السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اولاد سي يحيى بن طالب هي اتحاد قبائل امازيغية وتعتبر من سكان شرقي تبسة منذ القدم حيث كانت هته القبائل البدوية بقيادة السلالة الامازيغية بني ونيفن التي تنتمي الى قبائل هوارة الامازيغية وكانت خاضعة لنفوذ الدولة الحفصية وكانت تعتمد هته القبائل على الرعي في عيشها وفي عهد الدولة الفاطمية دخلت المعتقدات الصوفية الى المنطقة بشكل كبير وانتسبت هته القبائل الى ما يعرف بالولي الصالح يحيى بن طالب الذي اقيم له ضريح على الحدود التونسية شرقا
لا تزال بعض العادات والتقاليد الامازيغية الى الان في اولاد سي يحيى وبالخصوص في القرى النائية وفي الفترة الاخيرة بدات هته القبائل في التمدن وبدات التقاليد القديمة في الاختفاء واختلطت اولاد سي يحيى مع قبائل المنطقة وكونو مجتمع متمدن ولا ننسى هجرة العديد من السكان من مختلف انحاء الجزائر الى مدينة تبسة بحيث بدات الانتماءات القبلية في الاختفاء لغياب العصبية القبلية وضهور مجتمع متمدن مستقر ينتمي الى المدينة بالدرجة الاولى
هوارة هو شعب امازيغي استعرب معضمه كغيره من الشعوب الامازيغية زمن الفتوحات الاسلامية كان هذا الشعب يمتد على اراضي واسعة في شمال افريقيا من غرب مصر حتى تخوم المغرب الاقصى وتنتمي غالبية سكان الصعيد المصري بالاضافة الى الجنوب الغربي التونسي مدينة الكاف _باجة _القصرين واقصى الشرق الجزائري حدود ولاية تبسة سوق اهراس بالاضافة الى مناطق اخرى من الجزائر والمغرب الاقصى قديما الى شعب هوارة منها من تمدن ومنها امتهن الرعي مثل قبائل اولاد سي يحيى
شعب هوارة هو شعب من بقايا الامازيغ التي كانت لهم حضارة في نواحي الطاسيلي واقصى الجنوب الجزائري بحيث عثر على نقوش تدل على حضارة سادت منطقة الطاسيلي كما بينت النقوش ان نواحي الطاسيلي قبل الاف السنين كانت منطقة خضراء حيث عثر في النقوش على رسوم لحيوانات برية مثل البقر الوحشي وهذا النوع من الحيوانات من المستحيل ان يعيش في بيئة صحراوية كما اصبحت منطقة الطاسيلي الان وعثر ايضا على بعض النقوش تدل على حضارة عضيمة سادت المنطقة ومع التقلبات المناخية التي حدثت مؤخرا في العصر الحديث شهدت المنطقة نزوح جماعي مكثف نحو الشمال وبقي البعض منهم المسمون بالتوارق في منطقتهم ولا يزالون الى الان محتفضين العادات القديمة بحيث ساعدتهم بيئتهم المعزولة على التمسك ببعض التقاليد القديمة لكنهم مسلمون بالاضافة الى هذا يتقنون اللغة العربية لغة دينهم حيث اقبلو على الاسلام وتعلم لغة القران بشكل منقطع النضير
نعود لموضوعنا شهدت شعوب الطاسلي نزوح مكثف نحو الشمال الافريقي حاملين معهم لغتهم الام اللغة الامازيغية واختلطت هته الشعوب ببعض النازيحين من القارة الاوربية ومع دخول الاسلام لعب الاسلام دورا فعالا في دخول اللغة العربية الى الجزائر وانتشرت اللغة العربية في كل اسقاع شمال افريقيا واستعربت معضم الشعوب الامازيغية
ماذا يمكننا ان نستخلصه من هته القصة دراسة التاريخ القديم والحضارة الاسلامية
هو ان الاسلام دين الحق الذي اراد له الله ان ينتشر في اصقاع الارض
ان اللغة العربية انشرت بشكل واسع وفي رقعة جغرافية ماكان لها ان تصله لولا الاسلام بحيث كانت اللغة العربية لغة في طور الانقراض يتكلم بها بعض سكان الحجاز وبعض سكان اليمن لكن الاسلام هو العامل الوحيد والركيزة الاساسية لانتشار هته اللغة
ثالثا الحضارة الانسانية ليست حكرا على شعوب دون اخرى بحيث كلما توفرت الضروف الملائمة للحضارة تكون قائمة وقد قامت عدة حضارات كبرى في جنوب الجزائر واليمن والسودان واثيوبيا عندما كانت الضروف المناخية ملائمة لذلك
واخيرا هو ان الاسلام ليس حكرا على عرق او سلالة بشرية بل هو دين الله عز وجل الذي يجب ان يلتزم به كل البشر مهما كانت انتمائاتهم العرقية ومهما كانت لغتهم او ثقافتهم والاسلام هو انتماء فكري روحي عقدي وليس انتماء عرق بحيث يحاول بعض القوميون ان يصهينو الاسلام ويجعلوه دين عرقي كما فعل اليهود الصهاينة وفي الحقيقة اغلبيتهم الساحقة لا تنتمي عرقيا الى الاخوان العرب من سلالة سيدنا ابراهيم لكنهم يريدون خلق انتماء عرقي موحد يتفاضلون به عن الامم الاخرى كما فعل الصهاينة من قبلهم
هذا والله اعلم بكل شيء