في بداية التسعينيات من القرن الماضي، أقبرت النخب الفرنكفونية المرتبطة بفرنسا والمتشبعة بفكرها، المنحدرين من دفعة لاكوست والطابور الخامس، مشروع إصلاح المنظومة التربوية لصاحبه وزير التربية الوطنية الدكتور مصطفى بن محمد.
إن الحضوة التي تتمتع بها يومذاك النخب المتأثرة بالضفة الشمالية من المتوسط لدى أصحاب القرار، دفع السلطة الحاكمة المتمثلة في المحلس الأعلى للدولة الذي علي رأسه المجاهد، عقيد في الثورة التحريرية علي كافي إلى تجميد المشروع الإصلاحي لوزير التربية الوطنية، الذي أجبرته فضيحة تسريب مواضيع البكالوريا إلى تقديم إستقالته.
وبعد ثلاثين سنة من الزمن، بعد أن إضمحل دور النخب الفرنكفونية، ورحيل النخب الحاكمة من المجاهدين، هذه الفئة الاي ترى في اللغة الفرنسية بأنها غنيمة حرب.
تعتلي سلطة جديدة الحكم ببلادي، على رأسها متمرس في دواليب الإدارة (حزب السلطة القوي)، ويتمتع بالمساندة الطلقة من الجيش، وله دراية بموازين القوى داخل منظومة الحكم.
يقوم الرئيس تبون بإدراج الإنجليزية وتدريسها في الإبتدائي إبتداءا من هذه السنة.
وبتدريس اللغة الإنجليزية في الإبتدائي، تتحقق إصلاحات الوزير مصطفى بن محمد في جزئها الهام ولو بعد حين.
بقلم الأستاذ محند زكريني