خطة البحث :
مقدمة :
الفصل الأول : مدخل مفاهيمي:
المبحث الأول : مفهوم التكنولوجيا .
المبحث الثاني: مفهوم الإعلام و الإتصال .
المبحث الثالث: مفهوم تكنولوجيا الإعلام و الإتصال (الجديدة)
المبحث الرابع:مفهوم ظاهرة الإنفجار المعلوماتي
الفصل الثاني: تكنولوجيا الإعلام و الإتصال.
المبحث الاول : مميزاتها.
المبحث الثاني :آثارها.
المبحث الثالث : خصائصها.
المبحث الرابع : دورها التنموي.
الفصل الثالث :ظاهرة الإنفجار المعلوماتي .
المبحث الأول: مظاهر الإنفجار المعلوماتي.
المبحث الثاني : المؤثرات المرتبطة به.
المبحث الثالث : طرق السيطة عليه .
خاتمة .
قائمة المصادر و المراجع
مقدمة
إن الإتصال كما عرف من قديم الزمان هو تبادل مختلف الآفكار بين شخص أو شخصين أو أكثر ،و لقد مر الإتصال بعدة مراحل قبل الوصول إلى ماهو عليه ، فقد كان في أول الأمر عبارة عن تبادل الإشارات و الإيماءات ليتطور بعدها إلى اللغة حيث أصبح الإنسان يتقن أمرا جديدا و لم يطل الأمر كثيرا إلى أن إكتشفت الكتابة بداية من الكتابة المسمارية في الحضارة السومرية ، هذه الأخير التي تطورت إلى الكتابة على ورق البردي و بعدها الورق، و المرحلة التي أتت بعد مرحلة الكتابة هي مرحلة الطباعة و التي عرفها هوتنبورغ الصيني و التي تمت أول مرة بألمانيا ، و بعد في القرون الثلاثة الأخيرة ظهر انفجار معلوماتي كبير ، حيث لم يعد الإنسان يستطيع التحكم في الكم المعلوماتي الهائل ، و هدا الإنفجار المعلوماتي أتى بتكنولوجيا جديدة و ظهرت معه آخر مراحل الإتصال ألا و هي مرحلة الإتصال الجماهيري والتي جعلت من الإتصال مهمة سهلة و متاحة بكثرة أكثر من سابق عهدها ،و كما سبق و ذكرنا فإن التكنولوجيا هي المتحكم في الإتصال و هي من طورته هو و الإعلام معا حيث أصبح الإتصال يعتمد غالبا على وسائل الإعلام المختلفة، و لابد أنه من خلال ماتفضلنا به تتبادر إلى ذهن القارئ العديد من الأسئلة اهمها:
ماهي التكنولوجيا ؟ وماهو الإعلام و الإتصال؟ و ماهي التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال؟
الفصل الأول : مدخل مفاهيمي .
المبحث الأول : مفهوم التكنولوجيا .
يعتبر لفظ التكنولوجيا من أكثر الألفاظ تداولا في عصرنا الحالي ، غير أنه بقدر مايزداد شيوعه استخدامه يزداد الغموض واللبس فيه ، فموضوع التكنولوجيا لايزال يطرح تساؤلات عديدة بشأن تحديد مفهوم دقيق لها من طرف علماء الإقتصاد ، و عليه تعدد الرؤى و اختلفت المفاهيم حولها و التي نذكر منها مايلي :
من ناحية المدلول اللغوي ، يرجع أصل كلمة تكنولوجيا إلى الكلمة اليونانية تكنولوجي و التي تتكون من مقطعين ، المقطع الأول تكنو.. ويعني حرفة أو مهارة أو فن ، اما الثاني فهو لوجي و يعني علم أو دراسة و من هنا فإن كلمة تكنولوجيا تعني علم التطبيق أو الطريقة الفنية لتحقيق غرض عملي، و هي علم التشغيل الصناعي كما هي علم الفنون و المهن.
وتعرف التكنولوجيا على أنها :الأدوات أو الوسائل التي تستخدم لأغراض عملية وتطبيقية و التي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه و قدراته و تلبية تلك الحاجات التي تظهر في إيطار ظروفه الإجتماعية و كا التاريخية .
كما أن التكنولوجيا هي :حصيلة التفاعل المستمر بين الإنسان و الطبيعة، تلك الحصيلة التي تزيد من كفاءة هذا التفاعل بهدف زيادة الإنتاج أو تحسين نوعه أو تقليل الجهد المبذول.
من ملاحظة هذاين التعريفين ، نجد أنهما قد ركزا على التكنولوجيا المادية، التي تتمثل في المعدات و التجهيزات، و هي الجزء الملموس من التكنولوجيا فيمن أهملت الجانب المادي و المتمثل في الطرق العلمية للتشغيل و الإستخدام.
كذلك هنالك من على التكنولوجيا على أنها: مجمل المعارف العلمية المستخدمة في المجال الصناعي، خاصة المكرسة لدراسة و تحقيق و إنتاج و تسويق السلع والخدمات السلعية لاستبدال العمل اليدوي بآلات حديثة و متطورة.
المبحث الثاني : مفهوم الإعلام و الإتصال .
أولا : مفهوم الإعلام .
هو التعريف بقضايا العصر و بمشاكله ، و كيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النضريات و المبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا و خارجيا ، و بالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة ، ولكن -أوتوجروت- الألماني يعرف الإعلام بأنه هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها و ميولها و اتجاهاتها في الوقت نفسه ، و هذا تعريف لما ينبغي أن يكون عليه الإعلام ، و لكن واقع الإعلام قد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من المعلومات الصادقة التي تنساب إلى عقول الناس ، و ترفع من مستواهم ، وتنشر تعاونهم من أجل المصلحة العامة ، و حينئد يخاطب العقول لا الغرائز أو هكذا يجب ان يكون ، و قد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من الأكاذيب و التضليل و أساليب إثارة الغرائز ،و يعتمد على الخداع و التزييف و الإيهام ، و قد ينشر الأخبار و المعلومات الكاذبة ، أو التي تثير الغرائز و تهيج شهوة الحقد ، و أسباب الصراع ، فتحط من مستوى الناس ، و تثير بينهم عوامل التفرق و التفكك لخدمة أعداء الأمة ، حينئذ يتجه إلى غرائهم لا إلى عقولهم.
ثانيا : مفهوم الإتصال .
الإتصال هو إنتقال المعلومات و الحقائق و الإفكار و الآراء و المشاعر أيضا ، و الإتصال هو نشاط إنساني حيوي وإن الحاجة إليه في ازدياد مستمر ، فالإنسان كائن اجتماعي لايعيش بمفرده ، و لكن بالتعاون مع الأشخاص الآخرين ، و إذا أخذنا مثالا لا يدل على الإتصال الإنساني ، نذكر عندما يقول شخص مرحبا ، و يستخدم الآخر إيماءات للرد على التحية ، حينئد نجد أن هذه العملية تأخد ثوان قليلة لكنها تتضمن القدرة على انجاز أنشطة متعددة .
المبحث الثالث : مفهوم تكنولوجيا الإعلام و الإتصال (الجديدة) .
أولا : تكنولوجيا الإعلام والاتصال (TIC /ICTs):
تمثل "تكنولوجيات الإعلام والاتصال" (TIC) ومنجزاتها المستمرة وسريعة التطور وما يتصل بها من تكنولوجيات المعلومات، ثورة حقيقية انطلقت مع تصاعد الإحساس بأن الواقع الاتصالي القائم لم يعد كافيا للوفاء بمستلزمات القرن الواحد والعشرين.
وتجدر الإشارة إلى أن الرمز (TIC)ليس مفهوم وحيد المعنى والتخصص، فهو من اهتمامات عدة تخصصات الرياضيات،الإعلام الآلي، الاتصال، الآداب، علم الاجتماع، علم النفس، هندسة الاتصالات ، الفلسفة....ولقد ظهر مفهومه الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية باسم "تكنولوجيات الإعلام" (Information Technologies) أو (IT) الناتج عن دمج الحواسيب بالخطوط الهاتفية ، وفي اليابان باسم الكومبيوتر والاتصال (Computer and communication) (C and C) ، و في بعض دول أروبا (اسبانيا، فرنسا...) باسم الاتصال عن بعد والمعلوماتية (Télémati(ca)que) و (Informati(ca)que) et télécommunica(e) tion) ثم لاحقا وبتأثير من علوم الإعلام شاع في أوروبا المصطلح الحالي (TIC) (LLORENTE,BERNETTE, BECERRIL ;2004 28) )
ثانيا : التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال (NTCI).
وبتخصيصنا لمفهوم "تكنولوجيات الإعلام والاتصال" (TICs) وربطه بمصطلح "الجديدة" (NTIC) أو (NICT بالانجليزية)، تبعا لطبيعة هذا العمل، نصبح أمام موضوع اتصال معلوماتي أكثر أهمية وحداثة. فهو يفرض نفسه بقوة في مستهل القرن الواحد والعشرين، الذي يزخر بمتغيرات تمثل ثورة معلوماتية جديدة في عصر جديد معلوم الأبعاد وقوامه أدوات وتقنيات اتصالية جديدة يتميز بها.
ولذلك فليس من الغريب أن تجد المتخصصين في علوم الإعلام (LLORENTE ,BERNETE , BERCERILL ; 2004 ,31) من يفرق بين تكنولوجيات الإعلام والاتصال (TIC) التي تشمل الوسائل ما قبل الالكترونية: صحف، مجلات، وبين "التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال" (NTIC) التي تخص الوسائل الالكترونية (راديو، تلفزيون،انترنيت..)، ولكن دون الأخذ بعين الاعتبار أن صفة "الجديدة" نسبية من الناحية الزمنية، إنها مرنة، دائمة التغيير وغير صحيحة بالجملة.
المبحث الثالث : ظاهرة الإنفجار المعلوماتي .
اولا : مفهوم الظاهرة .
هي كل شيء يدرك الانسان وجوده, ويستطيع وصفه أو الحديث عنه.
ثانيا : مفهوم الإنفجار المعلوماتي.
العالم بأسره يتسابق على المعلومة و على كيفية استعمالها و وضعها في مكانها الصحيح و من ثم برزت أهمية الكمبيوتر و الأنثرنث كأحد أهم آليات تكنولوجيا المعلومات و التي هي بمثابة المساعد للإنسان في حفظ و ترتيب و إستدعاء المعلومات و حسن إستغلالها، و ذلك بما لديها من قدرة تقنية على سرعة التعامل مع كل الطبقات الإنسانية كونها تعمل على تسهيل و تبسيط الأعمال ،كما أن هذا النوع من التكنولوجيا يعبر كل ما استخدمه و ما يمكن أن يستخدمه الإنسان في معالجة المعلومات من أدوات و أجهزة و معدات فتقنيات المعلومات قديمة قدم اهتمام الإنسان بتسجيل أفكاره وخبراته، و الصورة المعاصرة لتقنيات المعلومات فهي تتكون من ثلاث عناصر أساسية و هي الحاسبات الإلكترونية لقدرتها الهائلة على الإختزان و سرعتها الفائقة في التجهيز و الإسترجاع و تقنيات الإتصالات بعيدة المدى لقدرتها الهائلة على تخطي الحواجز الجغرافية و المصغرات بكل أشكالها من فيلمية و ضوئية لقدرتها الهائلة على توفير الحيز اللازم لإختزان الوثائق فضلا عن سهولة التداول و الإستنساخ والإسترجاع.
الفصل الثاني : تكنولوجيا الإعلام و الإتصال .
المبحث الأول: مميزات التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الإتصال.
تتميز التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال بعدة مميزات نذكر منها :
-القدرة على نقل المعلومات من وسيط لآخر مع إمكانية التحكم في نظام الإتصال.
-القدرة على إستخدام وسائل غتصالية في أي مكان مثل الهاتف النقال بمعني اللإنتقال من الأجهزة الثابتة إلى الأجهزة المتنقلة .
-اللاجماعيرية و تعني أن الرسالة الإتصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى جماعة معينة و ليس إلى جماهير ضخمة كما كان في الماضي .
-الإنتقال من اللغة الواحدة إلى اللغات المتعددة .
- الإنتقال من تطنولوجيات التنوع إلى تكنولوجيات التكامل في الإتصال.
- الإنتقال من تكنولوجيات التنوع إلى تكنولوجيات التكامل في الإتصال.
-يمكن لثورة المعلومات ان تمنح فرصة للفقراء بأن يصبحوا أغنياء و للمبتدئين بأن يكونوا محترفين و منافسين حقيقيين.
-الإنتقال من الإعتماد على الثورة المادية إلى الإعتماد على الثورة الفكرية .
-الإهتمام أكثر بكفاءة العنصر البشري و السرعة في أداء الأعمال .
-التدفق السريع و الكيف للمعلومات مما يسمح للفرد بتنمية قدراته .
-سمحت التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال بظهور أنماط إنتاجية و إستهلاكية جديدة : حيث أصبح الإنتاج يعتمد على كثرة المعلومات و اللإبتكار و التجديد بدل التكرار في العملية الإنتاجية .
-ظهور تصنيفات جديدة للمعرفة قادرة على تحقيق طفرات تنموية لم يسبق الوصول إليها من قبل مما ادى إلى العمل في محيط عمل جديد قائم على أساس إدارة المعرفة و محاولة إستعابها لتحقيق متطلبات العصر .
-الإنتقال من الأقتصاد المحلي إلى الإقتصاد العالمي .
المبحث الثاني: أثـار تكنولوجيا الإعـلام والإتصـال .
لقد أحدث التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال أثر كبير و تغيرات عميقة المستويات خاصة فيما يتعلق بتنظيم المؤسسات و طرق الإنتاج و كذا الموارد البشرية و يمكن حصد هذه الآثار فيما يلي:
أولا :الآثار الإيجابية .
-مساعدة الشركات على تحقيق قدر كبير من المرونة الإنتاجية و التقليل من النفقات مع تقديم طرق جديدة و هياكل تنظيمية جديدة لتصميم المنظمات.
-التقليل من الإتصالات الشخصية المباشرة لوجود شبكة إتصال وسيطة بين الشركات، و هذا ما يساهم في تخفيض تكاليف التنقل و الإقامة.
-تحقيق تكامل عالمي لأسواق رأس المال من خلال وضع ترتيبات و إجراءات أكثر مرونة لضمان حركة رأس المال على المستوى العالمي .
-زيادة الإختراعات و التجربة من الإنتاجية و التي تؤدي إلى تخفيض التكاليف و الأسعار و زيادة المنتوجات الامنية و بالتالي إرتفاع الإستهلاك.
-تطبيق التجارة الإلكترونية التي تشمل تبادل أشياء ذات قيمة بين طرفية أو اكثر من خلال وسائل إلكترونية غاليا ماتكون الأنثرنيت مما يحقق الميزة التنافسية، و تحسين مستوى الخدمة المقدمة للعملاء و تحسين العلاقات مع الموردين.
-تنمية قدرات الأفراد من خلال إكتساب المعلومات الهادفة و اخذ قرارات أحسن.
ثانيا : الآثـار السلبية .
قـد تنتج بعض الآثـار السلبية عن التكنولوجيـا الجديدة للإعلام والإتصـال والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
-في كثير من الصناعات يتقلص الإنتاج لتوظيف الأفراد إن كانت تكنولوجيا الإعلام والإتصال مفيدة بالنسبة للمنظمات التي تستخدمها، وبالتالي يكون هناك أشخاص لم يسعفهم الحظ في الحصول على منصب عمل بسبب هذه التكنولوجيات.
-الأنترنت قد تسمح لبعض المتشدّدين والمعارضين بنشر أفكارهم ودعواتهم وتكون هناك صعوبات كبيرة لمواجهة التحريض على العنف والعنصرية والجنس.
-التكنولوجيات الجديدة للإعلام والإتصال تجعل العلاقات بين المتعاملين أقل إنسانية كعلاقة الطبيب بالمريض أثناء الجراحة عن بعد.
-يرى البعض بأن السيادة الوطنية أصبحت مهددة نظراً لحرية تحرك المعلومات والإتصالات والأموال عبر الحدود الوطنية كما هو الشأن بالنسبة للخصوصية الثقافية التي باتت مهددة بتفوق اللغة الإنجليزية والولايات المتحدة الأمريكية.
-سمحت التكنولوجيات الجديدة بظهور النقود الإلكترونية والتي تمثل تهديداً للسيادة النقدية.
المبحث الثالث : خصائص التكنولوجيات الجديدة لوسائل الإعلام و الإتصال.
لقد سمحت التكنولوجيات الجديدة لوسائل الإعلام و الإتصال أن يخرج كل فرد أو مؤسسة من موقعه الإجتماعي الذي يحتله في المجتمع ، ويلتحق بتجميعات جديدة تقوم على أساس نظام رقمي و تجمعات لغوية تشمل فضاء الأنثرنت ، وهو ما أطلق عليها بالمجتمعات السيبيرية ، ونجد ذبك مجسدا خاصة في البريد الإلكتروني والمنتديات ، ويضمن ذلك السرية وحرية المستقبل الذي يقوم بتسيير و تسهيل إستهلاكه.
إن ماينبغي التأكيد عليه هو أن التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال قد غيرت كثيرا من المفاهيم ، فلم تعد المفارقة في جوهرها قائمة بين القوي و الضعيف ماديا ، ولا بين من يملك ، و لكن حقيقة بين المبطئ و المسرع ، كما لم يعد الحديث يجري عن الأمية بمفهومها التقليدي ، بل عن الأمية الرقمية والتكنولوجيا ، وفي مستوى متقدم يجري الحديث عن أمية رشاده الإستعمال ، لا إمكانية التشغيل و الإستعمال فحسب ، كما لم تعد الساحة الفكرية تستوعب الحديث عن المجتمع الزراعي أو الصناعي ، و عندما أضحى مركزا حول مجتمع المعلومات ، بل عن المجتمع الرقمي و الإفتراضي.
وعليه ، فإن الواقع اليوم يثبت – وبقوة- أن الهوة الحقيقية لم تعد بين قوى متباينة إقتصاديا أو سياسيا فحسب ، بل بين الذين يملكون التكنولوجيا الإتصالية و بين من لا يملكونها ، بين من يوضفونها توضيفا عمليا ويطوعونها لخدمة مجالات التنمية ، و بين من يملوكنها عبثيا دون الإستخدام الجيد لها ، و من هذا المنطلق طرحت عدة إشكالات و التي منها مشكلة الفجوة الرقمية التي خلقتها ثورة المعلومات و الإتصالات .
المبحث الرابع : الدور التنموي للتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال.
تعتبر التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال من المواضيع التي احتلت دورا بارزا في مجال التنمية بمختلف مجالاتها ومستوياتها، فالتقدم التكنولوجي كفيل بدفع عجلة النمو، فكلما زادت مقدرة الأمة على الخلق والاستعمال، كلما كانت أسرع في تحقيق النمو والرخاء الاجتماعي، فالتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال من المصادر المهمة التي تستعمل في زيادة الإنتاج والتعريف بالموارد وتحسين صورة المؤسسات(5).
ونظرا للأهمية القصوى لاستعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال بغرض التنمية، فقد ركز المؤتمر الدولي لمجتمع المعلومات التي انعقدت دورته الأولى بجنيف 2003 على تبني خطة تمكن من وضع إمكانيات المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة التنمية والنهوض، باستعمال المعلومات والمعارف من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، والتصدي للتحديات الجدية لمجتمع المعلومات.
وحسب التوجهات الأساسية للمؤتمر، يمكن استعمال جملة من الإرشادات بوصفها نظاما مرجعيا عالميا لحسن التوصيل والنفاذ في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات، ويمكن أن تؤخذ هذه المقاصد عند صياغة مقاصد وطنية بمراعاة الظروف الوطنية المختلفة، ومن هذه الإرشادات:
1-توصيل القرى بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإقامة نقاط نفاذ مجتمعية .
2-توصيل الجامعات ومراكز البحث والمراكز الصحية بهذه التكنولوجيات.
3-توصيل الإدارات الحكومية وإنشاء مواقع على الشبكة.
4-تأمين نفاذ جميع سكان العالم إلى الخدمات الاتصالية.
5-يمكن أن تدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التنمية المستدامة في مجال الإدارة العامة والأعمال التجارية والتعليم والتدريب والصحة والعمالة والبيئة والزراعة والعلم، في إطار الاستراتيجيات الالكترونية الوطنية.
الفصل الثالث: ظاهرة الإنفجار المعلوماتي .
المبحث الأول: مظاهر الإنفجار المعلوماتي.
أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكري
فهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكري كان يتراوح بين 4-8%، وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة. فلو أخذنا على سبيل المثال شكلاً من أشكال النثر كالدوريات فسنجد تطوراً كبيراً في حجم النتاج الفكري، فبعد أن كان يبلغ حوالي مئة دورية عام 1800، أصبح يزيد على 70 ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدراً بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين 12-14 مليون وثيقة. ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقارب من مليون دورية يضاف لها ما يقارب 15 ألف دورية جديدة في كل عام. أما الكتب فقد بلغ الإنتاج الدولي منها حوالي 600 ألف كتاب.
ب ـ تشتت النتاج الفكري
كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية وموضوعات أخرى ضيقة ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصاً وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة، ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتاج الفكري والإحاطة به من قبل الباحثين والدارسين•
جـ ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها
تتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعدد لغاتها أيضاً• فبالإضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية• هناك المصغرات والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات الإلكترونية كالأقراص المتراصة (CD-ROM) والوسائط المتعددة (Multi-Media) والأوعية الفائقة أو الهيبرميديا (Hypermedia) وسواها•
المبحث الثاني : المؤثرات المرتبطة بالإنفجار المعلوماتي .
1)تأثير ثورة الاتصالات وارتباطها بثورة المعلومات
لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته تكنولوجيا الاتصالات عبر التاريخ في التأثير على المعلومات، إضافة إلى العلاقة التفاعلية التي زادت بين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وبين سائر قطاعات المجتمع. وأصبح يطلق على المجتمعات المتطورة تكنولوجياً "مجتمعات المعلومات". فقد شكلت الاتصالات والمعلومات سمة لمجتمعات جديدة متطورة.
وأصبحت الاتصالات جزءاً لا يتجزأ من الأنشطة اليومية للأفراد، فهي تستخدم لنقل المعلومات والبيانات على اختلاف أشكالها. والتطور التقني الذي يشهده العالم الآن، ظهر واضحاً في مجال الاتصالات وبث المعلومات من خلال قنوات الاتصال المختلفة، المستخدمة في إرسال المعلومات واسترجاعها ومنها الأسلاك النحاسية Copper Wires ، والألياف البصرية Fiber Optics ، والكابلات المحورية Coaxial Cables ، واستخدام أجهزة الاتصال بالموجات القصيرة Short Waves ، وموجات الميكروويف Microwaves ، وأقمار الاتصال Communication Satellites ، والأجهزة اللاسلكية الرقمية Wireless Digital Communication . وقد لعبت هذه الأوساط دوراً جوهرياً في تطوير نقل المعلومات وانسيابها.
أ)قنوات الاتصال
تعددت قنوات الاتصال Communication Channels وتنوعت، حيث تطورت عبر القرون، بداية من قرع الطبول، وإضرام النيران لتوليد الدخان، وإرسال الرسل على صهوات الخيول، حتى وصلت إلى القنوات المعروفة حالياً الآتية:
* خطوط الهاتف
تعتمد الاتصالات الخطية على استخدام خطوط الهاتف Telephone Lines المصنوعة من الأسلاك النحاسية، وقد تطور استخدام خطوط الهاتف وذلك باستبدالها بالهواتف المحمولة التي تستخدم الاتصال اللاسلكي، حيث زودت هذه الهواتف بوحدة خاصة تُسمى موديم Modem ، تُمكْنها من الاتصال بقواعد البيانات الإلكترونية Data Base وذلك من خلال الاتصال المباشر على شبكة الإنترنت Internet .
* الكوابل المحورية
تتميز الكوابل المحورية بكفاءتها العالية في نقل البيانات، وتمتد عبر مسافات طويلة، وتستخدم في قاع البحار والمحيطات، وتفوق سرعة نقل البيانات بها سرعة خطوط الهاتف العادية. وتُعَدّ أزواج الأسلاك المفتولة والكوابل المحورية هما أساس القنوات السلكية للاتصالات ذوات النطاق الترددي المتوسط، حيث يتجاوز النطاق الترددي للكوابل المحورية مئات عدة من الميجا هرتز، بينما يصل نطاق التردد لأسلاك الهواتف بضع مئات من الكيلو هرتز، وعادة ما يستخدم الكابل المحوري للربط بين السنترالات المحلية.
* الألياف الضوئية
تتكون من حزم تضم شعيرات زجاجية ذات قابلية عالية لنقل الإشارات الضوئية، ولهذه الألياف الضوئية مميزات عدة، أهمها: صغر حجم الشعيرات الضوئية وتوصيل البيانات خالية من الضوضاء، والسرعة العالية لبث المعلومات، إلى جانب الكثافة العالية لحمل المزيد من المراسلات. وتصل سرعة نقل البيانات بها إلى 18000 خلية من المعلومة الرقمية في الثانية الواحدة، وبإمكان الألياف الضوئية نقل 50000 قناة اتصال، بينما ينقل الكابل المحوري 5400 قناة، علاوة على أن الألياف الضوئية سريعة، واقتصادية وتصنيعها سهل ومن مواد قليلة التكلفة.
والإشارة المرسلة بالألياف الضوئية تكون في صورة شعاع ضوئي مصدره موحد ضوئي Photo Diode ، أو شعاع ليزر تتغير شدته طبقاً للرسالة المراد نقلها، ويتم كشف الإشارة في جهاز الاستقبال بواسطة موحد ضوئي أيضاً، والذي يقوم بدوره بتحويل الإشارة الضوئية إلى أخرى كهربائية.
* الاتصال عن طريق الميكروويف
غالبا ما تستخدم شركات الهاتف وصلات الميكروويف لتسهيل الاتصال بين السنترالات ببعضها بعضا، وتشمل الاستخدامات الأخرى لمحطات الميكروويف إعادة تقوية الإشارة التليفزيونية لتصل إلى المناطق البعيدة المنعزلة، وكذلك لتدعيم المرور من استوديوهات التليفزيون إلى نقاط التغذية الرئيسة للأقمار الصناعية، أو من وحدات جمع الأخبار المتنقلة من خارج استوديوهات التليفزيون.
* الأقمار الصناعية
تُطلق أقمار الاتصالات على ارتفاع 36000 كم فوق خط الاستواء، وقد أدى الاستخدام المتزايد لأجهزة الحاسبات الإلكترونية وضرورة نقل البيانات عبر المسافات الطويلة إلى الاستفادة من الاتصال عبر الأقمار الصناعية، وتوزع العديد من الشركات الوثائق، ونقل البيانات، وعقد المؤتمرات عن بعد باستخدام تكنولوجيا الأقمار بمصاحبة تكنولوجيا الحاسبات.
ب) الشبكات وبروتوكولات الاتصالات:
تُعَدّ نظم الاتصالات هي العمود الفقري للشبكات، إذ تُنْقل من طريقها المعلومات والبيانات بين أجزاء الشبكة، ويراعى في تصميم الشبكات أن تتصل فيما بينها وذلك باستخدام ما يسمى "بروتوكول" Protocol الاتصال، ويستخدم "بروتوكول" الاتصال لتنظيم عمليات الربط والاتصالات بين مختلف معدات الاتصال والحاسبات في الشبكة. إن مراسم أو "برتوكول" الاتصال هو مجموعة من البرمجيات تحدد متطلبات الاتصالات في الشبكة المحلية، وهذه البرمجيات تمثل اتفاقاً بين الأجزاء المختلفة للشبكة لتنظم كيفية الاتصال وتداول المعلومات فيما بينها، وتتيح تلك البروتوكولات بالتعاون مع برامج التشغيل الخاصة بالحاسب تبادل البيانات بين الأجهزة المختلفة المكونة للشبكة.
ج) البريد الإلكتروني.
يعد البريد الإلكتروني أكثر خدمات الإنترنت شيوعاً واستخداماً. ويستطيع كثيرون تبادل البريد الإلكتروني مع بعضهم بعضا. وقبل إرسال أو تلقي بريد إلكتروني يتعين أن يتحدد عنوان البريد الإلكتروني لمستخدمه، وكذا عناوين من سيراسلون إلكترونياً.
وكل ما على الشخص عندئذ، تشغيل برنامج البريد الإلكتروني في جهازه، ومراجعة قائمة الرسائل الجديدة التي وصلته ليلتقط من بينها الرسالة المنتظرة، ثم يحفظها الحاسب تلقائياً في ملف يسمى صندوق البريد Mail Box ، إذ يمكن للشخص مراجعته في أي وقت.
2) تأثير ثورة الحاسبات وارتباطها بثورة المعلومات
أ) مَوْلد مجتمع الحاسب.
لم يعد استخدام الحاسبات قاصراً على الأبحاث العلمية، ومراكز البحوث، ولكنها استخدمت في كل مناحي الحياة، سواء في المطارات أو المتاجر والبنوك والمصالح الحكومية، والوحدات العسكرية. ولا يكاد يوجد مرفق أو جهاز لا تُدار أعماله بأجهزة الحاسبات أو يشترك في شبكة من شبكاته، يستدعي منها المعلومات، ويخزن فيها البيانات، وتكلف بمهام الإحصاء، ويودع فيها الأسماء والأرقام والأعداد.
وقد أمكن تطوير الحاسب من أجل أداء أفضل في السيطرة على المعلومات وحفظها ونقلها وتداولها، حيث يمكن تخزين حجم كبير من المعلومات في ملف واحد من الملفات التي تخزن على وسائط التخزين الإلكتروني. وتمتاز هذه الوسائط بسعة تخزين كبيرة، حيث يصل سعة القرص الصلب إلى 60 مليار حرف، وهي زيادة مطردة. ويمكن استرجاع المعلومة المخزنة في وقت صغير جداً يصل مللي من الثانية، وطبع ما نحتاج إليه من معلومات بمعدلات سريعة، ونقل البيانات إلى وسائط أخرى على شكل أقراص مرنة Floppy Disks ، أو أقراص صلبة Hard Disk ، أو أقراص مضغوطة CD Compact Disk ، أو أقراص فيديو رقمية Digital Video Disk DVD . وقد أمكن الوصول إلى المعلومة والحصول عليها، سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي، باستخدام الحاسبات المركزية عن طريق وسائل الاتصال المختلفة.
ب) التقاء الصوت والصورة.
ساعد التقدم التكنولوجي على التقاء الشخص مع جهاز الحاسب الشخصي في موضوع محدد، من دون استخدام أجهزة الإدخال والإخراج التقليدية، ولكن باستخدام أنظمة لواجهات تعامل أخرى مثل إعطاء الأوامر للحاسب مباشرة، باستخدام صوت المستخدم، وتعمل هذه الأنظمة الآن في مجالات البحث، وتبشر باتساع استخدامها في تداول المعلومات خلال الفترة القادمة. وترجع أهمية واجهات التعامل هذه إلى أنها تمثل وسيلة سريعة في الاتصال بالحاسب والحصول على المعلومات، كما تمثل منطقة التقاء الإنسانية مع التكنولوجيا، ولن تصل ثورة المعلومات إمكاناتها الكاملة إلا بعد أن يصبح التفاعل بين البشر والآلة أكثر إيجابية مما هو عليه الآن.
وقد استبدلت الأدوات التي تستخدم مع الحاسب لإدخال المعلومات والتعامل معها، بأجهزة أخرى طُورت لتشمل القفازات التي تجعل الحاسب يشعر بالحركات الدقيقة للأصابع، ونظارات وخوذات تراقب ما يدور في الرأس، ومزودة بآلات ميكانيكية وبصرية، وأجهزة كهربائية مغناطيسية ترقب حركات العين والرأس حيث يستطيع الحاسب التعرف على الجهة التي ينظر إليها المستخدم.
ج) واجهات التعامل الحسية.
إن واجهات التعامل تترجم الأماكن والحركات واللون والضوء والصوت ودرجات الحرارة والروائح والأحجام. وتُعَدّ هذه الواجهات بمثابة عيون وآذان وأفواه وأذرع وأقدام الإدخال والإنتاج للبيانات الأساسية للمعلومات، وسوف يزداد استخدامها لزيادة علاقة الفرد بأجهزة الحاسب.
وقد يوحي النجاح الذي تحقق في مجال فهم الحاسب للكلام وإدراكه إلى احتمال تحقيق نجاح مماثل في مجال الرؤية بواسطة الحاسب، حيث ازدادت أهمية منظومة الرؤية في تطبيقات متخصصة في مجال الطب والتصنيع، ومن ثم تتواصل الأبحاث والنتائج، حيث أدخلوا إلى برمجة الحاسب كيف يميز بشكل عام بين المناظر المتشابهة، بحيث يمكن استرجاع صور محددة من الأرشيف، بما يسهل إمكانية الحصول على المعلومة المصورة من قاعدة البيانات، ويمكن الآن التعامل مباشرة مع الحاسب من خلال قلم إلكتروني وورق إلكتروني وتسجيل بيانات الكتابة على الحاسب لاسلكياً، حيث يوجد في هذا القلم جهاز إرسال واستقبال، ما يوفر الجهد والوقت في التعامل مع الحاسب والمعلومة.
د) قواعد البيانات.
في مواجهة الكم الهائل من البيانات وتنوعها وتداخلها، لم تعد المشكلة الكبرى هي معالجة هذه البيانات، حيث إن سرعة الحاسب الفائقة وقدراته العالية قادرة على ذلك. ولكن المشكلة هي تنظيم هذه البيانات بطريقة ميسرة تمكن المستخدم من استدعائها بطريقة سريعة عند الحاجة إليها. وأدى ذلك إلى تطوير أسلوب تخزين المعلومات في ملفات البيانات Data Files ، حيث تخزن مجموعة من البيانات المستخدمة في التعبير عن مدلولات ذات طبيعة مشتركة فيما بينها، مع محاولة إيجاد نظام يربط بين الأنواع المختلفة لملفات البيانات، ومن ثم إمكانية استرجاعها بواسطة نظم استرجاع المعلومات المختلفة Information Retrieving Systems ، التي يمكن من طريقها عرض وتلخيص المعلومات بكفاءة وبسرعة فائقة.
وتعرف قاعدة البيانات بأنها تجميع للمعلومات ذات العلاقة المتبادلة فيما بينها والمخزنة معاً من دون زيادة غير ضرورية أو ضارة لاستخدامها في تطبيقات متعددة، وتُخزّن البيانات بحيث تكون مستقلة عن البرامج التي تقوم باستخدام هذه البيانات، وتستخدم أساليب شائعة لإضافة بيانات جديدة، أو تعديل واسترجاع البيانات المخزنة في قاعدة البيانات، وتكون هذه البيانات في شكل يسمح بتطوير التطبيقات في المستقبل. ويمكن للنظام الواحد أن يشمل مجموعة من قواعد البيانات.
ولبناء قاعدة البيانات، تجمع البيانات وتخزن على أوساط تخزين دائمة مثل الأقراص الممغنطة أو الأسطوانات الممغنطة أو أي أوساط تخزين ثانوية أخرى، وبمساعدة مجموعة من برامج التطبيقات التي يتم تشغيلها على البيانات المخزنة لتنفيذ عمليات الاسترجاع، والتحديث، والإدراج والحذف، مع تواجد مجموعة المشتركين والمستفيدين من قاعدة البيانات على وحدات طرفية خاصة بهم. وهذا يعنى أن قاعدة البيانات تشمل بيانات لجميع المستفيدين بمختلف متطلباتهم، بل يمكن لأكثر من مستفيد العمل في الوقت نفسه بطريقة متداخلة، حيث يكون كل واحد منهم مستقلاً عن الآخر.
3) حرب المعلومات وارتباطها بثورة المعلومات
استفاد الإنسان كثيراً من ثورة المعلومات في تحقيق حاجاته ورغباته، حتى وصل إلى نوع من الرفاهية لا يستطيع الآن الاستغناء عنها، وإلا شعر بقصور شديد في برنامج حياته اليومية، وإنهاء مصالحه ومتطلباته. وقد استغل بعض العلماء والمفكرين على المستوى القومي، خاصة العسكريين، هذه الخاصية للمعلومات في استحداث نوع جديد من الحروب توجه ضد البنية الأساسية المعلوماتية للإنسان سلماً أو حرباً. وتعددت أشكال هذه الحرب التي أُطلق عليها (حرب المعلومات)، بحيث شملت أنواعاً كثيرة من الحروب، منها الحروب النفسية، والحروب الاقتصادية، وحرب الفضاء، وحرب القراصنة والفيروسات، وهي أهم هذه الأنواع من الحروب، والتي يمكن أن تنهي أي صراع في المستقبل قبل أن تبدأ أي مواجهة عسكرية بالأسلحة التقليدية. والغريب أن الدول المتقدمة تكنولوجياً هي أول الخاسرين في هذه الحرب، إذا لم يديروا الأعمال الدفاعية والوقائية للبنية المعلوماتية الأساسية بنجاح.
وفي عصر المعلومات يزداد اعتماد التقنيات الحديثة على المعلومات بدرجة كبيرة، ما جعل المعلومات تتصدر قائمة الاهتمامات، سواء بالنسبة للمجتمع أو للحكومات. فالمعلومات الدقيقة التي تتوافر في الوقت المطلوب، تُعَدّ في غاية الأهمية وخاصة في المجال العسكري. وتتجه معظم الدول الآن إلى خفض أعداد القوات البشرية المقاتلة مع زيادة تدريبها وتزويدها بالأسلحة المتطورة، حتى تصير نوعاً من الجيوش الذكية الصغيرة.
ولقد حازت الحرب المعلوماتية في السنوات الأخيرة اهتمام الكثير من العسكريين وخبراء المعلومات. وغطى مفهومها العديد من الأنشطة خارج النطاق العسكري المعروف ، فامتد ليشمل إمكانية استخدام بعض الأفراد أجهزة الحاسب العادية لتعطيل بعض محطات الطاقة، أو تلويث بعض المواد الغذائية بالسموم، أو التسلل إلى شبكات الحاسب بالمصارف والبنوك، ما قد يؤدى إلى انهيار أسواق المال وربما انهيار اقتصاد بعض الدول.
المبحث الثالث : طرق السيطرة عليه .
عندما نتحدث عن السيطرة على الإنفجار المعرفي لا نقصد بذلك أن نمنع المعلومات من التدفق و الغنسياب بل نعني بذلك الطريقة التي عن طريقها نستطيع أن ننظم هذا الكم الهائل من المعلومات و نضبطه بالطريق العلمية السليمة حتى تسهل عملية إدارة هذه المعلومات و المعارف و الوصول إليها و الغنتفاع بها بأقل وقت وجهد .
علوم الإرتكاز أو علوم تنظيم المعرفة : نطلق هذا المصطلح على العلوم التي تعمل على تنظيم المعرفة البشرية مثل علم التصنيف و الفهرسة الموضوعية والوصفية و تحليل المحتوى المتمثل في التكشيف و الإستخلاص و إضافة إلى علم التوثيق و المعلومات ، كل هذه العلوم تعمل على تنظيم المعرفة البشرية منذ الأزل و إلى أن يرث الله الأرض وماعليها لذلك لابد من تناول كل علم من هذه العلوم على حدى لمعرفة الطريقة التي يسيطر بها على الإنفجار المعرفي .
تنظيم المعرفة و ضبطها عن طريق علم التصنيف : كل العلوم الإنسانية تعني بمجالها فقط اما علوم المكتبات لها مجالها كباقي العلوم إلا أنها تعني أيضا بتنظيم كل المعارف الإنسانية و بذلك تكون لها وظيفتان الأولى كعلم وسائر العلوم ، اما الثانية فهي كخدمة كل المعارف بتنظيمها و السيطرة عليها وهذا مايميز علم المكتبات عن غيره أن الهدق الأساسي لإنشاؤ المكتبات و مراكز المعلومات هي خدمة المستفيدين سواءا كانت هذه المكتبات تقليدية او حديثة او هجين مابين الحديث و القديم ، و لكي تتم هذه الخدمة لابد من التنظيم الموضوعي نظرا لأن المكتبات و مراكز المعلومات في الوق الحاضر أصبحت تظم مجموعات ضخمة لا نستطيع الإستفادة منها إلا إذا رتبت بالطريقة المناسبة الصحيحة ، و نجد ان التصنيف احد أهم الطرق التي بموجبها ترتب أوعية المعلومات في نسق يتماشى مع إحتياجات المستفيدين و مساعدتهم للوصول لأوعية المعلومات حسب موضوعاتها و فصل تجميع موضوعات المعرفة باستخدام رموز التصنيف كأرقام استرجاع .
تنظيم المعرفة و ضبطها عن طريق علم الفهرسة : و هي عملية إعداد اوعية المعلومات التقليدية و الحديثة بحيث تكون في متناول القارئ بأيسر الطرق و في أقل وقت ممكن و تنقسم إلى
الفهرسة الوصفية : وهي التي تصف الكيان المادي لوعاء المعلومات بحيث يسهل التعرف عليه وتمييزه عن غيره من الأوعية .
الفهرسة الموضوعية: وهي التي تصف الكيان الموضوعي للوعاء بحيث يمكن تجميع المواد ذات الموضوعات المتشابهة بعضها ببعض ويكون ذلك بواسطة رؤوس الموضوعات او ارقام التصنيف ومن اشهر قوائم الضبط العربية قائمة رؤوس الموضوعات العربية الكبرى لشعبان خليفة ومحمد عوض العايدي اما الانجليزية فاشهرها قائمة رؤوس موضوعات مكتبة الكونغرس
و لعلم الفهرسة عدة أهداف أهمها المساعدة في الكشف عن الأوعية الموجودة التي تتناول موضوعا معين
تنظيم المعرفة وضبطها عن طريق علم التكشيف:
عملية التكشيف هي استخراج المفاهيم التي يحتوي عليها وعاء أو مجموعة من أوعية المعلومات،وتمثيل هذه المفاهيم بواسطة مصطلحات لغرض استرجاع تلك الأوعية عند ورود سؤال يتطابق مع محتوى الأوعية المكشفة، لذلك يمكن أن نقول أن عملية التكشيف هي بناء جسر يوصل بين أوعية المعلومات و أسئلة المستفيدين بواسطة نظام رموز أو مصطلحات يسمى لغة التكشيف (10) والمنتج لهذه العملية هو الكشاف ونعتبره من أهم أدوات ضبط المعلومات وبمعناه العام هو ذلك الشيء الذي يكشف عما هو مطمور أو مغمور أو مجهول في وسط معين.
وفي اللغة الانجليزية تستخدم كلمة Index المشتقة من الكلمة الاتينية Indicate والتي تعني لفت النظر أو الإشارة إلى شيء ما، أو الدلالة عليه وفي مجال المكتبات، عرفه قاموس مصطلحات جمعية المكتبات الأمريكية بأنه 'دليل منهجي لمحتويات ملف أو وثيقة أو مجموعة من الوثائق' يتكون ترتيب منظم للمصطلحات، أو غيرها من الرموز الممثلة للمحتويات، فضلا عن الإحالات والأرقام الكودية وأرقام الصفحات....الخ التي تتيح الوصول إلى المحتويات" (11). ويتكون الكشاف من عنصرين أساسين:
1- المدخل Entry وهو ما يعبر عن محتوى مصدر المعلومات التي يبحث تحته المستفيد للوصول إلى ما يحتاجه من معلومات. وقد يكون راسا لشخص أو مكانا جغرافيا أو تاريخيا أو مصطلحات دالة على موضوع معين وترتب هذه المداخل وفقا لنظام يتفق مع حاجات المستفيدين وعاداتهم في البحث عن المعلومات كالترتيب الهجاني والزماني......الخ.
2- مؤشر المكان Locator ويربط بين المداخل والمعلومات المتصلة بها، وعادة يكون المؤشر رقم الصفحة التي تحتوي على المعلومات المبحوث عنها(12).
تنظيم المعرفة وضبطها عن طريق علم التوثيق:
ظهرت حركة التوثيق Documentation منذ أواسط القرن التاسع عشر وهدفت إلى تقديم تحليل مكثف لمحتويات أوعية المعلومات، وأكثر عمقا مما كانت تقدمه الإجراءات المكتبية وانتشر استخدام هذا المصطلح (التوثيق) عندما استعمله المحاميان البلجيكيان سنة 1931م، وهما بول أوتليه paul otlelet وهنري لافونتين Henri Lafontaineعند تغيير اسم معهدهما إلى المعهد الدولي للتوثيق (13) وليس لهذا العلم تعريف يتفق عليه المشتغلون
بنشاطه بل هنالك تعاريف عديدة ومازال التعريف الذي يلائم الجميع ويعكس تصورهم لأعمال التوثيق ومضمونه غير متفق عليه و منها:
. علم اختيار المعلومات وتصنيفها وبثها.
.علم تجميع واختزان وتنظيم المواد والوثائق الإعلامية المدونة، وذلك من أجل جعل هذه المعلومات في متناول المتخصصين.
.فن تسهيل استخدام المعلومات المتخصصة للدولة وذلك عن طريق تقديمها ونسخها ونشرها وجمعها وتخزينها وتحليلها التحليل الموضوعي وتنظيمها واسترجاعها.
.فن تجميع مختلف أشكال سجلات النشاط الفكري وتصنيفها لتتم الإفادة منها.
.تجميع وتنظيم وبث كل أنواع البيانات.
.فن تجميع مختلف مصادر المعلومات المدونة واختزانها وتنظيمها لتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.
.العلم الذي يشمل البحث عن المعلومات من مختلف المصادر والأصول، ثم اختيار المناسب منها وتكشيفها وفق الأسس والنظم العلمية والفنية بغرض تهيئتها للاسترجاع عند الطلب سواء أكان هذا الاسترجاع يدويا أو آليا(14).
.من خلال التعريفات السابقة يمكن القول بأن علم التوثيق يتضمن مختلف العمليات مثل الانتقاء، الاقتناء، التحليل، التنظيم، الحفظ، الاسترجاع، الترجمة ، النسخ ، والهدف النهائي للتوثيق السيطرة على المعلومات الموجودة بداخل الوثائق وذلك للحصول على نتائج بحث تعكس أو تمثل محتوى الوثائق الموجودة.
تنظيم المعرفة وضبطها عن طريق علم المعلومات : يعتبر من العلوم الحديثة النشأة ووضع الرواد الاوائل ومن جاء بعدهم تعريفات متعددة لعلم المعلومات وان اختلفت، هذه التعريفات في صياغتها اللغويةأو تفضيلاتها الحزئية فانها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة وقد عبرت في مجملها عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة فهو العلم الذي يدرس خواص المعلومات وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها ووسائل تجهيزها لتسيير الافادة منها إلى أقصى حد ممكن ، وتشمل أنشطة التجهيز ،انتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمها واختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها
يتصل علم المعلومات بعلوم متعددة و يستعير منها أدواتها و أساليبها و يستخدمها في جانبيه العلمي و العملي فهو يستفيد من الأساليب الرياضية و الإحصائية ومن علم المنطق و اللغويات و غيرها في إنجاز دراسة نظرية ،وفي جوانبه العلمية فهو يستفيد من انواع التقنيات في مجال الحواسيب و الإتصالات عن بعد و غيرها .
الخاتمة:
و في ختام موضوعنا هنا نقول أن التكنولوجيا الجديدة و الإنفجار المعلوماتي يعتبران عاملان أساسيان في تطول الإتصال و الإعلام ووصولهما للمكانة التي هما عليها الآن
و اخيرا نحمد البارئ سبحانه و تعالى الذي وفقنا لما قدمناه
و إلى هنا نضع قطراتنا الاخيرة بعد المشوار الذي خضناه بين تفكر و تعقل في تكنولوجيات الإعلام و الإتصال لتقديم ماقدمناه،فقد كانت رحلة ممتعة و جاهدة للإرتقاء بدرجات الفكرو العقل، و لم يكن هذا الجهد مقل و لا ندعي فيه الكمال ، و لكن عذرنا انا قد بذلنا فيه عصرة جهذنا ، فإن وفقنا الله فقد أصيب هدفنا أو إن أخطئنا فلقد نلنا شرف المحاولة و التعلم
و أخيرا بعد أن أبحرنا معا نامل من الله ان يكون بحثنا هذا قد نال قبولكن و إستحسانكم
و صل اللهم وسلم تسليما كثيرا على احسن خلق الله خاتم الأنبياء و المشرفين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم و على آله و صحبه و من تابعوه اجمعين
قائمة المصادر و المراجع:
1/ بن سعيد محمد ، ملخص تكنولوجيا الإعلام و الإتصال و التنمية الإقتصادية ، جامعة سيدي بلعباس،الجزائر ،ددن ،دط .
2/ بوعلي فريدة –فوضيل حكيمة ، مذكرة لنيل شهادة الماستر بعنوان- دور تكنولوجيا المعلومات و الإتصال في تحسين الإتصال الداخلي بالمؤسسة ، البويرة ، 2010.
3/ د عبد الرزاق محمد الدليمي،المدخل إلى وسائل الإعلام و الإتصال،جامعة الشرق الأوسط،دار الثقافة للنشر و التوزيع،2011.
4/ د معاوية مصطفى محمد عمر .
https://www.ahlulbaitonline.com/stude...s/s002/007.doc
5/ سميشي وداد،مذكرة لنيل الماجستير بعنوان-الصحفيون الجزائريون و مصادر المعلومات الإلكترونية،جامعة منتوري،قسنطينة،2010.
6/ فضيل دليو،التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الإتصال ،جامعة منتوري ، الجزائر ، دار الثقافة للنشر و التوزيع، ط 1 ، 2010.
7/ منال طلعت محمود،مدخل إلى علم الإتصال ، المكتب الجامعي الحديث، الأزاريطة،الإسكندرية، 2002.
8/ منصوري فوزي ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير بعنوان :مساهمة التكنولوجيات الحديثة للإعلام و الإتصال في دعم المشاركة التنظيمية،عنابة ، 2011.
/ 9https://informationtek.blogspot.com/2010/10/blog-post_1700.html
/ 10https://www.startimes.com/?t=17649861