معني اسم الله تعالى القريب و المجيب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معني اسم الله تعالى القريب و المجيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-05, 18:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معني اسم الله تعالى القريب و المجيب

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


الله جل جلاله

معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف

معني اسم الله تعالى الرفيق

معني اسم الله تعالى الصمد

معني اسم الله تعالى الغني

معني اسم الله تعالى الطيب

معني اسم الله تعالى الـمُحيي والـمُميت

معني اسم الله تعالى

القادر والقدير والمقتدر


معني اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

هل " المنتقم " من أسماء الله تعالى ؟

معني اسم الله تعالي العفوُّ

معني اسم الله تعالى الجواد

معني اسم الله تعالى المحيط

معني اسم الله تعالى المدبر

معني اسم الله تعالى المعطي و المانع





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-02-05, 18:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


معني اسم الله تعالى القريب و المجيب

قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186].

(القريب):

هو الذي ليس ببعيد فالله عز وجل قريب من عباده ..

. أي: أنا قريب الإجابة

وهو مثل قوله –عز وجل- وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [الحديد: 4].

وكما قال –عز وجل-: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة: 9].

وكما قال –عز وجل-: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16].

قال ابن القيم:

وهو القريب وقربه المختص
بـــــــــــــالداعي وعباده على الإيمان

فقربه سبحانه وتعالى نوعان:

1- قرب عام: وهو إحاطة علمه بجميع الأشياء

وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد

وهو بمعنى المعية العامة.

2- قرب خاص بالداعين والعابدين

هو قرب يقتضي المحبة والنصرة

والتأييد في الحركات والسكنات

والإجابة للداعين

والقبول والإنابة للعابدين


عبد الرحمن آل سعدي ((الحق الواضح المبين)) (ص: 64*.

قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186].

وإذا فهم القرب بهذا المعنى في العموم والخصوص

لم يكن هناك تعارض أصلاً بينه وبين ما هو معلوم من وجوده تعالى فوق عرشه فسبحان من هو علي في دنوه قريب في علوه


أحمد عيسى ((توضيح المقاصد)) (8/229)

فالله عز وجل قريب ممن دعاه بإجابته

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر

فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير

فقال: ((يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته))


رواه مسلم (2704).

وكذلك قول صالح -عليه السلام- لقومه

في القرآن الكريم فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [هود: 61].

فقوله قريب مجيب مقرون بالتوبة والاستغفار

أراد قريب مجيب لاستغفار المستغفرين التائبين إليه.

أما المجيب فاسم فاعل من أجاب يجيب فهو مجيب. فالله –عز وجل- مجيب دعاء عباده إذا دعوه

كما قال –عز وجل-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186].

فهو سبحانه وتعالى: المجيب

الذي يجيب المضطر إذا دعاه

ويغيث الملهوف إذا ناداه

ويقابل مسألة السائلين بالإسعاف

ودعاء الداعين بالإجابة

وضرورة المضطرين بالكفاية

بل ينعم قبل النداء

ويتفضل قبل الدعاء.

قال ابن القيم:

وهو المجيب يقول من يدعو أجيبـــــــــــه
أنا المجيب لكل من ناداني

وهو المجيب لدعوة المضطر إذ
يدعوه في سر وفي إعلان

إجابة الله -عز وجل- لعباده نوعان:

1- إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة

قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]

فدعاء المسألة أن يقول العبد اللهم أعطني كذا أو اللهم ادفع عني كذا

وهذا يقع من البر والفاجر

ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحال المقتضية وبحسب ما تقتضيه حكمته

وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر

ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعين الحق معه

كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله

فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته

وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه

وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات

فإنه من أدلة كراماتهم على الله.

2- إجابة خاصة ولها أسباب عديدة

منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة

فإن الله يجيب دعوته

قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل: 62].

وسبب ذلك شدة الافتقار إلى الله وقوة الانكسار وانقطاع تعلقه بالمخلوقين

ولسعة رحمة الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها

فكيف بمن اضطر إليها

ومن أسباب الإجابة طول السفر

والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه وصفاته ونعمه

وكذلك دعوة المريض والمظلوم والصائم والوالد على ولده أو له وفي الأوقات والأحوال الشريفة.

قال الشاعر:

مجيب السائلين.. حملت ذنبي
وسرت على الطريق إلى حماكا

ورحت أدق بابك مستجيراً
ومعتذراً... ومنتظراً رضاكا

دعوتك يا مفرج كل كرب
ولست ترد مكروباً دعاكا

وتبت إليك.. توبة من تراه
غريقاً في الدموع.. ولا يراكا


المصدر:

::المنهاج الأسنى

في شرح أسماء الله الحسنى

لزين محمد شحاته – 2/663









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-05, 18:36   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة




الآثار الإيمانية لاسم الله القريب


أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى بالقرب من داعيه بالإجابة

ومن مطيعه بالإنابة

فإنه يحرص على أن يكون قريباً من الله بتكميله العبودية

فإنه ليس بين الرب والعبد إلا محض العبودية

فكلما كمل قرب العبد إليه خصه بمزيد فضله

فمن تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً.

هذا قربه تعالى من عابده

وأما قربه من داعيه فكما في الآية

: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186]

وقربه تعالى من عباده وداعيه قرب خاص أخص من قرب الإنابة وقرب الإجابة

الذي لم يثبت أكثر المتكلمين سواه

((بدائع الفوائد)) (2/310).

وبهذا يتبين أن قربه تعالى من عباده نوعان:

أولهما: قربه – تعالى – من قلوب المؤمنين

وقرب قلوبهم منه

وهذا أمر معروف لا يجهل فإن القلوب تصعد إليه على قدر ما فيها من الإيمان والمعرفة به تعالى وذكره وخشيته والتوكل عليه لم ينكره منهم أحد.

والثاني: ما دل عليه الحديث ونحوه مثل قربه عشية عرفة

وقربه آخر الليل، كما ثبتت بذلك النصوص

. وهذا القرب ينكره أكثر المتكلمين من الجهمية والمعتزلة والأشعرية

وإنكاره منكر


كتاب ((التوحيد)) للغنيمان (1/266)


وللرد على من زعم أن القرب يقصد به الحلول والاتحاد

قال الإمام ابن القيم: (وأما ما ذكرتم من أن مشاهدة القرب تجعل القصد قعوداً: فكلام له خبئ

وقد أفصح عنه بعض المغرورين المخدوعين بقوله:

ما بال عينك لا يقر قرارها
إلام ظلك لا يني متنقلاً

فلسوف تعلم أن سيرك لم يكن
إلا إليك إذا بلغت المنزلا

وكأن صاحبه يشير إلى أنه وجود قلبه ولسانه

ووجوده أقرب إليه من إرادته ولطفه. هذا خبيء هذا الكلام

وتعالى الله عن إلحاد هذا وأمثاله وإفكهم علواً كبيراً

بل هو سبحانه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه.

وأما ما ذكرتم من القرب:

فإن أردتم عموم قربه إلى كل لسان من نطفه

وإلى كل قلب من قصده، فهذا – لو صح –

لكان قرب قدرة وعلم وإحاطة لا قرباً بالذات والوجود

فإنه سبحانه لا يمازج خلقه

ولا يخالطهم

ولا يتحد بهم مع أن هذا المنى لم يرد عن الله ورسوله

ولا عن أحد من السلف الأخيار تسميته قرباً

ولم يجئ القرب في القرآن والسنة قط إلا خاصاً كما تقدم.

وإن أردتم القرب الخاص إلى اللسان والقلب: فهذا قرب المحبة

وقرب الرضى

والأنس كقرب العبد من ربه وهو ساجد

وهو نوع آخر من القرب لا مثال ولا نظير

فإن الروح والقلب يقربان من الله وهو على عرشه والروح والقلب والبدن

وهذا لا ينافي القصد والطلب

بل هو مشروط بالقصد

فيستحيل وجوده بدونه

وكلما كان الطلب والقصد أتم كان هذا القرب أقوى


((مدارج السالكين)) (2/300-302).

المصدر:


:: منهج الإمام ابن قيم الجوزية

في شرح أسماء الله الحسنى

لمشرف بن علي بن عبد الله الحمراني الغامدي

– ص: 471









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-05, 18:38   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



الآثار الإيمانية لاسم الله المجيب


أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى بالمجيب الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول

ويبتدئ بالنوال قبل السؤال ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء

ويغيث الملهوف إذا ناداه

فإنه يقوى رجاؤه بربه وتعلقه به طمعاً ورجاء.

فهو الذي ابتدأ العباد بالإجابة

حيث قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]

فلا أعظم ولا أكرم من هذا العرض على العباد

فسبحان من انفرد بإجابة الداعين وتنفيس كرب المضطرين الذي من شأنه النوال قبل السؤال

أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

ومن مقتضى الإيمان بهذا الاسم الكريم

أن يكون المؤمن مجيباً

أولاً لربه تعالى فيما أمره به ونهاه عنه

وفيما قربه إليه ودعاه، ثم لعباده فيما أنعم الله عليه بالاقتدار عليه

وفي كل سائل بما يسأله إن قدر عليه وفي لطف الجواب إن عجز عنه

قال الله تعالى: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ [الضحى: 10].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت))


رواه البخاري (5178).

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وكان حضوره الدعوات وقبوله الهدايا غاية الإكرام والإيجاب منه

انظر: ((المقصد الأسنى))

للغزالي (ص: 106) بتصرف.


المصدر:

:: منهج الإمام ابن قيم الجوزية

في شرح أسماء الله الحسنى

لمشرف بن علي بن عبد الله الحمراني الغامدي

– ص: 456









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 04:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

وهذا لمن اراد مزيد من الافادة

معاشر المؤمنين:

إن الله خلق الخلق ليعرفوه بأسمائه وصفاته ويعبدوه بما شرع

وهذه هي الغاية المطلوبة منهم في هذه الحياة

قال ابن القيم -رحمه الله-:

“مفتاح دعوة الرسل، وزبدة رسالتهم، معرفة المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها“.

فالاشتغال بمعرفة الله، اشتغال بما خلق له العبد

وتركه وتضييعه إهمال لما خلق له، وليس معنى الإيمان هو التلفظ به فقط دون معرفة الله

لأن حقيقة الإيمان بالله أن يعرف العبد ربه الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة الله بأسمائه وصفاته، وبحسب معرفته بربه يزداد إيمانه,

قال الله -تعالى-: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[طه:8]، وقال -سبحانه-: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرحمن أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[الإسراء:110].

وإن من أسماء الله التي يجب أن نستوعب معناها ودلالتها وندرك آثارها ونتعبد الله بها اسم الله “القريب”

وقد ورود هذا الاسم لله في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع

قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة:189]

وقال -عز وجل-: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)[هود:60-61]

وقال -سبحانه-: (قُلْ إِن ضَلَلْت ُفَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)[سبأ:50].

عباد الله:

ومعنى القريب أي: الذى ليس ببعيد, فالله -عز وجل- قريب بعلمه من خلقه, قريب ممن يدعوه بالإجابة,

وقد روى ابن كثير في تفسيره أن أعرابياً قال: يا رسول اللّه! أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي -صلى اللّه عليه وسلم-

فأنزل اللّه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:189]

وقد ثبت في الصحيحين: “أن الله -تعالى- ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر“.

وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه-

قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا

فَقَالَ النَّبِيُّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتعالى جَدُّهُ“.

أيها المسلمون:

إن الله -سبحانه- قريب من عباده، عليٌ فوق عرشه، عليم بالسرائر، وما تكنه الضمائر، وهو قريب بالعلم والقدرة من عامة الخلائق أجمعين، وقريب باللطف

والنصرة وهذا خاص بالمؤمنين، من تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً،

وهو أقرب إلى العبد من عنق راحلته، وهو أيضا قريب من عبده بقرب ملائكته الذين يطلعون على سره ويصلون إلى مكنون قلبه.

والاعتقاد الحق كما قال شيخ الإسلام بن تيمية: “أنَّ الله -عز وجل- قريب من عباده حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته، وهو مستوٍ على عرشه، بائنٌ من خلقه، وأنه يتقرَّب إليهم حقيقة، ويدنو منهم حقيقة“.

أيها المسلمون:

ودلالة قربه -تعالى- نوعان:

قرب عام من كل أحد بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته وقدرته، قال -تعالى-: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ)[ق:16]، وقال -تعالى-: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ)[الواقعة:85].

وقرب خاص من عابديه وسائليه ومحبيه, “وهو قرب لا تُدرك له حقيقة, وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده

وعنايته به وتوفيقه وتسديده ومن آثاره الإجابة للداعين, والعناية للعابدين والنصر والتأييد والتمكين والفرج للمؤمنين“(السعدي).

عبـــاد الله:

إذا علم العبد بحقيقة اسم الله “القريب” ومعناه تذوق حلاوة الإيمان, وجنى لأجل ذلك ثماراً يانعة وآثاراً عظيمة, قد تكون سبباً لسعادته دنيا وآخرة؛ فمن ذلك:

الأمن والثقة: فمتى عاش المؤمن قريباً من الله أنس به واشتد يقينه، فهو في ملاذٍ أمين

وحصن مكين؛ لأنه في معية الله -سبحانه-، القريب منه في كل أحواله, فهو الصاحب له في سفره؛ كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “أنت الصاحب في السفر“(رواه مسلم)، وهو -سبحانه-

في نفس الوقت خليفته على أهله “والخليفة في الأهل“، وقد كان من دعائه -عليه الصلاة والسلام- عند السحر في السفر: “ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذاً بالله من النار“(رواه مسلم).

ومن الآثار: حصول السكينة والثبات:

قال الله -تعالى-: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)[ التوبة: 40].

ومن الآثار: اليقين بالنصر والفرج: قال -صلى الله عليه وسلم- “واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً“(رواه الترمذي).

وإن نصر الله آت، وفرجه قريب، والمؤمن لا يفقد أمله مع طول الانتظار بل يظل يُرجي من القريب المجيب نصره، وفرجه ولا يقترح عليه بل يتأدب بأدب العبد المسلّم لما أراده ربه ويأخذ بما شرع له من الأسباب.

إذا اشتملت على اليأس القلـوب
وضاق بما به الصدر الرحيب

وأوطأت المكاره واطمـأنـت
وأرست في أماكنها الخطـوب

ولم تر لانكشـاف الضر وجهاً
ولا أغـنى بحيلته الأريــب

أتاك على قنـوط منك غـوث
يمـن به اللطيف المستجيـب

وكل الحادثات إذا تنـاهــت
فموصول بها الفرج القريـب

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا
وعنــد الله منها المخـرج

كملت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكان يظنها لا تفرج

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..


ملتقى الخطباء









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 04:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

عباد الله:

هذا قرب الله من عباده, وهذه آثاره وثماره وغيرها كثير

, لكن ينبغي لنا أن نتساءل:

ما هي أعمال ومواطن القرب من الله والتي يجب على العبد أن يستشعرها ويقوم بها؛ لتكون تطبيقا عمليا لإحياء اسم الله ” القريب” في النفوس

كما اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وربى على ذلك أصحابه؟.

والجواب: أن من أراد القرب من الله فعليه أن يحافظ ويتزود من النوافل

قال -تعالى- في الحديث القدسي: “ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه“؛ فالمواظبة على النوافل دليل صدق المحبة، وبوابة القرب من (القريب).

ومن مواطن القرب من الله: السجود قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء“(رواه مسلم).

ومن المواطن أيضا: جوف الليل الآخر؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “أقربُ ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الساعة، فَكُن“(الترمذي).

ومن هذه المواطن الدعوة إلى الله أمراً بمعروف ونهياً عن منكر ودلالة على خير؛ قال ابن الجوزي “ألستَ تبغي القرب منه؟! فاشتغل بدلالة عباده عليه”(رواه الترمذي).

ومن ذلك قراءة القرآن كلام الله والدعاء وكثرة الذكر, وتقديم النفع واسداء المعروف

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “يَقُولُ اللَّهُ -عز وجل- يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟

فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، وَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي.

فَيَقُولُ: كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟

وَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ، وَلَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟“.

اللهم أصلح أحوالنا ودبر أمورنا.

ملتقى الخطباء









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc