تصفية التركة وتصفية الحساب. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تصفية التركة وتصفية الحساب.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-04-13, 01:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 تصفية التركة وتصفية الحساب.

أمريكا والغرب: تصفية تركة الإتحاد السوفياتي وتصفية الحساب.

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التفكير في تصفية فضاء الاتحاد السوفياتي مبكراً.
أولاً، بدأت في تفكيك جمهوريات الإتحاد السوفياتي التي بدأت تعرف استقلالاً، في دول البلطيق وفي جمهوريات آسيا الوسطى وفي منطقة القوقاز، ثم بعد ذلك بدأت في سحب هذه الدول نحو الغرب بمعاهدات بمقتضاها يتم بناء قواعد عسكرية أمريكية على تخوم الحدود الروسية، وقد شجعت أمريكا منذ الوهلة الأولى دول جمهوريات الإتحاد السوفياتي على الإنضمام لحلف النيتو كما حدث مع بولونيا التي كانت في وقت مضى العاصمة التي تم فيها تأسيس حلف وارسو الذراع العسكرية للمنظومة الإشتراكية السابقة، كما أنها عملت على تفكيك يوغسلافيا إلى جمهوريات عديدة ودخلت تلك الجمهوريات المستقلة الحديثة التي انفرط عقدها مما كان يُسمى بجمهورية يوغسلافيا مثل: الجبل الأسود والبوسنة والهرسك وكوسوفو إلى بيت الطاعة رغم مقاومة صربيا بين الفينة والأخرى لهذه الوصاية، أما في منطقة القوقاز فإن أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وفي وآسيا الوسطى مثل: كازخستان وأوزبكستان وتركمنستان وطاجكستان وغيرقيزيا فإنها كلها دخلت بيت الطاعة الأمريكية وهي اليوم تحتضن قواعد أمريكية على تخوم الحدود الروسية وعلى مقربة من الصين.
اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لتصفية تركة الإتحاد السوفياتي في المنطقة العربية أو ما يطلق عليه بـ"الشرق الأوسط" فبدأت قصتها مع العراق واستطاعت إسقاط نظامه سنة 2003 وقُتل زعيمه الذي كان ينتمي إلى الكتلة الشرقية وسكتت روسيا حينها على ما جرى لسببين:
الأول، أنها أرادت توريط أمريكا في الوحل العراقي وهذا الذي حدث في نهاية المطاف ففي جنح ليلة من ليال 2011 سحبت أمريكا قواتها وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة نتيجة مقاومة الشعب العراقي للإحتلال الأمريكي في العراق.
الثاني، وهي أن روسيا إستفادت من بقايا البعث وجيش "صدام حسين" ومن تحالفها مع إيران والشيعة في العراق من الحفاظ على ما تعتقد أنه فضاء سوفياتي هي وريثة أصيلة له.
الثالث، خرجت أمريكا بحجم من كراهية المنطقة لها غير مسبوق نتيجة جرائمها وفظائعها في حربها على مدينة الفلوجة وفي سجن أبوغريب وقبلها في المجازر التي طالت مدنيين عراقيين كما حصل في ملجأ العامرية.
وحتى تنهي عملية تصفية تركة الإتحاد السوفياتي دعمت أمريكا والغرب ما يسمى غربياً بالربيع العربي، فهذا الربيع طال كل البلدان التي كانت تسبح في فلك المعسكر الشرقي، فأشعلت "ثورة" في ليبيا وتدخلت دبلوماسياً على مستوى الأمم المتحدة لشرعنة تدخل عسكري بواسطة حلف النيتو وأسقطت ثاني زعيم عربي وهو "معمر القذافي" وقتلته في نهاية المطاف وسكتت روسيا عن ذلك الأمر مبررة ذلك بالقول أنها خُدعت بالسماح للغرب وأمريكا بفرض مناطق حظر الطيران في ليبيا والذي منع القذافي من إستعمال الطيران لوأد إنقلاب حروب الجيل الرابع أي حروب الوكلاء وعملاء الغرب وأمريكا على بلده وشعبه، ولكن روسيا كانت لا تريد التورط في الحرب مع الغرب لأنها بعد ذلك استطاعت ايجاد أصدقاء لها ما مكنها من وضع موطئ قدم لها لم تكن تحلم به حتى في أيام "معمر القذافي" وهذا ما وفره لها المشير "خليفة حفتر"، وبذلك استطاعت روسيا من خلال هذا الشخص وغيره من زعماء عرب محسوبة دولهم على الكتلة الشرقية إضافة إلى مواقف دول تسبح في الفلك الأمريكي الغربي لها حسابات ترفض وصول حكام جدد لليبيا من جماعة الإخوان المسلمين والذين تؤيدهم بقوة أمريكا وتركيا المحسوبة على الغرب والمنظومة الغربية وهي أحد أبرز وأكبر أعضاء حلف النيتو، وهكذا استطاعت روسيا من الحفاظ على موطئ لقدميها في فضاء الإتحاد السوفياتي في ليبيا كما حدث ذلك الأمر في العراق من قبل باعتبارهذه القوة العظمى الوريث الشرعي الوحيد له.
اليمن أيام عبد الله صالح كان ينتمي لفضاء الإتحاد السوفياتي لذلك سعت أمريكا إلى تصفية تركة الإتحاد السوفياتي فيه وإلحاقه بالمنظومة الغربية، لذلك دعمت ثورة شعبية فيه وإستخدمت عملائها في السعودية والإخوان [حزب الإصلاح] وعملت روسيا على مواجهة ذلك الأمر بالاعتماد على تحالفها مع إيران التي تُدعم الحوثيين وهكذا تعثر مشروع الولايات المتحدة الأمريكية وفشلت في اليمن فشلاً ذريعاً وتتجه الأمور الآن لصالح اليمنيين من الحوثيين وأتباع عبد الله صالح وخسارة أتباع أمريكا، لذلك استطاعت روسيا توظيف الشيعة من اليمنيين وجماعة عبد الله صالح للحفاظ على موطئ قدم لها في اليمن، وسكوت روسيا على مقتل عبد الله صالح على يد الحوثيين أملته عدة أسباب أبرزها:
الأول، توجه عبد الله صالح في أيامه الأخيرة للتنازل عن اليمن لصالح أمريكا عن طريق السعودية.
والثاني، أن روسيا لم يكن بمقدورها التنازل على تحالفها مع إيران لصالح صالح وهي التي وفرت لها آليات تثبيت أقدامها [أي لروسيا] في الفضاء السوفياتي الذي حاولت أمريكا نزعها وإقتلاعها منه منذ سقوط المنظومة الشرقية سنة 1989 [سقوط جدار برلين].
سوريا أيضاً محسوبة بقوة على فضاء الإتحاد السوفياتي لذلك دعمت أمريكا والغرب ثورة ملونة فيها و أوعزت لحليفتها تركيا على القيام باللازم للوصول إلى نتائج شبيهة بما حصل في العراق وليبيا واليمن، وقد كررت تركيا ما فعلته في سوريا وليبيا في صراع أذربيجان أرمينيا على إقليم "ناغورنو كاراباخ" وما فعلته في ليبيا بنقل مرتزقة سوريين ودعم ما يسمى ثوار ليبيا لاسقاط "معمر القذافي" وما فعلته في سوريا من دعم ما يسمى الثورة السورية بالمقاتلين الأجانب وبالمال والإعلام والسلاح والإيواء وتوفير الملاذات الآمنة وحتى التدخل عسكرياً بعد ذلك إلى جانب هذه الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية، واستطاعت روسيا من خلال ذلك:
أولاً، دعم الحكومة السورية دبلوماسياً وفي منابر الهيئات الأممية إلى جانب الصين "حق النقض".
ثانياً، من خلال دعم حليفها الإيراني لحكومة سوريا بالنفط والمستشارين العسكريين وتدخل قوات حزب الله اللبناني المحسوب على إيران.
ثالثاً، من خلال التدخل العسكري الروسي المباشر سنة 2015.
كل ذلك منع بشكل كبير تكرار السيناريو العراقي و الليبي في سوريا وبالتالي استطاعت روسيا في الأخير من الحفاظ على إرث الإتحاد السوفياتي أو ما يسمى بالفضاء السوفياتي باعتبارها الوريث الوحيد والشرعي له، بما يتوافق مع المعاهدات والاتفاقات التي تمت بين حكام الإتحاد السوفياتي وقادة أمريكا والغرب والتي تلت انهيار الإتحاد السوفياتي والمنظومة الشرقية والتي حاول الغرب وأمريكا فيما بعد الإنقلاب عليها بل والإنقلاب على كل ما جاء بعد الحرب العالمية الثانية من نتائج بما يحقق له السيطرة والهيمنة الأحادية على العالم ومقدراته.
لا يجب أن ننسى أن مصر كانت جزءً لا يتجزأ من المنظومة الشرقية ومن فضاء الإتحاد السوفياتي ذلك أن النظام الذي جاء على أنقاض النظام الملكي "الملك فؤاد/ الملك فاروق" والذي أسسه الضباط الأحرار وتزعمه القائد الخالد "جمال عبد الناصر" بُني وتشكل وترعرع وتشرب من قيم تلك الفترة والنظام الدولي في ذلك الوقت ولا يزال تابعاً له في بنيته وتسييره.
لذلك الغرب وأمريكا والصهيونية لم ينسيا أبداً لمصر غلق قناة السويس قبل العدوان الثلاثي عليها سنة 1956 نتيجة قرار تأميمها وقد كشفت أحداث العبارة الجانحة في القناة في الأسابيع الماضية رغبة هؤلاء في التخلي عن القناة لصالح بدائل أخرى عقاباً لمصر على موقف اتخذته منذ 65 سنة مضت، كما لم ينسى الغرب وأمريكا للعرب قطعهم للنفط سنة 1973 وهي السنة التي شهدت الحرب الثالثة بين العرب والكيان الصهيوني انتصاراً لقضية فلسطين لذلك هم اليوم يتخلون على نفط العرب ويعملون على إيجاد بدائل أخرى له حتى لا يتكرر ذلك الحادث، وكذلك محاولة لنزع نقاط القوة من العرب وتعطيشهم وتجويعهم وتقسيم بلدانهم جغرافياً ولغوياً وثقافياً وإثنياً وعرقياً ودينياً ومذهبياً وطائفياً في نهاية المطاف وهو في تصورنا الهدف الأسمى والأرقى الذي ترنوا له هذه القوى الإستعمارية تحقيقه المعادية للعرب والمسلمين تحت يافطات قيم التنوع الثقافي والمواطنة والحريات والحقوق.
إن تخلي الولايات المتحدة عن السعودية والخليج وطلب ود إيران لا يعود إلى رغبة أمريكا في كبح جماح الصين الإقتصادي والعلمي فحسب، بمعنى آخر أن السيطرة على إيران سيُمكن من السيطرة على نفطها وبالتالي يمكن ترويض الصين والتحكم فيها وفي سرعتها الجنونية نحو القيادة والريادة وربما فرملتها إلى الأبد ولكن هناك سبب آخر أكثر خطورة وهو أن الولايات المتحدة بتوددها لإيران وإغرائها بالوعود الكاذبة تسعى من خلال ذلك إلى تفكيك التحالف الروسي الإيراني، إنها تحاول سحب إيران بعيداً عن روسيا.
لقد تيقنت أمريكا أن جزءً كبيراً من انتصارات روسيا وبخاصة في الشرق الأوسط لم يتحقق لروسيا [الإتحاد السوفياتي] بالأمس مع زعماء القومية العربية السابقون ولكن إيران [الشيعة] استطاعت أن تحققه لروسيا اليوم، فالإيرانيون وأتباعها من الشيعة على امتداد الكرة الأرضية يتميزون بالإخلاص والشجاعة والقدرة على القتال ببسالة وفوق كل ذلك أذكياء ولهم قدرة على التحكم في التقنيات الحديثة، لقد مكن الإيرانيون في المشرق العربي [بحكم إرتباط وجودهم هناك] على وجه الخصوص لروسيا من الحفاظ على ما لها في الفضاء الروسي هناك، ولما فشلت كل محاولات الإغراء والإغواء والحروب التي تقوم بها أمريكا ووكلائها لجلب إيران إلى الحظيرة الأمريكية لينتهي بها المطاف كما انتهى إليه عراق "صدام حسين" هاهي أمريكا اليوم تتجه مباشرة نحو روسيا لإشعال مواجهة بينهما من خلال الوكيل الأُوكراني الذي سيقود الحرب نيابة عن أمريكا والغرب إذا اندلعب وأما الوكيل الأوروبي فهو الذي سيدفع مصاريف تلك الحرب في النهاية.
إن المغرب ومن خلال تصريحات وزيره "ناصر بوريطة" يتهكم على الجزائر بالقول أنها تعيش بمنطق الخمسينيات والستينيات أين كان الصراع دائرٌ بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، لكن ينسى هذا المملوك أنه عندما يقوم المغرب بمناورة عسكرية كبرى بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة المغاربية، وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم دعم مالي في شكل منح ومعونات عسكرية وتبيع له أسلحة متقدمة وصفقات لأحدث الدبابات والطائرات فإن المغرب وأمريكا بذلك يقولون أنهم ما زالوا هم حابسي تلك الفترة ويتصرفون مع الجزائر وكأنهم ما زالوا في تلك الحقبة.
وقد بينت الأحداث الماضية وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود من انهيار الإتحاد السوفياتي و زوال المنظومة الإشتراكية أن أمريكا والغرب بعامة ما زالا رهينة الماضي وما زالا يعيشان تلك الحقبة بدليل الحروب والفوضى التي يفجرونها في هذا المكان أو ذاك، وحجم ميزانية الدفاع الأمريكية التي بلغت أكثر من 700 مليار دولار في السنوات الماضية [واليوم "جو بايدن" يطلب رصد ميزانية دفاع أكبرمن: 1 تريليون دولار " أي أكبر من 1000 مليار دولار" للجيش الأمريكي لمواجهة الصين وروسيا ]، وبقاء الحلف العسكري النيتو مع أن أسباب وجوده قد انتفت وظروف بقائه انتهت، وتطويق روسيا بالقواعد العسكرية والتحرش بالصين في بحارها وعلى مياهها، وتهديد كوريا الشمالية وحصارها وتجويعها.
بقلم: الزمزوم رئيس حزب روسيا الجزائر [p r a] "قيد التأسيس".








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc