...فضفضة مديرة..في زمن الكورونا..

[محمد علي 12]

...فضفضة مديرة..في زمن الكورونا..
..هاته الايام راسلتنا الوصاية بشان مسك ملفات المنحة التضامنية المقدرة ب 5000 دج..
في الاعوام الفارطة كنا نقوم بالمهمة من باب العرف الإداري فقط لأنها ليست من مهام المدير..و مازلنا كذلك في ظل عدم الوفاق..
..التحقت بمؤسستي على ارهاصات الوفاق الغائب بين الزملاء..
باشرت العملية باصدار اعلان للاولياء و الصاقه على سبورة الاعلانات امام بوابة المدرسة..
و طبعا مع تفشي كورونا طلبت منا الوصاية بتوفير كافة الوسائل الاحترازية التى من المفروض تكون على عاتق البلدية..
اقتنيت مسبقا و من مالي الخاص مجموعة من الكمامات" للكمامة الف حكاية و حكاية"..."سنرى ذلك في كتاب ابن المنظور.."
..و كذا القفازات و المعقمات و بعض من مواد النظافة..
بدات في استقبال الاولياء قصد تسليمهم الاستمارة..
و طبعا لا يوجد من يرتدي القناع الواقي من الاولياء..
لان هاته الثقافة دخيلة على مجتمعنا و لن نتقنها بسهولة ..
المهم..في بداية اليوم الاول قررت عدم للتواصل مع من لا يرتدي الكمامة..من باب الصرامة في العمل و ترسيخ القانون الجديد و المادة 13 مكرر التى تنص على اجبارية لبس القناع الواقي او الكمامة..
لكن هيهااات..و الله لم انجح..
شيخ كبير مخضرم حضر كل الحروب و خاض كل ثورات التحرر و التشييد ارواح انت و قنعوا بالكمامة..!!!!!
هذا اول شخص اتواصل معه مع الوضع الجديد و الهيئة الجديدة و المعطيات المفروضة...
"الحاج البس الكمامة ربي يحفظك.."
"الحاج احترم الشريط اللاصق الملون الي تراسيت بيه لرض ك مسافة امان.."
.."الحاج.........".." الحاج...."...
هنا انفجر الشيخ في وجهي كالبالون .."وش راكي تقولي؟انا الي حاربت فرانسا و و دوخت الكلونيلات.. ضحيت على لوطن و جبت الحرية و بنيت لبلاد ...انا الى عشت الشر ..و الخوف..و الارهاب..و..و..
تجي وحدة بزويشة كيما انت حليب امها بين سنيها تقلي الكمامة؟
ياو احنا لكمامة هذي كنا نلبسوها للكلب و البعير.."
اعطيني وش نجيبلك دوسي لولاد ابني و خليني نروح على روحي.."
..و بدأ يتمتم و يحنحن..و يضرب ب عصاه على الأرض.. و اطرد قائلا.." حاربنا فرانسا مخلعتنا..جانا الارهاب مدكنا في ديارنا..
جات الحروب ماهوعتنا..جانا الحراك مدرقنا..و تجي حية مدرقة اسماها كروانا"نطقها هكذا"دو تحجبنا؟...
..و الله ابتسمت..و تذكرت والدي المكافح المسكين و آباءنا الاميين الذين لم يبخلوا علينا مضحيين ب كل غالي و نفيس..
و الله اذعنت للشيخ المسكين..الذي لا يؤمن بكورونا اللعينة و غير مقتنع ب قطعة كتان او قطن توضع على الفم و الانف..و لن تعطيه اوامر مديرة هي بزويشة على حد تعبيره..
المهم..اعطيته ثلاث استمارات كل طفل بواحدة ..
لكن ارواح انت و فهمو بلي راه كل طفل و ملفه الخاص..
و راه عندو وثائق يخرجها.. و...و...
الفايدة و الحاصول بعد جهد مضني استطعت ان اشرح له لكن هو حاب يفهمني ب طريقته الخاصة..معزة و لو طارت..
راح الشيخ البركة..
..تاتي فتاة تمشي على استحياء لترجعني الى الوراء ب سنوات شمسية و قمرية..
"مديرة راكم تقسموا في البيلتات؟"
..بدا القوم يتوافدون..وهذا آخر.."راكم تسجلو في ذراري السنة اولى؟؟؟
أخرى قادمة من بعيد مخترقة الحاجز الكوروني الذي بذلت جهدا في وضعه"مديرة ..وراهم تصاوير اولادتنا اديتو علينا عشرلاف و معطيتونا التصاوير؟"...
و ينطق رجل له بسطة في الجسم و وقار..
"السنة الخامسة قع طلعوا؟..وينا متوسطة لحتوهم ليها؟..
......المهم الشيخ هو الوحيد الذي جاء ل اجل ملف المحنة عفوا المنحة..و الباقي كلهم خارجين مجال التغطية تماااما..جاو يصدعولى في راسي. لكن و الله اعذرهم..كلنا وجدنا انفسنا قد ابتلينا ب وباء فرض علينا حجرا عصبيا عفوا اقصد منزليا..و اتكتفنا و ضعنا وضاعت مصالحنا..
اليوم الموالي..الشعب متذمر من الكازورال محبوش يستخرجولهم الانتساب و عدم الانتساب حفاظا على مستخدميهم من جهة و باش ميتعبوش ارواحهم و يبذلو جهود مضنية في التواصل مع القاشي..
..من هييه يخرجلك واحد راسه مربع الشكل يقلك"راني بطال و معنديش الشيك.. منين نجيللك شيك باري؟"
...و تكرر هذا المشهد الكوروني المحزن كل يوم..
الشعب جراو و جراو و الي خسروها دراهم على الطاكسيات او الكلونديستان و الفوتوكوبي أكثر من مبلغ المنحة (5000 دج)..
و بعد كل هاته الجهود و التعرض للعدوى و خطر الوباء و طوابير لاميري ..تأتي مراسلة في الحقيقة هي رائعة و في محلها و فيها اجتهاد و تفهم كبيرين.. لكنها جاءت متأخرة نوعا ما..
..لا علينا المهم جاءت ل تفك الخناق و تريح الجميع..مفادها الانتساب و عدم الانتساب غير مطلوبين..الضمان الاجتماعي س تتفق مع الدايرة ل تسوية وضعية كل شخص(الحقيقة و مع عصر الرقمنة و العولمة كل شيئ مدون في ايقونات و اوجيسيال..)
يعني هنا اعلق بأننا مازلنا بعيدين عن العولمة..
مازلنا نتعامل في إداراتنا بالطرق البدائية مع كل اسف..
..الآجال تم تمديدها الى غاية 11 جوان الجاري..ل استلام ملفات المنحة..و غدا باذن الله لي امر آخر في قلعتي..
و اصبحت شغوفة ل خرجات القاشي الطريفة و المحزنة في آن واحد..
......إلى لقاء يا اصدقاء مع حلقة جديدة من يوميات مديرة في زمن الكورونا..
..ب قلم "المديرة فضيلة ب"