مفهوم جمهور وسائل الإعلام
م/ن
1ـ1ـ1 مفهوم جمهور وسائل الإعلام
وسائل الإعلام من أهم الأدوات المستعملة في نقل الرسائل الإعلامية 5للإتصال,في تفعيل الرسالة الإعلامية إلى شخص وآخر لابد من التفاعل بالكلمات المنطوقة والكتابة وان تعددت المجموعات ورغبنا في نقل الرسالة إليها فلا بد من تواجد أكثر من وسيلة سواء من الإذاعة أو التلفزيون أو الصحيفة...الخ.
فإذا كان الإعلام معرف نظريا بأنه نشر المعلومات بعد جمعها وانتقائها ويدخل في هذا المجال إبراز الأخبار وتفسيرها ووضعها في إطار معين ,ما يبرز انه عملية منظمة هدفها إخبار الآخرين أو الفرد بما يحيط بهم في حياتهم اليومية فهو أصبح ضرورة في يومنا هذا لأنه مآل لاكتساب خبرات المعلومات التي تساعد الأفراد ,ويعد ((LAZFFELL من أبرز من حدد مكنونية الإعلام في قوله: (من يقول ؟ ماذا ؟ لماذا , لمن , في أي قناة , بأي تأثير), والتي يتقابل السؤال فيها مع هدف فمن تشير إلى المرسل والقائم بالاتصال , ثم ماذا التي تشير إلى المحتوى ومن التي تستهدف الجمهور والمتلقي , والقناة التي تعنى بنشر الرسالة (عبد الرحمن عزي 1990) وفي سياق التطور الطبيعي والتقدم التكنولوجي لوسائل الإعلام اكتسب طابعا أمكنها من تجاوز بعض المشاكل التي عانت منها الوسائل الإتصالية التي سبقتها مما يسمح لها للإنتشار داخل الأوساط وفي جميع طبقات المجتمع :الصحافة المكتوبة التي واجهها عائق الأمية على سبيل الذكرالذي وقف أمام قراءتها فلم يكن إقتنائها إلا عن طريق النخبة التي تميزت بسمة القراءة عكس الإذاعة والتلفيزيون اللتان يسعى جمهورهما دون مصادفة عائق الأمية الذي واجه الصحافة المكتوبة ,وفي ذلك نقول كما يقول هادي عثمان الهيتي " ...إلا أن مفهوم الجمهور قد وجد مع ظهور وسائل الاتصال التي أوجدها التقدم التكنولوجي والتي أصبح بإمكانها الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس في أماكن مختلفة , وبالتالي أصبح لهذا المفهوم معنى محدود وهم أولئك الذين يستقبلون وسائل الاتصال الجماهيرية" .
شهدت وسائل الإعلام تطورا كبيرا غذى جميع مجالات الحياة ،إذ وسعت جميع أفق الأفراد سواء على مستوى المشاهدة أو الاستماع أو القراءة وامتازت بتدخلها في جميع مجالات الحياة اليومية أكانت ثقافية أو اجتماعية...
ولقد اتفق الباحثون على أن "الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت" .
من خلال ما تقدم يمكن تلخيص الإعلام في كونه عملية تعبير موضوعي تقوم على حقائق بهدف التفاعل بين الناس من خلال وسائل متعددة, تعرف بوسائل الإعلام وبالتالي نتوصل إلى تعريف وسائل الإعلام.التي هي مجموعة من المواد الأدبية والعلمية والفنية المؤدية لاتصال جماعي بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الأدوات التي تنقلها وتعبر عنها مثل الصحافة والإذاعة والتلفيزيون ووكالات الأنباء والمعارض الرسمية وغير الرسمية .
أما عن جمهور وسائل الإعلام فهو يقيم وسائل الإعلام المقدمة وفق مقاييس تراثها واكتسابها لتتحكم في استجابته للقبول والرفض , وتتوقف درجة تفاعله مع تلك الرسائل ,وجمهور كل وسيلة إعلامية ينحصر في حدود وصولها ,فالراديو على سبيل المثال ينحصر في أطول موجة مستعملة ,ويمكننا القول أن وجود الوسيلة الإعلامية متوقف على تذوق الجمهور لها واهتمامه بها.
الإعلام لا يعني الاتصال بكل الناس بل يعمل على اختيار جماهير خاصة أو جماعات يمكن أن تكون كبيرة من حيث العدد داخل الجماهير وتلتقي وسائل الإعلام مع الجمهور عن طريق اختيار متبادل .
ويعد د.علي قسايسية من أبرز الباحثين في دراسات الجمهور في الجزائر فله مفهوم وسائل جمهور الإعلام الذي يعنينا في هذا المقام ,لا زال أصله التاريخي دورا أساسيا في الدلالات المختلفة المتعددة audience) (والذي ارتبط منذ الأزل بمشهد درامي أو الألعاب.أو الاستعراضات ليتغير مفهومه عبر الحضارات... , ولعل جمهور وسائل الإعلام ارتبط بقراء الصحف ومستمعي الإذاعات ومشاهدي التلفيزيون ومتصفحي الانترنيت والتي قسمها بدوره قسايسية إلى دراسات ما قبل الحرب العالمية الثانية , إذ تطور مفهوم وسائل جمهور الإعلام وذلك بسبب الدراسات السيكولوجية الفردية والاجتماعية لتوفير رسائل ووسائل إعلامية قادرة على إحداث الأنماط السلوكية المطلوبة .
تعمقت الدراسات في تحديد مصطلح جمهور وسائل الإعلام وتعددت التعاريف حول هذا المفهوم وربما تأسست فيه نظريات للإعلام , ولقد نحى مفهومه لكونه أكثر من مجرد حاصل جمع عددا من الأفراد فهو يأخذ معنى جماعة تدين بوجودها لتقاسم الأفراد تجارب محددة والاشتراك في تقاليد مشتركة وظروف حياة تأخذ نسقا واحدا,وربما أخذت هذه الجماعة نسقا أحاديا فهي كلا متماثلا وإن انطوى الأمر على جماعة صغيرة .
وقد أبرز الباحثين أن جمهور وسائل الإعلام مر في تشكله بعدة مراحل تبعا للتطور التاريخي الذي شهدته تقنيات الاتصال الجماهيري ومن أبرز هذه المراحل:
1ـ1ـ2ـ المرحلة الأولى:
تنطلق منذ اختراع غوتنبرغ (Gutenberg )1394- 1408 لحروف الطباعة من القرن الخامس عشر مما أسهم في ظهور جمهور القراء الذي إرتبط بظهور الصحافة والنشريات...
1ـ1ـ3ـ المرحلة الثانية:
والمتمثلة أساسا في الإفرازات الاجتماعية التي جاءت بها الثورة الصناعية والتي أكسبت الطباعة قوة فازدهرت الصحافة ما جعلها تتخذ شكلها الجماهيري الذي لا زال يلازم وسائل الإعلام والاتصال إلى الوقت الراهن .
1ـ1ـ4ـ المرحلة الثالثة:
التي ظهرت فيها وسائل الإعلام الالكترونية من إذاعة في العشرينات من القرن الماضي وتلفيزيون في الخمسينات من نفس القرن ما مكن الجمهور من اللامحدودية في المكان بسبب البث الإذاعي والتلفزيوني ...
1ـ1ـ5ـ المرحلة الرابعة:
مرتبط في تبني مبادئ الديمقراطية السياسية التي تعتبر وسائل الإعلام وحرية الصحافة والحق في الإعلام ,أهم مظاهرها...
وأصبح وعي المجتمع بأهمية وسائل الإعلام ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية , تتعدى مفهوم جمهور قراء الصحف ومستمعي الإذاعة ومشاهدي التلفيزيون إلى ناخبين لهم سلطة تقرير مصير الطامحين في تولية مناصب القيادة السياسية ...
1ـ 1 ـ6 ـ المرحلة الخامسة:
أطلق عليها مرحلة ثورة تكنولوجيات الاتصال الحديثة إذ لم تكتمل بعد ولم تظهر بوضوح تأثيراتها على الجمهور و مرتبطة بالتوسع المتسارع لاستعمال الشبكة الدولية للإعلام «الانترنيت«.
1ـ 2 ـ جمهور المشاهدين:
وبما أن دراستي تستهدف إقبال أطفال مدينة "جانت" على مشاهدة التلفيزيون والذي خصصته لدراسة قناة الأرضية للتلفيزيون الجزائري فلا بد أن نعنى بإيضاح القسم المتعلق بهذه الوسيلة (التلفيزيون) وأن كل وسيلة إعلامية تستهدف حاسة من الحواس فالمميزات التي تتضمنها كل وسيلة تجعل منها ذو خاصية جمهرة الأفراد , فمن الصحافة المكتوبة التي تجمع بين عدة حواس من اللمس والرؤية إلى الإذاعة المتوقفة على حاسة السمع الميزة الجوهرية لها فحاسة السمع أثناء التعرض لوسيلة الإذاعة سواء فردا أم داخل جماعة تكون الأبرز , إلى التلفيزيون الذي يجمع بين الصورة والصوت وإن كان الصوت أسبق من الصورة إلا أن النظر (الرؤية) هي الخاصية المصاحبة للتلفاز , والأطفال من أهم جمهور هذه الوسيلة والمهتمين كثيرا بها بل أضحت جزءا من حياتهم اليومية فلذا وجب علينا أن ندرك مفهوم جمهور المشاهدين عند الأكاديميين والباحثين .
وفعل المشاهدة والجمهور المشاهد هو داخل في حيز المتلقين للرسالة الإعلامية «إذ أن التلقي هو نشاط إيجابي يتم في شكل انتقاء لبعض ما يقع على حواسنا دون البعض الآخر وينظم الحكم النقدي هو محاولة للارتفاع بفعل التلقي إلى مستوى شعوري وتنظيمي أعلى«
والمتتبع لجمهور المشاهدين يجد اختلافات في المدارس الغربية فعند الانغلوساكسونية (ANGLO-SAXONS) يعني الجمهور بمفهومه الواسع والذي يتضمن أبحاث الجمهور (AUDI ENCERESEARS ) أي أنها تهتم بكل الدراسات التي تؤدي إلى معرفة الجمهور ,معرفة حقيقية فيما يتعلق بعدده ,سلوكياته ,طرائف حياته وحتى التطبيقات الثقافية (les pratiques culturelles ) التي يوليها الأفراد لنشاطاتهم وهذا يعني دراسته كما وكيفا أما المدرسة الفرنسية (l´école française) فمفهوم الجمهور عندها مرادف لكلمة مشاهد أو مستمع (auditorats) أي دراسة عدد المشاهدين أو المستمعين في حد ذاتهم , وهذا يعني اعتمادها على الجانب الكمي مهملة الجانب الكيفي , وبالتالي فهي تعتبر الجمهور كوحدة قابلة للقياس متغاضية عن جانب مهم في الدراسة ألا وهو الكيف والذي يعكس سمات الجمهور . ولقد أسهمت هذه الوسائل الالكترونية الحديثة من الإذاعة والتلفيزيون بين أفراد الجمهور بإكسابهم الخصائص لم تتوفر في سابقهم « ظهر شكلان جديدان من أشكال الجمهور أي¬¬¬¬« المستمعين «و «المشاهدين« الذين لم تعد الأمية والحواجز الطبيعية تحولان دون تعرضهم للرسائل الإعلامية كما الشأن للصحافة المكتوبة , كما يسجل دخول الوسائل الالكترونية الحقل الإعلامي حيث أدى اختراع الإذاعة إلى تحول الاستماع إلى آلة على حساب الاستماع المباشر للأخر, واستقطب ظهور التلفيزيون جل الأنظار إذ أصبح الفرد يرى بعينه أكثر من الرؤية بالإدراك والوعي والفردي والجماعي « .