شبهة حول وفاة رسول الله بالسم وانقطاع أبهره مع قول الله (لقطعنا منه الوتين) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شبهة حول وفاة رسول الله بالسم وانقطاع أبهره مع قول الله (لقطعنا منه الوتين)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-27, 16:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 شبهة حول وفاة رسول الله بالسم وانقطاع أبهره مع قول الله (لقطعنا منه الوتين)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

شبهة حول وفاة رسول الله بالسم وانقطاع أبهره مع قول الله (لقطعنا منه الوتين)

السؤال

هل توفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أم استشهد بسم اليهودية ؟

وإن كان قد أُستشهد بسم اليهودية فكيف نرد على الشبهة المثارة حول كيفية التوفيق بين حديثه عليه الصلاة والسلام عندما خاطب أم المؤمنين عائشة عن شعوره بإنقطاع أبهره

وبين الآية الكريمة ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) ؟


الجواب

الحمد لله

أولا:

صرح جمع من أهل العلم بأن الله تعالى أكرم نبيه صلى الله عليه وسلم بالشهادة، فجمع له بين النبوة والرسالة والشهادة؛ لأن وفاته كانت بأثر السم الذي أكله يوم خيبر.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : " أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ

فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ، قَالَ : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ )"

رواه البخاري ( 2474 ) ، ومسلم (2190).

وعن عَائِشَةُ رضى الله عنها : " كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ : (يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ )

" رواه البخاري ( 4165 ).

قال ابن القيم في " زاد المعاد " (4/111):

" وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّى كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ : ( مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ مِنَ الشَّاةِ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعِ الْأَبْهَرِ مِنِّي ) ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا " انتهى .

وجاء في "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية "(12 / 94): "

ومن المعجزة أنه لم يؤثّر فيه في وقته ؛ لأنهم قالوا: إن كان نبيًّا لم يضره , وإن كان ملكًا استرحنا منه ، فلمَّا لم يؤثر فيه تيقنوا نبوته ، حتى قيل: إن اليهودية أسلمت ، ثم نقض عليه بعد ثلاث سنين لإكرامه بالشهادة" انتهى.

ثانيا:

أما آيات سورة الحاقة، فيقول الله تعالى : (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)

تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)

وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)) الحاقة/38- 52 .

وفي هذا الآيات إخبار من الله تعالى أن القرآن تنزيل من عنده، بلغه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وأنه ليس شعرا، ولا كهانة

وأن محمدا ليس شاعرا ولا كاهنا ولا متقوّلا على الله، وأنه لو تقوّل على الله- وحاشاه- لعاجله الله بالعقوبة، وانتقم منه بالقوة والبطش، ثم أماته وأهلكه ، وأنه لا يقدر أحد أن يدفع عنه ذلك.

ثم أخبر أن القرآن حق، وأنه حسرة على الكافرين المكذبين.

فهذه الآيات فيها مدح للنبي صلى الله عليه وسلم وتبرئة له، فكيف يجعلها الجهال الضلال قدحا فيه؟!

وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين سنة يبلغ الناس كلام الله، فلو تقوّل على الله بعض الأقاويل لأهلكه الله، وهذا لم يقع قط ، وما كان له أن يقع !

وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ للناس سور القرآن كلها أمينا صادقا، ونسب إلى الله عشرات الأحاديث القدسية

وتكلم هو بآلاف الأحاديث التي يقول للناس إنها وحي من الله، فأكرمه الله، وأمدّه، وأعانه، ونصره، وكثّر أصحابه، وفتح له البلاد

وألان له قلوب العباد، وأيده بالمعجزات الباهرة، ولم يمته إلا بعد أن أكمل له دينه، وأتم عليه نعمته.

فهل يستريب عاقل أن الله لم يعاجله بعقوبة، ولم يبطش به، ولم ينتقم منه، وقد كان هذا وعيده لو تقول عليه.

وهل هذا يعني غير حقيقة واحدة: أنه صلى الله عليه وسلم كان صادقا أمينا في تبليغه كلام ربه على مدار ثلاث وعشرين سنة كاملة ؟!

وأنه لم يتقوّل عليه كلمة واحدة في هذه المدة المديدة ؛ ولهذا لم يعجل الله هلاكه كما توعد من تقول عليه أو افترى على الله الكذب ؟!

فهل يعقل أنه بعد أن بلغ الدين كله، والقرآن كله، صادقا برا ، أمينا ؛ يعود فيكذب على الله ؟!

وهل هذا إلا كلام المجانين ، والمبرسمين ؟!

قال ابن عاشور رحمه الله في تفسير هذه الآيات: " فمفاد هذه الجملة :

استدلال ثان على أن القرآن منزل من عند الله تعالى على طريقة المذهب الكلامي، بعد الاستدلال الأول المستند إلى القسم والمؤكدات ، على طريقة الاستدلال الخطابي.

وهو استدلال بما هو مقرر في الأذهان من أن الله واسع القدرة، وأنه عليم ؛ فلا يقرر أحدا على أن يقول عنه كلاما لم يقله ؛ أي : لو لم يكن القرآن منزلا من عندنا

ومحمد ادعى أنه منزل منا= لما أقررناه على ذلك، ولعجلنا بإهلاكه.

فعدم هلاكه صلى الله عليه وسلم : دال على أنه لم يتقوله على الله ؛ فإن (لو) : تقتضي انتفاء مضمون شرطها ، لانتفاء مضمون جوابها...

ومعنى (لأخذنا منه باليمين) لأخذناه بقوة، أي دون إمهال ؛ فالباء للسببية...

والمعنى: لأخذناه أخذا عاجلا ، فقطعنا وتينه، وفي هذا تهويل لصورة الأخذ فلذلك لم يقتصر على نحو: لأهلكناه...

والوتين: عرق معلق به القلب ، ويسمى النياط، وهو الذي يسقي الجسد بالدم ، ولذلك يقال له: نهر الجسد، وهو إذا قطع مات صاحبه ، وهو يقطع عند نحر الجزور.

فقطع الوتين : من أحوال الجزور ونحرها ؛ فشبه عقاب من يفرض تقوله على الله ، بجزور تنحر فيقطع وتينها...

وهذه الآية دليل على أن الله تعالى لا يبقي أحدا يدعي أن الله أوحى إليه كلاما يبلغه إلى الناس، وأنه يعجل بهلاكه.

فأما من يدعي النبوءة دون ادعاء قول أوحي إليه، فإن الله قد يهلكه بعد حين ، كما كان في أمر الأسود العنسي الذي ادعى النبوءة باليمن، ومسيلمة الحنفي الذي ادعى النبوءة في اليمامة،

فإنهما لم يأتيا بكلام ينسبانه إلى الله تعالى، فكان إهلاكهما بعد مدة، ومثلهما من ادعوا النبوءة في الإسلام مثل (بابك ومازيار) "

انتهى من "التحرير والتنوير" (29/ 144- 148).








 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc