لله

الشيعة الرافضة فرقة من الفرق الضالة ، وهم من أكذب خلق الله ، وأكثرهم افتراء على الناس ، قال ابن تيمية رحمه الله :
"الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ طَوَائِفِ الْأُمَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَهُمْ أَعْظَمُ الطَّوَائِفِ الْمُدَّعِيَةِ لِلْإِسْلَامِ غُلُوًّا وَشِرْكًا".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (27 /175)

وقد ذكر هؤلاء الكذبة من جملة افتراءاتهم أن معاوية رضي الله عنه لما أخذ البيعة لابنه يزيد ، قالت له عائشة مستنكرة فعله : هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة ؟ فقال: لا ، قالت: فبمن تقتدي ؟ فخجل ، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت .

"الصراط المستقيم" (3 / باب 12 / 45) .

وهذا باطل محال من عدة أوجه :

أولا : أن عائشة رضي الله عنها توفيت وفاة طبيعية ولم تُقتل ، رضي الله عنها ، وهذا بإجماع أهل العلم .
وقال القاسم بن محمد: " اشتكت عائشة ، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فَرَط صدق ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أبي بكر رضي الله عنه " .

انتهى من " تاريخ الإسلام" (4 /249) .

وراجع "التهذيب" (12/386) ، "السير" (2/192) ، "الطبقات الكبرى" (8/78) .

ثانيا :

العلاقة التي كانت بين معاوية وعائشة رضي الله عنهما كانت علاقة حسنة ، موصوفة بالودّ والوصل والبر ومعرفة حق أم المؤمنين .

فكان يزورها ويصلها ويدخل عليها ويحادثها ويستنصحها ، ولم يزل معها على حسن العهد حتى ماتت رضي الله عنها .
روى الترمذي في سننه (2414) : " أن مُعَاوِيَة كتَب إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (2024) .

وروى الحاكم (6745) عن هشام بن عروة عن أبيه : " أن معاوية بن أبي سفيان بعث إلى عائشة رضي الله عنها بمائة ألف فقسمتها حتى لم تترك منها شيئا ، فقالت بريرة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا بدرهم لحما ، فقالت عائشة : لو أني ذكرت لفعلت ".

صححه الذهبي في "السير" (2/186) .

وعن عطاء : " أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين ".

انتهى من "السير" (2/187) .

وقال سعيد بن عبد العزيز : " قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار " .

انتهى من "تاريخ الإسلام" (4 /248) .

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ : " أَهْدَى مُعَاوِيَةُ لِعَائِشَةَ ثِيَابًا وَوَرِقًا وَأَشْيَاءَ تُوضَعُ فِي أُسْطُوَانِهَا ، فَلَمَّا خَرَجَتْ عَائِشَةُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ : لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَجِدُ هَذَا . ثُمَّ فَرَّقَتْهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ

" .نتهى من "حلية الأولياء" (2/ 48) .

وروى علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه قالت : " قدم معاوية المدينة ، فأرسل إلى عائشة : أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره ، فأرسلت بذلك معي أحمله ، فأخذ الأنبجانية ، فلبسها، وغسل الشعر بماء ، فشرب منه ، وأفاض على جلده " .

انتهى من "تاريخ الإسلام" (4 /311) .

ثالثا :

المعروف عن ابن خلدون رحمه الله أنه يجلّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقع في أحد منهم ، ويردّ ما حصل من اختلافهم واقتتالهم إلى محض الاجتهاد الذي يثابون عليه ، وكل منهم يريد في ذلك إظهار الحق ، ولا يجوز عنده لأحد أن يخوض فيهم بالباطل لأجل ما حصل من الفتنة ، فقال رحمه الله :

" هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة والتابعين ، فهم خيار الأمة ، وإذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم - مرتين أو ثلاثاً - ثم يفشو الكذب ) .

فجعل الخيرة ، وهي العدالة مختصة بالقرن الأول والذي يليه ، فإياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم ، ولا تشوش قلبك بالريب في شيء مما وقع منهم ، والتمس لهم مذاهب الحق وطرقه ما استطعت ؛ فهم أولى الناس بذلك ، وما اختلفوا إلا عن بينة ، وما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهاد أو إظهار حق ، واعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة ، ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم ، ويجعله إمامه وهاديه ودليله ، فافهم ذلك ، وتبين حكمة الله في خلقه وأكوانه ، واعلم أنه على كل شيء قدير وإليه الملجأ والمصير " .

انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (1/218) .

وقال رحمه الله :

" كثيرا ما يوجد في كلام المؤرخين أخبار فيها مطاعن وشبه في حقهم – يعني الصحابة - أكثرها من أهل الأهواء ، فلا ينبغي أن تسود بها الصحف " .

انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (2/188) .

وقد كان ابن خلدون من أكثر الناس تبجيلا وتوقيرا وتعظيما لمعاوية رضي الله عنه
.
قال في تاريخه (2/188) :

" وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم ؛ فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة ... والحق أن معاوية في عداد الخلفاء ، وإنما أخره المؤرخون في التأليف عنهم لأمرين : الأول : أن الخلافة لعهده كانت مغالبة لأجل ما قدمناه من العصبية التي حدثت لعصره ، وأما قبل ذلك كانت اختيارا واجتماعا ، فميزوا بين الحالتين ، فكان معاوية أول خلفاء المغالبة والعصبية الذين يعبر عنهم أهل الأهواء بالملوك ، ويشبهون بعضهم ببعض ، وحاشا لله أن يشبه معاوية بأحد ممن بعده ...

" انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (2 /188) .

وقال رحمه الله :

" والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية ، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم ، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع ، وأهل الغلب منهم ، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها، وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع ، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك .

وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه ، فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق ، فإنهم كلهم أجل من ذلك، وعدالتهم مانعة منه

" انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (1/211) .

فالذي يدعي أن معاوية قتل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما ، وأن ابن خلدون ذكر ذلك في كتبه : هو من أكذب الناس .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 04:51   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

في " شرح العقيدة الواسطية " لابن تيمية شرح لابن عثيمين رحمهما الله ، المجلد الثامن ، ( ص 321 ) – الشاملة - .

والنص كما يلي : " (4) القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل جدّاً نزر أقل القليل ، ولهذا قال : " مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم " . ولا شك أنه حصل من بعضهم سرقة وشرب خمر وقذف وزني بإحصان وزني بغير إحصان ، لكن كل هذه الأشياء تكون مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم ، -

وبعضها أقيم فيه الحدود ، فيكون كفارة - ، من الإيمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل " . فهل يقصد بذلك أن أصحاب بيعة الشجرة والعشرة المبشرين فعلوا كل هذه الأفاعيل ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

مقام الصحابة مقام رفيع مَصون الجانب ، معظم الشأن ، قد ورد بفضلهم القرآن وجاءت السنة المطهرة بذلك واتفق علماء الإسلام على تبجيلهم وتعظيمهم ، ودحر شبه الروافض الذين افتروا وكذبوا عليهم ، وحرَّفوا معاني الآيات ، فساء فهمهم لها نتيجة لسوء ظنهم بهم .

ثم إن صدر الخطأ من بعضهم ، فإنا نحبهم ونبجلهم ولا يدخل في قلوبنا دخن عليهم ولا نشهر هذا الخطأ بل نسكت عنه لما بذلوا للدين وقدموا له .

وهم ليسوا معصومين عن الصغائر ولا عن الكبائر لكنهم أسرع الناس رجوعا إلى الله وتوبة وإنابة إليه .

غير أن من حصلت منه الردة ممن كان بينهم ، فإنه يحرم من شرف الصحبة ، كما حرم من شرف الإسلام ؛ إلا أن يتوب الله عليه ، ويراجع دينه .

أما العشرة المبشرون بالجنة ، وكذلك أهل بيعة الشجرة فهم معصومون عن الردة قطعا لصريح القرآن وصريح السنَّة ؛ فقد بشَّر النبي صلى الله عليه العشرة المبشرين بالجنة ، وردتهم تنافي هذه البشارة ، وكذلك أهل بيعة الشجرة فإنَّ كلام الله تعالى فيهم ظاهر في ذلك ، قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح/ 18 .

قال الطبري – رحمه الله - : " وقوله ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) يقول تعالى ذكره : فعلم ربك يا محمد ما في قلوب المؤمنين من أصحابك إذ يبايعونك تحت الشجرة ، من صدق النية والوفاء بما يبايعونك عليه والصبر معك ( فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) يقول : فأنزل الطمأنينة والثبات على ما هم عليه من دينهم وحُسن بصيرتهم بالحقّ الذي هداهم الله له

" انتهى من " تفسير الطبري " ( 22 / 227 ) .

وقال ابن حزم – رحمه الله - : " فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ورضي الله عنهم وأنزل السكينة عليهم ، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم البتة " انتهى من " الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل " ( 4 / 116 ) .
وقد روى البخاري ( 3923 ) ومسلم ( 1856 ) عن عَمْرو بن دينار قال : " سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ( أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ) .

وروى الترمذي (3860) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وصححه الألباني في " صحيح الجامع " برقم (2795) .

ثانياً :

المؤلف لم يقصد وقوع العشرة المبشرين ، أو أحد من أهل بيعة الشجرة في تلك المعاصي كلها ، أو حتى في بعضها ، وإنما كان يقصد وقوع هذه المعاصي من مجموع الصحابة رضي الله عنهم ، ومن وقع منهم في معصية فقد طهَّره الله منها ، إما بحد أقيم عليه ، أو توبة من صاحبها .

قال الذهبي رحمه الله في كلامه على مسطح بن أثاثة ، وما جرى منه في حادثة الإفك - : " إياك يا جري ، أن تنظر إلى هذا البدري شزراً ، لهفوة بدت منه ، فإنها قد غفرت ، وهو من أهل الجنة

" انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 1 / 188 ) .

ومعنى جري : جريء .

وأما المغيرة بن شعبة رضي الله عنه - وهو أحد من شهد بيعة الرضوان - فلم يثبت تلبسه بالزنى ، بل قد حدَّ عمر بن الخطاب من شهد عليه بذلك ، وانظر جواب السؤال رقم ( 120030 ) .

وأما شرب الخمر فقد صدر من بعض الصحابة على أشكال : فمنهم من كان متأولاً ، ومنهم من كان جاهلاً ، ومنهم من غلبته نفسه فحده رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الخلفاء من بعده .

فقد شربها أبو محجن الثقفي وقصته في القادسية مع سعد ابن أبي وقاص مشهورة ثم تركها وتاب وأناب ، كما في " الإصابة " لابن حجر ( 3 / 361 ) .

وشربها قدامة بن مظعون - وهو بدري - متأولاً ، ونعيمان بن عمرو الأنصاري - وهو بدري -.

قال الذهبي – رحمه الله - : " قدامة بن مظعون أبو عمرو الجمحي من السابقين البدريين ، ولي إمرة البحرين لعمر ، وهو من أخوال أم المؤمنين حفصة وابن عمر ، وزوج عمتها صفية بنت الخطاب إحدى المهاجرات .

ولقدامة هجرة إلى الحبشة ، وقد شرب مرة الخمرة متأولاً ، مستدلا بقوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) – المائدة/ 93 - ، فحدَّه عمر ، وعزله من البحرين.

قال أيوب السختياني : لم يحدَّ بدري في الخمر سواه .

قلت : بلى ، ونعيمان بن عمرو الأنصاري النجاري ، صاحب المزاح

" انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 1 / 161 ، 162 ) .

ثالثاً:

وقد حدث قتال بين الصحابة في فتنة " صفِّين " وحادثة " الجمل " وقاتل بعضهم بعضا ، وكان منهم أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان منهم رجال من أهل بيعة الرضوان ، فقاتل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام مع عائشة رضي الله عنها وكلهم كانوا متأولين للخير اجتهدوا فأخطئوا كما تجده في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 193 ) .
قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله - : " بل نشهد أن العشرة في الجنة وأن أهل بيعة الرضوان في الجنة وأن أهل بدر في الجنة كما ثبت الخبر بذلك عن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وقد دخل في الفتنة خلق من هؤلاء المشهود لهم بالجنة ، والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية ، وقد قيل إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم .

فنحن نشهد لعمار بالجنة ، ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة ، وأما عثمان وعلي وطلحة والزبير فهم أجلّ قدراً من غيرهم ، ولو كان منهم ما كان ، فنحن لا نشهد أن الواحد من هؤلاء لا يذنب ؛ بل الذي نشهد به أن الواحد من هؤلاء إذا أذنب : فإن الله لا يعذبه في الآخرة ، ولا يدخله النار ، بل يدخله الجنة بلا ريب ، وعقوبة الآخرة تزول عنه : إما بتوبة منه ، وأما بحسناته الكثيرة ، وإما بمصائبه المكفرة ، وإما بغير ذلك كما قد بسطناه في موضعه

" انتهى من " منهاج السنة " ( 6 / 227 ) .

وقال ابن حجر – رحمه الله - : " والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين ، وللمجتهد المخطئ أجر ، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " انتهى من " الإصابة " ( 7 / 312 ) .

رابعاً:

كل ما سبق لا ينافي تعظيمهم وعدالتهم ؛ فهم بشر وليسوا معصومين عن الذنوب ، وقد تبين أن كون الصحابي من أهل بيعة الرضوان ، أو من أهل بدر ، لا ينافي تلبسه بذنب من تلك الذنوب ، مع اليقين التام بأن الله قد غفر لهم ، وحسن الظن الكامل أنهم تابوا إلى الله وأنابوا .

والله أعلم .


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-23, 16:46   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
*جزائرية وافتخر*
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية *جزائرية وافتخر*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن* مشاهدة المشاركة


ما اجمل تلك الورده التي تهديها لي بحضورك
فنبعها بستان يجمع النادر فيها ذلك هو قلبك

... لكِ احترامي وتقديري ....
كلماتك تشرح النفس

وتنير الدرب


و تزيل الهم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-24, 06:22   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ده افل ما يجب لحضورك الراقي

بارك الله فيكِ









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-24, 06:27   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

السؤال :

هل يعد الجن الذين أسلموا في عهد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من الصحابة ؟

الجواب :

الحمد لله

نعم يعدون من الصحابة ، لأن تعريف الصحابي في كلام أهل العلم : هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك .

والجن قد لقوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ، فهم داخلون في مسمى الصحبة ، قال تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ) الجن/ 1 ، 2 ، وقال تعالى : ( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ) الأحقاف/ 29 ، 30 .

قال ابن حزم رحمه الله :

" ما يختلف مسلمان في أن من الجن قوما صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به .... ، فلأولئك الجن من الحق ووجوب التعظيم منا ، ومن منزلة العلم ، والدين ، ما لسائر الصحابة ، رضي الله عنهم , هذا ما لا شك فيه عند مسلم "
.
انتهى من " المحلى " ( 9 / 4 ) .

وقال ابن حجر رحمه الله –

عند كلامه في تعريف الصحابي - : " أما الجن فالراجح دخولهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا , وهم مكلفون , فيهم العصاة والطائعون , فمن عرف اسمه منهم لا ينبغي التردد في ذكره في الصحابة

" انتهى من " فتح الباري " ( 7 / 4 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-24, 06:31   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هناك العديد من الأحاديث التي ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم عانى من الجوع ، كحديث عائشة رضي الله عنها في البخاري ومسلم حيث ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع من خبز الشعير يومين متتاليين حتى مات . وحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه حيث ذكر أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم يشبع من التمر (مسلم).

السؤال هو:
ألم يكن هناك حوله من الصحابة ممن كانوا قادرين على إمداده صلى الله عليه وسلم بالطعام؟ فعثمان رضي الله عنه كان من أغنياء الصحابة ، أليس من الواجب على المسلم أن يهتم ويعتني بأخيه المسلم ، فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟

أرجو الشرح والتوضيح.


الجواب :

الحمد لله

أولا :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد الناس ، فلم يجعل الله تعالى للدنيا موضعا في قلبه ولا منزلة في نفسه ، وقد روى أحمد (7120) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : " جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ فَقَالَ جِبْرِيلُ : إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ : أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا ؟ قَالَ جِبْرِيلُ : تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ ( بَلْ عَبْدًا رَسُولًا ) صححه الألباني في "الصحيحة" (1002) .

وروى البغوي في "شرح السنة" (5/442) عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلْ - جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ - مُتَّكِئًا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، فَأَصْغَى بِرَأْسِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ تُصِيبَ جَبْهَتُهُ الأَرْضَ وقَالَ : ( لا ، بَلْ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ ) .

صححه الألباني في "الصحيحة" (544) .

وأحاديث زهده وبعده عن زخرف الحياة الدنيا أكثر من أن تحصى .

ثانيا :

كانت حال غالب أصحابه صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام هكذا على مثل حاله صلى الله عليه وسلم ، أو قريبا منها ؛ يوضحه ما رواه البخاري (4242) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا : الْآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ " .
قال الحافظ رحمه الله :

" فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُمْ كَانُوا قَبْل فَتْحِهَا فِي قِلَّةٍ مِنْ الْعَيْشِ " انتهى
.
وقال - رحمه الله - أيضا :

" وَالْحَقّ أَنَّ الْكَثِير مِنْهُمْ كَانُوا فِي حَال ضِيق قَبْل الْهِجْرَة حَيْثُ كَانُوا بِمَكَّة , ثُمَّ لَمَّا هَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَة كَانَ أَكْثَرهمْ كَذَلِكَ ، فَوَاسَاهُمْ الْأَنْصَار بِالْمَنَازِلِ وَالْمَنَائِح , فَلَمَّا فُتِحَتْ لَهُمْ النَّضِير وَمَا بَعْدهَا رَدُّوا عَلَيْهِمْ مَنَائِحَهُمْ " انتهى .

ولما فتح الله عليهم انشغلوا بالإنفاق في الصدقات وتجهيز الجيوش وغير ذلك من أوجه البر ، فمنهم من كان يتصدق بماله كله ، ومنهم من كان يتصدق بشطر ماله ، ومنهم من كان يجهز الغزاة أو يخلفهم بماله بخير في أهليهم ، ولم تكن الدنيا من رغبتهم ، ولا خطرت لهم على بال ، وقد روى أحمد في "الزهد" (ص36) عن سعيد بن جبير قال : " كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – وكان من أغنياء الصحابة - لا يُعرف من بين عبيده " .

ثالثا :

لا يظنّن ظان أن الصحابة كانوا لا يراعون هذه الحال التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغفلون عنه ، مع علمهم أنه لو شاء لدعا الله تعالى فأغناه كل الغنى ، بل إنهم رضي الله عنهم كانوا يواسونه بالمنائح والهدايا والضيافة ، وخاصة الأنصار ؛ فروى البخاري (2567) ومسلم (2972) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ : " ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ ، فَقُلْتُ : يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا " .

وروى البخاري (2574) ومسلم (2441) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِهَا أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

والأحاديث في ذلك كثيرة .

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : " أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا بَقِيَ مِنْهَا ) ؟ قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ، قَالَ : ( بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا !! ) .

رواه أحمد (2372) والترمذي (2470) وصححه الألباني في " مشكاة المصابيح " رقم (1919) .

وقد اقتدى به أهل بيته الشريف ، صلى الله عليه وسلم ، في ذلك ، حتى إنهم نسوا حظوظ أنفسهم من مثل ذلك ، في جانب ما يعطون الناس ، ويؤثرون على أنفسهم :

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ : " أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِمِائَةِ أَلْفٍ ، فَقَسَمَتْهَا حَتَّى لَمْ تَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا ، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: أَنْتِ صَائِمَةٌ ، فَهَلَّا ابْتَعْتِ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا؟ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ أَنِّي ذُكِّرْتُ لَفَعَلْتُ ".
رواه الحاكم في المستدرك (4/15) وسكت عن الذهبي في تلخيصه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-24, 06:45   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

أريد أن أعرف إذا كان ورقة بن نوفل صحابيا ؟

الجواب :

الحمد لله

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، مختلف في صحبته :

1 - فمن العلماء من ذكره في الصحابة كالطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن وغيرهم - كما في "الإصابة" (6 /607) .
وقال الزركلي رحمه الله :

" وفي المؤرخين من يعده في الصحابة ، قال البغدادي : ألف أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي تأليفا في إيمان ورقة بالنبي ، وصحبته له ، سماه " بذل النصح والشفقة ، للتعريف بصحبة السيد ورقة ".

انتهى من "الأعلام" (8 /115) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الظاهر لي والله أعلم أنه يعد صحابيا ، فيترضى عنه " انتهى .

وسئل الشيخ صالح الفوزان :

" ما هو الأولى بحق ورقة بن نوفل إذا ذكر هل يترضى عليه ؟

فأجاب حفظه الله :

.حال ما سمع من النبي آمن به نعم ، وهو على الإيمان من قبل فيكون من الذين آمنوا بالرسولين ، له أجران أجر إسلامه الأول وإسلامه الثاني لأن الله سبحانه وتعالى قال( يأيها الذين آمَنوا اتقوا الله وآمِنوا برسوله )) يعني محمد صلى الله عليه وسلم .

(( يؤتكم كفلين من رحمته )) {سورة الحديد الآية 28 }

وقال جل وعلا : (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) يعني علماء أهل الكتاب (( أعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين )) {سورة القصص الآية 55 }

فالله جل وعلا قال : (( أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون )) {سورة القصص الآية 54 }

هذه في الذين آمنوا من أهل الكتاب آمنوا بالرسولين كعبد الله بن سلام والنجاشي ومن آمن بالرسول وهو من قبل على الإيمان بالرسل السابقين فيؤتى أجره مرتين ، (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم )) {سورة القصص الآية 55 } .

هذا سلام هجر ومتاركة ما هو بسلام تحية ، سلام عليكم مثل قول إبراهيم عليه السلام سلام عليك لما قال لأبيه سلام عليك (( لئن لم تنته يا إبراهيم لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي وأعتزلكم وما تدعون من دون الله )) { سورة مريم الآية 46 ، 47 }

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

بلاشك نعم هو صحابي يُترضى عنه . نعم .

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

حال ما سمع من النبي آمن به نعم ، وهو على الإيمان من قبل فيكون من الذين آمنوا بالرسولين ، له أجران أجر إسلامه الأول وإسلامه الثاني لأن الله سبحانه وتعالى قال( يأيها الذين آمَنوا اتقوا الله وآمِنوا برسوله )) يعني محمد صلى الله عليه وسلم .

(( يؤتكم كفلين من رحمته )) {سورة الحديد الآية 28 }

وقال جل وعلا : (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) يعني علماء أهل الكتاب (( أعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين )) {سورة القصص الآية 55 }

فالله جل وعلا قال : (( أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون )) {سورة القصص الآية 54 }

هذه في الذين آمنوا من أهل الكتاب آمنوا بالرسولين كعبد الله بن سلام والنجاشي ومن آمن بالرسول وهو من قبل على الإيمان بالرسل السابقين فيؤتى أجره مرتين ، (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم )) {سورة القصص الآية 55 } .

هذا سلام هجر ومتاركة ما هو بسلام تحية ، سلام عليكم مثل قول إبراهيم عليه السلام سلام عليك لما قال لأبيه سلام عليك (( لئن لم تنته يا إبراهيم لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي وأعتزلكم وما تدعون من دون الله )) { سورة مريم الآية 46 ، 47 }

فهذا سلام متاركة لا سلام تحية ، سلام عليكم يعني تركناكم لا نبتغي الجاهلين . نعم .

جاء أثر في أن ورقة أدرك بلالا وهو يعذب ليشرك بالله :

" عن عروة بن الزبير قال : كان بلال لجارية من بني جمح وكانوا يعذبونه برمضاء مكة ، يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول : أحد أحد ، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول : أحد أحد يا بلال ، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا " ابن حجر الإصابة في تمييز الصحابة (3/634)

وقال ايضا " وهذا مرسل جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال " الإصابة في تمييز الصحابة (6/607)

وقال في ما يخص الجمع بين الاثر وما ورد في الصحيح :

" فلعل الراوي لم يحفظ لورقة ذكراً بعد ذلك في أمر من الأمور فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة إلى علمه لا إلى ما هو الواقع " فتح الباري ( 1/27 )

قال البغدادي في خزانة الأدب ( 3/391 ) : " ولقد أجاد في جمعه وشدد الإنكار على من أنكر صحبته ، وجمع فيه الأخبار التي نقلت عن ورقة رضي الله عنه بالتصريح بإيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسروره بنبوته، والأخبار الشاهدة له بأنه في الجنة " هـ

وعلى ذلك القول : يكون ورقة بن نوفل هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ولهذا نقول: أول من آمن به من النساء خديجة ، ومن الرجال ورقة بن نوفل " .

انتهى ."مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (8 /613) .

2 – ومن العلماء من قال : إنه ليس صحابيا ، ولكنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات في فترة الوحي .

قال ابن كثير رحمه الله :

" وتقدم الكلام على إيمان ورقة بن نوفل بما وجد من الوحي ، ومات في الفترة رضي الله عنه

" انتهى من "البداية والنهاية" (3 /25) .

وقد ذكر الذهبي حديث عروة أنه قال : " مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذب ، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول : أحد أحد ، فقال ورقة : أحِّدْ أحِّدْ يا بلال ، صبرا يا بلال ، لم تعذبونه ؟ فو الذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا .
ثم قال الذهبي : " هذا مرسل ، وورقة لو أدرك هذا لعد من الصحابة ، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة ، كما في الصحيح

" انتهى من "سير أعلام النبلاء" (1 /129) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر حديث بدء الوحي :

" فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام ، فيكون مثل بحيرا ، وفي إثبات الصحبة له نظر " انتهى .

"الإصابة" (6 /607)

3 - ومنهم من توقف فيه وذكر الخلاف :

قال ابن منده : " اختلف في إسلامه ، روى عنه عبد الله بن عباس ، ولا أعرف من قال إن ورقة أسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع بإسلامه ، وعبد الله بن عباس لم يسمع منه " .

انتهى من "تاريخ دمشق" (63 /4) .

وقال الكرماني : " فإن قلت ما قولك في ورقة ؛ أيحكم بإيمانه ؟ قلت لا شك أنه كان مؤمنا بعيسى عليه السلام ، وأما الإيمان بنبينا عليه السلام فلم يُعْلَم أن دين عيسى قد نسخ عند وفاته أم لا ، ولئن ثبت أنه كان منسوخا في ذلك الوقت ، فالأصح أن الإيمان التصديق وهو قد صدقه من غير أن يذكر ما ينافيه " انتهى من "عمدة القاري" (1 /168) .

وسئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن ورقة بن نوفل هل يعتبر صحابيا أو من أهل الفترة ؟ ولم ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله : " إذا كان قد ثبت إسلامه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صحابي وقوله : " إنه الناموس الأكبر " ليس تصريحا بإسلامه لأنه قال : " إن يدركني يومك " ولم يدركه " انتهى من "فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 313) .

والراجح – والله أعلم – أنه مؤمن موحد ، ولكن لا يعد في الصحابة ؛ لأنه مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة .
وقد روى الحاكم (4211) عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( لا تسبوا ورقة فإني رأيت له الجنة ، أو جنتين ) صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وذكره الألباني في "الصحيحة" (405) ورجح الدارقطني إرساله ، كما في "العلل" (14/157) .

فلو صح فإنه مشعر بعدم قطع الصحابة بصحبته ؛ إذ لو كان صحابيا لما احتاج إلى أن يُنهى الناس عن سبه – رحمه الله -
.
والله تعالى أعلم .


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال وجواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc