ان المنهج التجريبي وفي علاقته بالفكرة التي تعتبر عند بعض الفلاسفة العصب الاساسي حيث لاتكون الحاجة للتجربة الا من خلال وجود فكرة مسبقة تحاول من خلال التجريب استنتاج خير النتائج فالمنهج التجريبي هو الوسط الذي ينمي الفكرة من خلال التجربة او بعبارة اخرى المنهج التجريبي لايعطي الفكرة بل يوجهها وينميها من اجل استخلاص احسن النتائج أو هو بالاحرى التربة الخصبة للفكرة حيث يوفر للفكرة الضروف الملائمة للنمو .فماهي اهمية المنهج التجريبي في تجسيد الفكرة ؟وهل الفكرة إعتباطية أم واقعية لها سند من الواقع الملاحظ؟ وماهي العلاقة بين الفكرة والمنهج التجريبي؟
إن تطوير الفكرة وتنميتها لابد له ان يمر بالتجربة فالتجربة تعطي للفكرة المصداقية اللازمة حيث انه لانتيجة بدون تجربة وبطبيعة الحال التجربة في حد ذاتها هي وليدة الفكرة اي ان المنهج التجريبي لايعطي الفكرة بل يحاول إثباتها من خلال التجريب ولا يمكن لنا ان نغفل أن الفكرة التجريبية ليست خيالية تماما بعنى الكلمة بل هي نابعة من الخيال ولكن لها سند واقعي في الواقع المعاش والملاحظ وعليه فإن التجربة أو الفروض التجريبية يجب ان يستند على ملاحظات ونتائج سابق فالمنهج التجريبي له عصب وهو الفكرة أو كما يقول الفيلسوف كلود برنار :"ان عصب المنهج التجريبي هو في الفكرة " فالفكرة هي التي تحرك التجربة .
إن المنهج التجريبي في اصله لايعطي افكارا جديدة لمن لايملك أفكارا إنما يساعد ذوي الافكار في تنمية أفكارهم وتجريبها لإستخلاص أفضل النتائج فالمنهج التجريبي يعطي الفكرة الضوء الاخضر للخروج للواقع من خلال التجربة التي تستخلص نتيجة الفكرة وهو بدوره لايقبل او بالاحرى لا ينمو الا بالافكار التي يخضعها لهاذا المنهج التجريبي هو حاضنة الافكار ومنميها من خلال الفروض التجريبية الملاحظة مسبقا وهو الارض الخصبة الملائمة لنمو الفرة وتطويرها وهو الذي يوفر المصداقية من خلال التجربة والنتيجة أو يمكننا أن نقول يجعل الفكرة من فكرة إلى نتيجة مسلمة أو الى قاعدة حتى، فتصبح النتيجة ملاحظة يستند عليها في تجارب وافكار لاحقة وعليه فإن المنهج التجريبي هو عبارة عن بيئة لها ظروفها التي لاينمو فيها إلا مايتناسب ويتأقلم مع هذه الظروف والفكرة هي البذرة التي تزرع في تربة هذه البيئة فإن كانت هذه البذرة تتناسب مع الظروف البيئية نمت وإن كانت العكس ذبلت أي أن المنهج التجريبي لا ينمي إلا الافكار التي تخضع للمنهج التجريبي.
من خلال قول الفيلسوف كلود برنار " ان عصب المنهج التجريبي هو في الفكرة تبين لنا ان الفكرة هي تدفع للتجربة لكي تنمو ويستخلص منها افضل النتائج لكن المذهب التجريبي لايدعم الا الافكار الملاحضة في الواقع فالفرض التجريبي يجب ان يكون مستندا على ملاحظة سابقة وان يكون محتملا قدر الامكان وقابلا للتحقيق بالتجربة وهاذا يعني ان المنهج التجريبي لايعطي افكارا لمن ليس له فكرة بل يخضع الافكار الموجودة اصلا للمنهج التجريبي ويضعها تحت التجربة اي انه يحتضن الفكرة وينميها فالفكرة والمنهج التجريبي يكملان بعضهما البعض من حيث المبدأ فالتجربة نابعة عن الفكرة والفكرة مجسدة في التجربة بضمان خضوعها للمنهج التجريبي.