مدخل إلى دراسة القصائد السبع (المعلقات)

[أبوالحارث سميرعطلاوي]

بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل إلى دراسة القصائد السبع (المعلقات)

أولا: القصائد السبع هي قصائد جاهلية انتشرت بين العرب لحسنها وجودتها،جمعها بعض الأدباء لحض الناس على دراستها وحفظها والعناية بها.
ثانيا: هاته القصائد تسمى القصائد السبع،وأحيانا تسمى السبع الطوال،وأحيانا السبع المشهورات،وأحيانا أخرى السبع الجاهليات،أما عن تسميتها بالمعلقات،فقد ذكروا أنها عُلقت على أستار الكعبة،وهذا غير صحيح،فالعلماء والرواة المتقدمون،لم يعرفوا خبر التعليق،ولم يروه أحد منهم،فسقط خبر التعليق ومعه اسم المعلقات.
ثالثا: أصحاب القصائد السبع معروفون،ووقع عليهم الإجماع،وهم:امرؤ القيس،وطرفة،وزهير،ولبيد،وعنترة،والحارث،وعمرو،ولكن هناك من خالف هذا الإجماع،وهو أبو زيد القرشي،نقلا عن شيخه المفضل بن عبد الله المجبري،فحذف اثنين من أصحاب القصائد وهما عنترة والحارث بن حلزة،وأضاف اثنين وهما النابغة والأعشى،ولا يؤخذ بهذا الرأي،لأن فيه خلافا لاتفاق العلماء والرواة،هذا،وأبو زيد مجهول،وكذلك شيخه المفضل،ومثل هذا الأمر لا يؤخذ عن المجاهيل.
رابعا: عدد القصائد متفق عليه أيضا،وهو سبع،معروفة عند العلماء والرواة بعينها،وهي:
_ قصيدة امرئ القيس،ومطلعها: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.......
_ قصيدة طرفة،ومطلعها: لخولة أطلال ببرقة ثهمد.......
_ قصيدة زهير،ومطلعها: أمن أم أوفى دمنة لم تكلم.......
_ قصيدة لبيد،ومطلعها: عفت الديار محلها فمقامها.......
_ قصيدة عنترة،ومطلعها:هل غادر الشعراء من متردم.......
_ قصيدة الحارث،ومطلعها: آذنتنا ببينها أسماء.......
_ قصيدة عمرو،ومطلعها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا.......
ولكن هناك من ظن أنه يوجد خلاف في عدد القصائد،فمن يقول: إنها تسعة،وآخر يقول: إنها عشرة،والحقيقة أنه لا خلاف في ذلك،فمن قال إنها تسعة،إنما هو أبو جعفر النحاس،فقد قال: إن بعض الناس يرون أن قصيدة النابغة وهي: يا دار مية بالعلياء فالسند،وقصيدة الأعشى وهي: ودع هريرة إن الركب مرتحل،هما من القصائد السبع،ثم قرر أبو جعفر أنه غير صحيح،ونص على أن القصائد سبع باتفاق العلماء والرواة،ولكنه آثر أن يزيدهما مع السبع لتصبح القصائد تسعا،نظرا لشهرة قائليهما،أما من قال إنها عشر،فهو التبريزي،فقد شرح القصائد السبع،ونص عليها،ثم زاد عليها ما زاد أبو جعفر النحاس،ثم زاد واحدة من عنده وهي لعبيد بن الأبرص،ومطلعها: أقفر من أهله ملحوب........،فأصبحت القصائد عشر.
خامسا: لا يجب حفظ القصائد من الكتب التي شرحتها،كشرح ابن الأنباري،والزوزني،وأبي جعفر والتبريزي وغيرهم،فهي غير مضبوطة برواية واحدة،بل يجب حفظها وحفظ الشعر الجاهلي بالروايات المضبوطة المحققة عن أحد العلماء الرواة الموثوقين،وخصوصا إذا كانوا بصريين،فهم أوثق من غيرهم وأسلم،وقد توافرت لنا والحمد لله أربع من هذه القصائد برواية أوثق العلماء البصريين وأعلمهم بالشعر رواية ودراية وهو الأصمعي رحمه الله،وقصيدة واحدة برواية الطوسي الكوفي،أما القصيدتان الأخيرتان وهما قصيدتا الحارث وعمرو فدواوينهما برواية العلماء المتقدمين غير موجودة،ولذا وجب حفظهما من شرح التبريزي الذي جمع القصيدتين من روايتي العالمين أبي جعفر النحاس وابن الأنباري، مع متابعة النحاس في أكثر أبيات القصيدتين رواية وترتيبا، وأبو جعفر النحاس أميل إلى البصريين منه إلى الكوفيين،وتؤخذ القصائد من الدواوين المحققة وهي:
_ روى الأصمعي:
قصيدة امرئ القيس، في ديوانه بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم
قصيدة طرفة، في ديوانه بتحقيق: درية الخطيب ولطفي الصقال
قصيدة زهير، في ديوانه بتحقيق: فخر الدين قباوة
قصيدة عنترة،في ديوانه بتحقيق: محمد سعيد مولوي
_ روى الطوسي:
قصيدة لبيد،في ديوانه بتحقيق: إحسان عباس
_ شرح التبريزي:
قصيدة الحارث، وقصيدة عمرو،في كتابه شرح القصائد العشر بتحقيق: فخر الدين قباوة.
سادسا: شرح القصائد السبع يجب فيه الاعتماد على الشروح المحققة المعروفة،وأهم شروحها هي:
_ شرح المعلقات للزوزني،بتحقيق محي الدين عبد الحميد
_ شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لابن الأنباري،بتحقيق عبد السلام هارون
_ شرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس،بتحقيق أحمد خطاب
_ شرح القصائد العشر للتبريزي،بتحقيق محمد الخضر حسين
والبدء بالشروح يكون بشرح الزوزني نظرا لسهولته،فهو يفسر الألفاظ ثم يجمع مراد الشاعر من البيت في عبارة واحدة مترابطة،ثم ينتقل إلى شرحي أبي جعفر وابن الأنباري.
وأخيرا،هذا ما أردت أن أبينه لكل من يريد أن يدرس القصائد السبع ويحفظها.

(أبو الحارث سمير عطلاوي)