لامية العرب الشنفرى مع الشرح - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لامية العرب الشنفرى مع الشرح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-06, 21:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جزائري1
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية جزائري1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لامية العرب الشنفرى مع الشرح

لامية العرب للشنفرى:
من دررالشعر العربي وكان عمربن الخطاب رضي الله عنه يحث على تحفيظها للابناء لما تشتمل عليه من حكم وقوة فيالكلمات ولما تنطوي عليه من الحث على الاباء والشمم والكرامة وغير ذلك مما تقرؤنه في هذه القصيدة المشهورة

أَقِيمُوا بَني أُمِّـي صُـدُورَمَطِيِكُـمْ*** فإنِّي إلـى قَـوْمٍ سِوَاكُـمْ لأَمْيَـلُ
فَقَدْ حُمَّتِالحَاجَاتُ واللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ*** وَشُـدَّتْ لِطِيّـات مَطَايَـا وَأرْحُـلُ
وفي الأَرْضِ مَنْأًى لِلْكَرِيمِ عَـنِ الأذَى*** وفيها لِمَنْ خَـافَالقِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْرُكَ ما بالأرْضِ ضِيقٌ على امْرِىءٍ ***سَرَىرَاغِبا أو رَاهِبـا وهـو يَعْقِـلُ
ولي دُوْنَكُمْ أهْلُون : سِيـدٌعَمَلَّـسٌ*** وَأرْقَـطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْئَـلُ
هُمُ الأهْلُ لامُسْتَوْدَعُ السِّـرِّ ذائـعٌ*** لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَاني بمـا جَـرَّ يُخْـذَلُ
وَكُـلٌّ أبـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّـنِـي ***إذا عَرَضَتْ أُولَـىالطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
وإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الزادِ لمأكُـنْ*** بأعْجَلِهِمْ إذْ أجْشَـعُ القَـوْمِ أعْجَـلُ
ومـا ذَاكَ إلاّبَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ*** عَلَيْهِمْ وكـان الأفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ
وإنّي كَفَاني فَقْدَ مَـنْ ليـس جَازِيـا*** بِحُسْنَـى ولا فـي قُرْبِـهِمُتَعَـلَّـلُ
ثَلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ ***وأبْيَضُإصْلِيـتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلْـسِ المُتُـونِتَزِينُهـا*** رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليهـا وَمِحْمَـلُ
إذا زَلَّ عنهاالسَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّهـا*** مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرِنُّ وَتُـعْـوِلُ
وَأغْدو خَمِيصَ البَطْـن لا يَسْتَفِزُّنِـي ***إلى الزَّادِ حِـرْصٌ أوفُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـيسَوَامَـه ***مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْـيَ بُـهَّـلُ
ولا جُبَّـإِأكْهَـى مُـرِبٍّ بِعِرْسِـهِ*** يُطَالِعُهَا فـي شَأْنِـهِ كَيْـفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ ***يظَـلُّ بـه المُكَّـاءُ يَعْلُـووَيَسْفُـلُ
ولا خَـالِـفٍ دارِيَــةٍ مُتَـغَـزِّلٍ*** يَـرُوحُ وَيَغْـدُوداهنـا يَتَكَـحَّـلُ
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ*** ألَفَّإذا مـا رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذاانْتَحَـتْ*** هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هُوَجَـلُ
إذا الأمْعَزُالصَّوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِـي*** تَطَايَـرَ منـه قــادِحٌ وَمُفَـلَّـلُ
أُدَيمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ*** وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَصَفْحـا فأُذْهَـلُ
وَأَسْتَفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلاَ يُرَى لَـهُ*** عَلَيَّمِـنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
ولولا اجْتِنَابُ الذَّأْمِ لم يُلْفَمَشْـرَبٌ*** يُعَـاشُ بـه إلاّ لَــدَيَّ وَمَـأْكَـلُ
وَلَكِـنّ نَفْسـامُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي*** علـى الـذامِ إلاّ رَيْثَمـا أتَحَـوَّلُ
وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايـا كَمـا ***انْطَوَتْ خُيُوطَةُ مارِيٍّتُغَـارُ وتُفْتَـلُ
وأغْدُو على القُوتِ الزَّهِيدِ كما غَـدَا*** أزَلُّتَهَـادَاهُ التنَـائِـفَ أَطْـحَـلُ
غَدَا طَاوِيا يُعَـارِضُ الرِّيـحَهَافِيـا*** يَخُوتُ بأذْنَـابِ الشِّعَـابِ وَيَعْسِـلُ
فَلَمَّا لَوَاهُالقُوتُ مِـنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ*** دَعَـا فَأَجَابَتْـهُ نَظَـائِـرُ نُـحَّـلُ
مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كأنَّـهـا*** قِـدَاحٌ بأيـدي ياسِـرٍتَتَقَلْـقَـلُ
أوِ الخَشْرَمُ المَبْعُوثُ حَثْحَـثَ دَبْـرَهُ*** مَحَابِيـضُأرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كــأنَّشُدُوقَـهـا*** شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـتْبالبَـرَاحِ كأنَّهـا*** وإيّـاهُ نُـوحٌ فَـوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ
وأغْضَىوأغْضَتْ وَاتّسَى واتَّسَتْ بـه*** مَرَامِيـلُ عَزَّاهـا وعَزَّتْـهُ مُـرْمِـلُ
شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ*** وَلَلصَّبْرُ إنْ لَمْيَنْفَعِ الشَّكْـوُ أجْمَـلُ
وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بـادِراتٍ وَكُلُّهـا*** علىنَكَـظٍ مِمّـا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
وَتَشْرَبُ أَسْآرِي القَطَا الكُدْرُبَعْدَمـا*** سَـرَتْ قَرَبـا أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْوَابْتَدَرْنَـا وأسْدَلَـتْ ***وشَمَّـرَ مِنِّـي فَــارِطٌ مُتَمَـهِّـلُ
فَوَلَّيْتُ عَنْها وَهْـيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ*** يُبَاشِـرُهُ منهـاذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ
كـأنَّ وَغَاهـا حَجْرَتَيْـهِ وَحَوْلَـهُ ***أَضَامِيمُمـن سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ
تَوَافَيْنَ مِـنْ شَتَّـى إِلَيْـهِفَضَمَّهَـا ***كما ضـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
فَغَبَّتْ غِشَاشـاثُـمَّ مَـرَّتْ كأنّهـا ***مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِـلُ
وآلَفُ وَجْهَ الأرْضِ عِنْـدَ افْتَراشِهـا*** بأهْـدَأَ تُنْبِيـهِسَنَـاسِـنُ قُـحَّـلُ
وَأَعْدِلُ مَنْحُوضـا كـأنَّ فُصُوصَـهُ*** كعَابٌدَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْـيَ مُثَّـلُ
فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّقَسْطَـلٍ*** لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْـلُ أطْـوَلُ
طَرِيـدُجِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ*** عَقِيـرَتُـهُ لأَيِّـهـا حُـــمَّ أوَّلُ
تَنَامُ إذا مـا نـام يَقْظَـى عُيُونُهـا*** حِثاثـا إلـى مَكْرُوهِـهِتَتَغَلْـغَـلُ
وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا تَـزَالُ تَعُـودُهُ ***عِيَادا كَحُمَّىالرِّبْـعِ أو هِـيَ أثْقَـلُ
إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُهـا ثــمّإنّـهـا*** تَثُوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْـتُ ومِـنْ عَـلُ
فإمّا تَرَيْنِيكابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضاحيـا ***علـى رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَـعَّـلُ
فإنّيلَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ ***على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَأفْعَـلُ
وأُعْـدِمَ أحْيَانـا وأغْنَـى وإنَّـمـا*** يَنَـالُ الغِنَـى ذوالبُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
فلا جَـزِعٌ مِـنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ ***ولامَـرِحٌ تَحْـتَ الغِنَـى أتَخَيَّـلُ
ولا تَزْدَهِي الأجْهالُ حِلْمِي ولاأُرَى*** سَؤُولاً بأعْقَـابِ الأقَاويـلِ أُنْمِـلُ
وَلَيْلَةِ نَحْسٍيَصْطَلي القَـوْسَ رَبُّهـا*** وَأقْطُعَـهُ الـلاّتـي بـهـا يَتَنَـبَّـلُ
دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتي*** سُعَـارٌ وإرْزِيـرٌ وَوَجْـرٌوَأَفَكَـلُ
فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـا وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً ***وَعُدْتُ كماأبْـدَأْتُ واللَّيْـلُ ألْيَـلُ
وأصْبَحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِجَالسـا*** فَرِيقَانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَـرُ يَسْـأَلُ
فَقَالُوا : لَقَدْهَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلاَبُنَـا*** فَقُلْنَا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَـسَّ فُرْعُـلُ
فَلَـمْ يَـكُ إلاّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ ***فَقُلْنَا : قَطَاةٌ رِيـعَأمْ رِيـعَ أجْـدَلُ
فَإِنْ يَكُ مِنْ جِـنٍّ لأَبْـرَحُ طارِقـا*** وإن يَكُإنْسا ما كَهاالإنـسُ تَفْعَـلُ
وَيَومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُلُعَابُـهُ*** أفاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْـمَـلُ
نَصَبْتُ له وَجْهـيولا كِـنَّ دُونَـهُ ***ولا سِتْـرَ إلاّ الأتْحَمِـيُّ المُرَعْـبَـلُ
وَضافٍإذا طارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ*** لبائِـدَ عـن أعْطَافِـهِ ماتُـرَجَّـلُ
بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْـيِ عَهْـدُهُ ***له عَبَسٌ عافٍ مِنَالغِسْـل مُحْـوِلُ
وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍقَطَعْتُـهُ*** بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْـسَ يُعْمَـلُ
فألْحَقْـتُأُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ موفـيـا ***علـى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِـرَارا وَأمْثُـلُ
تَرُودُ الأَرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلي كأنّهـا*** عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّالمُـلاَءُ المُـذَيَّـلُ
وَيَرْكُدْنَ بالاصَـالِ حَوْلِـي كأنُّنـي*** مِنَالعُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَـلُ



شرح لامية العرب للأديب واللغوي محمد اسامه البهائي:

أَقِيمـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ1-
بنوالأم : الأشقاء أو غيرهم ما دامت تجمعهم الأم ، واختار هذه الصِّلة لأنًهاأقرب الصِّلات إلى العاطفة والمودَّة . والمطيّ : ما يُمتَطى من الحيوان،والمقصود بها، هنا، الإبل. والمقصود بإقامة صدورها: التهيؤ للرحيل. والشاعر يريد استعدادهم لرحيله هو عنهم لا لرحيلهم هم ، وربما أشار بقولههذا إلى أنَهم لا مقام لهم بعد رحيله فمن الخير لهم أن يرحلوا والميل هناأفعل لرغبته الميل لقوم غيرهم .
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ2-
حُمَّت: قُدِّرتْ ودُبِّرت. والطِّيَّات: جمع الطِّيَّة ، وهي الحاجة، وقيل: الجهةالتي يقصد إليها المسافر. وتقول العرب: مضَى فلان لطيَّته، أي لنيّته التيانتواها. الأرْحل: جمع الرحل، وهو ما يوضَع على ظهر البعير. وقوله:" واللَيل مقمِر " كناية عن تفكيره بالرحيل في هدوء ، أو أنه أمر لا يُرادإخفاؤه. ومعنى البيت: لقد قُدِّر رحيلي عنكم ، فلا مفرّ منه ، فتهيؤوا له .
وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ3-
المَنأى : المكان البعيد. القِلى: البغض والكراهية. والمتعزِّل: المكان لمن يعتزلالناس. والبيت فيه حكمة: ومعناه أن الكريم يستطيع أن يتجنب الذلّ ، فيهاجرإلى مكان بعيد عمَّن يُنتظر منهم الذلّ ، كما أن اعتزال الناس أفضل مناحتمال أذيتهم.
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ4-
لعمرك: قَسَم بالعمر. سرى: مشى في الليل. راغباً: صاحب رغبة. راهباً: صاحب رهبة. والبيت تأكيد للبيت السابق ، ومعناه أن الأرض واسعة سواء لصاحب الحاجاتوالآمال أم للخائف.
وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ5-
دونكم: غيركم. الأهلون : جمع أهل. السِّيد: الذئب. العملَّس: القويّ السَّريع. الأرقط: الذي فيه سواد وبياض. زُهلول: خفيف. العرفاء: الضبع الطويلةالعُرف. جَيْئَل: من أسماء الضبع. والمعنى أن الشاعر اختار مجتمعاً غيرمجتمع أهله ، كلّه من الوحوش ، وهذا هو اختيار الصعاليك.
هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ6-
همالأهل أي الوحوش هم الأهل ، فقد عامل الشاعِرُ الوحوشَ معاملة العقلاء ،وهو جائز. وقوله: "هم الأهل " بتعريف المسنَد ، فيه قَصر ، وكأنَه قال: همالأهل الحقيقيّون لا أنتم . والباء في " بما " للسببية. والجاني: المقْترفالجناية أي الذنب. جرَّ : جنى . يُخْذَل: يُتَخلّى عن نصرته. والشاعر فيهذا البيت يقارن بين مجتمع أهله ومجتمع الوحوش ، فيفضل هذا على ذاك ، وذلكأن مجتمع الوحوش لا يُفْشِي الأسرار، ولا يخذل بعضه بعضاً بخلاف مجتمعأهله.
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ7-
وكلٌّ: أي كل وحش من الوحوش التي ذكرتها. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاعبطل. الطرائد: جمع الطريدة ، وهي كل ما يُطرد فيصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشَدّ بسالَةً. والشاعر يتابع في هذا البيت مدح الوحوش فيصفهابالبسالة ، لكنه يقول إنّه أبسل منها.
وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ8-
الجَشع: النَّهم وشدَّة الحرص . وفي هذا البيت يفتخر الشاعر بقناعته وعدم جشعه ،فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.
وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ9-
ذاك: كناية عن أخلاقه التي شرحها. البسطة: السعة. التفضُّل: ادّعاء الفضل علىالغير ، والمعنى أنَّ الشاعر يلتزم هذه الأخلاق طلباً للفضل والرِّفعة.
وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ10-
التعلّل: التلهِّي ، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي ، يريد : أني فقدتُ أهلًا لا خيرفيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهمأدنى خير يُتَعلّل .
ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ11-
المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس . الإصليت: السَّيف المُجرَّد منغمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاءالشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ،وقوس طويلة العنق .
هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ المُتُـونِ تَزِينُـها رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ12-
هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء ، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمعالمتن ، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة ، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّىبه. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم ،وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد ، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.
إذا زَلََّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّـها مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرنُّ وَتُعْـوِلُ13-
زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). عَجْلى: سريعة. تُرنّ: تصوِّت برنين ، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدةالحزن تصرخ وتولول.
وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ14-
خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به .
وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْيَ بُهَّـلُ15-
المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم ، فيعطش. السوام: الماشية التيترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ بهضرع الناقة لئلا تُرضَع ). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذيةسوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادهاكناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.
ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ16-
الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه ، والبليد. مُرِبّ: مقيم، ملازم . عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عنالكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوءالخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأيزوجه ومشورتها.
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ17-
الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَرالنعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.
ولا خَالِــفٍ دارِيَّــةٍ مُتَغَــزِّلٍ يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَحَّـلُ18-
الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عندهخير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغلمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلىاللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعرينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ19-
العَلّ: الذي لا خير عنده ، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.
وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَتْ هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ20-
(20 )
المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية،والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديدالمسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذاانتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذييتحير فيه
إذا الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِي تَطَايَـرَ منـه قَـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ21-
الأمعز: المكان الصّلب الكثير الحصى. الصَّوّان: الحجارة الملس. المناسم: جمعالمنسم، وهو خفّ البعير . شبّه قدميه بأخفاف الإبل. القادح: الذي تخرجالنار من قدمه. مفلَّل: متكسِّر. والمعنى أنه حين يعدو تتطاير الحجارةالصغيرة من حول قدميه ، فيضرب بعضها بحجارة أخرى ، فيتطاير شرر ناروتتكسَّر.
أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَـلُ22-
أُديم: من المداومة، وهي الاستمرار. المطال: المماطلة. أضرب عند الذِّكْرصَفْحاً: أتناساه. فأذهل: أنساه. يقول: أتناسى الجوع، فيذهب عنّي. وهذهالصورة من حياة الصَّعْلَكَة.

وَأَسْتَـفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَـهُ عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ23-
الطَّوْل: المَنّ. امرؤ متطوِّل: منّان. والمعنى أنه يفضل أن يستفَّ تراب الأرض علىأن يمدّ أحد إليه يده بفضل أو لقمة يمنّ بها عليه.
ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ مَشْـرَبٌ يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَأْكَـلُ24-
الذَّأموالذَّام: العيب الذي يُذمّ به. يُلفى: يوجد. والمعنى: لولا تجنُّبي ماأذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.
وَلكِنّ نَفْسَـاً مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا أَتَحَـوَّلُ25-
مرَّة: صعبة أبيّة. الذَّام: العيب. وفي هذا البيت استدراك، فبعد أن ذكر الشاعرأنّه لولا اجتناب الذمّ لحصل على ما يريده من مأكل ومشرب ، قال إن نفسه لاتقبل العيب قَطّ.
وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ خُيُوطَـةُ مـارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ26-
الخَمص: الجوع ، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: جمع الحويَّة ، وهي الأمعاء. الخيوطة: الخيوط. ماريّ فاتل، وقيل: اسم رجل اشتُهر بصناعة الحبال وفتلها. تغَارُ: يُحكم فتلها. والمعنى. أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح، لخلوّها من الطعام،يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.
وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا أَزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَائِـفَ أطْحَـلُ27-
أغدو: أذهب في الغداة، وهي الوقت بين شروق الشمس والظهر. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: صفة للذئب القليل اللحم. تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرضون، واحدتها تنوفة، وقيل: هي المفازة في الصحراء. الأطحل: الذي في لونه كدرة. يشبه الشاعر نفسه بذئب نحيل الجسم جائع يتنقل بينالفلوات بحثاً عن الطعام.
غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـاً يَخُـوتُ بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ28-
الطاوي: الجائع. يعارض الريح: يستقبلها. أي: يكون عكس اتجاهها. وهذا الوضع يساعدهعلى شمّ رائحة الفريسة واتّباعها. الهافي: الذي يذهب يميناً وشمالاً منشدَّة الجوع، وقيل: معناه السريع. يخوت. يختطف وينقض. أذناب: أطراف. الشِّعاب: جمع الشِّعب، وهو الطريق في الجبل. يعسل: يمر مَرَّاً سَهْلاًَ. وفي هذا البيت تتمة لما في البيت السابق من وصف للذئب.
فَلَما لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ دَعَـا فَأجَابَتْـهُ نَظَائِـرُ نُحَّـلُ29-
لواه: دفعه، وقيل: مطله وامتنع عليه. أَمَّه: قصده. النظائر: الأشباه التي يشبهبعضها بعضاً. نُحَّل: جمع ناحِل، وهو الهزيل الضامِر. يقول: بعد أن يئسهذا الذئب من العثور على الطعام، استغاث بجماعته، فأجابته هذه، فإذا هيجائعة ضامرة كحاله.
مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كأنَّـها قِـدَاحٌ بأيـدي ياسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ30-
مُهَلَّلة: رقيقة اللحم، وهي صفة لـ" نظائر " التي في البيت السابق. شِيب: جمعأَشْيَب وشيباء. القِداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْم قبل بريه وتركيب نصله،وهو، أيضاً ، أداة للقمار. الياسر: المقامِر. تتقلقل: تتحرك وتضطرب. وفيهذا البيت يصف الشاعر الذئاب الجائعة الباحثة عن الطعام، فإذا هي نحيلة منشدة الجوع، بيضاء شعر الوجه، مضطربة كسهام القمار.
أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ دَبْـرَهُ مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ31-
"
أو" للعطف إمّا على الذئب الأزلّ في البيت الذي سبق قبل ثلاثة أبيات، وإمَّاعلى ، " قداح " التي في البيت السابق، وجاز عطف المعرفة على النكرة لأنهأراد بـ" الخشرم " الجنس إبهاماً، و" قداح " وإن كان نكرةً، فقد وُصف،فاقترب من المعرفة. والخشرم: رئيس النحل. حَثْحَثَ: حرك وأزعج. الدَّبْر: جماعة النَحْل. المحابيض: جمع المحبض، وهو العود مع مشتار العسل. أرداهُنَّ: أهلكهنّ. السامي: الذي يسمو لطلب العسل. المعَسَّل: طالب العسلوجامعه.
مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كَـأَنَّ شُدُوقَـها شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ32-
المُهَرَّتة: الواسعة الأشداق. الفُوه: جمع "الأفوه " للمذكَّر، والفوهاء للمؤنث،ومعناه المفتوحة الفم. الشدوق: جمع الشّدق، وهو جانب الفم. كالحات: مكشرةفي عبوس. البُسَّل: الكريهة المنظر. والشاعر في هذا البيت يعود إلى وصفالذئاب التي تجمّعت حول ذلك الذي دعاها لإنجاده بالطعام، فيصفها بأنهافاتحة أفواهها، واسعة الشدوق، كئيبة كريهة المنظر.
فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّـها وإيّـاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ33-
ضجَّ: صاح. البراح: الأرض الواسعة. النوح: النساء النوائح. العلياء: المكانالمرتفع. الثكَّل: جمع الثَّكْلى، وهي المرأة التي فقدت زوجها أو ولدها أوحبيباً. والمعنى أن الذئب عوى فعوتِ الذئاب من حوله، فأصبح وإيّاهاكأنَّهن في مأتم تنوح فيه الثكالى فوق أرض عالية.
وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ بـه مَرَامِيـلُ عَـزَّاها وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ34-
أغْضى: كفّ عن العواء. اتَّسَى، بالتشديد: افتعل من "الأسوة "وهي الاقتداء، وكانالأصل فيه الهمزة، فأبدلت الهمزة ياء لسكونها وكسر همزة الوصل قبلها، ثُمأُبدلت الياء تاء، وأُدغمت في تاء الافتعال. ويروى بالهمزة فيهما من غيرتشديد، وهو أجود من الأوّل، لأن همزة الوصل حذفت لحرف العطف، فعادت الهمزةالأصليّة إلى موضعها، كقولك: وائتمنه، والذي ائتمن . والمراميل: جمعالمرمل، وهو الذي لا قوت له. والمعنى أن الذئب وجماعته وجدا حالهمامتّفقين يجمعهما البؤس والجوع، فأخذ كل منهما يعزِّي الآخر ويتأسَّى به.
شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ35-
شكا: أظهر حاله من الجوع. ارعوى: كفَّ ورجع. الشكو: الشَّكوى. وعجز هذا البيتحكمة ، ومفادها أنَّ الصبر أفضل من الشكوى إن كانت غير نافعة.
وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بَـادِراتٍ وَكُلُّـها على نَكَـظٍ مِمَّا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ36-
فَاءَ: رجع. بادرات: مسرعات، وبادره بالشيء أسرع به إليه. النكظ: شدَّة الجوع. يكاتم: يكتم ما في نفسه. مُجْمِل. صانع للجميل. وفي هذا البيت يتابعالشاعر وصف الذئاب، فيقول إنهنَّ بعد يأسهن من الحصول على الطعام، عدن إلىمأواهنَّ ، وفي نفوسهن الحسرة والمرارة.
وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُـدْرُ بَعْدَما سَرَتْ قَرَبَـاً أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ37-
الأسآر: جمع سؤر، وهو البقيَّة في الإناء من الشراب. القطا: نوع من الطيور مشهوربالسرعة. الكدر: جمع أكدر للمذكَّر وكدراء للمؤنَّث، والكُدرة: اللَّونينحو إلى السواد. القَرَب: السير إلى الماء وبينك وبينه ليلة. الأحناء: جمع الحنو، وهو الجانب. تتصلصل تصوِّت. والمعنى أنِّي أريد الماء إذاسايرت القطا في طلبه، فأسبقها إليه لسرعتي، فترد بعدي، فتشرب سُؤري.
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَـا وأسْدَلَـتْ وشَمَّـرَ مِنِّي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ38-
هَمَمْتُبالأمر: عزمتُ على القيام به ولم أفعله. والتاء في " هَمَّتْ " تعود إلىالقطا، والمعنى: أنا وإيَّاها قصدنا الماء. ابتدرنا: سابق كلٌّ منّاالآخر. أسدلت: أرخت أجنحتها كناية عن التعب. الفارط: المتقدِّم، وفارطالقوم: المتقذِّم ليصلح لهم الموضع الذي يقصدونه. يقول: ظهر التعب علىالقطا، وبقيت في قمَّة نشاطي، فأصبحت متقدِّماً عليها دون أن أبذل كلَّجهدي، بل كنتُ أعدو متمهِّلاً لأنني واثق من السبق.
فَوَلَّيْـتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ يُبَاشِـرُهُ منها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ39-
ولَّيت: انصرفت. تكبو: تسقط. العُقْر: مقام السَّاقي من الحوض يكون فيه ماء يتساقطمن الماء عند أخذه من الحوض. الذّقون: جمع الذقن، وهو منها ما تحتحلقومها. الحَوْصل: جمع الحوصلة، وهي معدة الطائر. يقول: سبقت القطا بزمنغير قصير حتى إنِّي شربت وانصرفت عن الماء قبل وصولها مجهدةً تتساقط حولالماء ملتمسةً الماء بذقونها وحواصلها.
كـأنَّ وَغَـاها حَجْرَتَيـْهِ وَحَوْلَـهُ أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ40-
وغاها: أصواتها. حَجْرتاه: ناحيتاه، والضمير يعود على الماء. والأضاميم: جمعالإضمامة، وهي القوم ينضمّ بعضهم إلى بعض في السَّفَر. السَّفْر: المسافرون. نزَّل: جمع نازل، وهو المسافر الذي حطَّ رحله، ونزل بمكانمعيَّن، وحوله جماعات من المسافرين حطَّت الرحال محدثةً صخباً كبيراً،والمعنى أن أصوات القطا حول الماء كثيرة حتى كأنَّها أَلََّفت جانبي الماء .
تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيـْهِ فَضَمَّـهَا كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ41-
توافين: توافدن وتجمَّعن، والضمير يعود إلى القطا. شتَّى: متفرِّقة، والمقصودمتفرّقة. الأذْواد: جمع ذود، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل. ومنأمثال العرب: " الذَّود إلى الذَّودِ إبل " ، وهو يُضرب في اجتماع القليلإلى القليل حتّى يؤدِّي إلى الكثير. الأصاريم: جمع الصرمة، وهي العدد منالإبل نحو الثلاثين. والمَنْهل: الماء. والمعنى أنَّ أسراب القطا حولالماء تشبه أعداداً كثيرة من الإبل تتزاحم حول الماء.
فَغَـبَّ غِشَاشَـاً ثُمَّ مَـرَّتْ كأنّـها مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ42-
العَبّ : شرب الماء من غير مصّ . الغشاش: العجلة. والركب خاصّ بركبان الإبل. أحاظة: قبيلة من اليمن، وقيل: من الأزد. المُجْفل: المنزعج، أو المسرع. والمعنى أن القطا لفرط عطشها شربت الماء غبا، ثمّ تفرقت بسرعة.
وآلَفُ وَجْـهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِـها بأَهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُحَّـلُ43-
آلف: أتعوَّد. الأهدأ: الشديد الثبات. تنبيه: تجفيه وترفعه. السناسن: فقارالعمود الفقري. قُحَّل: جافة يابسة. يقول: ألفتُ افتراش الأرض بظهر ظاهرةعظامه، حتَّى إنَّ هذه العظام هي التي تستقبل الأرض، فيرتفع الجسم عنها،وهذا كناية عن شدَّة هزاله.

وَأعْدِلُ مَنْحُوضـاً كـأنَّ فُصُوصَـهُ كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْيَ مُثَّـلُ44-
أعدل: أتوسَّد ذراعاً، أي: أسوِّي تحت رأسي ذراعاً. المنحوض: الذي قد ذهب لحمه. الفصوص: مفاصل العظام. الكعاب: ما بين الأنبوبين من القصب، والمقصود بههنا شيء يُلعب به. دهاها: بسطها. مُثَّل: جمع ماثل، وهو المنتصب. والمعنىأن ذراعه خالية من اللحم لا تبدو فيها إلاَّ مفاصل صلبة كأنها من حديد.
فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْـوَلُ45-
تبتئس : تلقى بؤساً من فراقه. القسطل: الغبار. وأمّ قسطل: الحرب. و"ما "، في " لما " بمعنى الذي. اغتبطت: سرَّت. والمعنى أنَّ الحرب إذا حزنت لفراقالشنفرى إيَّاها، فطالما سرَّت بإثارته لها.
طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ عَقِيرَتُــهُ لأِيِّـها حُـمَّ أَوَّلُ46-
طريد: مطرود. الجنايات: المقصود بها غاراته في الصعلكة. تياسرن لحمه: اقتسمنه. عقيرته: نفسه. حُمَّ : نزل، ولم يؤنَّث "حُمَّ " لأنَّه لـ "أيّ " ،ولفظها مذكَّر. والمعنى أنَّه مطارد ممَّن أغار عليهم، وهؤلاء يتنافسونللقبض عليه والانتقام منه.
تَنَـامُ إذا مَا نَـامَ يَقْظَـى عُيُونُـها حِثَاثَـاً إلى مَكْرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ47-
تنام: أي الجنايات، وعبَّر بها عن مستحقِّيها. حثاثاً: سراعاً. تتغلغل: تتوغَّلوتتعمَّق. يقول: إنَّ أصحاب الجنايات في غاية اليقظة للانتقام مني ، وهمإنْ ناموا، فإنَّ عيونهم تظل يقظى تترصَّدني للإيقاع بي. وقيل: المعنىأنَّه إذا قصَّر الطالبون عنه بالأوتار لم تقصَّر الجنايات.
وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا تَـزَالُ تَعُـودُهُ عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو هِيَ أثْقَلُ48-
الإلف: الاعتياد، وهنا بمعنى المعتاد. والربع في الحمّى أن تأخذ يوماً، وتدعيومين، ثمّ تجيء في اليوم الرابع. و"هي": ضمير يعود على "الهموم "، يعنيالهموم أثقل عنده من حُمَّى الربع.
إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُـها ثـمّ إنّـها تَثُـوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ49-
وردت: حضرت، والضمير يعود للهموم. والورد خلاف الصَّدر. وأصدرتها: رددتها. تثوب: تعود. تُحيت: تصغير "تحت". عَلُ: مكان عالٍ. والمعنى أنَّ الشاعر كلَّماصرف الهموم، عادت إليه من كلّ جانب، فهي، أبداً، ملازمة له.
تَنَعَّـلفإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضَاحِيَـاً على رِقَّـةٍ أحْفَـى ولاأَُ50-
ابنةالرمل: الحية، وقيل: هي البقرة الوحشية. ضاحياً: بارزاً للحرِّ والقرّ. رقّة: يريد رقّة الحال ، وهي الفقر. وأحفى: من الحفاء وهو عدم لبس النعل. وفي هذا البيت يتخيَّل الشاعر امرأةً، كعادة الشعراء القدماء ، فيخاطبهاقائلاً لها إنه فقير لا يملك ما يستر به جسده من لفح الحرّ والقرّ، ودوننعل ينتعله فيحمي رجليه.
فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ51-
مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع . أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.

وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا يَنَـالُ الغِنَى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ52-
أُعدِم: أفتقر. البعدة، بضمّ الباء وكسرها، اسم للبعد. المتبذِّل: المُسِفّ الذييقترف ما يُعاب عليه. يقول إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينالالغنى إلا الذي يقصر نفسه على غاية الاغتناء.
فلا جَـزِعٌ مِنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ ولا مَـرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّـلُ53-
الجزع: الخائف أو عديم الصبر عند وقوع المكروه. الخَلَّة: الفقر والحاجة. المتكَشِّف: الذي يكشف فقره للناس. المَرِح: شديد الفرح. المُتخَيِّل: المختال بغناه. يقول: لا الفقر يجعلني أبتئس مظهراً ضعفي، ولا الغنىيجعلني أفرح وأختال.
ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي ولا أُرَى سَؤُولاًَ بأعْقَـاب الأقَاويلِ أُنْمِـلُ54-
تزدهي: تستخفّ. الأجهال: جمع الجَهْل ، والمقصود الحمق والسفاهة. سؤول: كثيرالسؤال، أو ملحّ فيه. الأعقاب: جمع العقب، وهو الآخر. أنمل: أنمّ،والنملة، بفتح النون وضمّها، النميمة. والمعنى أنّ الشاعر حليم لا يستخفهالجهلاء، متعفِّف عن سؤال الناس، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس.
وَلَيْلَةِ نَحْـسٍ يَصْطَلي القَوْسَ رَبُّـها وَأقْطُعَـهُ اللَّاتـي بِـهَا يَتَنَبَّـلُ55-
النَحْس: البرد. يصطلي: يستدفىء. ربّها: صاحبها. الأقطع: جمع قِطْع، وهو نصلالسّهم. يتنبَّل: يتخذ منها النّبل للرمي. والمعنى: ربَّ ليلةٍ شديدةالبرد يُشعل فيها صاحب القوسِ قوسَه ونصال سهامه، فيجازف بفقد أهمّ مايحتاج إليه، ليستدفىء .
دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي سُعَـارٌ وإرْزِيـزٌ وَوَجْـرٌ وَأفَكَلُ56-
دعست: دفعت بشدّة وإسراع، وقيل: معناه مشيت. أو وطئت. الغَطْش: الظلمة. البغش: المطر الخفيف. صحبتي: أصحابي. السّعار: شدّة الجوع، وأصله حرّ النار،فاستُعير لشدّة الجوع، وكأنّ الجوع يُحدث حرَّاً في جوف الإنسان. الإرزيز: البرد. والوجر: الخوف. والأفكل: الرعدة والارتعاش.
فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـاً وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً وَعُـدْتُ كما أبْدَأْتُ واللَّيْلُ ألْيَـلُ57-
أيَّمتنسواناً: جعلتُهن أيامى، أي بلا أزواج. والأيِّم: من لا زوج له من الرجالوالنساء على حدٍّ سواء. الإلدة: الأولاد. وأيتمتُ إلدة: جعلتهم بلا آباء. أبدأت: بدأت. أليل: شديد الظلمة.
وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـاً فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ يَسْـألُ58-
أصبح: فعل ماض ناقص، اسمه "فريقان" ، وخبره "جالساً". ويجوز أن يكون فعلاًتامَّاً فاعله "فريقان"، و"جالساً"، حال. والغميصاء: موضع في بادية العربقرب مكة . والجَلْس. اسم لبلاد نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى الجَلْس، فهوجالس، كما يقال: أتْهَمَ، إذ أتى تهامة. يقول: كان من نتائج غارتياللّيليّة، التي وصفها في الأبيات الثلاثة السابقة، أنه عند الصباح أخذالذين غرت عليهم يسأل بعضهم بعضاً، وهم بنجد، عن آثار غارتي متعجّبين منشدّتها وآثارها الأليمة.
فَقَالُـوا: لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلَابُنَـا فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَسَّ فُرْعُـلُ59-
هَرَّت: نبحت نباحاً ضعيفاً. عَسَّ: طاف باللَّيل، ومنه العَسَس، وهم حرَّاس الأمنفي اللَّيل. الفُرعُل: ولد الضبع. يقول: إن القوم الذين أغرت عليهميقولون: لم نسمع إلا هرير الكلاب، وكان هذا الهرير بفعل إحساسها بذئب أوبفرعل.
فَلَمْ يَـكُ إلاَّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ أجْـدَلُ60-

النبأة: الصوت، والمقصود صوت صدر مرّةً واحدة ضعيفاً. هوَّمت: نامت ، والضمير فيهذا الفعل يعود على الكلاب. القطاة: نوع من الطيور، يسكن الصحراء خاصَّةً. رِيع: خاف. وفاعله "قطاة"، ولذلك كان على الشاعر أن يقول "ريعتْ"، ولميؤنث لوجهين: أحدهما على الشذوذ، والثاني أنَّه حمل القطاة على جنسالطائر، فكأنَّه قال: طائر ريع. والأجدل: الصَّقْر. وهمزة الاستفهاممحذوفة، والتقدير: أقطاة ريعت أم ريع أجَدَلُ. وهذا البيت استدراك للبيتالسابق، فقد استدرك القوم الذين أغار عليهم، فقالوا: إن هرير الكلاب لميستمرّ، وإنَّما كان صوتاً واحداً ضعيفاً، ثم نامت الكلاب، فقالوا، عندئذ،لعل الذي أحسَّت به الكلاب قطاة أو صقر.
فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ لأبْـرَحُ طارِقـاً وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها الإنسُ تَفْعَلُ61-
أبرح: أتى البَرَح، وهو الشِّدَّة، وقيل: هو أفعل تفضيل من البرح، وهو الشِّدَّةوالقوَّة. الطارق: القادم باللَّيل. والكاف في "كها" للتشبيه. والمعنى أنالذين أغار عليهم تعجَّبوا وتَحيَّروا، فقد تعوَّدوا أن يقوم بالغارةجماعة من الرجال لا فرد واحد، وأن يشعروا بها فيدافعوا عن أنفسهم وحريمهم،أمَّا أن تكون بهذه الصورة الخاطفة فهذا الأمر غير مألوف، ولعل الذينقاموا بها من الجنّ لا من الإنس.
وهذا البيت شاهد للنحاة على جر الكاف للضمير في "كها" شذوذاً.
وَيومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ أفاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ62-
الشِّعرى: كوكب يطلع في فترة الحر الشَّديد، ويوم من الشِّعرى: يوم من الحرّ الشديد. واللّواب (كما في بعض الروايات): اللعاب، والمقصود به ما ينتشر في الحركخيوط العنكبوت في الفضاء، وإنما يكون ذلك حين يكون الحز مصحوباً بالرطوبة، الأفاعي: الحيَّات. الرمضاء: شدَّة الحرّ. تتململ: تتحرك وتضطرب. يقول: ربَّ يومٍ شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها على شدَّة الحر.
نَصَبْـتُ له وَجْهي ولا كِـنَّ دُونَـهُ ولا سِتْـرَ إلاَّ الأتْحَمِـيُّ المُرَعْبَـل63-
نصبتله وجهي: أقمته بمواجهته. الكِنّ ؛ السِّتر. الأتحميّ : نوع من الثيابكالعباءة. المرعبل: المُمَزَّق. وهذا البيت مرتبط بسابقه، ومعناهما: ربَّيوم شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها شدَّة الحرّ، واجهت لفححرِّه دون أيّ ستر على وجهي، وعليّ ثوب ممزّق لا يردّ من الحرِّ شيئاًقليلاً.
وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ لبائِـدَ عن أعْطَافِـهِ ما تُرَجَّـلُ64-
الضافي: السابغ المسترسِل، ويعني شَعره. اللبائد: جمع اللبيدة، وهي الشَّعرالمتراكب بين كتفيه، المتلبِّد لا يُغْسَل ولا يُمشَّط. الأعطاف: جمعالعَطف، وهو الجانب. ترجَّل: تسرَّح وتمشَّط. والمعنى: أنَّه لا يستر وجههوجسمه إلا الثوب الممزَّق، وشعر رأسه، لأنه سابغ. إذا هبّت الريح لاتفرِّقه لأنّه ليس بِمسرَّح، فقد تلبَّد واتَّسخ لأنَّه في قفر ولا أدواتلديه لتسريحه والعناية به.


بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْيِ عَهْـدُهُ لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ65-
بعيدبمسّ الدهن والفلي أي منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي (الفلي: إخراحالحشرات من الشَّعر. العَبَس: ما يتعلَّق بأذناب الإبل والضّأن من الرَّوثوالبول فيجف عليها، ويصبح وسخاً. عافٍ : كثير. مُحْوِل: أتى عليه حول (سنة). والأصل: محوِل من الغَسْل. والبيت بكامله وصف لشعره.
وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْسَ يُعْمَـلُ66-
الخَرْق: الأرض الواسعة تتخرَّق فيها الرياح. كظهر الترس: يعني أنَّها مستوية. قَفْر: خالية، مقفرة، ليس بها أحد. العاملتان: رجلاه. والضمير في "ظهره" يعود على الخرق. ليس يُعمل: ليس مِمَّا تعمل فيها الركاب.
فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مُوفِيَـاً عَلَى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِرَارَاً وَأمْثُـلُ67-
ألحقتأولاه بأخراه: جمعت بينهما بسيري فيه، قطعته. والضمير في "أولاه" و "أخراه " يعود على (الخرق) المذكور في البيت السابق. والمعنى: لشدَّة سرعتي لحقأوّله بآخره. موفياً: مشرفاً. القُنَّة: أعلى الجبل، مثل القلَّه. الإقعاء: أن يلصق الرجل ألْيَتَيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويتساند ظهره. أمثل: أنتصب قائماً. يقول: وربَّ أرض واسعة قطعتها مشرفاً من على قمَّةجبل، جالساً حيناً، وسائراً حيناً آخر.
تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ68-
ترود: تذهب وتجيء الأراوي: جمع الأرويَّة، وهي أنثى التيس البريّ. الصُّحْم: جمعأصحم للمذكر، وصحماء للمؤنث، وهي السوداء الضارب لونها إلى الصفرة، وقيل: الحمراء الضارب لونها إلى السواد. العذارى: جمع العذراء، وهي البكر منالإناث. الملاء: نوع من الثياب. المُذَيَّل: الطويل الذيل.
ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ69-
يركُدْن: يثبتن. الآصال: جمع الأصيل، وهو الوقت من العصر إلى المغرب. العُصم: جمعالأعصم، وهو الذي في ذراعيه بياض، وقيل: الذي بإحدى يديه بياض. الأدفى منالوعول: الذي طال قرنه جداً . ينتحي: يقصد. الكِيحَ: عرض الجبل وجانبه. الأعقل: الممتنع في الجبل العالي لا يُتوصَّل إليه. والمعنى أن الوعولآنستني، فهي تثبت في مكانها عند رؤبتي، وكأن الشاعر أصبح جزءاً من بيئةالوحوش، وإن كان أخطر وحوشها








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-06-12, 23:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جزائري1
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية جزائري1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما الذي حل بكم على ما اعتقد انها غير لائقة بكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-08, 11:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نسر الجسور المعلقة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رائعة بارك الله فيك ...وجزاك كـــل خير ..










رد مع اقتباس
قديم 2014-11-13, 19:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الريّان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يقال أن القصيدة لم يقلها الشنفرة وهي منحولة صنعها خلف الاحمر وهو الظاهر لمن قرأ الشعر و تاريخه










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-04, 11:02   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
saeed_ly
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااا جزيلاااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2020-11-17, 20:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
lerby-7
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية lerby-7
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائ عة .........................شكرااااااااااااااااااااا لك










رد مع اقتباس
قديم 2020-12-14, 19:42   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
alwifak0121
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا أظن أن هذا النظم من منحوله في جزلة جدا ولا شواهد كثيرة في النحو










رد مع اقتباس
قديم 2021-02-01, 15:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hamada90
عضو جديد
 
الصورة الرمزية hamada90
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

روعة
شكرا بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2021-08-02, 18:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
AbuHossam
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AbuHossam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دام نبض القلب والقلم










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc