فقه اسم الله تعالي المبين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فقه اسم الله تعالي المبين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-06, 17:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة فقه اسم الله تعالي المبين

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


الله جل جلاله

معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف

معني اسم الله تعالى الرفيق

معني اسم الله تعالى الصمد

معني اسم الله تعالى الغني

معني اسم الله تعالى الطيب

معني اسم الله تعالى الـمُحيي والـمُميت

معني اسم الله تعالى

القادر والقدير والمقتدر


معني اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

هل " المنتقم " من أسماء الله تعالى ؟

معني اسم الله تعالي العفوُّ

معني اسم الله تعالى الجواد

معني اسم الله تعالى المحيط

معني اسم الله تعالى المدبر

معني اسم الله تعالى المعطي و المانع

معني اسم الله تعالى القريب و المجيب





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 17:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


المبين

ورد اسمه سبحانه (المبين) في القرآن الكريم

في قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور: 25].

قال ابن جرير –رحمه الله تعالى

- (وقوله: وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور: 25]

يقول يعلمون يومئذ أن الله هو الحق الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب

ويزول حينئذ الشك فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما يعدهم في الدنيا يمترون)


((تفسير الطبري)) (18/84).

وقال الزجاجي

بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم:

(... فالله تبارك وتعالى المبين لعباده سبيل الرشاد

والموضح لهم الأعمال الموجبة لثوابه والأعمال الموجبة لعقابه

والمبين لهم ما يأتونه ويدرونه)


((اشتقاق الأسماء)) (ص: 181).

وقال الخطابي:

("المبين" هو البين أمره في الوحدانية

وأنه لا شريك له)


((شأن الدعاء)) (ص: 102).

وفي ضوء ما سبق يظهر لنا أن (المبين) له معنيان:

الأول: ظهور الله -عز وجل- بظهور الأدلة على وجوده ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته

واستقرار ذلك في العقول والفطر

يضاف إليها الأدلة السمعية التي أنزلها الله -عز وجل- في كتبه وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام.

الثاني: إظهار الله -عز وجل- الحق للخلق وإبانته لهم

ومن ذلك تعريفه نفسه سبحانه لعباده

وإقامته الأدلة الواضحة البينة على كمال

أسمائه وصفاته المقتضية لوحدانيته وإفراده وحده بالعبادة.


المصدر:

::ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها

لعبد العزيز بن ناصر الجليل – ص: 512









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 17:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



الدر الثمين في فقه اسم الله المبين

عباد الله:

إن من أعظم نعم الله عز وجل على الإنسان أنه سبحانه وتعالى قد اختصه من دون خلقه بالبيان والإفصاح

فإنّ صِفَة البيان من امْتِنان الله عز وجل على الإنسان

ومن أَخَصِّ خصائص الإنسان

والبيان هو القُدْرة عن التعبير، التعبير عن الأفكار وعن التصَوُّرات والمشاعر وعن العواطِف

وكلُّ ما يَعْتلج في نفْس الإنسان من مشاعر وعواطِف

وخواطِر يمكِن أنْ يُعَبِّر عنها, فالبيان من أخصِّ خصائص الإنسان,

فَيُمْكِن أنْ يُعَبِّر عنها بِلِسانِه,

ويُمْكن أنْ يُعَبِّر عنها بِقَلَمِهِ, ويُمْكن أنْ يُصْغي إليها بِأُذُنِهِ,

ويُمكن أنْ يفْهَمَها بِعقله

قال تعالى ممتنّا على بني البشر: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [ الرحمن 1ـ4]

فالبيان هو الإفْصاح والتعبير والكشف والإبانة والتوضيح

وورد في الأثر أنَّ البيان يطرد الشيطان.

والله عز وجل الموصوف بصفات الكمال لم ينعم على عباده بصفة من صفات الكمال

والقوة إلا اختص نفسه عز وجل بكمال الصفة

واشتق منها لنفسه عز وجل اسما يوافق هذه الصفة الكاملة

وعلى هذه القاعدة المتعلقة بإرادة الله ومشيئته

فإن من أسمائه عز وجل: المبين

والمبين هو الموصوف بالإبانة

وبيان الشيء ظهوره ووضوحه

والإبانة: الإظهار والإيضاح

وسمي الكلام بياناً لكشفه عن المقصود وإظهاره نحو:

(هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ) [آل عمران:138].

والمبين كاسم من أسماء الله عز وجل له عدة معاني

منها : أنه عز وجل المنفرد بوصفه المغاير لخلقه في الصفات والأسماء والأفعال,

ومنها أنه سبحانه المبين لعباده سبيل الرشاد الموضح لهم الأعمال الصالحة التي ينالون بها الثواب العظيم,

والأعمال السيئة التي ينالون عليها العقاب,

قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ)[التوبة: 115],

أي ما كان الله ليصرف الهداية عن قوم ويكتب لهم الضلال أو يتركهم ضالين,

جاهلين بأمور دينهم, إلا بعد أن يبين لهم ما يجب اتقاؤه من الأقوال والأفعال

ومن معاني اسمه “المبين”

-كذلك – أنه سبحانه البَيِّنُ أمرُه في الوحدانية,

فهو الإله الحقّ المُبِين لا شريك له

قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62],

فهو الواحد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله

وله الأسماء الحسنى والصفات العلا

وله الجلال والجمال والكمال.

ورد اسم الله المبين في القرآن في قوله تعالى:

(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [النور: 25],

ولم يُذكر اسم الله المبين في القرآن الكريم سوى في هذا الموضع

إلا أن هذا اللفظ ورد وصفاً وصف الله به أموراً في نصوص كثيرة, ومن ذلك:

اللوح المحفوظ الذي حوى ما كان وما هو كائن وما سيكون,

وقد وصفه الله تعالى بالمبين

فيما شمل وحوى من علم الله الواسع

بقوله: (وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].

ووصف الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن أمر دعوته ومهمته ووظيفته,

كل ذلك أمر مبين ظاهر البيان, لا يلتبس على من تفكّر في أمره قليلا:

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الأعراف: 184], وزكى الله القرآن بقوله تعالى: (الر * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) [الحجر: 1],

وما جاء به عليه الصلاة والسلام من الشرع الحكيم, والمنهاج القويم وصفه

بقوله تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) [النمل: 79],

وعن الجزاء الجميل والثواب الجزيل

وما يكافئ المولى المبين عباده الطائعين يوم القيامة

قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) [الجاثية: 30]

والقرآن الكريم مليء بالوصف بالمبين لكثير من الأشياء التي لا يتسع المقام لإيرادها,

ولكن يكفي أن ندرك أن شريعة الإسلام

بل كل الشرائع السماويّة, وما يتعلق بدعوة الرسل ورسالاتهم إلى أممهم كل ذلك يوصف بالمبين

لأنه بيّن لا لبس فيه ولا خلط ولاشطط.

وقد بين الله لعباده آياته بكل أنواع البيان

وأقام حجته على خلقه بأنواع البرهان

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) [الحج: 5],

وقال عز وجل: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 138],

أي ما ذكرناه لكم من وعد ووعيد

وأوامر ونواهي

ومن أحوال المكذبين

فيه دلالة ظاهرة

أنها تبين للناس الحق من الباطل

وتحدد أهل السعادة من أهل الشقاوة,

بيان يكشف لهم الحقائق ويرفع عنهم الالتباس

, يهديهم إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم,

لأنهم هم المنتفعون بالآيات فتهديهم إلى سبيل الرشاد

وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغي،

وأما باقي الناس فهي بيان لهم

تقوم به عليهم الحجة من الله، ليهلك من هلك عن بينة, مع أن الإشارة

في قوله: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ)

تحتمل أن تعود على القرآن العظيم

والذكر الحكيم

وأنه بيان للناس عموما

وهدى وموعظة للمتقين.









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 17:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



أيها المسلمون:

وبجولة في كتاب الله

نجد أن اسم الله المبين له معاني كثيرة ودلالات هامة تعتبر بمثابة مجالات التبيين منه عز وجل لعباده

لأنه سبحانه وتعالى ما خلق عباده وتركهم هملا دون إرشاد وهداية وبيان

ومن هذه المعاني والمجالات:

أولا : أنه سبحانه المبيّن لعباده سبيل الرشاد

وأوضح لهم الأعمال الموجبة لثوابه

والأعمال الموجبة لعقابه

والمبين لهم ما يأتونه وما يذرونه

وما يحبه وما يكرهه

وما يرضاه وما يسخطه من الأقوال والأعمال: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النساء: 26]

أي يريد ربكم من خلال رسله وكتبه أن يوضح لكم ما يجب عليكم من الحلال والحق وما يحرم عليكم من الحرام والباطل.

ثانيا : المبين عز وجل هو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته، ولم يتركه حيراناً من غير تبيين لا يستند إلى منهج قويم يتبعه ولا طريق مستقيم يسير عليه,

بل أوضح له المهمة وحدد له الهدف, وشرح له الوظيفة

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات : 56],

وأبان لهم بالأدلة القاطعة والحجج الداحضة,

والبراهين الواضحة على وحدانيته

وأبان لهم دينهم بأحكام شريعته.

ثالثا : والمُبِيْنُ يَعْنِي أنَّ أُلُوهِيتَهُ ظَاهِرَةٌ لا شَكَّ فِيْهِ، فكُلُّ شَيء يَدلُّ عَلَى وُجُودِهِ

من فلك أو مجرة أو حيوان أو إنسان أو طير أو جماد

كل ذلك يدل على وجود الله تعالى

فتبين من خلال ذلك أن الله ظاهر, وَإِنْ كُنَّا لا نَرَاهُ بِأَعْيُنِنَا

أو كَانَ لا يُحَسُّ وَلا يُمَسُّ وَلا يُجَسُّ لَكٍنَّهُ ظَاهِرٌ وكُلَّ شَيء في العَالَمِ يَشْهَدُ بِوُجُودِهِ مَعْنًى ولزوماً

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [فصلت: 37].

رابعا : ومن صور تبيين الله لشرائعه أن أرسل لكل أمّة رسولا يتحدّث بلسانها, ليحصل لهم البيان,

قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم: 4],

يقول السعدي:

” ما يحتاجون إليه، ويتمكنون من تعلم ما أتى به، بخلاف ما لو كانوا على غير لسانهم، فإنهم يحتاجون إلى أن يتعلموا تلك اللغة التي يتكلم بها الرسول أولاً، وبعدها يحاولون

فهم ما يريده منهم

فإذا حصل البيان لما أمروا به، وما نهوا عنه

وقد يحصل أثر التبيين بمعرفة الاهتداء

وقد لا يحصل أثره بسبب ضلال المبين لهم

والمهم أن حجة الله المبين قامت عليهم“.

خامسا : وهو سبحانه الحق المبين، الذي بيّن بمنه وكرمه سبيل المؤمنين

ورغّب الناس في سلوكها،

وبيَّن سبيل المجرمين

وحذر الناس منها

وأرسل بذلك الرسل، وأنزل الكتب,

كما قال سبحانه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89],

بياناً للناس لما بهم إليه من الحاجة من معرفة أصول الدين وفروعه

والحلال والحرام والثواب والعقاب,

وكل ما يحتاج إليه العباد من أحكام الدارين

فهو مبين فيه أتم تبيين،

بألفاظ واضحة ومعان جلية، فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله على العباد كلهم فانقطعت به حجة الظالمين وانقطع به العذر على العاصين.

سادسا : ثم إن الله بيّن كل ما تحتاجه البشرية من أحكام العبادات والمعاملات وأحكام المعاد والبعث والنشور وأحكام الحساب والجزاء والعقاب

ووصف الجنة وأهلها ووصف النار وأهلها حتى يستقر أهل الجنة في النعيم وأهل النار في الجحيم

وبين ما لهم بعد القدوم عليه

من نعيم دائم في الجنة، لمن آمن به وعمل بشرعه، ومن عذاب أليم في النار، لمن كفر به وأعرض عن شرعه,

فقال سبحانه: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ

* فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ*وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) [الروم: 14-16]

وقال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) [الإسراء: 12],

قال عز وجل: (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ) [النحل: 39].

كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلّم الشرع أشد البيان وأوضحه, فعَنْ الْعِرْبَاض بْنَ سَارِيَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:” قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ,

وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ”

[أحمد(17142)].

كما بين الحلال والحرام، ولم يجعل الأمر ملتبسا,

فعَنْ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ

فقد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقع في الحرام”

[البخاري(52)مسلم(1599)].

فسبحان الملك الحق المبين الذي بيَّن لعباده كل شيء,

فبين لعباده توحيده وتفرده بالخلق

والأمر والحكم ليعبدوه وحده,

وبين لعباده أسماءه الحسنى

وصفاته العلا

ليدعوه بها، ويسألوه بموجبها,

ويتعبدوا بها ويمتثلوها عملاً واتصافاً,

وبين لهم صفات عظمته وجلاله وكبريائه ليعظموه ويكبروه, وبين لهم صفات جماله وحسنه ليحمدوه ويشكروه

وبين لهم صفات أفعاله وحسنها واللطف فيها ليحبوه ويثنوا عليه, وبين لهم طريق العبودية المستقيم

الذي يحببهم إليه، ويوصلهم إليه

قال سبحانه: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

اللهم أرشدنا وأنر بصائرنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، واجعلنا من عبادك المتقين الصالحين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


ملتقى الخطباء









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-06, 17:52   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


ثمرات الايمان لهذا الاسم

أيها المسلمون:

إن التدبر والعمل باسم الله المبين يفرض على العبد أن يلتزم طريق الوضوح والبيان والصدق طوال حياته

وفي كل تصرفاته وأخلاقياته وسلوكياته

وعلى العبد المؤمن أن يعرف طريق العبودية لله عز وجل باسمه المبين

فيتحلّى بالبيان ويسعى في تبيين الحقائق

وإظهار الحقّ ولو على نفسه, ولا يغيّر الحقائق

لأن النهى عن ذلك: (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:42],

ويتجنب فعل أهل الكتاب, الذين غيّروا وبدّلوا بعد أن عرفوا, ثم نبذوا الحقّ ورائهم وكتموه,

قال سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران: 187]

, فليصدع بالحق ولا يخاف جائرا لجوره

ولا ذي سلطان لسلطانه وبطشه

لأن غير الله أيا كان بقاؤه بإبقاء الله وقدرته,

ولا يكتم من دين الله سبحانه شيئاَ لأجل مصلحة دنيوية أو لقول قائل

وقد ورد أن والي البصْرة جاءَهُ كِتابٌ من يزيد بن عبد الملك الخليفة

يَأْمُرُه بشيءٍ لا يُرْضي الله عز وجل، وكان عنده الإمام العلَم الجهبذ الحسن البصْري, فوقع هذا الوالي في حَيْرة أَيُنَفِّذ أمْر يزيد ويُغْضِب الله عز وجل ؟ أم يرفُض أمْر يزيد فَيرضي الله ويُغْضِب يزيد ؟

ولعَلَّهُ يخْلَعُهُ من عمَلَهَ فاسْتشار الإمام الحسن البْصري قال هذا الإمام كلِمَةً تُكْتَبُ بماء الذهب قال: إنَّ الله يمْنَعُك من يزيد, ولكِنّ يزيدا لا يمْنعك من الله

وفي الحديث الصحيح: عنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ”

[الترمذي(2649) صححه الألباني].

ومن العبودية باسم الله المبين أن يحرص العبد على دعاء ربه بهذا الاسم العظيم

خاصة إذا كان في حاجة ماسة لبركات وحقائق هذا الاسم

مثل أن يكون العبد مظلوما ولا يجد حجة لبراءته أو دليلا قاطعاً أو منصفا، فيذكر الاسم في دعائه ليتقرب به إلى ربه طلبا لحاجته,

كأن يقول: اللهم أنت الحق المبين فرّج كُربي وارفع الظلم عني، أو يكون العبد حائرا من أمره لا يدري أين الطريق

وما الصواب

وقد ورد الدعاء بالوصف الذي تضمنه الاسم

في قول الله تعالى حكاية عن بني إسرائيل لما طلبوا من موسى أن يبيّن لهم في شأن البقرة

: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) [البقرة:68]

وقد كان من دعاء ابن الجوزي رحمه الله:

” لا اله إلا الله توحيدا يباين عقائد المشركين، لا اله إلا الله تنزيها يناقض دعاوى المبطلين

لا اله إلا الله إقرارا بما أنكرته عقول الجاحدين، لا اله إلا الله إيقانا لا يشوبه تردد الشاكين، لا اله إلا الله الملك الحق المبين“.

ألا صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه,

فقال: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي), اللهمّ صلّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم يا حنان يا منان يا ذا اللطف والجود والكرم والإحسان يا حي يا قيوم نسألك برحمتك أن تغفر لنا في ليلتنا هذه أجمعين

اللهم اغفر لنا في ليلتنا هذه أجمعين، وهب المسيئين منا للمحسنين.


ملتقى الخطباء









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-07, 14:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مدون واع
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت و سلمت يمينك










رد مع اقتباس
قديم 2020-02-07, 15:14   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدون واع مشاهدة المشاركة
بوركت و سلمت يمينك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-08, 14:45   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد.114
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

سبحان ربنا الظاهر المبين رب العالمين










رد مع اقتباس
قديم 2020-02-08, 21:39   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
sana lkahtnin 12
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جميلة ماشاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2020-02-17, 07:45   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ghaid almutairy
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي اسماء الله

من احصاها قولا وفعلا وقولا
وليس قولا فقط










رد مع اقتباس
قديم 2020-02-17, 20:14   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
يا ربى
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc