رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَتَوَضَّؤُوا وَهُمْ عِجَالٌ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ».
[صحيح] - [متفق عليه]
الشرح:
رجع الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فوجدوا ماءً في طريقهم في وقت صلاة العصر، فاستعجل بعض الصحابة وبادروا إلى الوضوء، فتوضؤوا بسرعةٍ، ووصل بعض الصحابة إليهم وقد كانت مؤخرة أرجلهم لم يمسها ماء الغسل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه: عذاب وهلاك في النار لمؤخرات الأرجل التي لم يصبها الماء، وأمرهم أن يبالغوا في إتمام الوضوء.
من فوائد الحديث:
وجوب غسل الرجلين في الوضوء؛ لأنه لو جاز المسح لما توعد بالنار من ترك غسل العقب.
وجوب تعميم الأعضاء المغسولة بالغسل، وأن من ترك جزءًا يسيرًا مما يجب تطهيره عمدًا وتساهلًا لا تصح صلاته.
أهمية تعليم الجاهل وإرشاده.
العالم ينكر ما يراه من تضييع الفرائض والسنن بالأسلوب المناسب.
ثبوت تعذيب الجسد يوم القيامة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
الأعضاء التي تقع فيها المخالفة تعذب يوم القيامة، وتكون وسيلة لعذاب صاحبها، وذكر العقب في هذا الحديث لأنه سبب المخالفة، ولأنها مظنة التساهل.