تاريخ الجزائر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تاريخ الجزائر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-24, 11:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










B11 تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر


تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر الزمني مرتبط بموقعها الجغرافي، ورغم كونها عصورها السحيقة، مهدا لأشكال من الحضارات البدائية، إلا أن تاريخها المكتوب لم يبدأ إلا مع احتكاكها بالرومان، أين تشكلت عبر 3 مناطق، من مغرب شرقي، أوسط، وغربي.

تطور المغرب الأوسط، عبر ما يسمى نوميديا، ليعطينا الجزائر التاريخية.

الفترات القديمة
رسومات الطاسيلي

دلت الأحفوريات [1] التي عثر عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان قبل أزيد من500,000 سنة (العصر الحجري).

تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13،000-8,000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة في الصحراء.

رسومات الطاسيلي



طاسيلي ناجر
لسل
Pix.gif طاسيلي ناجّر**
Flag of UNESCO.svg
موقع اليونيسكو للتراث العالمي
Tadrart01.JPG
بلد علم الجزائر الجزائر
نوع ثقافي طبيعي
معيار (i)(iii)(vii)(viii)
مرجع 179
منطقة** الدول العربية
تاريخ الإدراج
الإدراج 1982 (الجلسة 6)
* الاسم كما ورد على قائمة التراث العالمي.
** المنطقة حسب تقسيمات اليونيسكو.
علم اليونسكو مواقع التراث العالمي لليونسكو،
الموقع رقم 179
عربي • إنكليزي • فرنسي

طاسيلي ناجّر أو تاسيلي نعاجر (بالفرنسية: Tassili n'Ajjer) هي سلسلة جبلية تقع في الجنوب الشرقي للجزائر. وهي هضبة قاحلة حصوية ترتفع بأكثر من 1000م عن سطح البحر عرضها من 50 إلى 60 كم وطولها 800 كم مشكلة مساحة تقدر ب12000 كم2 ، أعلى قمة جبلية وهي أدرار أفاو ترتفع ب 2,158م على كل مساحتها ترتفع من على الرمال قمم صخرية متآكلة جدا وكأنها أطلال مدن قديمة مهجورة كل هذا بفعل قوة الرياح فقط.


طاسيلي ناجّر**
موقع اليونيسكو للتراث العالمي


معنى الكلمة

يأتي معنى اسم طاسيلي ناجر من اللغة الأمازيغية بلهجتها التارقية المحلية بمفهوم أرض الأنهار الكثيرة .

الجيولوجيا

تتكون كهوف طاسيلي من مجموعة من تشكيلات الصخور البركانية والرملية الغريبة الشكل والتي تشبه الخرائب والأطلال، وتعرف باسم "الغابات الحجرية". وتوجد الكهوف فوق هضبة مرتفعة يجاورها جرف عميق في منطقة تتواجد بها نسبة كبيرة من الكثبان الرملية المتحركة. تحتوي جدران هذه الكهوف مجموعة من النقوش الغريبة التي تمثل حياة كاملة لحضارة قديمة. ومن تحليل هذه الصور اكتشف الخبراء أن تاريخها يعود إلي 30 ألف عام.

علم البيئة
نبات تاماريس في طاسيلي ناجر

بسبب الارتفاع وخصائص الاحتفاظ بالمياه في باطن أرض طاسيلي ناجر فإن الغطاء النباتي في هذه الأرض القاحلة تعتبر ثرية إلى حد ما عن الصحراء المحيطة بها فهي تشمل تواجد الغابات المنتشرة منها أشجار السرو الصحراء المتوطنة المهددة بالانقراض وميرتل الصحراء في النصف الشرقي من أعلى النطاق.
بيئة طاسيلي ناجر مصنفة في ملحق الشجيرات الغابات الجبلية للصحراء الغربية، والترجمة الحرفية من اللغة الإنجليزية لطاسيلي ناجر هو هضبة الأنهار في إشارة إلى وقت الذي كان المناخ أكثر رطوبة بكثير من اليوم.

نبات تاماريس في طاسيلي ناجر


الحقب التاريخية

خلال الفترة الرطبة من العصر الحجري الحديث (ما بين 9000 و2500 قبل الميلاد)، كانت الصحراء الكبرى مكسوة بالعشب وتصلح لأن يستوطنها البشر والحيوان مثل النعام والزرافات والفيلة والظباء. كما ساعدت وفرة المياه وبعض البحيرات الكبيرة هناك على تشجيع حياة الأسماك والتماسيح و فرس النهر. فساعدت هذه الظروف المؤاتية صيادي البراري وفيما بعد الرعاة على بناء المخيمات والمساكن في مختلف هضاب وأراضي الصحراء المرتفعة الخصبة.

وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، أصبحت الصحراء، بإستثناء نهر النيل ، أرضا قاحلة فلم تعد تصلح أن يسكنها بني البشر. ولكن ذلك الماضي الخصب بقي من خلال الرسومات والنقوش التي تركها السكان مجسدة على الصخور عبر بقاع الصحراء. فعلى تلك الصخور أصبحت الرسومات الجميلة للأشكال البشرية تذكارا مرئيا لمعتقدات وممارسات سكان شمال أفريقيا الأقدمون خلال فترات تكيفهم مع بيئتهم المتغيرة واكتسابهم لأدوات وعادات جديدة. فأكثر من نصف الفنون المنقوشة على الصخور الصحراوية توجد في منطقة طاسيلي ناجر ("سهل الوديان العديدة" بلغة الطوارق) جنوب شرق الجزائر. وتوجد مواقع أخرى في الصحراء الليبية وشمال النيجر. فقد تم التعرف على أزيد من 30 ألف موقع إلى حد الآن.
نقش صورة فيلة ضخمة للعصر البابلسي

وأصبح تحديد تاريخ تلك الرسومات والنقوش موضع نقاش ساخن بين العلماء رغم أنهم يتفقون عموما على أنه يمكن تقسيم تلك الحقبة إلى أربع حقب رئيسية متتالية بناء على أسلوب ومحتوى الرسومات:

الحقبة البائدة أو البابلسية (مرحلة الصيد البري قبل 5000 قبل الميلاد):
تُجسد النقوش المحاكية للطبيعة على الأحجار ذات الأشكال الضخمة الحيوانات التي تعرضت للانقراض في تلك الحقبة بما فيها البقر الوحشي والفيلة ووحيدي القرن والزرافات والظباء وفرس النهر. ويكاد لايكون هناك أي تجسيد للحيوانات الأليفة مما قد يعني أن السكان آنذاك قد اعتاشوا بصيد الحيوانات الضخمة. وتظهر أشكال الرجال وهم مسلحون بالعصي والرماح والفؤوس والأقواس. وتتمثل أحسن النماذج عن هذه الحقبة في نقوشات وادي دجيرات في طاسيلي الناجر، والزرافات في منطقة أير بالنيجر و بعض النقوش في منطقة المساك اليبية.
الحقبة البوفيدية (رعاة القطعان) 4500 إلى 2500 قبل الميلاد:

نقش صورة لبقرة من قطيع في طاسيلي ناجر

توافق هذه الحقبة وصول القطعان إلى شمال أفريقيا ما بين 4500 و4000 قبل الميلاد. إذ أن غالبية النقوش والرسومات تعود إلى هذه الحقبة. وتبين بعض المشاهد ٍأشخاصا وهم منهمكون في قضاء أعمالهم اليومية بينما تجسد نماذج أخرى قطعان الحيوانات المولفة والأغنام والماعز وأحيانا تبين الرعاة بقرب قطعانهم.هذه الرسومات لها سحنة أكثر جمالا بفضل استخدام اللون الصلصالي الأحمر والصبغات البيضاء. ويعتقد أن الرسامين كانوا من الرعاة الرحل يشبه أسلوبه معيشتهم قبائل النوبة اليوم في السودان والقبائل الفولانية في النيجر. وتوجد غالبية الرسومات البوفيدية في طاسيلي وجبال أكاكوس في ليبيا.
حقبة الخيول (حوالي 1200 قبل الميلاد):
تجسد الرسومات من هذه الحقبة بشرا مسلحين بأسلحة صغيرة وعربات تجرها الخيول. ويعتقد أن الحصان كان قد بدأ استخدامه في الصحراء حوال 1200 قبل الميلاد. كما تعتبر جودة هذه الرسومات هزيلة بالمقارنة مع الحقبة السابقة حيث تبدو أشكال البشر أقل حجما وتتخذ شكل ساعات رملية.
حقبة الجمال (1200 ميلادية):
بحلول هذا التاريخ، تمت عملية التصحر في شمال أفريقيا فاستعيض عن الحصان بالجمل "صديق الصحراء" في فن الرسم على الصخور وفي حياة الناس.


خضعت عملية تقسيم تاريخ شمال أفريقيا هذه للتمحيص من قبل العلماء الذين يتساءلون عن مدى مصداقية التسلسل الزمني على صعيد الصحراء ككل. حيث يعيق حجم الصحراء الهائل والتعقيدات السياسية في المنطقة إجراء دراسة أكثر خصوصية تركز على التنوع الإقليمي. ولهذا يبقى فن النقش على الصخور عموما مجالا ينقصه البحث وبذلك غير مفهوم بشكل جيد.

نقش صورة فيلة ضخمة للعصر البابلسي


نقش صورة لبقرة من قطيع في طاسيلي ناجر


فن ماقبل التاريخ
صور نحاتية لتربية الحيوانات في الطاسيلي ناجر

تم العثور على تحف فنية من أشكال لحيوانات في نطاق الطاسيلي ويلاحظ أيضا لوحات ما قبل التاريخ في الصخور وغيرها من المواقع الأثرية القديمة، التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث عندما كان المناخ المحلي رطب بكثير مع تواجد السافانا بدلا من الصحراء.وتتنوع الصور الموجودة بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروج ضخمة، وصور لخيول‏‏، ونقوش لانهار وحدائق غناء، وحيوانات برية، ومراسم دينية، وبعض الآلهة القديمة.
وقد كان الوصول إلي اكتشاف هذه الكهوف صعبا ومتأخرا، نتيجة لوقوعها في قلب منطقة "جبارين" حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة. يسكن السلسلة الجبلية فرع من الطوارق وهم كل الأجّر يتمركزون في عاصمة الطاسيلي جانت

صور نحاتية لتربية الحيوانات في الطاسيلي ناجر


صورة مرسومة على صخور الطاسيلي


صورة مرسومة على صخرة بالصحراء الليبية


حيوانات اسطورية


تصنيف اليونيسكو

في 1982 أدخلت اليونسكو الموقع في قائمة التراث العالمي وفي 1986 محمية الإنسان والبيوسفير حيوانات نادرة في طريق الانقراض وجدت ملاذا في المنطقة كاللأروية (الضأن البربري) وأنواع عديدة من الغزال والفهود وحيوانات أخرى.
وبعد أن صنفتها اليونيسكو ضمن الإرث التاريخي الوطني في يوليو 1972 ، تم إدراج طاسيلي نعاجر إرثا حضاريا عالميا سنة 1982 بفضل ثرواتها الثقافية ثم لقيت الاعتراف في شبكة برنامج اليونيسكو الإنسان والمجال الحيوي كمحمية إنسانية ومجال حيوي، في حين تم إدراج بحيرة إهرير سنة 2001 كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية ضمن لائحة معاهدة رامسار الدولية حول المناطق الرطبة.
يشكل الموقع أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائة في كل الكرة الأرضية وقد تم إحصاء أكثر من 30,000 رسم تصف الطقوس الدينية والحياة اليومية لللإنسان الدي عاش في هذه المناطق أثناء حقبة ما قبل التاريخ. مما ينبهنا ويجعلنا نتخيل كيف كانت هذه المناطق القاحلة العقيمة تعج الخضرة والحياة[1].

النشاط السياحي
ملف:Arg tassili n'Ajjer.jpg
عرق في طاسيلي ناجر

بعد أن تم تصنيفها من طرف المسؤولين الجزائريين كحديقة وطنية محمية وتصنيفها من طرف اليونيسكو كإرث حضاري عالمي تم إعادة إحياء هيبتها العالمية وذلك بإدراجها في مختلف المزارات والمعارض السياحية العالمية وهي تعتبر مع جبال الهقار قلب توجه السياح المحليين والأجانب لما تمتلكه من مواقع تجذب السياح فهي تمتلك أكبر متحف للنقوش الحجرية عبر مناطقها بهضبة مداك (تامريت و سفار و جبرين)، كما يعتبر رواق واد جرات الموجود على الهواء الطلق الأكبر من نوعه في المعمورة وهو يمثل أجمل رواق للنقوش الصخرية في الجزائر بمحطاته ال75 التي تضم أزيد من 4.000 شكل تم جردها عبر مسافة تقدر بنحو 30 كم .وذلك دون احتساب باقي الرسومات الأخرى ومجموعها 30.000 شكل.
وللحفاظ على محمية طاسيلي تم القيام بإجراءات تطبيقية لحماية السياح و عذرية الأثار كمرافقة مرشد رسمي لزوار الحديقة يحترم إجراءات الحماية التي وضعت منذ سنوات من طرف ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي ، ومسار الجولة يحدد بصفة مسبقة كما أن الزيارات تكون مرخصة وكل زائر يتوجب عليه الإمضاء على ميثاق حسن السلوك وذلك قبل الانطلاق في جولته حتى يضمن جولة سياحية في منطقة تحكي حكايتها النقوش الحجرية .

الحقبات القرطاجية، الرومانية والمملكات النوميدية

اقرأ أيضا: شمال أفريقيا قبل الفتح الإسلامي.

نذكر هنا نوميديا، بلاد النومادوس[من صاحب هذا الرأي؟] ، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، وموريطانيا القديمة غربا، ممثلة بالجزء الشرقي للجزائر حاليا.

النومادوس، هم البدو شبه الرحل[من صاحب هذا الرأي؟] ، منقسمين لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا الأكبر) أما الغربيون فهم الماسايليين.

البربر (الأمازيغ) كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق. كان الصيد أهم نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة، انتظموا في تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية "ليبيون"، وعرفوا عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسكوس" أو الموري.

خلال الحرب البونية الأولى، اتحد الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.

قوس تيمقاد الرومانية


التاريخ أحداث
1250 ق.م وصول القرطاجيين، تأسيس هيبون (عنابة) وأوتيك
510 ق.م معاهدة بين روما وقرطاجة، روما تعترف بالسيطرة التجارية لقرطاجة على غرب البحر الأبيض المتوسط
348 - 306 ق.م المعاهدات التجارية الرومانية - القرطاجية
(264-241،218-201،149-146ق.م) الحروب البونية
القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد المملكات النوميدية ل سيفاكس، ماسينيسا ويوغرطة
111 - 105 ق.م الحروب اليوغرطية بين يوغرطة، ملك نوميديا والجمهورية الرومانية.
46 ق.م نوميديا تقسم بين موريطانيا ونوميديا الشرقية.
1 إلى 429 م كاليجولا يقتل بطليموس الموريطاني لتصير نوميديا ملحقة الامبراطورية الرومانية.
429 إلى 430 م دخول الوندال بقيادة جيسيريك
533 إلى 646 م بيليساريوس، جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، ويلحق المنطقة بروما الشرقية.

الجزائر خلال العهد الفينيقي

الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم.

كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشئوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي. ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.

العلاقات السياسية لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مدام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات البربرية.

العلاقات الاقتصادية لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري


الإحتلال الروماني

الجزائر في ظل الاحتلال الروماني/موريطانية القيصرية/

*موريطانية القيضرية* الجزائر في ظل الاحتلال الروماني
-اطلقت الامبراطورية الرومانية علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية prov.mauretania caesareeansis كان ذالك عام 42م بعد ان غزا الامبراطور كاليغولا باغتيال بطليموس لتصبح المملكة في حوزة الاقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري مباشرة .ومعروف ان موريطانية الشرقية اصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الادارية ايول /شرشال/حاليا التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته الامبراطور *اوكتافيوساغسطس*الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل علي جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مضهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونضرا للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة ايام تحولها الي الادارة الرومانية كان طبيعيا ان يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وتسمي المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية prov.mauretania tangitana نسبة لمدينة طنجة التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته .وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة وعاصمة لمملكة بوغود من قبل
وموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الاقدمون من اسم *المور* وهم اقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب واغلب الضن ان للمصطلح جذور فنيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفض والمعني بين عبارة /ماحورين/ الفينيقية التي تعني اهل المغرب او المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة *مغرب*في العربية .وعبارة *ماور* او*مور*mouros التي حافضت علي نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما الي اللغات الاروبية الحديثة .ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي جعلهم يحتفضون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نضن انه ربما كان يحدث لهم عندما ابقوا علي مقاطعتين متجاورتين تسميان به /موريطانية القيصرية-موريطانية الطنجية/ اذان كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة اليهم ولايميز بينهما سوي اسمي عاصمتيهما وحتي المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد علي الجزء الشرقي من القيصرية احتفضوالها بنفس الاصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها الادارية *سيتيفيس sitifis*فدعوها *موريطانية السيتفية*

الممالك البربرية

المماليك الأمازيغية

لم يهتم المؤرخون القدماء بشؤون المماليك الأمازيغية، إلا في إطار علاقتها بالصراع الروماني القرطاجي، لذلك فجل المؤرخين والمصادر التي تناولت موضوع المماليك تبقى أجنبية (إغريقية لاتينية) تفتقر في أغلب الأحيان إلى الموضوعية. حيث يعبر معظمها عن السياسة التوسعية لروما، أما الأدلة الأثرية فهي في حاجة إلى دراسة علمية أكثر دقة خاصة وان البحث الأثري، بدأ في شمال افريقيا خلال فترة الاستعمار الجديد. فهي في حاجة إلى دراسة علمية أكثر دقة خاصة وان البحث الأثري بدأ في شمال افريقيا خلال فترة الاستعمار الجديد الذي كان يسعى الى استعادة أمجاد الاستعمار القديم (الاستعمار الروماني) أما ظهور المماليك الأمازيغية، فكان أثناء الصراع الروماني القرطاجي، ابتداء من القرن الثالث قبل الميلاد. وقد استمر في الوجود طيلة قرنين ونصف من الزمان. حاولت خلاله توحيد منطقة شمال افريقيا لكن لسوء الحظ انتهت كل هذه المشاريع التوحيدية إلى الفشل بسبب أطماع روما، التي تشكل حاجزا أمام توحيد المنطقة واستغلالها. أما معلوماتنا عن أصل المماليك الامازيغية فتظل قليلة، باستثناء تلك التي تربط بالحروب البونية، ولتقريب الصورة عن هذا الأصل سنعمد على مجموعة من الأساطير والفرضيات. ففي أسطورة تأسيس قرطاجة مثلا، تشير بعض المؤلفات اللاتينية إلى أن كلا الملكين الامازيغيين وهما YARBAS و YOPHAS قد رغبا في الزواج بالأميرة الفنيقية "اليسا" ونتساءل هنا عن هذين الملكين هل كانوا فعلا ملوكا؟ أو زعماء قبائل؟ أما بخصوص النصوص المصرية القديمة فبعضها يخبرنا عن ملوك ليبيين خصوصا شرق ليبيا حيث تتحدث المصادر في القرن 5 ق.م عن ملك يدعى ADRICAN وهذا الاسم يشهد على وجوده هيرودوت، كما كان لبعض جهات نوميديا وموريطانيا ابتداء من القرن 4 ق.م. ويعتقد كل المؤرخون خاصة DIODORE الصقلي الذي ذكر أن الملك AILIMAS واعتبره مؤسس الملكة الماسيلية التي تبقى إليها ماسينيسا. لكن ابتداء من القرن 3ق.م أصبحت معالم هذه المماليك أكثر وضوحا، والمؤكد هو أن بلاد الليبيين لم تعرف من الناحية السياسية عاصمة قارة. ةلم تتح لها فرصة في تحقيق وحدة حقيقية تجمع تحت لوائها كل القبائل الليبية، وقد علل الباحثون ذلك بالتجزء الجغرافي، وعدم صلاحية الأنهار للملاحة وضيق المجالات الصالحة للزراعة. لكن مقتضيات وضروريات الحياة البدوية والفلاحية، والشعور بالحاجة إلى السلامة والأمن والطمأنينة هو الذي دعا إلى تكوين كتل بشرية أكبر وأوسع وأقوى، مما كانت عليه أي العائلة لتكون هذه الجماعات في مأمن من كل وهذه الكتل البشرية هي القبائل والخلايا التي تتكون منها القبيلة وهي العائلة. فالرعاة ينضمون إلى بعضهم للاشتراك في استعمال الأرض والكلي والمرعي. والمستقرون من الفلاحين يشيدون القرى والقلاع والأبراج لحفظ أموالهم المشتركة. ولمقاومة هجومات أعدائهم الألداء وهم الرحل من أهل البادية. ولصد غارتهم ودفع ضررهم فسكان هذه القرى، يكونون شبه جمهورية صغيرة خاضعة إلى حكم الجماعة. وعلى رأس الكبراء والمشاييخ لما لهم من حضوة وهيبة ووقار داخل القبائل. وهم يسيرون الأعمال، ويعاقبون العصاة المتمردين حسب قوانين عرفية. ونرى احيانا أحد القواد بما له من الحضوة والمال والقوة، نراه يجمع تحت سلطته ونفوذه قبائل كثيرة. فتلتحم قبيلة بتلك القبائل وتزداد قوة ويصبح هذا القائد "أكليد" أي ملك على رأس الجميع. ومن الراجح كما قال المؤرخون أن كثيرا من المماليك الأمازيغية قد نشأت على هذا الشكل منذ قديم الزمان.
ـ المماليــك الأمـــازيغية:
أ ـ المملكة الميزاسيلية:
تبقى المعلومات الخاصة بهذه المملكة ناقصة إذا لم تبدأ المصادر الادبية في تناول الحديث عنها الامم القرن 3 ق.م. ونخص بالذكر Polybe الذي تحدث عن هذه المملكة في كتابه "التاريخ" وفي هذه الكتابات تمت فقط الاشارة الى اسم هذه المملكة "مزاسيل" دون التطرق الى موطنها وحدودها.
ولفظ مزاسيل نجده مذكورا في المصادر القديمة، ابتداء من القرن 2 ق.م. أطلق اللفظ على قبيلة او اتحاد قبلي وقد تكررت اشارة المؤرخين عن هذه المملكة في نهاية القرن 3 ق.م إبان الحروب البونية الثانية. إذ استحوذت عنها المصادر كواقع سياسي قائم وفاعل في إحداث المنطقة، دون الإشارة إلى تاريخ قيامها لكن ذكرت أنها مملكة قائمة بذاتها لها ملك وإدارة. وأما عن حدود هذه المملكة فهي تمتد من نهر ملوية غربا، ويحدها شرقا رأس بوقرعون بشمال سرتا وهو الحد بين مازسيلية وماسيلة وكانت لها عاصمتان هما سيكا Siga وسرتا Sirta وهي مدينة قسطينة اليوم.
وكان الملك "سيفاكس" Syphax ينتقل من الواحدة إلى الأخرى. وكانت "سرتا" تمتاز بموقعها الاستراتيجي لوجودها فوق مكان مرتفع تحيط به منحدرات وعرة وهاوية ويسيل في سفحها واد الرمل الشيء الذي يجعلها في حصن منيع من كل الغارات والهجومات .
وكانت تلك الربوع في جهتها المجاورة لموريتانيا على غاية من الخصب وصالحة للزراعة خصوصا زراعة الحبوب أكثر من نوميديا الشرقية حتى أنها أثارت انتباه الجغرافي اليوناني الكبير "سترابون" Strabon، إذا كان من الممكن الحصول على صابتين في العام الواحد. لاسيما وان ساكنتها كانت تمتاز بحيوية لا تنضب، مما وفر الركائز الأساسية لتأسيس مملكة لها وزنها في الشمال الإفريقي.
ويعتبر سيفاكس Syphax اكبر "أكليد" عرفه التاريخ بنوميديا الغربية وكانت له شخصية لامعة. كما تحدث عنه المؤرخون القدماء كثيرا أثناء الحروب البونية دون ان يقدموا الكثير عن نشأته وبدايته، إذ نكاد نجهل كل شيء عن حياته كشخص او ملك باستثناء ما اكده Polybe عن زواجه بفتاة قرطاجية من عائلة ارستقراطية ابنة القائد القرطاجي Asdrubal. وحسب بوليب كان لها تأثير واضح في قرارات الملك السياسية. اما أحفاده لم يذكر التاريخ الا اسم ابنه الامير Wermina "فيرمينا" الذي عاش بضع سنوات على وفاة والده. ولسنا نعرف هل أن ابنه هذا الذي كان يشارك أباه في الحكم أمكن له ان يظفر بفتاة من هذه المملكة جهة الغرب . ومما يؤكد ذلك هو العثور على قطعة نقدية فضية تحمل اسمه. عموةما قد ظهر "سفاكي" كقوة عسكرية وظهرت مملكته كواقع سياسي قائم بذاته، ساهم في تغيير مجرى الاحداث في حوض البحر الابيض المتوسط من خلال المشاركة في الحرب البونية الثانية بعد عدة محاولات لكل من قرطاج وروما المتحاربتان في استمالته الى صفهما وكسب دعمه.

 طبيعة الحكم بالمملكة الميزاسيلية:
تبقى طبيعة الحكم في هذه المملكة منعدمة وغير واضحة فليست هناك معلومات دقيقة وكافية، للحسم في هذه النقطة، لكن مع ذلك يمكن القول أن هذا النظام الملكي يعتمد على أسس عسكرية كان فيه للملك سلطة مطلق. ودراسة نقود ضربت في عهد "سيفاكس" تساعدنا على تأكيد هذا الاحتمال. أي السلطة العسكرية، حيث يلاحظ من خلال هذه الصور المنقوشة هناك ما يدل على انتقال "سيفاكس" من مجرد زعيم قبيلة تغلبت على قبائل أخرى إلى ملك ذو سلطة واسعة تظهر جليا في حمله التاج وتنظيمه الجيش، وضربه للعملة باسمه. وقد اقتبس هيئة الملوك المعاصرين ومنفتح على العالم الخارجي، وعلى كل ما يجري حوله مدمجا بذلك مملكة في علاقات مع المماليك القوية الأخرى. والأكثر من هذا فقد اقتبس "سفاكي" أساليب الإدارة والحكم من الملوك الهلستينيين والقرطاجيين والرومانيين، في تنظيم وتسيير شؤون الدولة. ولو أن هذا التنظيم الممتاز بنوع من التعقيد حسب ضرورة كل جهة منها. فهناك الملك في العاصمة وبجانبه مجموعة من المساعدين والمستشارين من رؤوس القبائل وبعض أفراد العائلة، إضافة إلى وجود ممثلين عنه كحكام في الأقاليم البعيدة عن العاصمة المركزية. أما المدن الساحلية المسترجعة من السيطرة القرطاجية فكان لها استقلال ذاتي أو شبه ذاتي تسير من طرف مجلس بلدية يعين فيها الملك نائبا عنه. فكان من الطبيعي أن تحتفظ تلك المدن ببقايا من التنظيم الإداري القرطاجي، كما كانت هناك جهات في هذه المملكة لها إدارات خاصة نظرا لوضعها العسكري والاستراتيجي خصوصا أراضي غرب المملكة الماسيلية التي تسيطر عليها "سفاكس" بعد وفاة ملكها GAIA الذي كان قد تحالف مع الرومان ضد قرطاج. مما جعل "سفاكس" يقيم نظام عسكري بهذه الجهة لضمان امن مملكته. ولعل هذا التعقيد في الإدارة المازيسيلية كان يخفي وراءه عوامل التفكك السريع لهذه المملكة، أي وجود زعماء قبائل ذوي النفوذ الواسع في قبائلهم ووجود إمارات أو مدن شبه مستقلة وأخرى، ثم إخضاعها بالقوة ولا يطمئن لولائها. مما جعل المملكة تنهار وتتلاشى بمجرد وفاة الملك "سفاكس".

ب- المملكة الماسيلية:
في الحقيقة نكاد نجهل كل شيء عن بداية هذه المملكة فيما تأسيسها. مجالها الجغرافي وكذلك ساكنتها... إلا ان هناك تيار من المؤرخين يقول على ان هذه المملكة اتحاد قبلي يقطنون شرق نوميديا وظهرت حسب المؤرخين القدماء مع الحرب البونية الثانية. أما عن حدودها الجغرافية تبقى غامضة وغير واضحة. إلا أن اغلب المؤرخين يقولون أن امتدادها من شرق الجزائر على حدود جبال الاوراس وتشمل جزءا من غرب تونس حاليا وأجزاء مهمة مجردة، وطبعا هنا عدة إشارات تدل على قيام المملكة قبل القرن 3 ق.م، حيث تاريخ بداية اهتمام المؤرخين بالمماليك الأمازيغية من قطع نقدية وكتابات منقوشة وأخرى أركيولوجية ممثلة في ضريح عثر عليه قرب القسطنطينة بالجزائر. ويعتقد انه يرجع الى نهاية القرن 4 ق.م. وتبقى الاشارة الى ان "نرافاس NARVAS زعيم ليبي من هذه الجهة استعان به القائد القرطاجي "هميلكار بركة HAMILKAR BARACA" في الحرب البونية. وأيضا في القضاء على ثورة المرتزقة ضد قرطاج بين سنتي (241-238 ق.م) مقابل تزويجه ابنته، ولا نعرف ما إذا كان هذا الزعيم الليبي كان ملك أم لا وكذا حجم مملكته ونفوذه؟ .
عموما فمعالم المملكة الماسيلية اتضحت وأصبحت جلية وواضحة إبان الحرب البونية الثانية. وكانت أقل مساحة من نظيراتها الغربية يحدها شرق التراب البونيقي غربا ورأس بوقرعون.
وكان "غايا GAIA" ملك هذه المملكة واتخذ من مدينة "سرتا" عاصمة له الى ان احتلها "سفاكس" وضمها نظرا لموقعها الجغرافي الممتاز في قلب نوميديا الكبرى وعلى مشارف نهر AMPZAGA (الواد الكبير) وتتوفر هذه المملكة على مراكز حضارية متعددة أكثر من مملكة "سفاكس". ومن أبرز هذه المدن والمراكز نذكر : Cirta سرتا ودوكة Dougga المتميزة بأراضيها الخصبة Tellessa وكان قائدها Gaia لكن تبقى ودوكة من أقدم واهم المراكز إذ يعود تاريخها على الأقل إلى نهاية القرن 4 ق.م وقد عثر فيها اسم والد Gaia وهو zilalasan ذكر فيها على أن Gaia هذا لم يكن ملك بل كان شوفيكا أو قاضيا فقط. وقد تقرر هذا أيضا بالاعتماد على فكرة عدم العثور على نقود تحمل اسمه كما هو الشان لابنه ماسينيسا. اما بالنسبة لعاصمة المملكة فقد ظلت Cirta سرتا الى ان احتلها "سيفاكس". وبعد تتويج ماسينسا ملكا على الماسيليين شارك في الحرب البونية الثانية، التي أبلى فيها البلاء الحسن بجانب "سيبيون Scipion" وحارب "سفاكس" ملك نوميديا الغربية فانتصر عليه واستولى على أراضيه لتتوسع بذلك حدود مملكته ويمتد حكمه من أقصى خليج السرت الكبرى إلى حدود موريتانيا (نهر ملوية) ، وقد اضطر "ماسيتيسا" إلى التجوال المستمر في رقعة مملكته رفقة جيوشه نظرا لشساعة هذه المملكة وكذلك لمواصلة مساعديه الدبلوماسية بتفوق ونجاح.

 طبيعة الحكم بالمملكة الماسيلية:
فيما يخص تنظيم المملكة الماليسية فقد كان ماسينيسا نموذجا من النماذج الامازيغية القديمة كما وصفناها أثناء حديثنا عن "سيفاكس" إذ حاول هو أيضا أن ينظم مملكته على النمط الإغريقي المقدوني. فلبس التاج وحمل الصولجان حسب ما يظهر في النقود البرونزية والنحاسية الخاصة به في سن الأربعين أو الخمسين. وكان "ماسينيسا" يحافظ على تماسك أطراف مملكته بالوسائل السياسية التقليدية أي المصاهرات والتعاهد مع زعماء القبائل وإيقاظ المشاعر الدينية، وبالحرب عند الضرورة. فاستطاع بذلك أن يحيي الجبايات وان يفرض على رعاياه الخدمة العسكرية، على غرار ما هو عند جميع الأمم ذات البنى الاجتماعي القبلي .
وكان "ماسينسا" ذا شخصية قوية. وقد قتام بعدة أعمال لم يسبقه بها احد. ومنها القيام بعدة إصلاحات وقد كان أكد عدة مؤرخون انه هو الذي زاد الإنتاج الزراعي في نوميديا زيادة كبيرة بحيث وجد فائض للتصدير حتى وان طلب تربية الماشية سائدة. وأتيت "سترابون Strabon" انه مدن المدن، وحبب إليهم خدمة الأرض وشجعهم على إحيائها وزراعة القمح والشعير مثل البونيقيين مهيأ بذلك قصد ازدهار افريقيا الرومانية .
كانت تلك الاراضي النوميدية قحطا وغير صالحة لا تجدي نفعا ولا تاتي بفائدة وكانت تعتبر غير قادرة بطبيعتها على إعطاء شيء من المنتجات الفلاحية. فكان "ماسينيسا" اول واحد بل كان الرجل الوحيد الذي اظهر ان نوميديا قادرة على اعطاء جميع تلك المنتجات مثلما تعطيه أية منطقة اخرى. وهذه أبلغ شهادة اضافة الى ما قاله "سترابون" مع أن "ماسينيسا" كان العامل الحقيقي والمتسبب في تطور اقتصاد نوميديا وفي نموها وازدهارها. كما أنشأ "ماسينسا" أسطولا حربيا واسطولا تجاريا مع فتح أبواب مملكته للتجار اليونانيين. لقد كان لـماسينيسا" مشرعا وحلما يريد تحقيقه، وهو توحيد المنطقة أي انشاء مملكة نوميديا موحدة ومستقلة عن أي نفوذ اجنبي. لكن هذا المشروع التوحيدي قد انتابه الفشل نظرا لعدة عوائق حالت دون تحقيقه، وهو توحيد المنطقة أي إنشاء مملكة نوميديا موحدة ومستقلة عن أي نفوذ اجنبي. لكن هذا المشروع التوحيدي قد انتابه الفشل نظرا لعدة عوائق حالة دون تحقيقه. وكذلك حالت دون إحداث هياكل إدارية محكمة لمملكته، ورغم كل هذا فيبقى "ماسينيسا" نموذج حقيقي للملوك الامازيغيين القدماء. وبقاء على عرش مملكة مدة طويلة ما يقارب 60 سنة من 206 الى 148 ق.م لا خير دليل على نجاحه وقوته.

 الممـــلكــــــة المــــوريـــــة:
أشار علماء التاريخ القديم الى وجود مملكة صورية مباشرة بعد نهاية القرن الرابع قبل الميلاد دون أن يحدد اسماء الملوك ولا الحدود الترابية لهذه المملكة الامازيغية، كما هو الشأن بالنسبة للمماليك الامازيغية الاخرى. وبالفعل فقد روى المؤرخ "جوستان Joustan" بتفصيل الخطوات التي قام بهها الرحالة القرطاجي "حانون" لدى أحد الملوك الموريين الذين كانوا يرغبون في اغتصاب حكم القرطاجيين. وقد كان المؤرخ "تيت ليفي Titelive". هو اول من ذكر اسم "باجةBaga" في قوله يعتقد ان الملك النوميدي "ماسينيساط عندما كان عائدا من اسبانيا الى مملكته، تلقى من حليفه الملك "باجة" كوكبة من الحراس مؤلفة من الجنود لحراسته طوال اجتيازه لتراب حصمه ومنافسه "سيفاكس" ملك مازسيولة. وكان يجب أن يصر قرن آخر، قبل أن يتردد اسم مماليك الموريين من جديد بمناسبة قيام الحرب بين روما والملك النوميدي يوغرطة عند نهاية القرن 2 ق.م. وقد كان المؤرخ "سالوست" هو من أعطى مجموعة من المعلومات حول هذه المملكة وفيما يتعلق بحدود ومساحة هذه المملكة وكتنت موريتانيا تعني المغرب الاقصى حاليا. وقد حصر علماء التاريخ القديم حدودها فيما بين اعمدة هرقل شمالا ونهر ملوية شرقا والمحيط الاطلسي غربا. وقد كتن يحكمها "باجة Baga" لكننا نجهل ما إذا كان "باجة" هو مؤسس هذه المملكة اولا؟ او ورثها عن ملك سابق؟ والواقع ان حدود هذه المملكة لم تكن تابثة في فترات تاريخية معينة حيث تغيرت من جهة الشرق عندما ساعد بوخوس الملك الروماني سيلا في إلقاء القبض على يوغرطة سنة 105 ق.م مقابل منحه جزءا كبيرا من جهة الشرق. هذا الأخير لتتسع به أراضيه شرقا لى الوادي الكبير الذي يمر من مدينة سرتا بما في ذلك عاصمة يوغرطة "سيكا". عموما فقد ورث عرش الملك "باجة" أسره يوخوس التي لا تعرف أهي من سلالة أو لا؟ لن الحقبة التي تفصل عهد "باجة" عن بوخوس الأول تقارب القرن، ولا يعرف شيء عما حدث فيها. وحتى بالنسبة للتنظيم السياسي والإداري للملكة، فلا تتوفر على معلومات دقيقة ومضبوطة عنه لقلة المصادر. لكن هناك مؤرخين معاصرين يعتقدون أن الملك (بوخوس) كان ينتقل بين عواصم متعددة وانه بدون شك استولى على سيكا الماسيلية. وقد كانت مملكته تحتضن مجموعة من المراكز الحضرية نخص منها بالذكر : طنجة وتامودا ووليلي.
 نظام الحكم بالمملكة المورية:
كانت الدولة طيلة مدة حكم "بوخوس" تبدو منظمة ومتدرجة. فعلى رأسها كان يوجد الملك الذي كانت أعباءه تنتقل حتما بالوراثة. وكان ذا سلطة مطلقة، فهو القائد الأعلى للجيش، والرئيس المطلق للدبلوماسية. وكان يمارس سلطته المطلقة في حدود قدراته العسكرية، وفي حدود التعامل مع العصبيات القبلية. ويساعده في تسيير أمور البلاد هيأة من المستشارين تتألف من الأقارب والأصدقاء وزعماء القبائل. وكان له ديوان للكتابة ولتدبير شؤون الجيش، وعلى ذكر الجيش فقد يتكون من الجنود المدرعين، والفرسان الموريين ومن أبناء بعض العشائر الأخرى البربرية "Les cruteles" ويقوم بإلحاق هؤلاء بالجيش جهاز من الموظفين. وكان ابنه الوحيد "فولكس Volux" عضده الأيمن في العمليات الحربية .
وكان لبوخوس سفراء تتكون من خمسة أعضاء يساعدونه في الاتصالات الخارجية ومع روما خاصة. وكانت له دار سكة. وقد كان للمجلس المحاط بهذا الملك والذي قلنا سابقا انه يتكون من أصدقائه وحاشيته، تأثير كبير في استصدار القرارات الملكية. وقد أوجدت هذا الاعتقاد الاتصالات التي أجراها "يوغرطة" بهؤلاء قبل أن يعرض عمله على الملك ليضمهم إلى رأيه. أما المدن الساحلية والتي كانت قديما مستعمرات قرطاجية فقد كانت تتوفر على حكومة ذات استقلال داخلي يسيرها أمير خاضع لبخوس، والمدن الداخلية الهامة كوليلي. فقد كانت تتمتع بتنظيم بلدي يوجد على رأسه احد الأسباط أو الأشخاص "Soffétés"، كما يشهد بذلك النصب الشكاري المغربي المشهور الموجود بهذه المدينة .
وفي ما يتعلق بمصير المملكة المورية من الناحية السياسية بعد وفاة "بوخوس II" وقسم غربي احتفظ به بوغود لتستمر حدة الصراعات بين حكام موريتانيا والتي كانت لروما اليد الطويلة في تأجيجها وينتهي الأمر بضم المنطقة برمتها في إطار حكم مباشر لمجلس شيوخها.

الممالك البربرية على اراضى الامبراطورية الرومانية

تشكل الممالك البربرية على أراضي الإمبراطورية الرومانية :
1- مملكة الغوط الغربيون في جنوب غاليا :
عندما زحفوا "الهون" إلى أوربة في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي فر "الغوط الغربيون" أمامهم وطلبوا من إمبراطور " القسطنطينية" " فالانس" ( 364 – 378 م ) أن يسمح لهم بعبور نهر الدانوب إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية فواق على طلبهم وسمح لهم بالإقامة في إقليم " ميزيا " جنوب نهر الدانوب الأدنى ، مقابل أن يكونوا حلفاء للرومان ، و وعدهم " فالانس" بالإعفاء من الضرائب ، ولكن سرعان ما فرض الرومان عليهم ضرائب باهظة ، لذلك قاموا بالثورة و أوقعوا الهزيمة ببيزنطة وقتلوا الإمبراطور " فالانس" في معركة جرت عند مدينة " أدريانوبل"(سنة 378 م).
و هدد " الغوط الغربيون" العاصمة البيزنطية في عهد الإمبراطور" تيودوسيوس الأول"(378-395م) لذلك سمح لهم بالإقامة في منطقة " تراكيا" في الشمال الشرقي من البلقان ، وبعد وفاة " تيودوسيوس الأول " نقد " الغوط" الاتفاق وهاجموا " مقدونيا" و " اليونان" بقيادة زعيمهم " ألارك" ، لذلك طلب إمبراطور" القسطنطينية"" أركاديوس" المساعدة من أخيه " أونوريوس" ( إمبراطور روما ) فجاءت القوات العسكرية من" روما" بقيادة " ستيليكو" ( 397 م ) لذلك انسحب الغوط من اليونان وتجمعوا في شبه جزيرة " المورة" ، وكان باستطاعة " ستيليكو" أن يطبق بقواته عليهم ولكنه لم يفعل ذلك ربما لتعاطفه معهم لأنه من أصل بربري أو ليترك سلطات "القسطنطينية" و" روما" في حالة ارتباك ، ولكي يخلص" أركاديوس" القسم الشرقي من الإمبراطورية من خطرهم صالحهم ومنح زعيمهم"ألارك" لقب قائد في الجيش البيزنطي، وسمح لهم بالإقامة في القسم الشمالي من" ايليّريا" شرق البحر الأدرياتيكي . بناءً على تشجيع من " أركاديوس" تحرك "الغوط" بقيادة " ألارك" نحو " إيطالية" ( سنة 401 م ) .
ولكن " ستيليكو" أوقف زحف الغوط وتعهد بإعطائهم مساعدة مالية سنوية مقابل امتناعهم عن مهاجمة " روما" ، ورداً على ذلك اتهم إمبراطور روما " أونوريوس"" ستيليكو" بالخيانة وأعدمه ، استغل
" ألارك" مقتل " ستيليكو" للضغط على "روما" فطلب من " أونوريوس" تعينه حاكماً على المنطقة الممتدة إلى الشمال من البحر الأدرياتيكي وأن يقدم له سنوياً إعانات مالية ، لكن " أونوريوس" لم يوافق على مطالب " ألارك" فزحف "الغوط الغربيون" إلى"إيطالية" و احتلوا " روما" ( سنة 410 م ) ونهبوها بينما هرب الإمبراطور من المدينة .
بعد احتلال "روما" زحفوا إلى جنوب "إيطالية" و أرادوا احتلال " صقلية" و" شمال أفريقية" ، ولكن فشلوا في ذلك لتعرض سفنهم لعواصف بحرية ، كما مات زعيمهم " ألارك" أثناء الحملة الفاشلة .
وبعد موت " ألارك" تولى قيادة الغوط الغربيون " أوتولف" ، الذي طلب من " أونوريوس" أن يسمح للغوط بالاستيطان جنوب غرب "غاليا" ، فوافق على طلبه كما زوجه أخته " كالابلاسيديه" ، وبذلك أسس الغوط الغربيون مملكة لهم في جنوب غرب "غالية" و شمال "إسبانية" ( سنة 419 م ) واتخذوا من " تولوز" عاصمة لهذه المملكة ، ثم توسعوا جنوباً فسيطروا على معظم "إسبانية" ، وعلى الرغم من محاولة الإمبراطور البيزنطي" جستنيانوس الكبير" احتلال مملكة الغوط الغربيون في منتصف القرن السادس ، فقد ظل الغوط يحكمونها حتى فتحها العرب في أوائل القرن الثامن الميلادي فزالت مملكتهم من صفحة التاريخ .
2- قيام مملكة الفندال ( الوندال ) في شمال أفريقية و سقوطها :
الفندال قبائل جرمانية رحلت منذ مطلع القرن الخامس الميلادي من "ألمانية" إلى "إسبانية" ومنها إلى
" شمال أفريقية" وذلك في ( سنة 429 م ) بقيادة زعيمهم " جيزريك" نتيجة لضغط الغوط الغربيون عليهم ، وشكلوا مملكة لهم في "شمال إفريقية" مستفيدين من الخلافات الدينية .
و سقطت " قرطاجة" بيدهم ( سنة 439 م ) ولم تأتي ( سنة 455 م ) حتى كانت شمال أفريقية كلها قد خضعت لهم .
وكانت هذه المملكة سبباً في تدهورالإمبراطورية الرومانية في الغرب وذلك للنتائج التي أدت إليها وهي:
1- خسرت الإمبراطورية الرومانية القمح الذي كانت تحصل عليه من شمال إفريقية .
2- ضياع الجزية التي كانت تؤديها شمال إفريقية إلى الإمبراطورية الرومانية .
3- تعرضت تجارة البحر المتوسط للنهب على أيدي قراصنة الفندال .
4- أصبح الفندال أعظم قوة بحرية في غرب البحر المتوسط .
5- قطع الاتصالات البحرية بين إيطالية و بقية الغرب الأوربي .
6- في (سنة 455 م) احتل الوندال مدينة " روما"، واستباحوها مدة (14 يوماً) وقتلوا إمبراطورها.
7- أصبحت " سردينية" و" كورسيكة" و"صقلية" و" سواحل إيطالية" تحت رحمة الفندال .
8- في ( سنة 467 م ) قام الإمبراطور " ليون الأول" بحملة ضد الوندال باءت بالفشل .
- وفي ( سنة 533 م ) أرسل الإمبراطور البيزنطي " جستنيانوس الأول الكبير" قائده " بيليزاريوس" على رأس حملة عسكرية استطاعت أن تقضي على الوندال في شمال أفريقية( سنة 534 م ) .
3- مملكة الغوط الشرقيون في إيطالية :
في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي غمرت شبه جزيرة البلقان بالغوط الشرقيون ، الذين هددوا " القسطنطينية" بقيادة زعيمهم " ثيودوريك" ، لذلك دفع لهم الإمبراطور البيزنطي " زينون الأيسوري " مبلغاً من المال وشجعهم على التوجه إلى الغرب ، لاستعادة "إيطالية"( روما) من الأسرة الجرمانية بزعامة " آدوا كر" ، وكانت لـ " زينون " أهداف هي :
1- أن يتخلص من عبء المبالغ المالية التي كان يدفعها لـ " ثيودوريك" .
2- أن يخلص إقليم "ايليرية" من الكابوس الغوطي الذي يعيث فيه فساداً .
3- أن يسترد " زينون" سيطرته على إيطالية .
4- كما توقع " زينون" أن " ثيودوريك" سوف يساعده في تدعيم السيادة الإمبراطورية في الغرب الأوربي عامة و ليس في إيطالية فحسب .
وفي ( سنة 489 م ) توجه " ثيودوريك" نحو الغرب وهزم"آدوا كر" في موقعتين الأولى في" فيرونة"
والثانية في"ميلان"، ثم حاصره في مدينة "رافنا"، ووقع "ثيودوريك" صلحاً معه ثم عمل علىاستدراجه إلى مفاوضة وتم قتله بغتة وغدراً ، وبذلك شكل الغوط الشرقيون مملكة لهم في إيطالية ( سنة 493 م ) .
- سياسة " ثيودوريك" الخارجية :
1- عقد سلسلة من المعاهدات مع الملوك المعاصرين له ، حيث تزوج من شقيقة ملك الفرنجة
" كلوفيس" و زوج إحدى بناته إلى " ألارك الثالث " ملك الغوط الغربيين ، وزوج أخته من ملك الفندال .
2- حطم كنيسة القديس " أرستيفن" في ضواحي " فيرونة " .
3- أخذ يفكر في تأسيس مملكة جرمانية تحت قيادة الغوط تشمل إيطالية و غاليا و إسبانية .
- وبعد وفاة " ثيودوريك" تسلمت ابنته "أمالاسونثه"(أمالاسونت) الوصاية على ابنها الصغير"أتالاريك" حفيد الملك الراحل، وبعد وفاة ابنها" أتالاريك"( 534 م) و زواجها من ابن عمها" تيودات" ألقي القبض عليها وأعدمت لتعاونها مع الرومان واتصالها سراً مع الإمبراطورالبيزنطي" جستنيانوس" ( 535 م ).
- وفي ( سنة 536 م ) أرسل " جستنيانوس" حملة ضد الغوط الشرقيين نجحت في القضاء عليهم
وعادت إيطالية إلى حظيرة الإمبراطورية الرومانية .

ويمكن أن نستخلص النتائج التالية :
1- استمرت الحرب بين الطرفين ( عشرين عاماً ) .
2- كان الصراع بين الطرفين صراعاً عنيفاً .
3- قاد الجيوش البيزنطية القواد " بيليزاريوس" و" نارسيس" و" جرمانوس" ، في حين قاد الغوط الملوك " تيودات" و " تيّا" وكان أشهرهم " توتيلا" .
4- كانت خسائر البيزنطيين المنتصرين خسائر فادحة ، حيث خربت الزراعة و الصناعة و الطرق التجارية في شبه الجزيرة .
5- انتهى الصراع بين الطرفين بالقضاء على مملكة الغوط الشرقيين ( عام 555 م ) في عهد
" جستنيانوس" .
- أهم النظريات المتعلقة بسقوط الإمبراطورية الرومانية في الغرب:
1- نظرية القديس أوغسطين ( 354 – 430 م ) :
ولد "أوغسطين" من أبوين رومانيين عام ( 354 م ) في مدينة " تاجستا" ( شرقي الجزائر حالياً) وفي ( عام 395 م ) أصبح زعيماً للكنيسة الكاثوليكية في شمال إفريقية ، وفي ( عام 412 م ) ألّف كتاب سماه " مدينة الله" وكان سبب تأليفه هوأنه عندما سقطت الإمبراطورية الرومانية و عاصمتها " روما" بيد " ألارك" زعيم الغوط الغربيين (سنة 410 م) قال الوثنيين ومنهم المؤرخ الوثني " زوسيموس" صاحب كتاب "التاريخ الجديد": أن سقوطها هو انتقاماً للوثنية و أن المسيحية هي المسؤولة عن خراب الإمبراطورية الرومانية ، لذلك ألّف هذا الكتاب الذي بين فيه أن سقوط الإمبراطورية الرومانية هوإرادة ربانية ولا علاقة للمسيحية بسقوط الأمبراطورية الرومانية ، وقد ذكر في آخر كتابه أن "روما"الخاطئة سقطت لتمهد السبيل لانتصار مدينة الله الخالدة .
2- نظرية المؤرخ الإنكليزي إدوار جيبون ( 1737 – 1794 م ) :
يرى " إدوار جيبون" في كتابه " اضمحلال الإمبراطورية الرومانية و سقوطها " أن تدهور الإمبراطورية الرومانية هو نتيجة لعظمة فقدت الاعتدال فالرفاهية أنضجت مبدأ الاضمحلال والسقوط ، كما بين دور الجيوش التي أطبقت على حرية الدولة ثم حطمت جلال الملك وعظمته، كما هاجم"جيبون" المسيحية وحملها مسؤولية التدهور، وقال : بدلاً من الإنفاق على الجيش و دفع معاشات الجند راحت الأموال تعطى للرهبان الذين يدعون العالم إلى العفة والعزلة والتقشف ، وقال لقد تحول اهتمام الأباطرة من المعسكرات إلى المجالس الكنسية .
3- نظرية المؤرخ الروسي الأصل رستوفيتزف ( 1870 – 1952 م ) :
يرى " رستوفيتزف " في كتابه " التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للإمبراطورية الرومانية " أن الإمبراطورية الرومانية سقطت لأسباب يمكن أن نلخصها في النقاط التالية :
1- تسرب الطبقات الدنيا إلى الطبقات العليا و حصولها على أعلى المناصب و تمكنها من السيطرة على جيوش الإمبراطورية الرومانية .
2- يرى أن تعلم الطبقة الدنيا كان ضئيلاً لذلك لم يستوعبوا التقاليد الإمبراطورية و المثل الرومانية .
3- يرى أن الطبقات العليا لم تستطع التعاون مع العناصر الجديدة ، لذلك اندلعت الحرب الأهلية ،
و بالتالي طغت العناصر الهمجية البربرية، فأغرقت الحضارة الرومانية بالتسلل حيناً و بالفتح حيناً آخر .
4- يرى أن الحضارة لا تدوم إلا إذا أصبحت تخص كل فئات الشعب ، وليس حضارة طبقة واحدة فقط .


4- النظرية البيولوجية :
يرى أصحاب هذه النظرية أن سبب انحطاط الأمبراطورية الرومانية هو القضاء على خير العناصر في الحروب لأهلية والخارجية .
ويرى بعض هؤلاء الباحثين أن امتزاج دم الطبقات الدنيا بدم الطبقات العليا في المجتمع الروماني قد دنس الطبقات الأخيرة هذه .
ويرى فريق ثالث من الباحثين أن الطبقات العليا لا تدنس ولا يقضى عليها وإنما تنتحر بعدم التوالد ، بينما الطبقات الدنيا تتكاثر بدون قيود .
5- النظرية الاقتصادية :
يرى أصحابها أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هي :
1- ركود التجارة ، وانخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي وندرة الذهب والفضة في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية .
2- ذلك لأن السلطات الرومانية كانت تمنع أفراد الطبقات العليا من العمل بالصناعة والتجارة ، لأن العمل من مهمات العبيد ولا يليق بالأسياد ، وهؤلاء العبيد أصبحوا قلائل بسبب توقف الفتوحات مما أدى إلى ركود التجارة و انخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي .
3- إن تحوّل الذهب من الغرب إلى الشرق لشراء السلع الكمالية كالحرير والتوابل كان السبب في الانهيار الاقتصادي الذي أصاب الإمبراطورية وبالتالي أدى إلى سقوطها ، وسرعان ما لحق الاقتصاد بالذهب ليصبح اقتصاداَ بدائياً يعتمد على المقايضة ، بعد أن كان اقتصاداً نقدياًََ يعتمد على رأس المال .
6- نظريات أخرى :
1- هناك نظريات أخرى حيث يرى الباحث " دوسن" أن الجيش الروماني كان يتألف من المواطنين الرومانيين ثم أصبح يتألف من المرتزقة بقيادة ضباط أو قواد أنصاف سياسيين وأنصاف عسكريين مغامرين .
2- ويرى بعض الباحثين أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هو عدم إعطاء الجماهير نصيباً في الحكم .
3- و يرى البعض الآخر أن الانحلال الأخلاقي كان سبباً في تدهور الأمبراطورية الرومانية و سقوطها.

المرجع تاريخ اوربا فى العصور الوسطى للاستاذ احمد حردان

الإحتلال الوندالي

الوندال قبائل من أصل جرماني كانت تقطن شمال أوروبا حول بحر البلطيق.بدأت تنتشر في جنوب ألمانيا خلال القرن الخامس ميلادي ثم تقدمت إلى بلاد غالية "فرنسا"ووصلت الى اسبانيا عام 409م.عندما اشتدت المؤامرات الداخلية ضد بونيفاس عام " />422 م>>
كان الحاكم الروماني على افريقيا في مدينة سبتة قد كانت حكومته بعزله عام 427م فعصى امرها و استنجد بالوندال الذين كانوا يحكمون اسبانيا فلبوا طلبه وعبروا مضيق جبل طارق الى افريقيا عام 429م بقيادة "جزريق"حيث كان عدد جموعهم حوالي ثمانين الفا من بينهم خمسة عشر الف جندي ونزلت على الشواطئ المغربية بنواحي الغزوات لتواصل زحفهاشرقا فأتت على الأخضرواليابس أثناء زحفها حيث قامت بقطع الأشجار وإتلاف المزروعات وتقتيل الأبرياء من النساء و الأطفال والشيوخ ورجال الدين. وفي هذه المدة كان القديس أوغستين يسعى الى الصلح بين بونيفاس و الحكومة الرومانية بروما .فطلب بونيفاس بعد ان اعادتهروما الى ولايته من الوندال الرحيل عن افريقيا فاعلنوا عليه الحرب وهزموه وحاصروه حتى اخرجوه منها سنة431م>>
التوسع الوندالي و الحماية الرومانية:>>
استولى الوندال على نوميديا وما يليها غربا واتخذوابونةعاصمة مملكتهم.ولماينست روما من استرجاع مستعمراتهاعن طريق الحرب .جنحت للسلم مع الوندال فعقدت مع جزريق صلحا يقصي بالإعتراف بحماية الرومان عليهم ووقف نفوذالوندال عند حدود نوميديا شرفا ووضع هنريك بن رهينة عندها .ولكن لم يحترموا هذا الإتفاق طويلا.بل اغتنموا فرصة انشغال الرومان بمحاربة القوط وشنوا حملة كبيرة على مدينة قرطاجنة واستولوا عليها عام 439م ونقلوا اليها عاصمتهم واسسوادولة وراثية تداول الحكم عليها ستة ملوك :جزريق (429م-477)واخرهم جليمار (531-م534م) وقد استطاع الوندال ان يستولوا على جزر البليار وسردينيا وكورسيكا وصقلية.واحتلوا روما لمدة 15يوما عام 455م ثم رحلواعنها.>>
الثورات الشعبية:>>
قامت ثورات بربرية عديدة تطالب بتحرير البلاد .في الوقت الذي نشبت فيه خلافات بين الوندال انفسهم على السلطة .حيث كثرت الدسائس والمؤمرات ضد كل حاكم. لقد تبين للبرابرة ان الوندال مثل الرومان في القسوة والوحشة والاستغلال.وشملت الثورات.جميع المناطق من موريطانياغربا الى طرابلس شرقا .>>
وقد حاول جليمار –دون جدوى- القضاء على تلك الثورات الأهلية .في الوقت الذي قدم فيه الروم البيزنطيون الذين يعتبرون أنفسهم الوارث الشرعي للدولة الرومانية الى حرب جليمار .حيث استولوا على قرطاجنة عام 533م وظل جليمار يجمع الوندال ويحاول التحصن بالحبال الى ان استسلم الى الروم عام534م.وباستسلامه انتهى الاحتلال الوندالي الذي استغرق بالبلاد ما يزيد عن قرن .لم يترك من ورائه سوى الهدم وسفك الدماء ليخلفه كذلك في سياسة القتل و التدمير احفادالرومان .الذي لا يذكر لهم البرابرة سوى هذه الصور المظلمة القاتمة التي تعود اليهم من جديد

الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:تم بين سنتي 429 م إلى 534 م
ا/: أسباب الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:
الطمع في ثروات المغرب
استنجاد الوالي الرماني بهم
رغبة الو ندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب
ضغط قبائل القوط عليهم
ب/: دخول الوندال إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة واستقرا هناك
ج/: سياسة الوندال: قاموا بإعمال تخريبية كبيرة واخذوا الأراضي الخصبة لهم، وعاملو المغاربة بوحشية
د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب:تمكن المغاربة في طل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية:
مملكة التافنة: تمتد من الشلف إلى ملوية
مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري
مملكة الاوراس: وتشمل الشمال الشرقي من الجزائر
ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذالك للحكم البيزنطي

الإحتلال البيزنطي

الاحتلال البيزنطي لبلاد المغرب(الحملة البيزنطية):\m/
كان طموح الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس"justinien"(1)، الراغب في إنشاء إمبراطورية عالمية واسترداد أمجاد الإمبراطورية الرومانية وراء الحملة البيزنطية على بلاد المغرب، وكما نجد أيضا جملة من الأسباب و العوامل التي عجلت ذلك، ويمكننا إيجازها في الصراع الديني الذي كان قائما آنذاك بين المذهبين المسيحيين الكاثوليكي والأريوسي ،وما نجم عنه من تعرض كاثوليك إفريقيا لمتابعات وإضطهادات عديدة طيلة فترة حكم الوندال الأريوسيين (429-533م)، الذين نعتوا ب:"أعداء الروح والجسد" في قانون جوستينيانوس، فكان من الطبيعي أن يلجأ هؤلاء إلى إمبراطور الشرق لطلب النجدة .
ولقد هاجر إلى القسطنطينية في هذا الوقت عددا كبيرا من الأفارقة الذين كانوا ضحايا الإضطهادات الوندالية وعدد من الأساقفة الذي كانوا عرضة للتعذيب الوندالي والتف حول كل هؤلاء الأرثوذكس يتوسلون من الإمبراطور التدخل (2).
وكان "جوستينيانوس" مسيحيا ، كاثوليكيا متحمسا، وعند علمه بما يلاقيه أهل مذهبه في المغرب على يد الوندال الأريوسيين عزم على إنقاضهم وهي فرصة للاسترجاع أراضي بلاد المغرب من الو ندال في نفس الوقت (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) جوستينيانوس:إمبراطور بيزنطي رقي العرش سنة 527، وساعدته زوجته ثيودورا، لقب بالإمبراطور الذي لا ينام نظرا لشجاعته وثقته بالنفس.أنظر:وهيب أبي الفاضل، موسوعة عالم التاريخ والحضارة، ط1، يوبليس، ج2، 2003، ص 565.
- أنظر الصورتين،ص ص.65،66.
(2) محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص264.
(3) محمد علي دبوز، تاريخ المغرب الكبير، ط1، مطبعة عيسى البابي الحلبي، سوريا ، ج1 1964،ص441.

كما أظهر هلدريك "Hilirie " تسامحا كبيرا تجاه الكاثوليك، قد تكون صداقته بـ:جوستينيانوس وراء ذلك، وهو ما أثار استياء الو ندال، كما كانت الهزائم العديدة التي منيت بها الجيوش الوندالية أمام الأهالي خاصة في المزاق، وراء الاستياء الجيش الوندالي وإبعاد "هيلدريك" وتعين "جلمير"Geilimer"حاكما جديدا ، وهو ما تسبب في انقسام عميق في صفوف الوندال ، وساعد ذلك في تدخل البيزنطيين (1) .
ضف إلى ذلك الثورات المحلية لقبائل المور التي لم تكن أقل إحراجا للسلطة الوندالية إذ لم تتأخر القبائل المحلية في العمل على التخلص من سلطة "جنسريق"، حيث أعلن عن إستقلال الأوراس من "هونوريق"Huniric " (477-484م) دون أن يتمكن الوندال من إخضاعهم ثانية ، بعد الأوراس يأتي دور منطقة الحضنة والزيبان فكانت هذه الثورات التي لم تجد رادعا لها وراء وصول الأهالي إلى السهول ، واجتياز خطوط الحصون الرومانية ، التي كانت تحول سابقا دون الوصول إلى الهضاب العليا النوميدية ، وكما كانت ثورة طرابلس في عهد تراساموندوس "Trassammund"(496-522م) بقيادة قابلون Gabaon، وفي عهد هلدريك تمكنت قبائل المزاق من إلحاق الهزيمة بجيوش الوندال اكثر من مرة ، فكانت كل هذه الثورات وراء إرهاق إمكانيات الوندال ، وإضعاف جيوشهم والحد من نفوذهم الذي بدأ ينحصر شيئا فشيئا (2)..







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1)محمد الهادي حارش، المرجع السابق ، ص 265 .
(2)نفسه ، ص 266 .

إضافة إلى كل هذه العوامل، تجبر جلمير،وقصر نظره زيادة على انحياز قوط ايطاليا
Ostrogoths" إلى جانب الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس، خاصة بعد اغتيال أمالا فريدا " Amalafrida " زوجة "تراساموندوس" القوطية. (1).
وكان وزراء جوستينيانوس يوقنون بأن البربر بعد أن نشأت ممالكهم ، واسترجعوا قوتهم لا يمكن أن يخضعوا لهم ، وأن الخسائر في احتلال ما يستطيعون احتلاله من المغرب أضعاف الربح، ولكن الغيرة على الأرثوذكس وحب الانتقام من الو ندال واستفزاز الأساقفة الأرثوذكس، وتحريضهم على الانتقام من الو ندال الأريوسيين وتخليص أتباع مذهبهم في المغرب جعل جوستينيانوس يصر على غزو المغرب رغم ما كان ينتظره من خسائر مادية وبشرية (2)..
وجاءت الفرصة المنتظرة حيث وقعت حرب داخلية بين الوندال في "سردينيا" واصطحب القائد البيزنطي "بليزار"معه في هذه الحملة زوجته فكان لا يخالف لها أمرا كما اصطحب رئيس أركان حربه"صولومون" Solomon" الذي كان له دورا رئيسيا سواء في محاربته للبربر أو في تنظيم افريقية ورافقه كذلك كاتبه ومؤرخه بروكوب(3) الذي يرجع له الفضل في وصف الحملة البيزنطية على بلاد المغرب (4).





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1)محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص267.
(2)محمد علي دبوز، المرجع السابق، ص440.
(3)بروكوبيوس"Procopuis":مؤرخ بيزنطي ولد في قيصرية بفلسطين حوالي نهاية القرن الخامس بعد الميلاد،عين أمين سر خاصا للقائد بليزار عام527م، وصاحبه في حملاته على فارس وايطاليا وكان ضمن الحملة على بلاد المغرب، ويعود له الفضل في وصفها.أنظر:علي فهمي خشيم، نصوص ليبية، ط1، منشورات دار مكتبة طرابلس، ليبيا،1967، ص 209 .
(4)محمد علي دبوز، نفس المرجع، ص441 .

نزل الأسطول البيزنطي بسواحل إفريقيا في أوائل سبتمبر من سنة 533م وكان القائد البيزنطي "بليزار"(1) شديد الحذر دائما فأبى السماح لقواده بدخول قرطاجة عنوة، وأذن لجيوشه في رأس كابودية" Ras Kabaudia على بعد حوالي مائة كلم ، من جنوب سوسة بـتونس) التي توجه إليها، وكان يتقدم جيشه فيلق من الخيالة ،على يساره جند قوم الهان"Huns " ويواكبه على اليمين الأسطول البحري ، وظل يسلك بليزار الطريق الساحلي ، حيث كان يقطع كل يوم مرحلة صغيرة خشية الكمائن، ودخل الجيش البيزنطي سوسة بعد أن اجتاز بدون صعوبة رأس ديماس و لمطة ومنها وصل إلى سيدي خليفة(2)..
وعندما وصل إلى جلمير خبر نزول البيزنطيين بإفريقية أسرع بالكتابة إلى شقيقه أما تاس Ammatas في قرطاجة يأمره بقتل هليدريك والمقربين منه وتجنيد الوندال والاستعداد الانتقال إلى سيد فتح الله وهو المكان الذي اختاره جلمير لمعركة كبرى كانت ستعرقل الزحف البيزنطي لولا الخطأ الذي ارتكبه أما تاس والذي كان سببا في اندحار الوندال في هذه المعركة ، وزوال دولتهم من الوجود في ما بعد ، حيث كانت خطة المعركة تقتضي بأن يخرج أما تاس من قرطاجة ويتقدم لوقف البيزنطيين عند مضيق سيدي فتح الله على بعد خمسة عشرة كلم من قرطاجة ، بينما يهاجم جيباموند Jibamund ابن عم جلمير ميسرة الجيش البيزنطي على رأس ألفي مقاتل، في الوقت الذي يهاجمهم جلمير من الخلف، كانت هذه الخطة مدبرة بشكل جيد ، وكان بالإمكان أن تكون لها نتائج وخيمة على الجيوش البيزنطية لو تم تنفيذها بشكل جيد .(3)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) بليزار:قائد بيزنطي، خدم جوستينيانوس وزوجته ثيودورا، قمع ثورة الأحزاب في القسطنطينية سنة532م المعروفة بثورة نيكا، أعاد فرض سيادة بيزنطة على افريقية وصقلية وايطاليا أنظر:المنجد في الإعلام ، ط16، دار المشرق ، لغة عربية ، بيروت ، لبنان ،1988 ، ج1 ص212.
(2) شارل أندري جوليان، المرجع السابق ، ص258.
(3) محمد الهادي حارش، المرجع السابق، ص268.

لكن وصول أما تاس قبل وصول باقي القوات الوندالية ودخوله المعركة قبلهم مكن يوحنا الأرميني من التقدم نحو قرطاجة بعد إبادة قوات أما تاس الذي قتل في المعركة،تقدم جيباموند لمهاجمة مسيرة القوات البيزنطية لكنه اضطر إلى التراجع قرب سبخة السيجومي بعد أن ترك العديد من القتلى في الميدان، أما جلمير فقد فوت على نفسه الفرصة رغم الانتصار الجزئي الذي حققه على البيزنطيين نتيجة انشغاله بجنازة شقيقه فتمكن على إثره بليزار من جمع قواته ومباغتته وبدالك حققت الجيوش البيزنطية انتصارا كبيرا تمكن على اثر ذلك بليزار من دخول قرطاجة بسهولة في اليوم الموالي:14سيبتمبر533م (1) .
عمل جلمير الذي فر إلى "يولاريجيا" حمام الدراجي" بعد شقيقه تازازون "Tazazon" من سردينيا على استرجاع ما فاته، فتقدم نحو قرطاجة التي حاول إخضاعها بقطع الماء عنها،كما حاول إقحام بليزار في المعركة دون جدوى، وفي 15ديسمبر من سنة 533م ، هاجمه هذا الأخير وهزمه في معركة" تريكاماروم" Tricamarum" التي لو هاجم فيها جلمير البيزنطي ساعة اقتسام الغنائم لا انتصر في المعركة. لكن تأثره بالصدمة الأولى وفراره نحو جبل" Paprua"فوّت عليه الفرصة مرة ثانية حيث ضيّق عليه فاراس"Pharas" الخناق حتى استسلم في شهر مارس من سنة 534م. بعد استسلام جلمير أرسل بليزار بعض قواده لاسترجاع قيصرية وسبته وبعض جزر البحر المتوسط (2) .
ودام الحكم البيزنطي ببلاد المغرب أكثر من قرن (533-709م).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)أحمد صفر، إفريقيا الشمالية في عهد البيزنطيين، دار النشر بوسلامة، تونس، 1989 ص394.
(2)محمد الهادي حارش، المرجع السابق،ص271.

__________________

الفتح الإسلامي

فتح المسلمون البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار، الذي صادق كسيلة الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها.

مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم كسيلة المرتد (بسبب اهانته)[بحاجة لمصدر]

في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي.

عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة).

ظهر بعدها التشيع الإسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر والشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق.

رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م.

سيطر على البلاد العديد من السلالات البربرية (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون).

أهم مراحل هذه الممالك الإسلامية:

الفتح الاسلامي في الجزائر

الفتح العربي الإسلامي :

العرب في شمال إفريقيا: فتح العرب المسلمون على عهد عمر بن الخطاب (من الشام ومصر وقد كانتا من ممتلكات الإمبراطورية البيزنطية في عهد عمر بن الخطاب وقد كان من الطبيعي أن يتابعوا فتوحاتهم إلى ما يلي مصر غربا حيث عزم عمرو بن العاص على متابعته الفتح والاستيلاء على شمال إفريقيا الغربي بعد انتهائه من الاستيلاء على بلاد الروم عندما عزى فرقة طرابلس ثم سيجري وفتحها عنة سنة 22 هـ/634م ثم أرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب يستأذنه في فتح ما بقي من شمال إفريقيا فأوقفه ونهاه لما بلغه عن قبائل البربر من طبيعة التمرد والعصيان وبسبب الروم البيزنطية بقوات كبيرة ضد الفاتحين.



حملة عبدالله بن سعد بن أبي سرح 27هـ/642م:

صدر الأمر من الخليفة عثمان بن عفان والي مصر حينها عبد الله بن سعد بن أبي سرح 27هـ بغزو شمال إفريقيا وفتحها فقدم إليها بجيش قوامه 20 ألفا ووجد في طريقه التطريق غريغويوس (جرجير) حاكم إفريقيا والمتمركز في *** على بعد 150 ميل جنوب قرطاجنة في جيش قوامه 120 ألف.

وانتهت المعركة بانهزام جيش البيزنطيين والبربر ومقتل غريغويوس العربي إلى طلب الصلح من أبي سرح و تعاهدو معه على أن ينصرف من بلادهم لقاء مبلغ من المال يدفعونه إليه عاد بن أبي سرح إلى مصر دون أن يولي أحدا على إفريقيا ودون أن يتخذ بها معسكرا وقد تأخر إتمام الفتح بعد ذلك خاصة بعد مقتل عثمان وما نجم عنه من فتن عصفت بالمسلمين في المشرق.

ما إذ بلغ هراقل إمبراطور بيزنطة انهزام الروم والبربر وانعقاد الصلح بتلك الكيفية بادر بتعبئة عسكرية تحت قيادة أحد بطارقته لإرغام الأفارقة على الدفاع مثلما دفعوا للعرب من أموال وقد أفضى الجدال بين الطرفين إلى نشوب القتال وانهزام حاكم إفريقيا الذي كان خليفة غريغويوس، الذي لجأ إلى معاوية بن أبي سفيان داعيا إياه لعودة إلى إفريقيا وفي السياق نفسه يذكر بعض المؤرخين أنهناك بعض الزعماء البربر من اتصل بالعرب في الفترة تلك أعقبت دعوة حملة بن أبي سرح يحثونه على العودة واستئناف الفتح تخلصا من الفوضى والاضطراب.

حملة معاوية بن خديج:

أصدر معاوية بن أبي سفيان أمره إلى واليه على مصر معاوية بن خديج بغزوإفريقيا سنة 45هـ/666م وكان رفقته الملك المخلوع (توفي بالطريق) وتم فتح بعض مدن شمال إفريقيا كبنزرت وجرولاء، جربة وسوسة.





حملة عقبة بن نافع الأولى:

أرسل معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع الفهري واليا على إفريقيا سنة 50هـ/670م ( في تقدير آخر بأربع سنوات من قبل) في تونس ووضع أثناء تلك المرحلة الحجر الأساس عندما أسس مدينة القيروان حيث مكثا بها ما يقرب 5 سنوات ثم عزل عقبة عن الولاية سنة 55هـ وعين مسلمة بن مخلد (مصر) مولاه أبو المهاجر الديناري واليا على إفريقيا حيث أسس هذا الأخير مركزا آخر غير القيروان وواصل الفتح غربا إلى أن وصل إلى تلمسان حيث هزم الملك البربري المسيحي كسجلة الذي آثر السلامة **** بالإسلام.

حملة عقبة بن نافع الثانية:

عاد عقبة بن نافع إلى ولاية إفريقيا سنة 62هـ/ 181-682م بعد وفاة معاوية كخليفة ومسلمة واليه على مصر فعمل عقبة على إعادة إعمار القيروان واعتقل خصم أبو مهاجر الديناري رفقة الملك كسيلة وتوجه نحو إتمام الفتح حيث تتبع مسار السهول حتى فتح منطقة بغي (شرق جبال الأوراس) بعد قتال عنيف مع البربر والروم الذين تحصنو فيها لمقاومته ومنها توجه إلى الأمير (تازولت) حيث الحصن البيزنطي المعروف وتم فتحها ثم واصل شرقا نحو المسيلة ثم إلى تيهرت (تيارت) التي انتصر بها أيضا على الروم والبربر ثم عبر تلمسان حيث فتح طنجة وبعض مدن المغرب إلى أن وصل شواطئ المحيط الأطلسي.

عزم عقبة على العودة إلى القيروان ومعه أسيره كسيلة وأبو المهاجر معتقلا الذي نصح عقبة بضرورة معاملة كسيلة معاملة حسنة بما يستميله وحتى لا ينقلب عليه مذكرا إياه بسيرة الرسول - ص- في معاملة جبابرة العرب وزعماء القبائل ولكن عقبة رفض الأخذ بنصيحته.

في أثناء عودته تمكن كسيلة من القرار وقد سبق له أن علم بمسار عودت جيش عقبة وما إن وصل إلى المدينة طبقة قرب بريكة حتى أمر جيشه بالسير نحو القيروان على أن يسير هو نحو تاهودة ليقيم بها حامية.

معركة تاهوتة: إستطاع كسيلة بعد فراره أن يجمع جيشا في البربر خهزمت القلة التي كانت مع عقبة حيث استشهد فيها رفقة أبي المهاجر الديناري الذي رفض تركه سنة 63هـ/ 682م جنوب شرق بسكرة.

كسيلة على عرض القيروان:

اتجه كسيلة نحو القيروان واحتلها بعد أن فضل واليها زهير بن قيس البدوي عدم المقاومة وانتقل شرقا إلى رقة وهكذا أنشأ كسيلة مملكة بربرية تشمل الأوراس والجزء الجنوبي من قسنطينة والجزء الأكبر من تونس واستمر ملكا إلى أن عاود العرب الزحف إليها من جديد سنة 99هـ/688م.

مواصلة الفتح:

أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتولية زهير بن قيس أميرا على إفريقيا سنة 688م وأرسل إليه 4000 مقاتل انضموا لجيوشه حيث سار إلى برقة على طريق الساحل حتى وصل إلى غرب القيروان وعسكر بجوارها وبعد معارك طاحنة قتل كسيلة سنة 71هـ/650م وانهزم جيشه وبذلك رأى زهير بأن الفرصة بعد وصول المدد إليهم من الشرق ( سواحل البربر) حيث التحم الجيشان وانتهت المعركة باستشهاد زهير بن قيس.

حملة حسان بن نعمان (والي مصر): أدرك حسان أن العائق الأكبر اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ حملته (73هـ/79هـ) ولعل أكثرها صحة 76هـ/695م حيث سار بأمر من عبد الملك بن مروان فاجتاز برقة وطرابلس ثم إلى القيروان ومنها إلى قرطاجنة معقل البيزنطيين ونقطة وصول الامدادات إليهم من البحر حيث حاصرهم حسان مرتين ثم فتحها في الثالثة وأمر بتدميرها حتى لا يبقى مطمع للروم والبربر للتستر بحصونها وبذلك قضى على آخر معقل للبيزنطيين ثم عاد إلى القيروان بعد أن بلغت أخبار تلك الفتوحات الأميرة البربرية أميرة قبيلة حراوة (من زناقة) وهي إحدى قبائل البتر الحضر المقيمين في الأوراس وانتقلت إلى منطقة بغاي فأمرت بهدم أسوارها حتى لا يتحصن العرب بها ثم انتقلت إلى منطقة مسكيانة وفي الوقت الذي كان حسان قد انتقل من القيروان نحو تبسة حتى بلغ وادي مسكيانة وانتهت المعركة التي دارت بين الجيشين بانتصار الكاهنة التي أسرت من العرب نحو 80 مقاتل وبعد مدة أطلقت سراحهم ما عدا خالد بن اليزيد القبسي الذي أبقته عندها وتبنته ولم تكشف بهذا الانتصار بل تعقبت جيش حسان حتى أخرجته من حدودها إلى غاية طرابلس.

استقر حسان بعد ذلك ما يزيد عن 3 سنوات حيث قرر إتمام الفتح بعد أن وصلته الإمدادات سنة 84هـ/700م وأقيل البربر هذه المرة على الفاتحين لا يقدمون الولاء والطاعة للفاتحين لأسباب كثيرة منها:

- سياسة الكاهنة في تدمير الحصون وتخريب البلاد وتحصنت الكاهنة بجبال الأوراس حيث وقعت معركة بين الطرفين واستقرت عن هزيمتها ومقتلها سنة 82هـ/701م.

- للإشارة فقد ولى حسان بن نعمان ابن الكاهنة الأكبر على قبيلة جراوة وعلى جبل الأوراس وعين ابنها الآخر قائد للجيش النظام والإدارة.

- عاد حسان إلى القيروان حيث وجه جهوده لتنظيم شؤون الإدارة والسياسة حيث قام:

- بإنشاء الدواوين (وزارة) تطلق على مصلحة ديوان تحديد الخراج.

- فرض الجزية على من بقي على المسيحية (مبلغ يدفع على من رفض الدخول للإسلام مبلغ رمزي).

- أنشأ بتونس مركز لصناعة المراكب البحرية والأسلحة وعندما آلت ولاية إفريقيا إلى الوالي موسى بن نصير سنة 705م/36هـ الذي أعاد ارسال البعثات العسكرية نحو الداخل وباتجاه الغرب حيث أتم الفتوحات وكان له دور كبير في إرساء دعائم الأمن والاقتصاد حيث صك نقوده سنة 710م/92هـ وسار على معاملة البربر والعرب وغيره بما تقتضيه الشريعة الإسلامية من حيث تحديد الحقوق والواجبات وهي أحد أهم عوامل الاستقرار الديني في المنطقة كما والاستقرار السياسي أيضا ولما استقر الفتح للمغرب أمر موسى بن نصير القائد الأعلى لجيش الفتح الإسلامي (طارق بن زياد).

بفتح الأندلس التي توجه إليها 92هـ/710م في جيشين أحدهما تحت قيادته والآخر تحت قيادة طريق بن مالك التخفي بعد أن تم فتح الأندلس أصبحت تابعة للمغرب المقصود بالمغرب هو كل ما فتحه المسلمون من تونس إلى المغرب الأقصى وكان يعتبر ولاية واحدة هي إفريقيا.

قاعة المغرب(عاصمة) في القيروان يعين ولاتها من طرف الخلفاء ويقوم الولاة على تعيين عمالهم على النواحي والأقاليم.

وقد بقي المغرب والأندلس ولاية واحدة إلى أن دخل عبد الرحمان معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي الأندلس 138هـ واستولى عليها وجدد

فيها ملك بني أمية الذي اندثر على يد العباسيين في المشرق.

الدولة العبيدية الفاطمية (استمرت حوالي 63 سنة ) (296هـ-361هـ)(909هـ-972هـ)

تنتمي هذه الدولة إلى عبيد الله المهدي الشيعي مؤسس الخلاقة العبيدية بالمغرب فهو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل أبن جعفر الصادق ولد بالشام (قيل ببغداد) سنة 260هـ/873م بنى فكرته الساسية على القول بالأمام المهدي المنتظر وما يحيط به من غموض وخفاء عاش بالمشرق مختفيا مطاردا من العباسيين في الوقت الذي كان فيه داعيته بالمغرب ابن عبد الله الصنعافي الشيعي يعمل على توطيد دعوته الشيعية وتهيئة الخلافة له بالدعوة والسيف حتى تكررت انتصاراته واطمأن إلى نجاحه عندها أرسل إلى عبيد الله يدعوه للقدوم للمغرب وقد خرج عبيد الله من مصر في زي التجار إلى طرابلس ومنها إلى قسنطينة ثم إلى سجلماسة (تافيلات) حيث وقع فيها بقصة والي العباسي وهو ما جعل داعيته يجهز جيشا كبيرا انطلق به من عاصمة ملك الأغالبة (رقادة) قضى به على دولة بني رستم واحتل تيهرت ومنها.

حتى قرر عبيد الله المهدي وولده وعاد وجميعا إلى رقادة وفيها أخذ عبيد الله البيعة العامة ولقب نفسه بالمهدي ربيع الثاني 297 جانفي 910م

الدولة *** ونظامها الحكومي:

تزامن وجود الخلافة العبيدية في المغرب مع وجود العباسيين في بغداد والأمويين بالأندلس.

تميزت ال**** العبيدية بالاستقلال التام والحكم المطلق وبذلك اجتمعت بين يديه كل السلطات تنفيذية تشريعية قضائية.

فالإمام هو رئيس الدولة الأعلى يلقب بأمير المؤمنين ويشترط أن يمتد نسبة إلى آل البيت يساعده وزراء وعمال وقضاة وقد عملت هذه الدولة أثناء نشأتها على استمالة سكان البلاد الأصليين من البربر وإدارة البريد ورغم ذلك لم يكن للعبيدية ثقة بأهل المغرب هو ما جعل عبيد الله المهدي فأمر بتأسيس *** والتي اختار لها موقعا حربيا مهم وبالغ في تحصينها وانتقل إليها سنة 308هـ-320م.

حدود الدولة العبيدية:

لأول مرة في تاريخ المغرب العربي اتخذت إفريقيا تحت لواء دولة واحدة قد كان بها أربع ولايات رئيسية ولاية مسيلة (مواطنين تانة والحضنة) ومنطقة عجيسة بين سطيف وقلعة بني حماد ولاية بقاي (منطقة كتابة في نواحي عنابة وقالمة، سطيف وجيجل) ولاية يشير مواطن صنهاجة ومجارها من منطقة زواوة وزناقة ولاية تيهرت مواطن الفراوة بين مليانة ومازوقة.

تولى من الأئمة العبيد يين أربعة منهما في عهد إحدى عشرة وقد استقل المغرب عن الدولة الفاطمية بمصر في عهد المستنصر والضاهر بين ( 1025-1094م) وانتهت دولة العبيديين بمصر حيث حول وزيره صلاح الدين الأيوبي الدعوة إلى العباسيين.

الصراع الشيعي الأموي في شمال :

شهد المغرب العربي أثناء القرن العاشر ميلادي صراعا بين الشيعة الذين أسسوا الدولة العبيدية وبين الأمويين المتمركزين في الأندلس.

فقد نزل الخليفة الأموي الأندلسي عبد الرحمان الناصر بساحل إفريقيا وفتح مليلة سنة 924م وبت دعائه في أرجاء المغرب الذين ما لبثوا ان انهزموا في حروبهما مع الشيعة.

اقيمت دعوة الأمويين في كل من وهران وتيهرت سنة 945م ضحت وأخذت فيها البيعة الخليفة الأموي عبد الرحمان الثالث الناصر لدين الله حاكم قرطبة إلى أن خرج لديهما الخليفة العبيدي المنصور 947 وأخلاهم من تيهرت وتوالت بعد ذلك حالات المد والجزر بين الشيعة والأمويين في بلاد المغرب إلى أن استقر الأمر للشيعة سنة 970م وتلاشت بذلك أطماع الأمويين في بلاد المغرب.

الممالك الإسلامية في المغرب العربي:

الدولة الرستمية (776-909م)

الدولة الإدريسية بالمغرب (788-923م)

الدولة الأغلبية (800-909م)

الدولة العبيدية (909-972م)

الدولة الزيرية الصنهاجية (972-1014م)

الدولة المصادقة (1114-1153).

الدولة المرابطية (1079-1145)

الدولة الموحدية (1130-1269م)

الدولة الحفصية ( 1230-1573م)

الدولة المرينية ( 1269-1373م)

الدولة الزيانية (1236-1550م)

العثمانيون في الجزائر:

27/01/1255م/20 محرم 656هـ تفكك الخلافة العباسية وسقوط بغداد في يد التقار.

699هـ/1300م أسس السلطان عثمان بن ارطوغل مملكة إسلامية مستقلة في بلاد الأناضول.

857هـ/1453م فتح القسطنطينية على يد محمد الثاني الفاتح.

923هـ/1517م انصر السلطان العثماني الأول على دولة المماليك واستولى على الشام ومصر.

ملاحظة: لم يتسم الحكام العثمانيون الأتراك بلقب الخلفاء إلا في القرن الثامن عشر ميلادي 1774 هو تاريخ المعاهدة التركية الروسية بعد خضوع بعض المسلمين للحكم المسيحي فاصبحت الحاجة ملحة للتدرع بهذا اللقب لاكتساح الشرق ولمواجهة الغرب.

في أوائل القرن الرابع عشر ميلادي بدأت تنطفئ قوى دول المغرب العربي الثلاث الحفصية المرينية والزيانية وهو ما فسح المجال واسعا أمام الأطماع الأوروبية ممثلة في الأسبان والبرتغال وجمهورية البندقية وجنوة الايطاليتين التي هاجمت سواحل شمال إفريقيا واحتلت أهم مواقعها في الفترة ما بين 1505-1512م كوهران مستغانم، بجاية وتنس وجيجل وبعض المراكز البحرية في المغرب الأقصى ومدينة تونس في الشرق في تلك المرحلة سطع نجم وجلي البحرية التركية بابا عروج وخير الدين الذين ساهم في نقل بقايا أهل الأندلس المطرودين إلى سواحل المغرب العربي وقد نزلا بالساحل التونسي وعقدا معاهدة مع حاكم تونس أبي عبد الله محمد الحفصي يكون الساحل التونسي بموجبها مرسى لأسطولها مقابل الخمس تدفع للخزينة الحفصية بتونس.

وبهذا أصبحت هذه الأخيرة منطلق

حيث تحررت بجاية وطرد الإسبان منها.

ثم جيجل التي كانت محتلة من طرف الجنويس سنة منذ 1260م وطردو سنة 1514م ثم إلى مدينة الجزائر بطلب من أهلها الدفع خطر الإسبان والتي دخلها.

ثم فتحو تلمسان سنة 1517 بعد أن استنجد بهما أهلها من ظلم حاكمها أبو حمو الثالث حليف الإسبان أعاد بعد ذلك مع حلفائه الإسبان وحاصرها حتى استشهد عروج سنة 1518 وأعاد فتحها خير الدين 1519).

إلحاق الجزائر بالإمبراطورية العثمانية:

وافق أعيان الجزائر على ما طرحه خير الدين من فكرة إلحاق الجزائر بالباب العالي خوفا من الخطر القادم من الشمال إلى جانب عامل الدين الذي ساهم في ذلك طلب وتقريرا مفصول إلى السلطان العثماني سليما الأول.

الذي لم يتأخر في إعلان قبوله وإذنه بضم الجزائر إلى مملكته ومنح خير الدين لقب بيلرباي (أمير الأمراء) واصل خير الدين غزواته البحرية حيث خرج من العاصمة سنة 1525 وهي الفرصة التي استقلها أمين القاضي للسيطرة عليها ليعود إليها خير الدين فاتحا القل وبونة ثم الدخول واحتلال قسنطينة سنة 1529.



مراحل الحكم

سنة الحكم

عدد الولاة

حكم مباشر

البايلاربايـات

1518-1587

21

البـاشــوات

1587-1659

27

حكم غير مباشر

الأغـــوات

1659-1671

05

الـدايـــات

1671-1830

30











التنظيم السياسي والإداري في الجزائر أثناء عهد العثماني

مرحلة الديات نموذجا:

كان للحكومة مجلسان أساسيان كان لهما الدور الكبير الأساسي في تسيير شؤون البلاد هما:

الديوان: يضم 7 أعضاء لينتخب منهم كبار ضباط الجيش والقادة.

مجلس الشيوخ (النواب) يضم الوزراء الذين يعينهم الحاكم من الأتراك وهم:

الخزناجي: مسئول المالية والشؤون الداخلية.

الآغـا: قائد الجيش(القوات البرية)

وكيل الخراج، قائد الأسطول البحري ومسؤول الشؤون الخارجية خةجة الخيل، رئيس *** الضرائب ومسئول وأملاك البايلك قاضي بيت المال، المكلف بشؤون العقود والمواريث والأملاك الشاغرة وهناك مجالس فرعية أخرى تعمل على مساعدة هذين المجلسين دون أن يكون لها أثر كبير في السياسة العامة يشترط في الغالب أن يكون كل أعضائها من أصل تركي يؤدون وظائف إدارية في الأساس.

وعبر كامل القطر الجزائري هناك ولادة وقادة ومشايخ كانت الجزائر مقسمة إداريا إلى أربع مناطق.

1.دار السلطان بمدينة الجزائر ومقرها القصبة وهي عاصمة الأجالة من تدلس شرقا إلى تنس غربا ومن ساحل البحر شمالا إلى سفوح الأطلس البادي جنوبا.

2.بايلك الشرق: عاصمته قسنطينة.

3.بايلك الوسط، التيطري عاصمته المدية.

4.بايلك الغرب، معسكر ثم وهران بعد جاء الإسبان منها سنة 1791م.

1/ سؤال: لماذا لم تحتل الجزائر فرنسا؟

1.إن احتلال الجزائر كان حتمية تاريخية.

2. الدولة العثمانية لم تواكب التطورات الحادثة في عصر النهضة

س2/ ماذا لو أن الداي حسين انسحب للداخل وفاء المقاومة؟

1.لو غير مقبولة في المنهج التاريخي.

أهم مراحل هذه الممالك الإسلامية:

██ النبي محمد, 622-632 ██ الخلفاء الراشدون, 632-661 ██ الخلافة الأموية, 661-750
التاريخ أحداث
647 وصول العرب: أبو المهاجر دينار مبعوث الأمويين
767 - 909 الدولة الرستمية (أول دولة إسلامية مستقلة)، والأغالبة العباسيون،
908 - 972 أبو عبد الله الشيعي والدولة الفاطمية
972 - 1148 [[بلدية
1007 - 1052 عائلة الزيريين تنقسم، حكم الحماديين
1052- 1147 حكم المرابطين ويوسف بن تاشفين.
1121 - 1235 المهدي محمد بن تومرت يدعو الموحدين.
1235 - 1556 حكم الزيانيين











 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc