معنى اسم الله تعالى الصّبور - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى الصّبور

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-10, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معنى اسم الله تعالى الصّبور

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


الله جل جلاله

معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف

معني اسم الله تعالى الرفيق

معني اسم الله تعالى الصمد

معني اسم الله تعالى الغني

معني اسم الله تعالى الطيب

معني اسم الله تعالى الـمُحيي والـمُميت

معني اسم الله تعالى

القادر والقدير والمقتدر


معني اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

هل " المنتقم " من أسماء الله تعالى ؟

معني اسم الله تعالي العفوُّ

معني اسم الله تعالى الجواد

معني اسم الله تعالى المحيط

معني اسم الله تعالى المدبر

معني اسم الله تعالى المعطي و المانع

معني اسم الله تعالى القريب و المجيب

فقه اسم الله تعالي المبين

معني اسم الله تعالى الوتر

هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟

معني اسم الله تعالى الرُّشيد





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-02-10, 18:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


الصبور

يوصف الله عزَّ وجلَّ بصفة الصبر

كما هو ثابت في السنة الصحيحة

أما (الصبور)؛ ففي إثبات أنه اسم لله تعالى نظر.

· الدليل:

حــديث أبي موسى رضي الله عنه: ((ما أحـدٌ أصبر على أذى سمعه من الله؛ يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم))


رواه البخاري (7378)

ومسلم (49).


قال الخطابي:

(معنى الصبور في صفة الله سبحانه قريب من معنى الحليم؛

إلا أن الفرق بين الأمرين

أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور

كما يسلمون منها في صفة الحليم

والله أعلم بالصواب)

((شأن الدعاء)) (ص 98).

وقال قَوَّام السنة الأصبهاني:

(قال بعض أهل النظر: لا يوصف الله بالصبر

ولا يقال: صبور

وقال: الصبر تحمل الشيء

ولا وجه لإنكار هذا الاسم

لأن الحديث قد ورد به

ولولا التوقيف؛ لم نقله)


((الحجة)) (2/456).


قلت: وصف الله عزَّ وجلَّ بالصبر ثابت

كما مرَّ في حديث أبي موسى رضي الله عنه

أما اسم الصبور

فلعله يعني بالحديث حديث سرد الأسماء عند الترمذي، وهو ضعيف

ولا أعرفُ آيةً أو حديثاً صحيحاً يثبت هذا الاسم له سبحانه وتعالى.

وقال الحافظ ابن القيم:

(وصبره تعالى يفارق صبر المخلوق ولا يماثله من وجوه متعددة،...

والفرق بين الصبرِ والحلمِ: أنَّ الصبر ثمرة الحلم وموجبه

فعلى قدر حلم العبد يكون صبره

فالحلم في صفات الرب تعالى أوسع من الصبر...

وكونه حليماً من لوازم ذاته سبحانه

وأمَّا صبرُه سبحانه فمتعلقٌ بكفرِ العباد

وشركهم ومسبتهم له سبحانه

وأنواع معاصيهم وفجورهم)


((عدة الصابرين)) (ص 408).

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان

تعليقاً على كلام المازري ا

لذي نقله النووي في شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه؛

حيث قال المازري: (حقيقة الصبر: منع النفس من الانتقام أو غيره؛ فالصبر نتيجة الامتناع

فأطلق اسم الصبر على الامتناع في حق الله تعالى)

قال الغنيمان:

(قلت: قولـه: (فأطلق اسم الصبر على الامتناع في حق الله تعالى)

فيه نظر

وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلق على ربه الصبر

وأنه ما أحد أصبر منه

وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله تعالى

وأخشاهم له

وأقدرهم على البيان عن الحق

وأنصحهم للخلق

فلا استدراك عليه، فيجب أن يبقى ما أطلقه صلى الله عليه وسلم على الله تعالى بدون تأويل

إلا إذا كان يريد بذلك تفسير معنى الصبر

ولكن الأولى أن يبقى كما قال؛ لأنه واضح

ليس بحاجة إلى تفسير)


((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/93).


وقال ابن القيم رحمه الله

وهو الصبور على أذى أعدائه
شتموه بل نسبوه للبهتان

قالوا له ولد وليـــــس يعيدنا
شتما وتكذيبا من الإنسان

هذا وذاك بسمعه وبعلمه
لو شاء عاجلهم بكل هوان

لكن يعافيهم ويرزقهم وهم
يؤذونه بالشرك والكفران


في نونيته (ص/207):

وقد ورد ذكر "الصبور" في الأسماء الحسنى

في وراية الوليد بن مسلم

عند الترمذي وغيره ، كما سبق

وعده من جملة الأسماء الحسنى من أهل العلم :

الخطابي ، وابن منده ، والحليمي

والبيهقي ، وابن العربي

والقرطبي ، وابن القيم ، وغيرهم


ينظر : "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" ، د.محمد خليفة التميمي (223) ]









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-02-10 في 18:08.
رد مع اقتباس
قديم 2020-02-10, 18:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



معني اسم الله تعالى الصبور

معاشر المؤمنين:

إن العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته يزرع في القلب الأدب مع الله والحياء منه

فالأدب مع الله -جل وعز- هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء:

معرفته بأسمائه وصفاته

ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة

متهيئة لقبول الحق علمًا وعملاً وحالاً.

وإن من أسماء الله التي ينبغي أن نتعلمها وندرك معانيها وآثارها اسم الله الصبور,

واسم الصبور مأخوذ من قوله -صلى الله عليه وسلم-: “ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعُون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم“(رواه البخاري)

وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله؛ إنهم ليجعلون له ولدًا وشريكًا وهو يرزقهم ويعافيهم“(متفق عليه).

قال الخطابي -رحمه الله-:

“الصَّبُوْرُ: هُوَ الذِي لا يُعَاجِلُ العُصَاةَ بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ، بَلْ يُؤَخِّرُ ذَلِكَ إلَى أجَلٍ مُسَمَّى، وَيُمْهِلُهُم لِوَقْتٍ مَعْلُوْم“.

وقال ابن حجر في الفتح:

“والصبور الذي لا يستعجل في مؤاخذة العصاة، أو الذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه“.

وقال ابن القيم:

“وَصَبْرُهُ تَعَالَى يُفَارِقُ صبرَ المخلوقِ ولا يُمَاثِلُهُ منْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ، منها: أنَّهُ على قدرةٍ تَامَّةٍ, ومنها: أنَّهُ لا يَخَافُ الغَوْثَ، والعبدُ إِنَّمَا يَسْتَعْجِلُ لِخَوْفِ الغوثِ, ومنها: أنَّهُ لا يَلْحَقُهُ بِصَبْرِهِ أَلَمٌ ولا حزنٌ ولا نقصٌ بوجهٍ ما“.

عباد الله:

ما أعظم صبر الله على عباده، وما أطول إمهال الله، ولو أنه أخذ الناس بأول الجرم وابتداء الإثم، ما ترك على الأرض من أحدٍ أبدًا، عدلاً منه وقسطًا

ولكنه غفور رحيم، رؤوف كريم، صبور

قال العزيز العليم: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً)[الكهف: 58].

وصبر الله على العباد له صور متعددة: فمن ذلك صبره على كفر العباد بربهم ومسبتهم له

والقول عليه بما ليس فيه وما ليس له

قال الله -تعالى- عن هؤلاء: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) [مريم: 88 –91].


وثبت أيضًا في الصحيح قال الله -تعالى-:

“كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته

وأما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدًا وأنا الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد“(البخاري).

ومن صبره -سبحانه وتعالى- على عباده: صبره على من اتخذ الأنداد والشركاء يعبدونهم من دونه

فلا يعاجلهم بالعقوبة ويترك لهم الفرصة ويمهلهم,

فإذا ما عادوا إليه قبل توبتهم وإلا أخذهم أخذ عزيز مقتدر بعد أن يقيم عليهم الحجة والبرهان,

فهناك من يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الخالق

سواء أكان هذا المخلوق حيًا أم ميتًا، نبيًا أم وليًا، أو ملكًا أم جنيًا أم غيرهم، كأن يطلب منه شفاء مريضه

أو نصره على الأعداء، أو كشف كربة، أو أن يغيثه، أو أن يعيذه

وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله

فهذا كله شرك أكبر مخرج من الملة بإجماع المسلمين

لأنه دعا غير الله واستغاث به واستعاذ به

وهذا كله عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله بإجماع المسلمين

وصرفها لغيره شرك

لأنه اعتقد في هذا المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله -سبحانه وتعالى-

وهناك من لا يحتكم إلى دينه وشرعه ويتخذ من قوانين الأرض منهجًا ومثلاً ونبراسًا؛ ومنهج الله هو أقوم وخير وأبقى.

ومن صبر الله على عباده: أنهم يعملون المعاصي والسيئات

فلا يعاجلهم بالعقوبة

بل يترك لهم الفرصة تلو الفرصة لعلهم يتوبوا إليه ويعودوا إليه

وهو -سبحانه- قادر على معاجلتهم بالعقوبة لكنه يصبر رحمة منه, عن عبدالرحمن بن جبير -رضي الله عنه-

قال: “أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- شيخ كبير هرم، سقط حاجباه على عينيه، وهو مدعم على عصا -أي: متكئٌ على عصا- حتى قام بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم –

فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها، لم يترك داجة ولا حاجة إلا أتاها، لو قسمت خطيئته على أهل الأرض لأوبقَتْهم -لأهلكَتْهم- أَلَهُ من توبة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: “هل أسلمت؟”

قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: “تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك كلهن خيرات“، قال: وغدراتي وفجراتي يا رسول الله؟!

قال: “نعم، وغدراتك وفجراتك“، فقال: الله أكبر، الله أكبر، ثم ادعم على عصاه، فلم يزل يردِّد: الله أكبر، حتى توارى عن الأنظار”(صحَّحه الألباني).

قال -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)[فاطر: 45].

أيها المسلمون:

ومن صبر الله على عباده: أنه يرزقهم ويغدق عليهم النعم ليلاً ونهارًا ولا تجد أكثرهم شاكرين, ولو أن إنسانًا أسدى إليك معروفًا ولم تشكره

فلا شك أنه سيتأثر بذلك ولن يعمل لك معروفًا آخر؛ فكيف بالله؟!

تتقلب في نعمه وسخر لك الكون بما فيه ولا تقوم بشكره, ومع هذا تتوالى عليك نعمه كل حين

قال -سبحانه وتعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ

* وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 32-34].

بل هناك من ينكر نعم الله وفضله ويشكر غير الله؛ والله -سبحانه وتعالى- يصبر ولا يعاجل بالعقوبة عن حكمة واقتدار, وعفو ورحمة وامهال

عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- قال: صلَّى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربكم؟”

قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: “أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر

فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب“(البخاري ومسلم)؛ فأين الشاكرون؟

يقول -تعالى-: (وقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور)[سبأ ُ13].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم,

قلت ما قرأتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-10, 18:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



الآثار الإيمانية لاسم الله الصّبور

أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى بالصبر فلا يعاجل العصاة بالانتقام منهم ويمهلهم لوقت معلوم

فإن هذا كله يفتح له باب الرجاء ويحثه على الإنابة إلى الله تعالى.

قال الإمام ابن القيم:

وأما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد وشركهم

ومسبتهم له سبحانه وأنواع معاصيهم وفجورهم فلا يزعجه ذلك كله إلى تعجيل العقوبة بل يصبر على كيده، ويمهله

ويستصلحه ويرفق به

ويحلم عنه، حتى إذا لم يبق فيه موضع للضيعة

ولا يصلح على الإمهال

والرفق بالحلم ولا ينيب إلى ربه ولا يدخل عليه لا من باب الإحسان والنعم

ولا من باب البلاء والنقم أخذه أخذ عزيز مقتدر بعد غاية الإعذار إليه

وبذل النصيحة له ودعائه إليه من كل باب

وهذا كله من موجبات صفة حلمه

وهي صفة ذاتية له لا تزول


((عدة الصابرين)) (ص: 420، 421).

ومن مقتضى الإيمان بهذا الاسم الكريم

أن يصبر العبد ويتصبر ويصابر

وقد أمر الله بذلك فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ [آل عمران: 200]

فأمر سبحانه بالصبر على ما يخصه وعلى مصابرة الأعداء والمداومة على الصبر حتى يتخذه إلفاً وصاحباً وخلاً ومؤانساً

وقد أخبر أنه يحب الصابرين وأنه معهم والصابرون جمع صابر

والصابر أعلى مقاماً من المتصبر

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر

فقال لها: ((اتقي الله واصبري))


رواه البخاري (1252)

ومسلم (926).

من حديث أنس رضي الله عنه.


وفيه فقال ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) .


وقلما يكون الصبر عند الصدمة الأولى من المتصبر

وإنما يكون من الصابر أو الصبار أو الصبور

وهي مقامات بعضها فوق بعض

((الأسنى في شرح الأسماء الحسنى))

للقرطبي (1/141).


المصدر:

:: منهج الإمام ابن قيم الجوزية

في شرح أسماء الله الحسنى

لمشرف بن علي بن عبد الله الحمراني الغامدي

– ص: 478









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-10, 18:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


الآثار الإيمانية لاسم الله الصّبور

عباد الله:

فــإن المؤمن عندما يدرك اتصافه -تعالى- بالصبر فلا يعاجل العصاة بالانتقام منهم ويمهلهم لوقت معلوم

فإن هذا كله له آثار عظيمة في حياته

حيث يفتح له باب الرجاء ويحثه على الإنابة إلى الله -تعالى-

ولا يعتريه اليأس من رحمة الله وعفوه

فيبادر إلى التوبة

كلما أذنب أو قصر في حق الله -سبحانه وتعالى-

ويدرك في نفس الوقت أن صبر الله إمهال وليس إهمالاً.

ومن آثار الإيمان باسم الله الصبور:

أن يتعلم العبد الصبر والمصابرة على عبادة الله وطاعته بما شرع -سبحانه-

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آلعمران: 200]

فأمر -سبحانه- بالصبر على ما يخصه وعلى مصابرة الأعداء والمداومة على الصبر حتى يتخذه إلفًا وصاحبًا وخلاً ومؤانسًا

وقد أخبر أنه يحب الصابرين وأنه معهم.

ومن ذلك يتعلم المؤمن الصبر على أقدار الله,

والصبر على تعامله مع الخلق من حوله, والصبر على الأهل وتربية الأولاد

قال -تعالى-: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[الشورى:43]

وقال -سبحانه-: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً)[المزمل:10].

وفي سنن ابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-

قال: “مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى أَنْ يَنْتَصِرْ دَعَاهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ حَتّى يُخْيّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَتُهنَّ شَاءَ“(حسنه الألباني).

فتحلوا بالصبر -أيها المؤمنون-

وعيشوا في ظلال اسم الله الصبور

يسعدكم في الدنيا ويوم النشور.

اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد

وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc